المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌منهج البحث

- ‌الباب الأول «القراءات»

- ‌الفصل الأول من الباب الأول «نشأة القراءات»

- ‌الفصل الثاني من الباب الأول صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة

- ‌الفصل الثالث من الباب الأول أهم المصادر التي اعتمد عليها «ابن الجزري» ت 833 هـ في نقل هذه القراءات

- ‌1 - كتاب المستنير في القراءات السبع:

- ‌2 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌4 - كتاب الشاطبية في القراءات السبع:

- ‌5 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌6 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌7 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌8 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌9 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌10 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌11 - كتاب العنوان:

- ‌12 - كتاب الهادي:

- ‌13 - كتاب الكافي:

- ‌14 - كتاب الهداية:

- ‌15 - كتاب التبصرة:

- ‌16 - كتاب القاصد:

- ‌17 - كتاب الروضة:

- ‌18 - المجتبى:

- ‌19 - كتاب تلخيص العبارات:

- ‌20 - كتاب التذكرة في القراءات الثماني:

- ‌21 - كتاب الروضة في القراءات الاحدى عشر:

- ‌22 - كتاب الجامع:

- ‌23 - كتاب التجريد:

- ‌24 - مفردة يعقوب:

- ‌25 - كتاب التلخيص في القراءات الثماني:

- ‌26 - كتاب الروضة:

- ‌27 - كتاب الاعلان:

- ‌29 - كتاب الوجيز:

- ‌30 - كتاب السبعة:

- ‌31 - كتاب المستنير في القراءات العشر:

- ‌32 - كتاب المبهج في القراءات الثماني:

- ‌33 - كتاب الايجاز. لسبط الخياط سالف الذكر

- ‌34 - كتاب إرادة الطالب:

- ‌35 - كتاب تبصرة المبتدي:

- ‌36 - كتاب المهذب، في القراءات العشر:

- ‌ كتاب الجامع «في القراءات العشر» وقراءة الأعمش:

- ‌38 - كتاب التذكار في القراءات العشر:

- ‌39 - كتاب المفيد في القراءات العشر:

- ‌40 - كتاب الكفاية في القراءات الست:

- ‌ كتاب الموضح، والمفتاح في القراءات العشر:

- ‌43 - كتاب الكفاية الكبرى:

- ‌44 - كتاب كفاية الاختصار:

- ‌45 - كتاب الاقناع في «القراءات السبع»:

- ‌46 - كتاب الغاية:

- ‌47 - كتاب المصباح «في القراءات العشر»:

- ‌48 - كتاب الكامل «في القراءات العشر»:

- ‌49 - كتاب المنتهى في «القراءات العشر»:

- ‌50 - كتاب الاشارة في «القراءات العشر»:

- ‌51 - كتاب المفيد «في القراءات الثمان»:

- ‌52 - كتاب الكنز «في القراءات العشر»:

- ‌53 - كتاب الشفعة «في القراءات السبع»:

- ‌54 - كتاب جمع الاصول «في مشهور المنقول»:

- ‌55 - كتاب عقد اللئالئ «في القراءات السبع العوالي»:

- ‌56 - كتاب الشرعية في القراءات العشر:

- ‌57 - كتاب البستان «في القراءات العشر»:

- ‌58 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌الفصل الرابع من الباب الاول تاريخ القراء العشرة، أو الائمة العشرة

- ‌الإمام الأول:

- ‌شيوخ نافع:

- ‌تلاميذ الامام نافع:

- ‌الامام الثاني:

- ‌شيوخ ابن كثير:

- ‌تلاميذ «ابن كثير»:

- ‌الامام الثالث:

- ‌شيوخ ابي عمرو:

- ‌تلاميذ ابي عمرو بن العلاء:

- ‌الامام الرابع:

- ‌شيوخ ابن عامر:

- ‌تلاميذ ابن عامر:

- ‌الامام الخامس:

- ‌شيوخ الامام عاصم:

- ‌تلاميذ الامام عاصم:

- ‌الامام السادس:

- ‌شيوخ الامام حمزة:

- ‌تلاميذ حمزة الكوفي:

- ‌الامام السابع:

- ‌شيوخ الامام الكسائي:

- ‌تلاميذ الامام الكسائي:

- ‌الامام الثامن:

- ‌شيوخ الامام ابي جعفر:

- ‌تلاميذ الامام ابي جعفر:

- ‌الامام التاسع:

- ‌شيوخ الامام يعقوب:

- ‌تلاميذ الامام يعقوب الحضرمي:

- ‌الامام العاشر:

- ‌شيوخ الامام خلف البزار:

- ‌تلاميذ الامام خلف البزار:

- ‌الباب الثاني أثر القراءات في اللهجات العربية القديمة

- ‌تمهيد

- ‌تعريف اللهجة:

- ‌حد اللغة:

- ‌الفصل الأول من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصوتي

- ‌ ظاهرة‌‌ الاظهاروالادغام

- ‌ الاظهار

- ‌والادغام:

- ‌والتقارب:

- ‌والتجانس:

- ‌شروط الادغام:

- ‌موانع الادغام:

- ‌اقسام الادغام:

- ‌ظاهرة تخفيف الهمز

- ‌ظاهرة الفتح والامالة

- ‌ظاهرة الفتح والاسكان في ياءات الاضافة

- ‌الفصل الاول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظي: الصراط- وصراط

- ‌توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

- ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

- ‌الباب الثالث الالفاظ المعربة في القرآن

- ‌الباب الرابع الجامد والمشتق

- ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

- ‌الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع بين الماضي المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الخامس من الباب الرابع «الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى أصل الاشتقاق»

- ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

- ‌الفصل السابع من الباب الرابع بين اسم الفاعل وامثلة المبالغة

- ‌الفصل الثامن من الباب الرابع بين اسم الفاعل والصفة المشبهة

- ‌الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول

- ‌الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة

- ‌الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي

الفصل: ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

لقد تتبعت قراءات القرآن، واقتبست منها الكلمات الجامدة التي قرأت بوجهين مختلفين، وقد صنفت هذه الكلمات صنفين:

الاول: ورود كلمة تقرأ بالافراد تارة، والجمع بالالف والتاء المزيدتين تارة اخرى، وذلك في اسلوب واحد.

والثاني: ورود كلمة تقرأ بالافراد تارة، وبجمع التكسير تارة اخرى، وذلك في اسلوب واحد:

اما الصنف الاول فانه يتمثل في قراءات الكلمات الآتية:

«خطيئته» من قوله تعالى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (1) قرأ «نافع، وابو جعفر» «خطيئاته» بالجمع، وتوجيه ذلك: لما كانت الذنوب كثيرة جاء اللفظ مطابقا للمعنى.

وقرأ الباقون «خطيئته» بالافراد، والمراد اسم الجنس، واسم الجنس يشمل القليل، والكثير (2).

