المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌منهج البحث

- ‌الباب الأول «القراءات»

- ‌الفصل الأول من الباب الأول «نشأة القراءات»

- ‌الفصل الثاني من الباب الأول صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة

- ‌الفصل الثالث من الباب الأول أهم المصادر التي اعتمد عليها «ابن الجزري» ت 833 هـ في نقل هذه القراءات

- ‌1 - كتاب المستنير في القراءات السبع:

- ‌2 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌4 - كتاب الشاطبية في القراءات السبع:

- ‌5 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌6 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌7 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌8 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌9 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌10 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌11 - كتاب العنوان:

- ‌12 - كتاب الهادي:

- ‌13 - كتاب الكافي:

- ‌14 - كتاب الهداية:

- ‌15 - كتاب التبصرة:

- ‌16 - كتاب القاصد:

- ‌17 - كتاب الروضة:

- ‌18 - المجتبى:

- ‌19 - كتاب تلخيص العبارات:

- ‌20 - كتاب التذكرة في القراءات الثماني:

- ‌21 - كتاب الروضة في القراءات الاحدى عشر:

- ‌22 - كتاب الجامع:

- ‌23 - كتاب التجريد:

- ‌24 - مفردة يعقوب:

- ‌25 - كتاب التلخيص في القراءات الثماني:

- ‌26 - كتاب الروضة:

- ‌27 - كتاب الاعلان:

- ‌29 - كتاب الوجيز:

- ‌30 - كتاب السبعة:

- ‌31 - كتاب المستنير في القراءات العشر:

- ‌32 - كتاب المبهج في القراءات الثماني:

- ‌33 - كتاب الايجاز. لسبط الخياط سالف الذكر

- ‌34 - كتاب إرادة الطالب:

- ‌35 - كتاب تبصرة المبتدي:

- ‌36 - كتاب المهذب، في القراءات العشر:

- ‌ كتاب الجامع «في القراءات العشر» وقراءة الأعمش:

- ‌38 - كتاب التذكار في القراءات العشر:

- ‌39 - كتاب المفيد في القراءات العشر:

- ‌40 - كتاب الكفاية في القراءات الست:

- ‌ كتاب الموضح، والمفتاح في القراءات العشر:

- ‌43 - كتاب الكفاية الكبرى:

- ‌44 - كتاب كفاية الاختصار:

- ‌45 - كتاب الاقناع في «القراءات السبع»:

- ‌46 - كتاب الغاية:

- ‌47 - كتاب المصباح «في القراءات العشر»:

- ‌48 - كتاب الكامل «في القراءات العشر»:

- ‌49 - كتاب المنتهى في «القراءات العشر»:

- ‌50 - كتاب الاشارة في «القراءات العشر»:

- ‌51 - كتاب المفيد «في القراءات الثمان»:

- ‌52 - كتاب الكنز «في القراءات العشر»:

- ‌53 - كتاب الشفعة «في القراءات السبع»:

- ‌54 - كتاب جمع الاصول «في مشهور المنقول»:

- ‌55 - كتاب عقد اللئالئ «في القراءات السبع العوالي»:

- ‌56 - كتاب الشرعية في القراءات العشر:

- ‌57 - كتاب البستان «في القراءات العشر»:

- ‌58 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌الفصل الرابع من الباب الاول تاريخ القراء العشرة، أو الائمة العشرة

- ‌الإمام الأول:

- ‌شيوخ نافع:

- ‌تلاميذ الامام نافع:

- ‌الامام الثاني:

- ‌شيوخ ابن كثير:

- ‌تلاميذ «ابن كثير»:

- ‌الامام الثالث:

- ‌شيوخ ابي عمرو:

- ‌تلاميذ ابي عمرو بن العلاء:

- ‌الامام الرابع:

- ‌شيوخ ابن عامر:

- ‌تلاميذ ابن عامر:

- ‌الامام الخامس:

- ‌شيوخ الامام عاصم:

- ‌تلاميذ الامام عاصم:

- ‌الامام السادس:

- ‌شيوخ الامام حمزة:

- ‌تلاميذ حمزة الكوفي:

- ‌الامام السابع:

- ‌شيوخ الامام الكسائي:

- ‌تلاميذ الامام الكسائي:

- ‌الامام الثامن:

- ‌شيوخ الامام ابي جعفر:

- ‌تلاميذ الامام ابي جعفر:

- ‌الامام التاسع:

- ‌شيوخ الامام يعقوب:

- ‌تلاميذ الامام يعقوب الحضرمي:

- ‌الامام العاشر:

- ‌شيوخ الامام خلف البزار:

- ‌تلاميذ الامام خلف البزار:

- ‌الباب الثاني أثر القراءات في اللهجات العربية القديمة

- ‌تمهيد

- ‌تعريف اللهجة:

- ‌حد اللغة:

- ‌الفصل الأول من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصوتي

- ‌ ظاهرة‌‌ الاظهاروالادغام

- ‌ الاظهار

- ‌والادغام:

- ‌والتقارب:

- ‌والتجانس:

- ‌شروط الادغام:

- ‌موانع الادغام:

- ‌اقسام الادغام:

- ‌ظاهرة تخفيف الهمز

- ‌ظاهرة الفتح والامالة

- ‌ظاهرة الفتح والاسكان في ياءات الاضافة

- ‌الفصل الاول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظي: الصراط- وصراط

- ‌توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

- ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

- ‌الباب الثالث الالفاظ المعربة في القرآن

- ‌الباب الرابع الجامد والمشتق

- ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

- ‌الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع بين الماضي المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الخامس من الباب الرابع «الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى أصل الاشتقاق»

- ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

- ‌الفصل السابع من الباب الرابع بين اسم الفاعل وامثلة المبالغة

- ‌الفصل الثامن من الباب الرابع بين اسم الفاعل والصفة المشبهة

- ‌الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول

- ‌الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة

- ‌الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي

الفصل: ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

وأيضا فان الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين، او بين واو وياء، ثقل

ذلك، والعرب يكرهون توالي ثلاث حركات فيما هو كالكلمة الواحدة، فأسكن الهاء لذلك تخفيفا.

ووجه من حرك الهاء انه ابقاها على اصلها قبل دخول الحرف عليها، لانه عارض، ولا يلزمها في كل موضع.

وايضا فان الهاء في تقدير الابتداء بها، لان الحرف الذي قبلها زائد، والابتداء بها لا يجوز الا مع حركتها، فحملها على حكم الابتداء بها، وحكم لها مع هذه الحروف على اصلها عند عدمهن.

وحجة من اسكن مع «ثم» انه لما كانت كلها حروف عطف حملها كلها محملا واحدا (1).

ومظهر الصوتيات هنا واضح لان الحرف الساكن صوت مغلق، والحرف المتحرك صوت مفتوح.

‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

اختلف القراء في اشمام الضم في اوائل ستة افعال وهي:

«قيل- وغيض- وحيل- وسيق- وسيء- وجيء» فقرأ بعض القراء باشمام الضم في اوائلها.

وكيفية ذلك ان نحرك الحرف الاول من كل كلمة بحركة مركبة من حركتين: ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الاقل، ويليه جزء الكسرة وهو الاكثر.

وقرأ البعض الآخر من القراء بكسر الحرف الاول في كل ذلك كسرة خالصة (2).

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 234.

(2)

قال ابن الجزري: وقيل غيض جي اشم: في كسرها الضم رجا غني لزم وحيل سبق كم رسا غيث وسي: سيئت مدا رحب غلالة كسي.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 393.

ص: 102

والاشمام لغة: «قيس- وعقيل» وعدم الاشمام لغة عامة العرب. وحجة من قرأ بالاشمام ان الاصل في اوائل هذه الافعال ان تكون مضمومة، لانها افعال لم يسم فاعلها، منها اربعة اصل الثاني منها واو، وهي:«سيء- وسيق- وحيل- وقيل» ومنها فعلان اصل الثاني منها ياء، وهما:«غيض- وجيء» واصلها: «سوئ- وقول- وحول- وسوق- وغيض- وجيء» ثم القيت حركة الحرف الثاني منها على الاول فانكسر، وحذفت ضمته، وسكن الثاني منها، ورجعت الواو الى الياء، لانكسار ما قبلها وسكونها.

فمن اشم اوائلها الضم اراد ان يبين ان اصل اوائلها الضم، ومن شأن العرب في كثير من كلامها المحافظة على بقاء ما يدل على الاصول وايضا فانها افعال بنيت للمفعول، فمن اشم اراد ان يبقى في الفعل ما يدل على انه مبني للمفعول لا للفاعل.

وعلة من كسر اوائلها انه اتى بها على ما وجب لها من الاعتلال (1).

ومظهر الصوتيات هنا واضح، لان صوت الحرف المشم فيه نوع من التسمين، اما صوت الحرف المكسور فإن فيه نوعين من التخفيف.

«للملائكة اسجدوا» حيث جاء في القرآن نحو قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (2)«قرأ» «ابو جعفر» بخلف عن «ابن وردان» بضم التاء حالة وصل «للملائكة» باسجدوا، وذلك اتباعا لضم الجيم، ولم يعتد بالساكن، والوجه الثاني «لابن وردان» اشمام كسرة التاء الضم، والمراد بالاشمام هنا مزج حركة بحركة، وهذا لا يعرف الا بالتلقي، والمشافهة من افواه علماء «القرآن» .

وقرأ الباقون بكسر التاء كسرة خالصة، على الاصل، وكلها لغات

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 229.

(2)

سورة البقرة الآية 34.

ص: 103

صحيحة (1).

«بارئكم» من قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ (2)«يأمركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (3)«يأمرهم» من قوله تعالى: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ (4) «تأمرهم» من قوله تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا (5)«ينصركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى: أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ (6)«يشعركم» من قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (7) قرأ «الدوري» عن أبي عمرو، بثلاثة اوجه:

الاول: اسكان الهمزة من «بارئكم» والراء من «يأمركم، يأمرهم، تأمركم، ينصركم، يشعركم» .

والثاني: اختلاس الحركة في جميع الالفاظ المتقدمة.

والثالث: الحركة الخالصة في جميع الالفاظ ايضا.

وقرأ «السوسي» بوجهين: بالاسكان، وبالاختلاس، في جميع الالفاظ وقرأ الباقون بالحركة الخاصة في جميع الالفاظ (8).

(1) قال ابن الجزري: وكسرتا الملائكة قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت خلفا بكل.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 296.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 52.

واتحاف فضلاء البشر ص 134.

(2)

سورة البقرة الآية 54.

(3)

سورة البقرة الآية 67.

(4)

سورة الأعراف الآية 21.

(5)

سورة الطور الآية 32.

(6)

سورة الملك الآية 20.

(7)

سورة الأنعام الآية 109.

(8)

قال ابن الجزري: بارئكم يأمركم ينصركم. يأمرهم تأمرهم يشعركم سكن أو اختلس حلا والخلف طب.

انظر النشر في القراءات العشر ح 2 ص 400 واتحاف فضلاء البشر ص 136 والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 240 فما بعدها.

ص: 104

وجه من قرأ بالاسكان التخفيف، وهو لغة «بني أسد، وتميم» وبعض «نجد» . قال «العجاج» : «وبات منتصبا» باسكان الصاد.

ووجه الاختلاس التخفيف: وهو لغة لبعض العرب، في الضمات، والكسرات، وهو لا يغير الاعراب، ولا وزن الكلمة. ووجه من قرأ بالحركة الخالصة، انه اتى بالكلمة على اصلها، واعطاها حقها من الحركات، كما يفعل بسائر الكلام، ولم يستثقل توالي الحركات، لانها في تقدير كلمتين، الضمير كلمة، وما قبله كلمة.

«هزوا» حيثما وقع نحوه قوله تعالى: قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً (1) قرأ «حفص» «هزوا» حيثما وقع في القرآن الكريم بابدال الهمزة واوا للتخفيف، مع ضم الزاي وصلا، ووقفا.

وقرأ «حمزة» «هزوا» بالهمزة على الاصل، مع اسكان الزاي وصلا فقط ويقف عليها بنقل حركة الهمزة الى الساكن قبلها، وبابدال الهمزة واوا على الرسم.

وقرأ خلف العاشر «هزوا» مع اسكان الزاي وصلا ووقفا.

وقرأ الباقون «هزؤا» بالهمزة مع ضم الزاي وصلا ووقفا (2).

وجه الضم في الزاي انه جاء على الاصل.

ووجه الاسكان التخفيف.

حكى «الأخفش الاوسط» عن «عيسى بن عمر الثقفي» ان كل اسم

(1) سورة البقرة الآية 67.

(2)

قال ابن الجزري: وابدلا عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن: ضم فتى.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 406.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 59.

واتحاف فضلاء البشر ص 138.

ص: 105

على ثلاثة احرف اوله مضموم فيه لغتان: الضم، والاسكان نحو:«العسر، والهزؤ» . ومثله من الجموع ما كان على وزن «فعل» (1).

«القدس» حيث جاء في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (2).

قرأ «ابن كثير» «القدس» حيث جاء في القرآن الكريم باسكان الدال للتخفيف كي لا تتوالى ضمتان نحو: «الحلم- والحلم» وهو لغة «تميم» وقرأ الباقون بضم الدال على الاصل، وهو لغة «اهل الحجاز» (3) وروح القدس: هو «جبريل عليه السلام» .

قال «ابن كثير» والدليل على ان روح القدس هو جبريل كما نص عليه «ابن مسعود» في تفسير هذه الآية ما قاله «البخاري» :

عن «ابي هريرة» عن «عائشة» ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت منبرا في المسجد فكان ينافح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «اللهم نافح عن حسان كما نافح عن نبيك»

وفي شعر حسان قوله:

وجبريل رسول الله فينا

وروح القدس ليس به خفاء

وعن «ابن مسعود» : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب» (4).

«أرنا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَأَرِنا مَناسِكَنا (5)«ارني» حيثما وقع نحو قوله تعالى: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (6) قرأ «ابن كثير، ويعقوب، وابو عمرو بخلف عنه» باسكان الراء في

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 247 - 248.

(2)

سورة البقرة- 87.

(3)

قال ابن الجزري والقدس نكر دم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 406.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 64.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 253 واتحاف فضلاء البشر ص 141.

(4)

رواه ابن حبان في صحيحه.

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 86 - 87.

(5)

البقرة- 128.

(6)

البقرة- 260.

ص: 106

«أرنا، وأرني» حيثما وقعا في القرآن الكريم، والوجه الثاني لأبي عمرو:

اختلاس كسرة الراء.

والاسكان، والاختلاس للتخفيف.

وقرأ الباقون «أرنا، وأرني» بكسر الراء فيهما، على الاصل (1). والكسر والاسكان، والاختلاس لغات.

ومعنى «أرنا» : علمنا (2) والمراد بالمناسك «مناسك الحج» وقيل: شرائع الدين (3).

«لرءوف» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (4)«رءوف» حيثما قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (5) قرأ «ابو عمرو: وشعبة، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «لرءوف، رءوف» حيثما وقعا في القرآن الكريم بحذف الواو التي بعد الهمزة فيصير اللفظ على وزن «عضد» .

وقرأ الباقون «لرءوف، رءوف» باثبات الواو التي بعد الهمزة فيصير اللفظ على وزن «فعول» .

وهما لغتان في اسم الفاعل (6).

والرأفة: اشد الرحمة (7).

(1) قال ابن الجزري: أرنا أرني اختلف: مختلسا حز وسكون الكسر حق.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 418.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 73 - 102.

واتحاف فضلاء البشر ص 148.

(2)

انظر: العمدة في غريب القرآن ص 83.

(3)

انظر: تفسير الجلالين ص 18.

(4)

سورة البقرة الآية 143.

(5)

سورة البقرة الآية 207.

(6)

قال ابن الجزري: وصحبة حما رءوف فاقصر جميعا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 420.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 266.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 75.

واتحاف فضلاء البشر ص 149.

(7)

العمدة في غريب القرآن ص 84.

ص: 107

«خطوات» حيث وقع نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (1) قرأ «نافع، وأبو عمرو، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، والبزي بخلف عنه» باسكان الطاء في «خطوات» حيثما وقعت في القرآن الكريم.

وقرأ الباقون بضم الطاء، وهو الوجه الثاني للبزي (2).

والضم، والاسكان لغتان:

والضم هو الاصل، لان الاسماء يلزمها الضم في الجمع في نحو:«غرفة وغرفات» فضم الطاء من «خطوات» جاء على الاصل، وهو لغة «اهل الحجاز» واسكان الطاء للتخفيف كي لا يجتمع ضمتان، وواو.

فان قيل: هل سكون الطاء، الموجود في الجمع هو السكون الموجود في المفرد؟

اقول: السكون الموجود في الجمع غير السكون الموجود في المفرد، فالسكون الموجود في المفرد اصلي، والسكون الموجود في الجمع عارض جيء به للتخفيف واصله الضم.

«خطوات» جمع «خطوة» ومعنى «خطوات الشيطان» : طرق الشيطان، والمراد بها «المعاصي» (3).

«الميتة» المعرفة سواء كانت غير صفة نحو قوله تعالى:

إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ (4) او كانت صفة للارض نحو قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها (5)

«ميتة» المنكرة نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ (6)«ميتا» المنون المنصوب سواء كان غير صفة نحو قوله تعالى:

(1) سورة البقرة الآية 168.

(2)

قال ابن الجزري: خطوات اذ هو خلف صف فتى حفا انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 406.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 273 - 274.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 79.

واتحاف فضلاء البشر ص 141.

(3)

انظر: العمدة في غريب القرآن ص 86.

(4)

سورة البقرة الآية 173.

(5)

سورة يس الآية 33.

(6)

سورة الانعام الآية 139.

ص: 108

أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ (1) او كان صفة نحو قوله تعالى: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً [الفرقان 49]«ميت» المنكر الواقع صفة الى «بلد» نحو قوله تعالى:

حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ (2).

«الميت» المعرف مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى:

وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (3) او كان مجرورا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (4) اختلف القراء العشرة في تشديد هذه الالفاظ وتخفيفها:

فقرأ «ابو جعفر» بالتشديد في جميع الالفاظ المتقدمة حيثما وقعت في القرآن الكريم.

وقرأ «نافع» بالتشديد في «الميتة» الواقعة صفة للارض وذلك في قوله تعالى:

وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها (5) وكذا «ميتا» النون المنصوب في سورتي الانعام والحجرات وهو قوله تعالى: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً (6)

وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بالتشديد في «ميت الواقع صفة الى «بلد» نحو: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ (7) وفي «الميت» مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى:

.. وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (8) او مجرورا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (9) وقرأ «رويس بالتشديد» في «ميت» الواقع صفة الى «بلد» .

وفي «الميت» مطلقا: اي المنصوب، والمجرور.

وقرأ «روح» بالتشديد في «ميتا» بالانعام رقم- 124 وفي «الميت» المنصوب، والمجرور.

(1) سورة الانعام الآية 122.

(2)

سورة الأعراف الآية 57.

(3)

سورة آل عمران الآية 27.

(4)

سورة آل عمران الآية 27.

(5)

سورة يس الآية 33.

(6)

سورة الحجرات الآية 12.

(7)

سورة فاطر الآية 9.

(8)

سورة آل عمران الآية 27.

(9)

سورة آل عمران الآية 27.

ص: 109

وقرأ الباقون «بالتخفيف في جميع الالفاظ المتقدمة حيثما وقعت في القرآن الكريم (1).

والتشديد، والتخفيف لغتان، وعلى القراءتين جاء قول الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت

انما الميت ميت الاحياء

«تنبيه» : اتفق القراء العشرة على تشديد ما لم يمت نحو قوله تعالى:

.. إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (2)

قال «الراغب» في مادة «موت» : «انواع الموت بحسب انواع الحياة» :

فالاول: ما هو بازاء القوة النامية الموجودة في الانسان، والحيوان:

والنباتات، نحو قوله تعالى: كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى (3).

وقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (4).

والثاني: زوال القوة الحاسة، نحو قوله تعالى: قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (5).

والثالث: زوال القوة العاقلة، وهي الجهالة، نحو قوله تعالى:

أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها (6).

والرابع: الحزن المكدر للحياة، نحو قوله تعالى في وصف اهل النار:

مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ

(1) قال ابن الجزري: وميته: والميتة اشدد ثب والارض الميتة مدا وميتا ثق الانعام ثوى .. اذ حجرات غث مدا وثب أوى صحب بميت يلد والميت هم .. والحضرمي.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 224.

واتحاف فضلاء البشر ص 152.

(2)

سورة الزمر الآية 30. قال الشاطبي: وما لم يمت للكل جاء مثقلا.

(3)

سورة البقرة الآية 23.

(4)

سورة المؤمنون الآية 80.

(5)

سورة مريم الآية 23.

(6)

سورة الانعام الآية 122.

ص: 110

الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ (1) والميت: بسكون الياء- مخفف عن «الميت» بتشديد الياء اهـ (2) وقال «الزبيدي» في مادة «موت» : «مات، يموت موتا» و «مات، يمات» في لغة «طيء» قال الراجز:

بنيتي سيدة البنات

عيشي ولا نأمن أن تماتي

ويقال: «مات يميت» .

والظاهر ان التثليث في مضارع «مات» مطلقا.

ولكن الواقع ليس كذلك، فالضم انما هو الواوي مثل:«قال يقول قولا» والكسر انما هو في اليائي، نحو «باع يبيع» وهي لغة مرجوحة انكرها جماعة، والفتح انما هو في المكسور الماضي نحو:«علم يعلم» (3) و «الميت» - بتخفيف الياء- الذي مات بالفعل، و «الميت» بالتشديد:

و «المائت» - على وزن فاعل-: الذي لم يمت بعد، ولكنه بصدد ان يموت.

قال «الخليل» : انشدني «ابو عمرو» :

أيا سائلي تفسير ميت وميت

فدونك قد فسرت ان كنت تعقل

فمن كان ذا روح فذلك ميت

وما الميت الا من القبر يحمل

وقال «الزبيدي» : «ميت» بتشديد الياء، يصلح لما قد مات، ولما سيموت.

قال الله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (4).

وقال اهل التصريف: «ميت» كان تصحيحه «ميوت» على وزن «فيعل» ثم ادغموا الواو في الياء (5).

وقال آخرون: «انما كان في الاصل «مويت» مثل: «سيد وسويد» فأدغمنا الياء في الواو (6) ونقلناه فقلنا: «ميت» .

(1) سورة إبراهيم الآيتان 16 - 17.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 476 - 477.

(3)

انظر: تاج العروس ح 1 ص 585.

(4)

سورة الزمر الآية 30.

(5)

لعل الصواب: ثم ادغموا الياء في الواو بعد قلب الواو ياء.

(6)

لعل الصواب: فأدغمنا الواو في الياء بعد قلب الواو ياء.

ص: 111

يقول «الزبيدى» : «قال شيخنا بعد ان نقل قول «الخليل» عن «ابي عمرو»

ما نصه: «وعلى هذه التفرقة جماعة من الفقهاء، والادباء، ثم يقول «الزبيدي» : وعندي فيه نظر فانهم صرحوا بان «الميت» مخفف الياء مأخوذ من «الميت» المشدد، واذا كان مأخوذا منه فكيف يتصور الفرق فيهما في الاطلاق، حتى قال العلامة «ابن دحية» في كتاب «التنوير في مولد البشير والنذير»: بأنه خطأ في القياس ومخالف للسماع:

اما القياس فان المخفف، انما اصله «ميت» المشدد: فخفف، وتخفيفه لم يحدث فيه معنى مخالف لمعناه في حال التشديد، كما يقال:«هين، وهين» فكما ان التخفيف في «هين» لم يحل معناها، كذلك تخفيف «ميت» (1).

واما السماع: فانا وجدنا العرب لم تجعل بينهما فرقا في الاستعمال، ومن أبين ما جاء في ذلك قول الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت

انما الميت ميت الاحياء

وقال آخر:

الا يا ليتني والمرء ميت

وما يغني عن الحدثان ليت

ففي البيت الاول سوى بينهما، وفي الثاني جعل «الميت» المخفف «للحي» الذي لم يمت، الا ترى ان معناه: والمرء سيموت، فجرى مجرى قوله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (2).

وقال شيخنا: «ثم رأيت في «المصباح» فرقا آخر وهو انه قال: «الميتة» من «الحيوان» جمعها «ميتات» وأصلها «ميتة» بالتشديد.

وقيل: التزم التشديد في «ميتة» الاناسي: لأنه الاصل، والتزم في

التخفيف في غير الاناسي، فرقا بينهما، ولان استعمال هذا اكثر في الآدميات، وكانت اولى بالتخفيف.

والجمع: «أموات، وموتى، وميتون، وميتون» بتخفيف الياء، وتشديدها.

قال «سيبويه» : «كان بابه الجمع بالواو، والنون، لان الهاء تدخل في انثاه كثيرا.

(1) انظر: تاج العروس ح 1 ص 586.

(2)

سورة الزمر الآية 30

ص: 112

وفي «المصباح المنير» : «ميت، واموات» كبيت، وابيات، والانثى «ميتة» بالتشديد: والتخفيف، «وميت» مشددا بغير هاء، ويخفف.

وقال «الزجاج» : «الميت» بالتشديد الا انه يخفف، والمعنى واحد يستوي فيه المذكر، والمؤنث» اهـ (1).

الكسر والضم تخلصا من التقاء الساكنين «فمن اضطر» من قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ (2) وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ بالفعل الذي يلي الساكن الاول بالضم، ويكون اول الساكنين أحد حروف «لتنود» والتنوين:

1 -

فاللام نحو قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (3) 2 - والتاء نحو قوله تعالى: وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ (4)

3 -

والنون نحو قوله تعالى: أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ (5) 4 - والواو نحو قوله تعالى: أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ (6) 5 - والدال نحو قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ (7) 6 - والتنوين سواء كان مجرورا نحو قوله تعالى:

كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ (8) او غير مجرور نحو قوله تعالى: وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً* انْظُرْ (9)

(1) انظر: تاج العروس ح 1 ص 587.

