الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
في الختام نُحَذّر الدكتور علي جمعة من مغَبّة غِيبَةِ المسلمين وأكل لحومهم؛ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)} (الحجرات:12)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:«أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» ، قَالُوا:«اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» ، قَالَ:«ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» ، قِيلَ:«أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟» ، قَالَ:«إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» (رواه مسلم)(1).
وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ: «ذَكَرْتُ رَجُلًا بِسُوءٍ عِنْدَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ فِي وَجْهِي وَقَالَ: «أَغَزَوْتَ الرُّومَ؟» ، قُلْتُ:«لَا» .
قَالَ: «فَالسِّنْدَ وَالْهِنْدَ وَالتُّرْكَ؟» ، قُلْتُ:«لَا» .
قَالَ سفيان: «فَلَمْ أَعُدْ بَعْدَهَا» (2).
(1) صحيح مسلم (4/ 2001)، برقم (2589). (بَهَتَّهُ) أَيْ قُلْتَ عَلَيْهِ الْبُهْتَانَ وَهُوَ كَذِبٌ عَظِيمٌ يُبْهَتُ فِيهِ مَنْ يُقَالُ فِي حَقِّهِ، والْبُهْتَانِ هُوَ الباطل، والغيبة ذِكْرُ الْإِنْسَانِ فِي غَيْبَتِهِ بِمَا يَكْرَهُ، وَأَصْلُ الْبَهْتِ أَنْ يُقَالَ لَهُ الْبَاطِلُ فِي وَجْهِهِ وَهُمَا حَرَامَانِ. [انظر: شرح النووي على مسلم (16/ 142)، تحفة الأحوذي (6/ 54)].
(2)
شعب الإيمان للبيهقي (5/ 314)، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (10/ 18)، البداية والنهاية لابن كثير (9/ 336). ونقول للمفتي: سلِمَ منك اليهود والنصارى والشيوعيون والعلمانيون والليبراليون والشيعة، ولم يسلم منه إخوانك المسلمون.
ونحذر المفتي من مغَبّة غِيبَةِ علماء المسلمين وأكْلِ لحومهم، فلحوم العلماء مسمومة، ونذكّره بما ختم به كتابه (المتشددون) حيث نقل (ص 158) قول الحافظ ابن عساكر رحمه الله:«اعلم يا أخي، وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار مُنْتَقِصِهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلْب بلاه الله قبل موته بموت القلب» (1).
وأذَكّر إخواني السلفيين بالصبر على ظلم المفتي لهم، وأبَشِّرُهم بما أقسم عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق:«ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله
(1) تبيين كذب المفتري (ص 29).