الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول
لقد تتبعت قراءات القرآن واقتبست منها الكلمات التي قرأت مرة على انها «فعل مضارع مبني للفاعل» واخرى على انها «فعل مضارع مبني للمفعول» وذلك في اسلوب واحد، وهي تتمثل في قراءات الكلمات الآتية:
«ترجعون» من قوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (1).
اختلف القراء في لفظ «ترجعون» وما جاء منه اذا كان من رجوع الآخرة نحو: «ثم اليه ترجعون» سواء كان غيبا او خطابا، وكذلك:«ترجع الامور- ويرجع الامر» .
فقرأ «يعقوب» بفتح حرف المضارعة، وكسر الجيم في جميع «القرآن» وذلك على البناء للفاعل، وهو مضارع من «رجع» .
ووافقه «ابو عمرو» في قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (2).
ووافقه «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (3).
ووافقه «نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (4).
ووافقه «ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في تُرْجَعُ الْأُمُورُ حيث وقع في القرآن.
ووافقه كل القراء الا «نافعا، وحفصا» في. وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ
(1) سورة البقرة الآية 28
(2)
سورة البقرة الآية 281
(3)
سورة المؤمنون الآية 115
(4)
سورة القصص الآية 39
اما «نافع، وحفص» فانهما قرءا بضم حرف المضارعة، وفتح الجيم:
وذلك على البناء للمفعول، وهو مضارع «رجع» .
وكذلك قرأ باقي القراء في غير هود بالبناء للمفعول (1).
قال «الراغب» ت 502 هـ (2) في مادة «رجع» : «الرجوع» العود الى ما كان منه البدء، مثل قوله تعالى:
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ (3).
«والرجع» - بسكون الجيم- الاعادة، مثل قوله تعالى: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (4) اهـ (5).
«يرون» من قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (6).
قرأ «ابن عامر» «يرون» بضم الياء، على البناء للمفعول، وواو الجماعة نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يرون» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وواو الجماعة فاعل (7).
(1) قال ابن الجزري:
وترجع الضم افتحا واكسر ظما ان كان للأخرى وذو يوما حما والقصص الاولى أتى ظلما شفا والمؤمنون ظلهم شفا وفا الامور هم والشام واعكس اذ عفا الامر انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 394
(2)
هو: الحسين بن محمد المفضل المعروف بالراغب الاصفهاني أديب، لغوي، مفسر، حكيم، له عدة مصنفات، توفي عام 502 هـ انظر: معجم المؤلفين ج 4 ص 59.
(3)
سورة يوسف الآية 63.
(4)
سورة الأنبياء الآية 95.
(5)
انظر: المفردات في غريب القرآن ص 188.
(6)
سورة البقرة الآية 165
(7)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 423.
والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 46.
قال ابن الجزري: يرون الضم كل
«ليحكم» من قوله تعالى: وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ (1).
ومن قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (2).
ومن قوله تعالى: وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (3)
ومن قوله تعالى: إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (4) قرأ «ابو جعفر» «ليحكم» في المواضع الاربعة بضم الياء، وفتح الكاف، على البناء للمفعول، حذف فاعله لارادة عموم الحكم من كل حاكم.
وقرأ الباقون «ليحكم» في المواضع الاربعة ايضا بفتح الياء، وضم الكاف، على البناء للفاعل، اي ليحكم كل نبي (5).
والحكم بالشيء: ان تقضي بانه كذا، او ليس بكذا، سواء الزمت ذلك غيرك، أو لم تلزمه (6).
وقال «الزبيدي» ت 1205 هـ:
الحاكم: منفذ الحكم بين الناس اهـ (7).
«يخافا» من قوله تعالى وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ (8) قرأ «حمزة، وابو جعفر، ويعقوب «يخافا» بضم الياء، على البناء
(1) سورة البقرة الآية 213
(2)
سورة آل عمران الآية 23
(3)
سورة النور الآية 48
(4)
سورة النور الآية 51
(5)
قال ابن الجزري: ليحكم اضمم وافتح الضم ثنا كلا انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 429 وأتحاف فضلاء البشر ص 156
(6)
انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «حكم» ص 126.
(7)
انظر: تاج العروس مادة «حكم» ج 8 ص 252.
(8)
سورة البقرة الآية 229
للمفعول، فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين، و «ان لا يقيما حدود الله» بدل اشتمال من ضمير الزوجين، والتقدير: الا يخافا عدم اقامتهما حدود الله.
وقرأ الباقون «يخافا» بفتح الياء، على البناء للفاعل واسناد الفعل الى ضمير الزوجين، المفهوم من السياق وان لا يقيما حدود الله مفعول به» (1).
«الخوف» : توقع مكروه عن امارة مظنونة او معلومة، ويضاد الخوف «الامن» .
ويستعمل «الخوف» في الامور الدنيوية، والاخروية (2) قال تعالى:
وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً (3).
والخوف من الله تعالى لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب، كاستشعار الخوف من الاسد، بل انما يراد به: الكف عن المعاصي، واختيار الطاعات، ولذلك قيل: لا يعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركا.
«والخيفة» : «الحالة التي عليها الانسان من الخوف» (4).
قال تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (5).
«يغل» من قوله تعالى: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ (6).
(1) قال ابن الجزري: ضم يخافا فز ثوى انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 430.
والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 63.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 92.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 294.
وحجة القراءات ص 135.
واتحاف فضلاء البشر ص 158.
(2)
انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «خوف» ص 161.
(3)
سورة الانعام الآية 81.
(4)
انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «خوف» ص 162.
(5)
سورة طه الآية 67 - 68.
(6)
سورة آل عمران الآية 161.
قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وعاصم» «يغل» بفتح الياء، وضم الغين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير يعود على «نبي» والمعنى: لا ينبغي ان يقع من نبي غلول، اي خيانة البتة.
وقرأ الباقون «يغل» بضم الياء، وفتح الغين، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «نبي» ايضا، والفعل على هذه القراءة من «اغل» الرباعي، والمعنى: ما كان لنبي ان ينسب اليه غلول البتة، مثل:«اكذبته» نسبته الى الكذب (1).
قال «الراغب» في مادة «غل» : غل يغل بكسر الغين اذا صار ذا غل، اي ضغن، واغل اي صار ذا غلال، اي خيانة، وغل يغل: بضم الغين: اذا خان: واغللت فلانا نسبته الى الغلول، قال تعالى:
وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وقرئ ان «يغل» بضم الياء وفتح الغين، اي ينسب الى الخيانة، من اغللته». هـ (2).
وقال «الزبيدي» في مادة «غلل» : «اغل، اغلالا» : خان، قال «النمر بن تولب»:
جزى الله عنا حمزة ابنة نوفل
…
جزاء مغل بالامانة كاذب
وانشد ابن بري:
حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن
…
للغدر خائنة مغل الاصبع
ويقال: «اغل غلانا» : نسبه الى الغلول، والخيانة، ومنه قراءة من قرأ
«وما كان لنبي ان يغل» بضم الياء، وفتح الغين- اي يخون، اي ينسب الى الغلول.