قال «الراغب» ت 502 هـ في مادة «خطأ» : «الخطأ» : العدول عن الجهة، وذلك اضرب:

أحدها: ان يريد غير ما تحسن ارادته فيفعله، وهذا هو الخطأ التام

(1) سورة البقرة الآية 81.

(2)

قال ابن الجزري: خطيئاته جمع اذ ثنا.

انظر النشر في القراءات العشر ج 2 ص 409.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 249.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 62.

ص: 281

المأخوذ به الانسان، يقال «خطئ، يخطأ، خطأ» قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (1).

والثاني: ان يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد، فيقال:

«اخطاء، فهو مخطئ» وهذا قد أصاب في الارادة، واخطأ في الفعل، وهذا المعنى

بقوله عليه الصلاة والسلام: «رفع عن امتي الخطأ والنسيان»

وبقوله تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ الخ (2).

والثالث: ان يريد ما لا يحسن فعله، ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الارادة، ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده، وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو المعنى بقول بعضهم:

«وقد يحسن الانسان من حيث لا يدري» وجملة الامر ان من اراد شيئا فاتفق منه غيره، يقال اخطأ.

وان وقع منه كما اراد يقال: اصاب.

وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، او اراد إرادة لا تجمل: انه اخطأ

ولهذا يقال: اصاب الخطأ، واخطأ الصواب، واصاب الصواب، واخطأ الخطأ.

والخطيئة، والسيئة، يتقاربان، لكن الخطيئة اكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا اليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولد ذلك الفعل منه، كمن يرمي «صيدا» فاصاب انسانا. اهـ (3) وجاء في «تاج العروس» في مادة «خطئ»:«الخطأ» بتحريك الطاء: ما لم يتعمد منه.

(1) سورة الاسراء الآية 31.

(2)

سورة النساء الآية 92.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 151.

ص: 282

وقال «الليث» (1): الخطيئة» «فعيلة» وجمعها كان ينبغي ان يكون «خطائيء» بهمزتين فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الآخرة منهما، كما يخفف «جائئ» على هذا القياس، وكرهوا ان يكون علته علة «جائئ» لان تلك الهمزة زائدة، وهذه اصلية، ففروا «بخطايا» الى «يتامى» ووجدوا له في الاسماء الصحيحة نظيرا، مثل:«طاهر، وطاهرة، وطهارى» اهـ.

وفي «العباب» : جمع «خطيئة» «خطايا» وكان الاصل «خطائىء» على «فعائل» فلما اجتمعت الهمزتان تليت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء الفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء لخفائها بين الالفين» اهـ (2).

«رسالته» من قوله تعالى: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (3) قرأ «نافع، وابن عامر، وشعبة، وابو جعفر، ويعقوب» «رسالاته» باثبات الف بعد اللام مع كسر التاء، على الجمع، وذلك انه لما كانت

الرسل يأتي كل واحد بضروب مختلفة من الشرائع المرسلة معهم. حسن الجمع ليدل على ذلك، اذ ليس ما جاءوا به رسالة واحدة، فحسن الجمع لما اختلفت الاجناس.

وقرأ الباقون «رسالته» بحذف الالف، ونصب التاء، على الافراد، وذلك لان الرسالة على انفراد لفظها تدل على ما يدل عليه لفظ الجمع مثل قوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (4) والنعم كثيرة، والمعدود لا يكون الا كثيرا (5).

(1) هو الليث بن المظفر بن نصر.

وقال «الازهري» : هو الليث بن رافع، بن نصر، بن سياد، الخرساني»:

انظر: المزهر للسيوطي ج 1 ص 77.

(2)

انظر: تاج العروس ج 1 ص 61.

(3)

سورة المائدة الآية 67.

(4)

سورة إبراهيم الآية 34.

(5)

قال ابن الجزري:

رسالاته فاجمع واكسر

عم صرا ظلم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 43.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 415.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 193.

ص: 283

«كلمت» من قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا (1) ومن قوله تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (2) ومن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (3) ومن قوله تعالى: وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (4) قرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «كلمت»

في المواضع الأربعة بحذف الالف التي بعد الميم، وذلك على التوحيد، والمراد بهذا الجنس.

وقرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر» «كلمات» في المواضع الاربعة باثبات الالف التي بعد الميم، وذلك على الجمع، لان كلمات الله تعالى متنوعة: امرا، ونهيا، وغير ذلك.

وهي مرسومة بالتاء المفتوحة في جميع المصاحف، فمن قرأها بالجمع وقف بالتاء، ومن قرأها بالافراد فمنهم من وقف بالتاء وهم: عاصم، وحمزة، وخلف العاشر، ومنهم من وقف بالهاء وهما: الكسائي، ويعقوب.

وقرأ «ابن كثير، وابو عمرو» بالجمع في موضع الانعام، وبالافراد في موضعي: يونس، وموضع غافر.

وعلى قراءة الجمع يقفان بالتاء، وعلى قراءة الافراد يقفان بالهاء (5).

(1) سورة الأنعام الآية 115.

(2)

سورة يونس الآية 33.

(3)

سورة يونس الآية 96.

(4)

سورة غافر الآية 6.

(5)

قال ابن الجزري: وكلمات اقصر كفى ظلا وفى

يونس والطول شفا حق نفى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 60.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 447.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 223، ج 1 ص 309، ج 2 ص 194.

ص: 284

تنبيه: اعلم انه لم يرد خلاف بين القراء العشرة في لفظ «كلمت» بين الافراد والجمع في غير المواضع الأربعة التي سبق ذكرها، وذلك لان القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.

علما بانه ورد لفظ «كلمة» في القرآن غير المواضع صاحبة الخلاف في اكثر من موضع، مثال ذلك:

1 -

قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا (1)

2 -

وقوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (2) 3 - وقوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (3) 4 - وقوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ (4) 5 - وقوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (5) 6 - ومن قوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (6) 7 - وقوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ (7) - والله اعلم-

قال «الطبري» ت 310 هـ:

في تفسير قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (8)

(1) سورة الأعراف الآية 137.

(2)

سورة يونس الآية 19.

(3)

سورة هود الآية 110.

(4)

سورة هود الآية 119.

(5)

سورة طه الآية 129.

(6)

سورة فصلت الآية 45.

(7)

سورة الشورى الآية 14.

(8)

سورة الانعام الآية 115.

ص: 285

يقول تعالى ذكره «وتمت كلمت ربك» يعني «القرآن» ، سماه كلمة كما تقول العرب للقصيدة من الشعر يقولها الشاعر: هذه كلمة فلان.

