المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌منهج البحث

- ‌الباب الأول «القراءات»

- ‌الفصل الأول من الباب الأول «نشأة القراءات»

- ‌الفصل الثاني من الباب الأول صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة

- ‌الفصل الثالث من الباب الأول أهم المصادر التي اعتمد عليها «ابن الجزري» ت 833 هـ في نقل هذه القراءات

- ‌1 - كتاب المستنير في القراءات السبع:

- ‌2 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌4 - كتاب الشاطبية في القراءات السبع:

- ‌5 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌6 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌7 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌8 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌9 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌10 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌11 - كتاب العنوان:

- ‌12 - كتاب الهادي:

- ‌13 - كتاب الكافي:

- ‌14 - كتاب الهداية:

- ‌15 - كتاب التبصرة:

- ‌16 - كتاب القاصد:

- ‌17 - كتاب الروضة:

- ‌18 - المجتبى:

- ‌19 - كتاب تلخيص العبارات:

- ‌20 - كتاب التذكرة في القراءات الثماني:

- ‌21 - كتاب الروضة في القراءات الاحدى عشر:

- ‌22 - كتاب الجامع:

- ‌23 - كتاب التجريد:

- ‌24 - مفردة يعقوب:

- ‌25 - كتاب التلخيص في القراءات الثماني:

- ‌26 - كتاب الروضة:

- ‌27 - كتاب الاعلان:

- ‌29 - كتاب الوجيز:

- ‌30 - كتاب السبعة:

- ‌31 - كتاب المستنير في القراءات العشر:

- ‌32 - كتاب المبهج في القراءات الثماني:

- ‌33 - كتاب الايجاز. لسبط الخياط سالف الذكر

- ‌34 - كتاب إرادة الطالب:

- ‌35 - كتاب تبصرة المبتدي:

- ‌36 - كتاب المهذب، في القراءات العشر:

- ‌ كتاب الجامع «في القراءات العشر» وقراءة الأعمش:

- ‌38 - كتاب التذكار في القراءات العشر:

- ‌39 - كتاب المفيد في القراءات العشر:

- ‌40 - كتاب الكفاية في القراءات الست:

- ‌ كتاب الموضح، والمفتاح في القراءات العشر:

- ‌43 - كتاب الكفاية الكبرى:

- ‌44 - كتاب كفاية الاختصار:

- ‌45 - كتاب الاقناع في «القراءات السبع»:

- ‌46 - كتاب الغاية:

- ‌47 - كتاب المصباح «في القراءات العشر»:

- ‌48 - كتاب الكامل «في القراءات العشر»:

- ‌49 - كتاب المنتهى في «القراءات العشر»:

- ‌50 - كتاب الاشارة في «القراءات العشر»:

- ‌51 - كتاب المفيد «في القراءات الثمان»:

- ‌52 - كتاب الكنز «في القراءات العشر»:

- ‌53 - كتاب الشفعة «في القراءات السبع»:

- ‌54 - كتاب جمع الاصول «في مشهور المنقول»:

- ‌55 - كتاب عقد اللئالئ «في القراءات السبع العوالي»:

- ‌56 - كتاب الشرعية في القراءات العشر:

- ‌57 - كتاب البستان «في القراءات العشر»:

- ‌58 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌الفصل الرابع من الباب الاول تاريخ القراء العشرة، أو الائمة العشرة

- ‌الإمام الأول:

- ‌شيوخ نافع:

- ‌تلاميذ الامام نافع:

- ‌الامام الثاني:

- ‌شيوخ ابن كثير:

- ‌تلاميذ «ابن كثير»:

- ‌الامام الثالث:

- ‌شيوخ ابي عمرو:

- ‌تلاميذ ابي عمرو بن العلاء:

- ‌الامام الرابع:

- ‌شيوخ ابن عامر:

- ‌تلاميذ ابن عامر:

- ‌الامام الخامس:

- ‌شيوخ الامام عاصم:

- ‌تلاميذ الامام عاصم:

- ‌الامام السادس:

- ‌شيوخ الامام حمزة:

- ‌تلاميذ حمزة الكوفي:

- ‌الامام السابع:

- ‌شيوخ الامام الكسائي:

- ‌تلاميذ الامام الكسائي:

- ‌الامام الثامن:

- ‌شيوخ الامام ابي جعفر:

- ‌تلاميذ الامام ابي جعفر:

- ‌الامام التاسع:

- ‌شيوخ الامام يعقوب:

- ‌تلاميذ الامام يعقوب الحضرمي:

- ‌الامام العاشر:

- ‌شيوخ الامام خلف البزار:

- ‌تلاميذ الامام خلف البزار:

- ‌الباب الثاني أثر القراءات في اللهجات العربية القديمة

- ‌تمهيد

- ‌تعريف اللهجة:

- ‌حد اللغة:

- ‌الفصل الأول من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصوتي

- ‌ ظاهرة‌‌ الاظهاروالادغام

- ‌ الاظهار

- ‌والادغام:

- ‌والتقارب:

- ‌والتجانس:

- ‌شروط الادغام:

- ‌موانع الادغام:

- ‌اقسام الادغام:

- ‌ظاهرة تخفيف الهمز

- ‌ظاهرة الفتح والامالة

- ‌ظاهرة الفتح والاسكان في ياءات الاضافة

- ‌الفصل الاول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظي: الصراط- وصراط

- ‌توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

- ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

- ‌الباب الثالث الالفاظ المعربة في القرآن

- ‌الباب الرابع الجامد والمشتق

- ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

- ‌الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع بين الماضي المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الخامس من الباب الرابع «الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى أصل الاشتقاق»

- ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

- ‌الفصل السابع من الباب الرابع بين اسم الفاعل وامثلة المبالغة

- ‌الفصل الثامن من الباب الرابع بين اسم الفاعل والصفة المشبهة

- ‌الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول

- ‌الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة

- ‌الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي

الفصل: ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

لقد تتبعت قراءات «القرآن» واقتبست منه الكلمات التي قرئت بوجهين او اكثر، وكان سبب اختلاف «اللهجات» التي ترجع الى «الجانب الصرفي» وتفصيل ذلك فيما يلي:

«حج» من قوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (1).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وابو جعفر، وخلف العاشر» «حج» بكسر الحاء، وهي لغة «نجد» .

وقرأ الباقون بفتح الحاء، وهي لغة «اهل العالية، والحجاز، وأسد» (2).

وهما مصدران «لحج يحج» والفتح هو المصدر القياسي:

قال ابن مالك:

فعل قياس مصدر المعدي من ذي ثلاثة كرد ردا قال «الزبيدي» في مادة «حج» : «الحج» : القصد مطلقا، «حجه يحجه حجا»: قصده، وحججت فلانا، واعتمدته: قصدته، ورجل محجوج اي مقصود.

وقال جماعة «انه القصد لمعظم» وقيل: «هو كثرة القصد لمعظم» وهذا عند الخليل.

(1) سورة آل عمران الآية 97. والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 131.

(2)

قال ابن الجزري: وكسر حج عن شفا ثمن. والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 353.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 11. واتحاف فضلاء البشر ص 178.

ص: 237

والحج: «الكف» كالحجحجة، يقال: حجحج عن الشيء، وحج» كف عنه والحج: القدوم، يقال: حج علينا فلان: اي قدم (1).

والحجج: الغلبة بالحجة، يقال: حجه يحجه حجا: اذا غلبه على حجته والحج: كثرة الاختلاف، والتردد، وقد حج بنو فلان فلانا: اذا اطالوا الاختلاف اليه.

وفي «التهذيب» تقول: أتيت فلانا اذا أتيته مرة بعد مرة.

فقيل: حج البيت، لانهم يأتونه كل سنة، قال «المخبل السعدي»:

واشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا (2).

اي يقصدونه، ويزورونه، وقال «ابن السكيت» يقول: اي الشاعر يكثرون الاختلاف اليه، هذا الاصل، ثم تعورف استعماله في «قصد مكة للنسك» اهـ

وفي «اللسان» : الحج: التوجه الى «البيت» بالاعمال المشروعة، فرضا، وسنة، تقول:«حججت البيت» ، و «أحجه حجا» اذا قصدته.

وقال بعض الفقهاء: الحج: القصد، واطلق على المناسك لانها تبع لقصد مكة.

ويقول: حج البيت يحجه حجا وهو حاج .. والجمع «حجاج» كعمار، وزوار .. ، يجمع على «حج» بالضم كبازل، وبزل، وعائذ، وعوذ، وانشد «ابو زيد» لجرير يهجو «الاخطل» ويذكر ما يفعله «الحجاف بن حكيم» السلمي من قتل «بني تغلب» قوم «الاخطل» بالبشر: وهو «ماء» لبني تميم:

قد كان في جيف بدجلة حرقت

او في الذين على الرحوب شغول وكان عافية النور عليهم

حج باسفل ذي المجاز نزول يقول: لما كثرت قتلى «بني تغلب» جافت الارض، فحرقوا ليزول نتنهم.

(1) انظر: تاج العروس ح 2 ص 16.

(2)

هذا البيت سبق أن استشهد بعجزه «الراغب» .

الا أن بعض الالفاظ اختلفت في الروايتين.

ص: 238

والرحوب: «ماء لبني تغلب» والمشهور رواية البيت «حج» بالكسر، وهو اسم الحاج، وعافية النسور: هي الغاشية التي تغشى لحومهم.

«وذي المجاز» : من اسواق العرب.

ونقل شيخنا عن «ابن السكيت» «الحج» بالفتح: «القصد» ، وبالكسر «القوم الحجاج» قلت: فيستدرك على المصنف ذلك.