(1) قال ابن الجزري: وفتح ضم يغل والضم حلا نصر دعم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 16.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 362.
والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 122.
وحجة القراءات ص 179.
(2)
انظر: المفردات في غريب القرآن ص 363.
ويقال: غل غلولا» خان، ومنه قوله تعالى: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ على قراءة «يغل» بفتح الياء، وضم الغين.
قال «ابن السكيت» : «لم نسمع في «المغنم» الا «غل غلولا» اهـ وقال «ابو عبيد» : «الغلول» في المغنم خاصة، ولا نراه في الخيانة، ولا من الحقد، ومما يبين ذلك انه يقال من الخيانة «اغل يغل» ومن الحقد «غل يغل» بالكسر، ومن «الغلول» «غل يغل» بالضم اهـ.
وقال «ابن الاثير» : «الغلول» : الخيانة في المغنم، والسرقة، وكل من خان في شيء خفية فقد «غل» وسميت «غلولا» لان الايدي فيها تغل، اي يجعل فيها «الغل» اهـ (1).
«سنكتب، وقتلهم، ونقول» من قوله تعالى: سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (2).
قرأ «حمزة» «سيكتب» بياء مضمومة، وفتح التاء، مبنيا، للمفعول، و «ما» اسم موصول، او مصدرية، نائب فاعل، والتقدير: سيكتب الذي قالوه، او سيكتب قولهم.
وقرأ «وقتلهم» برفع اللام، عطفا على «ما» .
وقرأ «ويقول» بياء الغيبة، وذلك لمناسبة قوله تعالى قبل: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ الخ وهو معطوف على «سيكتب» .
وقرأ الباقون «سنكتب» بنون العظمة، وضم التاء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» وهو يعود على الله تعالى، وذلك على
الالتفات من الغيبة الى المتكلم، و «ما» مفعول به، «وقتلهم» بنصب اللام، عطفا على «ما» «ونقول» بنون العظمة، وهو معطوف على «سنكتب» (3).
(1) انظر: تاج العروس ج 8 ص 48.
(2)
سورة آل عمران الآية 181.
(3)
قال ابن الجزري:
يكتب يا وجلهن قتل ارفعوا يقول يا فز انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 20.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 369 وحجة القراءات ص 184.
قال «الراغب» في مادة «كتب» : «الكتب ضم اديم بالخياطة، يقال:
كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة:- بسكون اللام- وفي التعارف: ضم الحروف بعضها الى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها الى بعض باللفظ، فالاصل في الكتابة: النظم بالخط، لكن يستعاد كل واحد للآخر، ولهذا سمى «كلام الله» وان لم يكتب «كتابا» كقوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ وقوله: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ
…
الى ان قال: «ويعبر عن «الاثبات، والتقدير، والايجاب، والفرض، والعزم» بالكتابة، ووجه ذلك ان الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى» اهـ (1).
وقال في مادة «قتل» : «اصل القتل: ازالة الروح عن الجسد كالموت، لكن اذا اعتبر بفعل المتولي لذلك يقال: «قتل» واذا اعتبر بفوت الحياة، يقال «موت» قال تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ اهـ (2).
وقال في مادة «قول» : «القول، والقيل» واحد، قال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (3).
والقول يستعمل على اوجه، اظهرها ان يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق مفردا كان، او جملة
…
كما قد تسمى القصيدة، والخطبة ونحوهما قولا.
الثاني: يقال للمتصور في النفس قبل الابراز باللفظ قول، فيقال: في نفسي قول لم اظهره، قال تعالى: وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ (4) فجعل ما في اعتقادهم قولا.
الثالث: للاعتقاد نحو: فلان يقول بقول «ابي هريرة» رضي الله عنه.
(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 423.
(2)
انظر: المفردات في غريب القرآن ص 393 سورة آل عمران الآية 144
(3)
سورة النساء الآية 122
(4)
سورة المجادلة الآية 8
الرابع: يقال للدلالة على الشيء، نحو قول الشاعر:«امتلأ الحوض وقال قطني» اهـ (1).
«يوصى» من قوله تعالى: يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ (2).
ومن قوله تعالى: يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ (3).
قرأ «ابن كثير، وابن عامر، وشعبة» «يوصى» في الموضعين بفتح الصاد، والف بعدها لفظا لا خطا، وذلك على البناء للمفعول، وبها نائب فاعل.
وقرأ «حفص» الموضع الاول «يوصى» بكسر الصاد، وياء بعدها وذلك على البناء للفاعل، والفاعل ضمير والمراد به الميت، وبها متعلق بيوصى، اي يوصى بها الميت.
اما الموضع الثاني فانه قرأه بفتح الصاد والف بعدها، مثل «ابن كثير، وابن عامر، وشعبة» .
وقرأ الباقون الموضعين بكسر الصاد، وياء بعدها (4).
«تسوى» من قوله تعالى: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ (5).
قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «تسوى» بضم التاء، وتخفيف السين، فالضم في التاء على بناء الفعل للمجهول، «والارض» نائب فاعل.
(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 415.
(2)
سورة النساء الآية 11
(3)
سورة النساء الآية 12
(4)
قال ابن الجزري:
يوصى بفتح الصاد صف كفلا درا ومعهم حفص في الاخرى قد قرا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 26.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 152.
(5)
سورة النساء الآية 42.
وتخفيف السين على حذف احدى التاءين تخفيفا، لان أصل الفعل تتسوى.
وقرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «تسوى» بفتح التاء، وتشديد السين، فالفتح في التاء على بناء الفعل للفاعل، و «الارض» فاعل، وتشديد السين على ادغام التاء الثانية في السين.
وقرأ باقي القراء وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» ، «تسوى» بفتح التاء، وتخفيف السين، على البناء للفاعل، وحذف احدى التاءين تخفيفا (1).
جاء في المفردات: «وتسوية الشيء» : جعله سواء، اما في الرفعة، او في الضمة أهـ (2).
وجاء في مختصر تفسير «ابن كثير» : ومعنى «لو تسوى بهم الارض» : أي لو انشقت بهم الارض وبلعتهم، مما يرون من أهوال الموقف، وما يحل بهم من الخزي، والفضيحة، والتوبيخ» أهـ (3).
«يدخلون» من قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (4).
ومن قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (5).
ومن قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (6).
(1) قال ابن الجزري:
تسوى اضمم نما حق وعم الثقل انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 30 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 390 والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 158
(2)
انظر: المفردات مادة «سوا» ص 251
(3)
انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1 ص 392.
(4)
سورة النساء الآية 124
(5)
سورة مريم الآية 60
(6)
سورة غافر الآية 40
ومن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (1).
«يدخلونها» من قوله تعالى جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها (2).
قرأ «ابن كثير، وأبو جعفر» «يدخلون» في سورة النساء، ومريم، وموضعي غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول والواو نائب فاعل.
وقرأ هؤلاء المذكورون قبل «يدخلونها» في «فاطر» بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل، والواو وهي الفاعل.
