الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحث في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
تأليف
محمد بن علي الشوكاني.
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
وصف المخطوط
عنوان الرسالة: بحث في الكلام على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
موضوع الرسالة: في فقه الصلاة.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله وأصحابه الراشدين.
من المسترشد المستفيد محمد بن مهدي الحماطي الضمدي إلى مولانا ........
4 -
آخر الرسالة:.
…
وتفريق كلمة عباد الله بغير حجة نيرة، ولابرهان واضح والمهدى من هداه الله. وحسبنا الله ونعم الكيل.
5 -
نوع الخط: خط نسخي معتاد. السؤال بخط السائل والجواب بخط المؤلف.
الناسخ: المؤلف: محمد بن علي الشوكاني.
عدد الصفحات: 9 صفحات
عدد الأسطر في الصفحة: 21 - 24 - 27 - 13 سطرا.
عدد الكلمات في السطر: 10 - 12 كلمة.
الرسالة من المجلد الرابع من (الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني).
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام والأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله وأصحابه الراشدين.
من المسترشد المستفيد محمد بن مهدي الحماطي الضمدي إلى مولانا وشيخنا الأستاذ العلامة الأوحد، بدر الإسلام، وحسنة الأيام، العالم الرباني محمد بن علي الشوكاني -
بارك الله للمسلمين في أيامه، وأمد في شهوره واعوامه، ولا زال ناشراً لأعلام السنة الغراء المحمديه على صاحبها أفضل التحيات الأبدية -
وبعد:
فإنها ظهرت في جهتنا في هذه المدة القريبة من بعض الأعلام الأكابر، وأهل الأمر في تلك الجهة الفتيا بترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وإلزام الناس بذلك، زاعما أنه لم يصح فيه عن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ شيء من الحديث، وأنه لاحق بالبدعة بل ربما يعاقب الجاهر بها، ومركز أدلته حديث أنس بن مالك المشهور، ولا شك في صحته، وإن طعن فيه بتلك المطاعن، وإنما من ادعى صحة الجهر بها لهم عدة أحاديث صحيحة عندهم كما لا يخفى على ذهنكم الشريف، بل ادعى السيوطي وغيره تواترها، ولم يزل الخلاف شائعا في هذه المسألة من عصر السلف الصالح إلى عصرنا، وكل فريق يدعى تواتر ما ذهب إليه، فا لمطلوب إيضاح الحق في المسألة، هل صح شيء في الجهر أم لا؟ وهذا أمره وراء الترجيح، وإذا رجح دليل على آخر عند من ولي شيئا من أمور المسلمين هل له إلزامهم وإكراههم على ما ترجح عنده على غيره أم لا؟ المسألة حادثة - لا عدمكم المسلمون - والله يتولاكم، والسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العلمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله الأكرمين:
اعلم أن مثل هذه المسألة ليست من مواطن الإنكار على الكامل بأي القولين، ولا يتصدر لإنكار ذلك من له نصيب من علم، وحظ منه (فإنه)(1) قد اختلف (1ب) فيها الأدلة اختلافا أوضح من شمس النهار، واختلف فيها أهل العلم من سلف هذه الأمة وخليفها اختلافا لا ينكره المقصرون فضلا عن المبتحرين في المعارف العلمية، ومن القائلين بالجهر بها جماعة من الصحابة (2).
قال ابن سيد الناس: روي ذلك عن عمر، وابن عمر، وابن الزبير، وابن عباس وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وقد اختلفت الرواية عن بعض هؤلاء من الصحابة / فروي عن عمر فيها ثلاث رويات: الجهر والإسرار (3)، وترك قراءتها وكذلك روي الاختلاف في ذلك عن علي وعمار وأبي هريرة وروى الشافعي (4) بإسناده عن أنس بن مالك قال: صلى معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فيها بالقراءة، فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يكبر في الخفض والرفع، فلم فرغ ناداه المهجرون والأنصار فقالوا: يا معاوية، نقصت الصلاة؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفض ورفعت؟ وكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر.