(2)

سورة البقرة الآية 173.

(3)

سورة الاعراف الآية 195.

(4)

سورة يوسف الآية 31.

(5)

سورة القلم الآية 22.

(6)

سورة الاسراء الآية 110.

(7)

سورة الانعام الآية 10.

(8)

سورة إبراهيم الآية- 26.

(9)

سورة الاسراء الآيتان 20 - 21.

ص: 113

اختلف القراء العشرة في كيفية التخلص من التقاء الساكنين:

فقرأ «عاصم، وحمزة بالكسر في الحروف الستة قولا واحدا، وذلك على الاصل في التخلص من التقاء الساكنين» .

وقرأ «ابو عمرو» بالكسر في اربعة احرف، وهن:«التاء، والنون، والدال، والتنوين» .

وضم في حرفين وهما: الواو: ولام «قل» .

وقرأ «يعقوب» بالكسر في خمسة احرف، وهن:«اللام، والتاء، والنون، والدال، والتنوين» .

وضم في حرف واحد وهو «الواو» .

وقرأ «قنبل» بالكسر في الحروف الستة، الا انه اختلف عنه في التنوين والمجرور، فروي عنه فيه الكسر، والضم».

وقرأ «ابن ذكوان» بالكسر في خمسة احرف، وهن حروف «لتنود» واختلف عنه في التنوين مطلقا، سواء كان مجرورا، او غير مجرور.

وقرأ الباقون بالضم في الحروف الستة، وذلك اتباعا لضم ثالث الفعل (1).

«اضطر» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:

.. فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ (2) قرأ «ابو جعفر» «اضطر» بكسر الراء الاولى، فلما ادغمت الراء الاولى في الثانية نقلت كسرتها الى الطاء بعد حذف حركة الطاء.

وقرأ الباقون «اضطر» بضم الطاء، على الاصل.

(1) قال ابن الجزري: والساكن الاول ضم.

لضم همز الوصل وكسره نما فز غير قل حلا وغير أو صما والخلف في التنوين مز وان يجر زن خلفه انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 425.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 274.

واتحاف فضلاء البشر ص 153.

(2)

سورة البقرة الآية 173.

ص: 114

من هذا يتبين ان كسر الطاء، وضمها لغتان (1).

«العسر» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (2)«عسر» من قوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (3)

«عسرا» من قوله تعالى: وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (4)«عسرة» من قوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ (5)«العسرة» من قوله تعالى: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ (6)«للعسرى» من قوله تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (7)«اليسر» من قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ (8)«يسرا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (9)«لليسرى» من قوله تعالى: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (10) ومن قوله تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (11) قرأ «ابو جعفر» جميع الالفاظ المتقدمة حيثما وقعت بضم السين واختلف عن «ابن وردان» في «يسرا» من قوله تعالى:

فَالْجارِياتِ يُسْراً بالذاريات- 3.

(1) قال ابن الجزري: واضطر ثق ضما كسر.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 426.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 80.

واتحاف فضلاء البشر ص 153.

(2)

سورة البقرة الآية 185.

(3)

سورة الطلاق الآية 7

(4)

سورة الكهف الآية 73.

(5)

سورة البقر الآية 280.

(6)

سورة التوبة الآية 117.

(7)

سورة الليل الآية 10.

(8)

سورة البقرة الآية 185.

(9)

سورة الكهف الآية 88.

(10)

سورة الاعلى الآية 8.

(11)

سورة الليل الآية 7.

ص: 115

فروي عنه ضم السين، واسكانها ..

وقرأ الباقون باسكان السين في جميع الالفاظ (1).

والاسكان في السين وضمها لغتان.

والاسكان هو الاصل، والضم لمناسبة ضم الحرف الذي قبل السين.

«البيوت» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى.

وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها (2)«بيوت» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (3)«بيوتا» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى: وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً. (4)

«بيوتكم» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ (5)«بيوتكن» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (6)«بيوتنا» وهي في قوله تعالى: يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ (7)«بيوتهم» حيث وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا (8)

«بيوتهن» وهي في قوله تعالى: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ (9) قرأ «ورش، وابو عمرو: وحفص، وابو جعفر، ويعقوب» كل هذه الالفاظ حيثما وقعت في القرآن الكريم، بضم الياء، وذلك في جمع «فعل» على «فعول» .

وقرأ الباقون كل هذه الالفاظ ايضا بكسر الباء، وذلك لمجانسة الياء.

من هذا يتبين ان الضم، والكسر لغتان (10).

(1) قال ابن الجزري: وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط بالذرو.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 406.

واتحاف فضلاء البشر ص 141.

(2)

سورة البقرة الآية 189.

(3)

سورة النور الآية 36.

(4)

سورة الاعراف الآية 74.

(5)

سورة آل عمران الآية، 49

(6)

سورة الاحزاب الآية 33.

(7)

سورة الاحزاب الآية 13.

(8)

سورة النمل الآية 52.

(9)

سورة الطلاق الآية 1.

(10)

قال ابن الجزري: بيوت كيف جاء بكسر الضم كم. دون صحبة بلا. انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 427.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 284.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 85.

واتحاف فضلاء البشر ص 155.

ص: 116

«السلم» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (1) ومن قوله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها (2) ومن قوله تعالى: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ (3) قرأ «نافع، وابن كثير، والكسائي، وابو جعفر» «السلم» في المواضع الثلاثة بفتح السين.

وقرأ الباقون بكسرها (4).

وهما لغتان في مصدر «سلم» .

قال «ابو عبيدة معمر بن المثنى، والاخفش الاوسط» : «السلم» بالكسر:

الاسلام، وبالفتح: الصلح، والمراد به الاسلام، لان من دخل في الاسلام فقد دخل في الصلح، فالمعنى: ادخلوا في الصلح الذي هو الاسلام» اهـ (5).

وقال «الراغب» : «السلم» بفتح السين، وبكسرها:«الصلح» ، اهـ (6).

وقال «ابن عباس» رضي الله عنهما: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ يعني الاسلام اهـ (7).

(1) سورة البقرة الآية 208.

(2)

سورة الانفال الآية- 61.

(3)

سورة محمد الآية 35.

(4)

قال ابن الجزري: وفتح السلم حرم رشفا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 428.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 156.

واتحاف فضلاء البشر ص 156.

(5)

انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 287.

(6)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 240.

(7)

مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 185.

ص: 117

«قدره» معا: من قوله تعالى: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ (1) قرأ «ابن ذكوان، وحفص، وحمزة، والكسائي، وابو جعفر، وخلف العاشر» «قدره» معا بفتح الدال.

وقرأ الباقون باسكان الدال.

والفتح، والاسكان لغتان بمعنى واحد، وهو الطاقة، والمقدرة (2) قال صاحب المفردات:«القدرة» : اذا وصف بها الانسان، فاسم لهيئة له، بها يتمكن من فعل شيء ما، واذا وصف الله بها فهي نفي العجز عنه.

ومحال ان يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى، وان اطلق عليه لفظا. بل حقه ان يقال: قادر على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التقييد.

ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه الا ويصح ان يوصف بالعجز من وجه.

والقدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقضي الحكمة لا زائد عليه، ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح ان يوصف به الا الله تعالى (3).

والقدر: بفتح القاف والدال: وقت الشيء المقدر له، والمكان المقدر له، قال تعالى: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (4).

وتستعار «القدرة، والمقدور» للحال، والسعة في المال اهـ (5).

وجاء في «تاج العروس» : نقل «الازهري، محمد بن احمد أبو منصور» (6)

(1) سورة البقرة الآية 236.

(2)

قال ابن الجزري: وقدره حرك معا من صحب ثابت.

انظر: النشر في القراءات ح 1 ص 432.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 298.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 95.

واتحاف فضلاء البشر ص 159.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «قدر» ص 394.

(4)

سورة المرسلات الآية 22.

(5)

انظر: المفردات مادة «قدر» ص 396.

(6)

هو: الليث بن المظفر بن نصر بن سيار الخراساني، وقال «الازهري»: هو الليث بن رافع بن نصر، وقال «ابن المعتز»: كان «الخليل» منقطعا الى «الليث» الخ- أقول يفهم من هذه العبارة أن «الليث» كان من أساتذة «الخليل بن أحمد» .

انظر: المزهر للسيوطي ح 1 ص 77.

ص: 118

«القدر» بفتح الدال: «القضاء الموفق» اهـ وفي «المحكم» لابن سيده: «القدر» بفتح الدال: «القضاء والحكم» وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء، ويحكم به الامور. اهـ وقال «الليث»:«القدر» بفتح الدال، وسكونها:«مبلغ الشيء» وبه فسر قوله تعالى: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ اهـ (1).

قال: اي ما وصفوه حق صفته.

وقال «الاخفش الاوسط» ، سعيد بن مسعدة ت 215 هـ:

«القدر» بفتح الدال: وسكونها: «الطاقة ومبلغ الشيء، (2) وبهما- اي بفتح الدال، وسكونها- قرئ قوله تعالى:

وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ (3).

«ويبصط» من قوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (4) ومن قوله تعالى: وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً (5) قرأ «دوري ابي عمرو، وهشام، وخلف عن حمزة، ورويس وخلف العاشر» «يبسط، بسطة» بالسين قولا واحدا.

وذلك على الاصل، والدليل على ان السين هي الاصل انه لو كانت الصاد هي الاصل ما جاز ان ترد الى السين، لان الصاد اقوى من السين لان الصاد مستعلية، ومطبقة، والسين مسفلة، ومنفتحة، ولا يصح

(1) انظر: تاج العروس مادة «قدر» ح 3 ص 481. والآية من سورة الأنعام رقم 91.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «قدر» ح 3 ص 481.

(3)

سورة البقرة الآية 236.

(4)

سورة البقرة الآية 245.

(5)

سورة الاعراف الآية 69.

ص: 119

ان ينقل الحرف القوي الى حرف اضعف منه، فاذا لم يجز ان ترد الصاد الى السين، وجاز ان ترد السين الى الصاد، علم ان السين هي الاصل.

وقرأ «نافع، والبزي، وشعبة، والكسائي، وابو جعفر، وروح» «يبصط، بصطة» بالصاد قولا واحدا.

وذلك لمجانسة الصاد للطاء التي بعدها، وذلك باشتراكهما في صفات:

«الاستعلاء، والاطباق، والاصمات» .

وقرأ الباقون وهم: «قنبل والسوسي، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد» بالسين، والصاد فيهما، وذلك جمعا بين اللغتين (1).

قال «الجوهري» اسماعيل بن حماد الفارابي ت 393 هـ «بسطه يبسطه بسطا» بالسين، والصاد:«نشره» اهـ (2).

«عسيتم» من قوله تعالى: فهل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا (3) ومن قوله تعالى: فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم (4) قرأ «نافع» «عسيتم» في الموضعين بكسر السين، وقرأ الباقون بفتح السين.

والكسر والفتح في «عسى» اذا لم يتصل بالضمير (5).

(1) قال ابن الجزري: ويبسط سينه فتى حوى لي غث.

وخلف عن قوى زن من يصر كبصطة الخلق.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 433.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 302.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 97 - 244.

واتحاف فضلاء البشر ص 160.

(2)

انظر: تاج العروس ح 5 ص 105.

(3)

سورة البقرة الآية 246.

(4)

سورة محمد الآية 22.

(5)

قال ابن الجزري: عسيتم اكسر سينه معا ألا انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 436.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 303.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 97.

واتحاف فضلاء البشر ص 160.

ص: 120

وقد اختلف النحاة في «عسى» على ثلاثة اقوال:

الاول: ذهب جمهور نحاة البصرة الى ان «عسى» فعل يدل على الرجاء، في جميع الاحوال، سواء اتصل بها ضمير رفع، او ضمير نصب، او لم يتصل بها واحد منهما.

وهو يرفع المبتدأ وينصب الخبر (1).

والثاني: ذهب كل من «ابي العباس احمد بن يحيى ثعلب» ت 291 هـ «وابي بكر محمد بن السري، المعروف بابن السراج» ت 316 هـ وهما من الكوفيين الى ان «عسى» حرف يدل على الرجاء، في جميع الاحوال، مثل «لعل» يعمل عمل «ان» ينصب الاسم ويرفع الخبر (2).

والثالث: ذهب «سيبويه» (3). ت 180 هـ الى انها حرف ان اتصل بها ضمير نصب، مثل قول «صخر بن الحضرمي»

فقلت عساها نار كأس وعلّها

تشكّي فآتي نحوها فأعودها

وفعل فيما عدا ذلك، اي اذا لم يتصل بها ضمير نصب (4).

وقرر النحويون ان الراجح في خبر» عسى ان يكون فعلا مضارعا يكثر اقترانه «بأن» مثل قوله تعالى: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ (5).

ويقل تجريد خبرها من «ان» مثل قول «هدبة من خشرم العذري» :

(1) انظر: هامش شرح ابن عقيل على الألفية ح 1 ص 323.

(2)

انظر: مغني اللبيب ص 201.

(3)

هو: عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه «ومعنى سيبويه بالفارسية رائحة التفاح» «أبو بشر» أديب نحوي، أخذ النحو، والأدب عن «الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب البصري، وأبي الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر» كان حجة ومتوقد الذكاء، من آثاره «كتاب سيبويه في النحو» توفي عام 180 هـ 796 م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح 8 ص 10.

(4)

انظر: مغني اللبيب ص 201.

(5)

سورة المائدة الآية 52.

ص: 121

عسى الكرب الذي امسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب (1).

كما انه يندر مجيء خبرها اسما، مثل قول الشاعر (2):

اكثرت في العذر ملحا دائما

لا تكثرن ان عشيت صائما (3)

«بسطة» من قوله تعالى: قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (4) قرأ «قنبل» «بسطة» بالسين، وبالصاد، وهما لغتان.

وقرأ الباقون بالسين قولا واحدا، موافقة لرسم المصحف (5).

جاء في المفردات: «بسط الشيء نشره، وتوسعه، ويقال: بسط الثوب نشره، ومنه البساط: وذلك اسم لكل مبسوط، قال الله تعالى. وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (6) واستعار قوم «البسط» لكل شيء لا يتصور فيه

تركيب وتأليف ونظم» (7) قال الله تعالى: وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ.

(1) انظر: شرح ابن عقيل على الالفية ح 1 ص 327.

(2)

قال: قال المرحوم فضيلة الشيخ «محمد محيى الدين» : «قال أبو حيان» : هذا البيت مجهول، لم ينسبه الشراح الى أحد اهـ.

«ثم يقول: وقيل: إنه «لرؤبة بن العجاج» وقد بحثت ديوان أراجيز «رؤبة» فلم أجده في أصل الديوان، وهو مما وجدته في أبيات جعلها ناشره ذيلا لهذا الديوان مما وجده في بعض كتب الأدب منسوبا اليه، وذلك لا يدل على صحة نسبتها اليه.

(3)

قال ابن مالك عن «عسى» :

ككان كاد وعسى لكن ندر

غير مضارع لهذين خبر

وكونه بدون أن بعد عسى

نزر كاد الأمر فيه عكسا

(4)

قال ابن الجزري: ويبصط سينه فتى حوى الى قوله: وخلف العلم زد انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 436.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 98.

واتحاف فضلاء البشر ص 160.

(5)

سورة البقرة الآية 247.

(6)

سورة نوح الآية 19.

(7)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «بسط» ص 46.

ص: 122

«غرفة» من قوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (1) قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» .

«غرفة» بضم الغين، اسم للماء المغترف.

والمعنى: الا من اغترف ماء على قدر ملء اليد.

وقرأ الباقون «غرفة» بفتح الغين، على انها اسم للمرة (2).

جاء في المفردات: «الغرف» بفتح الغين وسكون الراء: رفع الشيء وتناوله.

يقال: غرفت الماء، والمرق.

«والغرفة» بضم الغين وسكون الراء ما يغترف.

«والغرفة» ايضا: علية من البناء- بضم عين «علية» قال تعالى: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا (3).

وسمى منازل الجنة غرفا، قال تعالى: لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً (4)

«والغرفة» بفتح وسكون الراء: للمرة.

«والمغرفة» لما يتناول به (5).

وجاء في «تاج العروس» : غرف الماء بيده «يغرفه» بكسر الراء «ويغرفه» بضم الراء «غرفا» : اخذه بيده، كاغترافه، واغترف منه.

«والغرفة» بفتح الغين: للمرة الواحدة منه.

«والغرفة» بكسر الغين: هيئة الغرف (6).

«جزءا» المنون المنصوب من قوله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً (7)

(1) سورة البقرة الآية 249.

(2)

قال ابن الجزري: غرفة اضمم ظل كنز.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 436.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 303 وحجة القراءات ص 140.

(3)

سورة الفرقان الآية 75.

(4)

سورة العنكبوت الآية 58.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «غرف» ص 360.

(6)

انظر تاج العروس مادة «غرف» ح 6 ص 209

(7)

سورة البقرة الآية 260.

ص: 123

ومن قوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً (1)«جزء» المنون المرفوع من قوله تعالى: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (2) قرأ «شعبة» «جزءا» المنصوب، و «جزء» المرفوع بضم الزاي، وذلك لمجانسة ضم الجيم، وهو لغة الحجازيين» (3).

وقرأ «ابو جعفر» «جزءا» المنصوب بتشديد الزاي، وذلك بعد ابدال الهمزة زاء وادغام الزاي في الزاي (4).

وقرأ «جزء» المرفوع باسكان الزاي، وذلك على الاصل، وهو لغة:

«تميم- وأسد» .

وقرأ الباقون «جزءا» المنصوب، و «وجزء» المرفوع باسكان الزاي (5) قال «الراغب»:«جزء الشيء ما يتقوم به جملته، كأجزاء السفينة، واجزاء البيت: قال تعالى: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ اي نصيب، وذلك جزء من الشيء» اهـ (6).

جاء في «المفردات» : «جزء الشيء» ما يتقوم به جملته، كأجزاء السفينة، واجزاء البيت (7) قال الله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً (8).

وجاء في «تاج العروس» : «الجزء» بالضم في الجيم: «البعض» ويفتح ويطلق على «القسم» لغة، واصطلاحا، والجمع «اجزاء» .

«وجزأه» بتخفيف الزاي «كجعله» : قسمة اجزاء.

«كجزاه» بتشديد الزاي «تجزئة» ، وهو في المال بالتشديد لا غير. اهـ (9).

(1) سورة الزخرف الآية 15.

(2)

سورة الحجر الآية 44.

(3)

قال ابن الجزري: وجزءا صف.

(4)

قال ابن الجزري: جزائنا.

(5)

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 406.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 102.

واتحاف فضلاء البشر ص 141.

(6)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 93. والآية من سورة الحجر رقم 44.

(7)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «جزء» ص 93.

(8)

سورة البقرة الآية 260.

(9)

انظر: تاج العروس مادة «جزء» ح 1 ص 51.

ص: 124

«ربوة» من قوله تعالى: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ (1) ومن قوله تعالى: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (2) قرأ «ابن عامر، وعاصم» «ربوة» في الموضعين بفتح الراء.

وقرأ الباقون «ربوة» بضم الراء (3).

وهما لغتان، والربوة: المكان المرتفع من الارض.

جاء في «المفردات» «ربوة» بفتح الراء وكسرها، وضمها «ورباوة» بفتح الراء، وكسرها فقط، قال تعالى: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ.

قال «أبو الحسن» (4): «الربوة» بفتح الراء اجود، لقولهم:«ربى» بضم الراء اهـ.

وسميت «الربوة» «رابية» كأنها ربت بنفسها في مكان. ومنه «ربا» : اذا زاد وعلا (5) قال تعالى: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ (6).

«أكلها» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ (7)«الأكل» من قوله تعالى: وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ (8)«الأكل» من قوله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (9)

(1) سورة البقرة الآية 265.

(2)

سورة المؤمنون الآية 50.

(3)

قال ابن الجزري: ربوة الضم معا شفا سما.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 439.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 313.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 104.

واتحاف فضلاء البشر ص 163.

(4)

لقد بحثت عن ترجمته فلم أهتد اليه ولعله «أبو الحسن علي بن محمد الاشبيلي» شارح الجمل للزجاج.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «ربوة» ص 186 - 187.

(6)

سورة فصلت الآية 39.

(7)

سورة البقرة الآية 265.

(8)

سورة الرعد الآية 4.

(9)

سورة سبأ الآية 16.

ص: 125

«اكله» من قوله تعالى: وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ (1)

قرأ «نافع: وابن كثير» جميع الالفاظ المتقدمة: «اكلها، الاكل، اكل، اكله» حيثما وقعت في القرآن الكريم باسكان الكاف.

وقرأ «ابو عمرو» باسكان الكاف في «اكلها» حيثما وقع في القرآن، وبضم الكاف في بقية الالفاظ وهي:«الاكل، اكل، اكله» وقرأ الباقون بضم الكاف في جميع الالفاظ حيثما وقعت (2).

والاسكان والضم لغتان، في كل اسم على ثلاثة احرف وله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الاول وهو لغة «الحجازيين» .

ومن اسكن في البعض، وضم في البعض الآخر جمع بين اللغتين.

«الاكل» : كل ما اجتنى (3).

وجاء في المفردات: «الاكل» بضم الهمزة والكاف: اسم لما يؤكل، قال تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (4).

ويعبر به، اي- «بالاكل» عن النصيب، فيقال: فلان ذو اكل من الدنيا، وفلان استوفى اكله: كناية عن انقضاء الاجل.

وجاء في «تاج العروس» : قال «ابن الكمال» ت 702 هـ (5)

«الاكل» بفتح الهمزة، وسكون الكاف: ايصال ما يمضغ الى الجوف ممضوغا اولا، فليس اللبن والسويق مأكولا قلت وقول الشاعر:

(1) سورة الانعام الآية 141.

(2)

قال ابن الجزري: والأكل أكل اذ دنا وأكلها شغل أتى حبر.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 406.

واتحاف فضلاء البشر ص 141.

(3)

انظر: العمدة في غريب القرآن ص 246.

(4)

سورة سبأ الآية 16.

(5)

هو محمد بن أحمد بن داود بن موسى اللخمي، ويعرف بابن الكمال «أبو عبد الله» مقرئ، محدث، فقيه، ذو حظ من اللغة، والعربية، والآداب ولد سنة 640 هـ ورحل الى «العدو» وتجول في بلاد الاندلس، من مصنفاته: الممتع في تهذيب المقنع، توفي عام 702 هـ الموافق 1312 م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح 8 ص 359.

ص: 126

من الآكلين الماء ظلما فما ادى

ينالون خيرا بعد اكلهم الماء

فانما يريد قوما كانوا يبيعون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلونه فاكتفى بذكر الماء الذي هو سبب المأكول عن ذكر المأكول اهـ (1).

قال «المناوي» : وفي كلام «الرماني» ت 384 هـ (2) ما يخالف كلام: «ابن الكمال» حيث قال «الاكل حقيقة: بلع الطعام بعد مضغه، قال: فبلع «الحصاة» ليس بأكل حقيقة اهـ.

«والأكلة» بفتح الهمزة: المرة الواحدة، بالهمزة «اللقمة» تقول: أكلت أكلة واحدة، اي لقمة (3).

تشديد التاءات:

قرأ «البزي» وصلا بخلف عنه بتشديد التاء فيما اصله تاءان، وحذفت واحدة من الخط، ذلك في احدى وثلاثين تاء، وهن:

1 -

لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ (4)

2 -

«ولا تفرقوا» من قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا (5)

3 -

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ (6)

4 -

وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ (7)

5 -

«فتفرق» من قوله تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (8)

(1) انظر: تاج العروس مادة «أكل» ح 7 ص 209.

(2)

هو: علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني، ويعرف بالاخشيدي وبالوراق، واشتهر بالرماني «أبو الحسن» أديب، نحوي، لغوي، متكلم، فقيه، أصولي، مفسر، فلكي، منطقي، أصله من «سر من رأى» ، أخذ عن «ابن السراج: وابن دريد، والزجاج» له عدة مصنفات بلغت نحو المائة، منها: الجامع الكبير في التفسير، المبتدأ في النحو، ومعاني الحروف، والاشتقاق، وشرح الصفات، توفي عام 413 هـ الموافق 1022 م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح 7 ص 162.

(3)

تاج العروس مادة «أكل» ح 7 ص 209.

(4)

سورة البقرة الآية 267.

(5)

سورة آل عمران الآية 103.

(6)

سورة النساء الآية 97.

(7)

سورة المائدة الآية 2.

(8)

سورة الانعام الآية 153.

ص: 127

6 -

فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (1)

7 -

وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (2)

8 -

وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا (3)

9 -

قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ (4)

10 -

وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (5)

11 -

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ (6)

12 -

لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ (7)

13 -

ما تنزل الملائكة إلا بالحق (8)

14 -

وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا (9)

15 -

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ (10)

16 -

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ (11)

17 -

فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (12)

18 -

عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (13)

19 -

الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (14)

20 -

وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى (15)

21 -

وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ (16)

22 -

ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (17)

23 -

وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (18)

24 -

وَلا تَجَسَّسُوا (19)

25 -

لِتَعارَفُوا من قوله تعالى: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا (20)

26 -

أَنْ تَوَلَّوْهُمْ (21)

27 -

تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (22)

28 -

لَما تَخَيَّرُونَ (23)

29 -

عَنْهُ تَلَهَّى (24)

30 -

ناراً تَلَظَّى (25)

31 -

خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ (26)

(1) سورة الاعراف الآية 117.