وقرأ «أبو عمرو» «يدخلون» في سورة النساء، ومريم، وأول غافر، وكذا «يدخلونها» في «فاطر» بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول.
وقرأ «يدخلون» الموضع الثاني من «غافر» بفتح الياء، وضم الخاء، على البناء للفاعل.
وقرأ «شعبة» «يدخلون» في النساء، ومريم، وأول غافر، بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول.
أما الموضع الثاني من غافر فقد قرأه بوجهين:
بالبناء، للفاعل، وبالبناء للمفعول.
وقرأ «يدخلونها» في «فاطر» بالبناء للفاعل قولا واحدا.
وقرأ «روح» «يدخلون» في النساء، ومريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول.
أما الموضع الثاني من غافر، وكذا «يدخلونها» في «فاطر» فقد قرأهما بالبناء للفاعل.
وقرأ «رويس» «يدخلون» في مريم، وأول غافر، بالبناء للمفعول، واختلف عنه في الموضع الثاني من «غافر» فقرأه بوجهين: بالبناء للمفعول، وبالبناء للفاعل أما
«يدخلونها» في فاطر» فقد قرأه بالبناء للفاعل قولا واحدا.
(1) سورة غافر الآية 60
(2)
سورة فاطر الآية 33
وقرأ باقي القراء العشرة «يدخلون» وكذا «يدخلونها» في السور المشار اليها من قبل بالبناء للفاعل قولا واحدا (1).
تنبيه: اتفق القراء العشرة على قراءة «يدخلون، يدخلونها» في غير المواضع التي سبق الحديث عنها بالبناء للفاعل.
مثل قوله تعالى: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ (2).
وقوله تعالى: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (3).
وقوله تعالى: وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (4).
ومن قوله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ (5).
وقوله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (6).
وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان القراءة سنة متبعة لا مجال للرأي فيها.
«يصرف» من قوله تعالى: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ (7).
قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، ويعقوب» «يصرف» بفتح الياء،
(1) قال ابن الجزري: ويدخلون ضم يا وفتح ضم صف ثنا حبر شفى وكاف أولى الطول ثب حق صفى والثان دع ثطا صبا خلف غدا وفاطر حر انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 171 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 397.
(2)
سورة الاعراف الآية 40
(3)
سورة الرعد الآية 23
(4)
سورة النصر الآية 2
(5)
سورة الرعد الآية 23
(6)
سورة النحل الآية 31
(7)
سورة الانعام الآية 16
وكسر الراء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على «الرب» المتقدم في قوله تعالى: قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (1).
ومفعول يصرف محذوف لدلالة الكلام عليه، وهو ضمير العذاب، والتقدير: من يصرف الرب عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه.
وقرأ الباقون «يصرف» بضم الياء، وفتح الراء، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «العذاب» المتقدم، والتقدير: من يصرف العذاب عنه يوم القيامة، وهذا لا يكون الا بأمر الله تعالى فقد رحمه الله بذلك (2).
الصرف: رد الشيء من حالة الى حالة، أو ابداله بغيره، يقال: صرفته فانصرف، قال تعالى: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ (3).
وقال تعالى: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (4).
والتصريف: كالصرف الا في التكثير، وأكثر ما يقال في صرف الشيء من حالة الى حالة، ومن أمر الى أمر (5).
وتصريف الآيات: تبيينها.
وتصريف الدراهم في البياعات كلها: إنفاقها.
والتصريف في الكلام: اشتقاق بعضه من بعض.
وتصريف الرياح: صرفها من جهة الى جهة، وكذا تصريف السيول، والخيول، والامور (6).
(1) سورة الانعام الآية 15
(2)
قال ابن الجزري: يصرف بفتح الضم واكسر صحبة ظعن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 47.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 425.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 203.
(3)
سورة آل عمران الآية 152.
(4)
سورة هود الآية 8.
(5)
انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «صرف» ص 279.
(6)
انظر: تاج العروس مادة «صرف» ج 6 ص 165.
«تخرجون» من قوله تعالى: قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (1).
ومن قوله تعالى: وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (2).
ومن قوله تعالى: فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (3).
«لا يخرجون» من قوله تعالى: فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها (4).
قرأ «حمزة، والكسائى، وخلف العاشر» «تخرجون» في المواضع الثلاثة بفتح التاء، وضم الراء، وذلك على البناء للفاعل ومثلهن في الحكم «لا يخرجون» .
وقرأ «ابن ذكوان» موضع الاعراف، وموضع الزخرف، بالبناء للفاعل.
وموضع الجاثية بالبناء للمفعول.
واختلف عنه في الموضع الاول من الروم فقرأه بوجهين: بالبناء للفاعل، وبالبناء للمفعول.
وقرأ «يعقوب» موضع الاعراف بالبناء للفاعل، والمواضع الثلاثة الباقية بالبناء للمفعول.
وقرأ الباقون المواضع الاربعة بالبناء للمفعول (5).
تنبيه: قوله تعالى: ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ. (6)
(1) سورة الاعراف الآية 25
(2)
سورة الروم الآية 19
(3)
سورة الزخرف الآية 11
(4)
سورة الجاثية الآية 35
(5)
قال ابن الجزري:
وتخجون ضم فافتح وضم الرا شفا ظل ملا وزخرف من شفا وأولا روم شفا مز خلفه الجاثية شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 71.
(6)
سورة الروم الآية 25.
وقوله تعالى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ (1).
وقوله تعالى: لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ (2).
وقوله تعالى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً (3) اتفق القراء العشرة على قراءة الافعال الأربعة بالبناء للفاعل، وذلك لأن القراءة سنة متبعة.
«نغفر، خطيئاتكم» من قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ (4).
قرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر، ويعقوب» «تغفر» بتاء التأنيث مبنيا للمفعول.
وقرأ الباقون «نغفر» بالنون مبنيا للفاعل (5).
وقرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «خطيئاتكم» بالجمع ورفع التاء، على أنها نائب فاعل «لتغفر» .
وقرأ «ابن عامر» «خطيئتكم» بالافراد، ورفع التاء، على أنها نائب فاعل «لتغفر» أيضا.
وقرأ «أبو عمرو» «خطاياكم» جمع تكسير، على انها مفعول به «لنغفر» .
وقرأ الباقون «خطيئاتكم» بجمع السلامة، ونصب التاء بالكسرة، على أنها مفعول به «لنغفر» (6).
(1) سورة القمر الآية 7
(2)
سورة الحشر الآية 12
(3)
سورة المعارج الآية 43
(4)
سورة الاعراف الآية 161
(5)
قال ابن الجزري:
يغفر مدا أنث هناكم وظرب عم بالاعراف ونون الغير لا تضم واكسر فاءه
(6)
قال ابن الجزري:
وآصار اجمع واعكس خطيئات كما الكسر ارفع عم ظبى وقل خطايا حصره انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 82.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 480 والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 255.
«نعف، نعذب، طائفة» من قوله تعالى: إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً (1).
قرأ «عاصم» «نعف» بنون العظمة مفتوحة، وضم الفاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدّم ذكره في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ (2).