«صدقا وعدلا» يقول: كملت كلمة ربك من الصدق، والعدل، والصدق، والعدل، نصبا على التفسير للكلمة، كما يقال: عندي عشرون درهما «لا مبدل لكلماته» يقول: لا مغير لما اخبر في كتبه انه كائن من وقوعه في حينه واجله الذي اخبر الله انه واقع فيه، وذلك نظير قوله جل ثناؤه:«يريدون ان يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل» فكانت ارادتهم تبديل كلام الله، مسألتهم نبي الله لن يتركهم يحضرون الحرب معه، وقولهم له، ولمن معه من المؤمنين «ذرونا نتبعكم» بعد الخبر الذي كان الله اخبرهم تعالى ذكره في كتابه بقوله:«فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا» الآية فحاولوا تبديل كلام الله وخبره بانهم لن يخرجوا مع نبي الله في «غزاة» ولن يقاتلوا معه عدوا بقولهم لهم: «ذرونا نتبعكم» فقال الله جل ثناؤه لنبيه «محمد» صلى الله عليه وسلم: يريدون ان يبدلوا بمسألتهم اياهم ذلك كلام الله وخبره «قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل» فكذلك معنى قوله:

«لا مبدل لكلماته» انما هو: لا مغير لما اخبر عنه من خير انه كائن فيبطل مجيئه وكونه، ووقوعه، على ما اخبر جل ثناؤه لانه لا يزيد المفترون في كتب الله، ولا ينقصون منها، وذلك ان اليهود، والنصارى لا شك انهم

اهل كتب الله التي انزلها على انبيائه، وقد اخبر جل ثناؤه انهم يحرفون غير الذي اخبر انه لا مبدل له» اهـ (1).

«رسالته» من قوله تعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ (2) قرأ «ابن كثير، وحفص» «رسالته» بغير الف بعد اللام، ونصب التاء، وذلك على الافراد، والرسالة على انفراد لفظها تدل على الكثرة، بمعنى انها تدل على ما يدل عليه لفظ الجمع، وبناء عليه فهذه القراءة تتحد في المعنى مع القراءة التالية.

(1) انظر: تفسير الطبري ج 8 ص 9.

(2)

قال ابن الجزري:

ص: 286

وقرأ الباقون «رسالاته» باثبات الف بعد اللام، وكسر التاء، على الجمع، وذلك انه لما كانت الرسل يأتي كل واحد بضروب من الشرائع المرسلة حسن الجمع ليدل على ذلك (1).

«مكانتكم» من قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ (2) ومن قوله تعالى: وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (3) ومن قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)

«مكانتهم» من قوله تعالى وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ (5) قرأ «شعبة» مكاناتكم، «مكاناتهم» في الالفاظ المذكورة قبل بألف بعد النون، على انها جمع «مكانة» وهي الحالة التي هم عليها، ولما كانوا على احوال من امر دنياهم جمع لاختلاف الانواع.

وقرأ الباقون «مكانتكم» و «مكانتهم» بحذف الالف التي بعد النون، وذلك على الافراد، وهو مصدر يدل على القليل والكثير من صنفه من غير جمع ولا تثنية، واصل

المصدر ان لا يثنى ولا يجمع، مثل الفعل، والفعل مأخوذ من المصدر، فكما ان الفعل لا يثنى ولا يجمع فكذلك المصدر، الا اذا اختلفت انواعه فحينئذ يشابه المفعول، فيجوز جمعه (6).

(1) رسالاته فاجمع واكسر

عم صرا ظلم والانعام اعكسا دن عد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 61.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 449.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 224.

(2)

سورة الأنعام الآية 135.

(3)

سورة هود الآية 121.

(4)

سورة الزمر الآية 39.

(5)

سورة يس الآية 67.

(6)

قال ابن الجزري: مكانات جمع في الكل صف انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 63.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 452.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 135 - 329، ج 2 ص 169 - 190

ص: 287

«برسالاتي» من قوله تعالى: يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي (1).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابو جعفر، وروح» «برسالتي» بحذف الالف التي بعد اللام، على التوحيد، والمراد به المصدر، اي بارسالي إياك.

وقرأ الباقون «برسالاتي» باثبات الالف التي بعد اللام، على الجمع، والمراد:«أسفار التوراة» (2).

«ذريتهم» من قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (3) قرأ «ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ذريتهم» بالافراد، وحجة ذلك ان «الذرية» تقع للواحد، والجمع، وقد اجمع على الافراد في قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ (4) ولا شيء اكثر من ذرية آدم عليه السلام.

فلما صح وقوع «الذرية» للجمع، استغنى بذلك عن الجمع.

وقرأ الباقون «ذرياتهم» بالجمع، وحجة ذلك انه لما كانت «الذرية» تقع للواحد اتى بلفظ لا يقع للواحد، فجمع ليخلص الكلمة الى معناها المقصود اليه لا يشركها فيه شيء، وهو الجمع، لان ظهور بني آدم استخرج منها ذريات كثيرة، لا يعلم عددهم الا الله تعالى (5).

(1) سورة الاعراف الآية 144

(2)

قال ابن الجزري: رسالتي اجمع غيث كنز حجفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 80.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 476.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 252.

(3)

سورة الاعراف الآية 172

(4)

سورة مريم الآية 58

(5)

قال ابن الجزري: ذرية اقصر وافتح التاء دنف كفى النشر في القراءات العشر ج 3 ص 83.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 483.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 258.

ص: 288

«الذرية» على وزن «فعلية» بضم الفاء، وسكون العين، وكسر اللام مخففة، وتشديد الياء: من «الذر» وهم الصغار.

وتكون «الذرية» واحدا، وجمعا.

وفيها ثلاث لغات: افصحها ضم الذال، والثانية كسرها، والثالثة فتح الذال مع تخفيف الراء، وزان «كريمة» ، وتجمع على «ذريات» وقد تجمع على «الذراري» .

وقد اطلقت «الذرية» على الآباء ايضا مجازا.

وبعضهم يجعل «الذرية» من «ذرا» الله تعالى الخلق، وترك همزها للتخفيف، فوزنها «فعلية» (1).

«وعشيرتكم» من قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ (2) قرأ «شعبة» «عشيراتكم» بألف بعد الراء، على الجمع، لان كل واحد من المخاطبين عشيرة، فجمع لكثرة عشائرهم.

والعشيرة: «القبيلة» ولا واحد لها من لفظها.

والجمع «عشيرات، وعشائر» (3).

وقرأ الباقون «عشيرتكم» بغير ألف على الافراد، لان العشيرة واقعة على الجمع، اي عشيرة كل منهم، فاستغنى بذلك لخفته (4).

«صلاتك» من قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (5)

(1) انظر: المصباح المنير ج 1 ص 207.

(2)

سورة التوبة الآية 24

(3)

انظر: المصباح المنير ج 2 ص 411.

(4)

قال ابن الجزري: عشيرات صدق جمعا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 95.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 500.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 575.

وحجة القراءات ص 316.

(5)

سورة التوبة الآية 103.

ص: 289

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «صلاتك» بالتوحيد، ونصب التاء، على ان المراد بها الجنس.

وقيل: الصلاة معناها الدعاء، والدعاء صنف واحد، وهو مصدر، والمصدر يقع للقليل، والكثير بلفظه.