(2)

سورة الانفال الآية 20.

(3)

سورة الانفال الآية 46.

(4)

سورة التوبة الآية 52.

(5)

سورة هود الآية 3.

(6)

سورة هود الآية 57

(7)

سورة هود الآية 105.

(8)

سورة الحجر الآية 8.

(9)

سورة طه الآية 69.

(10)

سورة النور الآية 15.

(11)

سورة النور الآية 54.

(12)

سورة الشعراء الآية 45.

(13)

سورة الشعراء الآية 221.

(14)

سورة الشعراء الآية 222.

(15)

سورة الاحزاب الآية 33.

(16)

سورة الاحزاب الآية 52.

(17)

سورة الصافات الآية 25.

(18)

سورة الحجرات الآية 11.

(19)

سورة الحجرات الآية 12.

(20)

سورة الحجرات الآية 13.

(21)

سورة الممتحنة الآية 9.

(22)

سورة الملك الآية 8.

(23)

سورة القلم الآية 38.

(24)

سورة عبس الآية 10.

(25)

سورة الليل الآية 14.

(26)

سورة القدر الآية 4.

ص: 128

«قرأ البزي» بخلف عنه بتشديد التاء في هذه المواضع كلها حالة الوصل، اي وصل ما قبل التاء بها، وذلك على ادغام احدى التاءين في الاخرى.

واعلم ان هذا الادغام على ثلاثة احوال:

الاولى: يكون قبل التاء المدغمة متحرك من كل كلمة نحو: «فتفرق بكم» (1) ومن كلمتين نحو: «ان الذين توفاهم الملائكة» (2) فهذه لا كلام فيها.

والثانية: يكون قبل التاء المدغمة حرف مد، سواء كان الفا نحو:«ولا تيمموا» (3) او كان حرف المد ناشئا عن الصلة نحو: «عنه تلهى» (4) وفي هذه الحالة يكون لحرف المد الاثبات لفظا مع مده مشبعا للساكن الذي بعده.

والثالثة: يكون قبل التاء المدغمة ساكن غير حرف المد، سواء كان ساكنا صحيحا نحو:«اذ تلقونه» (5) او تنوينا نحو: «خير من الف شهر تنزل الملائكة» (6) وفي هذه الحالة يجمع بين الساكنين، اذ الجمع بينهما في ذلك جائز لصحة الرواية، ولا يلتفت لمن قال بعدم جواز الجمع بين الساكنين.

واذا ابتدأ البزي بان تاء المدغمة ابتدأ بتاء واحدة مخففة، وذلك موافقة للرسم، ولعدم جواز الابتداء بالساكن.

والوجه الثاني للبزي يكون بقاء واحدة مخففة، وذلك على حذف احدى التاءين تخفيفا.

وقرأ «ابو جعفر» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا في «لا تناصرون» (7) وقرأ ما عدا ذلك بتاء واحدة مخففة.

وقرأ «رويس» بتشديد التاء قولا واحدا وصلا في «نارا تلظى» (8)

(1) سورة الانعام الآية 153.

(2)

سورة النساء الآية 97.

(3)

سورة البقرة الآية 267.

(4)

سورة عبس الآية 10.

(5)

سورة النور الآية 15.

(6)

سورة القدر الآية 4.

(7)

سورة الصافات الآية 25.

(8)

سورة الليل الآية 14.

ص: 129

وقرأ ما عدا ذلك بتاء واحدة مخففة.

وقرأ الباقون الجميع بتاء واحدة مخففة (1).

تنبيه: قال ابن الجزري في النشر: «وقد روى الحافظ «ابو عمرو الداني» في كتابه جامع البيان فقال: حدثني «ابو الفرج» محمد بن عبد الله النجاد المقرئ عن «ابي الفتح» احمد بن عبد العزيز بن بدهن، عن «ابي بكر الزينبي» عن «ابي ربيعة» عن «البزي» عن اصحابه عن «ابن كثير» انه شدد التاء في قوله تعالى في آل عمران وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ (2) وفي الواقعة: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (3) قال الداني: وذلك قياس قول «ابي ربيعة» لانه جعل التشديد في الباب مطردا، ولم يحصره بعدد. وكذلك فعل «البزي» في كتابه» اهـ (4) «نعما» من قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ (5) ومن قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ (6) قرأ «ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «نعما» في الموضعين بفتح النون وكسر العين، على الاصل، لان الاصل «نعم» مثل:

«شهد» .

وقرأ «ورش، وابن كثير، وحفص، ويعقوب» «نعما» بكسر النون والعين، فكسر العين على الاصل، وكسر النون اتباعا لكسره العين، لان العين حرف حلقي يجوز ان يتبعه ما قوله في الحركة مثل:«شهد وشهد» «ولعب ولعب» بفتح الفاء وكسرها، وهي لغة «هذيل» .

(1) قال ابن الجزري: في الوصل تاتيمموا اشدد تلقف تله لا تنازعوا تعارفوا

تفرقوا تعاونوا تنابزوا

وهل تربصون مع تميزوا

تبرج اذ تلقوا التجسسا

وفتفرق توفي في النسا

تنزل الاربع أن تبدلا

تخيرون مع تولوا بعد لا

مع هود والنور والامتحان لا

تكلم البزي تلظى هب غلا

تناصروا ثق هدو في الكل اختلف

عنه وبعد كنتم ظلتم وصف

وللسكون الصلة امدد والالف انظر: النشر في القراءات العشر ح 1 ص 439 فما بعدها.

(2)

رقم الآية 143.

(3)

رقم الآية 65.

(4)

قال ابن الجزري: وبعد كنتم ظلتم وصف.

انظر النشر في القراءات العشر ح 1 ص 442.

(5)

سورة البقرة الآية 271.

(6)

سورة النساء الآية 58.

ص: 130

وقرأ «ابو جعفر» «نعما» بكسر النون، واسكان العين، والاصل «نعم» بفتح النون وكسر العين، فكسرت النون اتباعا لكسرة العين، ثم سكنت الميم تخفيفا: وجاز الجمع بين ساكنين لان الساكن الثاني مدغم.

وقرأ «قالون، وابو عمرو، وشعبة» بوجهين:

الاول: كسر النون، واختلاس كسرة العين للتخفيف، وفرارا من الجمع بين ساكنين.

والثاني: كسر النون، واسكان العين كقراءة «ابي جعفر» (1).

ونعم فعل ماض جامد، وفاعل «نعم» مضمر، و «ما» بمعنى «شيئا» في موضع نصب على التفسير وهي المخصوص بالمدح، اي نعم الشيء شيئا، و «هي» خبر مبتدأ محذوف، كأنّ قائلا قال:«ما الشيء الممدوح» .

فقيل: هي، اي الممدوحة الصدقة.

ويجوز ان يكون «هي» مبتدأ مؤخرا، ونعم فاعلها الخبر: اي الصدقة نعم الشيء، واستغنى عن ضمير يعود على المبتدأ، لاشتمال الجنس على المبتدأ (2).

قال «ابن يعيش» يعيش بن علي بن يعيش ت 643 هـ: (3)

اعلم ان «نعم، وبئس» فعلان ماضيان، فنعم للمدح العام، وبئس للذم العام، والذي يدل انهما فعلان انك تضمر فيهما، وذلك اذا قلت:

(1) قال ابن الجزري: معا نعما افتح كما شفا وفي أخفاء كسر العين حربا كفى.

وعن أبي جعفر معهم سكنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 443.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 316 والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 106 - 62.

(2)

انظر: اعراب القرآن للعكبري ح 1 ص 115.

ومشكل اعراب القرآن لمكي بن أبي طالب ح 1 ص 114.

(3)

هو: يعيش بن علي بن يعيش، من كبار النحاة، ولد ومات بحلب، من مصنفاته: شرح المفصل «للزمخشري» وشرح التصريف لابن جني. ت: 643 هـ.

انظر: هامش مغني اللبيب ص 447.

ص: 131

«نعم رجلا زيد» و «نعم غلاما عليك» ولا تضمر الا في الفعل: وربما برز ذلك الضمير واتصل بالفعل على حد اتصاله بالافعال قالوا:

«نعما رجلين، ونعموا رجالا» كما تقول «ضربا وضربوا» حكى ذلك «الكسائي» ت 180 هـ (1) عن العرب.

ومن ذلك انه تلحقهما تاء التأنيث الساكنة وصلا، ووقفا كما تلحق الافعال نحو:«نعمت الجارية هند. وبئست الجارية جاريتك» .

كما تقول: «قامت هند، وقعدت» .

وايضا فان آخرهما مبني على الفتح من غير عارض عرض لهما، كما تكون الافعال الماضية كذلك.

الا انهما لا يتصرفان فلا يكون منهما «مضارع، ولا اسم فاعل» .

والعلة في ذلك انهما تضمنا ما ليس لهما في الاصل، وذلك انهما نقلا من الخبر الى نفس المدح والذم، والاصل في افادة المعاني انما هي الحروف، فلما افادت فائدة الحروف خرجت من بابها ومنعت التصرف «كليس وعسى» هذا مذهب البصريين والكسائي من الكوفيين (2).

وذهب سائر الكوفيين الى انهما اسمان مبتدآن، واحتجوا لذلك بمفارقتهما الافعال بعدم التصرف، وانه قد تدخل عليهما حروف الجر وحكوا «ما زيد بنعم الرجل» .

وانشدوا لحسان بن ثابت ت هـ 54 (3)

(1) هو: علي بن حمزة بن عبد الله الاسدي، الكوفي، مقرئ مجوّد، لغوي، نحوي، شاعر، نشأ بالكوفة، واستوطن بغداد، وتعلم على كبر، أخذ اللغة من أعراب الحطيمة الذين كانوا ينزلون بعض قرى بغداد، وروى الحديث، وأخذ عن حمزة الزيات، والرؤاسي، وابن عياش من تصانيفه: المختصر في النحو، كتاب القراءات، معاني القرآن، مقطوع القرآن وموصوله، توفي برنبوية عام 180 هـ 796 م.

انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح 7 ص 84.

(2)

انظر: شرح المفصل لابن يعيش ح 7 ص 127.

(3)

هو: حسان بن ثابت بن المنذر بن الخزرجي، الانصاري، الصحابي الجليل، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والاسلام، وكان يقطن المدينة المنورة، وأسلم، وكان من شعراء النبي عليه الصلاة والسلام، له ديوان شعر، توفي بالمدينة عام 54 هـ 674 م.

انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح 3 ص 191.

ص: 132

الست بنعم الدار يؤلف بيته

أخا قلة او معدم المال مصرما

وحكى «الفراء» ت 207 هـ ان اعرابيا بشر بمولودة فقيل له:

«نعم المولودة مولودتك» فقال: «والله ما هي بنعم الولادة» .

وحكوا: «يا نعم المولى ونعم النصير» ، فنداؤهم اياه دليل على انه اسم (1).

والحق ما ذكرناه- من انها فعل- واما دخول حرف الجر فعلى معنى الحكاية، والمراد:«الست بجار مقول فيه نعم الجار» وكذلك البواقي.

واما النداء فعلى تقدير حذف المنادى، والمعنى: يا من هو نعم المولى ونعم النصير، كما قال سبحانه: الا يا سجدوا لله (2).

والمراد: «الا يا قوم اسجدوا لله» او «يا هؤلاء اسجدوا لله» وفي «نعم» اربع لغات:

1 -

«نعم» على زنة «حمد» و «علم» وهو الاصل.

2 -

«نعم» بكسر النون، والعين.

3 -

«نعم» بفتح، النون، وسكون العين.

4 -

«نعم» بكسر النون، وسكون العين.

وليس ذلك شيئا يختص هذين الفعلين، وانما هو عمل في كل ما كان على «فعل» مما عينه حرف حلق (3) اسما كان، او فعلا، نحو:«فخذ، وشهد» فانه يسوغ فيهما، وفي كل ما كان مثلهما اربعة اوجه.

والعلة في ذلك ان حرف الحلق يستثقل اذا كان مستفلا، فلذلك اثروا التخفيف فيه، وكل ما كان اشد تسفلا، كان اكثر استثقالا:

فمن قال: «نعم» بفتح التاء، وكسر العين، فقد اتى بهما على الاصل.

(1) انظر: شرح المفصل ح 7 ص 127.

(2)

سورة النمل الآية 25.

(3)

حروف الحلق ستة وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء.

ص: 133

ومن قال «نعم» بكسر الفاء، والعين، اتبع الكسر، لان الخروج من الشيء الى مثله اخف من خروج الى ما يخالفه.

ومن قال: «نعم» بفتح الفاء، وسكون العين، فانه اسكن العين تخفيفا.

ومن قال «نعم» بكسر الفاء، وسكون العين، وهي اللغة الفاشية، فانه اسكن بعد الاتباع (1).

ثم قال «ابن يعيش» : «قد ثبت بما ذكرناه كون «نعم وبئس» فعلين، واذا كانا فعلين فلا بد لكل واحد منهما من فاعل ضرورة انعقاد الكلام، واستقلال الفائدة.

وفاعلاهما على ضربين:

احدهما: ان يكون الفاعل اسما مظهرا فيه «الالف واللام» او مضافا الى ما فيه الالف واللام.

والضرب الآخر: ان يكون الفاعل مضمرا فيفسر بنكرة منصوبة:

مثال الاول: «نعم الرجل عبد الله» والمضاف الى ما فيه الالف واللام نحو: «نعم غلام الرجل عمر» فالالف واللام هنا لتعريف الجنس: وليست للعهد، انما هي على حد قولك:«اهلك الناس الدرهم والدينار» ولست تعني واحدا من هذا الجنس بعينه، انما تريد مطلق هذا الجنس نحو قوله تعالى إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2).

الا ترى انه لو اراد معينا لما جاز الاستثناء منه بقوله: «الا الذين آمنوا» ولو كان للعهد لم يجز وقوعه فاعلا «لنعم» ولو قلت: «نعم الرجل الذي كان عندنا» او «نعم الذي في الدار» لم يجز.

فان قيل: ولم لا يكون الفاعل اذا كان ظاهرا «الا جنسا» ؟

قيل: لوجهين:

احدهما: ما يحكى عن «الزجاج» ، إبراهيم بن السري ت 311 هـ:

(1) انظر: شرح المفصل ح 7 ص 128 - 129.

(2)

سورة العصر الآية 2.

ص: 134

انهما لما وضعا للمدح العام، والذم العام، جعل فاعلهما عاما، ليطابق معناهما، اذ لو جعل خاصا، لكان نقضا للغرض، لان الفعل اذا اسند الى عام عم، واذا اسند الى خاص خص.

الوجه الثاني: انهم جعلوه جنسا، ليدل ان الممدوح، والمذموم، مستحق المدح، والذم في ذلك الجنس، فاذا قلت:«نعم الرجل زيد» اعلمت ان «زيد» الممدوح في الرجال من اجل الرجولية، وكذلك حكم الذم، واذا قلت:«نعم الظريف زيد» دللت بذكر الظريف ان «زيدا» ممدوح في الظراف، من اجل الظرف.

ولو قلت: «نعم زيد» لم يكن في اللفظ ما يدل على المعنى الذي استحق

به «زيد» المدح، لان لفظ «نعم» لا يختص بنوع من المدح دون نوع، ولفظ «زيد» ايضا لا يدل، اذا كان اسما علما وضع للتفرقة بينه وبين غيره، فاسند الى اسم جنس ليدل انه ممدوح، او مذموم في نوع من الانواع.

والمضاف الى ما فيه الالف واللام بمنزلة ما فيه الالف واللام، يعمل «نعم وبئس» فيه كما يعمل في الاول (1).

والثاني: وهو ما كان فاعله مضمرا قبل الذكر فيفسر بنكرة منصوبة، نحو قولك:«نعم رجلا زيد» ، «وبئس غلاما عمرو» ففي كل واحد من «نعم وبئس» فاعل اضمر قبل ان يتقدمه ظاهر، فلزم تفسيره بالنكرة ليكون هذا التفسير في تبنيه بمنزلة تقدم الذكر له، والاصل في كل مضمر ان يكون بعد الذكر، والمضمر هاهنا «الرجل» في «نعم رجلا» ، «والغلام» في «بئس غلاما» استغنى عنه بالنكرة المنصوبة التي فسرته، لان كلّ مبهم من الاعداد انما يفسر بالنكرة المنصوبة، ونصب النكرة هنا على التمييز اهـ (2) قال «ابن مالك» ت 672 هـ

فعلان غير منصرفين

نعم وبئس رافعان اسمين

ما قارني اول مضافين لما

قارنها كنعم عقبى الكرما

ويرفعان مضمرا يفسره

مميز كنعم قوما معشره

(1) انظر: شرح المفصل ح 7 ص 131.

(2)

انظر: شرح المفصل ح 7 ص 130 - 131.

ص: 135

ثم قال «ابن يعيش» : «اعلم ان «ما» قد تستعمل نكرة تامة غير موصوفة ولا موصولة على حد دخولها في التعجب نحو: «ما احسن زيدا» والمراد: شيء احسنه، ولذلك من الاستعمال قد يفسر بها المضمر في باب «نعم» كما يفسر بالنكرة المحضة فيقال:«نعم ما زيد» اي نعم الشيء شيئا زيد.

وقوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ (1).

فما هنا بمعنى «شيء» وهي نكرة في موضع نصب على التمييز مبينة الضمير المرتفع بنعم: والتقدير: «نعم شيئا هي» اي «نعم الشيء شيئا هي» فهي ضمير الصدقات، وهو المقصود بالمدح. ومثله قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ (2) فما في موضع نصب تمييز للمضمر «ويعظكم به» ، صفة للمخصوص بالمدح وهو محذوف.

والتقدير: نعم الشيء شيئا يعظكم به، اي نعم الوعظ وعظا يعظكم به وحذف الموصوف اهـ (3) «ميسرة» من قوله تعالى: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ (4) قرأ «نافع» «ميسرة» بضم السين، لغة «الحجاز» .

وقرأ الباقون «ميسرة» بفتح الميم، لغة باقي العرب» (5).

ومعنى «الى ميسرة» : الى وقت يسر، وسعة في المال (6).

وجاء في «المفردات» : «اليسر» : ضد العسر (7).

قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (8).

(1) سورة البقرة الآية 271.

(2)

سورة النساء الآية 58.

(3)

انظر: شرح المفصل ح (7) ص 134.

(4)

سورة البقرة الآية 280.

(5)

قال ابن الجزري ميسرة بالضم انصر.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 445.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 108.

واتحاف فضلاء البشر ص 166.

(6)

انظر: الهادي الى تفسير غريب القرآن ص 45.

(7)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «يسر» ص 551.

(8)

سورة البقرة الآية 185.

ص: 136

«والميسرة واليسار» : عبارة عن الغني (1).

قال تعالى: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ اهـ.

وجاء في «تاج العروس» : «الميسرة» مثلثة السين: «السهولة، والغنى، والسعة» اهـ (2).

«رضوان» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:

وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ (3) قرأ «شعبة» بضم الراء في جميع الالفاظ التي وقعت في القرآن الكريم، الا قوله تعالى: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ (4) فقد قرأه بالضم والكسر جمعا بين اللغتين.

وقرأ الباقون بكسر الراء حيثما وقع ذلك اللفظ (5).

وهما مصدران بمعنى واحد، فالضم نحو:«الشكران» والكسر نحو:

«الحرمان» .

قال «الراغب» الرضوان» الرضا الكثير، ولما كان اعظم الرضا رضا الله تعالى خص لفظ «الرضوان» في القرآن بما كان من الله تعالى: قال عز وجل يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً اهـ (6).

«وكأين» من قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (7)

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 552.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «يسر» ح 3 ص 626.

(3)

سورة آل عمران الآية 15.

(4)

سورة المائدة الآية 16.

(5)

قال ابن الجزري: رضوان ضم الكسر صف وذو السبل خلف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 4.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 337.

واتحاف فضلاء البشر ص 172.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 116.

(6)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 197.

(7)

سورة آل عمران الآية 146.

ص: 137

ومن قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها (1) قرأ «ابن كثير، وابو جعفر» «وكائن» بألف ممدودة بعد الكاف، في جميع القرآن وبعدها همزة مكسورة، وحينئذ يكون المد من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه.

الا ان «أبا جعفر» يسهل الهمزة مع التوسط والقصر.

وقرأ الباقون «وكأين» بهمزة مفتوحة بدلا من الالف، وبعدها ياء مكسورة مشددة.

وهما لغتان بمعنى كثير (2).

واعلم ان «كأي» اسم مركب من «كاف» التشبيه، «وأي» المنونة، ولذلك جاز الوقف عليها بالنون (3) لان التنوين لما دخل في التركيب اشبه النون الاصلية، ولهذه رسم في المصحف نونا هكذا:«كأين» ووقف عليها «ابو عمرو، ويعقوب» بحذف التنوين، اي على الياء هكذا «كأي» ، وذلك للتنبيه على الاصل، وهو ان الكلمة مركبة من كاف التشبيه، «وأي» المنونة. ومعلوم ان التنوين يحذف وقفا (4).

فائدة مهمة: اعلم ان «كأي» توافق «كم» في خمسة امور وهي:

الابهام، والافتقار الى التمييز، والبناء ولزوم التصدير، وافادة التكثير في الغالب نحو قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (5) وتخالفها في خمسة امور هي:

(1) سورة الطلاق الآية 8.

(2)

قال ابن الجزري: كائن في كأين ثل دم.

وقال: وفي كائن واسرائيل ثبت.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 13.

والمستنير في تخريج القراءات ح 1 ص 116.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 137.

واتحاف فضلاء البشر ص 179.

(3)

وقف القراء العشرة عدا «أبي عمرو، ويعقوب» على النون تبعا للرسم.

(4)

قال ابن الجزري: كأين النون وبالياء حما.

(5)

سورة آل عمران الآية 146.

ص: 138

الاول: ان «كأي» مركبة، وكم بسيطة على الصحيح.

والثاني: ان مميز «كأي» مجرور بمن غالبا، نحو قوله تعالى:

وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ (1) وقوله:

وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (2) وقوله:

وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ (3).

والثالث: ان «كأي» لا تقع استفهامية عند جمهور النحاة.

والرابع انها لا تقع مجرورة خلافا لابن قتيبة وابن عصفور حيث جاز نحو: «بكأي تبيع هذا الثوب» .

والخامس: ان خبرها لا يقع مفردا (4).

«الرعب» حيث جاء معرفا، ومنكرا، نحو قوله تعالى:

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ (5) ونحو قوله تعالى: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (6)

ونحو قوله تعالى: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ (7).

وقرأ «ابن عامر، والكسائي، وابو جعفر، ويعقوب» «الرعب، رعب» حيث وقع في القرآن الكريم سواء كان معرفا، او منكرا بضم العين.

وقرأ الباقون باسكان العين (8).

(1) سورة آل عمران الآية 146.

(2)

سورة يوسف الآية 105.

(3)

سورة العنكبوت الآية 60.

(4)

انظر: مغني اللبيب ص 246 - 247.

(5)

سورة آل عمران الآية 151.

(6)

سورة الكهف الآية 18.

(7)

سورة الحشر الآية 2.

(8)

قال ابن الجزري: رعب الرعب رم كم ثوى انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 407.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 360.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 138.

واتحاف فضلاء البشر ص 180.

ص: 139

وهما لغتان فاشيتان مثل: «السحت» باسكان العين، وبضمها.

وهما مصدران بمعنى واحد.

قال «الراغب» : «الرعب: الانقطاع من امتلاء الخوف» اهـ (1).

وقيل: الاصل السكون، وضمت العين اتباعا لضمة الراء، مثل:

«واليسر والعسر» بسكون السين وضمها.

وقيل الاصل ضم العين وسكنت تخفيفا، مثل:«الرسل» بضم السين، وسكونها (2).

«فلأمه» من قوله تعالى: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ (3) ومن قوله تعالى: فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ (4)«في أم» من قوله تعالى: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ (5)

«في امها» من قوله تعالى: حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا (6) قرأ «حمزة، والكسائي» هذه الالفاظ الثلاثة المتقدمة بكسر الهمزة وصلا، اي وصل ما قبل الهمزة بها، وذلك لمناسبة الكسرة التي قبل الهمزة، واذا ابتدأ بالهمزة فانهما يبدءان بهمزة مضمومة على الاصل.

وقرأ الباقون الالفاظ الثلاثة بضم الهمزة في الحالين: أي وصلا وبدءا والكسر والضم لغتان صحيحتان (7).

واما اذا اضيف لفظ «ام» الى جمع وكان قبله كسر، وذلك في اربعة مواضع وهن:

1 -

«امهاتكم» من قوله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ (8)

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 197.

(2)

انظر المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية ص 76.

(3)

سورة النساء الآية 11.

(4)

سورة النساء الآية 11.

(5)

سورة الزخرف الآية 4.

(6)

سورة القصص الآية 59.

(7)

قال ابن الجزري: لأمه في أم أمها كسر .. ضما لدى الوصل رضى.

(8)

سورة النحل الآية 78.

ص: 140

2 -

ومن قوله تعالى: أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ (1) 3 - ومن قوله تعالى: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ (2) 4 - ومن قوله تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ (3) فقد قرأ «حمزة» بكسر الهمزة والميم حالة وصل «امهاتكم» بالكلمة التي قبلها، فالكسر الذي في الهمزة لمناسبة

الكسر الذي قبلها، والكسر في الميم اتباعا لكسر الهمزة.

وقرأ «الكسائي» بكسر الهمزة فقط حالة وصل «امهاتكم» بالكلمة التي قبلها، وذلك لمناسبة الكسر الذي قبلها.

