المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب المارقة والحرورية والخوارج السابق لها خذلان خالقها: - السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني - جـ ٢

[ابن أبي عاصم]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ لصعيد واحد

- ‌باب مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرْطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ وعد من تمسك بأمره ورود حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُصَدُّ عَنْ حَوْضِهِ قَوْمًا بَعْدَ أَنْ يَرِدُوهُ:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ الْمِيزَانِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

- ‌ باب: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ أَوْ نِصْفِ أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي

- ‌باب أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يوم القيامة فيهمون بذلك

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ الْكَبَائِرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ:

- ‌ بَابُ الإِيمَانِ بِالْبَعْثِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مُفَارِقِ الْجَمَاعَةِ:

- ‌ بَابُ الْمَارِقَةِ وَالْحَرُورِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ السَّابِقِ لها خذلان خالقها:

- ‌ باب في الإرجاء والمرجية وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ فَوَرَّثَهُ

- ‌ بَابٌ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَأَنَّ لِلَّهِ فِيهِ خِيَارًا وَمَشِيئَةً:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الرَّافِضَةِ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "إن أصل بَيْتِي هَؤُلاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى الناس بي

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ زَجَرَ عَنْ سَبِّ السُّلْطَانَ:

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام مِنْ أَمْرِهِ بِإِكْرَامِ السُّلْطَانِ وَزَجْرِهِ عَنْ إِهَانَتِهِ:

- ‌ باب: في ذكر فضل تعزيز الأَمِيرِ وَتَوْقِيرِهِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ:

- ‌ بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّعِيَّةِ مِنَ النُّصْحِ لِوُلاتِهَا:

- ‌ بَابُ كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلاةِ:

- ‌ بَابُ سُؤَالِ الرَّعِيَّةِ عَمَّا يَجِبُ لِوَالِيهَا عَلَيْهَا:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ الصبر عند ما يَرَى الْمَرْءُ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْوُلَاةُ:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ عليه السلام فِي الْخَارِجِ عَلَى أُمَّتِهِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّ الْخِلافَةَ فِي قريش:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِي أَئِمَّةُ الْعَدْلِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابٌ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه وَمَا دَلَّ عليها:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ خِلافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ تَفْضِيلِهِ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَإِيمَائِهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثَالِثِهِمْ فِي الْفَضْلِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ سَعْدٍ:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

- ‌ بَابٌ فِي جُمَّاعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ:

- ‌ بَابٌ فِي قَوْلِهِ الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ وَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ بِهِمْ:

- ‌ بَابُ تَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ:

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أَنْزِعُ بدلو بكرة على قليب

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ عليه السلام: "بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قَرْنٍ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

- ‌ بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ جعل عقوبة أمتي السيف وكفارتهم القتل

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ قريش ومعرفة حقها وفي ذكر بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "قُرَيْشٌ أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "إِنَّ لِلرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشٍ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ عَالِمِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا يُقْتَلُ قريشي صَبْرًا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلا أَنْ تَبْطِرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ عز وجل

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "أَسْرَعُ النَّاسِ فِنَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "ستفنيهم المنايا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام لقريشي: " أن يزدهم –يذيقهم: نسخة- نَوَالا

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ فِي: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

- ‌ بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ:

الفصل: ‌ باب المارقة والحرورية والخوارج السابق لها خذلان خالقها:

176-

‌ بَابُ الْمَارِقَةِ وَالْحَرُورِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ السَّابِقِ لها خذلان خالقها:

904 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"الْخَوَارِجُ كلاب أهل النار".

904-

حديث صحيح ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير أن الأعمش لم يسمع من عبد الله بن أبي أوفى وهو إلى ذلك مدلس لكن للحديث إسناد آخر يأتي في الكتاب بعده وشاهد من حديث أبي أمامة خرجته في الروض النضير 906 والمشكاة 3554.

والحديث أخرجه ابن ماجه 173 بإسناد المصنف ومتنه.

905 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الوليد ثنا حشرج بن ثباتة حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أنا سَعِيدُ بْنُ جهمان فَقَالَ: مَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ فَقُلْتُ: قَتَلَتْهُ الأَزَارِقَةُ. قَالَ: قَتَلَ اللَّهُ الأَزَارِقَةَ كُلَّهَا ثُمَّ قَالَ: ثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

أَلا إِنَّهُمْ كِلابُ أَهْلِ النَّارِ قَالَ: قُلْتُ: الأَزَارِقَةُ كُلُّهَا أَوِ الْخَوَارِجُ قَالَ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا.

905-

إسناده حسن رجاله ثقات وفي حشرج بن نباتة كلام من قبل حفظه وفي التقريب:

صدوق يهم. ونحوه سعيد من جمهان.

والحديث أخرجه الطيالسي وأحمد والحاكم من طرق أخرى عن حشرج به. وهو مخرج في الروض النضير تحت حديث أبي أمامة المشار إليه آنفا.

906 -

ثنا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا أَبُو حَفْصٍ1 أنه سمع عبد الله بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُمْ يُقَاتِلُونَ الخوارج وكان غلام

1- الأصل أبو جعفر والتصحيح من كتب الرجال.

ص: 438

لَهُ قَدْ لَحِقَ بِالْخَوَارِجِ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ فَنَادَيْنَاهُ يَا فَيْرُوزُ! 1 يا فيروز! هذا عبد الله بْنُ أَبِي أَوْفَى فَقَالَ: نِعْمَ الرجل لو هاجر، قال عبد الله: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: يَقُولُ نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ. فَقَالَ أَهِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ".

906-

إسناده حسن وفي أبي حفص وهو سعيد بن جمهان كلام يسير كما سبقت الإشارة إليه آنفا وسائر رجاله ثقات.

والحديث أخرجه أحمد 4/382 من طريقين آخرين عن حماد بن سلمة به.