وقرأ «نعذب» بنون العظمة مضمومة، وكسر الذال مشددة، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على «الله تعالى» أيضا، و «طائفة» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «يعف» بياء تحتية مضمومة، وفتح الفاء، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل الجار والمجرور:«عن طائفة» .
و «تعذب» بتاء فوقية مضمومة، وفتح الذال مشددة، على البناء للمفعول، و «طائفة» بالرفع نائب فاعل (3).
«نوحي اليهم» من قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى (4).
ومن قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5).
ومن قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6).
قرأ «حفص» «نوحي» في المواضع الثلاثة بنون العظمة، وكسر الحاء،
(1) سورة التوبة الآية 66
(2)
رقم الآية 64
(3)
قال ابن الجزرى: يعف بنون سم مع
نون لدى أنثى تعذب مثله
…
وبعد نصب الرفع نل
النشر في القراءات العشر ج 3 ص 91.
والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 504.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 281.
وحجة القراءات ص 320.
(4)
سورة يوسف الآية 109
(5)
سورة النحل الآية 43
(6)
سورة الأنبياء الآية 7
على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» تمشيا مع السياق في قوله تعالى قبل وما أرسلنا».
وقرأ الباقون «يوحى» بالياء التحتية، وفتح الحاء، على البناء للمفعول، و «اليهم» نائب فاعل، والضمير في «اليهم» عائد على «رجالا» .
«نوحى اليه» من قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (1).
قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «نوحي» بنون العظمة، وكسر الحاء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» تمشيا مع السياق في قوله تعالى قبل:«وما أرسلنا» و «اليه» متعلق بنوحي،
والمصدر المنسبك من أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ في محل نصب مفعول، أي: الا نوحي اليه كونه لا اله الا أنا.
وقرأ الباقون «يوحي» بالياء التحتية، وفتح الحاء، مبنيا للمفعول، و «اليه» متعلق بيوحى، والمصدر المنسبك من «أن واسمها وخبرها» ، نائب فاعل، أي: الا يوحى اليه كونه لا اله الا أنا» (2).
«ما ننزل الملائكة» من قوله تعالى: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ (3).
قرأ شعبة «ما تنزل» بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة على البناء للمفعول و «الملائكة» بالرفع نائب فاعل.
وقرأ «حفص، وحمزة» والكسائي، وخلف» «ما تنزل» بنونين» الاولى مضمومة، والاخرى مفتوحة، وكسر الزاي مشددة، مبنيا للفاعل، و «الملائكة» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «ما تنزل» بفتح التاء، والنون، والزاي مشددة، مبنيا
(1) سورة الأنبياء الآية 25
(2)
قال ابن الجزري:
بوحى اليه النون والحاء اكسر اصحب ومع اليهم الكل عرا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 128 - 129.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 14 - 15.
وشرح طيبة النشر ص 321.
(3)
سورة الحجر الآية 8
للفاعل، و «الملائكة» بالرفع فاعل وأصل «تنزل» «تنزل» فحذفت احدى التاءين تخفيفا (1).
وقرأ «البزي» بخلف عنه «تنزل» بتشديد التاء حالة وصلها بما قبلها (2).
«لا يهدي» من قوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ (3).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «لا يهدى» بضم الياء، وفتح الدال، وألف بعدها، وذلك على بناء الفعل للمفعول، و «من» نائب فاعل، أي من يضله الله لا يهدى، وهذه القراءة في المعنى بمنزلة قوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ (4).
وعن «عكرمة» ت 115 هـ (5) عن «عبد الله بن عباس» ت 68 هـ رضي الله عنهما قال: قيل له «فان الله لا يهدى (6) من يضل» قال: «من أضله الله لا يهدى» أهـ (7).
(1) قال ابن الجزري: واضمما تنزل الكوفى وفي التا النون مع زاها اكسرا صحب وبعد ما رفع انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 136.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 29.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 361.
(2)
قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا اشدد- الى قوله: وفي الكل اختلف عنه
(3)
سورة النحل الآية 37
(4)
سورة الاعراف الآية 86
(5)
هو: عكرمة بن خالد بن العاص، المخزومي، المكي، تابعي، ثقة حجة، روى القراءة عرضا عن أصحاب ابن عباس، ورى عنه عدد كثير، منهم «أبو عمرو بن العلاء» توفي سنة 115 هـ.
(6)
أي بضم الياء، وفتح الدال.
(7)
انظر: حجة القراءات لابن زنجلة ص 389.
وقرأ الباقون «لا يهدى» بفتح الياء، وكسر الدال، وياء بعدها، وذلك على بناء الفعل للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله تعالى» و «من مفعول به» (1).
«نسير الجبال» من قوله تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ (2).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر،» «تسير» بتاء مثناة فوقية مضمومة مع فتح الياء المشددة، على البناء للمفعول و «الجبال» بالرفع، نائب فاعل.
وقرأ الباقون «نسير» بنون العظمة مضمومة مع كسر الياء المشددة، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره في قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (3).
و «الجبال» بالنصب مفعول به، وقوى ذلك أنه محمول على ما بعده من الاخبار في قوله تعالى: وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً فجرى صدر الكلام على آخره، لتطابق الكلام (4).
«يدخلون» من قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (5).
(1) قال ابن الجزري: وضم وافتح يهدى كم سما انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 144.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 37.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 369.
(2)
سورة الكهف الآية 47
(3)
رقم الآية 45
(4)
قال ابن الجزري:
يا نسير افتحو حبر كرم والنون أنث والجبال ارفع انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 162.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 64.
والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 401.
(5)
سورة مريم الآية 60
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يدخلون» بضم الياء، وفتح الخاء، على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يدخلون» بفتح الياء، وضم الحاء، على البناء للفاعل، والواو فاعل (1).
«لن تخلفه» من قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ (2).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «تخلفه» بكسر اللام، على أنه مضارع مبني للمعلوم من «أخلف زيد الوعد» وهو يتعدى الى مفعولين:
الاول: الهاء العائدة على «موعدا» .
والثاني: محذوف تقديره: لن تخلف الوعد الله.
وقرأ الباقون «تخلفه» بفتح اللام، على أنه مضارع مبني للمجهول من «أخلفه الوعد» وهو يتعدى الى مفعولين أيضا:
الاول: نائب الفاعل، وهو ضمير المخاطب المستتر.
والثاني: الهاء العائدة على «موعدا» .
والمعنى: لن يخلفك الله موعدا (3).
«ينفخ» من قوله تعالى: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ (4).
(1) قال ابن الجزري:
ويدخلون ضم با وفتح ضم صف ثنا حبر شفى
…
وكاف أولى الطول ثب حق صفى
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 35.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 10.
(2)
سورة طه الآية 97
(3)
قال ابن الجزري: تخلفه أكسر لام حق
النشر في القراءات العشر ج 3 ص 187.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 105.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 26.
(4)
سورة طه الآية 102
قرأ «أبو عمر» «ننفخ» بفتح النون الاولى، وضم الفاء، على أنه مضارع مبني للمعلوم مسند الى ضمير العظمة، لمناسبة قوله تعالى قبل: كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (1).