وفي «اللسان» «الحج» بالكسر: «الحجاج» قال:

كأنما اصواتها بالبوادي اصوات حج من عمان عادي هكذا انشده «ابن دريد» بكسر الحاء.

«وهي حاجة من حواج بيت الله؟» بالاضافة اذا كن قد حججن، وان لم يكن قد حججن قلت:«حواج بيت الله» فتنصب «البيت» لأنك تريد التنوين في «حواج» الا انه لا ينصرف، كما يقال:

«هذا ضارب زيد امس» و «ضارب زيدا غدا» فتدل بحذف التنوين على انه قد ضربه، وباثبات التنوين على انه لم يضربه، كذا حققه «الجوهري» وغيره.

والحج: بالكسر «الاسم» قال «سيبويه» : «حجه يحجه حجا» كما قالوا: «ذكره ذكرا»

الى ان قال: وقرئ «ولله على الناس حج البيت» والفتح اكثر.

وقال «الزجاج» في قوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ. يقرأ بفتح الحاء، وكسرها، والفتح الاصل.

وروي عن «الاثرم» قال: والحج- بالفتح، والحج: بالكسر، ليس عند «الكسائي» بينهما فرقان ..

والحجة بالكسر: المرة الواحدة من الحج، وهو شاذ، لوروده على خلاف القياس لان القياس في المرة الفتح في كل فعل ثلاثي، كما ان القياس فيما يدل على الهيئة الكسر، كذا صرح به «ثعلب» في الفصيح» اهـ (1) «قرح» من قوله تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ (2).

(1) انظر: تاج العروس ح 2 ص 17.

(2)

سورة آل عمران الآية 140.

ص: 239

«القرح» من قوله تعالى: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (1) قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «قرح- القرح» منكرا، ومعرفا، بضم القاف.

وقرأ الباقون بفتح القاف (2)، وهما مصدران لقرح

والقرح بفتح القاف: الاثر: من الجراحة من شيء يصيبه من خارج.

والقرح بضم القاف: اثرها من داخل كالبشرة ونحوها.

وقد يقال: القرح بفتح القاف: للجراحة، وبالضم للألم (3) «قياما» من قوله تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً (4) ومن قوله تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ (5) قرأ «ابن عامر» «قيما» في الموضعين بغير الف بعد الياء: على انها مصدر «قام بمعنى» القيام لغة فيه.

وقرأ «نافع» موضع النساء «قيما» مثل «ابن عامر» .

وموضع المائدة «قياما» باثبات الالف بعد الياء، على انه مصدر «قام يقيم قياما» .

قال «الاخفش الاوسط» ، سعيد بن مسعدة ت 215 هـ

(1) سورة آل عمران الآية 172.

(2)

قال ابن الجزري: وقرح القرح ضم صحبة

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 13.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 136.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 356.

واتحاف فضلاء البشر ص 179.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 400.

(4)

سورة النساء الآية 5.

(5)

سورة المائدة الآية 97.

ص: 240

في المصدر ثلاث لغات: القوام، والقيام، والقيم» اهـ (1).

وقرأ الباقون «قياما» باثبات الالف بعد الياء في السورتين (2).

تنبيه: «قياما» من قوله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ (3) ومن قوله تعالى: فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ (4) ومن قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (5) اتفق القراء: العشرة على قراءته في هذه المواضع الثلاث «قياما» باثبات الالف بعد الياء.

وهذا دليل على ان القراءة مبنية على التوقيف ولا مجال للرأي، او القياس فيها.

- والله اعلم- «خفية» من قوله تعالى: قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (6) ومن قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (7) قرأ «شعبة» «خفية» في الموضعين بكسر الخاء.

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 377.

(2)

قال ابن الجزري: واقصر قياما كن أبي وتحت كم.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 25.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 151، 196.

(3)

سورة آل عمران الآية 191.

(4)

سورة النساء الآية 103.

(5)

سورة الفرقان الآية 64.

(6)

سورة الأنعام الآية 63.

(7)

سورة الاعراف الآية 55.

ص: 241

وقرأ الباقون بضمها (1). وهما لغتان مصدر «خفي»

قال «الراغب» : خفي الشيء خفية: استتر قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً اهـ (2).

وقال «ابن كثير» في تفسير قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً.

قيل معناه: تذللا واستكانة وخفية» (3).

وفي تفسير: تدعونه تضرعا وخفية»: اي جهرا وسرا» اهـ (4)«بزعمهم» من قوله تعالى: فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا (5) ومن قوله تعالى وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ (6) قرأ «الكسائي» «بزعمهم» في الموضعين بضم الزاي، وهي لغة «بني سعد» .

وقرأ الباقون بفتح الزاي في الموضعين ايضا.

وهي لغة «اهل الحجاز» .

وقيل الضم على انه اسم، والفتح على انه مصدر (7).

(1) قال ابن الجزري: وخفية معا بكسر ضم صف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 54.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 435.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 211.