907 -

ثنا الْحُسَيْنُ2 بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ ثنا أَبِي عَنْ فِطْرٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَوْمَ النَّهْرَوَانِ يَقُولُ أُمِرْتُ بِقِتَالِ الْمَارِقِينَ وهؤلاء المارقون.

907-

حديث صحيح وإسناده ضعيف حكيم بن جبير ضعيف وعلي بن يزيد الصدائي فيه لين لكنه قد توبع وسائر الرواة ثقات.

والحديث أخرجه البزار ص235: حدثنا علي بن المنذر ثنا عبد الله بن نمير ثنا فطر بن خليفة به.

وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود قال:

"أمر رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

رواه الطبراني بإسناد قال الهيثمي 6/235: فيه من لم أعرفه.

ثم ذكر له شاهدا آخر من حديث أبي أيوب الأنصاري وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف وحديث ابن مسعود أخرجه أبو يعلى والبزار من حديث علي أيضا لكن فيه الربيع بن سهل وهو ضعيف وسائر رجاله ثقات.

908 -

ثنا أَبُو بَكْرٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يسير بن

1- الأصل أفيون في الموضعين! والتصحيح من المسند

2-

الأصل الحسن وهو خطأ

ص: 439

عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ هَؤُلاءِ الْخَوَارِجِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَأَشَارَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يقرؤون الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السهم من الرمية.

908-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم 3/116-117 بإسناد المصنف ومتنه ثم أخرجه هو والبخاري 4/332 وأحمد 3/486 من طرق أخرى عن الشيباني به إلا أن البخاري وأحمد قالا: وأشار بيده نحو العراق.

909 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"يَتِيهُ 1 قَوْمٌ من قبل المشرق محلقة رؤوسهم".

909-

إسناده صحيح على شرط الشيخين أيضا وقد أخرجاه كما ذكرنا آنفا.

وقد أخرجه مسلم بإسناد المصنف هذا وعن إسحاق أيضا عن يزيد بن هارون. وأخرجه أحمد ثنا يزيد بن هارون به.

910 -

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يونس عن الجراح ابن مَلِيحٍ حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَهَبَةٍ وَتُرْبَتِهَا وَكَانَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:

"أَقْسِمْهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ: بَيْنَ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَزِيدٍ الطَّائِيِّ وَعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ الْعَامِرِيِّ". فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العينين ناتىء الْجَبِينِ مُشْرِفُ الْجَبْهَةِ مَحْلُوقٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا عَدَلْتَ. فَقَالَ: "وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ". فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ فقال: "اتركوه فإنه من ضئضيء 2 هذا أو من صئصىء هَذَا قَوْمٌ يَخْرُجُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيَتْرُكُونَ

1- الأصل بيده وفي المسند بلية وكله تصحيف والتصويب من صحيح مسلم والمعنى يذهبون عن الصواب ويضلون عن طريق الحق.

2-

يعني بالضاد المهملة في كل من الحرفين وفي الذي قبله بالمعجمة في كل منهما ومعناه: الأصل.

ص: 440

أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قتل عاد".

910-

حديث صحيح مرفوعا والموقوف منه منكر. ورجال إسناده ثقات غير الجراح ابن مليح وهو الرؤاسي والد وكيع وهو وإن كان أخرج له مسلم ففيه كلام كثير وقد لخصه الحافظ في التقريب بقوله:

"صدوق يهم".

فمثله قد يحسن حديثه لا سيما عند المتابعة وقد يرد ولا سيما عند المخالفة وقد توبع على هذا الحديث من جماعة ولكنهم خالفوه في قوله قَالَ: عَلِيٌّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قوله فقال: "اقسمها بين أربعة" فقد اتفقوا على أن عليا كان باليمن لم يحضر القسمة وأن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هو الذي قسمها فقال الإمام أحمد 3/68و73 ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن أبيه عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أبي سعيد الخدري قال:

بعث علي وهو باليمن إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بذهبية في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس. الحديث. ورواه النسائي 2/174 عن عبد الرزاق به وقد علقه البخاري من طريق أخرى عن سفيان به ووصله في مكان آخر 3/252 من هذا الوجه مختصرا وأبو داود 4764 مطولا.

وتابعه أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق وهو والد سفيان الثوري به.

أخرجه مسلم 3/110.

وتابعه عمارة بن القعقاع حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نعم به.

أخرجه هو وأحمد 3/4-5 وكذا البخاري 3/158.

911 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ1 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ الْخَوَارِجِ قَالَ جَاءَ ذُو الثُّدَيَّةِ الْمَخْدَجِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ فَقَالَ: كَيْفَ تَقْسِمُ وَاللَّهِ مَا تَعْدِلُ فَقَالَ: "مَنْ يَعْدِلُ"؟ قَالَ: فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: "دَعُوهُ سَيَكْفِيكُمُوهُ غَيْرُكُمْ يُقْتَلُ فِي الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ قِتَالُهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ".

911-

إسناده ضعيف جدا رجاله ثقات غير إسحاق بن إدريس وهو الأسواري البصري وهو متروك كما قال النسائي وكذا ابن معين.

1- الأصل حديج والتصويب من كتب الرجال

ص: 441

وحديج هو ابن معاوية بن حديج أخو زهير قال الحافظ:

صدوق يخطىء.

قلت: لكنه قد توبع فقال أحمد 1/156: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق به دون القصة ودون قوله: "دَعُوهُ سَيَكْفِيكُمُوهُ غَيْرُكُمْ يُقْتَلُ فِي الفئة الباغية".

ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا إسحاق وهو السبيعي كان اختلط لكنه قد توبع كما سيأتي في الكتاب رقم 914 كما أن له طرقا أخرى كثيرة عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه سيأتي بعضها برقم 912.