وقرأ الباقون «ينفخ» بضم الياء، وفتح الفاء، على أنه مضارع مبني للمجهول. نائب فاعله الجار والمجرور بعده: فِي الصُّورِ (2).
«أن يقضى اليك وحيه» من قوله تعالى وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ (3).
قرأ «يعقوب» «نقضي» بنون مفتوحة، وضاد مكسورة، وياء مفتوحة، و «حيه» بالنصب، على أن «نقضي» مضارع مبنى للمعلوم مسند لضمير العظمة مناسبة لقوله تعالى قبل: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ (4).
والفعل منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة و «وحيه» مفعول به.
وقرأ الباقون «يقضى» بياء مضمومة، وضاد مفتوحة بعدها ألف، و «وحيه» بالرفع، على أن «يقضى» فعل مضارع مبنى للمجهول، و «وحيه» نائب فاعل (5).
المعنى: لما ذكر الله عظمة القرآن في قوله تعالى:
(1) رقم الآية 99
(2)
قال ابن الجزري: ننفخ باليا واضمم وفتح ضم لا أبو عمرهم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 187.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 106.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 27.
(3)
سورة طه الآية 114
(4)
رقم الآية 113
(5)
قال ابن الجزري:
ويقضى نقضيا مع نونه انصب رفع وحى ضميا النشر في القراءات العشر ج 3 ص 188.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 29.
وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (1). كان
النبي صلى الله عليه وسلم اذا القى اليه «جبريل» عليه السلام «الوحي» يتبعه عند تلفظ كل حرف، وكل كلمة لعظيم تشوقه، وشدة حرصه على التلقي والحفظ، فنهاه الله عن ذلك، ورغب اليه التأني، وهذا نمط عال في التربية، والتأديب الذي
قال عنه صلى الله عليه وسلم: «أدبني ربي فأحسن تأديبي» .
«ترضى» من قوله تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (2).
قرأ «شعبة، والكسائى» «ترضى» بضم التاء، على أنه مضارع مبني للمجهول من «أرضى» الرباعى، ونائب الفاعل ضمير المخاطب، وهو النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم، والفاعل هو الله جل ذكره، والمعنى: لعل الله يرضيك يا محمد بما يعطيك من الفضائل والدرجات، والشفاعة العظمى يوم القيامة، و «لعل» من الله تعالى واجبة.
وقرأ الباقون «ترضى» بفتح التاء، على أنه مضارع مبني للمعلوم حين «رضي» الثلاثي، والفاعل ضمير المخاطب وهو النبي عليه الصلاة والسلام، والمعنى: لعلك يا محمد ترضى بما يعطيك الله يوم القيامة، ودليله قوله تعالى:
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (3).
«نقدر عليه» من قوله تعالى فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ (4).
(1) سورة طه الآية 113.
(2)
سورة طه الآية 130
(3)
قال ابن الجزري: ترضى بضم التاء صدر رحبا.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 189.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 107 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 30.
سورة الضحى الآية 5
(4)
سورة الأنبياء الآية 87
قرأ «يعقوب» «يقدر» بياء تحتية مضمومة، ودال مفتوحة على أن الفعل مضارع مبني للمجهول والجار والمجرور:«عليه» نائب فاعل.
وقرأ الباقون «نقدر» بنون مفتوحة، ودال مكسورة، ودال مكسورة، على ان الفعل مبني للمعلوم مسند الى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى قبل: وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا. (1)
المعنى: تضمنت هذه الآية والتي بعدها الإشارة الى قصة نبي الله «يونس ابن متى» صاحب الحوت.
وذلك ان الله أرسله الى قوم «بنينوى» من بلاد الموصل بالعراق فلم يستجيبوا لدعوته، وناصبوه العداء، فلما أعيته الحيل معهم، وأصروا على تكذيبه فارقهم غاضبا لكثرة ما قاسى منهم، وظل سائرا حتى أتى الى ساحل البحر الابيض المتوسط، فركب سفينة اكتظت بركابها، وناءت بهم وكادت تهوي بهم الى قرار اليم، وأحس ركابها بما يتهددهم من الاخطار، فرأوا أن يخففوا عنها بالقاء بعض الركاب في البحر رغبة في نجاة سائرهم، فاقترعوا فكان نبي الله «يونس» ممن أصابهم القرعة، فألقوه في البحر فالتقمه «حوت» كبير، ومكث في جوفه بعض الوقت، وأوحى الله اليه أنه لن يحلقه أي أذى، وانما سيكون جوف «الحوت» سجنا له وعقابا على ترك قومه، وحينئذ أحس نبي الله «يونس» بخطئه فدعا ربه وهو مستقر في جوف «الحوت» وقد اجتمعت عليه ظلمة جوف «الحوت» وظلمة «البحر» قائلا: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
فاستجاب الله له ونجاه من كربته، وذلك بأن أمر «الحوت» فقذفه من جوفه على «الساحل» وكذلك ينجي الله المؤمنين من كربتهم اذا استغاثوا به.
(1) قال ابن الجزري:
يقدر ياء واضممن وافتح ظبى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 193 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 40.
رقم الآية 86.
«نطوي السماء» من قوله تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ (1).
قرأ «أبو جعفر» «تطوى» بضم التاء وفتح الواو، على أنه فعل مبني للمجهول، و «السماء» بالرفع نائب فاعل، وأنث الفعل لأن «السماء» مؤنثة.
وقرأ الباقون «نطوي» بنون العظمة مفتوحة، وكسر الواو و «السماء بالنصب، على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم مسند الى ضمير العظمة مناسبة لقوله تعالى قبل: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (2).
و «السماء» مفعول به (3).
«يقاتلون» من قوله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا (4).
قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر» «يقاتلون» بفتح التاء، على أنه مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعل.
وقرأ الباقون بكسر التاء، على أنه مضارع مبني للمعلوم، والواو فاعل، والمفعول محذوف، أي يقاتلون الكفار والمشركين (5).
«يسبح» من قوله تعالى: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ (6).
(1) سورة الأنبياء الآية 104
(2)
رقم الآية 101
(3)
قال ابن الجزري: تطوى فجهل أنث النون السما فارفع ثنا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 194 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 42.
(4)
سورة الحج الآية 39
(5)
قال ابن الجزري:
يقاتلون عف عم افتح التا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 200.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 121.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 50.
(6)
سورة النور الآية 36
قرأ «ابن عامر، وشعبة» «يسبح» بفتح الباء الموحدة، على أنه فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل الجار والمجرور بعده وهو «له» وحينئذ يكون «رجال» فاعل لفعل محذوف دل عليه المقام كأنه قيل: من الذي يسبحه؟
فقيل: رجال، أي يسبحه رجال صفتهم كذا وكذا.
وقرأ الباقون بكسر الباء، على أنه مضارع مبني للمعلوم، و «له» متعلق بيسبح، و «رجال» فاعل (1).
«ان نتخذ» من قوله تعالى: ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ (2).