واذا ابتدأ كل من «حمزة، او الكسائي» «بامهاتكم» فانه يقرأ بهمزة مضمومة، وميم مفتوحة، على الاصل.

وقرأ الباقون الالفاظ الاربعة بضم الهمزة وفتح الميم في الحالين، اي وصلا وبدءا، وذلك على الاصل، وكلها لغات (4).

«واللذان» من قوله تعالى: وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما (5).

«هذان» من قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (6)«هاتين» من قوله تعالى: إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ (7)«فذانك» من قوله تعالى: فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ (8)

(1) سورة النور الآية 61.

(2)

سورة الزمر الآية 6.

(3)

سورة النجم الآية 32.

(4)

قال ابن الجزري: لأمه في أم أمها كسر .. ضما لدى الوصل رضى كذا الزمر والنحل نور النجم والميم تبع فاش.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 25 - 26.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 379.

(5)

سورة النساء الآية 16.

(6)

سورة الحج الآية 19.

(7)

سورة القصص الآية 27.

(8)

سورة القصص الآية 32.

ص: 141

«الذين» من قوله تعالى: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا (1).

قرأ ابن كثير بتشديد النون في المواضع الخمسة مع المد المشبع للساكنين، والتشديد على جعل احدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة، وذلك لأن «الذي» مثل «القاضي» تثبت ياؤه في التثنية، فكان حق الياء «الذي» ان تبقى كذلك في التثنية، الا انهم حذفوها من المثنى وعوضوا عنها النون المدغمة، وهذا التوجيه يتحقق في لفظ «الذين» .

او نقول ان التشديد في النون فيكون عوضا عن الحذف الذي دخل هذه

الاسماء المبهمة في التثنية، لانه قد حذف الف منها لالتقاء الساكنين، وهي الالف التي كانت في آخر المفرد والف التثنية، فجعل التشديد في نون المثنى عوضا عن الالف المحذوفة، وهذا التوجيه يتحقق في الالفاظ الآتية:

«هاذان. اللذان. فذانك» .

وأما «هاتين» فتشديد النون فيها على اصل التشديد في «هاتان» حالة الرفع، واجرى الجر مجرى الرفع طردا للباب على وتيرة واحدة.

وقرأ «ابو عمرو، ورويس» بتشديد النون مع المد المشبع مثل: «ابن كثير» في لفظ «فذانك» فقط.

وبتخفيف النون مع القصر في الالفاظ الاربعة الباقية اما التشديد فقد سبق توجيهه، واما التخفيف فعلى الاصل في التثنية.

وقرأ الباقون الالفاظ الخمسة بتخفيف النون مع القصر (2) والتشديد، والتخفيف لغتان.

«كرها» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً (3)

(1) سورة فصلت الآية 29.

(2)

قال ابن الجزري: وفي لذان وذان ولذين تين شد مك.

النشر في القراءات العشر ح 3 ص 26.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 381.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 153.

(3)

سورة النساء الآية 19.

ص: 142

ومن قوله تعالى: قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً (1) ومن قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً (2)

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «كرها» في المواضع الثلاثة بضم الكاف.

وقرأ «ابن ذكوان، وعاصم، ويعقوب، وهشام بخلف عنه» بضم الكاف في موضع الاحقاف، وبفتحها في موضعي النساء والتوبة.

وقرأ الباقون بفتح الكاف في المواضع الثلاثة (3).

قال «الاخفش الاوسط» : هما لغتان بمعنى المشقة، والاجبار. اهـ.

وقال «ابو عمرو بن العلاء» : الكره بالضم كل شيء يكره فعله، وبالفتح:

ما استكره عليه» اهـ (4).

وقال الراغب الاصفهاني: قيل الكره بالفتح والضم واحد، نحو الضعف، والضعف، وقيل: بالفتح المشقة التي تنال الانسان من خارج فيما يحمل عليه باكراه، وبالضم ما يناله من ذاته وهو يعافه» اهـ (5).

«بالبخل» من قوله تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) ومن قوله تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (7).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «بالبخل» في الموضعين بفتح الباء والخاء.

وقرأ الباقون بضم الباء، وسكون الخاء.

(1) سورة التوبة الآية 53.

(2)

سورة الاحقاف الآية 15.

(3)

قال ابن الجزري: كرها معا ضم شفا الاحقاف .. كفى ظيرا من له خلاف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 27.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 233.

واتحاف فضلاء البشر ص 188.

(4)

انظر: الكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 382.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 429.

(6)

سورة النساء الآية 37.

(7)

سورة الحديد الآية 23.

ص: 143

وهما لغتان في مصدر «بخل» مثل: «الحزن، والحزن» ، «والعرب والعرب» (1).

قال «الراغب» البخل امساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، ويقابله الجود، يقال: بخل فهو باخل، واما البخيل فالذي يكثر منه البخل.

ثم قال: «والبخل ضربان: بخل بقنيات نفسه، وبخل بقنيات غيره، وهو اكثرهما ذما، دليلنا على ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ اهـ (2).

«الدرك» من قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ (3) وقرأ «عاصم، وحمزة والكسائي، وخلف العاشر» .

«الدرك» باسكان الراء.

وقرأ الباقون «الدرك» بفتح الراء، والقراءتان لغتان بمعنى واحد مثل:

«القدر، والقدر» ، «السمع والسمع» .

والدرك: هو المكان (4).

قال «ابن عباس» رضي الله عنهما» «ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار» اي في اسفل النار.

وقال «سفيان الثوري» رحمه الله تعالى: «في توابيت ترتج عليهم» (5).

(1) قال ابن الجزري: والبخل ضم اسكن معا كم نل سما.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 30.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 389.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 158.

واتحاف فضلاء البشر ص 190.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 38.

(3)

سورة النساء الآية 145.

(4)

فقال ابن الجزري: والدرك سكن كفى.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 37.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 401.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 174.

(5)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ح 1 ص 451.

ص: 144

«شنآن» من قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (1) ومن قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا (2) قرأ «ابن عامر، وشعبة، وابن وردان، وابن جماز بخلف عنه» «شنآن» في الموضعين باسكان النون، على انه صفة، مثل:«عطشان، وسكران» .

وقيل: انه مصدر «شنا» والتسكين للتخفيف نظرا لكثرة الحركات وقرأ الباقون «شنآن» بفتح النون، وهو الوجه الثاني «لابن جماز» وهو مصدر «شنا» ، مثل «الطيران» والشنآن، معناه:«البغض» (3) جاء في «تاج العروس» : «شنأه» كمنعه، وسمعه، الاولى عن «ثعلب» ت 291 «يشنؤه» فيهما:«ابغضه» ، وبه فسره «الجوهري، والفيومي، وابن القوطية، وابن القطاع، وابن سيده، وابن فارس، وغيرهم» .

وقال «بعضهم» : اشتد بغضه اياه.

والمصدر: «شنا» بتثليث فائه، فالفتح عن «ابي عبيدة» والضم، والكسر عن «ابي عمرو الشيباني» .

«وشنأة» كحمزة «ومشنأة» بالفتح مقيس «ومشنأة» بكسر الميم كقبرة مسموع «وشان» بالتسكين، «وشنآن» بالتحريك، فهذه ثمانية مصادر ذكرها المصنف.

(1) سورة المائدة الآية 2.

(2)

سورة المائدة الآية 8.

(3)

قال ابن الجزري: سكن معا شنآن كم صح خفا: ذا الخلف انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 39.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 404.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 179.

املاء ما من به الرحمن ج 1 ص 179.

املاء ما من به الرحمن ج 1 ص 206.

مشكل اعراب القرآن ج 1 ص 219.

ص: 145

وزيد «شناءة» ككراهة، قال «الجوهري» وهو كثير في المكسور.

«وشنأ» محركة، «ومشنأ» كمقعد، ذكرهما «ابو اسحاق إبراهيم بن محمد الصفاقسي» في اعراب القرآن، ونقل عنه الشيخ «يس الحمصي» في حاشية «التصريح» «ومشنئة» بكسر النون «وشنان» بحذف الهمزة، حكاه «الجوهري» عن «ابي عبيدة» وانشد للأحوص:

وما العيش الا ما تلذ وتشتهي

وان لام فيه ذو الشنان وفندا

فهذه خمسة صار المجموع ثلاثة عشر مصدرا.

وزاد «الجوهري» «شناء» كسحاب، فصار اربعة عشر بذلك.

واستقصى ذلك «ابو القاسم بن القطاع» في تصريفه فقال في آخره: واكثر ما وقع من المصادر للفعل الواحد اربعة عشر مصدرا، نحو «شنئت شنا» .

ثم قال: وقرئ قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ بفتح النون، وبتسكينها، فمن سكن فقد يكون مصدرا، ويكون صفة، «كسكران» اي مبغض قوم، وهو شاذ في اللفظ لانه لم يجئ من المصادر عليه، ومن فتح النون فانما هو شاذ في المعنى، لان «فعلان» انما هو من بناء ما كان معناه الحركة، والاضطراب، «كالضربان، والخفقان» اهـ (1).

واقول ردا على صاحب التاج:

قوله: وهو شاذ في اللفظ لانه لم يجئ من المصادر عليه الخ اقول: وان لم يسمع عن العرب كما قال الا انه جاء به «القرآن الكريم» الذي هو تنزيل من رب العالمين، ونطق به نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر افصح العرب على الاطلاق، وبعد مجيء «القرآن» به، لا ينبغي لاحد القول بالشذوذ، والله اعلم.

(1) انظر: تاج العروس مادة «شنأ» ج 1 ص 81.

ص: 146

«اجل» من قوله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً (1) قرأ «ابو جعفر» «اجل» بكسر الهمزة، ونقل حركتها الى النون التي قبلها، واذا وقف على «من» وابتدأ «باجل» ابتدأ بهمزة قطع مكسورة، ومعنى «من اجل ذلك»: اي من جناية ذلك.

وقرأ الباقون «اجل» بهمزة مفتوحة، ومعنى «من اجل ذلك»: اي من جر ذلك، وجريرته، وجنايته.

من هذا يتبين ان الكسر والفتح في همزة «اجل» لغتان، الا ان الكسر بمعنى «جناية» والفتح بمعنى «جر وسبب» وهما متقاربان في المعنى (2).

جاء في المفردات: «الاجل» بسكون الجيم: الجناية التي يخاف منها آجلا، فكل «اجل» جناية، وليس كل جناية «اجلا» .

يقال فعلت كذا من اجله، قال تعالى: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ: اي من جراء ذلك، وقرئ «من اجل» بكسر الهمزة، أي من جناية ذلك.

ويقال: «اجل» بفتح الجيم: في تحقيق خبر سمعته.

وبلوغ الاجل في قوله تعالى: فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ (3) إشارة الى حين انقضاء العدة» اهـ (4).

وجاء في «تاج العروس» : «اجل، بالكسر، والفتح، لغتان، وقد يعدى بغير «من» كقول عدي بن زيد: «اجل ان الله قد فضلكم» اهـ (5).

(1) سورة المائدة الآية 32.

(2)

قال ابن الجزري: من أجل كسر الهمز والنقل شنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 40.

والمهذب في القراءات العشر ج 3 ص 185.

(3)

سورة البقرة الآية 231.

(4)

انظر: المفردات مادة «أجل» ص 12.

(5)

انظر: تاج العروس مادة «أجل» ج 7 ص 204.

ص: 147

«رسلنا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ (1)«رسلهم» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ (2)«رسلكم» من قوله تعالى: قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ (3) قرأ «ابو عمرو» هذه الالفاظ: «رسلنا، رسلهم، رسلكم» حيثما وقعت في القرآن الكريم باسكان السين.

وقرأ الباقون هذه الالفاظ بضم السين (4).

والاسكان، والضم لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» اهـ جاء في «المفردات»:«اصل الرسل» بكسر الراء، وسكون السين:

الانبعاث على التؤدة.

ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وابل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا.

وتصور منه تارة «الرفق» فقيل: على رسلك، اذا امرته بالرفق، وتارة «الانبعاث» فاشتق منه «الرسول» .

والرسول يقال للواحد والجمع.

وجمع الرسول «رسل» ، ورسل الله تارة يراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الانبياء:

فمن الملائكة قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى (5).

(1) سورة المائدة الآية 32.

(2)

سورة الأعراف الآية 101.

(3)

سورة غافر الآية 50.

(4)

قال ابن الجزري: ورسلنا مع هم وكم وسبلنا حز.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(5)

سورة هود الآية 69.

ص: 148

ومن الانبياء قوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (1) اهـ (2).

وجاء في «تاج العروس» : «الرسول» معناه في اللغة: الذي يتابع اخبار الذي بعثه، اخذا من قولهم: جاء رسلا، اي متتابعة.

والجمع «ارسل» بضم السين، قال «الكسائي»: سمعت فصيحا من الاعراب يقول: جاءتنا ارسل السلطان.

«ورسل» بضمتين، ويخفف اي بتسكين السين، كصبور، وسبر.

«ورسلاء» وهذه عن «ابن الاعرابي، ونسبها الصاغاني «للفراء» اهـ (3).

«للسحت» من قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ (4)«السحت» من قوله تعالى: وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ (5)

ومن قوله تعالى: لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ (6) قرأ «نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة» «للسحت، السحت» باسكان الحاء.

وقرأ الباقون بضم الحاء (7).

والاسكان، والضم لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل وهو لغة «تميم- وأسد» .

(1) سورة آل عمران الآية 144.

(2)

انظر: المفردات مادة «رسل» ص 195.

(3)

تاج العروس مادة «رسل» ج 7 ص 344.

(4)

سورة المائدة الآية 42.

(5)

سورة المائدة الآية 62.

(6)

سورة المائدة الآية 63.

(7)

قال ابن الجزري: والسحت ابل نل فتى كسا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

ص: 149

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» «السحت القشر الذي يستأصل، والسحت يقال للمحظور الذي يلزم صاحبه العار، كأنه يسحت دينه ومروءته، قال تعالى: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ اي لما يسحت دينهم اهـ (1).

جاء في «تاج العروس» : «السحت» بضم السين وسكون الحاء، وبضمها معا وقرئ بهما قوله تعالى:«اكالون للسحت» : وهو الحرام الذي لا يحل كسبه، لانه يسحت البركة اي يذهبها.

«والسحت» : كل حرام قبيح الذكر، او ما خبث من المكاسب وحرم، فلزم عنه العار، وقبيح الذكر، كثمن الكلب، والخمر، والخنزير، والجمع، «اسحات» «كقفل، واقفال» اهـ (2).

«الأذن» من قوله تعالى: وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ (3).

«الاذن» حيثما وقع نحو قوله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ (4)«اذنيه» من قوله تعالى: كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (5).

قرأ «نافع» هذه الالفاظ حيثما وقعت: «الاذن، اذن، اذنيه» باسكان الذال.

وقرأ الباقون بضم الذال (6).

والاسكان، والضم لغتان: والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» . اهـ.

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 225.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «سحت» ج 1 ص 551.

(3)

سورة المائدة الآية 45.

(4)

سورة التوبة الآية 61.

(5)

سورة لقمان الآية 7.

(6)

قال ابن الجزري: والاذن أذن اتل.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

ص: 150

«يرتد» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (1) قرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر» «يرتدد» بدالين: الاولى

مكسورة، والثانية ساكنة مع فك الادغام، وذلك لان حكم الفعل المضعف الثلاثي اذا دخل عليه الجازم جاز فيه الادغام وفكه، نحو: لم يرد بالادغام، ولم يردد بفك الادغام (2).

والادغام لغة تميم، وفك الادغام لغة اهل الحجاز.

وقرأ الباقون «يرتد» بدال واحدة مفتوحة مشددة وذلك على الادغام (3).

تنبيه: كلمة «يرتد» رسمت في مصاحف اهل المدينة، والشام، هكذا «يرتدد» بدالين تمشيا مع قراءتهم.

ورسمت في بقية المصاحف هكذا «يرتد» بدال واحدة تمشيا مع قراءتهم (4) اهـ.

جاء في «المفردات» : «الرد» : صرف الشيء بذاته، او بحالة من احواله، يقال:«رددته فارتد» :

فمن الرد بالذات قوله تعالى: فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ (5).

ومن الرد الى حالة كان عليها قوله تعالى: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ (6) اي لا دافع، ولا مانع له.

(1) سورة المائدة الآية 54.

(2)

قال ابن مالك: وفي جزم وشبه الجزم تخيير قفي.

(3)

قال ابن الجزري: وعم يرتدد.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 42.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 412.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 190.

(4)

قال ابن عاشر: والمدنيان وشام يرتدد.

(5)

سورة القصص الآية 13.

(6)

سورة يونس الآية 107.

ص: 151

«والارتداد، والردة» : الرجوع في الطريق الذي جاء منه، لكن الردة تختص بالكفر، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (1) وهو الرجوع من الاسلام الى الكفر.

«والارتداد» يستعمل في الكفر، وفي غيره، قال تعالى:

وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ (2).

وقال تعالى: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (3).

ويقال: رددت الحكم في كذا الى فلان: فوضته اليه.

قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) اهـ (5).

«الغيوب» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:

إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (6).

قرأ «شعبة، وحمزة» «الغيوب» حيثما وقع في القرآن الكريم بكسر «الغين» وذلك لمجانسة الياء.

وقرأ الباقون بضمها على الاصل (7).

من هذا يتبين ان الكسر، والضم لغتان اهـ.

جاء في «المفردات» : «الغيب» : مصدر غابت الشمس، وغيرها: اذا استترت على العين.

(1) سورة المائدة الآية 54.

(2)

سورة البقرة الآية 217.

(3)

سورة الكهف الآية 64.

(4)

سورة النساء الآية 83.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «رد» ص 192 - 193.

(6)

سورة المائدة الآية 109.

(7)

قال ابن الجزري: بيوت كيف جا بكسر الضم- الى قوله: غيوب صون فم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 427.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 198.

واتحاف فضلاء البشر ص 155.

ص: 152

واستعمل في كل غائب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الانسان، بمعنى الغائب، قال تعالى: وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (1).

ويقال للشيء: غيب، وغائب، باعتباره بالناس، لا بالله تعالى فانه لا يغيب عنه شيء، كما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض (2).

وقوله تعالى: عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ (3) اي ما يغيب عنكم وما تشهدونه.

والغيب في قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (4) ما لا يقع تحت الحواس، ولا تقتضيه بداية العقول. «وانما يعلم بخبر الانبياء عليهم السلام» اهـ (5).

وجاء في «تاج العروس» : «الغيب» : كل ما غاب عنك، كأنه مصدر بمعنى الفاعل.

«والغيب» ايضا: ما غاب عن العيون، وان كان محصلا في القلوب، ويقال: سمعت صوتا من وراء الغيب، اي من موضع لا اراه، «والغيب» جمعه «غيوب» اهـ (6).

«بالغداة» من قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (7).

ومن قوله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (8).

(1) سورة النمل الآية 75.

(2)

انظر: المفردات مادة «غيب» ص 366.

(3)

سورة الزمر الآية 46.

(4)

سورة البقرة الآية 3.

(5)

انظر: المفردات مادة «غيب» ص 367.

(6)

انظر: تاج العروس مادة «غيب» ج 1 ص 416.

(7)

سورة الأنعام الآية 52.

(8)

سورة الكهف الآية 28.

ص: 153

قرأ «ابن عامر» «بالغدوة» في الموضعين، أي بضم الغين واسكان الدال، وبعدها واو مفتوحة.

وقرأ الباقون «بالغداة» اي بفتح الغين والدال، والف بعدها (1).

التوجيه: قال «الراغب» في مادة «غدا» : الغدوة، والغداة من اول النهار، وقوبل «الغداة» بالعشي، قال تعالى:«بالغداة والعشي» اهـ (2). من هذا يتبين ان «الغدوة، والغداة» لغتان بمعنى واحد، وهو انهما ظرف لاول النهار.

وقال صاحب الكشف: «وحجة من قرأ بالف ان «غداة» في كلام العرب نكرة، وادخل عليها الالف واللام للتعريف، و «غدوة» اكثر ما تستعمل معرفة بغير الف ولام

ثم قال: «وحجة من قرأ بضم الغين ان بعض العرب ينكر «غدوة» فيصرفها في النكرة، فلما وجدها تنكر ادخل عليها الالف واللام للتعريف اتباعا للخط» اهـ (3).

«ثمره» من قوله تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (4).

ومن قوله تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ (5) ومن قوله تعالى: لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ. (6)

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ثمره» في المواضع الثلاثة بضم الثاء، والميم على انه جمع «ثمرة» مثل:«خشبة وخشب» او على انه جمع «ثمار» مثل «حمار وحمر» و «ثمار» جمع «ثمرة» وحينئذ يكون جمع الجمع.

(1) قال ابن الجزري: غدوة في غداة كالكهف كتم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 51.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 208، 397.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 358.

(3)

انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 432.

(4)

سورة الأنعام الآية 99.

(5)

سورة الأنعام الآية 141.

(6)

سورة يس الآية 35.

ص: 154

وقرأ الباقون «ثمره» في المواضع الثلاثة ايضا بفتح الثاء، والميم على انه جمع ثمرة مثل:«بقرة وبقر» وحينئذ يكون اسم جنس جمعي، واسم الجنس الجمعي: هو ما يدل على اكثر من اثنين، ويفرق بينه وبين مفرده بالتاء، نحو: شجرة، وشجر، وبقرة، وبقر، وكلمة وكلم (1).

تنبيه: سيأتي حكم قوله تعالى: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ.

وقوله تعالى: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ في سورة الكهف ان شاء الله تعالى.

«الثمر» : اسم لكل ما يتطعم من اعمال الشجر.

والواحدة «ثمرة» ، والجمع:«ثمار، وثمرات» قال تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ (2).

وقال تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (3).

«والثمر» قيل: هو «الثمار» وقيل: هو جمعه.

ويقال لكل نفع يصدر عن شيء ثمرته، كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح» (4).

وجاء في «التاج» : «الثمر» محركة- اي بفتح الميم-: حمل الشجر.

قال «ابن الاثير» ت 606 هـ (5).

(1) قال ابن الجزري: وفي ضمى ثمر شفا كيس.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 57 - 58.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 443.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 219، ج 2 ص 166.

(2)

سورة البقرة الآية 22.

(3)

سورة الانعام الآية 99.

(4)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «ثمر» ص 81.

(5)

هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري، «مجد الدين أبو السعادات» ولد بجزيرة «ابن عمر» ونشأ بها، ثم انتقل الى الموصل، وكتب لامرائها، كان عالما، أديبا، ناثرا، مشارك في تفسير القرآن، والنحو، واللغة، والحديث، والفقه، وغير ذلك، من تصانيفه: النهاية في غريب الحديث، جامع الاصول في أحاديث الرسول، والبديع في شرح الفصول لابن الدهان في النحو، توفي بالموصل أول ذي الحجة عام 606 هـ 1210 م:

انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج 8 ص 174.

ص: 155

«الثمر» هو الرطب في رأس النخلة، فاذا كبر فهو «التمر» بالتاء المثناة، ويقع «الثمر» على كل الثمار، ويغلب على ثمر النخل» اهـ.

يقول «الزبيدي» صاحب التاج: قال شيخنا: واخذه «ملا علي» في قاموسه بتصريف يسير، وقد انتقدوه في قوله: ويغلب على ثمر النخل، فانه قائل بهذه الغلبة، بل عرف اللغة ان ثمر النخل انما يقال بالفوقية عند التجرد، كما يقال: العنب مثلا، والرمان، ونحو ذلك، وانما يطلق على النخل مضافا كثمر النخل مثلا» اهـ (1).

ومن المجاز «الثمر» انواع المال المثمر.

والواحدة «ثمرة» بفتح الثاء والميم، «وثمرة» بفتح الثاء، وسكون الميم «كسمرة» .

وجمع «ثمر» «ثمار» مثل: «جبل وجبال» وجمع الجمع «ثمر» بضم الثاء والميم، مثل «كتاب، وكتب» وجمع جمع الجمع «اثمار» .

ويقول صاحب التاج قال شيخنا: «هذا اللفظ في مراتب جمعه من غرائب الاشباه، والنظائر، قال «ابن هشام» في شرح «الكعبية» :

ولا نظير لهذا اللفظ في هذا الترتيب في الجموع غير «الاكم» فانه مثله، لان المفرد «اكمة» محركة، وجمعه «اكم» محركة، وجمع «الاكم» «آكام» «كثمرة» «وثمر» بفتح الثاء والميم- «وثمار» وجمع «الإكام» بالكسر «اكم» بضمتين. كما قيل:«ثمار» «وثمر» بضم الثاء والميم. «ككتاب وكتب» وجمع «الاكم» بضمتين «آكام» بهمزة ممدودة «كثمر» بضم الثاء، والميم، «واثمار» ونظيره «عنق، واعناق» وجمع «اثمار» «اثامير» اهـ (2).

(1) انظر تاج العروس مادة «ثمر» ج 3 ص 77.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «ثمر» ج 3 ص 77.

ص: 156

«عدوا» من قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ (1).

قرأ «يعقوب» «عدوا» بضم العين، والدال، وتشديد الواو، مثل «علوا» على وزن «فعول» فادغمت الواو المدية في الواو التي هي لام الكلمة.

وقرأ الباقون «عدوا» بفتح العين، واسكان الدال، وتخفيف الواو، على وزن «فعل» (2).

والقراءتان لغتان في المصدر بمعنى واحد، وهو: الاعتداء بغير علم.

قال «الراغب» في مادة «عدا» : العدو التجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب فيقال له العداوة، والمعاداة، وتارة بالمشي فيقال له العدو، وتارة

في الاخلال بالعدالة في المعاملة فيقال له العدوان والعدو، قال تعالى:

فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ اهـ (3).