912 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ثنا عَبْدُ الوهاب الثقفي حدثنا أيوب وأبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: إِنَّ فِيهِمْ رَجُلا مُخْدَجَ1 الْيَدِ أَوْ مَثْدُونَ الْيَدِ لولا أن ينظروا لحديثكم مَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عُبَيْدَةُ: فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. زَادَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ قَالَ

مُحَمَّدٌ فَطُلِبَ ذَلِكَ بَعْدُ فَوُجِدَ فِي الْقَتْلَى عِنْدَ أَحَدِ مَنْكِبَيْهِ كَهَيْئَةِ الثُّدِيِّ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ.

912-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجه مسلم كما يأتي والحديث أخرجه مسلم 3/114 بإسناد المصنف الثاني وشيخه ولكنه قرن إليه زهير بن حرب وغيره وقرن إلى إسماعيل بن علية حماد بن زيد ومن طريقه أخرجه عبد الله بن أحمد 1/121 و122 وأبو داود 4763 وأبو يعلى 1/95و141.

ثم أخرجه مسلم والطيالسي 166 وأحمد 1/95و144 و155 وابنه 1/122 وأبو يعلى 1/140و142 من طرق أخرى عن محمد بن سيرين.

913 -

ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ بَعْضُ ثِيَابِ السَّفَرِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَشَغَلَ عَلِيًّا مَا كان فيه من

1- أي ناقص اليد أو مثدون اليد أي صغير اليد.

ص: 442

أَمْرِ النَّاسِ قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا. قَالَ أَبِي: لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِي وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ يُقَالُ لَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ قَالَ: قُلْتُ فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حروراء وراء فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْحَرُورِيَّةَ فَقَالَ طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ فَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ سَأَلْتَ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَخَبَّرَكُمْ خَبَرَهُمْ ثُمَّ جِئْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ وَقَدْ فَرَغَ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَصَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَصَّ عَلَيْنَا فَأَهَلَّ وَكَبَّرَ ثُمَّ أَهَلَّ وَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ فَقَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمٌ كَذَا وَكَذَا" فَقُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: "قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ المشرق يقرؤون لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ كَأَنَّهَا ثَدْيٌ حَبَشِيَّةٌ". أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهُ فِيهِمْ فَأَتَيْتُمُونِي فَأَخْبَرْتُمُونِي أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ فَحَلَفْتُ لَكُمْ أَنَّهُ فِيهِمْ فَأَتَيْتُمُونِي تَسْتَحْيُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالُوا: نَعَمْ فَأَهَلَّ وَكَبَّرَ وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ ورسوله.

913-

إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال مسلم غير كليب وهو ابن شهاب والد عاصم فهو صدوق كما في التقريب.

والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده 1/134 بإسناد المصنف وغيره. وهو أبو هشام الرفاعي وأخرجه أحمد 1/160 من طريقين آخرين عن عاصم بن كليب به مختصرا ومطولا.

ثم ساقه أبو يعلى من طريق الرفاعي وحده.

914 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قال رضي الله عنه إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ وَالْحَرْبُ خُدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِّيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ لِمَنْ قَتَلَهُمْ

ص: 443

أجرا يوم القيامة".

914-

إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه كما يأتي بيانه.

والحديث أخرجه مسلم 3-114 بإسناد المصنف ومتنه. وأخرجه أحمد 1/113: ثنا أبو معاوية به. ثم أخرجه مسلم وأبو يعلى 1/77 من طرق أخرى عن أبي معاوية.

وأخرجه هو والبخاري 2/406و4/331 وأبو داود 4767 والنسائي 2/174 وأحمد 1/131 وأبو يعلى 1/92 من طرق أخرى عن الأعمش به.

وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه وقال:

"فإن في قتلهم أجرا عظيما عندالله لمن قتلهم".

أخرجه ابن ماجه 168 وأحمد 1/404 وصححه الترمذي 2/92.

915 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ1 الْغَيْلانِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَحْبَبْتُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ وَأَحَبَّنِي حَتَّى كَانَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَا بَنِي غَيْلانَ أَعَجِزْتُمُونِي أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عاصم بن سميح2. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنِ ارْتَضَى فِي بَيْتِي هَذَا أَنَّ عَلِيًّا قَالَ الْتَمِسُوا لِيَ الْعَلامَةَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

فَإِنِّي لَمْ أَكْذِبْ ولم أُكْذَبَ فَجِيءَ بِذِي الثُّدَيَّةِ فَحُمِلَ عَلَى فَرَسٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ حِينَ رَأَى عَلامَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيهم.

915-

إسناده ثقات رجال مسلم غير عاصم بن شميخ الغيلاني وهو مجهول كما قال أبو حاتم ولم يذكروا له راويا غير عكرمة هذا وآخر سموه بن جواس ولم أجد له ترجمة وقال: البزار ليس بالمعروف وأما ابن حبان والعجلي فوثقاه.

916 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ بالنهر وان قَامَ عَلِيٌّ رضي الله عنه في أصحابه فقال:

1و2– بمعجمتين مصغرا ووقع في الأصل مهملا.