واتحاف فضلاء البشر ص 20.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 152.

(3)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 585.

(4)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 2 ص 25.

(5)

سورة الانعام الآية 136.

(6)

سورة الانعام الآية 138.

(7)

قال ابن الجزري: بزعمهم معا ضم رمص.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 64.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 453.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 226.

ص: 242

قال «الراغب في المفردات» في مادة «زعم» : «الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب، ولهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به نحوه زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (1) ونحو قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا (2) جاء في «الناموس» : «الزعم» مثلثة: «القول الحق، والباطل، والكذب ضد، واكثر ما يقال فيما يشك فيه» .

«والزعمي» بضم الزاي المشددة. وسكون العين، وكسر الميم:

الكذاب، والصادق.

«والزعيم» : «الكفيل» .

ويقال: زعم به زعما، وزعامة، وسيد القوم، ورئيسهم، او المتكلم عنهم «زعيم» والجمع «زعما» .

«والزعامة» : «الشرف، والرئاسة» اهـ (3).

«حصاده» من قوله تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ (4) قرأ «ابو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «حصاده» بفتح الحاء.

وقرأ الباقون بكسر الحاء (5).

(1) سورة التغابن الآية 7.

(2)

سورة الاسراء الآية 56.

(3)

انظر: القاموس مادة «زعم» ح 4 ص 126.

(4)

سورة الانعام الآية 141.

(5)

قال ابن الجزري: حصاد افتح كلا حما نما.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 67.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 456.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 229.

واتحاف فضلاء البشر ص 219.

ص: 243

وهما لغتان في مصدر «حصد» .

قال «الراغب» : «اصل الحصد قطع الزرع، وزمن الحصاد، بفتح الحاء وكسرها» . كقولك: زمن الجذاذ بفتح الجيم وكسرها، وقال تعالى:

وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ فهو الحصاد المحصود في إبانه اهـ (1).

وقال «ابن عباس» رضي الله عنهما: «وآتوا حقه يوم حصاده» يعني الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله» اهـ (2) جاء في «القاموس» : «حصد الزرع، والنبات» «يحصده» بكسر الصاد، وبضمها، «حصدا» و «حصادا» بكسر الحاء، وبكسرها:

قطعه بالمنجل- بكسر الميم، وفتح الجيم- كاحتصده، وهو «حاصد» من «حصده، وحصادا» اهـ (3).

«الرشد» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (4) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «الرشد» في موضع الاعراف فقط بفتح الراء والشين.

وقرأ الباقون بضم الراء، وسكون الشين (5).

وهما لغتان في المصدر، نحو:«البخل، والبخل» .

قال «الراغب» : الرشد بفتح الراء والشين، وبضم الراء وسكون الشين:

خلاف الغي، ويستعمل استعمال الهداية، يقال:

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 120.

(2)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 624.

(3)

انظر: القاموس مادة «حصد» ح 1 ص 298.

(4)

سورة الاعراف الآية 146.

(5)

قال ابن الجزري: والرشد حرك وافتح الضم شفا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 80.

والكشف عن وجوه القراءات العشر ح 1 ص 476.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 253.

واتحاف فضلاء البشر ص 230

ص: 244

رشد يرشد، نحو نصر ينصر، ورشد يرشد، نحو علم يعلم:

ثم قال: وقال بعضهم: «الرشد بفتح الراء، والشين اخص من الرشد، بضم الراء، وسكون الشين، فان الرشد بضم الراء، وسكون الشين يقال في الامور الدنيوية، والاخروية.

والرشد بفتح الراء والشين، يقال في الامور الاخروية لا غير» اهـ (1) وقال «ابن كثير» في تفسير وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا:

«اي وان ظهر لهم الرشد اي طريق النجاة لا يسلكوها» اهـ (2) يقال: «رشد يرشد» «رشدا» من باب «تعب يتعب تعبا» .

و «رشد يرشد» من باب «قتل يقتل» فهو «راشد» .

والاسم «الرشاد» ويتعدى بالهمزة.

ويقال: «رشده» القاضي «ترشيدا» جعله «رشيدا» ويقال ايضا: «استرشدته فأرشدني» الى الشيء، وعليه وله (3).

«مرجون» من قوله تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ (4)

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، وشعبة، ويعقوب» «مرجئون» بهمزة مضمومة ممدودة بعد الجيم، وهي لغة:«تميم. وسفلى قيس» .

وقرأ الباقون «مرجون» بواو ساكنة بعد الجيم من غير همز، وهي لغة قريش» (5).

والقراءتان ترجعان الى اصل الاشتقاق:

فالاولى: من «أرجا» مثل أنبأ.

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 196.

(2)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 2 ص 51.

(3)

انظر: المصباح المنير ح 1 ص 227.

(4)

سورة التوبة الآية 106.

(5)

قال ابن الجزري: مرجون ترجى حق صم كسا.