قرأ «أبو جعفر» «نتخذ» بضم النون، وفتح الخاء، على البناء للمفعول، قال «ابن الجزري»: وهي قراءة «زيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وأبي رجاء، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وإبراهيم النخعي، وحفص بن عبيد، ومكحول» فقيل هو متعد الى واحد كقراءة الجمهور.
وقيل: الى اثنين، والاول الضمير في «نتخذ» النائب عن الفاعل، والثاني «من أولياء» و «من» زائدة.
والاحسن ما قاله ابن جني، وغيره أن يكون «من أولياء» حالا، و «من زائدة لمكان النفي المتقدم كما تقول:
ما اتخذ زيد من وكيل، والمعنى: ما كان لنا أن نعبده من دونك ولا نستحق الولاء، ولا العبادة.
وقرأ الباقون «نتخذ» بفتح النون، وكسر الخاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على الواو في «قالوا سبحانك
(1) قال ابن الجزرى: وافتحوا لشعبة والشام با يسبح انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 213 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 75.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 139.
(2)
سورة الفرقان الآية 18
ما كان ينبغي لنا» و «من
دونك» متعلق «بنتخذ» و «من» زائدة، و «أولياء» مفعول به (1).
«ونزل الملائكة» من قوله تعالى: وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا (2).
قرأ «ابن كثير» «وننزل» بنونين: الاولى مضمومة، والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي، ورفع اللام، على أنه مضارع «أنزل» الرباعي مسند الى ضمير العظمة لان قبله قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (3).
وقوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا (4).
وقوله: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (5).
فجرى الكلام على نسق واحد، فاعل «ننزل» ضمير مستتر تقديره «نحن» و «الملائكة» بالنصب مفعول به.
وقرأ الباقون «ونزل» بنون واحدة مضمومة مع تشديد الزاي، وفتح
اللام، على أنه فعل ماض مبني للمجهول، و «الملائكة» بالرفع نائب فاعل (6).
تنبيه: قال «أبو عمرو الداني» في المقنع:
وننزل الملائكة تنزيلا (7).
(1) قال ابن الجزرى: نتخذ اضممن ثروا وافتح انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 217.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 81.
(2)
سورة الفرقان الآية 25
(3)
رقم الآية 20
(4)
رقم الآية 21
(5)
رقم الآية 23
(6)
قال ابن الجزري:
نزل زده النون وارفع خففا وبعد نصب الرفع دن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 218.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 83.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 145.
(7)
سورة الفرقان الآية 25
في مصاحف أهل مكة بنونين، وفي سائر المصاحف «ونزل» بنون واحدة» (1).
يضاعف لها العذاب» من قوله تعالى: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ (2).
قرأ «ابن كثير، وابن عامر» «نضعف» بنون مضمومة، وحذف الالف معه الضاد، مع كسر العين وتشديدها، على البناء للفاعل، على أنه فعل مضارع من «ضعف» مضعف العين، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» وهو اخبار من الله عز وجل عن نفسه بذلك، و «العذاب» بالنصب، مفعول به.
وقرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «يضعف» بياء تحتية مضمومة، وحذف الالف بعد الضاد، مع فتح العين وتشديدها، على البناء للمفعول، وهو مضارع من «ضعف» مضعف العين، و «العذاب» بالرفع، نائب فاعل.
وقرأ الباقون «يضاعف» بياء تحتية مضمومة، واثبات الالف بعد الضاد، مع فتح العين وتخفيفها، على البناء للمفعول، وهو مضارع من «ضاعف» و «العذاب» بالرفع، نائب فاعل (3).
«نجازي الا الكفور» من قوله تعالى: وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ (4) قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر» «يجازى» بالياء المضمومة، وفتح الزاي، مبنيا للمفعول،
(1) انظر: المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الامصار ص 106.
(2)
سورة الاحزاب الآية 30
(3)
قال ابن الجزري: ثقل يضاعف كم ثنا حق ويا والعين فافتح بعد رفع احفظ حيا ثوى كفى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 250.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 144.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 196.
(4)
سورة سبأ الآية 17.
و «الكفور» بالرفع، نائب فاعل، ومما لا ريب فيه أن الناس كلهم مجزيون بأعمالهم، الا أن المؤمن يكفر الله عنه سيئاته الصغائر باجتنابه الكبائر، بدليل قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً (1).
والكافر لا تكفير لسيئاته الصغائر، لانه لم يجتنب الكبائر، اذ هو على الكفر، والكفر أعظم الكبائر، فلذلك خص الكافرين بذكر المجازاة في هذه الآية.
وقرأ الباقون «نجازي» بنون العظمة، وكسر الزاي مبنيا للفاعل، و «الكفور» بالنصب مفعول به، وهو اخبار من الله تعالى عن نفسه، وقد
جرى الكلام على نسق ما قبله من قوله تعالى في صدر الآية: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا (2).
«ولا ينقص» من قوله تعالى: وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ (3).
قرأ «يعقوب» بخلف عن «رويس» «ينقص» بفتح الياء، وضم القاف، مبنيا للفاعل، والفاعل يفهم من المقام أي شيء ما.
وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح القاف، مبنيا للمفعول، وهو الوجه الثاني «لرويس» والجار والمجرور وهو «من عمره» نائب فاعل (4).
«نجزي كل» من قوله تعالى: كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (5).
(1) سورة النساء الآية 31
(2)
قال ابن الجزري:
نجازى اليا افتحن زاى الكفور رفع حبر عم صن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 256 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 206.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 153.
(3)
سورة فاطر الآية 11
(4)
قال ابن الجزري:
وينقص افتحا ضما وضم غوث خلف شرحا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 259.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 158.
(5)
سورة فاطر الآية 36.
قرأ «أبو عمرو» «يجزى» بالياء التحتية المضمومة، وفتح الزاي، وألف بعدها، على البناء، و «كل» بالرفع نائب فاعل.
وقرأ الباقون «نجزي» بالنون المفتوحة، وكسر الزاي، وياء ساكنة مدية بعدها، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» والمراد به الله
تعالى، وقد أسند الفعل الى ضمير العظمة لمناسبة قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (1).
و «كل» بالنصب مفعول به (2).
«يوحي اليك» من قوله تعالى: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ (3).
قرأ «ابن كثير» «يوحى» بفتح الحاء، وبعدها ألف رسمت ياء، على البناء للمفعول، و «اليك» نائب فاعل، و «الله» فاعل لفعل مقدر، كأنه قيل: من يوحي؟ فقيل: يوحي الله.
وقرأ الباقون «يوحي» بكسر الحاء، على البناء للفاعل، والفاعل، «الله» من قوله تعالى: اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و «اليك» متعلق «بيوحى» (4).
«ليجزي قوما» من قوله تعالى: لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (5).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «ليجزى» بياء مفتوحة مع كسر الزاي، وفتح الياء، مبنية للفاعل، والفاعل ضمير يعود على «الله» المتقدم ذكره في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ (6).
