المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق - القراءات وأثرها في علوم العربية - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌منهج البحث

- ‌الباب الأول «القراءات»

- ‌الفصل الأول من الباب الأول «نشأة القراءات»

- ‌الفصل الثاني من الباب الأول صلة القراءات العشر بالأحرف السبعة

- ‌الفصل الثالث من الباب الأول أهم المصادر التي اعتمد عليها «ابن الجزري» ت 833 هـ في نقل هذه القراءات

- ‌1 - كتاب المستنير في القراءات السبع:

- ‌2 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌4 - كتاب الشاطبية في القراءات السبع:

- ‌5 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌6 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌7 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌8 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌9 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌10 - كتاب شرح الشاطبية:

- ‌11 - كتاب العنوان:

- ‌12 - كتاب الهادي:

- ‌13 - كتاب الكافي:

- ‌14 - كتاب الهداية:

- ‌15 - كتاب التبصرة:

- ‌16 - كتاب القاصد:

- ‌17 - كتاب الروضة:

- ‌18 - المجتبى:

- ‌19 - كتاب تلخيص العبارات:

- ‌20 - كتاب التذكرة في القراءات الثماني:

- ‌21 - كتاب الروضة في القراءات الاحدى عشر:

- ‌22 - كتاب الجامع:

- ‌23 - كتاب التجريد:

- ‌24 - مفردة يعقوب:

- ‌25 - كتاب التلخيص في القراءات الثماني:

- ‌26 - كتاب الروضة:

- ‌27 - كتاب الاعلان:

- ‌29 - كتاب الوجيز:

- ‌30 - كتاب السبعة:

- ‌31 - كتاب المستنير في القراءات العشر:

- ‌32 - كتاب المبهج في القراءات الثماني:

- ‌33 - كتاب الايجاز. لسبط الخياط سالف الذكر

- ‌34 - كتاب إرادة الطالب:

- ‌35 - كتاب تبصرة المبتدي:

- ‌36 - كتاب المهذب، في القراءات العشر:

- ‌ كتاب الجامع «في القراءات العشر» وقراءة الأعمش:

- ‌38 - كتاب التذكار في القراءات العشر:

- ‌39 - كتاب المفيد في القراءات العشر:

- ‌40 - كتاب الكفاية في القراءات الست:

- ‌ كتاب الموضح، والمفتاح في القراءات العشر:

- ‌43 - كتاب الكفاية الكبرى:

- ‌44 - كتاب كفاية الاختصار:

- ‌45 - كتاب الاقناع في «القراءات السبع»:

- ‌46 - كتاب الغاية:

- ‌47 - كتاب المصباح «في القراءات العشر»:

- ‌48 - كتاب الكامل «في القراءات العشر»:

- ‌49 - كتاب المنتهى في «القراءات العشر»:

- ‌50 - كتاب الاشارة في «القراءات العشر»:

- ‌51 - كتاب المفيد «في القراءات الثمان»:

- ‌52 - كتاب الكنز «في القراءات العشر»:

- ‌53 - كتاب الشفعة «في القراءات السبع»:

- ‌54 - كتاب جمع الاصول «في مشهور المنقول»:

- ‌55 - كتاب عقد اللئالئ «في القراءات السبع العوالي»:

- ‌56 - كتاب الشرعية في القراءات العشر:

- ‌57 - كتاب البستان «في القراءات العشر»:

- ‌58 - كتاب مفردة يعقوب:

- ‌الفصل الرابع من الباب الاول تاريخ القراء العشرة، أو الائمة العشرة

- ‌الإمام الأول:

- ‌شيوخ نافع:

- ‌تلاميذ الامام نافع:

- ‌الامام الثاني:

- ‌شيوخ ابن كثير:

- ‌تلاميذ «ابن كثير»:

- ‌الامام الثالث:

- ‌شيوخ ابي عمرو:

- ‌تلاميذ ابي عمرو بن العلاء:

- ‌الامام الرابع:

- ‌شيوخ ابن عامر:

- ‌تلاميذ ابن عامر:

- ‌الامام الخامس:

- ‌شيوخ الامام عاصم:

- ‌تلاميذ الامام عاصم:

- ‌الامام السادس:

- ‌شيوخ الامام حمزة:

- ‌تلاميذ حمزة الكوفي:

- ‌الامام السابع:

- ‌شيوخ الامام الكسائي:

- ‌تلاميذ الامام الكسائي:

- ‌الامام الثامن:

- ‌شيوخ الامام ابي جعفر:

- ‌تلاميذ الامام ابي جعفر:

- ‌الامام التاسع:

- ‌شيوخ الامام يعقوب:

- ‌تلاميذ الامام يعقوب الحضرمي:

- ‌الامام العاشر:

- ‌شيوخ الامام خلف البزار:

- ‌تلاميذ الامام خلف البزار:

- ‌الباب الثاني أثر القراءات في اللهجات العربية القديمة

- ‌تمهيد

- ‌تعريف اللهجة:

- ‌حد اللغة:

- ‌الفصل الأول من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصوتي

- ‌ ظاهرة‌‌ الاظهاروالادغام

- ‌ الاظهار

- ‌والادغام:

- ‌والتقارب:

- ‌والتجانس:

- ‌شروط الادغام:

- ‌موانع الادغام:

- ‌اقسام الادغام:

- ‌ظاهرة تخفيف الهمز

- ‌ظاهرة الفتح والامالة

- ‌ظاهرة الفتح والاسكان في ياءات الاضافة

- ‌الفصل الاول:

- ‌الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس:

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظي: الصراط- وصراط

- ‌توجيه الاسكان والتحريك في لفظي: «هو- وهي»

- ‌توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها

- ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

- ‌الفصل الثالث من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى الجانب الصرفي

- ‌الباب الثالث الالفاظ المعربة في القرآن

- ‌الباب الرابع الجامد والمشتق

- ‌الفصل الاول من الباب الرابع الأسماء الجامدة

- ‌الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع بين الماضي المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الرابع من الباب الرابع بين المضارع المبني للفاعل والمبني للمفعول

- ‌الفصل الخامس من الباب الرابع «الأفعال التي يرجع الاختلاف فيها الى أصل الاشتقاق»

- ‌الفصل السادس من الباب الرابع الافعال التي يرجع الاختلاف فيها الى نوع الاشتقاق

- ‌الفصل السابع من الباب الرابع بين اسم الفاعل وامثلة المبالغة

- ‌الفصل الثامن من الباب الرابع بين اسم الفاعل والصفة المشبهة

- ‌الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول

- ‌الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة

- ‌الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي

الفصل: ‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

‌الفصل الثاني من الباب الثاني اللهجات التي يرجع الاختلاف فيها الى اصل الاشتقاق

لقد تتبعت قراءات «القرآن» واقتبست منها الكلمات التي قرئت بوجهين او اكثر، وكان سبب اختلاف «اللهجات» التي ترجع الى «اصل الاشتقاق» وتفصيل ذلك فيما يلي:

«يبشرك» من قوله تعالى: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى (1) ومن قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ (2)«يبشر» من قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ (3) ومن قوله تعالى: وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ (4) ومن قوله تعالى: ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ (5)

«نبشرك» من قوله تعالى: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (6) ومن قوله تعالى: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ (7)«يبشرهم» من قوله تعالى: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ (8) قرأ «حمزة» المواضع الثمانية بفتح الياء من لفظ «يبشر» والنون من لفظ «نبشر» واسكان الباء، وضم الشين مخففة.

وقرأ «الكسائي» مثل قراءة «حمزة» في المواضع الخمسة الآتية:

موضعي آل عمران- وموضع الاسراء- وموضع الكهف- وموضع الشورى.

(1) سورة آل عمران الآية 39.

(2)

سورة آل عمران الآية 45.

(3)

سورة الاسراء الآية 9.

(4)

سورة الكهف الآية 2.

(5)

سورة الشورى الآية 23.

(6)

سورة الحجر الآية 53.

(7)

سورة مريم الآية 7.

(8)

سورة التوبة الآية 21.

ص: 224

وقرأ المواضع الثلاثة الباقية مثل قراءة جمهور القراء:

بضم الباء من لفظ «يبشر» والنون من لفظ «نبشر» .

وفتح الباء، وكسر الشين مشددة.

وقرأ «ابن كثير، وابو عمرو» مثل قراءة «حمزة» في موضع الشورى فقط.

وقرأ الباقون بضم الياء من: «يبشر» والنون من «نبشر» وفتح الياء، وكسر الشين مشددة، ومثلهم «ابن كثير، وابو عمرو» في غير موضع.

والتخفيف لغة «تهامة» وهو فعل مضارع من «بشر» بتخفيف العين. تتغير عنده بشرة الوجه وتنبسط عادة.

والتشديد لغة «اهل الحجاز» وهو فعل مضارع من «بشر» مضعف العين، يقال:«بشره يبشره تبشيرا» .

