المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌منهج البحث

- ‌الباب الأول «القراءات»

- ‌الفصل الأول من الباب الأول «نشأة القراءات»

- ‌الفصل الثاني من الباب الأول صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة

- ‌الفصل الثالث من الباب الأول أهم المصادر التي اعتمد عليها «ابن الجزري» ت 833 هـ في نقل هذه القراءات

- ‌1 - كتاب المستنير في القراءات السبع:

- ‌2 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌4 - كتاب الشاطبية في القراءات السبع:

- ‌5 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌6 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌7 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌8 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌9 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌10 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌11 - كتاب العنوان:

- ‌12 - كتاب الهادي:

- ‌13 - كتاب الكافي:

- ‌14 - كتاب الهداية:

- ‌15 - كتاب التبصرة:

- ‌16 - كتاب القاصد:

- ‌17 - كتاب الروضة:

- ‌18 - المجتبى:

- ‌19 - كتاب تلخيص العبارات:

- ‌20 - كتاب التذكرة في القراءات الثماني:

- ‌21 - كتاب الروضة في القراءات الاحدى عشر:

- ‌22 - كتاب الجامع:

- ‌23 - كتاب التجريد:

- ‌24 - مفردة يعقوب:

- ‌25 - كتاب التلخيص في القراءات الثماني:

- ‌26 - كتاب الروضة:

- ‌27 - كتاب الاعلان:

- ‌29 - كتاب الوجيز:

- ‌30 - كتاب السبعة:

- ‌31 - كتاب المستنير في القراءات العشر:

- ‌32 - كتاب المبهج في القراءات الثماني:

- ‌33 - كتاب الايجاز. لسبط الخياط سالف الذكر

- ‌34 - كتاب إرادة الطالب:

- ‌35 - كتاب تبصرة المبتدي:

- ‌36 - كتاب المهذب، في القراءات العشر:

- ‌ كتاب الجامع «في القراءات العشر» وقراءة الأعمش:

- ‌38 - كتاب التذكار في القراءات العشر:

- ‌39 - كتاب المفيد في القراءات العشر:

- ‌40 - كتاب الكفاية في القراءات الست:

- ‌ كتاب الموضح، والمفتاح في القراءات العشر:

- ‌43 - كتاب الكفاية الكبرى:

- ‌44 - كتاب كفاية الاختصار:

- ‌45 - كتاب الاقناع في «القراءات السبع»:

- ‌46 - كتاب الغاية:

- ‌47 - كتاب المصباح «في القراءات العشر»:

- ‌48 - كتاب الكامل «في القراءات العشر»:

- ‌49 - كتاب المنتهى في «القراءات العشر»:

- ‌50 - كتاب الاشارة في «القراءات العشر»:

- ‌51 - كتاب المفيد «في القراءات الثمان»:

- ‌52 - كتاب الكنز «في القراءات العشر»:

- ‌53 - كتاب الشفعة «في القراءات السبع»:

- ‌54 - كتاب جمع الاصول «في مشهور المنقول»:

- ‌55 - كتاب عقد اللئالئ «في القراءات السبع العوالي»:

- ‌56 - كتاب الشرعية في القراءات العشر:

- ‌57 - كتاب البستان «في القراءات العشر»:

- ‌58 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌الفصل الرابع من الباب الاول تاريخ القراء العشرة، أو الائمة العشرة

- ‌الإمام الأول:

- ‌شيوخ نافع:

- ‌تلاميذ الامام نافع:

- ‌الامام الثاني:

- ‌شيوخ ابن كثير:

- ‌تلاميذ «ابن كثير»:

- ‌الامام الثالث:

- ‌شيوخ ابي عمرو:

- ‌تلاميذ ابي عمرو بن العلاء:

- ‌الامام الرابع:

- ‌شيوخ ابن عامر:

- ‌تلاميذ ابن عامر:

- ‌الامام الخامس:

- ‌شيوخ الامام عاصم:

- ‌تلاميذ الامام عاصم:

- ‌الامام السادس:

- ‌شيوخ الامام حمزة:

- ‌تلاميذ حمزة الكوفي:

- ‌الامام السابع:

- ‌شيوخ الامام الكسائي:

- ‌تلاميذ الامام الكسائي:

- ‌الامام الثامن:

- ‌شيوخ الامام ابي جعفر:

- ‌تلاميذ الامام ابي جعفر:

- ‌الامام التاسع:

- ‌شيوخ الامام يعقوب:

- ‌تلاميذ الامام يعقوب الحضرمي:

- ‌الامام العاشر:

- ‌شيوخ الامام خلف البزار:

- ‌تلاميذ الامام خلف البزار:

- ‌الباب الثاني أثر القراءات في اللهجات العربية القديمة

- ‌تمهيد

- ‌تعريف اللهجة:

- ‌حد اللغة:

- ‌الفصل الأول من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصوتي

- ‌ ظاهرة‌‌ الاظهاروالادغام

- ‌ الاظهار

- ‌والادغام:

- ‌والتقارب:

- ‌والتجانس:

- ‌شروط الادغام:

- ‌موانع الادغام:

- ‌اقسام الادغام:

- ‌ظاهرة تخفيف الهمز

- ‌ظاهرة الفتح والامالة

- ‌ظاهرة الفتح والاسكان في ياءات الاضافة

- ‌الفصل الاول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظي: الصراط- وصراط

- ‌توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

- ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

- ‌الباب الثالث الالفاظ المعربة في القرآن

- ‌الباب الرابع الجامد والمشتق

- ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

- ‌الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع بين الماضي المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الخامس من الباب الرابع «الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى أصل الاشتقاق»

- ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

- ‌الفصل السابع من الباب الرابع بين اسم الفاعل وامثلة المبالغة

- ‌الفصل الثامن من الباب الرابع بين اسم الفاعل والصفة المشبهة

- ‌الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول

- ‌الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة

- ‌الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي

الفصل: ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

لقد تتبعت قراءات القرآن واقتبست منها الافعال التي قرئت بوجهين مختلفين في أسلوب واحد، وكان الخلاف فيها يرجع الى «نوع الاشتقاق» بمعنى أن مادة كل قراءة مختلفة.

وقد رتبت هذه الافعال حسب أصول الكلمات بغض النظر عن حروف الزيادة.

والفهرس التالي يمثل الافعال موضوع البحث مادة الكلمة/ مادة الكلمة أذن/ قص/ أزل/ كبر/ بين/ لوى/ تبلو/ ماز/

خدع/ نسخ/ دعى/ نسى/ صعد/ وصى/ فرق/ وعد/

ص: 482

الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق «فأذنوا» من قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1).

قرأ «شعبة، وحمزة» «فآذنوا» بفتح الهمزة: وألف بعدها، وكسر الذال، على أنه فعل أمر من «آذنه بكذا»: أعلمه به.

وقرأ الباقون «فأذنوا» باسكان الهمزة، وفتح الذال: على أنه فعل أمر من «أذن» (2).

قال «ابن عباس» رضي الله عنهما ت 68 هـ:

«فأذنوا بحرب» : أي استيقنوا بحرب من الله ورسوله» أهـ (3).

وجاء في «تاج العروس» : «أذن بالشيء» «كسمع» «أذنا» بالكسر، «وأذانا، وأذانة» كسحاب وسحابة: «علم به» .

ومنه قوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أي كونوا على علم.

ويقال: «أذنه الامر، وآذنه به» : «علمه» وقد قرئ «فآذنوا بحرب» : بمد الهمزة: أي أعلموا كل من لم يترك الربا بأنه حرب من الله ورسوله» أهـ (4).

(1) سورة البقرة الآية 279

(2)

قال ابن الجزرى:

فأذنوا امدد واكسر في صفوة انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 445.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 318.

وحجة القراءات ص 148.

والحجة في القراءات السبع ص 103.

(3)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1 ص 249.

(4)

انظر: تاج العروس مادة «أذن» ج 9 ص 119.

ص: 483

«فأزلهما» من قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها (1).

قرأ «حمزة» «فأزالهما» بألف بعد الزاي، ولام مخففة، أي نحاهما وابعدهما عن نعيم الجنة، الذي كانا عليه، ومنه قول القائل:«أزال فلان فلانا عن موضعه» اذا نحاه عنه.

وقرأ الباقون «فأزلهما» بحذف الالف: ولام مشددة، من «الزلل» مثل قول القائل:«أزلني فلان» أي أوقعهما في الزلة بفتح الزاي، والمراد بها المعصية: وهي الاكل من الشجرة.

ونسب الفعل الى الشيطان لانهما زلا باغواء الشيطان فصار كأنه أزلهما.

ويحتمل أن يكون من «زل» عن المكان اذا تنحى عنه، فتتحد هذه القراءة مع قراءة «حمزة» في المعنى (2).

«تبلوا» من قوله تعالى: هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ (3)

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تتلو» بتاءين، قال «الاخفش» سعيد بن مسعدة ت 215 هـ:

«تتلوا من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس ما أسلفت، ودليله قوله تعالى:

اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (4).

وقيل: معنى «تتلو» : «تتبع» من «تبع يتبع» وحينئذ يكون المعنى: هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من عمل.

(1) انظر: النشر ج 2 ص 398.

وحجة القراءات لابن زنجلة ص 94.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 53.

قال ابن الجزرى: وأزال في أزل فوز

(2)

انظر: حجة القراءات ص 331.

(3)

سورة يونس الآية 30

(4)

سورة الاسراء الآية 14

ص: 484

وقرأ الباقون «تبلو» بالتاء المثناة من فوق، والباء الموحدة، من الابتلاء، وهو الاختبار. أي: هنالك تختبر كل نفس ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه لتجزى به (1).