أخرجه الحاكم في المستدرك (5)، وقال: صحيح على شرط مسلم، وروى. .....
(1) في المخطوط فإن والأصح "فإنه"
(2)
انظر "المجموع "(/2983)
(3)
قال في " المجموع "(3 - 299): وذهبت طائفة إلى أن السنة الإسرار بها في الصلاة السرية والجهرية حكاه ابن المنذر عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن الزبير والحكم وحماد والأوزاعي والثوري وأبي حنيفة، وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبيد. .. ".
(4)
كما في "ترتيب المسند"(1 رقم 223).
(5)
(1/ 232)
الخطيب (1) الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عن أبي بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبي بن كعب، وأبي قتادة، وأبي سعيد، وانس، وعبد الله بن أبي أوفى، وشداد بن أوس، وعبد ااه بن جعفر، والحسين بن علي، ومعاوية.
فالعجب ممن يذعم يزعم أنه من أهل العلم ويستجيز والإنكار على قوم من قال به من هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم!، قال الخطيب (2): وأما التابعون ومن بعدهم ممن قال بالجهر بها فهم أكثر من أن يذكروا وأوسع من أن يحصروا (2أ) ومنهم سعيد بن المسيب، وطاووس، وعطاء، ومجاهد، وأبو وائل، وسعيد بن جبير، وابن سيرين، وعكرمة، وعلي بن الحسين، وابنه محمد بن علي، وسالم بن عبد الله عمر، ومحمد بن المنذر، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن كعب، ونافع مولى ابن عمر، وأبو الشعثاء، وعمر بن عبد العزيز، مكحول، وحبيب بن أبي ثابت، الزهري، وقلابة، وعلي بن عبد الله بن عباس وأبنه، والأزرق بن قيس، وعبد الله بن معقل. وهؤلاء أكابر التابعين، وأهل الرواية والفتيا منهم، قال الخطيب (3): وممن بعد التابعين عبيد الله العمري، والحسن بن زيد، وزيد بن علي بن حسين بن علي، ومحمد بن عمر بن علي، وأبن أبي زئيب، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهويه. وزاد البيهقي (4) في التابعين عبد الله بن صفوان، ومحمد بن الحنفية، وسليمان التيمي ومن تبعهم المعمر بن سليمان. قال أبو عمر بن عبد البر (5): كان ابن وهب يقول بالجهر لم يرجع الإسرار.
وحكاه غيره (6) عن ابن المبارك، وأبي ثور، وبه قال جمهور أهل البيت، وقال
(1) ذكره النووي في "المجموع"(3/ 298)
(2)
ذكره النووي "في المجموع "(3/ 298)
(3)
في "المجموع"(3/ 299)
(4)
"التمهيد"(2/ 228 - 230) و"الاستذكار "(4)
(5)
"التمهيد"(2/ 228 - 230)"والاستذكار "(4)
(6)
ذكره النووي في "المجموع "(3)
البيهقي في الخلافيات (1) أنه أجمع آل الرسول _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ومثله في الجامع الكافي (2) وغيره من كتب أهل البيت. وإليه ذهب الشافعي (3) وأصحابه، وحكي عن أحمد بن حنبل، وأكثر العراقيين، ولاخلاف في إثبات البسملة في المصحف الشريف (4) في جميع أوائل السور إلا سورة التوبة والإثبات دليل على الثبوت.
وقد جعله جماعة من أهل الأصول من الأدلة العلمية، وأجمع القراء السبع على إثباته في أوائل السور إذا أبتدأ بها القارئ إلا سورة التوبة. واختلفوا مع الوصل بسورة قبلها، واحتج القائلون بإثباتها وإثبات قراءتها بأحاديث منها: حديث أنس لما سئل عن قراءة رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كيف كانت؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. أخرجه البخاري (5) وأبو داود (6)، والترمزي (7) والنسائي (8) وابن ماجه.
