الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا أبا عبد الله، حسبت فأخطأت. وقام إليه السراقي بن سلخ الحوت، فدفع في ظهره حتى أدخل السجن واصطفى ما كان له من مال وما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد " (1).
هذا ما حصل في حياة جعفر بن الباقر من افتراق الشيعة وتحزبهم بأحزاب مختلفة، وتشعبهم بفرق متعددة.
الشيعة بعد وفاة جعفر
وأما بعد وفاته سنة ثمان وأربعين ومائة، حصل الإختلاف العظيم، وافترق الشيعة إلى فرق عديدة، ولقد عدها الكاتب الشيعي المشهور النوبختي، وهو الأوائل من كتب في الفرق من القوم، ست فرق فقال:
" فلما توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، إفترقت الشيعة بعده ست فرق
…
ودفن في القبر الذي دفن فيه أبوه وجده في البقيع
…
وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمهما أسماء (2). بنت عبد الرحمن بن أبي بكر " (3).
والفرق الستة التي عدّها، الأولى منها:
" الناووسية: وهي التي قالت إن جعفر بن محمد حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر ويلي أمر الناس، وأنه هو المهدي. وزعموا أنهم رووا عنه أنه قال: إن رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل فلا تصدقوه، فإني صاحبكم. وإنه قال لهم: إن جاءكم من يخبركم عني أنه مرضني وغسلني وكفنني، فلا تصدقوه، فإني صاحبكم صاحب السيف.
وهذه الفرقة
(1) الأصول من الكافي، كتاب الحجة ج1 ص358 ومابعد.
(2)
وعلى ذلك كان يقول: لقد ولدني أبو بكر مرتين (كشف الغمة للأربلي الشيعي ج2ص161)
(3)
فرق الشيعة للنوبختي ص78
تسمى الناووسية. وُسميت بذلك لرئيس لهم من أهل البصرة يُقال له فلان بن فلان الناووس " (1).
" وزعم قوم أن الذي يتبدى للناس لم يكن جعفرا، وإنما تصور لناس في تلك الصورة. وانظم إلى هذه الفرقة قوم من السبئية، فزعموا جميعاً أن جعفراً كان عالماً بجميع معالم الدين من العقليات والشرعيات، فإذا قيل للواحد منهم: ماتقول في القرآن أو في الرؤية أو في غير ذلك من أصول الدين أو في فروعه؟ يقول: أقول فيها ما كان يقوله جعفر الصادق، يقلدونه "(2).
هذا ما حصل في حياة جعفر بن الباقر من افتراق الشيعة وتحزبهم بأحزاب مختلفة وتشعبهم في فرق متعددة.
والفرقة الثانية: السمطية أو الشميطية: وهم القائلون إن الإمام بعد جعفر بن محمد إبنه محمد بن جعفر، وذلك لأن أباه جعفر وصي له في صباه، وكان يقول: إنه يشبه أبي محمد الباقر وجدي رسول الله، فجعل هؤلاء الإمامة في محمد بن جعفر وولده من بعده.
وهذه الفرقة تسمى السمطية وتنسب إلى يحيى بن أبي السميط أو أبي الشميط " (3).
والجدير بالذكر أن محمد بن جعفر هذا خرج أيام المأمون، ودعا الناس إلى نفسه: وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين " (4).
(1) أيضاً ص87 - 88
(2)
الفرق بين الفرق ص61، مقالات الإسلاميين ج1ص97، إعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص53، الملل والنحل للشهرستاني ج2ص3،2 الحور العين ص162، التبصير للإسفرائيني ص40، الفصل في الملل والأهواء والنحل لإبن حزم ج4ص
180، الخطط للمقريزي ج 4ص 174.
(3)
أنظر فرق الشيعة ص98، مقالات الإسلاميين ج1 ص99، الفرق بين الفرق ص 61، 62، إعتقادات للرازي ص54، التبصير ص41، الحور العين ص163، الملل لإبن حزم ج2 ص3.
(4)
مقاتل للأصفهاني ص357، الإرشاد ص 286، تاريخ بغداد ج2 ص114.