الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المجلد الأول]
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله خالق الانسان ومعلمه البيان، ورافع شأن العقل فيه فجعله مناط الاساءة والاحسان.
سبحانه كرم الانسان وفضله على كثير من خلقه تفضيلا، وسخر له ما في السموات وما في الأرض من عوالم ملكه وملكوته، ليتخذ من ظواهر الطبيعة وعواملها معارج لرقيه وتقدمه.
والصلاة والسلام على نبينا «محمد» الذي جدد الله به رسالة السماء، وجعله خاتم الأنبياء فلا نبى بعده، ولا كتاب ينزل من السماء بعد الكتاب المنزل عليه.
وبعد: فمنذ ان منّ الله تعالى عليّ بحفاظ كتابه، وتعلم رسمه، وضبطه، ولغته، وما صح من قراءاته، وأنا أبذل قصارى جهدى في الاقتباس من معين «القرآن» الذي لا ينضب عطاؤه، ولا تنتهي فنونه وعلومه.
ولقد كان من نعم الله عليّ التي لا تحصى ان وفقنى لتصنيف الكثير في الكتب المتصلة بعلوم القرآن، وأحكامه، ولغته.
وكنت كلما صنفت كتابا تاقت نفسي، وانشرح صدري الى التفكير في وضع مصنف جديد خدمة لعلوم القرآن الكريم.
ومع ان المكتبة الاسلامية، والعربية حافلة بالمصنفات: المطولة، وغير المطولة، فإنني لم أقف، ولم أسمع ان أحدا صنف كتابا في «اشباه ونظائر تخريج قراءات القرآن» .
ونظرا لتعلقى الشديد، وحبي العظيم لكل دراسة متّصلة بالقرآن الكريم، فقد استخرت الله في وضع مصنف أضمنه «الأشباه والنظائر في القراءات» ولما تحقق حسن نيتي، وصدق عزيمتي شرح الله صدري ووفقني لوضع كتابي هذا:«القراءات وأثرها في علوم العربية» .
والله وحده هو الذي يعلم مقدار الجهد الذي بذلته من أجل إخراج هذا البحث، الذي مكثت فيه عدة سنوات، لأن طبيعته اقتضت ان اقوم بعمل استقراء تام لجميع الكلمات القرآنية التي ورد فيها اكثر من قراءة، ثم تخريج جميع هذه القراءات تخريجا لغويا، ثم تصنيفها تصنيفا علميا وفقا لما هو موضح في منهج البحث.
والقراءات التي جعلتها مادة هذا البحث هي: «القراءات العشر» من طريق النشر، لحجة القراء:«محمد بن محمد بن محمد بن علي يوسف المعروف بابن الجزري ت 833 هـ» لذلك لا اكون مبالغا اذا قلت: ان هذا البحث لم يسبقني أحد إليه، لا من القدماء، ولا من المحدثين، فهو تصنيف جديد في منهجه لانه جمع بين النظائر المتشابهة في تخريج القراءات العشر المتواترة، فضم النظير الى نظيره، والشبيه الى شبيهه.
وبعد ان تم جمع المادة العلمية للبحث عرضتها على استاذ هذا الجيل، وحجة عصره، العالم اللغوى الكبير فضيلة الدكتور «عبد العظيم علي الشناوي» رئيس قسم اللغويات بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة فتفضل مشكورا بقراءتها كلمة كلمة واجازة طبعها ونشرها.
وعرفانا مني له بالجميل لا يسعني الا ان اسجل له خالص شكري وتقديري، واسأل الله ان يمد من اجله، وان يجزيه عني وعن «القرآن» ولغة العرب افضل الجزاء.
وختاما اسأل الله تعالى ان يوفقني دائما إلى خدمة كتابه، وان يجعلني من العاملين بأحكامه، المتمسكين بآدابه، وان يغفر لي ولوالدي ولكل من اسهم في اخراج هذا البحث، وان يجعله في صحائف اعمالي يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وصل اللهم على نبينا «محمد» وعلى آله وصحبه اجمعين، والحمد لله رب العالمين.
المدينة المنورة المؤلف غرة شهر رجب سنة 1404 هـ خادم العلم والقرآن الموافق 2 آبريل سنة 1984 م المؤلف خادم العلم والقرآن د/ محمد محمد محمد سالم محيسن