المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيهمون بذلك - السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني - جـ ٢

[ابن أبي عاصم]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ لصعيد واحد

- ‌باب مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرْطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ وعد من تمسك بأمره ورود حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُصَدُّ عَنْ حَوْضِهِ قَوْمًا بَعْدَ أَنْ يَرِدُوهُ:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ الْمِيزَانِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

- ‌ باب: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ أَوْ نِصْفِ أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي

- ‌باب أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يوم القيامة فيهمون بذلك

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ الْكَبَائِرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ:

- ‌ بَابُ الإِيمَانِ بِالْبَعْثِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مُفَارِقِ الْجَمَاعَةِ:

- ‌ بَابُ الْمَارِقَةِ وَالْحَرُورِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ السَّابِقِ لها خذلان خالقها:

- ‌ باب في الإرجاء والمرجية وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ فَوَرَّثَهُ

- ‌ بَابٌ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَأَنَّ لِلَّهِ فِيهِ خِيَارًا وَمَشِيئَةً:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الرَّافِضَةِ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "إن أصل بَيْتِي هَؤُلاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى الناس بي

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ زَجَرَ عَنْ سَبِّ السُّلْطَانَ:

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام مِنْ أَمْرِهِ بِإِكْرَامِ السُّلْطَانِ وَزَجْرِهِ عَنْ إِهَانَتِهِ:

- ‌ باب: في ذكر فضل تعزيز الأَمِيرِ وَتَوْقِيرِهِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ:

- ‌ بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّعِيَّةِ مِنَ النُّصْحِ لِوُلاتِهَا:

- ‌ بَابُ كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلاةِ:

- ‌ بَابُ سُؤَالِ الرَّعِيَّةِ عَمَّا يَجِبُ لِوَالِيهَا عَلَيْهَا:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ الصبر عند ما يَرَى الْمَرْءُ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْوُلَاةُ:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ عليه السلام فِي الْخَارِجِ عَلَى أُمَّتِهِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّ الْخِلافَةَ فِي قريش:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِي أَئِمَّةُ الْعَدْلِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابٌ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه وَمَا دَلَّ عليها:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ خِلافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ تَفْضِيلِهِ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَإِيمَائِهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثَالِثِهِمْ فِي الْفَضْلِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ سَعْدٍ:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

- ‌ بَابٌ فِي جُمَّاعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ:

- ‌ بَابٌ فِي قَوْلِهِ الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ وَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ بِهِمْ:

- ‌ بَابُ تَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ:

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أَنْزِعُ بدلو بكرة على قليب

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ عليه السلام: "بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قَرْنٍ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

- ‌ بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ جعل عقوبة أمتي السيف وكفارتهم القتل

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ قريش ومعرفة حقها وفي ذكر بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "قُرَيْشٌ أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "إِنَّ لِلرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشٍ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ عَالِمِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا يُقْتَلُ قريشي صَبْرًا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلا أَنْ تَبْطِرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ عز وجل

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "أَسْرَعُ النَّاسِ فِنَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "ستفنيهم المنايا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام لقريشي: " أن يزدهم –يذيقهم: نسخة- نَوَالا

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ فِي: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

- ‌ بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ:

الفصل: ‌باب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيهمون بذلك

‌باب أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يوم القيامة فيهمون بذلك

"

167-

بَابٌ:

804-

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا هَمَّامٌ ثنا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهِمُّونَ بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا عز وجل فَيُرِيحَنَا مِنْ مَقَامِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُونَا خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَقَامِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: أَكْلَهُ الشَّجَرَةَ وَقَدْ نَهَاهُ اللَّهُ عَنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ أَوَّلُ نَبِيٍّ أَرْسَلَهُ اللَّهُ تبارك وتعالى فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ بِسُؤَالِهِ رَبِّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَوْلَهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} وَقَوْلَهُ: {بلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وَقَوْلَهُ حِينَ أَتَى الْمَلِكُ لامْرَأَتِهِ قُولِي إِنِّي أَخُوكِ فَإِنِّي أُخْبِرُهُ أَنَّكِ أُخْتِي وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا أَعْطَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ فَيَأْتُونَ مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ الرَّجُلَ 1 وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثم يقول: ارفع رأسمك قل تسمع وشفع تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ الثَّانِيَةَ 2 فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يقول: ارفع رأسمك محمد قل تسمع وشفع تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ الثَّالِثَةَ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا

1- الأصل: خطيئته الذي الذي أصاب الرجل الذي قتله ولعل الصواب ما أثبتنا وهو المطابق لرواية أحمد.

2-

في المسند: في الثانية وفي الثالثة دون قوله داره فيهما.