ص: 444

إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَدْ خُلِّفُوا فِي كَذَا وَالْمَالِ وَإِنِّي مُخْرِجٌ النَّاسَ وَهُمْ أَدْنَى الْعَدُوِّ إِلَيْكُمْ فَكَيْفَ تَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ يَخْلُفَكُمْ هَؤُلاءِ بِأَعْقَابِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"يَخْرُجُ خَارِجَةٌ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ صَلَوَاتُكُمْ إِلَى صَلَوَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ وَلا قِرَاءَتُكُمْ إلى قراءتهم بشيء يقرؤون الْقُرْآنَ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلا لَهُ عَضُدٌ لَيْسَ لَهَا ذِرَاعٌ عَلَيْهَا مِثْلُ حَلَمَةِ الثُّدِيِّ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ بِيضٌ" لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِي يَسِيرُونَ إِلَيْهِمْ مَا قَضَى اللَّهُ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم مَا نَكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ فَيُسَيِّرُنَا مَنْزِلا مَنْزِلا حَتَّى قَالَ أَحَدُنَا عَلَى قَنْطَرَةِ الدَّارَيْنِ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا قَامَ فِيهِمْ أميرهم عبد الله بن وهب السباءي فَقَالَ أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَلا لَمَا أَلْقَيْتُمْ سِلاحَكُمْ وَانْتَزَعْتُمُ السُّيُوفَ مِنْ جُفُونِهَا ثُمَّ حَمَلْتُمْ حَمَلَةً وَاحِدَةً قَالَ فَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ فَقُتِلُوا وَبَعْضُهُمْ قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ مَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَقَدْ كَانَتْ فِيهِمْ جِرَاحٌ فَقَالَ عَلِيٌّ الْتَمِسُوا هَذَا الرَّجُلَ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَامَ عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَرَى عَلَى وَجْهِهِ كَآبَةً حَتَّى أَتَى عَلَى كَتِيبَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ رَكِبَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَأَمَرَ بِهِمْ فَفُرِّجُوا يَمِينًا وَشِمَالا فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ مِنْهُمْ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ السَّلَمَانِيُّ فَقَالَ: آللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أي الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لأَنَا سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا كُلُّ ذلك يحلف.

916-

إسناده جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن الحديث كما تقدم مرارا وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد 1/91: ثنا أحمد بن جميل أبو يوسف أخبرنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حميد بن أبي غنية به.

قلت: وهذا إسناد صحيح فإن أحمد بن جميل هذا ثقة وهو مترجم في الجرح والتعديل1/1/44 وتاريخ بغداد 4/76-77.

وله طريق أخرى عن عبد الملك وهي الآتية بعده.

ص: 445

917 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الملك ابن أَبِي سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ عَلِيٍّ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أمتي قوم يقرؤون الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلا صَلَوَاتُكُمْ إِلَى صَلَوَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بشيء يقرؤون الْقُرْآنَ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ" لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يصيبون مالهم عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم لا نكلوا على الْعَمَلِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ فِيهِمْ رَجُلا لَهُ عَضُدٌ لَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الْمَرْأَةِ عَلَى رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ. فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلاءَ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا عَلَى سَرْحِ النَّاسِ فَسِيرُوا بِسْمِ اللَّهِ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ فَنَزَّلَنِي زَيْدٌ مَنْزِلا مَنْزِلا حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ وَلَقِيَنَا الْخَوَارِجَ فَلَقِيَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَالَ: أَلْقُوا الرِّمَاحَ وَسُلُّوا السُّيُوفَ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدَكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ فَرَجَعُوا وَسَلُّوا السُّيُوفَ وَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ حَتَّى قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ وَلَمْ يُصَبْ يَوْمَئِذٍ مِنَ النَّاسِ إِلا رَجُلانِ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: اطْلُبُوا الْمُخْدَجَ فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَامَ عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى قَوْمًا قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: أخرجوهم فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ فَكَبَّرَ وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آللَّهِ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِي وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ. قَالَ فَاسْتَحْلَفَهُ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ له.

917-

إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أحمد بن الفرات وهو ثقة حافظ وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم 3/114-115 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق بن همام به. وقال أبو داود 4768: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عبد الرزاق به.

ص: 446

918 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ ثنا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَامَ رَأْسُ الْخَوَارِجِ إِلَى عَلِيٍّ يُقَالُ الْجَعْدُ بْنُ بَعْجَةَ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّكَ تَعْرِفُ سَبِيلَ الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلِ الْمُسِيئِينَ وَالْمُحْسِنُ عِنْدَهُ عُمَرُ وَالْمُسِيءُ عِنْدَهُ عُثْمَانُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. قَالَ: لا وَلَكِنِّي مَقْتُولٌ مِنْ ضَرْبَةٍ عَلَى الْهَامَةِ هَامَةِ نَفْسِهِ يَخْضِبُ هَذِهِ يَعْنِي لِحْيَتَهُ عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى. وَعَاتَبُوهُ فِي لِبَاسِهِ فَقَالَ: لِبَاسُ هَذَا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي1 المسلم.

918-

إسناده ضعيف رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه لم يحتج بشريك وهو ابن عبد الله القاضي الكوفي وإنما أخرج له متابعة وذلك لضعف في حفظه.

وأبو داود هو الطيالسي صاحب المسند المعروف به وقد أخرجه فيه كما يأتي.

والحديث أخرجه الطيالسي في مسنده 157: ثنا شريك به مع شيء من الاختصار ودون ذكر المعاتبة في لباسه.

وأخرجه أحمد 1/91 من طريق أخرى عن شريك بتمامه.

ولفقرة قتله وخضب لحيته من دمه طريقان آخران في المسند 1/102و130 ولها شاهد من حديث عمار في خصائص علي للنسائي ص39.

919 -

حدثنا الْوَارِثُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبِي ثنا سُوَيْدٌ الْعِجْلِيُّ صَاحِبُ الْقَصَبِ ثنا أَبُو مُؤْمِنٍ الْوَاثِلِيُّ2 قال: شهدت عليا بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ فَقَالَ: انْظُرُوا فِي الْقَتْلَى رَجُلا يَدُهُ كَأَنَّهَا ثَدْيُ الْمَرْأَةِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنِي أَنِّي صَاحِبُهُ فَقَلَبُوا الْقَتْلَى فَلَمْ يَجِدُوهُ قَالَ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ انْظُرُوا قَالَ وَتَحْتَ نَخْلَةٍ سَبْعَةُ نَفَرٍ فَقَلَبُوا فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ فِيهِ فَرَأَيْتُ جِيءَ بِهِ فِي رِجْلِهِ حَبْلٌ أَسْوَدٌ أُلْقِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَرَّ عَلِيٌّ سَاجِدًا وَقَالَ أَبْشِرُوا قَتْلاكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاهُمْ فِي النَّارِ.