وقد اجمعوا على التوحيد في قوله تعالى وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً (1) وقرأ الباقون «صلواتك» بالجمع، وكسر التاء، ووجه ذلك ان الدعاء تختلف اجناسه، وانواعه فجمع لذلك.

وقد اجمعوا على الجمع في قوله تعالى: وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ (2)«اصلاتك» من قوله تعالى: قالوا يا شعيب اصلواتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا (3) قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «اصلاتك» بالافراد، ورفع التاء، على ان المراد بها الجنس.

وقيل: الصلاة معناها الدعاء، والدعاء صنف واحد، وهو مصدر، والمصدر يقع للقليل، والكثير بلفظه.

وقرأ الباقون «اصلواتك» بالجمع مع رفع التاء.

ووجه ذلك ان الدعاء تختلف اجناسه، وانواعه فجمع لذلك (4).

(1) سورة الأنفال الآية 35

(2)

قال ابن الجزري:

صلاتك لصحب وحد مع هود وافتح تاءه هنا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 100.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 505.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 284.

وحجة القراءات ص 322 والآية من سورة التوبة الآية 99.

(3)

سورة هود الآية 87

(4)

قال ابن الجزري: صلاتك لصحب وحد مع هود انظر: النشر في القراءات العشر ج 1 ص 326.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 326.

وشرح النشر ص 309.

ص: 290

«آيات» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (1) قرأ «ابن كثير» «آية» بالافراد، كان الله سبحانه وتعالى جعل شأن «يوسف» عليه السلام آية على الجملة، وان في التفصيل آيات كما قال تعالى: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (2) فافرد آية، وان كان شأنهما على التفصيل آيات.

وقرأ الباقون «آيات» بالجمع، وذلك لاختلاف احوال يوسف، ولانتقاله من حال الى حال، ففي كل حال جرت عليه آية، فجمع لذلك المعنى (3).

«غيابات» من قوله تعالى: لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ (4) ومن قوله تعالى: فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابت الجب (5) قرأ «نافع، وابو جعفر» «غيابات» في الموضعين، بالجمع، لان كل ما

غاب عن النظر من الجب غيابة، فالمعنى: القوه فيما غاب عن النظر من الجب، وذلك اشياء كثيرة تغيب عن النظر منه، فجمع على ذلك.

وقرأ الباقون «غيابت» في الموضعين ايضا بالافراد، لان «يوسف» عليه السلام لم يلق الا في غيابة واحدة، لان الانسان لا تحويه امكنة متعددة، انما يحويه مكان واحد، فافرد لذلك (6).

(1) سورة يوسف الآية 7

(2)

سورة المؤمنون الآية 50

(3)

قال ابن الجزري: آيات افرد دن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 123.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 5.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 332.

وحجة القراءات ص 355.

(4)

سورة يوسف الآية 10

(5)

سورة يوسف الآية 15

(6)

قال ابن الجزري: غيابات معا فاجمع مدا انظر النشر في القراءات العشر ج 3 ص 123.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 5.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 332.

وحجة القراءات ص 355.

ص: 291

«لأماناتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (1) ومن قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (2) قرأ «ابن كثير» «لأماناتهم» بحذف الالف التي بعد النون، على التوحيد، وهو مصدر، والمصدر يدل على القليل والكثير من جنسه بلفظ التوحيد، ولان بعده قوله تعالى: وَعَهْدِهِمْ وهو مصدر ايضا، وقد اجمع على قراءته بالتوحيد، مع كثرة العهود، واختلافها وتباينها.

وقرأ الباقون «لأماناتهم» باثبات الالف، على الجمع، لان المصدر اذا اختلفت اجناسه، وانواعه جمع، والأمانات التي تلزم الناس مراعاتها كثيرة، فجمع المصدر لكثرتها، وقد اتفق القراء على الجمع في قوله تعالى:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها (3)

«على صلواتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (4) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «صلاتهم» بغير واو بعد اللام، على التوحيد، لارادة الجنس.

وقرأ الباقون «صلواتهم» بواو بعد اللام، على الجمع، لارادة الفرائض الخمس، او الفرائض والنوافل معا (5).

(1) سورة المؤمنون الآية 8

(2)

سورة المعارج الآية 32

(3)

قال ابن الجزري: أمانات معا وحد دعم

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 202.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 125.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 56 والآية من سورة النساء رقم 58.

(4)

سورة المؤمنون الآية 9

(5)

قال ابن الجزري:

أمانات معا وحد دعم

صلاتهم شفا

النشر في القراءات العشر ج 3 ص 203.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 56.

ص: 292

«وذرياتنا» من قوله تعالى: رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (1) قرأ «ابو عمرو، وشعبة، والكسائي، وخلف العاشر» «وذريتنا» بحذف الالف التي بعد الياء، على التوحيد، لارادة الجنس، ولان «الذرية» تقع للجمع، فلما دلت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدل على وقوع «ذرية» للجمع قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً (2) وقد علم ان لكل واحد ذرية.

وقرأ الباقون «وذرياتنا» باثبات الف بعد الياء، على الجمع، وذلك حملا على المعنى، لان كل واحد ذرية، فجمع لانهم جماعة لا تحصى (3) «آيات من ربه» من قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ (4) قرأ «ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «آية» بالتوحيد، على إرادة الجنس.

وقرأ الباقون «آيات» بالجمع على إرادة الانواع، لانهم اقترحوا آيات تنزل عليهم، فجاء الجواب: قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ بالجمع، فدل هذا على انهم اقترحوا آيات متعددة (5).

(1) سورة الفرقان الآية 74

(2)

سورة النساء الآية 9

(3)

قال ابن الجزري: وذريتنا حط صحبة انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 220.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 87.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 148.

(4)

سورة العنكبوت الآية 50

(5)

قال ابن الجزري: آيات التوحيد صحبة دفا أنظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 239.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 124.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 179.

ص: 293

«الغرفات» من قوله تعالى: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (1) قرأ «حمزة» «الغرفة» باسكان الراء من غير الف بعد الفاء، على التوحيد، وهو اسم جنس يدل على الجمع، ومنه قوله تعالى: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا (2) وقرأ الباقون «الغرفات» بضم الراء، وبألف بعد الفاء، على الجمع، لان اصحاب الغرف جماعات كثيرة، فلهم غرف كثيرة، وقد اجمع القراء على

الجمع في قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها (3) ومن قوله تعالى: لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (4) وقد اتفق القراء العشرة على الوقف على هذه الكلمة بالتاء، سواء من قرأ بالافراد، او الجمع (5).