ولفظه كان يشعر بالاستمرار (9) كما تقرر في الأصول (2ب)، فيستفاد من عموم الأزمان
(1) عن جعفر بن محمد أنه قال: "اجتمع آل محمد _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وعلى أن يقضوا ما فاتهم من صلاة الليل والنهار وعلى أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن القول ".
" مختصر خلافيات البيهقي"(2).
(2)
"الجامع الكافي " تأليف الحسن بن محمد الحسني الديلمي. "مؤلفات الزيدية "(1).
(3)
ذكره النووي في "المجموع "(3) وابن قدامة في "المغني "(2).
(4)
انظر "الاستذكار "(4 - 167). "المجموع"(3).
(5)
في صحيحه رقم (5045 و5046).
(6)
في "السنن" رقم (1465).
(7)
في "السمائل" رقم (308).
(8)
في "السنن" رقم (1014). وهو حديث صحيح.
(9)
قال الحافظ في "الفتح"(9): استدل بعضهم بهذا الحديث على أن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان يقر أبسم الله الرحمن الرحيم، ورام بذلك معارضة حديث أنس أيضًا المخرج في صحيح مسلم أنه _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان لا يقرؤها في الصلاة وفي الاستدلال بذلك بحديث الباب -545 - نظر وقد أوضحته فيما كتبه عن النكت على علوم الحديث لابن الصلاح (2) وحاصله أنه لا يلزم من وصفه بأنه إذا قرأ البسمله يمد فيها أن يكون قرأ البسمله في أول الفاتحة في كل ركعة، ولأنه إنما ورد بصورة المثال فلا تتعين البسمله والعلم عند الله تعالى.
والأحوال.
وروى ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكه، عن أ سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. رواه أحمد (1)، وأبو داود (2) وأخرجه أيضًا الترمزي (3)، قال (4): غريب، وليس إسناده بمتصل، وأعله الطحاوي (5) بالانقطاع فقال: لم يسمعه أبن أبي ليلى من أم سلمة. واستدل على ذلك برواية الليث (6) عن ابن أبي مليكة، عن يعلي بن مملك، عن أم سلمة. قال الحافظ ابن حجر (7) وهذا الذي أعل به ليس بعلة، فقد رواه الترمذي (8) من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة، وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مملك انتهى.
وأخرجه الدارقطني (9) عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، ولم يذكر البسملة. قال اليعمري: رواته موثوقون. بلفظ: كان النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن
(1) في" المسند"(6)
(2)
في "السنن" رقم (4001).
(3)
في "السنن" رقم (3095).
(4)
في "لسنن"(5)
(5)
في "شرح معاني لأثار"(1).
(6)
في "شرح معاني الأثار"(1).
(7)
في "التلخيص"(1).
(8)
في "السنن" رقم (2927). وهو حديث صحيح.
(9)
في "السنن"(1).
الرحيم. أخرجه الترمذي (1)، والدارقطني (2). قال الترمذي (3): هذا حديث ليس بذاك وفي إسناده إسماعيل بن حماد. (4) انظر"تهذيب التهذيب"
(1)
. (5) انظر"تهذيب التهذيب (9 رقم360). (6) انظر"تهذيب التهذيب (9 رقم360). (7)(1) وصححه، وخطأه الحافظ ابن الحجر (8) ذكره الحافظ في "التلخيص" (1) وقال: وقد سرقه أبو الصلت الهروي وهو متروك، فرواه عن عباد بن العوام عن شريك وأخرجه الدارقطني (1) ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده، عن يحيى بن آدم، عن شريك، فلم يذكر ابن عباس في إسناده أرسله وهوالصواب من هذا الوجه. (9) في "التلخيص" (1). (10): الصحيح في هذا الحديث أنه روي عن ابن عباس من فعله لا مرفوعًا إلى النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وأخرج الدارقطني (11) عن ابن عباس أن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ لم يزل يجهر في السورتين بسم الله الرحمن الرحيم. وفي إسناده عمر بن حفص المكي، وهو ضعيف،
(1) في "السنن" رقم (245) بسند ضعيف
(2)
في "السنن"(1).