919-

إسناده ضعيف ورجاله ثقات غير أبي مؤمن الواثلي قال الذهبي: لا يعرف.

1- سقطت من الأصل فاستدركتها من مسند أحمد

2-

الأصل أبو موسى الوايلي والتصحيح من الأنساب وغيره

ص: 447

والحديث أخرجه النسائي في مسند علي من هذه الطريق كما في التهذيب.

وأخرجه أحمد 1/107-108و147 والنسائي في الخائص ص45 من طريق طارق ابن زياد عن علي نحوه دون التبشير في آخره.

وطارق هذا مجهول.

وللقصة طرق أخرى عن علي نحوه عند أحمد 1/88و139و140و151. وأبي يعلى 1/101و137-140و141-163 وأبي داود في السنن 4769و4770 والطيالسي 165و169.

920 -

ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذو الثُّدَيَّةِ فَقَالَ: "شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ رَاعِي الْخَيْلِ أَوْ رَاعِي الْجَبَلِ يَحْتَدِرُهُ رجل من بجلية يُقَالُ لَهُ الأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ عَلامَتُهُ فِي قَوْمِهِ ظُلْمَةٌ". قَالَ سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ فَاحْتَدَرَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ الأشهب أو ابن الأشهب.

920-

إسناده ضعيف وقد تكلمت عليه في الأحاديث الضعيفة 3750 فلا داعي للإعادة.

921 -

ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي أَوْ سَيَكُونُ مِنْ أمتي قوم يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لا يَعُودُونَ فيهم شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ". فَقَالَ ابْنُ الصَّامِتِ فَلَقِيتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ أَخَا الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

921-

إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي.

والحديث أخرجه مسلم 3/116 بإسناد المصنف ومتنه وأخرجه الطيالسي 448: حدثنا شعبة وسليمان ابن المغيرة به وأحمد 5/31 من طرق أخرى شعبة وسليمان بن المغيرة عن سليمان وحده وليس عنده الشك في بعدي كالرؤية التالية عند المصنف رحمه الله تعالى.

ص: 448

922 -

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ لَمْ يَشُكَّ فِي بَعْدِي فَقَالَ: "سيما هم التحليق".

922-

إسناده صحيح على شرط مسلم وهو مكرر الذي قبله وإنما ساقه المصنف ليبين أن الشك الذي وقع في متن الرواية الأولى في بعدي لم يقع في رواية هدبة هذه وكذلك رواه جماعة من الثقات عند الإمام أحمد كما ذكرت آنفا وليبين أيضا أن في هذه الرواية زيادة: "سيماهم التحليق". وهذه الزيادة صحيحة الإسناد ولها شواهد كثيرة تقدم أحدها من حديث سهل بن حنيف 909 ويأتي بعضها من حديث أبي سعيد الخدري في بعض طرقه كما سأبينه.

923 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ: "لَهُ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ". ثُمَّ قَالَ عُمَرُ دَعْنِي أَقْتُلْهُ فَقَالَ: "إِنَّ لِهَذَا أَصْحَابًا يَخْرُجُونَ عِنْدَ اخْتِلافٍ في الناس يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَآيَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ الْمَرْأَةِ وَكَأَنَّهَا بِضْعَةٌ تَدَرْدَرُ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعَ أُذُنَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَصُرَ عَيْنِي مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه حِينَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ استخرجه حتى نظرت إليه.

923-

إسناده جيد على شرط البخاري على ضعف في روايته عن الزهري خاصة ولكنه قد توبع في روايته عنه كما يأتي بيانه.

والحديث أخرجه أحمد 3/65 والبخاري 4/151 والنسائي في الخصائص ص44 والمصنف في الذي يليه عن الأوزاعي ومسلم 3/112 عن يونس كلاهما عن الزهري به.

ثم أخرجه أحمد 3/65 والبخاري 2/406 ومسلم 3/112 والنسائي أيضا من طرق أخرى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وحده.

وتابعه مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سلمة به.

ص: 449

أخرجه أحمد 3/60 ومسلم أيضا لكنه زاد في السند: وعطاء بن يسار قرنه مع أبي سلمة.

وتابعهما معبد بن سيربن عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا دون القصة وزاد: "سيماهم التحليق" أو قال: "التسييد".

أخرجه البخاري 4/500.

وتابعهم أبو نضرة عن أبي سعيد به مع الزيادة دون قوله: أو التسييد.

أخرجه أحمد 3/5 ومسلم 3/113 والنسائي في الخصائص ص43 وتابعهم قتادة عنه به مع الزيادة.

أخرجه أبو داود: 4765.

متابعهم عاصم بن شميخ عنه به.

أخرجه أحمد 3/33.

وله عنده 3/15و52 طريقان آخران عن أبي سعيد دون الزيادة.

وعند المصنف طريق ثالثة تأتي برقم 937.

924 -

ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ يَقْسِمُ قَسْمًا فَقَالَ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ قَالَ: "وَيْحَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ". فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي ائْذَنْ لِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ: "لا إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا1 يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ عِنْدَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ إِلَى نَصْلِهِ 2 فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ ثُمَّ يَنْظُرُ فَوْقَهُ فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ 3 مِنَ النَّاسِ آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ كالبضعة

1- الأصل ألا إن أصحابا له والتصحيح من البخاري والمسند

2-

الأصل: حديدة السهم فوقه هو الحز الذي يجعل فيه الوتر. سبق الفرث الدم: أي أن السهم قد جاوزهما ولم يعلق به فيه منهما شيء. والفرث اسم ما في الكرش

3-

في البخاري على خير فرقة ولعله الصواب

ص: 450

تَدَرْدَرُ". وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه حِينَ قَتَلَهُمْ فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

924-

حديث صحيح ورجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الحميد وهو ابن حبيب ابن أبي العشرين الدمشقي قال الحافظ:

صدوق ربما أخطأ. قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث.