ص: 374

فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ! اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ فَأَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ الثَّانِيَةَ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ رَأْسَكَ مُحَمَّدُ قُلْ تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ الثَّالِثَةَ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فَمَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ1 وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وَعَدَهُ اللَّهُ تبارك وتعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} " وَرُبَّمَا قَالَ قَتَادَةُ:"فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النار فأدخلهم الجنة".

804-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه أحمد 3/244 ثنا عفان ثنا همام به وعلقه البخاري بصيغة الجزم فقال 4/464: وقال حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى به.

ثم أخرجه هو 3/194-195و4/244 ومسلم 1/123-125 وابن خزيمة ص 160-163 وأبو عوانة وأحمد من طرق أخرى عن قتادة به.

805 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ثنا أَبُو عَوَانَةَ ثنا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْهَمُونَ لِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا تبارك وتعالى حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم فيقولن يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْخَلْقِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا إبراهيم الذي اتخذه الله

1- إلى هنا ينتهي حديث قتادة عن أنس عند جميع من سبق عزو الحديث إليهم عند تخريحه إلا رواية أحمد عن عفان فقد أفادت أن ما بعده من قول قتادة فقد جاء فيها قوله: ثم تلا قتادة قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} . قال: هو المقام المحمود الذي وعد الله عز وجل نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم.

ص: 375

خَلِيلا فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْهَا وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ وأعطاه التوارة فَيَأْتُونَ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْدًا قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَى رَبِّي تبارك وتعالى فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَأَرْفَعُ رَأْسِي فأحمد ربي بتحميد يعلمينيه وَأَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ فَأَقَعُ سَاجِدًا فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ فَلا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ" قَالَ قَتَادَةُ أَيْ مَنْ وجب عليه الخلود.

805-

إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه هو والبخاري كما يأتي وقد تقدم آنفا من طريق همام عن قتادة وسبق تخريجه هناك.

والحديث أخرجه البخاري ومسلم من طريقين آخرين عن أبي عوانة به.

806 -

ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْهَمُونَ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو الْخَلْقِ خَلَقَكَ تبارك وتعالى بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا

ص: 376

فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: "أَيْ رَبِّ مَا بَقِيَ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القرآن".

806-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر الذي قبله إلا أنه ساقه من طريق أخرى عن أبي عوانة.

807 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

807-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر الذي قبله وإنما ساقه من طريق سعيد بن أبي عروبة متابعة منه لأبي عوانة وهمام عن قتادة المتقدمتين.

وهذه المتابعة أخرجها أبو عوانة 1/180 من طريق أخرى عن المقدمي وأخرجها مسلم من الطريق التالية عن سعيد.

808 -

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ وَأَعْلَمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ لَهُمْ ذَنْبَهُ الَّذِي أَصَابَهُ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا عليه السلام فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ تبارك وتعالى مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عليه السلام عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْسِ فَيَسْتَحِي رَبَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عليه السلام عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْدًا قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا

ص: 377

تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ" -قَالَ قَتَادَةُ وَقَالَ الْحَسَنُ: فَأَمْشِي بَيْنَ سِمَاطَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ- "فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيَأْذَنُ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ! قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي تَعَالَى وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي وَيُقَالُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ فَأَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ قُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ آتِيهِ الرَّابِعَةَ أَوْ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ مَا بَقِيَ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ" قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَقَالَ فَيُنْهَمُونَ1 أَوْ يُلْهَمُونَ وَقَالَ آتِيهِ الرَّابِعَةَ أَوْ أعود الرابعة.

808-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وابن أبي عدي اسمه محمد وهو متابع ليحيى بن سعيد القطان الراوي في الطريق السابقة.

والحديث أخرجه ابن خزيمة ص162 بإسناد المصنف وأخرجه مسلم1/125 كذلك وقرن مع ابن المثنى محمد بن بشار.

809 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ثنا أَبِي عَنْ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه.

809-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وأبو موسى اسمه محمد بن المثنى والحديث أخرجه مسلم 1/125 بإسناد المصنف.

1- كذا في الأصل.

ص: 378

810 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس ابن مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا" فَذَكَرَ نَحْوَ حديث سعيد.

810-

إسناده صحيح على شرط الشيخين ومحمد بن بشر هو أبو عبد الله العبدي الكوفي الحافظ.

والحديث أخرجه أبو عوانة 1/179 من طريق أخرى عن ابن أبي شيبة به.

تنبيه: محمد بن بشر كذا الأصل وكذلك هو في أبي عوانة وهو الموافق لترجمته في الجرح والتعديل 3/2/210 والشذرات 2/7 وغيرهما. ووقع في التهذيب والتقريب

بشير بفتح أوله وما أظنه إلا خطأ مطبعيا.