«فتبينوا» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا (2).

ومن قوله تعالى: كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (3).

ومن قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (4).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فتثبتوا» في المواضع الثلاثة بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية، على أنها فعل مضارع من «التثبيت» .

وقرأ الباقون «فتبينوا» في المواضع الثلاثة بباء موحدة، وياء مثناة تحتية بعدها نون، على أنها فعل مضارع من «التبين» .

والتثبت أفسح للمأمور من التبين لان كل من أراد أن يتثبت قدر على ذلك، وليس كل أراد أن يتبين قدر على ذلك لانه قد يتبين ولا يتبين له ما أراد بيانه، من هذا يتضح أن التبين أعم من التثبت، لان التبين فيه معنى التثبت، وليس كل من تثبت في أمر تبينه (5).

(1) قال ابن الجزرى: باء تبلوا التا شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 105 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 517.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 296.

(2)

سورة النساء الآية 94

(3)

سورة النساء الآية 94

(4)

سورة الحجرات الآية 6

(5)

قال ابن الجزرى: تثبتوا شفا من الثبت معا مع حجرات ومن البيان عن سواهم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 33.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 394.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 167

ص: 485

«وما يخدعون» من قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ (1).

قرأ «نافع: وابن كثير، وأبو عمرو» «وما يخادعون» بضم الياء وفتح الخاء واثبات ألف بعدها وكسر الدال، وذلك لمناسبة اللفظ الاول وهو قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا.

وعلى هذا يجوز أن تكون المفاعلة من الجانبين، اذ المنافقون يخادعون أنفسهم بما يمنونها من أباطيل، وهي تمنيهم كذلك.

أو تكون المخادعة من جانب واحد، فتكون المفاعلة ليست على بابها، وحينئذ تتحد هذه القراءة مع القراءة الآتية.

وقرأ الباقون «وما يخدعون» بفتح الياء، واسكان الخاء، وحذف الالف، وفتح الدال، على أنه مضارع «خدع» (2).

والخداع: انزال الغير عما هو بصدده بأمر يبينه على خلاف ما يخفيه (3).

تنبيه: «يخادعون» من قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ (4).

ومن قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (5).

اتفق القراء العشرة على قراءته «يخادعون» بضم الياء: وفتح الخاء، واثبات ألف بعدها، وكسر الدال.

(1) سورة البقرة الآية 9

(2)

قال ابن الجزرى: وما يخادعون يخدعون كنز ثوى انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 392.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 47 والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 13 واتحاف فضلاء البشر ص 128.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 143.

(4)

سورة البقرة الآية 9

(5)

سورة النساء الآية 142

ص: 486

و «يخدعوك» من قوله تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ (1).

اتفق القراء العشرة على قراءته «يخدعوك» بفتح الياء، واسكان الخاء، وحذف الالف، وفتح الدال.

ولم يجر في هذه الالفاظ الثلاثة الخلاف الذي في «وما يخدعون الا أنفسهم» وذلك لان القراءة سنة متبعة ومبينة على التوقيف.

«تدعون» من قوله تعالى: وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (2).

قرأ «يعقوب» «تدعون» باسكان الدال مخففة، من «الدعاء» أي تطلبون.

وقرأ الباقون «تدعون» بفتح الدال مشددة، من «الدعوى» أي تدعون أنه لا جنة ولا نار (3).

«يسيركم» من قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (4).

قرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» «ينشركم» بياء مفتوحة، وبعدها نون ساكنة، وبعد النون شين معجمة مضمومة، من «النشر» والمعنى: هو الذي يبثكم ويفرقكم في البر والبحر، كما قال تعالى: فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ (5).

وقال تعالى: وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ (6).

وقرأ الباقون «يسيركم» بياء مضمومة، وبعدها سين مهملة مفتوحة،

(1) سورة الانفال الآية 62

(2)

سورة الملك الآية 27

(3)

قال ابن الجزرى: وتدعو تدعو ظهر انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 338.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 297.

(4)

سورة يونس الآية 22

(5)

سورة الجمعة الآية 10

(6)

سورة البقرة الآية 164

ص: 487

وبعدها ياء مكسورة مشددة، من «التسيير» أي يحملكم على السير، ويمكنكم منه، ومنه قوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (1).

تنبيه: جاء في المقنّع: وفي يونس في مصاحف أهل الشام «هو الذي ينشركم في البر والبحر» رقم/ 22 بالنون والشين.

وفي سائر المصاحف «يسيركم» بالشين والياء. أهـ (2).

وقال «الخراز» :

وفي يسيركم ينشركم* للشام «يصعد» من قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ (3).

قرأ «ابن كثير» «يصعد» باسكان الصاد، وتخفيف العين بلا ألف، على أنه مضارع «صعد» بمعنى ارتفع، شبه الله عز وجل الكافر في نفوره عن الايمان، وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه، كما أن صعود السماء لا يطاق.