(3)
في"السنن"(2).
(4)
في مسنده (1 رقم526 - كشف) وأورده الهيثمي في "المجمع"(1) وقال رواه البزار وفيه عباد بن أحمد العرزمي ضعفه الدارقطني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.:
إسماعيل لم يكن بالقوي، وقد وثق إسماعيل، ويحي بن معين
(5)
، وفي إسناده أبو جالد الوالي هرمز، وقيل هرم.
قال أبو زرعة
(6)
لا أعرف من هو. وقال أبو حاتم
(7)
صالح الحديث، وله طرق أخرى عن ابن عباس يلفظ: كان يجهر بالصلاة ببسم اللع الرحمن الرحيم. أخرجه الحاكم
(8)
في " التلخيص "(1).، وقال: في إسناده عبد الله بن عمرو ابن حسان، وقد نسبه ابن المديني إلى الوضع للحديث
(9)
قال ابن حجر
(10)
وقال أبو عمر بن عبد البر ذكره الحافظ في "التلخيص"(1).
(11)
في "السنن"(1)
وأخرجه (1) وعنه أيضًا من طريق أخرى، وفيها أحمد بن رشد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم، وهما ضعيفان، ومما أستدلوا به ما أخرجه النسائي (2) من حديث أبي هريرة بلفظ (3أ): قال نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، وفيه: إذا سلم والذي نفسي بيده، لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_
وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمه (3) وابن حبان (4) والحاكم (5)، وقال على شرط البخاري ومسلم. وقال البيهقي (6): صحيح الإسناد، وله شواهد (7)
وقال الخطيب (8): صحيح ثابت لا يتوجه إليه تعليل. ومما استدلوا به حديث أبي
(1) الدارقطني في "السنن"(1 - 305).
قال الدارقطني في "السنن"(1) بعد سرد احاديث هؤلاء وغيرهم ما لفظه: "وروي الجهر بسم الله الرحمن الرحيم عن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ من أصحابه وأزواجه غير من سمينا، كتبنا أحاديثهم بذلك في كتاب الجهر بها مفردا واقتصرنا على ما ذكرنا هنا طلبا للاختصار والتخفيف.
(2)
في "السنن"(2) عن نعيم المخمر، قال: صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ثم قرأ بأم القرآن. حتى إذا بلغ: (وَلَا الضَّالِّينَ) قال "آمين"ويقول كلما سجد، وإذا قام من الجلوس: الله أكبر، ثم يقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_. وإسناده ضعيف
(3)
في صحيحه رقم (499).
(4)
فيصحيحه (1802).
(5)
في "المستدرك"(1) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
(6)
في " السنن الكبرى "(246) وهو حديث ضعيف
(7)
قال البيهقي في "السنن"(2) وقال الأشبيلي في"مختصر الخلافيات"(2) رواة هذا الحديث كلهم ثقات مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح.
(8)
في أول كتابه الذي وضعه في الجهر بالبسمله في الصلاة فرواه من وجوه متعددة مرضية ثم قال: هذا قاله النووي في "المجموع"(3).
هريرة عند الدارقطني (1) عن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح بسم الله الرحمن الرحيم. قال الدارقطني: رجال إسناده كلهم ثقات انتهى.
وفي إسناده عبد الله بن عبد الله الأصبحي (2)، روي عن ابن معين توثيقه وتضعيفه. قال ابن المديني: كان عند أصحابنا ضعيفا. وقد تكلم فيه غير واحد. ومما استدلوا به حديث أبي هريرة عند الدارقطني (3) قال: رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: "إذا قرأتم الحمد فاقرءوا ببسم الله الرحمن الرحيم ". قال اليعمري: وجميع رواته ثقات إلا أن نوح بن أبي بلال الراوي له عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة تردد فيه فرفعه تارة، ووقفه أخرى، وقال ابن حجر (4): هذا الإسناد رجاله ثقات، وصحح غير واحد من الأئمة وقفه على رفعه (5) ومن الأحاديث التي استدلوا بها حديث علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر أن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم. أخرجه
(1) في "السنن"(1 رقم38).