811 -

ثنا أَبُو بَكْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِلَحْمٍ قَالَ: فَرَفَعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعَ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ:

"أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرَ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَتَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مالا يطيقون ومالا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ:

إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ كَانَ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي

ص: 379

اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ إِنَّهُ كانت لي دعوة دعوة بِهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ كَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ قَبْلَهُ -وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا- نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَمَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ حَتَّى آتِيَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي ثُمَّ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبُوابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبُوابِ،"

ص: 380

ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ وَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى".

811-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم 1/127-129 من طريقين آخرين عن محمد بن بشر به.

وأخرجه البخاري 2/334-335و3/272-273 وابن خزيمة 197وأبو عوانة 1/170-175 والترمذي 2/70-71 وصححه وأحمد 2/435-436 من طرق أخرى عن أبي حيان به.

812 -

ثنا هدبة بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو صَالِحٍ ثِقَةٌ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ثنا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ عَنْ وَالانَ الْعَدَوِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ كُلُّ ذَلِكَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي بَكْرٍ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَأْنُهُ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ؟ قَالَ: نَعَمْ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: "عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يُجْمَعُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَفْظَعُ النَّاسُ بِذَلِكَ حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ وَالْعَرَقُ يَكَادُ أَنْ يُلْجِمَهُمْ فَقَالُوا يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَقَالَ قَدْ لَقِيتُ مِثْلَ مَا لَقِيتُمْ فَانْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ: نُوحٍ. {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا فَيَقُولُ مُوسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عندي فانطلقوا إلى عيسى بن مَرْيَمَ فَإِنَّهُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى فَيَقُولُ عِيسَى لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي وَلَكِنِ

ص: 381

انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَانْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ" قَالَ: "فَأَنْطَلِقُ فَيَأْتِي جِبْرِيلُ عليه السلام رَبَّهُ تبارك وتعالى فَيَقُولُ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَأَنْطَلِقُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عز وجل ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: فَأَذْهَبُ لأَقَعَ سَاجِدًا قَالَ فَأَخَذَ جِبْرِيلُ بِضَبْعَيْهِ" قَالَ: "فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلا فَخْرَ حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَكْثَرُ مِنْ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ 1 فَيَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى يُقَالَ: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ أَدْخِلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا قَالَ فَيَدْخُلُونَ الجنة" 2.

812-

إسناده كما تقدم بيانه برقم 751 وقد ساق المصنف هناك طرفا يسيرا منه ووعدت بتخريجه هنا فأقول:

أخرجه الإمام أحمد فقال 1/4-5 ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال حدثني النضر ابن شميل المازني به.

وأخرجه ابن خزيمة ص202-203 وأبو عوانة 1/175-178 وابن حبان 2589 من طرق أخرى عن النضر به. وقال ابن حبان:

قال إسحاق هو ابن راهويه الإمام: هذا من أشرف الحديث.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/374-375:

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم ثقات.

1- الأصل إلى الأنبياء والتصحيح من المسند وغيره من المصادر التي سبق عزو الحديث إليها.

2-

سقطت من الأصل فاستدركتها من التوحيد وغيره.

ص: 382

813 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: تُعْطَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ ثُمَّ تُدْنَى مِنْ جَمَاجِمِ النَّاسِ حَتَّى يَكُونَ قَابَ قَوْسَيْنِ فَيَعْرَقُونَ حَتَّى يَرْسَخَ الْعَرَقُ فِي الأَرْضِ قَامَةً ثُمَّ يَرْتَفِعُ الرَّجُلُ حَتَّى يَعْرَقَ الرَّجُلُ قَالَ سَلْمَانُ: حَتَّى يَقُولَ الرَّجُلُ غِقْ غِقْ فَإِذَا رَأَوْا مَا هُمْ فِيهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ائْتُوا أَبَاكُمْ آدَمَ عليه السلام فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ جَلَّ وَعَزَّ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ قُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْتُ بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إِلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ ائْتُوا عَبْدًا شَاكِرًا فَيَأْتُونَ نُوحًا عليه السلام فَيَقُولُونَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي جَعَلَكَ اللَّهُ شَاكِرًا وَقَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَسْتُ بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: إِلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فيأتون إبراهيم فيقولون: ياخليل الرَّحْمَنِ قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْتُ بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ 2 فَيَقُولُونَ: إِلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى عليه السلام فَيَقُولُونَ قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْتُ بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فَإِلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا كَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا كَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ قَدْ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَسْتُ بِذَاكَ فَأَيْنَ الْفَعْلَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فَإِلَى مَنْ تَأْمُرُنَا؟ فَيَقُولُ: ائْتُوا عَبْدًا فَتْحَ اللَّهُ بِهِ وَخَتَمَ وَغَفَرَ لَهُ مَا تقدم

1– للحديث تتمة في المسند وغيره من المصادر السابقة فلا أدري أتعمد المؤلف حذفها أم لم تقع في روايته.