قلت: لكنه قد توبع. فقال أحمد 3/65: ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي به وتابعه الوليد عن الأوزاعي به.

أخرجه البخاري 4/151.

وتابع الأوزاعي جماعة على ما سبق بيانه في الذي قبله. وانظر الذي بعده.

925 -

ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه. وقال: "وَآيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ مثل ثدي المرأة".

925-

إسناده صحيح على شرط الشيخين غير ابن عمر واسمه محمد بن يحيى فهو على شرط مسلم وحده وقد أخرجه البخاري من غير طريق كما يأتي.

والحديث أخرجه البخاري 4/331: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حدثنا هشام أخبرنا معمر به.

وقد تابع معمرا الأوزاعي وغيره كما سبقت الإشارة إليه قبل حديث.

926 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ثنا يَحْيَى ابن يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ مَحْبُوسًا فِي السِّجْنِ أنا وَالْفَرَزْدَقُ فِي يَدَيْ مَالِكِ بْنِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ: الْفَرَزْدَقُ فِي السِّجْنِ يَا يَحْيَى إِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَخْرَجَنِي اللَّهُ مِنَ السِّجْنِ وَلا أَنْجَانِي مِنْ يَدَيْ مَالِكٍ وَكَانَ يَخَافُهُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وأَبَا سَعِيدٍ فَقُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَإِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ عَلَيْنَا فَيَقْتُلُونَ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيَأْمَنُ مَنْ سِوَاهُ مِنَ النَّاسِ فَقالا: وَإِلا لا نَجَّانِي اللَّهُ مِنَ السِّجْنِ سَمِعْنَا خَلِيلَنَا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

ص: 451

"مَنْ قَتَلَهُمْ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ ومن قتلوه فله أجر شهيدين".

926-

إسناده ضعيف ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير محمد بن عبد الرحيم وهو أبو يحيى البغدادي المعروف بصاعقة الحافظ فإنه من رجال البخاري إلا أن خلف ابن خليفة كان اختلط في آخر عمره وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد.

والحديث قال الهيثمي 3/234:

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.

927 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا عَفَّانُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عطاء بن السايب عَنْ بِلالِ بْنِ بُقْطُرٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَى بدنانير فقسمها فكل ما قَبَضَ قَبْضَةً نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ كَأَنَّهُ يُؤَامِرُ أَحَدًا. وَقَالَ حَمَّادٌ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ فِي الْقِسْمَةِ. قَالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:

"مَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي"؟. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ: "لا إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يَتَعَلَّقُونَ من الإسلام بشيء".

927-

إسناده ضعيف عطاء بن السائب كان اختلط وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده فلا يعرف حديثه في حال الصحة عن حالة الاختلاط.

وبلال بن بقطر ذكره ابن أبي حاتم 1/1/396 برواية عطاء فقط عنه فهو مجهول. وأما ابن حبان فذكره في الثقات.

والحديث أخرجه أحمد 5/42: ثنا عبد الصمد وعفان قالا: ثنا حماد بن سلمة به. وقال الهيثمي 6/227:

رواه أحمد والبزار باختصار والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.

وله طريقان آخران يأتيان في الكتاب برقم 936 و 937.

928 -

حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ ثنا أَصْبُغُ بْنُ الْفَرَجِ ثنا ابْنُ وَهْبٍ ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ

ص: 452

أَبِي رَافِعٍ أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ هَاجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: لا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وصف ناسا وأشار إلى خلقه مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ فِيهِمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْيُ1 شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِهِمْ وَقَوْلَ عَلِيٍّ فِيهِمْ.

928-

إسناده صحيح على شرط البخاري غير أبي حاتم وهو الرازي الإمام الثقة الحافظ.

والحديث أخرجه مسلم 3/116 والنسائي ص44 من طرق آخرى عن ابن وهب به.

929 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيِّ ثنا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو وعن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ أَنَّهُ قَالَ تَكَلَّمَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ لَمْ يُسَمِّهِ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: هُوَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"أَجَلْ فَكَيْفَ رَأَيْتَ". فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "وَيْحَكَ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْعَدْلُ عِنْدِي فَعِنْدَ مَنْ". فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلا نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلا يَجِدُ شَيْئًا ثُمَّ يَنْظُرُ فِي الْقَدَحِ فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ ثُمَّ يَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ".

929-

حديث حسن رجاله كلهم ثقات غير أن محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه ولكنه قد صرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد الآتية في الكتاب بعده وله فيه ثلاثة أسانيد.

الأول: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو وهذا مسند لأن ابن عمرو وهو ابن العاص صحابي مشهور.

الثاني: عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وهذا مرسل لأن محمد بن علي وهو أبو جعفر

1- أي ضرعها.

ص: 453

الباقر تابعي ثقة.

الثالث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نجيج. وهذا معضل لأن عبد الله هذا وهو أبو يسار المكي من أتباع التابعين. وقد رواه عن أبيه مرسلا كما في الإسناد التالي.

وللحديث طريقان موصولان عن ابن عمرو يأتيان في الكتاب برقمي 934 و 944.