(2)
انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب"(2 - 367).
(3)
في "السنن"(1 رقم 36).
قلت: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(2) وهو حديث ضعيف.
قال الدارقطني في "علله": هذا الحديث يرويه نوح بن أبي بلال، واختلف عليه فيه، فرواه عبد الحميد بن جعفر عنه، واختلف عنه فرواه المعافي بن عمران عن عبد الحميد عن نوح بن أبي بلال عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا، وهو الصواب "
انظر"نصب الرواية"(1)"التلخيص"(1).
قال الأمير الصنعاني في"سبيل السلام"(2) عقب الحديث رقم (16) لا يدل الحديث على الجهر بها ولا الإسرار بل يدل على الأمر بمطلق قراءتها.
(4)
في "التلخيص"(421).
(5)
ثم قال ابن حجر في "التلخيص"(1): وأعله ابن القطان بهذا التردد وتكلم فيه ابن الجوزي من أجل عبد الحميد بن جعفر، فإن فيه مقالا، ولكن متابعة نوح له مما تقويه. وإن كان نوح وقفه، لكنه في حكم المرفوع إذ لا مدخل للاجتهاد في عد آي القرآن.
الدارقطني (1) وفي إسناده جابر الجعفي (2)، وإبراهيم بن الحكم (3) بن ظهير، وهما ضعيفان
ومنها عن علي عند الدارقطني (4) أن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم. قال الدارقطني (5) بعد إخراجه بإسناده: هذا إسناد علوي لا بأس به. وأخرج ابن عبد البر (6) عن عمر أن النبي_صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان إذاقام إلى الصلاة فأراد أن يقرأ قال بسم الله الرحمن الرحيم. قال ابن عبد البر: ولا يثبت فيه إلا أنه موقوف.
ومنها ماأخرجه أبو الشيخ (7) عن جابر قال: قال رسول الله_صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: "كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة؟ "قلت: أقرأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فقال:" قل بسم الله الرحمن الرحيم".وفي إسناده الجهم بن عثمان (3ب) قال أبو حاتم: مجهول.
ومنها عن سمرة بن جندب قال: كان لرسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ سكتتان: سكتة إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وسكتة إذا فرغ من القراءة. فأنكر ذلك عمران بن حصين، فكتبوا إلى أبي بن كعب فكتب أن صدق سمرة. أخرجه الدارقطني (8)، وإسناده جيد. ومنها
(1) في "السنن"(1 - 303).
(2)
انظر "تهذيب التهذيب"(1 - 286). قال النسائي: متروك الحديث
(3)
قال الحافظ في " اللسان"(1): إبراهيم بن الحكم بن ظهير الكوفي شيعي جلد. قال أبو حاتم كذاب روى في مثالب معاوية فمزقنا ما كتبنا عنه. وقال الدارقطني ضعيف
(4)
في "السنن"(1 رقم 1).
(5)
في "السنن"(1). ولكن الزيعلي قال: قال شيخنا أبو الحجاج المزي: هذا إسناد لا تقوم به حجة وسليمان هذا لا أعرفه. " نصب الراية "(1).
(6)
انظر"التمهيد "(3). و"الاستذكار"(4 - 165).
(7)
أخرجه الدارقطني (1 رقم 22).
(8)
في"السنن"(1).
قلت: وأخرجه أبو داود رقم (777) والترمذي رقم (251) وقال: حديث حسن وابن ماجه، رقم (844).
وهو حديث ضعيف. انظر "الإرواء " رقم (505).
عن أنس قال: كان النبي_صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يجهر بالقراءة ببسم الله الرحمن الرحيم. أخرجه الدارقطني (1)، وله طريق أخرى عنه عند الدارقطني (2)، والحاكم (3). وأخرج الحاكم (4) عنه قال: سمعت رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. قال الحاكم (5): ورواته كلهم ثقات.