ص: 245

والثانية: من «أرجى» مثل «اعطى» .

واصل «مرجون» «مرجيون» فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت الفا، ثم حذفت الالف لالتقاء الساكنين، وبقيت الجيم لتدل على الالف المحذوفة.

ومعنى القراءتين واحد وهو التأخير عن التوبة (1).

«بشق» من قوله تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (2) قرأ «ابو جعفر» «بشق» بفتح الشين.

وقرأ الباقون بكسر الشين، والفتح، والكسر مصدران بمعنى واحد، وهو المشقة.

وقيل: الفتح مصدر، والكسر اسم مصدر.

و «بشق» في موضع الحال من الضمير المرفوع في «بالغيه» اي مشقوقا عليكم (3).

«جاء في اللسان» :

«الشق، والمشقة» : الجهد والعناء، ومنه قوله عز وجل: إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ واكثر القراء على كسر الشين.

معناه: الا بجهد الانفس، وكأنه اسم، وكان «الشق» (4) فعل.

وقرأ «ابو جعفر» وجماعة: «الا بشق الانفس» بالفتح.

قال «ابن جني» ت 392 هـ: وهما بمعنى اهـ (5).

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 33.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 506.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 284.

(2)

سورة النحل الآية 7.

(3)

قال ابن الجزري: بشق فتح شينه ثمن.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 141.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 367.

والتبيان في اعراب القرآن ح 2 ص 790.

وتفسير الطبري ح 5 ص 476.

(4)

بفتح الشين

(5)

انظر: لسان العرب مادة «شقق» ح 1 ص 183.

ص: 246

«قال سلام» من قوله تعالى: قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (1) ومن قوله تعالى قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (2) قرأ «حمزة، والكسائي» «سلم» في الموضعين ايضا «سلام» بفتح السين، واللام، واثبات الف بعد اللام.

وهما لغتان بمعنى «التحية» وهو رد السلام عليهم اذ سلموا عليه.

ويجوز ان يكون «سلام» بمعنى «المسالمة» التي هي خلاف الحرب.

و «سلام» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير:«سلام عليكم» .

ويكون «سلم» بمعنى الصلح، وهو خبر لمبتدإ محذوف اي:«امري سلم» بمعنى: لست مريدا غير السلامة والصلح (3).

«ضيق» من قوله تعالى: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (4) ومن قوله تعالى: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (5) قرأ «ابن كثير» «ضيق» في الموضعين بكسر الضاد.

وقرأ الباقون بفتحها، وهما لغتان في مصدر «ضاق» .

(1) سورة هود الآية 69.

(2)

سورة الذاريات الآية 25.

(3)

قال ابن الجزري: قال سلم سكن .. واكسره واقصر مع ذرو في ربا انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 118.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 534.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 222 وشرح طيبة النشر ص 316.

(4)

سورة النحل الآية 127.

(5)

سورة النمل الآية 70.

ص: 247

نحو «القول والقيل» (1).

قال «الراغب» : «الضيق ضد السعة، ويقال: الضيق ايضا- اي بفتح الضاد» اهـ (2).

وقال «ابن كثير» : «ولا تك في ضيق» اي غم اهـ (3).

«الولاية» من قوله تعالى: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (4)

قرأ «حمزة، والكسائي وخلف العاشر» «الولاية» بكسر الواو.

وقرأ الباقون بفتح الواو.

والولاية: بكسر الواو، وفتحها، لغتان في مصدر «وليت الامر اليه ولاية» ومعناها: النصرة، والعرب تقول:«نحن لكم على بني فلان ولاية» اي انصار (5).

«رشدا» من قوله تعالى: قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (6) قرأ «ابو عمرو، ويعقوب» «رشدا» في هذا الموضع فقط بفتح الراء، والشين.

وقرأ الباقون بضم الراء، واسكان الشين، وهما لغتان في مصدر

(1) قال ابن الجزري: وضيق كسرها معا دوى.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 148.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 41.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 377.

واتحاف فضلاء البشر ص 281.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 300.

(3)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 2 ص 353.

(4)

سورة الكهف الآية 44.

(5)

قال ابن الجزري: ولاية فاكسر فشا: الكهف ففي رواية.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 93.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 62.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 401.

(6)

سورة الكهف الآية 66.

ص: 248

«رشد» نحو: «البخل، والبخل» (1).

تنبيه: «رشدا» من قوله تعالى: فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (2) ومن قوله تعالى: وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (3)

اتفق القراء العشرة على قراءة «رشدا» في هذين الموضعين بفتح الراء والشين.

قال «ابن الجزري» ت 833 هـ:

واختلفوا في «مما علمت رشدا» فقرأ البصريان بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء، واسكان الشين.

واتفقوا على الموضعين المتقدمين من هذه السورة وهما: «وهيّئ لنا من امرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا» .