930 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث ابن نَوْفَلٍ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وتَلِيدُ بْنُ كِلابٍ اللَّيْثِيُّ حَتَّى أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُعَلِّقًا نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ فَقُلْنَا لَهُ هَلْ حَضَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَلَّمَهُ التَّمِيمِيُّ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يُعْطِي النَّاسَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ في هذا ليوم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَجَلْ فَكَيْفَ رَأَيْتَ" قَالَ لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ. قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "وَيْحَكَ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْعَدْلُ عِنْدِي فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ؟ "!. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ: "لا دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلا يَجِدُ شَيْئًا ثُمَّ يَنْظُرُ في القدح فلا يوجد شييء سبق الفرث والدم".

930-

إسناده جيد ورجاله كلهم ثقات قد صرح فيه ابن اسحاق بالتحديث فأمنا بذلك شر تدليسه.

ومحمد بن منصور هو أبو جعفر العابد نزيل في بغداد من شيوخ أبي داود والنسائي الثقات وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه أحمد 2/219 فقال: ثنا يعقوب ثنا أبي به.

وقال الهيثمي 6/228:

رواه أحمد والطبراني باختصار ورجال أحمد ثقات.

قلت: وفي آخر الحديث في مسند أحمد فائدة حديثيه من كلام عبد الله بن الإمام أحمد نصه:

قال أبو عبد الرحمن: أبو عبيدة هذا اسمه محمد ثقة وأخوه سلمة بن محمد بن

ص: 454

عمار لم يرو عنه إلا علي بن زيد ولا نعلم خبره. ومقسم ليس به بأس. ولهذا الحديث طرق في هذا المعنى وطرق أخرى في هذا المعنى صحاح والله سبحانه وتعالى أعلم.

931 -

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو جَعْفَرٍ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ وسماه ذو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيَّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أبيه بمثل ذلك.

931-

هذا إسناد آخر لا بن إسحاق وهومرسل كما تقدم بيانه في الكلام على الذي قبله.

932 -

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِ ذلك.

932-

وهذا إسناد ثالث لابن إسحاق وهو مرسل أيضا تقدم بيانه هناك.

933 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: فَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ مِنَ الدِّينِ إِلا كَمَا يَبْقَى مِنْ ذَلِكَ السَّهْمِ مِنَ الرمية.

933-

وهذا إسناد معضل لأن محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي من أتباع التابعين ولم يذكر من حدثه به ويحتمل أن يكون يلقاه عن مقسم أو عن أبي عبيدة عنه عن ابن عمرو والله أعلم.

934 -

حدثنا أبو موسى حدثنا معاد بْنُ هِشَامٍ ثنا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ قَالَ كَانَ صَاحِبٌ لِي يُحَدِّثُنِي عَنْ شَأْنِ الْخَوَارِجِ وَطَعْنِهِمْ عَلَى أُمَرَائِهِمْ فَحَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ مِنْ بَقِيَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ عِنْدَكَ عِلْمًا وَأُنَاسٌ بِهَذَا الْعِرَاقِ يَطْعَنُونَ عَلَى أُمَرَائِهِمْ وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِمْ بِالضَّلالَةِ فَقَالَ لِي: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَلِيدٍ1 مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَعْدِلَ فَمَا أَرَاكَ أَنْ تَعْدِلَ فَقَالَ: "وَيْحَكَ مَنْ يَعْدِلُ عَلَيْهِ بَعْدِي" فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "رُدُّوهُ رُوَيْدًا" فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي أُمَّتِي أخا لهذا يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ كُلَّمَا خرجوا فاقتلوهم ثلاثا".

1- كذا الأصل وفي الزوائد ومجمع الزوائد: بسقاية ولعل الصواب ما في الأصل ففي القاموس: والقليد الشريط والقلادة ما جعل في العنق

ص: 455

934-

إسناده صحيح على شرط البخاري.

والحديث أخرجه البزار في مسنده ص207- زوائده: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثنا معاذ ابن هشام به.

935 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن يحيى بن حيان عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه في الحرورية فقال: أجل سمعت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْحَرُورِيَّةَ وَمَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ ثُمَّ إِلَى نَصْلِهِ ثُمَّ إِلَى رِصَافِهِ فَيَنْظُرُ وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ هَلْ عَلِقَ بِهِ شَيْءٌ مِنَ الدَّمِ أَمْ لا".

935-

إسناده جيد ورجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميد وهو حسن الحديث كما تقدم مرارا ولم يتفرد به كما يأتي بيانه.

والحديث أخرجه البخاري 4/331: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عبد الوهاب قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ به.

وللحديث طرق أخرى كثيرة عن أبي سعيد الخدري تقدم تخريج بعضها عند حديثه المتقدم وفي بعضها من الزيادات ما ليس هنا.

936 -

حدثنا هارون بن محمد حدثنا أَبِي عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"إِنَّ في أمتي قوما يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ".

936-

إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير هارون بن محمد وهو ابن بكار بن بلال العاملي الدمشقي وأبيه وهما ثقتان.

وللحديث طريقان آخران تقدم أحدهما برقم 927 ويأتي الآخر بعده.

937 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا وَكِيعٌ عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنِ أَبِي

ص: 456

بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي نَاسٌ ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُ يؤجر قاتلهم".

إسناده صحيح على شرط مسلم.

والحديث أخرجه أحمد 5/36: ثنا وكيع به.

وله طريقان آخران عن أبي بكرة فانظر الذي قبله وطريق آخر عن عثمان الشحام وهو الآتي بعده.

938 -

ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْبَزَّارِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى الصَّلاةِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ وَرَجَعَ إليه وهو ساجد قال ثم قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَقْتُلُ هَذَا". فَقَامَ رَجُلٌ فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ ثُمَّ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلا سَاجِدًا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ قَالَ مَنْ يَقْتُلُ هَذَا" فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ حَتَّى رَعَدَتْ يَدُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقْتُلُ رَجُلا سَاجِدًا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ لَكَانَ أَوَّلَ فتنة وآخرها".

938-

إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المصنف وهو الحسين ابن محمد بن شنبة أبو عبد الله البزار وهو ثقة.