2– كذا في الأصل.

ص: 383

مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَيَجِيءُ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَيَأْتُونَ النَّبِيَّ فَيَقُولُونَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي فَتْحَ اللَّهُ بِكَ وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَجِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا وَقَدْ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَقُولُ أَنَا صَاحِبُكُمْ فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ فَيَقْرَعَ الْبَابَ فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ قَالَ فَيَجِيءُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ فَيَسْجُدُ فَيُنَادَى يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ وَادَعُ تُجَبْ قَالَ: فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الْخَلائِقِ قَالَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي أُمَّتِي ثُمَّ يَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهُ فسجد فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ شَيْئًا لَمْ يُفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الْخَلائِقِ وَيُنَادَى يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَادَعُ تُجَبْ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا قَالَ سَلْمَانُ فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فذلك المقام المحمود.

813-

إسناده صحيح على شرط الشيخين ولكنه موقوف على سلمان وهو الفارسي إلا أنه في حكم المرفوع لأنه أمر غيبي لا يمكن أن يقال بالرأي ولا هو من الإسرائيليات.

والحديث أخرج منه ابن خزيمة ص191 قوله: يأتون النَّبِيَّ فَيَقُولُونَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي فَتْحَ اللَّهُ بِكَ الخ فقال حدثنا يوسف بن موسى قال ثنا أبو معاوية قال ثنا عاصم الأحول به.

وهذا القدر منه أورده المنذري في الترغيب 4/215 وقال:

رواه الطبراني بإسناد صحيح وقال الهيثمي 10/372

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

814 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ثنا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ

ص: 384

سَلامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلامٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن عامر أن قيس الْكِنْدِيَّ حَدَّثَ الْوَلِيدَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحُبْرَانِيَّ الأَنْمَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيَشْفَعُ كُلُّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ثُمَّ يَحْثِي لِي ثَلاثَ حَثَيَاتٍ بِكَفِّهِ". قَالَ قَيْسٌ: فَأَخَذْتُ بِتَلابِيبِ أَبِي سَعِيدٍ فَجَذَبْتُهُ جَذْبَةً وَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ بِأُذُنِي وَوَعَاهُ قَلْبِي. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَسَبَ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَلَغَ أَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفٍ وَتِسْعَ مِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ ذَلِكَ يَسْتَوْعِبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُهَاجِرِي أُمَّتِي وَيُوفِينَا اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَعْرَابِنَا". قَالَ أَبُو تَوْبَةَ: أَبُو سَعِيدٍ الْحُبْرَانِيُّ1 وَالْحُبْرَانُ بَطْنٌ من أنمار.

814-

إسناده ضعيف ورجاله ثقات رجال مسلم غير قيس الكندي والظاهر لي أنه قيس بن الحارث ويقال ابن حارثة الكندي الحمصي فإن كان هو فهو ثقة كما قال العجلي وابن حبان وتبعهما الحافظ في التقريب وعليه فالإسناد صحيح لكن يمنع من ذلك:

الاضطراب في إسناده فقد رواه الربيع بن نافع هكذا عند المصنف وكذلك رواه الطبراني عنه ونسب قيسا فقال: قيس بن الحارث.

وتابعه الزبيدي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ فقال عن قيس بن الحارث أن أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه فذكر طرفا منه.

أخرجه الطبراني على ما في الإصابة.

لكن أخرجه أبو أحمد الحاكم من طريق الربيع بن نافع أيضا عن معاوية بن سلام فقال: إن قيس بن حجر الكندي حدث الوليد بن عبد الملك أن أبا سعيد الخير حدثه فخالف ما تقدم فقال قيس بن حجر بدل قيس بن الحارث.

وخالف مروان بن محمد فقال عن معاوية بن سلام أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا

1- كذا قال والصواب كما قال الحافظ: الخير. وأما أبو سعيد الحبراني فهو تابعي مجهول.

ص: 385

سَلامٍ الخشني قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمار اليحصبي سمعت قيس بن حجر يحدث عن عبد الملك بن مروان قال: حدثني أبوسعيد الأنماري به. فهذا وجه آخر من الاختلاف حيث أدخل بين قيس بن حجر وأبي سعيد الأنماري عبد الملك بن مروان!