انهما بفتح الراء، والشين، وقد سئل «الامام ابو عمرو بن العلاء» ت 154 هـ عن ذلك فقال:«الرشد» بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم، و «موسى» عليه السلام انما طلب من «الخضر» عليه السلام العلم. وهذا في غاية الحسن، الا ترى الى قوله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً كيف اجمع على ضمه، وقوله وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ولِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً كيف اجمع على فتحه.

ولكن جمهور اهل اللغة اجمع على ان الفتح، والضم في «الرشد، والرشد» لغتان كالبخل، والبخل، «والسقم، والسقم» ، «الحزن، والحزن» فيحتمل عندي ان يكون الاتفاق على فتح الحرفين الاولين لمناسبة

(1) قال ابن الجزري: والرشد حرك وافتح الضم شفا: وآخر الكهف حما.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 164.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 66.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 405.

(2)

سورة الكهف الآية 10.

(3)

سورة الكهف الآية 24.

ص: 249

رءوس الآي، وموازنتها لما قبل، ولما بعد نحو:«عجبا، وعددا، واحدا» بخلاف الثالث فانه وقع قبله «علما» وبعده «صبرا» فمن سكن فالمناسبة ايضا، ومن فتح فإلحاقا بالنظير، والله تعالى اعلم اهـ (1).

«خرجا» من قوله تعالى: فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (2)

ومن قوله تعالى: ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير (3)«فخراج» من قوله تعالى: فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ قرأ «حمزة والكسائي، وخلف العاشر» «خراجا» في الموضعين بفتح الراء، واثبات الف بعدها.

وقرأ الباقون «خرجا» في الموضعين باسكان الراء، وحذف الالف.

وقرأ «ابن عامر» فخرج باسكان الراء وحذف الالف.

وقرأ الباقون «فخراج» بفتح الراء: واثبات الف بعدها (4).

والخرج والخراج لغتان في مصدر «خرج» قال «الراغب» :

«وقيل لما يخرج من الارض، ومن وكر الحيوان، ونحو ذلك خرج وخراج» ثم قال: «والخرج اعم من الخراج بازاء الدخل، والخراج مختص في الغالب بالضريبة على الارض» اهـ (5).

وقيل: الخراج بالالف الذي يضرب على الارض في كل عام، او ما يؤدي في كل شهر، او في كل سنة، وعليه قوله تعالى: فهل نجعل لك خراجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا اي فهل نجعل لك اجرة نؤديها اليك في كل وقت نتفق عليه على ان تبنى بيننا وبينهم حاجزا.

والخرج بغير الف هو الجعل الذي يدفع مرة واحدة (6).

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ح 1 ص 164، 165.

(2)

سورة الكهف الآية 94.

(3)

سورة المؤمنون الآية 72.

(4)

قال ابن الجزري: شفا وخرجا قل خراجا فيهما لهم فخرج كم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 170.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 145.

(6)

انظر الكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 77.

ص: 250

«مهدا» من قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا (1)

ومن قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا (2) قرأ «نافع وابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، وابو جعفر، ويعقوب» «مهادا» في السورتين بكسر الميم وفتح الهاء، واثبات الف بعدها.

وقرأ الباقون «مهدا» بفتح الميم، واسكان الهاء، وحذف الالف (3).

وهما مصدران، يقال:«مهده مهدا ومهادا» .

وقيل: «المهاد جمع مهد» مثل: «كعاب جمع كعب» والمهد والمهاد اسم لما يمهد، فالفرش والفراش اسم لما يفرش.

قال «الراغب» : «المهد ما تهيّأ للصبي، فقال تعالى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (4).

والمهد والمهاد: المكان الممهد الموطأ، قال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً- ومِهاداً اهـ (5) وقال: «ابن كثير» : «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً» اي قرارا تستقرون عليها، وتقومون وتنامون عليها، وتسافرون على ظهرها» اهـ (6).

(1) سورة طه الآية 53.

(2)

سورة الزخرف الآية 10.

(3)

قال ابن الجزري: مهادا: سما كزخرف بمهدا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 181.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 16، 216.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 97.

(4)

سورة مريم الآية 29.

(5)

انظر المفردات في غريب القرآن ص 476.

(6)

انظر مختصر تفسير ابن كثير ح 2 ص 483.

ص: 251

تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «مهادا» من قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (1)

بكسر الميم، وفتح الهاء، واثبات الف بعدها.

فان قيل لماذا لم يرد فيها «مهدا» بفتح الميم، واسكان الهاء وحذف الالف، كما ورد في موضعي: طه، والزخرف؟

اقول: لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التلقي ولا مجال للرأي فيها.

«بملكنا» من قوله تعالى: قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا [طه 87].

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «بملكنا» بضم الميم.

وقرأ «نافع، وعاصم، وابو جعفر» بفتح الميم.

وقرأ الباقون بكسر الميم (2).