ونحن اذا ما نظرنا الى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان الى اصل الاشتقاق:

فالتخفيف من «بشر» مخفف العين، والتشديد من «بشر» مضعف العين.

تنبيه: «تبشرون» من قوله تعالى: قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (1).

اتفق القراء العشرة على قراءته بتشديد الشين. وذلك لمناسبة ما قبله وبعده من الافعال المجمع على قراءتها بالتشديد (2).

(1) سورة الحجر الآية 54.

(2)

قال ابن الجزري: يبشر اضمم شددن.

كسر كالاسرى الكهف والعكس رضى .. وكاف أولى الحجر توبة فضا ورم رضا حلا الذي يبشر انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 7.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 343.

ص: 225

وغير ذلك فالقراءة سنة متبعة مبنية على التوقيف. جاء في «المفردات» : «ابشرت الرجل» وبشرته (1) وبشرته (2): «اخبرته بسار بسط بشرة وجهه. وذلك ان النفس اذا سرت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجرة. وبين هذه الالفاظ فروق، فان «بشرته» بتخفيف الشين: «عام» ، «وابشرته» نحو «احمدته» و «بشرته» بتشديد الشين:

على التكثير.

«وابشر» يكون لازما، ومتعديا، يقال:«بشرته» بتخفيف الشين «فابشر» اي استبشر، «وابشرته» .

وقرئ «يبشرك» بتشديد الشين، «ويبشرك» بضم الشين مخففة «ويبشرك» بضم الياء، وسكون الباء، وكسر الشين مخففة، قال الله تعالى: قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ (3).

«واستبشر» . اذا وجد ما يبشره من الفرج، قال تعالى:

يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ (4).

ويقال للخبر السار: «البشارة، والبشرى» (5).

قال تعالى: لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ اهـ (6).

«يحسبهم» كيف وقع وكان فعلا مضارعا، نحو قوله تعالى:

يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ (7) قرأ «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وابو جعفر» بفتح السين، وهو لغة «تميم» .

(1) بتشديد الشين.

(2)

بتخفيف الشين.

(3)

سورة الحجر الآية 53 - 55.

(4)

سورة آل عمران الآية 171.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «بشر» ص 48.

(6)

سورة يونس الآية 64.

(7)

سورة البقرة الآية 273.

ص: 226

وقرأ الباقون بكسر السين، وهو لغة أهل «الحجاز» (1).

والقراءتان ترجعان الى اصل الاشتقاق:

فالاولى: من «حسب يحسب» نحو: «علم يعلم» .

والثانية: من «حسب يحسب» نحو: «ورث يرث» .

قال «الزبيدي» في التاج مادة «حسب» : «حسبه كنصره يحسبه حسبا على القياس، صرح به «ثعلب، والجوهري وابن سيده» وحسبانا بالضم نقله «الجوهري» وحكاه «ابو عبيد» عن «ابي زيد» .

وفي التهذيب: حسبت الشيء احسبه حسبانا بالكسر .. وحسابا، ذكره «الجوهري» وغيره.

قال الازهري: «وانما سمى الحساب في المعاملة حسابا، لانه يعلم به ما فيه كفاية ليس فيها زيادة على المقدار، ولا نقصان» اهـ (2).

وقال الراغب» في مادة «حسب» : «الحساب استعمال العدد، يقال: حسبت: بفتح السين، احسب- بكسر السين- حسابا، وحسبانا- بضم الحاء- قال تعالى: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ (3).

وقال تعالى: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً

الى ان قال: قال الله تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ، وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ (4) فكل ذلك مصدره «الحسبان» - بكسر الحاء- والحسبان: ان يحكم لاحد النقيضين من غير ان يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الاصبع- بضم الهمزة والباء، ويكون بعرض ان يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظن، لكن الظن ان يخطر- بضم الياء- النقيضين بباله فيغلب احدهما على الآخر» اهـ (5).

(1) قال ابن الجزري: ويحسب مستقبلا بفتح سين كتبوا .. في نص ثبت انظر: النشر في القراءات العشر ج 2 ص 445.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 107.

واتحاف فضلاء البشر ص 165.

(2)

انظر: تاج العروس شرح القاموس ح 1 ص 210.

(3)

سورة يونس الآية 5

(4)

تخريج الآيات حسب ورودها: العنكبوت 4؛ إبراهيم 42؛ إبراهيم 47؛ البقرة 214 وآل عمران 142.

(5)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 116 - 118.

