المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب في فضائل أهل البيت: - السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني - جـ ٢

[ابن أبي عاصم]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ لصعيد واحد

- ‌باب مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرْطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ وعد من تمسك بأمره ورود حَوْضَهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُصَدُّ عَنْ حَوْضِهِ قَوْمًا بَعْدَ أَنْ يَرِدُوهُ:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ الْمِيزَانِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

- ‌ باب: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ أَوْ نِصْفِ أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي

- ‌باب أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يوم القيامة فيهمون بذلك

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ الْكَبَائِرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ:

- ‌ بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ:

- ‌ بَابُ الإِيمَانِ بِالْبَعْثِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ مُفَارِقِ الْجَمَاعَةِ:

- ‌ بَابُ الْمَارِقَةِ وَالْحَرُورِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ السَّابِقِ لها خذلان خالقها:

- ‌ باب في الإرجاء والمرجية وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ فَوَرَّثَهُ

- ‌ بَابٌ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَأَنَّ لِلَّهِ فِيهِ خِيَارًا وَمَشِيئَةً:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ الرَّافِضَةِ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ:

- ‌باب ذكر قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "إن أصل بَيْتِي هَؤُلاءِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَوْلَى الناس بي

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ زَجَرَ عَنْ سَبِّ السُّلْطَانَ:

- ‌ بَابٌ: فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام مِنْ أَمْرِهِ بِإِكْرَامِ السُّلْطَانِ وَزَجْرِهِ عَنْ إِهَانَتِهِ:

- ‌ باب: في ذكر فضل تعزيز الأَمِيرِ وَتَوْقِيرِهِ:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ:

- ‌ بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّعِيَّةِ مِنَ النُّصْحِ لِوُلاتِهَا:

- ‌ بَابُ كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلاةِ:

- ‌ بَابُ سُؤَالِ الرَّعِيَّةِ عَمَّا يَجِبُ لِوَالِيهَا عَلَيْهَا:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ الصبر عند ما يَرَى الْمَرْءُ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْوُلَاةُ:

- ‌ بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ عليه السلام فِي الْخَارِجِ عَلَى أُمَّتِهِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّ الْخِلافَةَ فِي قريش:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِي أَئِمَّةُ الْعَدْلِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابٌ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه وَمَا دَلَّ عليها:

- ‌ بَابُ ذِكْرِ خِلافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ:

- ‌ بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ تَفْضِيلِهِ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَإِيمَائِهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثَالِثِهِمْ فِي الْفَضْلِ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْر رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ:

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ سَعْدٍ:

- ‌ بَابٌ فِي فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

- ‌ بَابٌ فِي جُمَّاعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ:

- ‌ بَابٌ فِي قَوْلِهِ الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ وَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ بِهِمْ:

- ‌ بَابُ تَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ:

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "ائذن له وبشره بالجنة

- ‌باب قول الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أَنْزِعُ بدلو بكرة على قليب

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ عليه السلام: "بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قَرْنٍ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

- ‌ بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي

- ‌ بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ جعل عقوبة أمتي السيف وكفارتهم القتل

- ‌ بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ قريش ومعرفة حقها وفي ذكر بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ

- ‌ بَابٌ: فِي قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "قُرَيْشٌ أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "إِنَّ لِلرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشٍ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا

- ‌ بَابٌ: فِي فَضْلِ عَالِمِ قُرَيْشٍ:

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لا يُقْتَلُ قريشي صَبْرًا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلا أَنْ تَبْطِرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ عز وجل

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "أَسْرَعُ النَّاسِ فِنَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: "ستفنيهم المنايا

- ‌ بَابُ: ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام لقريشي: " أن يزدهم –يذيقهم: نسخة- نَوَالا

- ‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ فِي: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

- ‌ بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ:

الفصل: ‌ باب في فضائل أهل البيت:

عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ".

ص: 642

232-

‌ بَابُ: مَا ذُكِرَ فِي: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

.