(1) رقم الآية 22
(2)
قال ابن الجزري: نجزى بيا جهل وكل ارفع حدا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 260.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 160
(3)
سورة الشورى الآية 3
(4)
قال ابن الجزري: وجاء يوحى فتحت دما انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 290.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 209.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 250.
(5)
سورة الجاثية الآية 14
(6)
رقم الآية 12
و «قوما» بالنصب مفعول به.
وقرأ «أبو جعفر» «ليجزي» بضم الياء، وفتح الزاي، على البناء للمفعول، و «قوما» بالنصب مفعول به، ونائب الفاعل محذوف تقديره «الخير» اذ الاصل «ليجزي الله الخير قوما» مثل:«جزاك الله خيرا» ويجوز أن يكون نائب الفاعل الجار والمجرور، وهو:«بما كانوا يكسبون» ويكون ذلك حجة للكوفيين حيث يجيزون نيابة الظرف، أو الجار والمجرور مع وجود المفعول به.
والى ذلك أشار «ابن مالك» بقوله: «وقد يرد» .
وقرأ الباقون «لنجزي» بنون العظمة مفتوحة مع كسر الزاى، وفتح الياء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» وحينئذ يكون في الكلام التفات من الغيبة الى التكلم، و «قوما» بالنصب مفعول به (1).
«نتقبل، أحسن، ونتجاوز» من قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ (2).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يتقبل، ويتجاوز» بياء تحتية مضمومة في الفعلين، على البناء للمفعول، و «أحسن» بالرفع نائب فاعل «يتقبل» وأما نائب فاعل «يتجاوز» فهو الجار والمجرور بعده:«عن سيئاتهم» .
وقرأ الباقون «نتقبل، ونتجاوز» بنون مفتوحة في الفعلين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» والمراد به «الله» سبحانه
وتعالى، وقد جرى الكلام على نسق ما قبله، لان قبله قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ (3).
(1) قال ابن الجزري: لنجزي اليا نل سما ضم افتحا ثق النشر في القراءات العشر ج 3 ص 300.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 230.
(2)
سورة الاحقاف الآية 16
(3)
الآية 15
و «أحسن» بالنصب مفعول به (1).
«لا يرى الا مساكنهم» من قوله تعالى: فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ (2).
قرأ «عاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «لا يرى» بياء تحتية مضمومة، على البناء للمفعول، و «مساكنهم» بالرفع، نائب فاعل، والتقدير:«لا يرى شيء الا مساكنهم» ولذلك ذكر الفعل، لانه محمول على «شيء» المقدر، والمساكن نائب فاعل «يرى» .
وقرأ الباقون «لا ترى» بتاء فوقية مفتوحة، على البناء للفاعل، وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، المفهوم من قوله تعالى: وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ (3).
وبناء عليه فالفاعل ضمير مستتر تقديره «أنت» والمراد به النبي عليه الصلاة والسلام، ويجوز ان يكون الخطاب عاما لكل من يصلح له الخطاب، و «مساكنهم» بالنصب، مفعول به و «ترى» بصرية لا تنصب الا مفعولا واحدا، والتقدير: لا ترى شيئا الا مساكنهم (4).
تنبيه: «بقادر» من قوله تعالى: بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (5).
تقدم في أثناء توجيه: بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (6).
(1) قال ابن الجزري:
نتقبل يا صفى كهف سما مع نتجاوز واضمما أحسن رفعهم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 304.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 234.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 272.
(2)
سورة الاحقاف الآية 25
(3)
رقم الآية 21
(4)
قال ابن الجزري: وترى للغيب ضم بعده ارفع ظهرا نص فتى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 305 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 236.
(5)
سورة الاحقاف الآية 33
(6)
سورة يس الآية 81
«يصعقون» من قوله تعالى: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (1).
قرأ «ابن عامر، وعاصم» يصعقون» بضم الياء، على البناء للمفعول، وهو فعل مضارع مبني للمجهول من أصعق» الرباعي، والواو نائب فاعل.
ولا يحسن أن يكون من «صعق» الثلاثي، ثم رد إلى ما لم يسم فاعله، لانه اذا كان ثلاثيا لا يتعدى، والفعل الذي لا يتعدى لا يرد الى ما لم يسم فاعله، على أن يقوم الفاعل مقام المفعول الذي لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون «يصعقون» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وهو فعل مضارع من «صعق» الثلاثي نحو:«علم» والواو فاعل (2).
المعنى: أمر الله سبحانه وتعالى نبيه «محمدا» صلى الله عليه وسلم أن يترك الكفار وشأنهم، ويخلي سبيلهم، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون، وهو يوم موتهم أو يوم قتلهم «ببدر» أو يوم القيامة الذي سيلقون فيه العذاب الاليم.
«يخرج» من قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (3).
قرأ «نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «يخرج» بضم الياء،
وفتح الراء، على البناء للمفعول، و «اللؤلؤ» نائب فاعل، و «المرجان» معطوف عليه، وحينئذ يكون الكلام محمولا على معناه، لان «اللؤلؤ والمرجان» لا يخرجان منهما بأنفسهما من غير مخرج لهما.
وقرأ الباقون «يخرج» بفتح الياء، وضم الراء، على البناء للفاعل،
(1) سورة الطور الآية 45
(2)
قال ابن الجزري: يصعق ضم كم فآ انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 317 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 258 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 292.
(3)
سورة الرحمن الآية 22
و «اللؤلؤ» فاعل، و «المرجان» معطوف عليه، وحينئذ يكون اسناد الفعل الى «اللؤلؤ والمرجان» على الاتساع، لانه اذا أخرج فقد خرج (1).
«يفصل بينكم» من قوله تعالى: يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ (2).
قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر» «يفصل» بضم الياء، وسكون الفاء، وفتح الصاد مخففة، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل «بينكم» وهو مضارع «فصل» الثلاثي نحو «ضرب» وقيل: نائب الفاعل مصدر مضمر، والتقدير:«يفصل الفصل بينكم» .
وقرأ «ابن ذكوان» «يفصل» بضم الياء، وفتح الفاء، والصاد المشددة، على البناء للمجهول، وتوجيهها كتوجيه القراءة، المتقدمة، الا أن الفعل مضارع «فصل» مضعف العين، نحو:«علم» .
وقرأ «عاصم، ويعقوب» «يفصل» بفتح الياء، واسكان الفاء، وكسر الصاد مخففة، على البناء للفاعل، وهو مضارع «فصل» الثلاثى، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله المتقدم في قوله تعالى: أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ (3).
وقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يفصل» بضم الياء، وفتح الفاء، وكسر الصاد مشددة، على البناء للفاعل أيضا، مضارع «فصل» مضعف العين.
وقرأ «هشام» بوجهين: الاول كابن ذكوان، والثاني كنافع ومن معه (4).
(1) قال ابن الجزرى: يخرج ضم مع فتح ضم اذ حما ثق انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 320.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 267.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 301.
(2)
سورة الممتحنة الآية 3
(3)
رقم الآية 1
(4)
قال ابن الجزرى:
فتح ضم يفصل نل ظبى وثقل الصاد لم
…
خلف شفا منه افتحوا عم حلا دم
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 333.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 283.