وقرأ «شعبة» «يصاعد» بتشديد الصاد، وألف بعدها، وتخفيف العين، على أنه مضارع «تصاعد» وأصله «يتصاعد» أي يتعاطى الصعود، ويتكلفه، ثم أدغمت التاء في الصاد تخفيفا، وذلك لوجود التقارب بينهما في المخرج، واتفاقهما في بعض الصفات، وذلك أن التاء تخرج من طرف

(1) قال ابن الجزرى: وكم ثنا ينشر في يسير انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 104 والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 1 ص 516 والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 294. سورة النمل الآية 69.

(2)

انظر: المقنع في مرسوم مصاحف أهل الامصار ص 104.

(3)

سورة الانعام الآية 125

ص: 488

اللسان، مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، والصاد تخرج من طرف اللسان، مع أطراف الثنايا السفلى، كما أنهما مشتركان في الصفات التالية: الهمس، والشدة، والاصمات.

فهو على مثل المعنى الذي جاءت به القراءة السابقة غير أنه فيه معنى فعل شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله.

وقرأ الباقون «يصعد» بفتح الصاد مشددة، وحذف الالف وتشديد العين، على أنه مضارع «تصعد» وأصله «يتصعد» فأدغمت التاء في الصاد، ومعنى «يتصعد»: يتكلف ما لا يطيق شيئا بعد شيء، مثل قولك: يتجزع (1).

قال «الراغب» في «المفردات» في مادة «صعد» : «الصعود الذهاب في المكان العالي» أهـ (2).

جاء في «القاموس» : «صعد في السلم- بكسر العين كسمع- «صعودا» «وصعد في الجبل» - بتشديد العين، وعليه تصعيدا: رقى.

ولم يسمع «صعد فيه» - بكسر العين- كعلم.

«وأصعد» : أتى مكة، وفي الارض: مضى، وفي الوادي: انحدر، «كصعد» - بتشديد العين- «تصعيدا» .

«وتصعدني الشيء» - بتشديد العين- «وتصاعدني» : شق على.

«والا صاعد» - بتشديد الصاد، وضم العين- «والاصطعاد»:«الصعود» بضم الصاد.

«والصعود» بفتح الصاد المشددة: ضد الهبوط.

(1) قال ابن الجزرى:

وخف ساكن يصعدنا والمد صف

والعين خفف صن دما

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 63 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 451.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 224.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 280.

ص: 489

والجمع: «صعد» بضم الصاد، والعين، «وصعائد» أهـ (1).

وجاء في «التاج» : قال «ابن السكيت» ت 244 هـ (2):

«صعد في الجبل» - بكسر العين- «وأصعد في البلاد» أهـ.

وقال «ابن الاعرابي» ، محمد بن زياد ت 231 هـ:

«صعد في الجبل» بكسر العين- واستشهد بقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (3) أهـ (4).

«فرقوا» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (5).

ومن قوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً (6).

قرأ «حمزة، والكسائي» «فارقوا» بألف بعد الفاء، وتخفيف الراء، على أنه فعل ماض من «المفارقة» وهي الترك.

والمعنى: أنهم تركوا دينهم القيم وكفروا به بالكلية.

وقرأ الباقون «فرقوا» بغير ألف، وتشديد الراء، على أنه فعل ماض، مضعف العين، من «التفريق» على معنى أنهم فرقوا دينهم فآمنوا بالبعض، وكفروا بالبعض، ومن كان هذا شأنه فقد ترك الدين القيم.

(1) انظر: القاموس المحيط مادة «صعد» ج 1 ص 318.

(2)

هو: يعقوب بن اسحاق، ابن السكيت «أبو يوسف» أديب، نحوي، لغوي، عالم بالقرآن والشعر، تعلم ببغداد، وصحب الكسائي، واتصل «بالمتوكل العباسي» فعهد اليه بتأديب أولاده، وجعله في عداد قدمائه، ثم قتله لخمس مضين من رجب عام 244 هـ- 858 م.

من تصانيفه: اصلاح المنطق، والقلب والابدال، ومعاني الشعر، والمقصور والممدود، والمذكر والمؤنث.

انظر: ترجمته في معجم المؤلفين ج 13 ص 243.

(3)

سورة فاطر الآية 10

(4)

انظر: تاج العروس مادة «صعد» ج 2 ص 397.

(5)

سورة الانعام الآية 159

(6)

سورة الروم الآية 32

ص: 490

من هذا يتضح أن القراءتين متقاربتان في المعنى (1).

«يقص» من قوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (2).

قرأ «نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر» «يقص» بضم القاف، وبعدها صاد مهملة مضمومة مشددة، على أنه فعل مضارع من القصص، كقوله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (3).

وقوله تعالى: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ (4).