1545 -

حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال:

{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ} قَالَ نِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رحلة الشتاء والصيف كَانُوا يَصِيفُونَ بِالطَّائِفِ وَيُشْتُونَ بِمَكَّةَ {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} قَالَ: الْكَعْبَةُ {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} قَالَ: الْجُذَامُ.

ص: 642

233-

‌ بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ:

1546 -

ثنا ابْنُ كَاسِبٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عبد الله حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ لَكُمْ ثَلاثًا أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ وَيَهْدِيَ ضَالَّكُمْ وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ وَأَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا مجدا رُحَمَاءَ فَلَوْ أَنَّ رَجُلا صَفَّ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَقَامَ ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل وَهُوَ يُنْقِصُ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ دَخَلَ النَّارَ".

1547 -

ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ثنا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وسعيد بن المسيب وعروة ابن الزُّبَيْرِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ إِلا فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ فِي الْعَرَبِ وَأَقْرَبُ فِي الْعَرَبِ مِنَ الْعَرَبِ أَلا لا تقدموا قريشا".

بسم الله الرحمن الرحيم.

1548 -

أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عاصم ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا شَرِيكٌ،

ص: 642

عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَرْفَعُهُ قَالَ:

"إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الْخَلِيفَتَيْنِ بَعْدِي كِتَابَ اللَّهِ وعترتي إنهما لن يتفرقا حق يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ".

1549 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ ثنا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِنِّي تَارِكٌ فيكم الخلفيتين مِنْ بَعْدِي كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ".

1550 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أنا وَحُصَيْنُ بْنُ عُقْبَةَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ يَا زَيْدُ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ.

1551 -

حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْهُ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا بِمَا يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَرَ ثُمَّ قَالَ:

"أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنْتَظِرُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولٌ مِنْ رَبِّي فَأُجِيبُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَاسْتَمْسِكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَخُذُوا بِهِ" فَرَغَّبَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَحَثَّ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي" ثَلاثًا.

1552 -

ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الأعمش عن يزيد بن حبان عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

"إن تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ" نَحْوَهُ.

1553 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ

ص: 643

وَأَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ كِتَابَ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَى الْحَوْضِ".

1554 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ".

1555 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ كَانَ بِغَدِيرِ خُمٍّ قَالَ: "كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ وَإِنَّ اللَّهَ مَوْلايَ وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما فَقَالَ: "مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ". فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:

مَا كَانَ فِي الرِّكَابِ إِلا قَدْ سَمِعَهُ بِأُذُنَيْهِ وَرَآهُ بِعَيْنَيْهِ قَالَ الأَعْمَشُ فَحَدَّثَنَا عَطِيَّةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لمثل ذَلِكَ.

1556 -

ثنا أَبُو بَكْرٍ ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يسار عن ابن يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ:

"أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ عز وجل".

1557 -

حدثنا فضل بن سهل عن ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا أَبِي عن عبد الله ابن أبي عبد الله النضري وَعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

1558 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَيْلانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ

ص: 644

زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ سَبَبُهُ بِيَدِ اللَّهِ وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ وَأَهْلَ بَيْتِي".

1559 -

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عاصم رحمه الله سألت عن السنة ما هي والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة القول: بإثبات القدر وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكل طاعة مع مطيع فبتوفيق الله له وكل معصية من عاص فبخذلان الله السابق منه وله والسعيد من سبقت له السعادة والشقي من سبقت له الشقاوة والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم والقرآن كلام الله تبارك وتعالى تلكم الله به ليس بمخلوق ومن قال مخلوق ممن قامت عليه الحجة فكافر بالله العظيم ومن قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شيء عليه وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وإثبات رؤية الله عز وجل يراه أولياؤه في الآخرة نظر عيان كما جاءت الأخبار وأبو بكر الصديق أفضل أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعده وهو الخليفة خلافة النبوة بويع يوم بويع وهو أفضلهم وهو أحقهم بها ثم عمر بن الخطاب بعده على مثل ذلك ثم عثمان بن عفان بعده على مثل ذلك ثم علي بعده على مثل ذلك رحمه الله عليهم جميعا.

وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأفضلهم وأزهدهم وأشجعهم وأسخاهم ومن الدليل على ذلك قوله في أهل الردة وقد نازله أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على أن يقبل منهم بعضا فأبى إلا كل ما أوجب الله عليهم أو يقاتلهم ورأى أن الكفر ببعض التنزيل يحل دماءهم فعزم على قتالهم فعلم أن الحق ومن شجاعته كونه مع النبي عليه السلام في الغار وهجرته معه معرضا نفسه لقريش وسائر العرب مع قصد المشركين وطلبهم به وما بذلوا فيه من الرغائب ثم ما ظهر في رأيه ونبله وسخائه أن كان ماله في الجاهلية أربعين ألف أوقية ففرق كله في الإسلام ومن زهده أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ندب إلى الصدقة فجاء أبو بكر بجميع ماله إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله وسلم:

ص: 645

"ما أبقيت لأهلك" قال الله ورسوله.

ولم يفعل هذا أحد منهم وقال في قصة الكتاب الذي أراد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يكتب لهم يأبي الله ويدفع بالمؤمنين وسماه الله من السماء الصديق وبويع واتفق المسلمون على بيعته وعلموا أن الصلاح فيها فسموه خليفة رسول الله وخاطبوه بها ثم عمر بن الخطاب رحمه الله عليه مثل سبيل أبي بكر وما وصفنا به مع شدته واستقامته وسياسته ومن ذلك قوله لعيينة والأقرع: إنما كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتألفكما والإسلام قليل وقد أغنى الله عنكما وذكر سير عمر وسياسته كثر ثم عثمان بن عفان من أعلمهم وأشجعهم وأسخاهم وأجودهم جودا ومن علمه أن عليا وعبد الرحمن رحمه الله عليهما أشارا في إقامة الحد على أمة حاطب فرأى عمر ذلك معهم قال: يا أبا عمرو ما تقول قال: لا أرى عليها حدا لأنها تستهل تستحل نسخة به وإنما الحد على من عمله. فقال عمر بعد أن فهم ذلك عنه صدقت والله إنما الحد على من عمله وتزوج ابنتي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع ذلك لأحد قط ثم أذهنهم ذهنا وأظهرهم عبادة حفظ القرآن على كبر سنه في قلة مدة فكان يقوم به في ليلة واحدة ومن سخائه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ندب إلى جيش العسرة فجاء بألف دينار ثم ألف ثم ألف ثم جهز جيش العسرة بأجمع جهازهم.

ثم علي رحمه الله عليه مثل ذلك في كماله وزهده وعلمه وسخائه ومن زهده أنه اشتغل في سنة أربعين ألف دينار ففرقها وقميص كرابيس سنبلاني قال محمد بن كعب القرظي سمعت عليا يقول: بلغت صدقة مالي أربعين ألف دينار. ومن فضائله التي أبانه الله بها تزويجه بفاطمة وولده الحسن والحسين رحمه الله عليهما وحمله باب خيبر وقتله مرحبا وأشياء يكثر ذكرها ثم لكل واحد من أهل الشورى فضائل يكثر ذكرها.

ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير والشفاعة والحوض والميزان وحب أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومعرفة فضائلهم وترك سبهم والطعن عليهم وولايتهم والصلاة على من مات من أهل التوحيد والترحم على من أصاب ذنبا والرجاء للمذنبين، وترك الوعيد

ص: 646

ورد العباد إلى مشيئة الله والخروج من النار يخرج الله من يشاء منها برحمته والصلاة خلف كل أمير جائر والصلاة في جماعة والغزو مع كل أمير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون.

وتم بحمد الله وكرمه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

وقع الفراغ من تنميق هذه النسخة الشريفة نهار الأحد ثالث وعشرين من ربيع الثاني سنة 1085 من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام وكان تمامها على يد أقل عباد الله وأحوجهم إلى رحمة الله الراجي عفو ربه الرحيم موسى بن إبراهيم غفر الله له ولوالديه ولأستاذيه ومعلميه ولمن أحسن إليه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات آمين.

ص: 647