ومنها عن عائشة أن رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. ذكره ابن سيد الناس في شرح الترمذي (6)، وفي إسناده الحكم بن عبد الله بن سعد، وقد تكلم فيه غيرواحد. ومنها عن بريدة بن الحصين (7) نحو حديث عائشة، وفي جابر الجعفي (8)، وله (9) طريق أخرى فيها سلمة بن صالح (10) وهو ذاهب الحديث، ومنها عن ابن عمر قال:" صليت خلف رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وأبي بكر وعمر، فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم ". أخرجه الدارقطني (11)، قال ابن ......................
(1) في "السنن"(1 - 309).
(2)
في "السنن"(1).
(3)
في "المستدرك"(1).
(4)
في "المستدرك"(1 - 234) وقال: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات وأقره الذهبي.
(5)
في "المستدرق"(1).
(6)
لم يطبع منه إلا جزء من الطهارة بعنوان " النفح الشذي بشرح الترمذي ".
(7)
أخرجه الدارقطني في "السنن"(1 رقم 20).
(8)
تقدمت ترجمته.
(9)
أي الدارقطني في "السنن"(1 رقم 29).
(10)
قال النسائي ضعيف، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، لا يكتب حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء كتبت عن. "لسان الميزان "(3).
(11)
في "السنن"(1).
ابن حجر (1): وفيه أبو طاهر (2) أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي وقد كذبه أبو حاتم (3) وغيره
وفي الباب أحاديث غير ما ذكرنا، ولايخفاك أن في هذه الأحاديث التي ذكرنا فيها الصحيح، والحسن، والضعيف، فكيف يتوجه الإنكار على من عمل بها وبعد ذلك من منكرات الشريعة، ومن الابتداع في الدين، وهل هذا صنيع أهل العلم وم يحمل الحجج الشرعية! وقد عارض هذه الأحاديث حديث أنس عند أحمد (4) ومسلم (5) قال:"صليت خلف رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. وفي لفظ لا أحمد (6) والنسائي (7): فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. وفي لفظ لمسلم (8) وأحمد (9): وكانوا يستفتحون القراءه بـ الحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم.
وقد أعل هذا اللفظ (4أ) بالاضطراب، لأن جماعة من أصحاب شعبة (رووه) (10) بلفظ: كانوا يسفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، كما في الصحيحين (11)
(1) في " التلخيص"(1).
(2)
انظر "الميزان"(1 - 127 رقم 509). " المغني في الضعفاء"(1).
(3)
انظر " الضعفاء والمتروكين"(1 رقم 231) لابن الجوزي
(4)
في "السند"(3).
(5)
في صحيحه رقم (52) وهو حديث صحيح.
(6)
في "المسند"(3، 114).
(7)
"في السنن"(2)، وهو حديث صحيح
(8)
في صحيحه رقم (52).
(9)
في " المسند"(3) وهو حديث صحيح.
(10)
في المخطوط مكرر.
(11)
البخاري رقم (743) ومسلم رقم (50).
وغيرهما (1). وجماعة (2) رواه بلفظ: فلم أسمع أحدا منهم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وللحديث ألفاظ كثيرة، وفي الباب عن عائشة عند مسلم (3)، وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (4)، وفي إسناده بشر بن رافع (5)، وقد ضعفه غير واحد.
وله حاديث آخر عند أبي دواد (6)، والنسائي (7) وابن ماجه (8)، وأخرج أحمد (9) والترمذي (10)، والنسائي (11)، وابن ماجه (12) عن ابن عبد الله بن مغفل، قال: سمعني أبي وأنا أقول بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: يابني إياك والحدث، فإني صليت مع رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، ومع أبي بكر، وعمر، وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها، فلا تقلها، إذا قرأت فقل: الحمد لله رب العالمين، وقد حسنه الترمذي، وقال تفرد به الجريري (13) وقد قيل: إنه اختلط بآخره. وفيه ايضا ابن عبد الله بن مغفل (14) قيل اسمه
(1) كأبي داود ررقم (782) والترمذي رقم (246).