و «الحق» مفعول به ليقص.

وقرأ الباقون «يقض» بسكون القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة، على أنه فعل مضارع من «القضاء» و «الحق» صفة لمصدر محذوف مفعول به، والتقدير: يقض القضاء الحق (5).

تنبيه: رسم «يقض» بدون ياء تبعا للفظ القراءة.

كما رسم «سندع الزبانية» (6).

(1) قال ابن الجزرى: وفرقوا امدده وخففه معا رضى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 69.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 458.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 233.

(2)

سورة الانعام الآية 57

(3)

سورة يوسف الآية 3

(4)

سورة آل عمران الآية 62

(5)

قال ابن الجزرى: ويقص في يقض أهملن وشدد حرم نص انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 52.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 434.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 209.

(6)

سورة العلق الآية 18.

ص: 491

بدون واو، وذلك اكتفاء بالكسرة التي قبل الضاد، وبالضمة التي قبل الواو (1).

«كبير» من قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما (2).

قرأ «حمزة، والكسائي» «كثير» بالثاء المثلثة، والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين، والمقامرين.

وقرأ الباقون «كبير» بالباء الموحدة، أي اثم عظيم، لانه يقال الى عظائم الفواحش كبائر (3).

المعنى: تضمنت هذه الآية الاجابة عن حكم شرب الخمر، ولعب الميسر، فبينت أن كلا منهما اذا كان في ظاهره منفعة للناس الا أن اثمهما أكبر من نفعهما، وقد حرم الله تعالى شرب الخمر، ولعب الميسر تحريما قاطعا ونهائيا في قوله تعالى في سورة المائدة:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (4).

(1) قال صاحب المورد:

وهاك واو اسقطت في الرسم

في أحرف للاكتفا بالضم

ويدع الانسان ويوم يدع في سورة القمر مع سندع ويمح في حم مع وصالح الحذف في الخمسة عنهم واضح

(2)

سورة البقرة الآية 219

(3)

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 429 والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 60 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 291.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 91.

(4)

قال ابن الجزرى: اثم كبير ثلث البا في رفا

ص: 492

«تلووا» من قوله تعالى: وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا (1).

قرأ «ابن عامر، وحمزة» «تلوا» بضم اللام، وواو ساكنة بعدها، على أنه فعل مضارع من «ولى يلي ولاية» وولاية الشيء هي الاقبال عليه، وأصله «توليوا» ثم حذفت الواو التي هي فاء الفعل على الاصل في حذف فاء الكلمة من المضارع كما حذفت في نحو:«يعد، يزن» من «وعد، وزن» ثم نقلت ضمة الياء الى اللام ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، فأصبحت «تلوا» بحذف فاء الكلمة ولامها.

وقرأ الباقون «تلووا» باسكان اللام، وبعدها واوان:

الاولى مضمومة، والثانية ساكنة، على أنه فعل مضارع من «لوى يلوي»

يقال: لويت فلانا حقه اذا مطلته، وأصله «تلويوا» ثم نقلت ضمة الياء الى الواو التي قبلها، ثم حذفت الياء التي هي لام الكلمة لالتقاء الساكنين، فأصبحت «تلووا» على وزن «تفعوا» بحذف اللام (2).

«يميز» من قول الله تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (3).

ومن قوله تعالى: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (4).

قرأ «حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «يميز» في الموضعين، بضم الياء، وفتح الميم، وكسر الياء مشددة مضارع «ميز يميز» مثل:«كرم يكرم» مضعف العين.

وقرأ الباقون بفتح الياء، وكسر الميم، واسكان الياء، مضارع «ماز يميز»

(1) سورة النساء الآية 135

(2)

قال ابن الجزرى: تلووا تلوا فضل كلا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 36 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 399 والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 173

(3)

سورة آل عمران الآية 179.

(4)

سورة الانفال الآية 37.

ص: 493

مثل «كال يكيل» معتل العين (1).

وهما لغتان ترجعان الى أصل الاشتقاق:

فالقراءة الاولى من «التمييز» يقال: «ميز يميز تمييزا» بتضعيف العين.

والمعنى: يقال: ميزت بين الاشياء بمعنى فرقت بينها.

والقراءة الثانية من «الميز» يقال: «ماز يميز ميزا» بتخفيف العين.

والمعنى: يقال: ماز الشيء اذا فرقه، وفصل بينه وبين غيره.

قال «الراغب» في مادة «ميز» : «الميز، والتمييز» : الفصل بين المتشبهات، يقال: مازه يميزه ميزا، وميزه تمييزا» أهـ (2).

