الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك عند القاضي" (1).
وذكر هذا الخبر جميع مؤرخي الشيعة ومؤلفيهم ومحدثيهم من المفيد في الإِرشاد (2) والطبرسي في أعلام الورى (3) والأربلي في كشف الغمة (4) والملا باقر المجلسي في جلاء العيون (5) وصاحب الفصول في الفصول المهمة (6) والعباس القمي في منتهى الآمال (7).
فهذا هو الخبر الذي رواه جميع مؤرخي الشيعة ومحدثيها قد يهدم ما أرادوا بناءه على الأساطير والقصص والحكايات والخرافات من ولادة الثاني عشر المعدوم ونشأته وإمامته.
ثم ولقد أقرّ بهذه الحقيقة الناصعة كبار القوم وزعماؤهم بأن الحسن العسكري مات:
فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته، وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد (ع) وأخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد واعتقال حلائله
…
وحاز جعفر ظاهراً تركة أبي محمد عليه السلام واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه" (8).
و
لماذا قالوا بولادة هذا المعدوم
؟
ثم إن القوم لم يضطروا إلى إيجاد هذا المعدوم واختلاق هذا الموهوم إلا فراراً من الأسئلة التي تطرح عليهم من قبل مخالفيهم وهرباً من المآزق
(1) كتاب الحجة من الكافي ص 505.
(2)
ص 339.
(3)
ص 377 - 378.
(4)
ج 3 ص 198 - 199.
(5)
تحت ذكر المهدي.
(6)
أيضاً.
(7)
أيضاً.
(8)
الإرشاد للمفيد ص 345، أعلام الورى للطبرسي ص 380، كشف الغمة ج 3 ص 205.
التي كانوا يقعون فيها حسب الأسس التي اخترعوها والقواعد التي ابتدعوها والأصول التي أوجدوها هم أنفسهم لبيان أوصاف الإمام وخصائله والشروط التي توجد فيه واللوازم التي تلزمه إياه، فإنهم قالوا:
أن الإِمام لا يموت حتى يوصي، ويكون له خلف (1).
وذكر الكليني عن جعفر أنه قال:
لا يموت الإِمام حتى يعلم من يكون بعده، فيوصي إليه" (2).
ثانياً: لا يكون إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب كما روى الكليني عن جعفر أنه قال:
لا تعود الإِمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبداً، إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى:{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} ، فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب" (3).
وروى الكليني عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن كان كون -ولا أراني الله- فبمن أئتم؟ فأومأ إلى ابنه موسى، قال: قلت: فإن حدث يموسى حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده، قلت: فإن حدث بولده حدث وترك أخاً كبيراً وابناً صغيراً فبمن أئتم؟ قال: بولده ثم واحداً فواحداً. وفي نسخة الصوافي: ثم هكذا أبداً" (4).
(1) فرق الشيعة للنوبختي ص 123.
(2)
الأصول من الكافي كتاب الحجة، باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون من بعده ج 1 ص 277.
(3)
أيضاً، باب إثبات الإمامة في الأعقاب وأعقاب الأعقاب وأنها لا تعود في أخ ولا عم ج 1 ص 286.
(4)
أيضاً.
وتوثيقاً لهذه القاعدة وتأكيداً لها نقلوا عن علي بن موسى الرضا أنه سئل:
أتكون الإمامة في عمّ أو خال؟ فقال: لا، قيل: ففي أخ؟ قال: لا، قيل: ففيمن؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له" (1).
ويقصد بذلك لا بد أن يولد له ولد لأن وجوده من أحد الأدلة على صحة الإمامة.
ثالثاً: ولا يكون إلا في الكبير. كما روى الكليني عن علي بن موسى أنه قال:
للإمام علامات، منها أن يكون أكبر (2) ولد أبيه" (3).
وكما رووا عن جعفر أنه قال:
أن الأمر في كبير ما لم تكن فيه عاهة" (4).
ومثل ذلك قال علي بن موسى بن جعفر حينما سئل عن دلالة صاحب هذا الأمر فقال:
الدلالة عليه الكبر" (5).
رابعاً: قالوا: إن الإِمام لا يغسّله إلا الإِمام. كما نقلوا عن علي الرضا أنه قال:
إن الإمام لا يغسّله إلا إمام من الأئمة عليهم السلام" (6).
خامساً: يستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رووا عن الباقر أنه بيّن علامات الإمام فقال: ومنها: وإذا لبس درع رسول الله صلى الله
(1) أيضاً.
(2)
وهذا هو الدليل القوي والحجة القاطعة للإسماعيلية بأن الإمام كان بعد جعفر إسماعيل ابنه لأنه هو أكبر أبنائه.
(3)
الأصول من الكافي ج 1 ص 284.
(4)
الأصول من الكافي كتاب الحجة، باب الأمور التي توجب حجة الإمام ج 1 ص 284.
(5)
أيضاً.
(6)
أيضاً، باب أن الإمام لا يغسله إلا إمام ص 384.
عليه وآله كان عليه وفقا، وإذا لبس غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليهم شبراً" (1).
ومثل ذلك روى ابن بابويه القمي عن علي بن موسى الرضا -الإمام الثامن للشيعة- أنه قال:
ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله " (2).
وبذلك استدل جعفر بن الباقر على إمامة موسى ابنه -حسب زعمهم- كما يروي عبد الرحمن بن الحجاج أنه قال لجعفر:
جعلني الله فداك، قد عرفت انقطاعي إليك، فمن ولى الناس بعدك؟ فقال: إن موسى قد لبس الدرع وساوى عليه" (3).
سادساً: ويكون عنده سلاح رسول الله كما روى الكليني عن علي بن موسى بن جعفر أنه قال:
والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، تكون الإمامة مع السلاح حيث ما كان" (4).
وبمثل ذلك قال جعفر:
يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال: لا تكون إلا فيه: هو أولى الناس بالذي قبله وهو وصيه وعنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله" (5).
سابعاً: لا يكون الإمام إلا من يكون أشجع الناس وأعلم الناس، كما روى الكليني عن أبي الحسن أنه قال:
(1) أيضاً، باب مواليد الأئمة ج 1 ص 389.
(2)
عيون أخبار الرضا، باب ما جاء عن الرضا في علامات الإمام ج 1 ص 213.
(3)
الأصول من الكافي ج 1 ص 308.
(4)
أيضاً ص 284.
(5)
أيضاً ص 379.