«بينت» من قوله تعالى: ام آتيناهم كتابا فهم على بينات منه (6) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وحفص، وحمزة، وخلف العاشر» «بينت» بغير الف بعد النون، على الافراد، وذلك على إرادة ما في كتاب الله تعالى، ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى: وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ

(1) سورة سبأ الآية 37

(2)

سورة الفرقان الآية 75

(3)

سورة العنكبوت الآية 58

(4)

سورة الزمر الآية 20

(5)

قال ابن الجزري: والغرفة التوحيد فد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 258.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 155.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 208.

(6)

سورة فاطر الآية 40

ص: 294

يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ (1) وقوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي (2) وقرأ الباقون «بينات» باثبات الالف، على الجمع، وذلك لكثرة ما جاء به

النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات والبراهين، الدالة على صدق نبوته من القرآن، وغير ذلك (3).

وهي مرسومة في جميع المصاحف بالتاء المفتوحة.

فمن قرأ بالجمع وقف بالتاء، ومن قرأ بالافراد فمنهم من وقف بالهاء وهما: ابن كثير، وابو عمرو.

ومنهم من وقف بالتاء، وهم: حفص، وحمزة، وخلف العاشر.

«ذريتهم» من قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (4) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ذريتهم» بحذف الالف التي بعد الياء، وفتح التاء، على الافراد، وحجة ذلك ان «الذرية» تقع للواحد، والجمع، ولا شيء اكثر من ذرية آدم عليه السلام، فلما صح وقوع «الذرية» للجمع، استغنى بذلك عن الجمع.

وقرأ الباقون «ذرياتهم» بالجمع، وحجة ذلك انه لما كانت «الذرية» تقع للواحد اتى بلفظ لا يقع للواحد، فجمع لتخلص الكلمة الى معناها

(1) سورة الاعراف الآية 73

(2)

سورة هود الآية 28

(3)

قال ابن الجزري:

والغرفة التوحيد فد

وبينت حبر فتى عد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 260.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 161.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 211.

(4)

سورة يس الآية 41

ص: 295

المقصود اليه، لا يشركها فيه شيء، وهو الجمع لان ظهور بني آدم استخرج منها ذكريات كثيرة، لا يعلم عددهم الا الله تعالى (1).

المعنى: يقول الله تعالى: وهذا دليل آخر لاهل مكة على قدرتنا، وكمال وحدانيتنا، وهو انا حملنا آباءهم عند ما عم الطوفان في عهد نبي الله «نوح» في السفينة المملوءة بركابها، فنجيناهم من الموت غرقا، ولولا ذلك لا نقرض نسل بني الانسان.

«بمفازتهم» من قوله تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ (2) قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «بمفازتهم» بالف بعد الزاي على الجمع، لاختلاف انواع ما ينجو المؤمن منه يوم القيامة، ولانه ينجو بفضل الله وبرحمته من شدائد، واهوال مختلفة.

وقرأ الباقون «بمفازتهم» بغير الف، على الافراد، لان «مفازة» مصدر ميمي، والمصدر يدل على القليل والكثير بلفظه (3).

«ثمرات» من قوله تعالى: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها (4) قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وابو جعفر» «ثمرات» بالف بعد الراء، على الجمع، وذلك لكثرة الثمرات، واختلاف انواعها.

وقرأ الباقون «ثمرت» بغير الف، على الافراد، لارادة الجنس، ولان

(1) قال ابن الجزري:

ذرية اقصر وافتح التاء دنف كفى

كثانى الطور يس لهم وابن العلا

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 83.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 167.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 217.

(2)

سورة الزمر الآية 61

(3)

قال ابن الجزري: مفازات اجمعوا صبر شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 282.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 192.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 240.

(4)

سورة فصلت الآية 47

ص: 296

دخول «من» على «ثمرة» يدل على الكثرة كما تقول: «هل من رجل» فرجل عام للرجال كلهم، ولست تسأل عن رجل واحد، فكذلك «من ثمرة»

لست تريد ثمرة واحدة، بل هو عام في جميع الثمرات، فاستغنى بالواحد عن الجمع (1).

ومن قرأ بالجمع وقف بالتاء، ومن قرأ بالافراد فمنهم من وقف بالهاء وهم:«ابن كثير، وابو عمرو، والكسائي، ويعقوب» .

ووقف الباقون بالتاء، وهم:«شعبة، وحمزة، وخلف العاشر» «بشهاداتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (2) قرأ «حفص، ويعقوب» «بشهاداتهم» باثبات الف بعد الدال، على الجمع، لتعدد انواع الشهادة، ولانه مضاف الى ضمير الجماعة، فحسن ان يكون المضاف ايضا جمعا.

وقرأ الباقون «بشهادتهم» بحذف الالف، على التوحيد، لارادة الجنس، ولانه مصدر يدل على القليل، والكثير (3).

تنبيه: «صلاتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (4) اتفق القراء العشرة على قراءته بالافراد.

«يلاقوا» من قوله تعالى: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (5)

(1) قال ابن الجزري: اجمع ثمرات عم علا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 289.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 208.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 249.

(2)

سورة المعارج الآية 33

(3)

قال ابن الجزري: شهادة الجمع ظما عد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 342.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 304.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 336.

(4)

سورة المعارج الآية 34

(5)

سورة المعارج الآية 42

ص: 297

تقدم في اثناء توجيه: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (1) واما الصنف الثاني فانه يتمثل في قراءات الكلمات الآتية:

«الرياح» من قوله تعالى: وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ (2) اختلف القراء في لفظ «الرياح» من حيث الجمع، والافراد، والمواضع المختلف فيها وقعت في ستة عشر موضعا:

الاول وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ (3) والثاني وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (4) والثالث أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (5) والرابع وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ (6) والخامس فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ (7) والسادس فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ (8) والسابع وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ (9) والثامن أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (10) والتاسع وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (11) والعاشر وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (12)

(1) سورة الزخرف الآية 83

(2)

سورة البقرة الآية 164

(3)

سورة البقرة الآية 164

(4)

سورة الاعراف الآية 57

(5)

سورة إبراهيم الآية 18

(6)

سورة الحجر الآية 22

(7)

سورة الاسراء الآية 69

(8)

سورة الكهف الآية 45

(9)

سورة الأنبياء الآية 81

(10)

سورة الحج الآية 31

(11)

سورة الفرقان الآية 48

(12)

سورة النمل الآية 63

ص: 298

والحادي عشر اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً (1) والثاني عشر وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ (2) والثالث عشر وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً (3) والرابع عشر فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ (4) والخامس عشر إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ (5) والسادس عشر وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (6) فقرأ «ابو جعفر» «الرياح» بالجمع قولا واحدا، في خمسة عشر موضعا، واختلف عنه في الموضع السادس عشر وهو الوارد في سورة «الحج» فقرأه بالجمع، والافراد.

وقرأ «نافع» بالافراد في خمسة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

الاسراء، والانبياء، والحج، سبأ، ص، وقرأ الباقي بالجمع.

وقرأ «ابن كثير» بالجمع في اربعة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

البقرة، والحجر، والكهف، والجاثية، وقرأ الباقي بالافراد.