وقال «الزبيدي» في مادة «ماز» : «مازة يميزه ميزا» : عزله، وفرزه، كأمازه، وميزه، والاسم «الميزة» بالكسر

الى أن قال: «وفي التنزيل العزيز: «حتى يميز الخبيث من الطيب» قرئ «يميز» - أي بفتح الياء، وكسر الميم، وتخفيف الياء من «ماز يميز» وقرئ «يميز» أي بضم الياء، وفتح الميم، وتشديد الياء، من «ميز يميز» - أي مضعف العين

الى أن قال: «وماز الشيء يميزه ميزا: فضل بعضه على بعض، هكذا في سائر الاصول الموجودة.

والذي في «المحكم» : «فصل بعضه من بعض» وهذا هو الصواب» أهـ (3).

(1) قال ابن الجزرى: يميز ضم افتح وشدده ظعن شفا معا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 19 والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 369 واتحاف فضلاء البشر ص 183.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 478.

(3)

انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 4 ص 83.

ص: 494

«ننسها» من قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها (1).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» «ننسأها» بفتح النون الاولى، والسين، وهمزة ساكنة بين السين والهمزة، من «النسأ» وهو التأخير.

قال «عطاء بن يسار» ت 102 هـ: «أي نؤخر نسخ لفظها، أي نتركه في أم الكتاب فلا يكون» أهـ

وقال غير عطاء: «معنى» «أو ننسأها» : نؤخرها عن النسخ الى وقت معلوم، من قوله: نسأت هذا الامر اذا أخرته (2).

وقرأ الباقون «ننسها» بضم النون، وكسر السين، من غير همز، من النسيان الذي بمعنى الترك أي نتركها فلا نبدلها، ولا ننسخها، قاله «ابن عباس» ت 68 هـ رضي الله عنه «والسدي» ، اسماعيل بن عبد الرحمن ت 127 هـ وقال «الزجاج» ، إبراهيم بن السري بن سهل ت 311 هـ:

«والذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر أن معنى «أو ننسها» نبح لكم تركها، من نسى اذا ترك» أهـ وقيل: النسيان على بابه الذي هو عدم الذكر، على معنى أو ننسكها يا «محمد» فلا تذكرها، نقل بالهمز فتعدى الفعل الى مفعولين: وهما النبي والهاء، لكن اسم النبي محذوف» أهـ (3).

(1) سورة البقرة الآية 106.

(2)

انظر: تفسير القرطبى ج 2 ص 67.

(3)

انظر: النشر لابن الجزرى ج 2 ص 414.

والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 33.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 258.

وتفسير القرطبي ج 2 ص 68.

وتفسير البحر المحيط ج 1 ص 334.

قال ابن الجزرى:

ننسخ ضم واكسر من لسن

خلف كننسها بلا همز كفى

عم ظبى

ص: 495

«النسأ» : تأخير في الوقت، يقال:«نسأ الله في أجلك، ونسأ الله أجلك» .

والنسيئة: بيع الشيء بالتأخير، ومنها «النسيء» الذي كانت العرب

تفعله، وهو تأخير بعض الاشهر الحرم الى شهر آخر، قال تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (1).

«والنسيان» : ترك الانسان ضبط ما استودع.

اما لضعف قلبه، واما عن غفله، وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (2).

وكل نسيان من الانسان ذمه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد، قال تعالى: فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا (3).

«والنسي» بكسر النون المشددة: أصله ما ينسى، ثم صار في التعارف اسما لما يقل الاعتداد به، ومن هذا تقول العرب:

احفظوا أنساءكم» أي ما من شأنه أن ينسى (4).

قال «الجوهري» ت 393 هـ:

يقال: نسيت الشيء نسيانا، بكسر النون، وتسكين السين، ولا تقل «نسيانا» بالتحريك، لان «النسيان» انما هو تثنية «نسا العرق» أهـ (5).

«ينسيك» من قوله تعالى: واما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (6).

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 492.

(2)

سورة طه الآية 115

(3)

سورة السجدة الآية 14

(4)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 491.

(5)

انظر: تاج العروس ج 10 ص 366

(6)

سورة الانعام الآية 68

ص: 496

قرأ «ابن عامر» «ينسيك» بفتح النون التي قبل السين، وتشديد السين، على أنه مضارع «نسى» مضعف الثلاثى.

وقرأ الباقون باسكان النون، وتخفيف السين، على أنه مضارع «أنسى» الرباعي.

والمفعول الثاني على القراءتين محذوف، والتقدير: ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين في آيات الله فلا تقعد معهم بعد التذكر (1).

قال «الطبري» ت 310 هـ في تفسير «واما ينسيك الشيطان» الخ: «وان أنساك الشيطان نهينا اياك عن الجلوس معهم، والاعراض عنهم في حال خوضهم في آياتنا، ثم ذكرت ذلك فقم عنهم، ولا تقعد بعد ذكرك ذلك مع القوم الظالمين، الذين خاضوا في غير الذي لهم الخوض فيه بما خاضوا به فيه» أهـ (2).