(2)
انظر التعليقة السابقة.
(3)
في صحيحه رقم (498).
(4)
في "السنن" رقم (418) وهو حديث صحيح لغيره.
(5)
قال أحمد: ضعيف. انظر "الميزان"(1) و"بحر الدم" رقم (116).
(6)
لم أقف عليه عند أبي داود.
(7)
لم أقف عليه عند النسائي.
(8)
في "السنن" رقم (814) وهو حديث صحيح لغيره.
(9)
(4)
(10)
في"السنن"رقم (244) وقال: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن.
(11)
في"السنن"(2 رقم908)
(12)
في"السنن"رقم (518) وهو حديث ضعيف.
(13)
وهو سعيد بن إياس الجريري، بضم الجيم، أبو مسعود البصري ثقة، من الخامسة اختلط قبل موته، بثلاث سنين. مات سنة 144هـ.
(14)
انظر "مختصر خلافيات البيهقي"(2 - 45).
يزيد، وهو مجهول لا يعرف، لم يرو عنه إلا أبو نعامة، وقد رواه إسماعيل بن مسعود عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن عثمان بن غياث (1)، عن أبي نعامة (2)، عن ابن عبد الله بن مغفل، ولم يذكر الجريري، وإسماعيل هو الجحدري. قال أبو حاتم: صدوق.
وروي عنه النسائي. فعثمان بن غياث متابع للجريري، وقد وثق عثمان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وأخرج له البخاري ومسلم. وقال ابن خزيمة (3):هذا حديث غير صحيح. وقال الخطيب (4) وغيره: ضعيف. قال النووي (5): ولا يرد على هؤلاء الحفاظ قول الترمذي: إنه حسن. انتهى.
وسبب تضعيف هذا الحديث جهالة ابن عبد الله بن مغفل (6). قال أبو الفتح اليعمري: والحديث عندي ليس معللا بغير جهالة في ابن عبد الله بن مغفل. انتهى.
وها جملة ما استدل به القائلون بالإسرار بالبسملة، أو بتر قراءتها بالمرة. ولا شك أنها من حيث ثبوت بعضها في الصحيحين أرجح في الأحاديث القاضية بأثبات قراءة البسملة، لكن أحاديث (4ب) إثبات قراءة البسملة لها مرجحات أخرى. منها كثرتها
(1) عثمان بن غياث، الراسي أو الزهراني: البصري، ثقة، رمي بالإرجاء من السادسة.
انظر"التقريب"(2).
(2)
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(1) وقال: أبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان.
وقد ضعفه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" وبين سبب ضعفه.
وانظر "نصب الراية"(1).
(3)
ذكره الزيعلي في "نصب الراية"(1).
(4)
ذكره الزيعلي في "نصب الراية"(1).
(5)
في"الخلاصه"(1): ولكن أنكره عليه الحافظ، وقالوا: هو حديث ضعيف لأن مداره على ابن عبد الله بن مغفل وهو مجهول.
وممن صرح بهذا ابن خزيمة، وابن عبد البر، والخطيب البغدادي، وآخرون ونسب الترمذي فيه إلى التساهل.
(6)
انظر التعليقة السابقة
كما عرفت، مع شهادة بعضها لبعض، والمثبت أولى من النافي، ومنها أنها مشتملة على الزيادة، وهي صفة الجهرية، والمشتمل على الزيادة أرجح مما اشتمل على الأصل المزيد، ومنها أن أنسا قد روي عنه خلاف ذلك كما قدمنا، ومنها أن الدارقطني (1) أخرج عن أبي سلمة قال: سئلت أنس بن مالك: أكان رسول الله _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يستفتح بالحمد لله رب العالمين، أو بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك سألتني عن شيء ما أحفظه، وما سألني عنه أحد من قبلك، قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح، وعروض النسيان في مثل هذا غير مستنكر. انتهى.