وقرأ «ابو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب» بالجمع في تسعة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

البقرة، والاعراف، والحجر، والكهف، والفرقان، والنمل، وثاني الروم، وفاطر، الجاثية، وقرأ الباقي بالافراد.

وقرأ «حمزة، وخلف» بالافراد في موضعين وهما الواردان في الحج، والفرقان، وقرأ الباقي بالجمع.

(1) سورة الروم الآية 48

(2)

سورة سبأ الآية 12

(3)

سورة فاطر الآية 9

(4)

سورة ص الآية 36

(5)

سورة الشورى الآية 33

(6)

سورة الجاثية الآية 5

ص: 299

وقرأ «الكسائي» بالافراد في ثلاثة مواضع، وهي الواردة في السور الآتية:

الحجر، والحج، والفرقان.

وجه القراءة بالجمع نظرا لاختلاف انواع الرياح في هبوبها: جنوبا، وشمالا، وصبا، ودبورا، وفي اوصافها: حارة وباردة.

ووجه القراءة بالافراد ان «الريح» اسم جنس يصدق على القليل والكثير.

تنبيه: اتفق القراء على القراءة بالجمع في اول الروم، وهو قوله تعالى:

وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ (1) وذلك من اجل الجمع في «مبشرات» .

كما اتفقوا على القراءة بالافراد في موضع الذاريات وهو قوله تعالى:

وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (2) وذلك من اجل الافراد في «العقيم» (3)«وكتبه» من قوله تعالى: كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ (4)

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وكتابه» بكسر الكاف،

(1) سورة الروم الآية 46

(2)

سورة الذاريات الآية 41

(3)

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 422.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 270 واتحاف فضلاء البشر ص 151.

قال ابن الجزري:

الثاني شفا والريح هم

كالكهف مع جاثية توحيدهم حجر فتى الاعراف ثاني الروم مع

فاطر نمل دم شفا الفرقان دع وجامع بابراهيم شورى اذ ثنا والحج خلفه

وصاد الاسرى الانبيا سبا ثنا

(4)

سورة البقرة الآية 285

ص: 300

وفتح التاء، والف بعدها، على التوحيد، والمراد به الجنس، او القرآن.

وقرأ الباقون «وكتبه» بضم الكاف، والتاء، وحذف الالف، على الجمع، وذلك لتعدد الكتب المنزلة من السماء على الانبياء، والمرسلين (1).

«الطير، طيرا» من قوله تعالى:

أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ (2) وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي (3) قرأ «ابو جعفر» «الطائر» ، المعرف، «وطائرا» المنكر في السورتين بالف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها مكان الياء، وذلك على الافراد، فقد ورد انه ما خلق سوى الخفاش وطار في الفضاء ثم سقط ميتا.

وقرأ «نافع ويعقوب» «طائرا» المنكر في السورتين مثل قراءة «ابي جعفر» بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها مكان الياء، على الافراد.

وقرأ الباقون «الطير» المعرف، «وطيرا» المنكر في السورتين من غير الف، وبياء ساكنة بعد الطاء، على ان المراد به اسم الجنس، اي جنس الطير (4).

(1) قال ابن الجزري: كتابه بتوحيد شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 447.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 323.

وحجة القراءات ص 152.

(2)

سورة آل عمران الآية 49

(3)

سورة المائدة الآية 110

(4)

قال ابن الجزري

والطائر في الطير كالعقود خير ذاكر

وطائرا معا بطير اذ ثنا ظبى

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 8 والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 105

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 122 واتحاف فضلاء البشر ص 175

ص: 301

«اصرهم» من قوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ (1) قرأ «ابن عامر» «آصارهم» بفتح الهمزة، ومدها، وفتح الصاد، واثبات الف بعدها، بالجمع، على وزن «أعمالهم» .

وقرأ الباقون «اصرهم» بفتح الهمزة من غير مد، واسكان الصاد، وحذف الالف التي بعدها، على الافراد، مثل «اثمهم» فاكتفوا بالواحد، لانه مصدر يدل على القليل والكثير من جنسه مع افراد لفظه (2).

«الاصر» بفتح الهمزة: عقد الشيء، وحسه لقهره.

يقال: «اصرته فهو مأصور» و «المأصر» بفتح الصاد، وكسرها: محبس السفينة.

قال تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ اي الامور التي تثبطهم، وتقيدهم عن الخيرات، وعن الوصول الى الثوابات.

و «الاصر» : بكسر الهمزة العهد المؤكد الذي يثبط ناقضه عن الثواب والخيرات قال تعالى: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي (3)(4)«مساجد» من قوله تعالى: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ (5)

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، ويعقوب» «مسجد» الموضع الاول من سورة التوبة بالتوحيد، لان المراد به المسجد الحرام.

قال «ابو عمرو بن العلاء البصري» ت 154 هـ:

(1) سورة الاعراف الآية 157

(2)

قال ابن الجزري: وآصار اجمع واعكس خطيئات كما انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 82.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 479.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 255.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 18 - 19.

(4)

سورة آل عمران الآية 81.

(5)

سورة التوبة الآية 17.

ص: 302

«ويؤيد هذا قوله تعالى بعد: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (1) وقرأ الباقون «مساجد» بالجمع، لان المراد جميع المساجد، ويدخل المسجد الحرام من باب اولى، ودل على ذلك قوله تعالى بعد:

إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (2)(3) تنبيه: «مساجد» من قوله تعالى: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (4) اتفق القراء العشرة على قراءته بالجمع، لان المراد جميع المساجد.

«الكفار» من قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (5) قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «الكفار» بضم الكاف، وفتح الفاء وتشديدها، والف بعدها، جمع تكثير، ووجه ذلك ان الكلام اتى عقب قوله تعالى قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

ثم قال: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ بلفظ ما تقدمه ليأتلف الكلام على سياق واحد.

وقرأ الباقون «الكافر» بفتح الكاف، والف بعدها، وكسر الفاء، على الافراد، والمراد الجنس، والمعنى: سيعلم كل من كفر من الناس (6).

(1) سورة التوبة الآية 19.

(2)

قال ابن الجزري: مسجد حق الاول وحد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 94.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 500.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 274.

وحجة القراءات ص 316.

(3)

سورة التوبة الآية 18.

(4)

سورة التوبة الآية 18

(5)

سورة الرعد الآية 42

(6)

قال ابن الجزري: والكافر الكفار شد كنز غذى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 133.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 23 - 24.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 354.

ص: 303

«كسفا» من قوله تعالى: أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً (1) ومن قوله تعالى: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ (2) ومن قوله تعالى: وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ (3) ومن قوله تعالى: أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ (4) قرأ «حفص» «كسفا» بفتح السين في المواضع الاربعة.

وقرأ «نافع، وشعبة» بالفتح في الاسراء، وبالاسكان في الشعراء، وسبأ.