«ننشزها» من قوله تعالى: وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما (3).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «ننشرها» بالراء المهملة، من النشور وهو «الاحياء» والمعنى: انظر الى عظام حمارك التي قد ابيضت من مرور الزمان عليها كيف نحييها.

وقرأ الباقون «ننشزها» بالزاي المعجمة، من «النشز» وهو الارتفاع، يقال لما ارتفع من الارض «نشز» ومنه المرأة النشوز، وهي المرتفعة عن موافقة زوجها.

والمعنى: وانظر الى العظام كيف نرفع بعضها على بعض في التركيب للاحياء (4).

(1) قال ابن الجزرى: وينسى كيفا ثقلا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 54.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 436.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 212

(2)

انظر: تفسير الطبرى ج 1 ص 228.

(3)

سورة البقرة الآية 259

(4)

قال ابن الجزرى: ورا في تنشز سما انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 438.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 310.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 101.

والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 77.

واتحاف فضلاء البشر ص 162.

ص: 497

جاء في «أساس البلاغة» : «نشر الثوب، والكتاب» .

ومن المجاز: «نشر الله الموتى نشرا وأنشرهم» (1).

وجاء في «المفردات» : «نشر الثوب، والصحيفة، والسحاب، والنعمة، والحديث» : «بسطها» ، قال تعالى: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (2).

وقيل: «نشر الله الميت وأنشره» (3) قال تعالى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (4).

وجاء «في تاج العروس» : «النشر» : «الريح الطيبة» .

وقال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ: (5)«النشر» : الريح مطلقا من غير أن يقيد بطيب، أو نتن أهـ ومن المجاز:«النشر» : احياء الميت، كالنشور، والانتشار.

وقد نشر الله الميت ينشره نشرا ونشورا، وأنشره: أحياه، وفي الكتاب العزيز وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها (6).

(1) انظر: أساس البلاغة مادة «نشر» ج 2 ص 242.

(2)

سورة التكوير الآية 10.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «نشر» ص 492.

(4)

سورة عبس الآية 22.

(5)

هو: القاسم بن سلام «أبو عبيد» محدث، حافظ، فقيه، لغوي، عالم بعلوم القرآن، ولد «بهراة» وأخذ عن أبي زيد الانصاري، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والاصمعي، وأبي محمد اليزيدي، وغيرهم من البصريين، وروى الناس من كتبه نيفا وعشرين كتابا، في القرآن، والفقه، واللغة، والحديث، توفي بمكة عام 224 هـ الموافق 839 م.

انظر: ترجمته في معجم المؤلفين ج 8 ص 101.

(6)

سورة البقرة الآية 259.

ص: 498

قرأها «ابن عباس» ت 68 هـ رضي الله عنهما «ننشرها» بالراء.

قال «الفراء» ت 207 هـ: «من قرأ كيف ننشرها» بالراء، فانشارها:

إحياؤها» أهـ.

«والنشر» : «الحياة» ، وقال «الزجاج» ت 311 هـ «نشرهم الله بعثهم» (1).

وجاء في «المفردات» : «النشز» المرتفع من الارض، ويعبر عن الاحياء بالنشز، والانشاز، لكونه ارتفاعا (2).

قال تعالى: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها (3).

وجاء في «تاج العروس» : ومن المجاز: «نشزت المرأة بزوجها، وعلى زوجها، تنشز نشوزا، وهي ناشز» : استعصت على زوجها وارتفعت عليه، وأبغضته، وخرجت عن طاعته.

واشتقاقه من النشز وهو ما ارتفع من الارض.

«ونشز بعلها عليها، ينشز نشوزا» : «ضربها، وجفاها، واضربها» قال الله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً (4).

«وأنشز عظام الميت انشازا» : رفعها الى مواضعها، وركب بعضها على بعض» وبه فسر قوله تعالى: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً (5).

قال «الفراء» ت 227 هـ: (6).

قرأ «زيد بن ثابت» ت 45 هـ،

(1) انظر: تاج العروس مادة «نشر» ج 3 ص 565.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «نشز» ص 493.

(3)

سورة البقرة الآية 259.

(4)

سورة النساء الآية 128.

(5)

سورة البقرة الآية 259.

(6)

هو: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور، والمعروف بالفراء الديلمي «ابو زكريا» ، اديب، نحوي، لغوي، مشارك في الطب، والفقه، وايام العرب واشعارها، ولد بالكوفة، وانتقل الى بغداد، وصاحب الكسائي، وادب ابني المأمون العباسي، وصنف للمأمون كتاب «الحدود في النحو» له عدة مصنفات منها: المصادر في القرآن، الوقف والابتداء، المقصور والممدود، توفي في طريق مكة عام 207 هـ الموافق 822 م:

انظر: ترجمته في معجم المؤلفين ج 13 ص 198.

ص: 499

رضي الله عنه، «ننشزها» بالزاي، والكوفيون بالراء» أهـ (1).

«ووصى» من قوله تعالى: وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ (2).

قرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «وأوصى» بهمزة مفتوحة بين الواوين مع تخفيف الصاد، معدى بالهمزة، وهي موافقة لرسم المصحف «المدني، والشامي» (3).

المعنى: أوصى «إبراهيم» عليه السلام بنيه باتباع الملة الحنيفية، وهي الاخلاص لله تعالى في العبودية.

وانما خص البنين بالذكر لان اشفاق الاب عليهم أكثر، وهم بقبول الوصية أجدر.

والا فمن المعلوم أن سيدنا «إبراهيم» كان يدعو الجميع الى عبادة الله وحده.

وقرأ الباقون «ووصى» بحذف الهمزة مع تشديد الصاد معدى بالتضعيف، وهي موافقة لبقية المصاحف (4).

«الوصية» : التقدم الى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم: أرض واصية متصلة النبات.

(1) انظر: تاج العروس مادة «نشز» ج 4 ص 86.

(2)

سورة البقرة الآية 132

(3)

قال ابن عاشر: أوصى خذا للمدنيين وشام بالالف

(4)

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 420.

والمستنير في تخريج القراءات ج 1 ص 39.

والكشف عن وجوه القراءات ص 265.

واتحاف فضلاء البشر ص 148.

وتفسير البحر المحيط ج 1 ص 398.

قال ابن الجزرى: أوصى بوصى عم انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «وصى» ص 525.

ص: 500

وقال «الزبيدى» ت 1205 هـ:

«أوصاه» «ايصاء» «ووصاه توصية» : اذا عهد اليه. أهـ.

وفي «الصحاح للجوهري» : «أوصيت له بشيء، وأوصيت اليه» : اذا جعلته وصيك، «وأوميته، ووصيته» «توصية» بمعنى. أهـ (1).

وقال «الزبيدي» : «الاسم» : «الوصاة، والوصاية» بالكسر، والفتح، «والوصية» كغنية أهـ (2).

«واعدنا» من قوله تعالى: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (3).

ومن قوله تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً (4).

ومن قوله تعالى: وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ (5).

قرأ «أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «وعدنا» بغير ألف بعد الواو على أن الوعد من الله تعالى، لان الفعل مضاف اليه وحده، وأيضا فان ظاهر

اللفظ فيه وعد من الله لموسى عليه السلام، وليس فيه وعد من موسى فوجب حمله على الواحد بظاهر النص.

وقرأ الباقون «واعدنا» بألف بعد الواو، من المواعدة، فالله سبحانه وتعالى وعد «موسى» الوحي على الطور، وموسى وعد الله المسير لما أمره به (6).

(1) انظر: تاج العروس مادة «وصى» ج 10 ص 392.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «وصى» ج 10 ص 392.

(3)

سورة البقرة الآية 51

(4)

سورة الاعراف الآية 142

(5)

سورة طه الآية 80

(6)

انظر: النشر ج 2 ص 400.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 239.

وحجة القراءات لابن زنجلة ص 96.

واتحاف فضلاء البشر ص 135.

والمهذب في القراءات العشر وتوجيهها ج 2 ص 56.

قال ابن الجزرى:

واعدنا اقصرا

مع طه الاعراف حلا ظلم ثرا

ص: 501

تنبيه: «وعدناه» من قوله تعالى: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ. (1)

و «وعدناهم» من قوله تعالى: أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ. (2)

اتفق القراء العشرة على قراءتهما «وعدناه، وعدناهم» بغير ألف بعد الواو.

ولم يجر فيهما الخلاف مثل الذي في البقرة رقم/ 51، والاعراف رقم/ 142، وطه/ 80، لان القراءة مبنية على التوقيف.

قال «الراغب» ت 502 هـ في مادة «وعد» يقال: وعدته بنفع، وضر، وعدا، وموعدا، وميعادا.

«والوعد» يكون في الخير، والشر.

«والوعيد» يكون في الشر خاصة، يقال منه:«أوعدته» ، ويقال:

«واعدته» «وتواعدنا» أهـ (3).

وقال «الزبيدى» ت 1205 هـ في مادة «وعد» : يقال: وعده الامر متعديا بنفسه، «وعده به» متعديا بالباء، وهو رأي كثير، وقيل: الباء زائدة.

ومنع جماعة دخولها مع الثلاثي، قالوا: وانما تكون مع الرباعي، والمصدر «عدة» ، «ووعدا» (4).

وفي الصحاح: «العدة» : الوعد، والهاء عوض من الواو أهـ وفي لسان العرب: ويكون «الموعد» مصدر وعدته، ويكون «الموعد» وقتا للعدة. أهـ (5).

(1) سورة القصص الآية 21.

(2)

سورة الزخرف الآية 42.

(3)

انظر المفردات في غريب القرآن ص 526.

(4)

انظر: تاج العروس ج 2 ص 535.

(5)

انظر: تاج العروس ج 2 ص 536.

ص: 502