والحديث أخرجه أحمد 5/42: ثنا روح عن عثمان الشحام به.

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم وقال الهيثمي 6/225:

رواه أحمد والطبراني من غير بيان شاف ورجال أحمد رجال الصحيح.

قلت: ثم روى أحمد 5/44 بإسناده المذكور المتن الذي قبله مثله إلا أنه قال:

"فأنيموهم فالمأجور قاتلهم".

ص: 457

939 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُهُمْ مَثَلُ رَجُلٍ رمى بسهم" فذكر الحديث.

939-

حديث صحيح ورجاله ثقات إن كان سعيد الراوي عن قتادة سعيد بن عبد العزيز ولكنه كان اختلط ويحتمل أنه سعيد بن بشير وهو ضعيف وكلاهما من شيوخ محمد بن بكار وهو ابن بلال العاملي الدمشقي ولكنهم لم يذكروا قتادة في شيوخ سعيد ابن عبد العزيز فالأرجح أنه سعيد بن بشير. والله أعلم.

940 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اختلاف وفرقة" فذكر الحديث.

940-

حديث صحيح وإسناده ضعيف لأن سعيدا الذي في سنده هو ابن بشير على ما رجحته آنفا وهو ضعيف ولكنه لم يتفرد به كما يأتي.

والحديث رواه معمر أيضا عن قتادة به.

أخرجه أحمد 3/197 وأبو داود 4766 وابن ماجه 175من طريقين عنه به. وتمامه عند أحمد: "

يخرج منهم قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم سيماهم الحلق والتسبيت فإذا رأيتموهم فأنيموهم". التسبيت استئصال الشعر القصير.

قلت: إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وتابعه الأوزاعي: حدثني قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وأبي سعيد الخدري به نحوه وليس فيه التسبيت.

وفيه: "يدعون إلى كتاب الله

" الحديث. كما هو لفظه في الحديث الذي يليه.

أخرجه أبو داود 4765 وأحمد 3/224.

وإسناده صحيح على شرطهما.

وتابعه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قال: سمعت أنسا به نحوه.

أخرجه المصنف كما سيأتي 945.

941 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ

ص: 458

قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ فَمَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بالله منهم".

941-

حديث صحيح ورجاله ثقات غير سعيد وهو ابن بشير على ما ترجح لدي فيما سبق قريبا.

ويشهد له حديث أنس الذي قبله في بعض طرقه عن قتادة عنه كما تقدم آنفا.

942 -

حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَجْنَا حَتَّى وَرَدْنَا الرَّبَذَةَ فأتينا بيت أبي ذر فسألنا عنه فاعتزلنا فقعدنا ناحية فإذا هو قد جاء يحمل عظما من جزور أو يحمل معه قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ثُمَّ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ فَقَعَدَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"اسْمَعْ وَأَطِعْ لِمَنْ كَانَ عَلَيْكَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مجدعا".

942-

حديث صحيح ورجاله ثقات غير سلمة بن نباتة أورده ابن أبي حاتم 2/1/174 برواية عاصم هذا فقط عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو في عداد المجهولين لكنه قد توبع كما يأتي.

والحديث رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أبي ذر مرفوعا به دون القصة.

أخرجه مسلم 2/120-121و6/14 وأحمد 5/161و171.

وله عنده طريقان آخران بنحوه.

943 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَقْبِضُ لِلنَّاسِ يوم حنين منفضة فِي ثَوْبِ بِلالٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ اعْدِلْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ كُنْتُ لا أَعْدِلُ". قَالَ: "إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يخرجون فيكم يقرؤون الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ". فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَإِنَّهُ

ص: 459

مُنَافِقٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أصحابي".

943-

حديث صحيح وإسناده ضعيف ورجاله موثقون غير عبد الله بن شبيب وهو أبو سعيد الربعي قال الذهبي:

أخباري علامة لكنه واه.

قلت: لكنه لم يتفرد به كما يأتي.

والحديث أخرجه أحمد 3/354 عن إسماعيل بن عياش: حدثني يحيى بن سعيد أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابرا يقول

فذكره.

قلت: وإسناده ثقات إلا أن إسماعيل بن عياش ضعيف في الحجازيين وهذه منها لكنه يتقوى بالطريق الآتية فقال أحمد 3/345-355: حدثنا أبو المغيرة ثنا معاذ ابن رفاعة ثنا أبو الزبير عن جابر به. قال معاذ: فقال لي أبو الزبير فعرضت هذا الحديث على الزهري فما خالفني

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أنه يبدوا لي أن فيه سقطا فإن أبا المغيرة واسمه عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي لم يدرك معاذ بن رفاعة وهو تابعي فإنه مات سنة 212. وقد صرح بالتحديث عنه فلا بد أن يكون بينهما واسطة سقطت من الناسخ أو الطابع فمن هو لم يتبين لي شيء الآن فعسى أن نحظى به بعد بإذن الله تعالى.

وثمة إشكال آخر فقد ذكر الهيثمي 6/231 طرفا من هذا الحديث وقال عقبة:

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن.

فأنت ترى أنه لا ذكر لابن لهيعة في كل من الطريقين المذكورين عن الإمام أحمد فهل عنده طريق أخرى ثالثة فيها ابن لهيعة لم أقف عليها الآن كما لم يقف الهيثمي على الطريقين المشار إليهما أم هو الوهم الذي لا ينجو منه إنسان هذا ما ستكشف عنه الأيام بإذنه تعالى.

944 -

ثنا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ يَعْنِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْسِمُ تِبْرًا يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَقَالَ: "وَيْحَكَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ عِنْدَ مَنْ يُلْتَمَسُ الْعَدْلُ"؟ ثُمَّ قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ مِثْلُ هَذَا يَسْأَلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَهُمْ أعداؤه يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم".

ص: 460