وكلها لغات في مصدر «ملك يملك» والمعنى: ما اخلفنا العهد الذي بيننا بطاقتنا، وارادتنا، واختيارنا، بل كنا مكرهين (3).

«جذاذا» من قوله تعالى: فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً (4) قرأ «الكسائي» جذاذ» بكسر الجيم.

وقرأ الباقون بضم الجيم، وهما لغتان في مصدر «جذ» بمعنى قطع يقال: جذذت الشيء: قطعته (5).

(1) سورة النبأ الآية 6.

(2)

قال ابن الجزري: بملكنا ضم شفا وافتح الى نص ثنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 186.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 25.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 104.

واتحاف فضلاء البشر ص 306.

(3)

انظر: صفوة التفاسير للصابوني ج 2 ص 244.

(4)

سورة الأنبياء الآية 58.

(5)

قال ابن الجزري: جذاذا كسر ضمه رعى.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 192.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 112.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 37.

ص: 252

«منسكا» من قوله تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ (1) ومن قوله تعالى: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ (2) قرأ «حمزة والكسائي وخلف العاشر» «منسكا» في الموضعين بكسر السين.

وقرأ الباقون بفتحها (3).

وهما لغتان بمعنى واحد، وهذا الوزن:«مفعل» يصلح ان يكون مصدرا ميميّا، ومعناه النسك، والمراد به هنا الذبح، ويصلح ان يكون اسم مكان، اي مكان النسك، او اسم زمان، اي وقت النسك، والفتح هو القياس، والكسر سماعي.

بناء على ما تقدم يكون معنى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ الخ اي شرعنا لكل امة من الامم السابقة من عهد إبراهيم عليه السلام مكانا للذبح اثناء الحج، او العمرة، اذا فيكون «منسكا» اسم مكان.

ويجوز ان يكون «منسكا» اسم زمان، والمعنى: حددنا للذبح اثناء الحج او العمرة زمانا مخصوصا.

ويكون معنى لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ان كل نبي من الانبياء، وامة من الامم السابقين وضعنا لهم شريعة ومتعبدا، ومنهاجا، وبناء عليه يكون «منسكا» مصدرا ميميما.

(1) سورة الحج الآية 34.

(2)

سورة الحج الآية 67.

(3)

قال ابن الجزري: وسينى منسكا شفا اكسرن.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 199.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 119.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 119.

واتحاف فضلاء البشر ص 315.

ص: 253

«فمكث» من قوله تعالى: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (1) قرأ «عاصم، وروح» «فمكث» بفتح الكاف.

وقرأ الباقون بضم الكاف، والفتح، والضم لغتان، والفتح اكثر واشهر (2).

المعنى لما رجع «الهدهد» من غيبته، اتى نبي الله «سليمان» عليه السلام وقال له: قد كنت غائبا في امر هام، واني علمت من امور الدنيا وانا طائر ضعيف ما لم تعلمه وانت ملك ونبي، ولقد عدت اليك من مملكة سبأ بنبإ عظيم الشأن محقق لا مريّة فيه.

«وحزنا» من قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً (3) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وحزنا» بضم الحاء، واسكان الزاي.

وقرأ الباقون بفتح الحاء، والزاي، وهما لغتان في مصدر «حزن» بكسر الزاي، مثل «العجم، والعجم» ، والعرب، والعرب» (4).

«الرهب» من قوله تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ (5)

(1) سورة النمل الآية 22.

(2)

قال ابن الجزري: مكث فهي شد فتح ضم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 226.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 99.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 155.

(3)

سورة القصص الآية 8.

(4)

قال ابن الجزري: نرى اليا مع فتحيه شفا.

ورفعهم بعد الثلاث وحزن. ضم وسكن عنهم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 233.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 111.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 172.

(5)

سورة القصص الآية 32.

ص: 254

قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «الرهب» بضم الراء، وسكون الهاء.

وقرأ «حفص» بفتح الراء، وسكون الهاء.

وقرأ الباقون بفتح الراء، والهاء (1).

وكلها لغات في مصدر «رهب» بمعنى الخوف والفزع.

«النشأة» من قوله تعالى: «ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ (2) ومن قوله تعالى: وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (3) ومن قوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى (4) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو» «النشأة» في السور الثلاث بفتح الشين، والف بعدها.

وقرأ الباقون باسكان الشين، وحذف الالف (5).

وهما لغتان في مصدر «نشأ» مثل: «رأفة ورآفة» مصدر «رأف» .

قال «الراغب» : «النشأ، والنشأة، احداث الشيء وتربيته» اهـ (6).

«ضعف» من قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ

(1) قال ابن الجزري: والرهب ضم صحبة كم سكنا كنز.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 234.

المهذب في القراءات العشر ح 2 ص 114.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 173.

واتحاف فضلاء البشر ص 343.

(2)

سورة العنكبوت الآية 20.

(3)

سورة النجم الآية 17.

(4)

سورة الواقعة الآية 62.