وقال «الزبيدى» : «عدا عليه» «عدوا» بفتح العين، وسكون الدال، «وعدوا» بضم العين، والدال، «وعداء» بفتح العين، والدال، «كسحاب» «وعدوانا» بضم العين، وكسرها مع اسكان الدال: ظلمه ظلما جاوز فيه القدر» اهـ (4).

قال «الطبري» ت 310 هـ:

حدثنا «محمد بن الحسين» ، قال: ثنا «احمد بن المفضل» ، قال: ثنا «اسباط» عن «السدي» ت 127 هـ (5).

(1) سورة الأنعام الآية 108.

(2)

قال ابن الجزري: والحضرمي عدو عدوا كعلوا فاعلم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 58.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 220.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 326.

(4)

انظر: تاج العروس مادة «عدو» ج 10 ص 235.

(5)

هو: اسماعيل بن عبد الرحمن السدي- بتشديد السين المضمومة، وتشديد الدال المكسورة، الكبير القرشي «أبو محمد» سكن الكوفة، من علماء التفسير، وله مصنف في التفسير، توفي عام 127 هـ 745 م: انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج 2 ص 276.

ص: 157

في تفسير قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ.

قال: لما حضر «أبا طالب» الموت، قالت قريش: انطلقوا بنا، فلندخل على هذا الرجل فلنأمره ان ينهى عنا ابن اخيه، فانا نستحي ان نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان يمنعه، فلما مات قتلوه، فانطلق «ابو سفيان، وابو جهل، والنضر بن الحرث، وامية، وابي ابنا خلف، وعقبة بن ابي معيط، وعمرو بن العاص، والاسود بن البختري» (1)، وبعثوا رجلا منهم يقال له «المطلب» قالوا: استأذن على «ابي طالب» فأتى أبا طالب فقال:

هؤلاء مشيخة قومك، يريدون الدخول عليك، فأذن لهم، فدخلوا عليه،

فقالوا: يا أبا طالب انت كبيرنا، وسيدنا، وان «محمدا» قد آذانا، وآذى آلهتنا، فنحب ان تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا، ولندعه والهه، فدعاه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له «ابو طالب» هؤلاء قومك، وبنو عمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تريدون؟.

قالوا نريد ان تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال له «ابو طالب»: قد انصفك قومك فاقبل منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم ان اعطيتكم هذا هل انتم معطي كلمة ان

تكلمتم بها ملكتم العرب، ودانت لكم بها العجم بالخراج»؟

قال «ابو جهل» : نعم وابيك لنعطينكها وعشر امثالها- فما هي؟

قال: قولوا: «لا اله الا الله» .

فأبوا، واشمأزوا، قال «ابو طالب» يا ابن اخي قل غيرها، فان قومك قد فزعوا منها.

قال: «يا عم ما انا بالذي اقول غيرها حتى يأتوا بالشمس فيضعوها في يدي، ولو اتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها» إرادة ان يؤيسهم، فغضبوا وقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا، او لنشتمك، ولنشتمن من يأمرك.

(1) البختري: بفتح الباء، وبالخاء المعجمة، وبالياء المشددة.

ص: 158

فذلك قوله تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ اهـ (1).

«اضطررتم» من قوله تعالى: إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ (2)

قرأ «ابن وردان» بخلف عنه «اضطررتم» بكسر الطاء، وذلك لمجانسة الراء.

وقرأ الباقون بضم الطاء، وهو الوجه الثاني «لابن وردان» وذلك على الاصل (3).

من هذا يتبين ان كسر الطاء وضمها لغتان.

«ضيقا» من قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً (4) ومن قوله تعالى: وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ. (5)

قرأ «ابن كثير» «ضيقا» في السورتين بسكون الياء مخففة.

وقرأ الباقون «ضيقا» في الموضعين بكسر الياء مشددة.

والتخفيف والتشديد لغتان بمعنى واحد مثل: «ميت ميت» مخففا ومشددا، والضيق ضد السعة، اهـ (6).

جاء في «التاج» : «ضاق، يضيق» «ضيقا» بكسر الضاد، وفتحها.

(1) انظر تفسير الطبري ج 7 ص 309 - 310.

النشر في القراءات العشر ج 2 ص 426.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 223.

واتحاف فضلاء البشر ص 153.

(2)

سورة الأنعام الآية 119.

(3)

قال ابن الجزري: واضطر ثق ضما كسر: وما اضطرر خلف خلا.

(4)

سورة الأنعام الآية 125.

(5)

سورة الفرقان الآية 13.

(6)

قال ابن الجزري: ضيقا معا في ضيقا مك وفي.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 62.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 450.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 224، ج 2 ص 81.

ص: 159

«والضيق» (1): ضد السعة.

قال الفراء ت 207 هـ:

«الضيق» بفتح الضاد المشددة، وسكون الياء غير المدية: ما ضاق عنه صدرك. اهـ.

وقال أبو عمرو بن العلاء البصري ت 154 هـ:

«الضيق» بفتح الضاد المشدّدة، وسكون الياء غير المدية: الشك في القلب، وبه فسّر قوله تعالى: وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (2).

ويقال «أضاقه، إضاقة، وضيقة، وتضييقا» .

فهو «ضيق» بفتح الياء، وسكون الياء، «وضيق» بفتح الضاد، وتشديد الياء، «كميت، وميت» «وضائق» قال تعالى: وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (3) وقال «الطبري» ت 310 هـ: في

تفسير قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً.

قال: يقول تعالى ذكره: ومن اراد الله اضلاله عن سبيل الهدى لشغله بكفره، وصده عن سبيله، يجعل صدره بخذلانه، وغلبة الكفر عليه ضيقا حرجا، والحرج: اشد الضيق، وهو الذي لا ينفذ من شدة ضيقه شيء وهو هاهنا الصدر الذي لا تصل اليه الموعظة، ولا يدخله نور الايمان لرين الشرك عليه، وأصله من «الحرج» والحرج جمع «حرجة» وهي الشجرة الملتف بها الاشجار، لا يدخل بينها شيء لشدة التفافها» اهـ (4).

«المعز» من قوله تعالى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ (5).

(1) الضيق: بتشديد الضاد وسكون الياء المدية.

(2)

سورة النحل الآية 127.

(3)

انظر: تاج العروس مادة «ضيق» ج 5 ص 413 والآية من سورة هود رقم 12.

(4)

انظر تفسير الطبري ج 8 ص 27 - 28.

(5)

سورة الأنعام الآية 143.

ص: 160

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابن ذكوان، ويعقوب، وهشام بخلف عنه» «المعز» بفتح العين، على انه جمع «ماعز» نحو:«حارس وحرس» ، «وخادم وخدم» .

وقرأ الباقون باسكان العين، وهو الوجه الثاني لهشام، على انه جمع «ماعز» ايضا نحو:«صاحب وصحب» .

من هذا يتبين انهما لغتان بمعنى واحد (1).

قال «الراغب» في مادة «معز» : قال تعالى: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ والمعيز:

بفتح الميم: جماعة المعز، كما يقول: ضئين لجماعة الضأن» اهـ.

وقال «الزبيدى» في التاج: «المعز بالفتح، والمعيز كأمير، والامعوز بالضم، والمعاز ككتاب، والمعزى بالكسر مقصورا ويمد، نقله الصاغاني

خلاف الضأن من الغنم، فالمعز ذوات الشعور منها، والضأن ذوات الصوف، قال الله تعالى: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قرأ اهل المدينة والكوفة وابن فليح بتسكين العين، والباقون بتحريكها، قال «سيبويه»:

معزى منون مصروف، لان الالف للالحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على «فعلل» لان الالف الملحقة تجري مجرى ما هو من نفس الكلم، يدل على ذلك قولهم: معيز، وأريط، في تصغير «معزى» ، «وارطى» في قول من نون فكسر ما بعد ياء التصغير، كما قالوا: دربهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الالف ياء كما لم يقلبوها في تصغير «حبلى، واخرى» .

وقال «الفراء» : «المعزى مؤنثة، وبعضهم ذكرها» اهـ.

وقال «الاصمعي» : «قلت: لأبي عمرو بن العلاء معزى من المعز، قال:

نعم، قلت: وذفرى من الذفر، قال: نعم»

(1) قال ابن الجزري: والمعز حرك حق لا خلف مني.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 68.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 456.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 229.

ص: 161

وقال «ابن الاعرابي» : معزى يصرف اذا شبهت بمفعل وهي فعلى، ولا تصرف اذا حملت على فعلى وهو الوجه عنده» اهـ.

والماعز واحد المعز، كصاحب وصحب، للذكر والانثى، وقيل:

الماعز الذكر، والانثى ماعزة، ومعزاة، والجمع مواعز، ويقال معاذ بالكسر اسم للجمع مثل «البقر» وكذلك «الامعوذ» اهـ (1).

«نعم» من قوله تعالى: فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ (2).

ومن قوله تعالى: قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (3).

ومن قوله تعالى: قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (4).

ومن قوله تعالى: قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (5).

قرأ «الكسائي» «نعم» في المواضع الاربعة بكسر العين، والكسر لغة «كنانة، وهذيل» .

وقرأ باقي القراء العشرة بفتح النون، على الاصل، والفتح لغة باقي العرب (6) اهـ.

قال «ابن هشام» ت 761 هـ:

«نعم» بفتح العين، وكنانة تكسرها، وبها قرأ الكسائي، وبعضهم يبدلها حاء، وبها قرأ «عبد الله بن مسعود» ت 32 هـ (7) وبعضهم يكسر النون اتباعا لكسرة العين تنزيلا لها منزلة الفعل في قولهم:«نعم وشهد» بكسرتين.

(1) انظر: تاج العروس شرح القاموس ج 4 ص 82 مادة معز.

(2)

سورة الاعراف الآية 44.

(3)

سورة الاعراف الآية 114.

(4)

سورة الشعراء الآية 42.

(5)

سورة الصافات الآية 18.

(6)

قال ابن الجزري: نعم كلا كسر عينا رجا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 74.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 239 - 247، ج 2 ص 90 - 173.

وتفسير الطبري ج 8 ص 187.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 462.

(7)

وهي قراءة شاذة.

ص: 162

كما نزلت «بلى» منزلة الفعل في الامالة (1).

وهي حرف تصديق، ووعد، واعلام:

فالاول: بعد الخبر، كقام زيد، وما قام زيد.

والثاني: بعد «افعل» ولا تفعل» وما في معناهما، نحو:

«هلا تفعل، وهلا لم تفعل» وبعد الاستفهام في نحو:

«هلا تعطيني» ويحتمل ان تفسر في هذا بالمعنى الثالث.

والثالث: بعد الاستفهام في نحو: «هل جاءك زيد» ونحو:

فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا (2).

وقال «صاحب المقرب» (3):

«انها بعد الاستفهام للوعد» غير مطرد لما بيناه قبل (4).

ثم قال «ابن هشام» :

وتأتي «نعم» للتوكيد اذا وقعت صدرا نحو: «نعم هذه اطلالهم» والحق انها في ذلك حرف اعلام، وانها جواب لسؤال مقدر.

ولم يذكر «سيبويه» معنى الاعلام البتة، بل قال:«وأما نعم فعدة وتصديق، واما «بلى» فيوجب بها بعد النفي، وكانه رأى انه اذا قيل «هل قام زيد» فقيل «نعم» فهي لتصديق ما بعد الاستفهام» اهـ.

(1) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بامالة «بلى» وشعبة بالفتح والامالة، «والازرق، ودوري أبي عمرو» بالفتح والتقليل.

انظر: المهذب في القراءات العشر ج 1 ص 103.

(2)

سورة الاعراف الآية 44.

(3)

هو: علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي، الاشبيلي، المعروف بابن عصفور، عالم، فقيه، نحوي، صرفي، لغوي، مؤرخ، شاعر، له عدة مصنفات منها: الممتع في التصريف، وشرح المقدمة الجزولية في النحو لم يكمل، وشرح ديوان المتنبي، وشرح المقرب في النحو لم يتم، وشرح الجمل للزجاجي، توفي بتونس عام 663 هـ الموافق 1265 م انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج 7 ص 251.

(4)

انظر مغني اللبيب ص 452.

ص: 163

والاولى ما ذكرناه من انها للاعلام، اذ لا يصح ان تقول لقائل ذلك:

صدقت، لانه انشاء، لا خبر.

ثم قال: واعلم انه اذا قيل: «قام زيد» فتصديقه «نعم» ، وتكذيبه «لا» ويمتنع دخول «بلى» لعدم النفي.

واذا قيل: «ما قام زيد» فتصديقه «نعم» وتكذيبه «بلى» ومنه قوله تعالى:

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (1).

ويمتنع دخول «لا» لانها لنفي الاثبات لا لنفي النفي.

واذا قيل: «اقام زيد» فهو مثل: «قام زيد» اعني انك تقول ان اثبت القيام.

«نعم» وان نفيته: «لا» ويمتنع دخول «بلى» .

واذا قيل: «الم يقم زيد» فهو مثل: «لم يقم زيد» فتقول اذا اثبت القيام:

«بلى» ويمتنع دخول «لا» وان نفيته قلت: «نعم» قال تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى (2).

والحاصل ان «بلى» لا تأتي الا بعد نفي، وان «لا» لا تأثر الا بعد ايجاب، وان «نعم» بعدهما اهـ (3).

«أم» من قوله تعالى: قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي (4).

ومن قوله تعالى: قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي (5).

قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أم» في الموضعين بكسر الميم.

والاصل: يا ابن امي، ثم حذفت الياء تخفيفا لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، وهو نداء مضاف، نحو قولك: يا غلام غلام.

وقرأ الباقون «أم» في الموضعين بفتح الميم، ووجه ذلك انه جعل

(1) سورة التغابن الآية 7.

(2)

سورة الملك الآية 8.

(3)

انظر مغني اللبيب ص 452.

(4)

سورة الاعراف الآية 150.

(5)

سورة طه الآية 94.

ص: 164

الاسمين اسما واحدا لكثرة الاستعمال، بمنزلة «عشر» فهو مبني على فتح الجزءين، مثل بناء «خمسة عشر» (1) اهـ.

«الام» : الوالدة، وقيل اصلها «امهة» ولهذا تجمع على «امهات» واجيب بزيادة «الهاء» وان الاصل «امات» .

قال «ابن جني» «ابو الفتح عثمان بن ابي بكر الكردي» ت 392 هـ:

«دعوى الزيادة اسهل من دعوى الحذف» وكثر في الناس «امهات» وفي غير الناس «أمات» .

وفيها اربع لغات:

«أم» بضم الهمزة، وكسرها، و «أمة» بضم الهمزة، و «أمهة» بضم الهمزة.

«فالامهات» و «الأمات» لغتان ليست احداهما اصلا للاخرى، ولا حاجة الى دعوى حذف ولا زيادة (2).

«بالعدوة» من قوله تعالى: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى. (3)

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، ويعقوب» «بالعدوة» معا، بكسر العين.

وقرأ الباقون بضم العين فيهما.

والكسر والضم لغتان مثل: «اسوة» (4) فالكسر لغة «قيس»

(1) قال ابن الجزري: وأم ميمه كسر: كم صحبة معا.

النشر في القراءات العشر ج 3 ص 81.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 478.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 253.

(2)

انظر: المصباح المنير ج 1 ص 23.

(3)

سورة الأنفال الآية 42.

(4)

قال ابن الجزري: بالعدوة اكسر ضمه حقا معا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 89.

والكشف عن وجوه القراءات العشر ج 1 ص 491.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 268.

وحجة القراءات ص 310.

ص: 165

والضم لغة «قريش» و «عدوة» الوادي: جانبه (1).

«ولا يتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا (2).

قرأ «حمزة» «ولايتهم» بكسر الواو.

وقرأ الباقون «ولايتهم» بفتح الواو.

والولاية: بكسر الواو، وفتحها لغتان في مصدر «وليت الامر اليه ولاية» ومعناها: النصرة، والعرب تقول:«نحن لكم على بني فلان ولاية» اي انصار (3).

و «الولي» مثل: «فلس» : القرب- وفي الفعل لغتان:

اكثرهما «وليه يليه» بكسرتين.

والثانية من باب «وعد» وهي قليلة الاستعمال.

وقيل: «الولي» حصول الثاني بعد الاول من غير فصل.

و «وليت» الامر «اليه» بكسرتين «ولاية» بالكسر توليته (4).

اثنا عشر من قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً (5)«أحد عشر» من قوله تعالى: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (6).

«تسعة عشر» من قوله تعالى: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (7).

قرأ «ابو جعفر» «اثنا عشر» باسكان العين، ومد الالف مدا مشبعا لأجل الساكن، لأنه حينئذ اصبح من باب المد اللازم.

(1) انظر: المصباح المنير ج 2 ص 398.

(2)

سورة الأنفال الآية 72.

(3)

قال ابن الجزري: ولاية فاكسر فشا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 93.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 497.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 272.

وحجة القراءات ص 314.

(4)

انظر: المصباح المنير ج 2 ص 672.

(5)

سورة التوبة الآية 36.

(6)

سورة التوبة الآية 4.

(7)

سورة المدثر الآية 30.

ص: 166

وقرأ ايضا «أحد عشر، تسعة عشر» باسكان العين ايضا.

كل هذا حالة وصل «اثنا، أحد، تسعة» «بعشر» اما اذا اراد الابتداء على وجه الاختبار «بعشر» فانه حينئذ يبتدئ بفتح العين.

وقرأ الباقون كل ذلك بفتح العين، وصلا، وبدءا.

والاسكان، والفتح لغتان صحيحتان، وقد سمع عن العرب التقاء الساكنين في قولهم:«التقت حلقتا البطن» باثبات الف «حلقتا» (1).

«السوء» من قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2).

ومن قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. (3)

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو» «السوء» في الموضعين بضم السين.

وقرأ الباقون «السوء» في الموضعين ايضا بفتح السين.

وجه الضم ان المراد بالسوء: «الهزيمة والشر والبلاء» وحينئذ يكون المعنى: عليهم دائرة الهزيمة، والشر، والبلاء، ويقال: رجل سوء بضم السين: اي رجل شر.

ومنه قوله تعالى إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (4).

وجه الفتح ان المراد بالسوء: الرداءة، والفساد، وحينئذ يكون المعنى:

عليهم دائرة الفساد.

ومنه قوله تعالى: وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (5) وقيل: الضم، والفتح لغتان بمعنى مثل:«الضر، والضر» (6)«قربة» من قوله تعالى: أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ (7).

(1) قال ابن الجزري: عين عشر في الكل سكن ثغبا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 95.

وشرح الطيبة لابن الناظم ص 307.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 277.

(2)

سورة التوبة الآية 98.

(3)

سورة الفتح الآية 6.

(4)

سورة النحل الآية 27.

(5)

سورة الفتح الآية 12.

(6)

قال ابن الجزري: والسوء ضمما كثان فتح حبر.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 99.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 505.

وحجة القراءات ص 321.

(7)

سورة التوبة الآية 99.

ص: 167

قرأ «ورش» «قربة» بضم الراء.

وقرأ الباقون باسكان الراء (1).

والاسكان، والضم لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «يقال للحظوة القربة، كقوله تعالى: أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ اهـ (2).

«جرف» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ (3).

قرأ «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، وهشام بخلف عنه» «جرف» بسكان الراء.

وقرأ الباقون بضم الراء، وهو الوجه الثاني لهشام (4).

والاسكان، والضم لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : قال عز وجل عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه أي يذهب به جرف» أهـ (5).

(1) قال ابن الجزري: قربة جد انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 399.

(3)

سورة التوبة الآية 109.

(4)

قال ابن الجزري: جرف الى الخلف صف فتى منى.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 285.

واتحاف فضلا البشر ص 142.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 91.

ص: 168

«قطعا» من قوله تعالى: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً. (1)

قرأ «ابن كثير، والكسائي، ويعقوب» «قطعا» بسكون الطاء، وذلك على وجهين:

احدهما: ان «قطعا» جمع «قطعة» نحو: «سدد» جمع «سددة» و «بسر» جمع «بسرة» .

والثاني: ان «قطع» مفرد، والمراد به ظلمة آخر الليل، وقيل: سواد الليل، و «مظلما» صفة «لقطع» .

وقرأ الباقون «قطعا» بفتح الطاء، جمع «قطعة» نحو: خرق» جمع «خرقة» و «كسر» جمع «كسرة» ، ومعنى الكلام:«كأنما اغشى وجه كل انسان منهم قطعة من الليل، ثم جمع ذلك، لان الوجوه جماعة، و «مظلما» حال من «الليل» .

والمعنى: كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل في حال ظلمته (2).

«لا يهدي» من قوله تعالى أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى (3).

القراء فيها على سبع مراتب:

الاولى: «لحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يهدى» بفتح الياء، واسكان الهاء، وتخفيف الدال.

الثانية: «لشعبة» «يهدي» بكسر الياء، والهاء، وتشديد الدال.

(1) سورة يونس الآية 27.

(2)

قال ابن الجزري: قطعا ظفر دم دن سكونا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 105.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 517.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 296.

وحجة القراءات ص 330.

(3)

سورة يونس الآية 35.

ص: 169

الثالثة: «لحفص، ويعقوب» «يهدي» بفتح الياء، وكسر الهاء، وتشديد الدال.

الرابعة: «لابن وردان» «يهدي» بفتح الياء، واسكان الهاء، وتشديد الدال.

الخامسة: «لورش، وابن كثير، وابن عامر» «يهدي» بفتح الياء، والهاء، وتشديد الدال.

السادسة: «لقالون، وابن جماز» «يهدي» بفتح الياء، وتشديد الدال، ولهما في الهاء: الاسكان، واختلاس فتحها.

السابعة: «لأبي عمرو» «يهدي» بفتح الياء وتشديد الدال، وله في الهاء:

الفتح، والاختلاس.

وجه كسر الهاء التخلص من الساكنين، لان اصلها «يهتدي» فلما سكنت التاء لاجل الادغام، والهاء قبلها ساكنة، كسرت الهاء للتخلص من الساكنين.

ومن فتح الهاء نقل فتحة التاء اليها، ووجه من كسر الياء انه اتبع حركة الياء للهاء (1).

«يا بني» من قوله تعالى: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا. (2)

ومن قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (3).

ومن قوله تعالى يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ (4).

ومن قوله تعالى يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ (5).

ومن قوله تعالى يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ (6).

(1) قال ابن الجزري:

باء بتلو التا شفا

لا يهدي خفهم ويا اكسر صرفا

والها نل ظلما وساكن ذا بدا

خلفهما شفا خد إلا خفا

حدا خلف به ذق

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 105. والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 296.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 518.

(2)

سورة هود الآية 42.

(3)

سورة يوسف الآية 5.

(4)

سورة لقمان الآية 13.

(5)

سورة لقمان الآية 16.

(6)

سورة لقمان الآية 17.

ص: 170

ومن قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (1).

قرأ «حفص» «يا بني» في الستة مواضع بفتح الياء.

وقرأ «شعبة» بفتح الياء في موضع هود فقط، وبكسر الياء في المواضع الخمسة الباقية.

وقرأ «البزي» بفتح الياء في الموضع الاخير من «لقمان» وبتسكين الياء في الموضع الاول من «لقمان» وبكسر الياء في المواضع الاربعة الباقية.

وقرأ «قنبل» بتسكين الياء في الموضع الاول، والاخير من «لقمان» وبكسر الياء في المواضع الاربعة الباقية، وقرأ الباقون بكسر الياء في المواضع الستة (2).

وجه من شدد الياء، وكسرها، ان الاصل فيه ثلاث ياءات:

الاولى: ياء التصغير.

والثانية: لام الفعل في «ابن» لان اصله «بني» على وزن «فعل» والتصغير يرد الاشياء الى اصولها.

والثالثة: ياء الاضافة التي يجب كسر ما قبلها.

فأدغمت ياء التصغير في الثانية التي هي لام الفعل، وكسرت لأجل ياء الاضافة ثم حذفت ياء الاضافة لاجتماع ثلاث ياءات، وبقيت الكسرة تدل عليها.

كما تقول: يا غلام، ويا صاحب، فتحذف الياء، وتبقى الكسرة لتدل عليها.

ووجه من فتح الياء مشددة أنه لما اتى بالكلمة على اصلها بثلاث

(1) سورة الصافات الآية 102.

(2)

قال ابن الجزري: ويا بني افتح نما وحيث جا حفص وفي لقمانا الاخرى هدى علم وسكن زانا وأولا دن.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 115.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 529.

وشرح طيبة النشر ص 314 - 315.

ص: 171

ياءات، استثقل اجتماع الياءات، والكسرات، فابدل من الكسرة التي قبل ياء الاضافة فتحة، فانقلبت ياء الاضافة الفا ثم حذفت.

قال «المازني» ت 247 هـ:

وضع الالف مكان الياء في النداء مطرد، وعلى هذا قرأ «ابن عامر» «يا أبت» بفتح التاء، اراد يا أبتي ثم قلب وحذف الالف لدلالة الفتحة عليها» أهـ (1).

ووجه من اسكن الياء، انه حذف ياء الاضافة، على اصل حذفها في النداء، ثم استثقل ياء مشددة مكسورة فحذف لام الفعل فبقيت ياء التصغير ساكنة.

«يومئذ» من قوله تعالى: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (2).

ومن قوله تعالى: وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (3).

ومن قوله تعالى يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (4).

قرأ «نافع، والكسائي، وابو جعفر» «يومئذ» في المواضع الثلاثة، بفتح الميم، على انها حركة بناء، لاضافتها الى غير متمكن وهو «اذ» ، وعامل اللفظ ولم يعامل تقدير الانفصال.

وقرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «يومئذ» الذي في سورة «النمل» بفتح الميم، وسبق توجيه ذلك.