أخرجه أبو أحمد الحاكم كما في الإصابة وقال:

قلت: سنده صحيح وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة. كذا قال وفيه نظر من وجهين:

الأول: أن عبد الملك بن مروان أحد ملوك بني أمية ليس من رجال الصحيح ثم هو إلى ذلك غير موثق بل قال ابن حبان: هو بغير الثقات أشبه. وقال الحافظ في التقريب:

كان طالب علم قبل الخلافة ثم اشتغل بها فتغير حاله.

الآخر: أن قيس بن حجر لم أجد له ذكرا فيما لدي من المصادر نعم قيس ابن الحارث شامي ثقة فهل هو الذي يعنيه الحافظ؟ فيه بعد.

وعلى كل حال فالحافظ لم يستقر علي تصحيحه المذكور فقد قال بعد أن ذكر ما سبق من وجوه الاختلاف:

فمن هذا الاختلاف يتوقف في الجزم بصحة هذا السند.

815 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي صُرَدُ بْنُ أَبِي الْمَنَازِلِ قَالَ سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي فَضَالَةَ الْمَالِكِيَّ قَالَ لَمَّا بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ الْجَامِعُ وَذَكَرُوا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونَا بِأَحَادِيثَ مَا نجدلها أَصْلا فِي الْقُرْآنِ قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَقْرَأْتَ الْقُرْآنَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَكَمْ وَجَدْتَ فِيهِ صَلاةَ الْمَغْرِبِ ثَلاثًا وَصَلاةَ الْعِشَاءِ أَرْبَعًا وَصَلاةَ الْغَدَاةِ رَكْعَتَيْنِ وَالأُولَى أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} .

815-

إسناده ضعيف صُرَدُ بْنُ أَبِي الْمَنَازِلِ قَالَ الذهبي: فيه جهالة.

ص: 386

وسائر رجاله موثقون.

والحديث أخرجه أبو داود (1561) من طريق أخرى عن الأنصاري به نحوه إلا أنه ذكر الزكاة بدل الصلاة وقال في آخره:

وذكر أشياء نحو هذا. قال الحافظ في التهذيب:

وهو طرف من حديث طويل أخرجه البيهقي في البعث من طريق أبي الأزهري عن الأنصاري لكن وقع في روايته شبيب بدل حبيب وكأنه تصحيف. والله أعلم.

816 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

يَلْقَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْقَوْا مِنَ الْحُزْنِ فَيَقُولُونَ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ فَيَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهِ فيقولون: ياآدم اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى خَلِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمَ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مَنِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مُوسَى فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مَنْ جَاءَ الْيَوْمَ مَغْفُورًا لَهُ لَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ قَالَ: فَيَقُولُ: "أَنَا لَهَا وَأَنَا صَاحِبُهَا". قَالَ: "فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَفْتِحَ بَابَ الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لِي فَأَدْخَلُ وَرَبِّي عَلَى عَرْشِهِ فَأَخِرَّ سَاجِدًا فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي" قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ: "وَلا يَحْمَدُهُ أَحَدٌ بَعْدِي" قَالَ: فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: "فَأَقُولُ يَا رَبِّ" فَيَقُولُ أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ شَعِيرَةٍ قَالَ: "فأخر ساجدا

ص: 387

فأحمد بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي" قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ: "وَلا يَحْمَدُهُ أَحَدٌ بَعْدِي" قَالَ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: " فَأَقُولُ يَا رَبِّ" فَيَقُولُ أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ قَالَ: "فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي" قَالَ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: "وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي". قَالَ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ قَالَ: "فَأَقُولُ يَا رَبِّ"! فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ قَالَ: "فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهَا أَحَدٌ قَبْلِي" وَحَسِبْتُهُ قَالَ: "وَلَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ بِهَا بَعْدِي" قَالَ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ قُلْ تُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ: "يَا رَبِّ يَا رَبِّ" فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ قَالَ: فَأُخْرِجُ أُنَاسًا مِنَ النَّارِ يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ وَإِنَّهُمْ لَفِي الْجَنَّةِ. قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ فَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمُوهُ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ لَمْ يكن يكذب بعضنا بعضا.

816-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه بنحوه من طرق أخرى عن أنس دون قول الرجل في آخره: يَا أَبَا حَمْزَةَ فَسَمِعْتَ هَذَا

وقد مضى في الكتاب من طريق قتادة عنه 804-810.

والحديث أخرجه ابن خزيمة ص 195: حدثنا الحسين بن الحسن قال ثنا المعتمر بن سليمان به.

قلت: وله طريق ثالثة عن المعتمر وهي الآتية بعده.

817 -

حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَذَكَرَ نحوه.

817-

إسناده صحيح أيضا على شرط الشيخين وهو مكرر الذي قبله.

818 -

ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو كَامِلٍ ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ:

ص: 388

"أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ" فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالصَّحَابَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: "فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي" قَالَ: فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ قَالَ: "فَإِنِّي أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا من أمتي".