وقرأ «ابن ذكوان، وأبو جعفر» بالفتح في الاسراء، وبالاسكان في الباقي.

وقرأ «هشام» بالفتح في الاسراء، وبالاسكان في الشعراء، وسبأ، وبالفتح والاسكان في الروم.

وقرأ الباقون وهم «ابن كثير، وابو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» بالاسكان في المواضع الاربعة.

وجه قراءة الفتح انه جمع «كسفة» مثل «قطعة، وقطع» .

ووجه قراءة الاسكان، ان «كسفة» مفرد (5).

(1) سورة الاسراء الآية 92

(2)

سورة الشعراء الآية 187

(3)

سورة الروم الآية 48

(4)

سورة سبأ الآية 9

(5)

قال ابن الجزري:

وكسفا حركن عم نفس

والشعراء سبا علا الروم عكس من لى بخلف ثق انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 156.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 51.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 390.

وشرح طيبة النشر ص 334.

ص: 304

تنبيه: «كسفا» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (1) اتفق القراء العشرة على قراءته باسكان السين، وذلك لوصفه بالمفرد المذكر في قوله تعالى «ساقطا» .

- والله اعلم- «للكتب» من قوله تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ (2) قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «للكتب» بضم الكاف، والتاء، وحذف الالف، على انه جمع كتاب بمعنى الصحف.

وقرأ الباقون «للكتاب» بكسر الكاف، وفتح التاء، واثبات الف بعدها، على الافراد (3).

«عظاما، العظام» ، من قوله تعالى: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً (4) قرأ «ابن عامر، وشعبة» «عظما، العظم» بفتح العين، واسكان الظاء، وحذف الالف التي بعدها، على التوحيد لقصد الجنس على حد قوله تعالى:

قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (5) وقرأ الباقون «عظاما، العظام» بكسر العين، وفتح الظاء، واثبات الالف التي بعدها، على الجمع لقصد الانواع، لان العظام مختلفة، منها

(1) سورة الطور الآية 44

(2)

سورة الأنبياء الآية 104

(3)

قال ابن الجزري: وللكتاب صحب جمعا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 194.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 114.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 42.

(4)

سورة المؤمنون الآية 14

(5)

سورة مريم الآية 4

ص: 305

الدقيقة، والغليظة، والمستديرة، والمستطيلة، على حد قوله تعالى:

وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها (1)«سراجا» من قوله تعالى: وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (2)

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سرجا» بضم السين، والراء من غير الف، بالجمع، وذلك على إرادة الكوكب، لان كل كوكب سراج، وهي تطلع مع القمر، وذكرها كما ذكر القمر، والقمر والكواكب من آيات الله تعالى: وقد قال تعالى: وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً (3) والمصابيح هي السرج.

وقرأ الباقون «سراجا» بكسر السين، وفتح الراء. والف بعدها على التوحيد، والمراد:«الشمس» لان القمر اذا ذكر في اكثر المواضع ذكرت الشمس معه، وقد قال تعالى في آية اخرى:

وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (4)«آثار» من قوله تعالى: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (5) قرأ «ابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «آثار» بألف بعد الهمزة، وألف بعد الثاء، على الجمع، وذلك لتعدد اثر المطر، ومنافعه.

(1) قال ابن الجزري: وعظم العظم كم صف (سورة البقرة الآية 259) انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 203.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 126.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 57.

(2)

سورة الفرقان الآية 61

(3)

سورة فصلت الآية 12

(4)

قال ابن الجزري: وسرجا فاجمع شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 219.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 86.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 146.

سورة نوح الآية 16.

(5)

سورة الروم الآية 50

ص: 306

وقرأ الباقون «اثر» بحذف الالفين على التوحيد، وذلك لانه لما اضيف الى مفرد آخر ليأتلف الكلام، وايضا فان الواحد يدل على الجمع، لقصد الجنس (1).

«نعمة» من قوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً (2) قرأ «نافع، وابو عمرو، وحفص، وابو جعفر» «نعمه» بفتح العين، وهاء مضمومة غير منونة، على التذكير، جمع «نعمة» مثل:«سدرة، وسدر» والهاء ضمير يعود على الله تعالى ونعم الله لا حصر لها، كما قال تعالى:

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (3) وقرأ الباقون «نعمة» باسكان العين، وتاء منونة، على التأنيث والافراد، وهو مصدر اريد به اسم جنس (4).

«آل ياسين» من قوله تعالى: سلام على آل ياسين (5) قرأ «نافع، وابن عامر، ويعقوب» «آل ياسين» بفتح الهمزة، ومدها، وكسر اللام، وفصلها عما بعدها وعلى هذا يكون «آل» كلمة، و «ياسين» كلمة، اضيف «آل» الى «ياسين» و «ياسين» اسم نبي، فسلم على «اهله» لاجله، فهو داخل في السلام، اي من اجله سلم

(1) قال ابن الجزري: آثار فاجمع كهف صحب

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 243.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 132.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 185.

(2)

سورة لقمان الآية 20

(3)

سورة النحل الآية 18

(4)

قال ابن الجزري: نعمة نعم عد حز مدا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 246.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 135.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 189.

(5)

سورة الصافات الآية 130

ص: 307

على اهله، ويجوز قراءة قطع «آل» عن «ياسين» والوقف على «آل» عند الاضطرار. او الاختبار.

وقرأ الباقون «الياسين» بكسر الهمزة، وبعدها لام ساكنة موصولة بما بعدها، فتكون كلمة واحدة، و «الياسين» اسم واحد جمع منسوب الى «الياس» فيكون السلام واقعا على من نسب الى «الياس» النبي عليه السلام.

وكان الاصل «سلام على الياس» فجمع المنسوب الى «الياس» بالياء والنون، وهذه الياء تحذف كثيرا من النسب في الجمع المسلم، والمكسر، ولذلك قالوا «الأعجمون، والنميرون» والواحد «اعجمي، ونمير» فحذفت ياء النسب في الجمعين استخفافا، لثقل الياء، وثقل الجمع، فكذلك «الياس» في قراءة من كسر الهمزة، انما هو على النسب، وحذفت الياء من الجمع (1).

«عبادنا» من قوله تعالى: وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ (2) قرأ «ابن كثير» «عبدنا» بفتح العين، واسكان الباء، على الافراد، والمراد به نبي الله «إبراهيم» عليه السلام وحده، اجلالا له، وتعظيما، وجعل ما بعده وهو «اسحاق» عطف على «إبراهيم» وما بعده معطوف عليه.

وقرأ الباقون «عبادنا» بكسر العين، وفتح الباء، على الجمع، والمراد الثلاثة: إبراهيم وما عطف عليه (3).

(1) قال ابن الجزري: وآل ياسين بالياسين كم اتى ظبى النشر في القراءات العشر ج 3 ص 274 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 177.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 227.

(2)

سورة ص الآية 45

(3)

قال ابن الجزري: عبدنا وحد دنف انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 277.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 181.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 231.