والذي في سورتي: «هود، والمعارج» بكسر الميم، اجراء لليوم

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 530.

(2)

سورة هود الآية 66.

(3)

سورة النمل الآية 89.

(4)

سورة المعارج الآية 11.

ص: 172

مجرى سائر الاسماء المعربة فخفضه لاضافة: «خزي، وفزع، وعذاب» اليه، ولم يبنوا «يوما» مع اضافته الى «اذ» لجواز انفصاله عنها، والبناء انما يلزم اذا لزمت العلة.

وقرأ الباقون «يومئذ» في المواضع الثلاثة بكسر الميم (1).

«وزلفا» من قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ (2).

قرأ «ابو جعفر» «زلفا» بضم اللام، جمع «زلفة» بسكون اللام ايضا كبشر، وبشرة.

وقرأ الباقون «زلفا» بفتح اللام، جمع «زلفة» بسكون اللام.

و «والزلفة» : الطائفة من اول الليل (3).

«يا أبت» من قوله تعالى: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (4).

ومن قوله تعالى: وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ (5).

ومن قوله تعالى: إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ (6).

ومن قوله تعالى: يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ (7).

ومن قوله تعالى: يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ (8).

(1) قال ابن الجزري: يومئذ مع سال فافتح اذ ر فا ثق؟؟؟ نمل كوف مدن النشر في القراءات العشر ج 3 ص 116.

والكشف عن وجوه القراءات ج 1 ص 532.

وشرح طيبة النشر ص 315 - 316.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 321.

(2)

سورة هود الآية 114.

(3)

قال ابن الجزري: لام زلف ضم ثنا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 121.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 329.

وشرح طيبة النشر ص 317.

ولسان العرب مادة «زلف» ج 9 ص 138 - 139.

(4)

سورة يوسف الآية 4.

(5)

سورة يوسف الآية 100.

(6)

سورة مريم الآية 42.

(7)

سورة مريم الآية 43.

(8)

سورة مريم الآية 44.

ص: 173

ومن قوله تعالى: يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ (1).

ومن قوله تعالى: قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ (2).

ومن قوله تعالى: قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ (3).

قرأ «ابن عامر، وابو جعفر» «يا أبت» في جميع المواضع بفتح التاء، وذلك على تقدير اثبات ياء الاضافة في النداء، وذلك لغة صحيحة جاء بها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ (4) فلما اثبت الياء في المنادى ابدل الكسرة التي قبل الياء فتحة، فانقلبت الياء الفا، ثم حذفت الالف لدلالة الفتحة عليها.

وقرأ الباقون «يا أبت» حيثما وقعت بكسر التاء، وذلك لان اصله «يا أبتي» ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها (5).

تنبيه: وقف على «يا أبت» بالهاء «ابن كثير، وابن عامر، وابو جعفر، ويعقوب» ووقف الباقون عليها بالتاء (6).

«هيت» من قوله تعالى: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ (7) القراء فيها على اربع مراتب:

الاولى: «لنافع، وابن ذكوان، وابي جعفر» «هيت» بكسر الهاء، وياء ساكنة، وتاء مفتوحة، ففتح الهاء، وكسرها لغتان، والفتح في التاء للدلالة على المخاطبة من المرأة «ليوسف» عليه السلام، على معنى الدعاء له، والاستجلاب له الى نفسها، على معنى:«هلم» اي تعال

(1) سورة مريم الآية 45.

(2)

سورة القصص الآية 26.

(3)

سورة الصافات الآية 102.

(4)

سورة الزمر الآية 53.

(5)

قال ابن الجزري: يا أبت افتح حيث جا كم تطعا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 122.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 3.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 331.

(6)

قال ابن الجزري: يا أبه دم كم ثوى.

(7)

سورة يوسف الآية 23.

ص: 174

يا يوسف إليّ، و «هيت» على هذه القراءة مبنية على الفتح نحو:«كيف، واين» .

الثانية: «لابن كثير» «هيت» بفتح الهاء، وياء ساكنة، وضم التاء، وذلك على الاخبار عن نفسها بالاتيان الى «يوسف» عليه السلام، و «هيت» على هذه القراءة مبنية على الضم.

الثالثة: «لهشام» «هئت» بكسر الهاء، وهمزة ساكنة، وفتح التاء، وضمها، بمعنى: تهيأ لي امرك، وتهيّأت لك.

الرابعة: للباقين «هيت» بفتح الهاء، وسكون الياء، وفتح التاء.

وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «نافع» ومن معه.

و «هيت» اسم فعل امر بمعنى «هلم» (1).

«دأبا» من قوله تعالى: قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً (2).

قرأ «حفص» «دأبا» بفتح الهمزة.

وقرأ الباقون باسكان الهمزة.

والفتح، والاسكان لغتان في كل اسم كان ثانيه حرفا من حروف الحلق الستة وهي الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين والخاء (3)

(1) قال ابن الجزري: هيت اكسرا عم ضم التالدى الخلف درى واهمز لنا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 124.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 8.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 334.

(2)

سورة يوسف الآية 47.

(3)

قال ابن الجزري: ودأبا حرك علا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 127.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 11.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 338.

وحجة القراءات ص 359.

ص: 175

ومعنى «دأبا» : متوالية متتابعة (1).

«سبلنا» من قوله تعالى: وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا. (2)

ومن قوله تعالى: وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا. (3)

قرأ «ابو عمرو» «سبلنا» في الموضعين باسكان الباء.

وقرأ الباقون بضم الباء.

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» (4).

قال «الراغب» : «السبيل: الطريق الذي فيه سهولة، وجمعه سبل» اهـ (5).

«بمصرخي» من قوله تعالى: ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (6).

قرأ «حمزة» «بمصرخي» بكسر الياء، وهي لغة «بني يربوع» نص على ذلك «قطرب» ت 206 هـ (7).

(1) العمدة في غريب القرآن الهامش ص 161.

(2)

سورة إبراهيم الآية 12.

(3)

سورة العنكبوت الآية 69.

(4)

قال ابن الجزري: وسبلنا حز.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 255.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 223.

(6)

سورة إبراهيم الآية 22.

(7)

هو: محمد بن المستنير بن أحمد البصري، المعروف بقطرب «أبو علي» لغوي، نحوي، أخذ النحو عن «سيبويه» وغيره من علماء البصرة، من تصانيفه:«معاني القرآن، والعلل في النحو، والاشتقاق، والرد على الملحدين في متشابه القرآن» . توفي ببغداد سنة 206 هـ الموافق 821 م انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج 12 ص 15.

ص: 176

والاصل «مصرخيني» فحذفت النون للاضافة، فالتقى ساكنان: ياء الاعراب، وياء الاضافة، واصلها السكون، ثم كسرت ياء الاضافة على غير قياس ثم ادغمت ياء الاعراب في ياء الاضافة كما تقول:«مررت بمسلمي» .

قال «ابن الجزري» ت 833:

«واختلفوا في «بمصرخي» فقرأ «حمزة» بكسر الياء، وهي لغة «بني

يربوع» نص على ذلك «قطرب» واجازها هو، «والفراء» ت 207 هـ وامام اللغة، والنحو، والقراءة «ابو عمرو بن العلاء» وقال «القاسم بن معن» النحوي: هي صواب، ولا عبرة بقول «الزمخشري» ، وغيره ممن ضعفها، او لحنها فانها قراءة صحيحة اجتمعت فيها الاركان الثلاثة (1).

وقرأ بها ايضا «يحيى بن وثاب» ت 103 هـ (2).

وسليمان بن مهران الاعمش ت 148 هـ (3).

(1) الاركان الثلاثة هي: صحة السند، وموافقة الرسم العثماني، وموافقة وجه من أوجه اللغة العربية.

(2)

هو: يحيى بن وثاب الاسدي مولاهم الكوفي، تابعي، ثقة، روى عن «ابن عمر، وابن عباس» ، وتعلم القرآن من «عبيد بن نضلة» ت 103 هـ.

انظر ترجمته في طبقات القراء ج 2 ص 380.

(3)

هو: سليمان بن مهران الأعمش، أبو محمد الأسدي مولاهم الكوفي، ولد سنة 60 هـ وأخذ القراءة عرضا عن «إبراهيم النخعي، وزر بن حبيش، وزيد بن وهب، وعاصم بن أبي النجود، ويحيى بن وثاب، ومجاهد بن جبر» وأخذ عنه القراءة عدد كثير، روي عنه أنه قال:«ان الله زين بالقرآن أقواما، وإني ممن زينه الله بالقرآن» توفي في ربيع الاول سنة 148 هـ انظر ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء ج 1 ص 315 - 316.

ص: 177

وحمران بن اعين ت 130 هـ (1).

وجماعة من التابعين، وقياسها في النحو الصحيح، وذلك ان الياء الاولى وهي ياء الجمع جرت مجرى الصحيح لأجل الادغام، فدخلت ساكنة عليها ياء الاضافة، وحركت بالكسر على الاصل في اجتماع الساكنين.

وهذه اللغة باقية، شائعة ذائعة في افواه اكثر الناس الى اليوم» اهـ (2).

وقرأ الباقون «مصرخي» بفتح الياء لان المدغم فيها، وهي ياء الاضافة اصلها الفتح (3).

يقال: «صرخ- يصرخ» من باب «قتل- يقتل» «صراخا» بضم الصاد، فهو «صارخ» و «صريخ»: اذا صاح.

و «صرخ فهو صارخ» : اذا استغاث.

و «استصرخته، فأصرخني» : استغثت به فأغاثني.

فهو «صريخ» أي مغيث و «مصرخ» على القياس (4).

«افئدة» من قوله تعالى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (5).

(1) هو: حمران بن أعين، أبو حمزة الكوفي، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضا عن «عبيد بن نضلة، وأبي حرب الاسود، وأبيه أبي الاسود، ويحيى بن وثاب، ومحمد بن علي الباقر» وروى القراءة عنه عدد كثير، منهم:«حمزة بن حبيب الزيات» توفي في حدود سنة 130 هـ أو قبلها.

انظر ترجمته في: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1 ص 261.

(2)

انظر: طيبة النشر لابن الجزري ج 3 ص 134 - 135.

(3)

قال ابن الجزري: ومصرخي كسر اليا فخر.

انظر: المهذب في القراءات العشر ج 1 ص 356.

وشرح طيبة النشر ص 324.

(4)

انظر: المصباح المنير مادة «صرخ» ج 1 ص 337.

(5)

سورة إبراهيم الآية 37.

ص: 178

قرأ «هشام» بخلف «أفئيدة» بياء ساكنة بعد الهمزة.

قال «ابن الجزري» ت 833 هـ:

«اختلف عن «هشام» في «افئدة من الناس» فروى «الحلواني» عنه من جميع طرقه بياء بعد الهمزة هنا خاصة، وهي رواية «العباس بن الوليد البيروني» عن اصحابه، عن «ابن عامر»

والا فهو على لغة المشبعين من العرب الذين يقولون: «الدراهيم، والصياريف» وليست ضرورة، بل مستعملة، وقد ذكر الامام «ابو عبد الله بن مالك» من شواهد التوضيح ان الاشباع من الحركات الثلاث لغة معروفة، وجعل من ذلك قولهم:«بينا زيد قائم جاء عمرو» اي بين اوقات قيام زيد، فأشبعت فتحة النون فتولدت الالف.

وحكى «الفراء» ، يحيي بن زياد ت 207 هـ:

ان من العرب من يقول: «اكلت لحما شاة» اي لحم شاة اهـ وقال بعضهم: بل هو ضرورة، وان «هشاما» سهل الهمزة كالياء، فعبر الراوي عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة، والمراد بياء عوض عنها.

ورد ذلك «الحافظ الداني» ، ابو عمرو بن عثمان بن سعيد ت 444 هـ.

وقال: ان النقلة عن «هشام» كانوا اعلم الناس بالقراءة، ووجهها، وليس يفضي الجهل الى ان يعتقد فيهم مثل ذلك» اهـ (1).

ثم يقول «ابن الجزري» : «ومما يدل على فساد ذلك القول، ان تسهيل هذه الهمزة كالياء لا يجوز، بل تسهيلها انما يكون بالنقل، ولم يكن «الحلواني» منفردا بها عن «هشام» بل رواها عنه كذلك «ابو العباس احمد بن محمد بن بكر» شيخ «ابن مجاهد» .

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 135 - 136.

ص: 179

وكذلك لم ينفرد بها «هشام» عن «ابن عامر» بل رواها عن «ابن عامر» «العباس بن الوليد» وغيره.

ورواها لأستاذ «ابو محمد سبط الخياط» عن الأخفش، عن «هشام» وعن «الداجونيّ» عن اصحابه، عن «هشام» وقال: ما رأيته منصوصا في التعليق لكن قرأت به على «الشريف» اهـ (1).

وقرأ الباقون «افئدة» بدون ياء بعد الهمزة، على الاصل، وهو الوجه الثاني «لهشام» (2).

تنبيه: «وافئدتهم» من قوله تعالى: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (3).

اتفق القراء العشرة على قراءته بغير ياء بعد الهمزة، لانه جمع «فؤاد» وهو القلب، اي قلوبهم فارغة من العقول.

وكذلك سائر ما ورد في «القرآن» ففرق بينهما.

«عيونا» من قوله تعالى وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً (4).

«عيون» حيثما وقع نحو قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (5).

«العيون» من قوله تعالى: وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (6).

قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي» هذه الألفاظ:

«عيون» المنكر، «العيون» المعرف، «عيونا» المنون المنصوب، بكسر العين لمناسبة الباء.

وقرأ الباقون بضم العين على الاصل (7).

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 136.

(2)

قال ابن الجزري: واشبعن أفئدتا لي الخلف انظر: المهذب في القراءات العشر ج- 1 ص 359.

وشرح طيبة النشر ص 324.

(3)

سورة إبراهيم الآية 43.

(4)

سورة القمر الآية 12.

(5)

سورة الحجر الآية 45.

(6)

سورة يس الآية 34.

(7)

قال ابن الجزري: بيوت كيف جا بكسر الضم الى قوله: عيون مع شيوخ مع جيوب صف من دم رضى انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 427.

واتحاف فضلاء البشر ص 155.

ص: 180

من هذا يتبين ان الضم، والكسر لغتان.

«وعيون ادخلوها» من قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوها (1) ا.

قرأ «رويس» بخلف عنه بضم تنوين «عيون» حالة وصله بما بعده، وكسر خاء «ادخلوها» على ما لم يسم فاعله، والهمزة على هذه القراءة همزة قطع، نقلت حركتها الى التنوين قبلها، ثم حذفت، فالفعل حينئذ من «ادخل» الرباعي.

وقرأ الباقون «بضم خاء «ادخلوها» على انه فعل «امر» من «دخل» الثلاثي، والهمزة على هذه القراءة همزة وصل، وهو الوجه الثاني «لرويس» .

واعلم ان جميع القراء العشرة حالة البدء ب «ادخلوها» يبتدئون بهمزة مضمومة (2).

تنبيه: اعلم ان القراء العشرة في ضم وكسر عين «وعيون» وكذا ضم وكسر التنوين وصلا حسب قواعدهم المتقدمة.

«قدرنا» من قوله تعالى: إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (3).

«قدرناها» من قوله تعالى: إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (4).

قرأ «شعبة» «قدرنا» و «قدرناها» بتخفيف الدال فيهما.

وقرأ الباقون بتشديد الدال فيهما.

(1) سورة الحجر الآية 45 - 46.

(2)

قال ابن الجزري: همز ادخلوا انقل اكسر الضم اختلف غيث انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 139.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 362.

وشرح طيبة النشر ص 325

(3)

سورة الحجر الآية 60.

(4)

سورة النمل الآية 57.

ص: 181

والتخفيف، والتشديد لغتان بمعنى (1).

قال «الزجاج» ت 311 هـ: علمنا انها لمن الغابرين، وقيل: دبرنا انها لمن الباقين في العذاب (2).

«ظعنكم» من قوله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ (3).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابو عمرو، وابو جعفر، ويعقوب» «ظعنكم» بفتح العين».

وقرأ الباقون باسكانها.

وهما لغتان في مصدر «ظعن» بمعنى «سافر» مثل النهر والنهر (4).

«اف» من قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما (5).

ومن قوله تعالى: أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (6) ومن قوله تعالى: وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما (7).

قرأ «نافع، وحفص، وابو جعفر» «اف» في السور الثلاث بكسر الفاء منونة، فالكسر لغة «اهل الحجاز، واليمن» والتنوين للتنكير.

(1) قال ابن الجزري: خف قدرنا صف معا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 140.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 364، ج 2 ص 105.

وشرح طيبة النشر ص 326.

(2)

انظر: لسان العرب مادة «قدر» ج 5 ص 75.

(3)

سورة النحل الآية 80.

(4)

قال ابن الجزري: ظعنكم حرك سما انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 146.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 40.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 374.

واتحاف فضلاء البشر ص 279.

(5)

سورة الاسراء الآية 23.

(6)

سورة الأنبياء الآية 67.

(7)

سورة الأحقاف الآية 17.

ص: 182

وقرأ «ابن كثير، وابن عامر، ويعقوب» «اف» في السور الثلاث ايضا بفتح الفاء بلا تنوين.

فالفتح لغة «قيس» وترك التنوين، لقصد عدم التنكير.

وقرأ الباقون «اف» بكسر الفاء، بلا تنوين.

وقد سبق توجيه كسر الفاء، وعدم التنوين (1).

«بالقسطاس» من قوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (2).

ومن قوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (3).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «بالقسطاس» في الموضعين، بكسر القاف.

وقرأ الباقون «بضم القاف، وهما لغتان: فالضم لغة اهل الحجاز، والكسر لغة غيرهم (3).

«والقسطاس» : الميزان، ويعبر به عن العدالة، كما يعبر عنها بالميزان، قال تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (4).

«خلافك» من قوله تعالى: وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (5).

(1) قال ابن الجزري:

وحيث أف نون عن مدا وفتح فائه دنا ظل كدا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 151.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 382، ج 2 ص 38، 234 وشرح طيبة النشر ص 331.

(2)

سورة الاسراء الآية 35.

(3)

قال ابن الجزري: وقسطاس اكسر ضما معا صحب انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 153.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 46.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 383، ج 2 ص 96.

واتحاف فضلاء البشر ص 283.

(4)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «قسط» ص 403.

(5)

سورة الاسراء الآية 76.

ص: 183

قرأ «نافع، وابن كثير، وشعبة، وابو جعفر» «خلفك» بفتح الخاء، واسكان اللام من غير الف.

وقرأ الباقون «خلافك» بكسر الخاء، وفتح اللام، والف بعدها.

وهما لغتان بمعنى: بعد خروجك.

حكى «الاخفش» سعيد بن مسعدة ت 215 هـ.

ان «خلافك» بمعنى «خلفك» اهـ (1).

«من لدنه» من قوله تعالى: لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ (2).

قرأ «شعبة» «لدنه» باسكان الدال مع اشمامها (3).

وكسر النون، والهاء، ووصلها بياء في اللفظ فتصير «لدنهى» وذلك للتخفيف.

واصلها «لدنها» على وزن «فعل» مثل «عضد» فخففت باسكان الوسط، فأشير الى الضم بالاشمام، تنبيها على انه الاصل، وكسر النون، لانه الاصل خلص من التقاء الساكنين، كما في «امس» وكسرت الهاء اتباعا لكسر ما قبلها ووصلت لوقوعها بين محركين، وكانت الصلة ياء مجانسة لحركة ما قبلها.

وقرأ الباقون «لدنه» بضم الدال، وسكون النون، وضم الهاء، وذلك على الاصل.

و «لدن» ظرف غير متمكن بمعنى «عند» وهو مبني على السكون (4).

(1) قال ابن الجزري: خلفك في خلافك اتل صف ثنا حبر انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 155.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 50.

والمهذب في القراءات الشعر ج 1 ص 389.

(2)

سورة الكهف الآية 2.

(3)

والاشمام هنا عبارة عن اشمام الدال الضم، ليدل بذلك على أن أصلها الضم، وهو بغير صوت يسمع، انما هو ضم الشفتين لا غير، والعبرة في ذلك التلقي من أفواه القراء.

(4)

قال ابن الجزري:

من لدنه للضم سكن وأشم

واكسر سكون النون والضم صرم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 158.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 54.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 394.

ص: 184

جاء في «المفردات» :

«لدن» اخص من «عند» لانه يدل على ابتداء نهاية نحو: «اقمت عنده من طلوع الشمس الى غروبها» فيوضع «لدن» موضع نهاية الفعل.

وقد يوضع موضع «عند» فيما حكى، يقال «اصبت عنده مالا ولدنه مالا» .

وقال بعضهم «لدن» ابلغ من «عند» واخص اهـ (1).

«مرفقا» من قوله تعالى: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (2).

قرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر» «مرفقا» بفتح الميم، وكسر الفاء مع تفخيم الراء.

وقرأ الباقون «مرفقا» بكسر الميم، وفتح الفاء، مع ترقيق الراء، والفتح والكسر لغتان فيما يرتفق به (3).

جاء في «المصباح» : «المرفق» : ما ارتفقت به، بفتح الميم، وكسر الفاء، كمسجد، وبالعكس، لغتان، ومنه «مرفق» الانسان، واما «مرفق» الدار كالمطبخ ونحوه فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير، على التشبيه باسم

الآلة، وجمع مرفق» «مرافق» اهـ (4).

وقال «مكي بن ابي طالب» ت 437 هـ:

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 449.

(2)

سورة الكهف الآية 16.

(3)

قال ابن الجزري: مرفقا افتح أكسرن عم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 159.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 395.

(4)

انظر: المصباح المنير مادة «رفق» ج 1 ص 233.

ص: 185

«مرفقا» بفتح الميم، وكسر الفاء، «مرفقا» بكسر الميم وفتح الفاء، وهما لغتان.

حكى «ابو عبيد» ت 224 هـ: «المرفق» بفتح الميم:

ما ارتفقت به، قال: بعضهم يقول: «المرفق» بكسر الميم، فاما في اليدين فهو «مرفق» بكسر الميم وفتح الفاء اهـ.

وقال «الأخفش» الاوسط» ت 215 هـ: «مرفقا» بالكسر: هو شيء يرتفقون به، و «مرفقا» بالفتح: اسم كالمسجد اهـ (1).

«ولملئت» من قوله تعالى: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (2).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابو جعفر» «ولملئت» بتشديد اللام الثانية.

وقرأ الباقون «ولملئت» بتخفيف اللام.

والتشديد، والتخفيف لغتان (3).

قال «الاخفش الاوسط» ت 215 هـ: تقول: ملأتني رعبا، بالتخفيف

ولا يكادون يقولون ملأتني، بالتشديد.

وقوله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ (4).

يدل على التخفيف، لان «امتلأت» مطاوع «ملأت» اهـ.

«بورقكم» من قوله تعالى: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ (5).

قرأ «ابو عمرو، وشعبة، وحمزة، وروح، وخلف العاشر»

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 56.

(2)

سورة الكهف الآية 18.

(3)

قال ابن الجزري: وملئت الثقل حرم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 160.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 396.

الكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 57.

(4)

سورة ق الآية 30.

(5)

سورة الكهف الآية 19.

ص: 186

«بورقكم» باسكان الراء، للتخفيف، كما قالوا في «كبد، كبد» وفي «كتف، كتف» بكسر عين الكلمة، واسكانها.

وقرأ الباقون «بورقكم» بكسر الراء، على الاصل.

ومعنى «بورقكم» : بدراهمكم المضروبة من فضة (1).

«عقبا» المنون المنصوب من قوله تعالى: هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (2).

قرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «عقبا» المنون المنصوب بسكون القاف.

وقرأ الباقون بضم القاف (3).

والاسكان والضم لغتان: والاسكان هو الاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «عقبه» بفتحات ثلاث: اذا تلاه عقبا: بفتح العين وسكون القاف والعقب، والعقبي، يختصان بالثواب، نحو:«خير ثوابا وخير عقبا» وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ والعاقبة اطلاقها يختص بالثواب، نحو:«والعاقبة للمتقين» وبالاضافة قد تستعمل في العقوبة نحو:

«ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوأى» اهـ (4).

(1) قال ابن الجزري ورقكم: ساكن كسر صف فتى شاف حكم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 160.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 57.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 396.

(2)

سورة الكهف الآية 44.

(3)

قال ابن الجزري: عقبي نهى فتى انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 401.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(4)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 340.

ص: 187

«تنبيه» : اتفق القراء العشرة على اسكان القاف من «عقبي» غير المنون المنصوب نحو: «ولا يخاف عقباها» (1).

ونحو: «اولئك لهم عقبى الدار» (2).

وذلك لان القراءة سنة متبعة، ومبنية على التوقيف.

«للملائكة اسجدوا» من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (3).

قرأ «ابو جعفر بخلف عن ابي وردان» «للملائكة» بضم التاء اذا وصلت ب «اسجدوا» وذلك تبعا لضم الجيم.

وقرأ «اين وردان» في وجهه الثاني باشمام كسرة التاء الضم.

والاشمام لغة لبعض القبائل العربية.

وقرأ الباقون «للملائكة» بالكسرة الخالصة، وذلك على الاصل (4) «وما انسانيه» من قوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (5).

قرأ «حفص» «انسانيه» بضم الهاء من غير صلة، وذلك لأن الأصل في هاء الضمير البناء على الضم (6).

وقرأ «ابن كثير» بكسر الهاء مع الصلة حالة وصلها بما بعدها،

(1) سورة الشمس الآية 15.

(2)

سورة الرعد الآية 22.

(3)

سورة الكهف الآية 50.

(4)

قال ابن الجزري: وكسرتا الملائكة قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت خلفا بكل انظر: شرح طيبة النشر ص 209.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 402.