818-

إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه أحمد 6/28 والترمذي من طريقين آخرين عن أبي عوانة به.

ثم أخرجه هو6/29 والترمذي وابن خزيمة ص 172 والآخري 342 من طريق سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة به.

وتابعه معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة به.

أخرجه ابن خزيمة.

وقال الطيالسي: حدثنا همام عن قتادة به.

819 -

ثنا وَهْبَانُ بْنُ بَقِيَّةَ ثنا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَانْتَهَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَكَانِهِ فإذا أصبحنا كان على رؤوسهم الصَّخْرَةُ قَالَ: وَإِذَا الإِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَصَدَّى إِلَيَّ أَوْ تَصَدَّيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: وَرَائِي فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَتَصَدَّى إِلَيَّ وَتَصَدَّيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فَسَمِعْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى هَدِيرًا كَهَدِيرِ الرَّحَى فَقُلْتُ: فَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَرَائِي قَدْ أَقْبَلَ فَإِذَا أَنَا

ص: 389

برسول اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ كَانَ عَلَيْهِ حَرَسٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

"أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ". فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ دَارِي وَمَنْزِلِي فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: "أَنْتَ مِنْهُمْ". قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو مُوسَى يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ عَرَفْتَ أَنَّا قَدْ تَرَكْنَا أَمْوَالَنَا وَأَهَالِينَا وَذَرَارِيَّنَا نُؤْثِرُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ فَقَالَ: "أَنْتُمَا مِنْهُمْ". قَالَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ ثَارُوا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْعُدُوا" قَالَ فَقَعَدُوا حَتَّى كَأَنَّ أَحَدَهُمْ لَمْ يَقُمْ فَقَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّهُ قَدْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فاخترت الشفاعة".

819-

إسناده صحيح على شرط مسلم إن كان أبو قلابة سمعه من عوف بن مالك فإنه قد رمي بالتدليس.

والحديث أخرجه ابن خزيمة ص173 حدثنا أبو بشر الواسطي قال ثنا خالد يعني ابن عبد الله عن خالد يعني الحذاء به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن قتادة وعاصم عن أبي قلابة به.

820 -

ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ. قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ ماخيرني رَبِّي اللَّيْلَةَ" قَالَ: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا قال: "هي لكل مسلم"1.

1- سقطت من الأصل فاستدركتها من ابن خزيمة والآجري.

ص: 390

820-

إسناده صحيح لغيره فإن رجاله كلهم ثقات رجال البخاري إلا أن هشام بن عمار فيه ضعف من قبل ضبطه لكنه قد توبع كما يأتي فدل ذلك على أنه قد حفظه.

والحديث أخرجه ابن خزيمة ص171 والآجري 343 من طريق بشر بن بكر قال: حدثني ابن جابر به.

وهذا إسناد صحيح وقد أعله ابن خزيمة بما لا يقدح كما سيأتي بيانه تحت الحديث 829.

821 -

ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ وأَبِي بَكْرٍ ابني أبي موسى عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَرَّسَ وَعَرَّسْنَا فَقَالَ:

"أَتَى آتٍ بَعْدَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ" فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَشْفَعُ لَهُ قَالَ: "أَنْتُمْ مِنْهُمْ" قُلْنَا أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَابْتَدَرْنَاهُ الرِّجَالَ فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هِيَ لِكُلِّ مَنْ مَاتَ لا يشرك بالله شيئا".

821-

حديث صحيح ورجاله ثقات رجال البخاري على ضعف في هشام كما سبق غير الحكم بن هشام وهو أبو محمد الكوفي الدمشقي صدوق.

822 -

ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًّا وَلا رَسُولا إِلا سَأَلَنِي مَسْأَلَةً أُعْطِيهَا إِيَّاهُ فَسَلْ يَا مُحَمَّدُ! فَقُلْتُ مَسْأَلَتِي شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا الشَّفَاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَقُولُ أَيْ رَبِّ شَفَاعَتِي الَّتِي اخْتَبَأْتُ عِنْدَكَ فَيَقُولُ الرَّبُّ: نَعَمْ فَيُخْرِجُ رَبِّي 1 بقية

1- الأصل: أي رب والتصحيح من المسند.

ص: 391

أُمَّتِي مِنَ النَّارِ وَيُنْبِذُهُمْ فِي الجنة".

822-

إسناده صعيف جدا عبد الوهاب بن الضحاك متروك وقد توبع وروح بن زنباع ترجمه ابن أبي حاتم 1/2/494 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وله ترجمة واسعة في التعجيل 131-132 وذكر أنه وثقه ابن حبان وسائر رجاله ثقات.