(5)

قال ابن الجزري: والنشأة امدد حيث جا حفظ دنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 237.

والمهذب في القراءات العشر ج 3 ص 120، 262، 270.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 178.

واتحاف فضلاء البشر ص 345.

(6)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 493.

ص: 255

مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً (1) قرأ «شعبة، وحمزة، وحفص» بخلف عنه ضعف» بفتح الضاد في المواضع الثلاثة وهي لغة «تميم» .

وقرأ الباقون بضم الضاد، وهو الوجه الثاني «لحفص» والضم لغة «قريش» (2).

«بنصب» من قوله تعالى: أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (3).

قرأ «ابو جعفر» «بنصب» بضم النون، والصاد.

و «يعقوب» بفتحهما.

والباقون بضم النون، واسكان الصاد، وكلها لغات بمعنى واحد وهو التعب والمشقة (4).

المعنى: يأمر الله تعالى نبيه «محمدا» صلى الله عليه وسلم ان يذكر لقومه ما حدث لعبده، ونبيه «ايوب» عليه السلام، حيث اصيب بمرض شديد

موجع طال امده وحاول الشيطان ان يفتنه عن الله تعالى، ويجعله يجزع لهول ما اصابه في جسمه، وماله، وولده، ولكنه ثبت على الايمان بالله تعالى، وصبر، ولم يجزع، وكل ما كان منه انه لجأ الى ربه وخالقه يدعوه ليكشف عنه ما الم به من ضر وبلاء، فاستجاب الله دعاءه، وتضرعه،

(1) سورة الروم الآية 54.

(2)

قال ابن الجزري:

ضعفا فحرّك لا تنون مد ثب

والضم فافتح نل فتى والرّوم صب

عن خلف فوز انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 343.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 186.

(3)

سورة ص الآية 41.

(4)

قال ابن الجزري: وقبل ضما نصب ثق ضم اسكنا لا الحضرمي.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 276.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 181.

ص: 256

وعافاه مما نزل به، وصدق الله حيث قال: فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (1)«ضرا» من قوله تعالى: إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً (2) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ضرا» بضم الضاد.

وقرأ الباقون بفتح الضاد (3).

وهما لغتان في المصدر، مثل:«الضعف والضعف» قال «مكي بن ابي طالب» : «وحجة من قرأ بالضم انه جعله من سوء الحال، كما قال تعالى: فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ (4).

اي من سوء حال، فالمعنى: ان اراد بكم سوء حال.

وحجة من قرأ بالفتح انه حمله على «الضر» الذي هو خلاف النفع، فالنفع نقيض «الضر» بالفتح اهـ (5).

«قدرنا» من قوله تعالى: نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ (6)

قرأ ابن كثير «قدرنا» بتخفيف الدال وقرأ الباقون «قدرنا» بتشديد الدال.

وهما لغتان بمعنى التقدير، وهو «القضاء» (7).

(1) سورة الأنبياء الآية 84.

(2)

سورة الفتح الآية 11.

(3)

قال ابن الجزري: ضرا فضم شفا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 309.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 243.

واتحاف فضلاء البشر ص 396.

(4)

سورة الأنبياء الآية 24.

(5)

انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 281.

(6)

سورة الواقعة الآية 60.

(7)

قال ابن الجزري: خف قدرنا دن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 324.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 270.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 305.

ص: 257

«وجدكم» من قوله تعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ (1) قرأ «روح» «وجدكم» بكسر الواو.

وقرأ الباقون، بضم الواو، والكسر، والضم لغتان بمعنى «الوسع» (2).

«تفاوت» من قوله تعالى: ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ (3) قرأ «حمزة، والكسائي» «تفوت» بحذف الالف التي بعد الفاء، وتشديد الواو.

وقرأ الباقون «تفاوت» باثبات الالف، وتخفيف الواو.

وهما لغتان كالتعهد، والتعاهد.

حكى «سيبويه» : «ضاعف، وضعف» بمعنى، وكذلك «فاوت وفوت» حكى «ابو زيد الانصاري» ت 215 هـ انه سمع «تفاوت الامر تفاوتا، وتفوتا» (4).

«فقدر» من قوله تعالى: فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ (5) قرأ «ابن عامر، وابو جعفر» «فقدر» بتشديد الدال، لارادة التكثير.

(1) سورة الطلاق الآية (6).

(2)

قال ابن الجزري: وجد اكسر الضم شدا انظر النشر في القراءات العشر ج 3 ص 337.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 292.

(3)

سورة الملك الآية 3.

(4)

قال ابن الجزري: تفاوت قصر ثقل رضى

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 338.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 296.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 328.

(5)

سورة الفجر الآية 16.

ص: 258

وقرأ الباقون «فقدر» بتخفيف الدال.

وهما لغتان بمعنى واحد، وهو «التضييق» (1).

(1) قال ابن الجزري: فقدر الثقل ثب كلا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 365.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 333.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 372.

ص: 259