(5)

سورة الكهف الآية 63.

(6)

قال ابن الجزري: عليه الله أنسانيه عف بضم كسر وقال: صل ها الضمير عن سكون قبل ما حرك دن انظر: شرح طيبة النشر ص 74، 78.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 66.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 405.

ص: 188

وجه كسر الهاء مناسبة الياء، ووجه الصلة ان الهاء حرف خفي فقوي بالصلة بحرف من جنس حركته.

وقرأ الباقون بكسر الهاء من غير صلة، لمناسبة الياء.

«نكرا» المنون المنصوب، وهو في ثلاثة مواضع:

1 -

قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (1).

2 -

قوله تعالى: فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (2).

3 -

قوله تعالى: وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (3).

قرأ «نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وابو جعفر، ويعقوب» «نكرا» المنون المنصوب في المواضع الثلاثة بضم الكاف.

وقرأ الباقون باسكان الكاف (4).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل وهو لغة: «تميم- وأسد» والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

«من لدني» من قوله تعالى: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (5).

قرأ «نافع، وابو جعفر» «لدنى» بضم الدال، وتخفيف النون، وذلك على الاصل في ضم الدال، وحذفت نون الوقاية اكتفاء بكسر النون الاصلية لمناسبة الياء.

وقرأ «شعبة» بوجهين:

الاول: اسكان الدال مع الايماء بالشفتين الى جهة الضم للمح الاصل فيصير النطق بدال ساكنة مشمة، فيكون الاشمام مقارنا للاسكان.

(1) سورة الكهف الآية 74.

(2)

سورة الكهف الآية 87.

(3)

سورة الطلاق الآية 8.

(4)

قال ابن الجزري: نكرا ثوى اذ ملا انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 406.

واتحاف فضلاء البشر ص 293.

(5)

سورة الكهف الآية 76.

ص: 189

والثاني: اختلاس ضمة الدال لقصد التخفيف.

وكلا الوجهين مع تخفيف النون.

قال «ابن الجزري» ت 833 هـ:

وروى «ابو بكر» ، «شعبة» بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فاكثر اهل الاداء على اشمام الضم بعد اسكانها، وبه ورد النص عن

«العليمى»

وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال، وهو الذي نص عليه «الحافظ ابو العلاء الهمداني» والاستاذ «ابو طاهر بن سوار» وابو القاسم الهذلي، وغيرهم.

ونص عليهما جميعا الحافظ ابو عمرو الداني في مفرداته، وجامعه، وقال فيه: والاشمام في هذه الكلمة يكون ايماء بالشفتين الى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون، كما لخصه «موسى بن حزام» عن «يحيى بن آدم» ويكون ايضا إشارة بالضم الى الدال فلا يخلص لها سكون، بل هي على ذلك في زنة المتحرك، واذا كان ايماء كانت النون المكسورة نون «لدن» الاصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها واعمل العضو بينهما، ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم، بل هي المحذوفة تخفيفا لزيادتها.

واذا كان إشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب ياء المتكلم لملازمتها اياها كسرت كسر بناء، وحذفت الاصلية قبلها للتخفيف» اهـ (1).

وقرأ الباقون «لدني» بضم الدال، وتشديد النون، لان الاصل في «لدن» ضم الدال، والادغام للتماثل، والحقت نون الوقاية بهذه الكلمة لتقي السكون الاصلي من الكسر (2).

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 167.

(2)

قال ابن الجزري:

وصرف* لدني أشم أورم الضم وخفف* نون مدا صن انظر: شرح طيبة النشر ص 338.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 408.

ص: 190

قال «ابن مالك» :

وقيل يا النفس مع الفعل التزم

نون وقاية

الى ان قال:

واضطرارا خففا

منى عني بعض من قد سلفا

وفي لدنى لدنى قل «رحما» من قوله تعالى: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (1).

قرأ «ابن عامر، وابو جعفر، ويعقوب» «رحما» بضم الحاء.

وقرأ الباقون باسكان الحاء (2).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان والاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «الرحم رحم المرأة» .. ومنه استعير الرحم للقرابة، لكونهم خارجين من رحم واحدة، يقال: رحم: بفتح الراء، وكسر الحاء، ورحم: بضم الراء، وسكون الحاء، قل تعالى: وَأَقْرَبَ رُحْماً اهـ (3).

وقال «ابن كثير» في تفسير قوله تعالى: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً اي ولدا ازكى من هذا، وهما ارحم به منه» اهـ وقال «قتادة»: ابر بوالديه» اهـ (4).

(1) سورة الكهف الآية 81.

(2)

قال ابن الجزري: رحما كسا ثوى انظر النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 409. واتحاف فضلاء البشر ص 294.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 191.

(4)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1 ص 431.

ص: 191

«السدين» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ (1).

«سدا» من قوله تعالى: عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (2).

ومن قوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (3).

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وحفص» «السدين» بفتح السين. وقرأ الباقون بضمها.

وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سدا» في الكهف وموضعي يس بفتح السين.

وقرأ «ابن كثير، وابو عمرو» «سدا» في الكهف بفتح السين، وفي يس بضم السين.

وقرأ الباقون «سدا» في الكهف ويس بضم السين (4).

والسد بفتح السين، وبضمها لغتان في المصدر، وهما بمعنى واحد، وهو الحاجز.

وقال «ابو عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ: «كل شيء من فعل الله كالجبال والشعاب فهو سد بضم السين، وما بناه الآدميون فهو سد بفتح السين» اهـ (5).

واصل السد مصدر «سد» مضعف الثلاثي، قال تعالى عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا، وشبه به الموانع نحو ما جاء في قوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (6).

(1) سورة الكهف الآية 93.

(2)

سورة الكهف الآية 94.

(3)

سورة يس الآية 9.

(4)

قال ابن الجزري:

افتح ضم سدين عزا

حبر وسدا حكم صحب دبرا

يس صحب

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 169 - 170.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 410 - 411، ج 2 ص 163.

(5)

انظر الكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 75.

(6)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 227.

ص: 192

«الصدفين» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ (1).

قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر، ويعقوب» «الصدفين» بضم الصاد، والدال، وهي لغة «قريش» .

وقرأ «شعبة» بضم الصاد، واسكان الدال مخففا من القراءة التي قبلها.

وقرأ الباقون، بفتح الصاد، والدال، وهي لغة اهل الحجاز (2) قال صاحب المفردات: صدف الجبل «اي جانبه» اهـ (3).

«عتيا» من قوله تعالى: وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (4).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي» «عتيا» بكسر العين، على ان مفرده «عات» فجمع على «عتوى» على وزن «فعول» فأصل الحرف الثاني الضم، ثم كسر لمناسبة الياء التي بعده، والتي اصلها الواو، لان الياء الساكنة يناسبها كسر ما قبلها فلما كسر الحرف الثاني كسر الحرف الاول تبعا له، ليعمل اللسان فيهما عملا واحدا.

وقرأ الباقون «عتيا» بضم العين، وحجة ذلك ان الحرف الثاني كسر لتصح الياء كما سبق بيانه، وترك الحرف الاول مضموما على اصله (5).

(1) سورة الكهف الآية 96.

(2)

قال ابن الجزري:

وصدفين اضمما

وسكنن صف وبضمى كل حق

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 171.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 79.

والمهذب في القراءات العشر ج 1 ص 411.

واتحاف فضلاء البشر ص 295.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 276.

(4)

سورة مريم الآية 8.

(5)

قال ابن الجزري:

معا بكيا

بكسر ضمه رضى عتبا

معه صليا وجثيا عن رضى

انظر النشر في القراءات العشر ج 3 ص 173.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 84 - 85.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 4.

ص: 193

«نسيا» من قوله تعالى: قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (1) قرأ «حفص، وحمزة» «نسيا» بفتح النون.

وقرأ الباقون بكسر النون، والفتح، والكسر لغتان كالوتر، ومعنى «النسي» الشيء الحقير الذي لا قيمة له، ولا يحتاج اليه (2).

المعنى: لما حملت السيدة «مريم» بنبي الله «عيسى» عليه السلام بقدرة الله تعالى وارادته، واحست بألم الوضع واشتد بها الوجع، الجأها المخاض الى جذع نخلة بالقرب من جدول ماء، ولما زاد عليها وجع الطلق، وتذكرت ما سيقوله الناس عنها، وما سيرمونها به، قالت: يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي اعانيه، والفضيحة التي اتوقعها بولادتي مولودا من غير زوج، وعلى غير عادة، وكنت شيئا تافها منسيا لا يعبأ به أحد، ولا يخطر ببال انسان.

«بكيا» من قوله تعالى: خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (3).

قرأ «حمزة، والكسائي» «بكيا» بكسر الباء، على ان مفرده «باك» فجمع على «بكوى» على وزن «فعول» فأصل الحرف الثاني الضم، ثم كسر لمناسبة الياء التي بعده، والتي اصلها الواو، لان الياء الساكنة يناسبها كسر ما قبلها، فلما كسر الحرف الثاني كسر الحرف الاول تبعا له ليعمل اللسان فيهما عملا واحدا.

وقرأ الباقون «بكيا» بضم الباء، وحجة ذلك ان الحرف الثاني كسر

لمناسبة الياء كما سبق بيانه، وترك الحرف الاول مضموما على اصله، وهما لغتان (4).

«جثيا» من قوله تعالى: ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (5).

«عتيا» من قوله تعالى: أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (6).

«صليا» من قوله تعالى: ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (7).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي» بكسر الجيم في «جثيا» والعين في «عتيا» والصاد في «صليا» ، وذلك ان هذه الاسماء جمع «جاث، وعات، وصال» جمع على «فعول» فأصل الثاني منها الضم، لكن كسر لمناسبة الياء التي بعده التي اصلها واو في «جثي، وعتي» لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمة فاما كسر الثاني اتبع كسرته كسر الاول، فكسر للاتباع ليعمل اللسان فيه عملا واحدا.

وقرأ الباقون بضم الحروف الثلاثة، وذلك على ترك الحرف الاول مضموما على اصله، وهما لغتان (8).

(1) سورة مريم الآية 23.

(2)

قال ابن الجزري: ونسيا فافتحن فوز علا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 175 والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 86 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 6.

(3)

سورة مريم الآية 58.

(4)

قال ابن الجزري: بكيا بكسر ضمه رضى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 173.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 84 - 85.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 9.

(5)

سورة مريم الآية 68.

(6)

سورة مريم الآية 69.

(7)

سورة مريم الآية 70.

(8)

قال ابن الجزري:

بكيا بكسر ضمه رضى عتيا

معه صليا وجثيا عن رضى النشر في القراءات العشر ج 3 ص 173.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 84 - 85.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 11.

ص: 194

«ولدا» من قوله تعالى: وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً (1).

ومن قوله تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (2).

ومن قوله تعالى: أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (3).

ومن قوله تعالى: وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (4).

«ولد» من قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (5).

قرأ «حمزة، والكسائي» المواضع الخمسة بضم الواو، وسكون اللام، جمع «ولد» ، نحو:«أسد، وأسد» .

(1) سورة مريم الآية 77.

(2)

سورة مريم الآية 88.

(3)

سورة مريم الآية 91.

(4)

سورة مريم الآية 92.

(5)

سورة الزخرف الآية 81.

ص: 195

وقال «الأخفش الأوسط» : «الولد» بالفتح الابن، والابنة و «الولد» بالضم الاهل.

وقرأ الباقون بفتح الواو واللام في الالفاظ الخمسة، اسم مفرد قائم مقام الجمع.

وقيل: هما لغتان بمعنى واحد، كالبخل، والبخل، والعرب، والعرب (1).

«سوى» من قوله تعالى: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (2)

قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» «سوى» بضم السين.

وقرأ الباقون «سوى» بكسر السين.

والضم، والكسر لغتان مثل «طوى» بضم الطاء، وكسرها، و «سوى» نعت «لمكانا» ومعناه: مكانا نصفا فيما بين الفريقين، اي وسطا تستوي اليه مسافة الجائي من الطرفين، و «فعل» بكسر الفاء، وفتح العين: قليل في الصفات، نحو:«عدى» و «فعل» بضم الفاء، وفتح العين، كثير في الصفات نحو:«لبد» وحطم» (3).

المعنى: افحم نبي الله «موسى» عليه السلام «فرعون»

(1) قال ابن الجزري: ولدا مع الزخرف فاضمم أسكنا رضى النشر في القراءات العشر ج- 3 ص 178.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 92.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 12.

(2)

سورة طه الآية 58.

(3)

قال ابن الجزري:

سوى بكسره اضمم

نل كم فتى ظن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 182.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 98.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 19.

ص: 196

بالحجة والبرهان، خشي «فرعون» ان يتبع الناس سيدنا «موسى» ويؤمنوا به، فقال له «فرعون»: اجئتنا يا موسى لتخرجنا من ارضنا، وتستولي عليها بسحرك، فلنأتيك بسحر مثله، وحينئذ سيظهر كذبك، وانك برسول كما تدعي، فاجعل بيننا وبينك موعدا يحضره القوم، وليشهدوا المباراة التي ستقوم بينك وبين السحرة، واننا لواثقون من قوة سحرتنا، ولذلك فلن نخلف هذا الموعد كما ينبغي عليك ايضا لا تخلفه لأنك انت الذي ستضربه وتختار مكانه وزمانه.

«اثري» من قوله تعالى: قال هم اولاء على أثري (1).

وقرأ الباقون قرأ «رويس» «اثري» بكسر الهمزة، وسكون الثاء (2).

وهما لغتان بمعنى بعدي، يقال: جاء على اثره بمعنى جاء بعده ولم يتخلف عنه طويلا.

قال «الراغب» : «اثر الشيء حصول ما يدل على وجوده، يقال: «اثر، واثر» والجمع «آثار» ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدم آثار، نحو قوله تعالى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ. وقوله: هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي 1 هـ (3).

«زهرة» من قوله تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا (4).

قرأ «يعقوب» «زهرة» بفتح الهاء.

وقرأ الباقون «زهرة» بسكون الهاء.

(1) سورة طه الآية 84.

(2)

قال ابن الجزري: وأثرى فاكسر وسكن غث.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 186.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 25. واتحاف فضلاء البشر ص 306.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 9.

(4)

سورة طه الآية 131.

ص: 197

والفتح، والاسكان لغتان بمعنى «الزينة» (1).

المعنى: بما ان الحياة الدنيا عرض زائل، ونعيم غير دائم، فقد تضمنت هذه الآية لفت نظر الرسول صلى الله عليه وسلم بان لا يتطلع الى ذلك النعيم الذي انعم الله به عز وجل على بعض الكفار، واليهود، والمشركين لان هذا النعيم ما هو الا ابتلاء، واختبار لهم، اما النعيم الذي اعده الله لنبيه، ولسائر المسلمين فه، نعيم دائم، وافضل بكثير من نعيم الدنيا.

«وحرام» من قوله تعالى وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (2).

قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي» «وحرم» بكسر الحاء، وسكون الراء، وحذف الالف.

وقرأ الباقون «وحرام» بفتح الحاء، والراء، واثبات الالف، وهما لغتان في وصف الفعل الذي وجب تركه، يقال: هذا حرم وحرام، كما يقال فيما ابيح فعله هذا حل وحلال (3).

المعنى: سبق قضاء الله تعالى الذي لا راد لحكمه بانه ممتنع على كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب في الدنيا انهم يعودون الى الدنيا مرة اخرى، وبناء عليه تكون «لا» في قوله تعالى: أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ زائدة.

«فكأين» من قوله تعالى: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ (4).

(1) قال ابن الجزري: زهرة حرك ظاهرا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 189.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 30.

(2)

سورة الأنبياء الآية 95.

(3)

قال ابن الجزري: حرم اكسر سكن اقصر صف رضى.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 194.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 114.

والمهذب في القراءات العشر ج 12 ص 41.

(4)

سورة الحج الآية 45.

ص: 198

ومن قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ (1) قرأ «ابن كثير، وابو جعفر» «فكائن» بالف ممدودة بعد الكاف، وبعدها همزة مكسورة، وحينئذ يكون المد من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه، ومثلها في الحكم «وكأين» الا ان «أبا جعفر» يسهل الهمزة مع التوسط، والقصر.

وقرأ الباقون «فكأين» بهمزة مفتوحة بدلا من الالف وبعدها ياء مكسورة مشددة، ومثلها في الحكم «وكأين» وهما لغتان بمعنى كثير (2)

«هيهات هيهات» من قوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (3) قرأ «ابو جعفر» هيهات «هيهات» معا بكسر التاء فيهما، وهي لغة «تميم» وأسد.

وقرأ الباقون بفتح التاء فيهما، وهي لغة «اهل الحجاز» .

وهيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد (4).

«رأفة» من قوله تعالى: وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ (5) ومن قوله تعالى: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (6)

(1) سورة الحج الآية 48.

(2)

قال ابن الجزري: كائن كأين ثل دم وقال: وفي كائن واسرائيل ثبت انظر: النشر في القراءات العشر ج 1 ص 13 والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 51.

(3)

سورة المؤمنون الآية 36.

(4)

قال ابن الجزري: هيهات كسر التا معا ثب.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 204.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 60.

(5)

سورة النور الآية 2.

(6)

سورة الحديد الآية 26.

ص: 199

قرأ «قنبل» «رأفة» في النور بفتح الهمزة بدون مد، واختلف عنه في سورة الحديد فروى عنه فتح الهمزة والف بعدها، وروى عنه اسكان الهمزة.

وقرأ «البزي» «رأفة» في النور بوجهين: الاول فتح الهمزة بدون مد، والثاني تسكين الهمزة، اما موضع الحديد فقد قرأه باسكان الهمزة قولا واحدا.

وقرأ الباقون باسكان الهمزة في الموضعين قولا واحدا (1).

وهما لغتان في مصدر «رأف يرأف» والرأفة: ارق انواع الرحمة (2).

«خطوات» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (3).

قرأ «نافع، وابو عمرو، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، والبزي» بخلف عنه، «خطوات» باسكان الطاء.

وقرأ الباقون بضم الطاء، والاسكان، والضم، لغتان (4).

«جيوبهن» من قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ (5).

قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وشعبة بخلف عنه» بكسر الجيم، لمناسبة الياء.

(1) قال ابن الجزري: ورأفة هدى خلف زكا

وحرك وامددا خلف الحديد زن انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 209.

واتحاف فضلاء البشر ص 322.

(2)

انظر الهادي الى تفسير كلمات القرآن ص 181.

(3)

سورة النور الآية 21.

(4)

قال ابن الجزري: خطوات اذهد خلف صف فتى حفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 406.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 72.

(5)

سورة النور الآية 31.

ص: 200

وقرأ الباقون بضم الجيم على الاصل، وهو الوجه الثاني لشعبة (1).

والضم والكسر لغتان.

المعنى: على المؤمنات ان يسترن رءوسهن، واعناقهن، وصدورهن، بخمرهن، ولا يظهرن زينتهن ومواضعها منهن، كالصدر، والذراعين، وغيرهما، الا لمن يأتي ذكرهم لكثرة مخالطتهم للمرأة، وعدم توقع الفتنة من هذه المخالطة وهم:

ازواجهن، لانهم المقصودون بالتزين، ولهم ان ينظروا الى ابدان ازواجهن، او آبائهن، وان علوا، من جهة الآباء، او الامهات او آباء ازواجهن، او ابنائهن وإن سفلوا او ابناء

ازواجهن، وان سفلوا، او اخوانهن، سواء كانوا من الاب، او من الأم، او منهما معا، او ابناء اخوانهن، او ابناء اخواتهن، او النساء المسلمات اللاتي على دينهن.

اما غير المسلمات فلا يجوز ان يبدين لهن الا ما يجوز ابداؤه للرجال الاجانب، الا ان تكون غير المسلمة امة، او ملكت ايمانهن من الاماء، والعبيد، ولو كانوا كفارا، او الذين يتبعون الناس للحصول على فضل طعامهم ولا مأرب لهم في النساء، اما لبلاهتهم، واما لانهم كبار السن ولا مطمع لهم في النساء.

وفي الخصي، والعنين خلاف.

او الأطفال الصغار الذين لم يطلعوا على عورات النساء، ولم يميزوا بينها وبين غيرها من الاعضاء، لعدم بلوغهم سن الشهوة.

(1) قال ابن الجزري: بيوت كيف بكسر الضم- الى قوله: عيون مع شيوخ مع جيوب صف من دم رضى والخلف في الجيم صرف انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 427.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 73.

واتحاف فضلاء البشر ص 155.

ص: 201

«أيه المؤمنون» من قوله تعالى: وتوبوا الى الله جميعا ايه المؤمنون (1).

«ايه الساحر» من قوله تعالى: قالوا يا ايه الساحر (2).

«ايه الثقلان» من قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (3) قرأ «ابن عامر» «ايه» في المواضع الثلاثة بضم الهاء وصلا، واسكانها وقفا.

وقرأ الباقون، بفتح الهاء، وحذف الالف وصلا، في المواضع الثلاثة ايضا، وجميع القراء وقف على الهاء مع الالف، الا «أبا عمرو، والكسائي، ويعقوب» فانهم وقفوا بالالف بعد الهاء.

وجه من ضم الهاء انه حذف الالف في الوصل لالتقاء الساكنين، وحذفت من الخط لفقدها من اللفظ، فلما رأى الالف محذوفة من خط المصحف اتبع حركة الهاء حركة الياء قبلها.

ووجه من فتح الهاء في الوصل انه لما حذف الالف لالتقاء الساكنين، ابقى الفتحة على حالها تدل على الالف المحذوفة، فالفتح هو الاصل.

وجه من حذف الالف في الوقف انه اتبع الخط، واتبع اللفظ في الوصل، اذ لا الف في الخط، لأنه كتب على لفظ الوصل ولا الف في الوصل، فحذفها.

ووجه من وقف بالالف، ان الالف انما حذفت في الوصل لسكونها، وسكون ما بعدها، فلما وقف وزال ما بعدها ردها الى اصلها فأثبتها ولم يعرج على الخط، لأن الخط انما كتب على لفظ الوصل (4).

(1) سورة النور الآية 31.

(2)

سورة الزخرف الآية 49.

(3)

سورة الرحمن الآية 31.

(4)

قال ابن الجزري: ها أيه الرحمن نور الزخرف

كم ضم قف رجا حما بالألف انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 307.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 73.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 136.

ص: 202

«وعيون» من قوله تعالى: فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (1).

ومن قوله تعالى: فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (2).

قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي» «عيون» في الموضعين بكسر العين.

وقرأ الباقون بضم العين، وهما لغتان (3).

«ساقيها» من قوله تعالى: وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها (4).

«بالسوق» من قوله تعالى: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (5).

«على سوقه» من قوله تعالى: فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ (6).

قرأ «قنبل» «ساقيها، بالسوق، سوقه» بهمز الالف، والواو فيهن، وله في «سوقه» القراءة بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة قال «أبو حيان» همزها لغة فيها.

وحكى «الاخفش الاوسط» ان «أبا حية النميري» ، الهيثم بن الربيع، كان يهمز الواو اذا انضم ما قبلها، كأنه يقدر الضمة عليها، فيهمزها، وهي لغة قليلة خارجة عن القياس» اهـ.

وقال «مكي بن ابي طالب» : «والذي قيل في همز «سباقيها» انه

(1) قال ابن الجزري: عيون مع شيوخ مع جيوب صف من دم رضى انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 427.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 93.

(2)

سورة الشعراء الآية 57.

(3)

سورة الشعراء الآية 147.

(4)

سورة النمل الآية 44.

(5)

سورة ص الآية 33.

سورة الفتح الآية 29.

(6)

قال ابن الجزري: والسوق ساقيها وسوق اهمز زقا سؤق عنه

ص: 203

انما جاز همزة لجواز همزة الجمع، في قولك:«سئوق» واذا جمعت «ساقا» على «فعول» او جمعته على «افعل»

نحو «اسؤق» همزت الواو فلما استمر الهمز في جمعه همز الواحد لهمزه في الجمع» اهـ.

وقرأ الباقون الالفاظ الثلاثة بغير همز، على الاصل (1).

من هذا يتبين ان الهمز، وعدمه، لغتان، الا ان عدم الهمز افصح واشهر.

«جذوة» من قوله تعالى: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ (2)

قرأ «حمزة، وخلف العاشر» «جذوة» بضم الجيم.

و «عاصم» بفتحها، والباقون بكسرها، وكلها لغات.

والجذوة: القطعة الغليظة من الحطب، فيها نار ليس فيها لهب (3).

المعنى: بعد ان اتم نبي الله «موسى» عليه السلام الاجل المتفق عليه مع «شعيب» بدا له ان يرجع الى «مصر» لزيارة اهله وعشيرته، وسار نبي الله «موسى» بأهله، فلما جن عليه الليل حط رحاله، ونظر فرأى في جانب الطور الايمن نارا، فأشار على اهله ان يبقوا في مكانهم حتى يذهب الى هذه النار فيأتيهم منها بقطعة فيها نار يستدفئون بها.

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 227.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 103، 181، 245.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 160.

(2)

سورة القصص الآية 29.

(3)

قال ابن الجزري: وجذوة ضم فتى والفتح نم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 234.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 114.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 173.

ص: 204

«أسوة» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (1) ومن قوله تعالى: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ (2).

ومن قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (3).

قرأ «عاصم» «اسوة» في المواضع الثلاثة بضم الهمزة، وهي لغة «قيس، وتميم» .

وقرأ الباقون، بكسر الهمزة، وهي لغة «اهل الحجاز» .

والأسوة: القدوة (4).

«منسأته» من قوله تعالى: ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (5).