والحديث أخرجه أحمد 5/325-326: ثنا الحكم بنا نافع ثنا إسماعيل بن عياش

به أتم منه. وقال الهيثمي 10/368:

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات على ضعف في بعضهم.

823 -

ثنا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ أَبُو الْعَبَّاسِ ثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ النَّصْرِيُّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: مَرَرْتُ بِجَدِّكَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَهُوَ وَالٍ عَلَى حِمْصَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَمْرٍو لأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا يَسُرُّكَ فَوَاللَّهِ لَرُبَّمَا كَتَمَتْهُ الْوُلاةُ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عبيد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ بِفِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا مُشْرِقَ الْوَجْهِ مُتَهَلِّلا قَالَ فَقُمْنَا فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا: بَشَّرَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَسُرُّنَا مَا نَرَى مِنْ إِشْرَاقِ وَجْهِكَ وَتَطَلُّقِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي اللَّيْلَةَ فَبَشَّرَنِي أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَعْطَانِي الشَّفَاعَةَ" فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أفي بني هشام خَاصَّةً؟ قَالَ: "لا". قُلْنَا: فِي قُرَيْشٍ عَامَّةً؟ قَالَ: "لا". فَقُلْنَا: فَفِي أُمَّتِكَ قَالَ فَعَقَدَ بِيَدِهِ فَقَالَ: "هِيَ لأُمَّتِي الْمُذْنِبِينَ الْمُثْقِلِينَ". قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ وَانْقَطَعَ مِنْ كِتَابِي حَرْفُ: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} . قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ فُلانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر1.

823-

إسناده ضعيف رجاله ثقات غير عبد الواحد النصري فلم أجد من ترجمه وإنما ترجموا لجده.

1- قلت: هذا من كلام المصنف رحمه الله كأنه يريد أن يقول أن الذي وقع في الإسناد عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر فيه نسبة عبد الواحد إلى جده عبد الله بن بسر وأن بينهما فلانا والحقيقة أنه عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب بن عمير بن قنيع بن عباد بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري أبو بشر الدمشقي ويقال الحمصي ويعرف أبوه بابن بسر هكذا ساق نسبه وهذا معناه أنه ليس بينهما أحد. فالله أعلم.

ص: 392

عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر شيخ الأوزاعي في هذا الحديث.

وسائر رجاله ثقات.

والحديث قال الهيثمي10/377:

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الواحد النصري متأخر يروي عن الأوزاعي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

824 -

ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بن يونس حدثنا زُهَيْرٌ ثنا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الدَّالانِيُّ ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ قَالَ: انْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ يَلِجُ عَلَيْهِ فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ يَدْخُلُ1 عَلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:

"لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فمنهم من اتخذ ها دُنْيَا فَأُعْطِيهَا وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَخَبَّيْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لأمتي يوم القيامة".

824-

حديث صحيح ورجاله ثقات غير أبي خالد يزيد الدالاني قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرا وكان يدلس.

قلت: لكنه قد توبع كما يأتي.

1- الأصل دخلتا والتصويب من الإصابة.

ص: 393

وعبد الرحمن بن علقمة الثقفي ويقال ابن أبي علقمة الثقفي مختلف في صحبته.

قال الحافظ:

يقال له صحبة وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

وأما عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ وهو ثقفي أيضا فلم يترجم له الحافظ في التهذيب والتقريب وإنما ترجم له في الإصابة قبيل ترجمته لعبد الرحمن بن علقمة السابق وقال:

وقال ابن عبد البر: له صحبة صحيحة.

والحديث أخرجه ابن خزيمة 175 من طريق علي بن هاشم بن البريد قال ثنا عبد الجبار ابن العباس الشيباني عن عون بن أبي جحيفة به.

وهذا إسناد جيد.

وعزاه الحافظ للبخاري يعني في تاريخه والحارث بن أبي أسامة وابن منده من طريق عون ابن أبي جحيفة به وقال الهيثمي 10/371:

رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات.

825 -

ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

"قَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أولى منك لما رأى مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مخلصا من نفسه".

825-

إسناده جيد على كلام يسير في ابن حميد كما تقدم مرارا.

والحديث أخرجه البخاري 1/374و4/245 وابن خزيمة ص189 والآجري ص340 وأحمد 2/372 من طريق إسماعيل بن جعفر أخبرنا عمرو بن أبي عمرو به.

وتابعه معاوية بن معتب عن أبي هريرة به.

أخرجه ابن خزيمة.

ص: 394

ورجاله ثقات كلهم غير معاوية بن معتب قال الحسيني:

وثقة ابن حبان وهو مجهول.

وأقره الحافظ في التعجيل.