فعلى هذا إن أنسا رضي الله عنه استند في النفي المذكور في حديثه إلى عدم الذكر، وعروض النسيان له، وإن كان بعض ألفاظ حديثه يأبى ذلك. ومنها أنه قد قيل: إن المشركين كانوا يحضرون المسجد، فإذا قرأ رسول الله_صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، قالوا: إنه يذكر رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة (2)، فأمر أن يخافت ببسم الله الرحمن الرحيم.
كذا قال القرطبي (3)، وقد روى هذا الحديث الطبراني في الكبير (4) والأوسط (5) وقد قال في مجمع الزوائد (6): إن رجاله موثقون، وهذا جمع حسن، ولكن لا يخفاك أن علة
(1) في "السنن"(1 رقم 6)
(2)
تقدمت ترجمته.
(3)
في تفسيره (1).
(4)
(11 - 440رقم12245).
(5)
(5 رقم 4756).
(6)
(2). قال القرطبي في "المفهم"(2): اختلف الفقهاء في - ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة: فمن قال: هي من الفاتحة، كالشافعي، وأصحاب الرأي قرأها فيها. ومن لم ير ذلك، كالجمهور، فهل تقرأ في الصلاة أو لا؟ وإذا قرئت، فهل يجهرها مع الحمد أو يسر؟ فمشهور مذهب مالك: أنه لا يقرؤها في الفرائض، ويجوز له أن يقرأها في النوافل تمسكا بالحديث، وعنه رواية أخرى: أنها تقرأ أول السورة في النوافل، ولا تقرأ أول أم القرآن، وروى عنه ابن نافع ابتداء القراءة بها في الصلاة الفرض والنفل، ولا تترك بحال، وأما هل يجهر بها؟ فالشافعي يجهر بها مع الجهر وأما الكوفيون فيسرونها على كل حال.
والصحيح أن البسملة ليست آية من القرآن، إلافي النمل حاصة، فأنها آية هناك مع ما قبلها بلا حلاف، وأما في أوائل السورة، وفي أول الفاتحة فليست كذالك، لعد القطع بذالك، ومن ادعى القطع في ذلك عورض بنقيض دعواه. وقد أتفقت الأمه على أنه لا يكفر نافي ذلك ولا مثبته.
وانظر: "المغني"(2).
توهم المشركين عند ذكر بسم الله الرحمن الرحيم أنه _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يذكر رحمن اليمامة كائنة عند قراءة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، فلا يتم هذا التعليل الذي ذكروه لعدم قراءة البسملة، وقد جمع بعض المحققين بين أحاديث الإثبات والنفي بأن النبي _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ كان يقرؤها تارة، ويخفيها أخرى، وجمع غيره بغير ذلك، وقد طولت الكلام على هذه المسألة في رسالة سميتها الرسالة المكملة في أدلة البسملة (5أ) ولم أجدها عند تحرير هذا، وفيما ذكرناه كفاية؛ إذ ليس مطلوب السائل - كثر الله فوائده-إلا ما ذكره في سؤاله من إنكار بعض أهل العلم على من جهر بالبسملة، وزعمه أن ذلك بدعة، وإلزام الناس بترك الجهر بها، ومعاقبته لمن جهر بها، فأن ما ذكرنا هاهنا يكفي في دفع الإنكار، وردع المنكر لذلك إذا كان ممن يعقل حجج الله - سبحانه -، ويعرف مواطن الإنكار التي أمر الله عباده بالإنكار على من فعلها، وأخذ على الحاملين لحجج الله أن يأخذوا على يد مرتكبيها ويأطروه على الحق أطرا، وأما مثل هذه المسألة فليس الإنكار فيها إلا من باب إنكار المعروف، وتفريق كلمة عباد الله بغير حجة نيرة، ولا برهان واضح.
والمهدى من هداه الله. وحسبنا الله ونعم الكيل.
كتبه محمد بن علي الشوكاني - غفر الله لهما -.