قرأ «نافع، وابو عمرو، وابو جعفر» «منسأته» بألف بعد السين بدلا من الهمزة، يقال: نسأت الغنم: اذا سقتها، فأبدل من الهمزة المفتوحة الف، وكان الاصل ان تسهل بين بين، لكن البدل في هذا محكي مسموع عن العرب، وهو لغة «اهل الحجاز» .

وقرأ «ابن ذكوان، وهشام» بخلف عنه «منسأته» بهمزة ساكنة بعد السين للتخفيف.

وقرأ الباقون «منسأته» بهمزة مفتوحة بعد السين، وهو الوجه الثاني «لهشام» وذلك على الاصل اسم الة على وزن «مفعلة» مثل «مكسنة» و «والمنساة»: العصا، وقد حكى

«سيبويه» في تصغيرها

(1) سورة الأحزاب الآية 12.

(2)

سورة الممتحنة الآية 4.

(3)

سورة الممتحنة الآية 6.

(4)

قال ابن الجزري: وضم كسرا لدى أسوة في الكل نعم.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 250.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 144. والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 196

(5)

سورة سبأ الآية 14.

ص: 205

«منيسئة» بالهمز، وقد قالوا في جمعها:«مناسئ» بالهمز، والتصغير، والجمع، يردان الاشياء الى اصولها في اكثر الكلام (1).

«شغل» من قوله تعالى: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (2).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابو عمرو» «شغل» باسكان الغين.

وقرأ الباقون بضم الغين (3).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «الشغل: العارض الذي يذهل الانسان، قال تعالى:

فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ اهـ (4).

«فواق» من قوله تعالى: وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (5) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فواق» بضم الفاء، وهو لغة «تميم، وأسد، وقيس» .

(1) قال ابن الجزري: منسأته أبدل حفا مدا سكون الهمز الخلف ملا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 255.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 152.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 203.

(2)

سورة يس الآية 55.

(3)

قال ابن الجزري: وشغل أتى حبر انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 161.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(4)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 263.

(5)

سورة ص الآية 15.

ص: 206

وقرأ الباقون «فواق» بفتح الفاء، وهو لغة «اهل الحجاز» (1) «شيوخا» من قوله تعالى: ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً (2).

قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي» «شيوخا» بكسر الشين لمناسبة الياء.

وقرأ الباقون بضم الشين على الاصل (3).

اذا فالضم والكسر لغتان.

«نحسات» من قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ (4).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابو عمرو، ويعقوب» «نحسات» باسكان الحاء للتخفيف.

وقرأ الباقون، بالكسر، على الاصل، و «نحسات» صفة «لأيام» ومعنى «نحسات»: شديدة البرد، وقيل: مشئومات (5).

(1) قال ابن الجزري: فواق الضم شفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 276.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 179.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 231.

(2)

سورة غافر الآية 67.

(3)

قال ابن الجزري: بيوت كيف جا بكسر الضم الى قوله:

عيون مع شيوخ مع جيوب صف من دم رضى.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 427.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 202.

واتحاف فضلاء البشر ص 155.

(4)

سورة فصلت الآية 16.

(5)

قال ابن الجزري: نحسات اسكن كسره حقا أبي انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 288.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 204.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 247.

ص: 207

«سلفا» من قوله تعالى: فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (1) قرأ «حمزة، والكسائي» «سلفا» بضم السين، واللام، جمع «سلف» مثل:«أسد وأسد» .

وقيل: هو جمع «سليف» نحو: «رغيف، ورغف» .

و «السليف» : المتقدم، والعرب تقول: مضى منا سالف، وسلف، وسليف.

وقرأ الباقون «سلفا» بفتح السين، واللام، على انه جمع «سالف» نحو:

«خادم، وخدم» (2).

«غشاوة» من قوله تعالى: وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً (3).

قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «غشوة» بفتح العين، واسكان الشين، وحذف الالف، على وزن «فعلة» .

وقرأ الباقون «غشاوة» بكسر الغين، وفتح الشين، واثبات الالف، على وزن «فعالة» .

وهم لغتان بمعنى واحد، وهو الغطاء (4).

«وفصاله» من قوله تعالى: وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً (5)

(1) سورة الزخرف الآية 56.

(2)

قال ابن الجزري: وسلفا ضما رضى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 296.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 221.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 260.

(3)

سورة الجاثية الآية 23.

(4)

قال ابن الجزري: غشوة افتح اقصرن فتى رحا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 301.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 230.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 269.

(5)

سورة الأحقاف الآية 15.

ص: 208

قرأ «يعقوب» و «فصله» بفتح الفاء، واسكان الصاد بلا الف.

وقرأ الباقون «وفصاله» بكسر الفاء، وفتح الصاد، والف بعدها (1).

وهما مصدران مثل: «القتل، والقتال» وفصله، وفصاله، بمعنى فطامه من الرضاع.

«تنبيه» قوله تعالى: وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ (2).

اتفق القراء العشرة على قراءته «وفصاله» بكسر الفاء، وفتح الصاد، واثبات الف بعدها.

فان قيل: لماذا لم يرد في موضع لقمان الخلاف الذي ورد في موضع الاحقاف؟

اقول: القراءة سنة متبعة لا مجال للرأي فيها.

«وكأين» من قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ (3).

قرأ «ابن كثير، وابو جعفر» «وكائن» بالف ممدودة بعد الكاف، وبعدها همزة مكسورة، وحينئذ يكون المد من قبيل المتصل فكل يمد حسب مذهبه.

الا ان «أبا جعفر» يسهل الهمزة مع التوسط، والقصر.

وقرأ الباقون «وكأين» بهمزة مفتوحة بدلا من الالف، وبعدها ياء مكسورة مشددة.

وهما لغتان بمعنى كثير (4).

(1) قال ابن الجزري: وفصل في فصال ظبي انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 303.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 233.

واتحاف فضلاء البشر ص 391.

(2)

سورة لقمان الآية 14.

(3)

سورة محمد الآية 13.

(4)

قال ابن الجزري: كائن في كأين ثل دم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 13.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 238.

ص: 209

«آنفا» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً (1) قرأ «البزي» بخلف عنه «انفا» بقصر الهمزة.

وقرأ الباقون «آنفا» بمد الهمزة، وهو الوجه الثاني «للبزي» .

وهما لغتان بمعنى واحد، اي: ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الساعة، قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء.

والمعنى: انا لم نلتفت الى قوله (2):

و «آنفا» يراد به الساعة التي هي اقرب الاوقات وانتصابه على الظرفية: أي وقتا مؤتنفا.

قال «الزجاج» ، إبراهيم بن السري ت 311 هـ «هو من استأنفت الشيء: اذا ابتدأته، وأصله مأخوذ من انف الشيء لما تقدم منه، مستعار من الجارحة» اهـ (3).

«شطاه» من قوله تعالى: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ (4) قرأ «ابن كثير، وابن ذكوان» «شطآه» بفتح الطاء.

وقرأ الباقون باسكان الطاء، وهما لغتان مثل:

«النهر والنهر» (5).

قال «الجوهري» ، اسماعيل بن حماد الفارابي ت 393 هـ:

(1) سورة محمد الآية 16.

(2)

قال ابن الجزري: وآسن اقصر دم آنفا خلف هدى انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 306.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 239.

(3)

تفسير فتح القدير ج 5 ص 35.

(4)

سورة الفتح الآية 29.

(5)

قال ابن الجزري: شطأه حرك دلامز انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 310.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 245.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 282.

ص: 210

شطا الزرع والنبات: فراخه، والجمع «اشطاء» .

وقد أشطأ الزرع: خرج شطؤه: اهـ.

وقال «الاخفش، سعيد بن مسعدة «ت 215 هـ:

في قوله تعالى: أَخْرَجَ شَطْأَهُ.: اي طرفه اهـ (1).

«فآزره» من قوله تعالى: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ (2).

قرأ «ابن عامر» بخلف عن «هشام» «فأزره» بقصر الهمزة، على وزن «ففعله» .

وقرأ الباقون «فآزره» بمد الهمزة على وزن «ففاعله» وهو الوجه الثاني «لهشام» والقصر، والمد لغتان (3).

ومعنى «فأزره» اي قواه، واعانه، وشده.

قال «الفراء» ت 217 هـ: «آزرت فلانا آزره» : اذا قويته اهـ (4)«الحجرات» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ (5) قرأ «ابو جعفر» «الحجرات» بفتح الجيم.

وقرأ الباقون، بضم الجيم، وهما لغتان (6).

(1) انظر: الصحاح للجوهري مادة «شطأ» ج 1 ص 57.

(2)

سورة الفتح الآية 29.

(3)

قال ابن الجزري: آزر اقصر ما جدا والخلف لا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 310.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 245.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 282.

(4)

انظر: تفسير الفتح القدير ح ص 56.

(5)

سورة الحجرات الآية 4.

(6)

قال ابن الجزري: والحجرات فتح ضم الجيم ثر.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 310.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 247.

ص: 211

«المصيطرون» من قوله تعالى: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (1)«بمصيطر» من قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (2)

قرأ «هشام» المسيطرون، بمسيطر» بالسين فيهما.

وقرأ «خلف عن حمزة» باشمام الصاد صوت الزاي فيهما، وهذا لا يعرف الا بالمشافهة، والتلقي من افواه القراء.

وقرأ «خلاد» بوجهين: تارة بالاشمام مثل «خلف» واخرى بالصاد الخالصة، وذلك في الموضعين.

وقرأ «قنبل، وابن ذكوان، وحفص» بالسين، والصاد، فيهما وقرأ الباقون، بالصاد الخالصة في الموضعين.

وجه قراءة السين، انها على الاصل، ولو كانت الصاد هي الاصل ما رجعت اليه السين، لان الاقوى لا ينقل الى الاضعف، وانما ينقل الى الاقوى ابدا، والصاد اقوى من السين، لما في الصاد من صفتي: الاطباق، والاستعلاء، دون السين.

ووجه قراءة الصاد، لاجل الطاء، وليعمل اللسان عملا واحدا في الاطباق، والاستعلاء، الموجودين في الصاد، والطاء ووجه قراءة الاشمام انه لغة «قيس» (3) «نكر» المجرور وهو في قوله تعالى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (4)

(1) سورة الطور الآية 37.

(2)

سورة الغاشية الآية 22.

(3)

قال ابن الجزري: والمصيطرون ضر في الخلق مع مصيطر .. والسين لي وفيهما الخلف زكي عن ملي.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 315.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 257، 331.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 292، 272.

(4)

سورة القمر الآية 6.

ص: 212

قرأ ابن كثير «نكر» باسكان الكاف.

وقرأ الباقون بضم الكاف (1).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال الراغب: «النكر: الدهاء، والامر الصعب الذي لا يعرف» قال تعالى: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ اهـ (2).

وقال «ابن كثير» في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ:

أي الى شيء منكر فظيع، وهو موقف الحساب، وما فيه من البلاء، والاهوال» اهـ (3).

«شواظ» من قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ (4) قرأ «ابن كثير» «شواظ» بكسر الشين.

وقرأ الباقون، بضم الشين.

والكسر والضم لغتان (5).

قال «الشوكاني» : «الشواظ» : اللهب الذي لا دخان معه.

وقال «مجاهد بن جبر» ت 104 هـ: «الشواظ» : اللهب الاخضر، المتقطع من النار.

(1) قال ابن الجزري: نكر دم انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 263.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 505.

(3)

انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 3 ص 409.

(4)

سورة الرحمن الآية 35.

(5)

قال ابن الجزري: وكسر ضم شواظ دم.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 322.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 267.

ص: 213

وقال «الضحاك بن مزاحم» ت 105 هـ: «الشواظ» : الدخان الذي يخرج من اللهب وليس بدخان الحطب.

وقال «الاخفش الاوسط» و «ابو عمرو بن العلاء» : «هو النار والدخان جميعا» (1).

«عربا» من قوله تعالى: فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً (2) قرأ «شعبة، وحمزة، وخلف العاشر» «عربا» باسكان الراء.

وقرأ الباقون بضم الراء (3).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة:«الحجازيين» .

قال «الراغب» : «امرأة عروبة: معربة بحالها عن عفتها، ومحبة زوجها، وجمعها «عرب» قال تعالى: عُرُباً أَتْراباً

وقرأ «ابن كثير» في تفسير «عربا» اي متحببات الى ازواجهن بالحلاوة، والظرافة، والملاحة» اهـ.

«انشزوا فانشزوا» من قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا (4) قرأ «نافع، وابن عامر، وحفص، وابو جعفر، وشعبة» بخلف

(1) انظر: تفسير الشوكاني ج 5 ص 137.

(2)

سورة الواقعة الآية 37.

(3)

قال ابن الجزري: وعربا في صفا انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 269.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

والمفردات في غريب القرآن ص 328.

ومختصر تفسير ابن كثير ح 3 ص 433.

(4)

سورة المجادلة الآية 11

ص: 214

عنه «انشزوا فانشزوا» بضم الشين فيهما، وحالة البدء «بانشزوا» يبدءون بضم همزة الوصل، لضم الشين.

وقرأ الباقون، بكسر الشين فيهما، وهو الوجه الثاني «لشعبة» وحالة البدء «بانشزوا» يبدءون بكسر همزة الوصل، لكسر الشين. وضم الشين، وكسرها لغتان بمعنى واحد، يقال:«نشز» : اي ارتفع ينشز، مثل:

«عكف يعكف ويعكف» بضم الكاف وكسرها (1).

والمعنى: اذا قيل لكم انهضوا فانهضوا.

قال جمهور المفسرين: اي انهضوا الى الصلاة، وعمل الخير، والجهد» الخ

(2).

«خشب» من قوله تعالى: وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (3) قرأ «ابو عمرو، والكسائي، وقنبل بخلف عنه» «خشب» باسكان الشين.

وقرأ الباقون بضم الشين وهو الوجه الثاني لقنبل (4).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «كأنهم خشب مسندة» شبهوا بذلك لقلة غنائهم، وهو جمع «الخشب» اهـ.

(1) قال ابن الجزري: وانشزوا معا فضم الكسر عم عن صف خلفه انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 330.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 279.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 315.

(2)

انظر: تفسير الشوكاني ح 5 ص 189.

(3)

سورة المنافقون الآية 4.

(4)

قال ابن الجزري: وخشب حط رها زد خلف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 288.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

والمفردات في غريب القرآن ص 148.

ص: 215

«نصوحا» من قوله تعالى: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً (1) قرأ «شعبة» «نصوحا» بضم النون، على انه مصدر «نصح» جاء على «فعول» بضم الفاء، وهو قليل، كما أتى مصدره ايضا على «فعالة» تقول:

نصح نصوحا، ونصاحة.

وقرأ الباقون «نصوحا» بفتح النون، على أنه مصدر «نصح» ، او صيغة مبالغة مثل:«ضروب» اي توبة بالغة في النصح (2) قال «قتادة» بن دعامة السدوسي»: ت 118 هـ: «التوبة النصوح» الصادقة وقال «الحسن البصري» : «التوبة النصوح» ان يبغض الذنب الذي احبه، ويستغفر منه اذا ذكره.

وقال «الكلبي- محمد بن السائب» ت 146 هـ: «التوبة النصوح: الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والاقلاع بالبدن، والاطمئنان على ان لا يعود» اهـ (3).

«فسحقا» من قوله تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (4) قرأ «ابن جماز، والكسائي، وابن وردان» بخلفهما «فسحقا» بضم الحاء.

وقرأ الباقون باسكان الحاء، وهو الوجه الثاني «للكسائي، وابن وردان» (5).

(1) سورة التحريم الآية 8.

(2)

قال ابن الجزري: ضم نصوحا صف انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 338.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 295.

(3)

انظر: تفسير الشوكاني ح 2 ص 254.

(4)

سورة الملك الآية 11.

(5)

انظر ابن الجزري: سحقا ذق وخلفا رم خلا النشر في القراءات العشر ح 2 ص 407.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 296.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

ص: 216

والاسكان والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «الراغب» : «سحقه اي جعله باليا، قال تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (1).

وقال «العكبري» : «فسحقا» اي فالزمهم سحقا، او فاسحقهم سحقا» اهـ (2).

وقال «مكي بن ابي طالب» : «فسحقا» نصب على اضمار فعل، اي الزمهم الله سحقا، قيل: هو مصدر جعل بدلا من اللفظ بالفعل» اهـ (3).

«سأل» من قوله تعالى: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (4).

قرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر» سال «بابدال الهمزة الفا، فتصير مثل «فال» وهي لغة «قريش» .

وهي من «السؤال» ابدلت همزته على غير قياس عند «سيبويه» لان القياس تسهيل الهمزة بينها وبين الالف، وهو المعروف بالتسهيل بين بين.

ومن الابدال على هذا النحو قول «حسان بن ثابت» رضي الله عنه:

سالت هذيل رسول الله فاحشة

ضلت هذيل بما جاءت ولم تصب وقرأ الباقون «سأل» بالهمزة، وهي اللغة الفاشية، وهي من «السؤال» ايضا ويوقف عليها «لحمزة» بالتسهيل بين بين (5).

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 226.

(2)

انظر: املاء ما من به الرحمن ح 2 ص 265.

(3)

مشكل اعراب القرآن ح 2 ص 392.

(4)

سورة المعارج الآية 1.

(5)

قال ابن الجزري: سال أبدل في سأل عم انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 341.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 302.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 334.

ص: 217

«وولده» من قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً (1) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» .

«وولده» بضم الواو الثانية، واسكان اللام.

وقرأ الباقون «وولده» بفتح الواو، واللام، وهما لغتان بمعنى:

مثل: «البخل والبخل» ، وقيل المضموم جمع المفتوح مثل: أسد وأسد» (2).

قال «الجوهري» : «الولد» قد يكون واحدا، وجمعا، وكذلك «الولد» بالضم، ومن امثال «بني أسد»:«ولدك من دمي عقبيك» وقد يكون «الولد» جمع «الولد» مثل «أُسد وأسد» اهـ (3).

«ودا» من قوله تعالى: وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً (4) قرأ «نافع، وابو جعفر» «ودا» بضم الواو.

وقرأ الباقون بفتح الواو، وهما لغتان بمعنى واحد، وهو اسم صنم (5).

قال «الماوردي» : «فاما «ود» فهو اول صنم معبود، سمي «ودا» لودهم له.

وكان بعد قوم نوح «لكلب» (6) بدومة الجندل، وفيه يقول شاعرهم:

(1) سورة نوح الآية 21.

(2)

قال ابن الجزري: ولده اضمم مسكنا حق شفا.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 343.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 306.

(3)

انظر: الصحاح للجوهري مادة «ولد» ج 2 ص 553.

(4)

سورة نوح الآية 23.

(5)

قال ابن الجزري: ودا بضمه مدا انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 343.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 306.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 337.

(6)

كلب: حي عظيم من قضاعة.

ص: 218

حياك ود فاذا لا يحل لنا

لهو النساء ان الدين قد غربا (1)«لبدا» من قوله تعالى: كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (2)

قرأ «هشام» بخلف عنه «لبدا» بضم اللام، جمع «لبدة» على وزن «فعلة» بضم فاء الكلمة، وسكون العين، نحو «غرفة وغرف» ومعنى «لبدا» بضم اللام: كثيرا، كما في قوله تعالى:

.. يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً (3) وقال «مجاهد بن جبر» ت 104 هـ: «لبدا» اي جماعات، وهو من تلبد الشيء، اي «اجتمع» ومنه «اللبد» الذي يفرش لتراكم صوفه، وكل شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته» اهـ (4).

وقرأ الباقون «لبدا» بكسر اللام، وهو الوجه الثاني «لهشام» على انه جمع «لبدة» على وزن «فعلة» بكسر الفاء، وسكون العين، نحو:«سدرة، وسدر» (5).

ومعنى «لبدا» بكسر اللام: كاد الجن يكونون لبدا، اي متراكمين من ازدحامهم على النبي صلى الله عليه وسلم لسماع «القرآن» منه.

وقال «الزجاج» ، إبراهيم بن السري ت 311 هـ:

معنى «لبدا» : يركب بعضهم بعضا» اهـ (6).

«ثلثي» من قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ (7) قرأ «هشام» «ثلثي» بسكون اللام.

(1) انظر: تفسير الشوكاني ج 5 ص 300.

(2)

سورة الجن الآية 19.

(3)

سورة البلد الآية 6.

(4)

انظر تفسير الشوكاني ح 5 ص 309.

(5)

قال ابن الجزري: الكسر اضمم من لبدا بالخلف لذ انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 345.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 308.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 342.

(6)

انظر: تفسير الشوكاني ح 5 ص 309.

(7)

سورة المزمل الآية 20.

ص: 219

وقرأ الباقون بضم اللام (1).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، هو لغة «الحجازيين» .

«والرجز» من قوله تعالى: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (2) قرأ «حفص، وابو جعفر، ويعقوب» و «الرجز» بضم الراء لغة «اهل الحجاز» وقرأ الباقون، بكسر الراء، لغة «تميم» (3) قال «الجوهري»: «وقرئ قوله تعالى: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. بالكسر والضم.

وقال «ابو العالية، والربيع، والكسائي» : «الرجز» بالضم: «الوثن» .

وبالكسر: «العذاب» اهـ (4).

«برق» من قوله تعالى: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (5)

(1) قال ابن الجزري: وثلثي لبسا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 408.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 310.

واتحاف فضلاء البشر ص 142.

(2)

سورة المدثر الآية 5.

(3)

قال ابن الجزري: الرجز اضمم لكسر عبا ثوى انظر: النشر في القراءات ح 3 ص 347.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 311.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 347.

(4)

انظر: تفسير الشوكاني ح 5 ص 325.

(5)

سورة القيامة الآية 7.

ص: 220

قرأ «نافع، وابو جعفر» «برق» بفتح الراء، اي لمع بصره من شدة شخوصه عند الموت.

وقرأ الباقون «برق» بكسر الراء، اي فزع، وبهت وتحير (1).

وقال «ابو عبيدة معمر بن المثنى» ت 210 هـ: «فتح الراء وكسرها لغتان بمعنى.

«عذرا» من قوله تعالى: عُذْراً أَوْ نُذْراً (2) قرأ «روح» «عذرا» في موضع المرسلات فقط بضم الذال.

وقرأ الباقون باسكان الذال (3).

والاسكان، والضم لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

قال «العكبري» : وفي «عذرا او نذرا» وجهان:

احدهما مصدر ان يسكن اوسطهما ويضم.

والثاني هما جمع عذير، ونذير، فعلى الاول ينتصبان على المفعول له، او على البدل من «ذكرا» وعلى الثاني هما حالان من الضمير في «الملقيات»: اي معذرين، ومنذرين» اهـ.

تنبيه «عذرا» من قوله تعالى: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (4)

(1) قال ابن الجزري: را برق الفتح مدا انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 348.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 313.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 350.

وتفسير الشوكاني ح 5 ص 336.

(2)

سورة المرسلات الآية 6.

(3)

قال ابن الجزري: وعذرا أو شرط.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 408.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 317.

واتحاف فضلاء البشر ص 143.

(4)

سورة الكهف الآية 76.

ص: 221

اتفق القراء العشرة على قراءته باسكان الذال، على الاصل وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف.

«نذرا» من قوله تعالى: عُذْراً أَوْ نُذْراً (1) قرأ «ابو عمرو، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «نذرا» باسكان الذال.

وقرأ الباقون بضم الذال (2).

والاسكان، والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة:«تميم- وأسد» .

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين» .

«والوتر» من قوله تعالى: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «والوتر» بكسر الواو، لغة «تميم» .

وقرأ الباقون، بفتح الواو، لغة «اهل الحجاز» .

«والوتر» ضد «الشفع» (4).

«لهب» من قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ (5) قرأ «ابن كثير» «لهب» باسكان الهاء.

(1) سورة المرسلات الآية 6

(2)

قال ابن الجزري: نذر حفظ صحب انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 408.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 317.

واتحاف فضلاء البشر ص 143.

(3)

سورة الفجر الآية 3.

(4)

قال ابن الجزري: وكسر الوتر رد فتى النشر في القراءات العشر ح 3 ص 364.

والمهذب في القراء العشر ح 2 ص 332.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 372.

(5)

سورة المسد الآية 1.

ص: 222

وقرأ الباقون، بفتح الهاء، وهما لغتان مثل:«النهر، والنهر» (1)«تنبيه» : «لهب» من قوله تعالى: سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (2)«اللهب» من قوله تعالى: لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (3) اتفق القراء العشرة على فتح الهاء فيهما.

«كفوا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) قرأ «حفص» بابدال الهمزة واوا في الحالين، مع ضم الفاء.

وقرأ «حمزة» «كفؤا» بالهمزة وصلا مع إسكان الفاء، وله وقفا وجهان:

الاول: نقل حركة الهمزة الى الفاء، وحذف الهمزة.

والثاني: ابدال الهمزة واوا على الرسم، مع اسكان الفاء.

وقرأ «يعقوب. وخلف العاشر» «هزؤا» بالهمزة مع اسكان الفاء في الحالين.

وقرأ الباقون «هزءا» بالهمزة مع ضم الفاء في الحالتين (5).

وجه الهمز انه الاصل، والابدال للتخفيف.

ووجه الضم في الفاء انه جاء على الاصل، ووجه الاسكان للتخفيف وكلها لغات.

(1) قال ابن الجزري: وها أبي لهب سكن دينا انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 372.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 390.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 343.

(2)

سورة المسد الآية 3.

(3)

سورة المرسلات الآية 31.

(4)

سورة الاخلاص الآية 4.

(5)

قال ابن الجزري، وأبدلا عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن ضم فتى كفؤا فتى ظن.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 2 ص 406.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 344.

واتحاف فضلاء البشر ص 138.

ص: 223