ص: 308

«وآخر» من قوله تعالى: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (1) قرأ «ابو عمرو، ويعقوب» «وآخر» بضم الهمزة مقصورة، على الجمع، وذلك لكثرة اصناف العذاب التي يعذبون بها غير الحميم، والغساق.

و «آخر» جمع «اخرى» مثل: «الكبر، والكبرى» وهو ممنوع من الصرف للوصفية، والعدل.

وقرأ الباقون «وآخر» بالفتح والمد، على انه مفرد، اريد به الزمهرير» وهو ممنوع من الصرف للوصفية، ووزن الفعل.

ومن قرأ «وآخر» بالجمع رفعه بالابتداء، و «شكله» صفة للمبتدإ، و «ازواج» خبر المبتدأ.

ومن قرأ «وآخر» بالافراد رفعه بالابتداء، و «من شكله» خبر مقدم، و «ازواج» مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ، والخبر، خبر «آخر» (2).

«عبده» من قوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ (3) قرأ «حمزة، والكسائي، وابو جعفر وخلف العاشر» «عباده» بكسر العين، وفتح الباء، والف بعدها، على الجمع، والمراد: الانبياء، والمطيعون من المؤمنين.

وقرأ الباقون «عبده» بفتح العين، واسكان الياء، وحذف الالف، على الافراد، وهو مصدر يدل بلفظه على القليل والكثير (4).

(1) سورة ص الآية 58.

(2)

قال ابن الجزري: وآخر اضمم اقصره حما انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 278.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 184.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 232.

(3)

سورة الزمر الآية 36

(4)

قال ابن الجزري: وعبده اجمعوا شفا ثنا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 280.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 190.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 239.

ص: 309

«كبائر» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ (1)

ومن قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ (2) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «كبير» بكسر الباء، وياء بعدها، ولا الف ولا همزة، على وزن «فعيل» في الموضعين على التوحيد، مرادا بها الجنس، فيصدق على القليل والكثير، ووزن «فعيل» يقع بمعنى الجمع، مثل قوله تعالى: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (3) اي رفقاء، فهذه القراءة ترجع الى القراءة بالجمع في المعنى.

وقرأ الباقون «كبائر» في الموضعين ايضا، بفتح الباء، والف بعدها، ثم همزة مكسورة، جمع «كبيرة» وذلك لان بعده «الفواحش» بالجمع، فحسن ان تكون «الكبائر» بالجمع، ليتفق اللفظان (4).

«سقفا» من قوله تعالى: لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ (5) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابو جعفر» «سقفا» بفتح السين، واسكان القاف، على الافراد، لارادة الجنس، وعلى معنى ان لكل بيت سقفا.

وقرأ الباقون «سقفا» بضم السين، والقاف، بالجمع على لفظ «البيوت» لان لكل بيت سقفا، فجمع اللفظ والمعنى (6).

(1) سورة الشورى الآية 37

(2)

سورة النجم الآية 32

(3)

سورة النساء الآية 69

(4)

قال ابن الجزري: وكبائر معا كبير دم فتى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 291.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 214.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 253.

(5)

سورة الزخرف الآية 33

(6)

قال ابن الجزري: وسقفا وحد ثبا حبر انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 294.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 219.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 258.

ص: 310

«المجالس» من قوله تعالى: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ (1) قرأ «عاصم» «المجالس» بفتح الجيم، والف بعدها، على الجمع، وذلك لكثرة المجالس التي يجتمع فيها المسلمون.

وقرأ الباقون «المجلس» باسكان الجيم، وحذف الالف، على الافراد، لان المراد به مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فوحد على المعنى (2).

وقال «القرطبي» : الصحيح في الآية انها عامة في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون للخير، والاجر، سواء كان مجلس حرب، او ذكر، او يوم جمعة، ان كل واحد احق بمكانه الذي سبق اليه، ولكن يوسع لاخيه، ما لم يتأذ بذلك فيخرجه الضيق عن موضعه.

ويؤيد هذا

حديث «ابن عمر» رضي الله عنهما، الذي اخرجه البخاري، ومسلم، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا يقم الرجل للرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا»

اهـ «جدر» من قوله تعالى: لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ (3) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو» «جدار» بكسر الجيم، وفتح الدال، والف بعدها، على الافراد، على معنى ان كل فرقة منهم وراء «جدار» .

وقيل: ان «الجدار» ويراد به «السور» الواحد يعم جميعهم، ويسترهم.

ويجوز ان يكون المراد الجمع، لان المعنى يدل عليه.

وقرأ الباقون «جدر» على وزن «فعل» بضم الجيم والدال، وحذف

(1) سورة المجادلة الآية 11

(2)

قال ابن الجزري: والمجالس امددا نل انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 330.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 279.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 314.

(3)

سورة الحشر الآية 14

ص: 311

الالف على الجمع، على معنى ان كل فرقة منهم وراء «جدار» فهي جدر كثيرة يستترون بها في القتال (1).

«وكتبه» من قوله تعالى: وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ (2) قرأ «ابو عمرو، وحفص، ويعقوب» «وكتبه» بضم الكاف، والتاء، جمع «كتاب» لان مريم عليها السلام آمنت بكتب الله المنزلة، ولم تؤمن بكتاب واحد فقط.

وقرأ الباقون «وكتابه» بكسر الكاف، وفتح التاء، والف بعدها، على الافراد، والمراد نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم (3).

«نصب» من قوله تعالى: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (4) قرأ «ابن عامر، وحفص» «نصب» بضم النون، والصاد، جمع «نصب» على وزن «فعل» بفتح الفاء، وسكون العين، مثل «سقف وسقف» و «رهن ورهن» .

وقرأ الباقون «نصب» بفتح النون، واسكان الصاد، اسم مفرد، بمعنى المنصوب للعبادة.

قال «ابو عمرو بن العلاء» ت 154 هـ: «النصب» : شبكة الصائد

(1) قال ابن الجزري: وجدر جدار حبر انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 332.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 282.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 316.

(2)

سورة التحريم الآية 12

(3)

قال ابن الجزري: وكتابه اجمعوا حما عرف انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 338 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 295 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 326.

(4)

سورة المعارج الآية 43.

ص: 312

يسرع اليها عند وقوع الصيد فيها خوف انقلابه (1).

قال «الجوهري» : «والنصب» بفتح النون، وسكون الصاد: ما نصب فعبد من دون الله، وكذلك «النصب» بالضم، وقد يحرك». اهـ.

وقال «الحسن البصري» ت 110 هـ: «كانوا يبتدرون اذا طلعت الشمس الى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوي اولهم على آخرهم» اهـ.

(1) قال ابن الجزري: نصب اضمم حركن به عفاكم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 342.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 305 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 336.

والصحاح للجوهري مادة «نصب» ج 1 ص 225.

وتفسير الشوكاني ج 5 ص 295.

ص: 313