الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمات:
مقدمة الطبعة الثامنة:
- "الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي": هو مواجهة مباشرة لتيارات فكرية مستترة وراء عناوين خادعة، وهي في جوهرها محاولات عنيفة لفصل المسلمين عن دينهم، ووضعهم في مجالات التبعية لغيرهم، هم وما تحت أيديهم من ثروات طبيعية، وما لهم من طاقات بشرية.
ويواجه تيار الماركسية الإلحادية، المتخفي وراء اسم: العدالة الاجتماعية.
وما في العالم المادي اليوم من مجتمعات يقع في حماية هذا الاتجاه، أو ذاك، والمجتمعات البشرية على تعددها تنتمي إذن إلى واحد منهما.
وإذ يحسن كل يتار منهما اتجاهه الخاص به في نظر الشباب المسلم، يحاول في الوقت ذاته أن يشوه رسالة الإسلام، ويصفها على الأقل: بأن دورها للبشرية قد انتهى ولم تعد صالحة اليوم لحل مشاكل المجتمعات الإنسانية.
والمهمة الأولى لهذا الكتاب:
أن يكشف عن قيم الإسلام وعن صلاحية هذه القيم وحدها لتلافي مشاكل المادية في المجتمعات المعاصرة وهي تلك المشاكل التي واجهها على عهد الرسالة باسم الجاهلية، فجاهلية الأمس هي مادية اليوم.
- وبهذا الكشف دخل الكتاب في صراع لا يهدأ مع الدافعين لهذا التيار أو ذاك، خارج المجتمعات الإسلامية أو داخلها، والمعانون لهذا التيار أو ذاك، هم في واقع الأمر أصحاب سلطة في هذه المجتمعات، وأصحاب عضلات قوية فيها.
ولهذا كان هذا الكتاب: "الفكر الإسلامي الحديث.. وصلته بالاستعمار الغربي". عرضة لأن يصادر ويمنع تداوله من أصحاب السلطة؛ لأنه يقل أن يكون هناك صاحب سلطة في هذه المجتمعات يود أن تكون مسئوليته فيها أمام مبادئ الإسلام وقيمه.
وقد صودر الكتاب، ومنع ويصادر ويمنع معه كل كتاب آخر بقلم مؤلفه، عندما يظهر التحول إلى الماركسية الإلحادية في أي مجتمع إسلامي.
والمؤلف لا يحزن على المصادرة والمنع؛ لأنه يوم ألفه لم يستهدف بتأليفه سوى وجه الله وحده لم يستهدف دنيا، ولم يستهدف إرضا نظام حكم، أو حاكم.
- واليوم يعود هذا الكتاب فيطبع وينشر في القاهرة، بعد عشر سنوات من مصادرته فيها، لا لأن رأي المؤلف في الكتاب قد تغير، ولكن لأن الخداع في أي تيار من التيارين المشار إليهما قد زال أو كاد، واتضح ما وراءه من استعمار صليبي، أو آخر ماركسي إلحادي، وهو ذلك الأمر الذي تحدث عنه الكتاب في غير مواربة، محذرا المسلمين من خداع الصليبية الدولية، والإلحاد العلمي للشيوعية العالمية.
ولعل تلك اليقظة التي ظهرت اليوم بين شباب المسلمين -بعد أن انكشف الخداع الاستعماري الفكري والأيديولوجي- تستمر حتى تدفع إلى الكشف عن قيم الإسلام كمنهج سليم للحياة الإنسانية في مجتمعات السلمين.
وبذلك يقبل الشباب على فكر أصيل في تاريخهم، يساعدهم على بقائهم مستقلين عن هذه الكتلة أو تلك.
ويجعلهم أصحاب إرادة حرة في توجيه طاقاتهم البشرية، واستخدام ثرواتهم المتكاملة في حفظ قوتهم، واستقلال إرادتهم، أولًا.
- وأنت يا مولاي:
لك الشكر أولا، وآخرا:
فقد أعنتني على ما كتبت،
ووفقتني فيما رأيت
وأعنت المسلمين اليوم على البدء في كشف خداع أعدائهم، وعلى الرجوع إلى أنفسهم وما حولهم، وما بين أيديهم.
{رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
مصر الجديدة: 16 من رجب 1395هـ.
25 من يوليه 1975م
دكتور محمد البهي