826 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ1 حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ إِلا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

وَفِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ2 عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

826-

إسناده صحيح على شرط البخاري غير ابن وارة وهو محمد بن مسلم بن عثمان يعرف بابن وارة وهو ثقة حافظ.

والحديث أخرجه البخاري وغيره من الستة وغيرهم عن علي بن عياش به وهو مخرج إرواء الغليل 243 وصحيح أبي داود 540 وغيرهما.

827 -

ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ وفَاءِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْزِلْهُ الْمِقْعَدَ الْمُقَرَّبَ عِنْدَكَ وَجَبَتْ لَهُ شفاعتي".

827-

إسناده ضعيف ورجاله ثقات غير وفاء بن شريح الحضرمي فهو مجهول الحال وابن لهيعة سيء الحفظ.

828 -

ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنْ عِمْرَانَ الْعَمِّيِّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

1- الأصل عايش وهو خطأ.

2-

لم أعرف الحديث الذي يشير إليه.

ص: 395

"مَا زِلْتُ أَشْفَعُ إِلَى رَبِّي عز وجل وَيُشَفِّعُنِي وَأَشْفَعُ وَيُشَفِّعُنِي حَتَّى أَقُولَ أَيْ رَبِّ شَفِّعْنِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَلا لأَحَدٍ هَذِهِ لِي وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَرَحْمَتِي لا أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَدًا يَقُولُ لا إله إلا الله".

828-

حديث صحيح ورجاله ثقات رجال مسلم غير عمران وهو ابن داور القطان العمي وهو صدوق يهم لكنه قد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه ابن خزيمة 187 بإسناد المصنف ومن طريقين آخرين عن حماد لكن وقع عنده حماد بن سلمة وظني أنه خطأ مطبعي لأن حماد بن سلمة قديم الوفاة مات سنة 167والعباس بن عبد العظيم توفي سنة 240 فبين وفاتيهما أكثر من سبعين سنة ونحو ذلك بين وفاة ابن سلمة وشيوخ ابن خزيمة الآخرين.

وتابعه معبد بن هلال العنزي في حديثه الطويل عن أنس في الشفاعة نحو حديث قتادة عن أنس المتقدم قال معبد في آخره:

هذا حديث أنس الذي أنبأنا به فخرجنا من عنده فلما كنا بظهر الجبان قلنا لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار أبي خليفة قال فدخلنا عليه فسلمنا عليه فقلنا يا أبا سعيد جئنا من عند أخيك أبي حمزة فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة قال: هيه فحدثناه الحديث فقال: هيه قلنا ما زادنا قال قد حدثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا قلنا له حدثنا فضحك وقال: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه: "ثم أرجع إلي ربي الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائذن لي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله قال ليس ذاك لك أو قال ليس ذلك إليك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجن مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله" قال فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك.

أخرجه مسلم 1/125-127 وابن خزيمة ص 194- 195 وكذا البخاري لكن باختصار.

829 -

ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ثنا أَبِي عَنْ جَابِرِ بْنِ غَانِمٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سمعت معد يكرب بْنَ عَبْدِ كُلالٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُحَدِّثُ عَنْ

ص: 396

عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي وَإِنَّ رَبِّي خَيَّرَنِي بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ".

وَفِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1:

"اثْنَانِ لا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي وَمَنْ مَاتَ فِي الْمَدِينَةِ كنت له شفيعا".

829-

حديث صحيح وإسناده فيه ضعف مَعْدِي كَرِبَ بْنَ عَبْدِ كُلالٍ أورده ابن أبي حاتم 4/1/398 برواية سليم بن عامر فقط عنه ولم يذكر فيه شيئا!

وجابر بن غانم أورده ابن أبي حاتم 1/1/501 من رواية جمع آخر من الثقات عنه وقال:

سئل عنه أبي؟ فقال: شيخ.

وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه ابن خزيمة ص187 من طريق حجاج بن رشدين قال:

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أبي يحيى سليم بن عامر به.

أورده ابن خزيمة عقب رواية ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ ابن مالك المتقدمة 820 وقال:

أخاف أن يكون قوله سمعت عوف بن مالك وهما وأن بينهما معدي كرب ثم ساق رواية حجاج هذه.

وأقول: لا خوف! فإن حجاجا هذا ليس مشهورا بالحفظ والضبط فهو وإن ذكره ابن حبان في الثقات وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به. فقد ضعفه ابن عدي وهو أعرف بالرواة منهما وقال ابن أبي حاتم 1/2/160:

لا علم لي به لم أكتب عن أحد عنه.

قلت: فمثل هذا لا ينبغي أن يعل بروايته حديث ابن جابر وهو ثقة ضابط اتفاقا واحتج به الشيخان في صحيحهما.

1- لم أعرف حديث معقل هذا

ص: 397