«ولا يسأل» من قوله تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (1).
قرأ «أبو جعفر، والبزي» بخلف عنه «ولا يسأل» بضم الياء، على البناء للمفعول، و «حميم» نائب فاعل، و «حميما» منصوب بنزع الخافض، أي:
ولا يسأل قريب عن قريبه.
وقرأ الباقون «ولا يسأل» بفتح الياء، مبنيا للفاعل، «حميم» فاعل، و «حميما» مفعول، والمفعول الثاني محذوف، والتقدير: ولا يسأل قريب قريبا، نصره، ولا شفاعته.
وبهذه القراءة يقرأ «البزي» في وجهه الثاني (2).
«ليعلم» من قوله تعالى: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ (3).
قرأ «رويس» «ليعلم» بضم الياء، مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل محذوف يفهم من السياق، والتقدير: ليعلم الناس، أي المرسل اليهم أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم.
وقرأ الباقون «ليعلم» بفتح الياء، مبنيا للفاعل، والمراد به «العلم» المتعلق بالابلاغ الموجود بالفعل، و «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والخبر الجملة.
وفاعل «يعلم» ضمير مستتر تقديره «هو» والمراد به نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم.
والمعنى: ليعلم «محمد» عليه الصلاة والسلام، ان الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة، كما بلغ هو الرسالة (4).
(1) سورة المعارج الآية 10
(2)
قال ابن الجزري: ويسأل اضمما هل خلف ثق انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 341.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 302.
(3)
سورة الجن الآية 28
(4)
قال ابن الجزرى: ليعلم اضمما غنا* انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 346 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 309
«تعرف» من قوله تعالى: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (1).
قرأ «أبو جعفر، ويعقوب» «تعرف» بضم التاء، وفتح الراء، مبنيا للمفعول، و «نضرة» بالرفع نائب فاعل.
وقرأ الباقون «تعرف» بفتح التاء، وكسر الراء، مبنيا للفاعل، و «نضرة» بالنصب مفعول به.
أي: اذا رأيت «الابرار» عرفت أنهم من أهل النعمة، لما نراه في وجوههم من النور، والحسن، والبياض، والبهجة، والرونق، والخطاب موجه لكل «راء» يصلح لذلك.
يقال: أنضر النبات: اذا أزهر، ونور.
قال «عطاء بن يسار» ت 102 هـ: «وذلك أن الله زاد في جمالهم، وفي ألوانهم ما لا يصفه واصف» أهـ (2).
«تصلى» من قوله تعالى: تَصْلى ناراً حامِيَةً (3).
قرأ «أبو عمرو، وشعبة، ويعقوب» «تصلى» بضم التاء، مبنيا للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على «الوجوه» من قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (4).
و «تصلى» مضارع، والماضي «أصلى» رباعي، وهو يتعدى الى مفعولين، الاول نائب الفاعل، والثاني «نارا» .
وقرأ الباقون «تصلى» بفتح التاء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير يعود على «الوجوه» أيضا، والماضي «صلى» فعل ثلاثي، يتعدى الى مفعول
(1) سورة المطففين الآية 24
(2)
قال ابن الجزرى: تعرف جهل نضرة الرفع ثوى.
انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 361 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 327.
وتفسير الشوكاني ج 5 ص 402.
(3)
سورة الغاشية الآية 4
(4)
رقم الآية 2
واحد، هو «نارا» (1).
«لا تسمع» من قوله تعالى: لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (2).
قرأ «نافع» لا تسمع» بالتاء الفوقية المضمومة، على البناء للمفعول، و «لاغية» بالرفع، نائب فاعل، وأنث الفعل لتأنيث نائب الفاعل.
وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» «لا يسمع» بالياء التحتية المضمومة، على البناء للمفعول، و «لاغية» بالرفع، نائب فاعل.
وذكر الفعل، لان تأنيث نائب الفاعل مجازي، وللفصل بالجار والمجرور.
وقرأ الباقون «لا تسمع» بالتاء الفوقية المفتوحة، على البناء للفاعل،
والفاعل ضمير تقديره «هي» يعود على الوجوه الناعمة، من قوله تعالى:
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (3).
والمراد أصحاب الوجوه الناعمة، و «لاغية» بالنصب مفعول به (4) «لا يعذب» من قوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (5).
«ولا يوثق» من قوله تعالى: وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (6).
قرأ «الكسائي، ويعقوب» «لا يعذب، ولا يوثق» بفتح الذال، والثاء، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل «أحد» والهاء في «عذابه، ووثاقه»
(1) قال ابن الجزرى: ضم تصلى صف حما انظر النشر في القراءات العشر ج 3 ص 364.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 331 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 370
(2)
سورة الغاشية الآية 11
(3)
رقم الآية 8
(4)
قال ابن الجزرى:
يسمع غث حبر وضم اعلما حبر غنا لاغية لهم انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 364.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 331.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 371.
(5)
سورة الفجر الآية 25
(6)
سورة الفجر الآية 56
تعود على الانسان «المعذب، الموثق» والتقدير: فيومئذ لا يعذب أحد مثل تعذيبه، ولا يوثق أحد مثل «ايثاقه» .
وقرأ الباقون، بكسر الذال، والثاء، على البناء للفاعل، والفاعل «أحد» والهاء في «عذابه، ووثاقه» تعود على «الله تعالى» والتقدير: فيومئذ لا يعذب أحد أحدا مثل تعذيب الله للعصاة، والكافرين، ولا يوثق أحد أحدا مثل ايثاق الله للعصاة، والكافرين (1).
«لترون» من قوله تعالى: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (2).
قرأ «ابن عامر، والكسائي» «لترون» بضم التاء، مبنيا للمفعول، مضارع «أرى» معدى «رأى» البصرية، بالهمز لاثنين، رفع الاول على النيابة عن الفاعل، وهو واو الجمع، وبقي الثاني منصوبا وهو «الجحيم» .
وأصله «لترأيون» مثل: «تكرمون» على وزن «تفعلون» نقلت حركة الهمزة الى «الراء» فانقلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الالف للساكنين، ودخلت النون الثقيلة، فحذفت نون الرفع لتوالي الامثال وحركت الواو للساكنين، ولم تحذف لانها علامة جمع، وقبلها فتحة.
من هذا يتبين أن «لترون» على وزن «لتفون» بحذف العين واللام.
وقرأ الباقون «لترون» بفتح التاء، مبنيا للفاعل، مضارع «رأى» البصرية فلا تنصب الا مفعولا واحدا، وهو «الجحيم» والواو فاعل (3).
تنبيه: «لترونها» الثاني اتفق القراء على قراءته بفتح التاء.
(1) قال ابن الجزرى: وافتحا يوثق يعذب رضى ظبا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 365.
والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 333.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 373.
واتحاف فضلاء البشر ص 439.
(2)
سورة التكاثر الآية 6
(3)
قال ابن الجزرى: اضمم أو لا تا ترون كم رسا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 370 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 341.
والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 387 واتحاف فضلاء البشر ص 443.