ص: 227

«يعكفون» من قوله تعالى: فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ (1).

قرأ «حمزة، والكسائي» وخلف العاشر بخلف عن «ادريس» «يعكفون» بكسر الكاف، وهي لغة «أسد» .

ونحن اذا ما علمنا ان كلا من «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» يمثل

قراءة الكوفة، ادركنا السر في قراءتهم، حيث انها كانت متمشية مع لهجة «أسد» اذ نزح البعض من قبيلة «أسد» الى الكوفة.

وقرأ باقي القراء العشرة «يعكفون» بضم الكاف، وهو الوجه الثاني عن «ادريس» وهذه القراءة لغة بقية العرب (2).

ونحن اذا ما انعمنا النظر في هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان الى اصل الاشتقاق.

حيث ان القراءة الاولى من «عكف يعكف» بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع مثل «ضرب يضرب» .

والقراءة الثانية من «عكف يعكف» بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع، مثل:«نصر، ينصر» .

يقال: عكف على الشيء، بمعنى اقام عليه.

والعكوف: الاقبال على الشيء، وملازمته على سبيل التعظيم له.

والاعتكاف في الشرع. هو الاحتباس في المسجد على سبيل القربة.

ويقال: عكفته على كذا، اي حبسته عليه (3).

ويقال: «عكف» على الشيء «عكوفا» و «وعكفا» من بابي: «قعد وضرب» : لازمه، وواظبه.

(1) سورة الاعراف الآية 138.

(2)

قال ابن الجزري: يعكف اكسر ضمه شنا وعن ادريس خلفه انظر النشر في القراءات العشر ح 3 ص 79.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 250.

والمستنير في تخريج القراءات ح 1 ص 236.

(3)

انظر: المفردات في غريب القرآن ص 342.

ص: 228

كما يقال: «عكفت» الشيء «اعكفه» و «اعكفه» - بضم الكاف،

وكسرها- حبسته، ومنه «الاعتكاف» وهو «افتعال» لانه حبس النفس عن التصرفات العادية.

ويقال: «عكفته» عن حاجته: منعته (1).

«يبطشون» من قوله تعالى: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها (2).

«يبطش» من قوله تعالى: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما (3).

«نبطش» من قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى (4).

قرأ «ابو جعفر» «يبطشون، يبطش، نبطش» بضم الطاء على انه مضارع «بطش يبطش» نحو: «خرج يخرج» .

وقرأ الباقون الالفاظ الثلاثة بكسر الطاء، على انه مضارع «بطش يبطش» نحو:«ضرب يضرب» (5).

يقال: «بطش به بطشا» من باب «ضرب يضرب ضربا» وفي لغة من باب «قتل يقتل قتلا» .

و «البطش» : الاخذ بعنف (6).

«ضعفا» من قوله تعالى: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً (7).

قرأ «ابو جعفر» «ضعفاء» بضم الضاد، وفتح العين والفاء، وبعدها الف، وبعد الالف همزة مفتوحة بلا تنوين، جمع «ضعيف» مثل:«ظريف وظرفاء» .

وقرأ «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «ضعفا» بفتح الضاد.

(1) انظر: المصباح المنير ح 2 ص 424.

(2)

سورة الاعراف الآية 195.

(3)

سورة القصص الآية 19.

(4)

سورة الدخان الآية 16.

(5)

قال ابن الجزري: يبطش كله بضم كسر ثق انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 80.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 360، ح 2 ص 112، 225.

(6)

انظر: المصباح المنير ح 1 ص 51.

(7)

سورة الانفال الآية 66.

ص: 229

وقرأ الباقون «ضعفا» بضم الضاد (1).

و «الضعف» بفتح الضاد لغة «تميم» وبضمها لغة «قريش» : خلاف القوة، والصحة.

فالمضموم مصدر «ضعف» بضم العين، مثل:«قرب قربا» .

والمفتوح مصدر «ضعف» بضم العين، من باب «قتل» .

ومنهم من يجعل المفتوح في الرأي، والمضموم في الجسد، وهو «ضعيف» .

والجمع «ضعفا» و «ضعاف» ايضا، وجاء «ضعفة» بفتح الضاد والعين، و «ضعفي» بفتح الضاد، وسكون العين، لان «فعيلا، اذا كان صفة وهو بمعنى «مفعول» جمع على «فعلى» مثل: «قتيل وقتلى» و «جريح وجرحى» قال «الخليل بن احمد الفراهيدي» ت 170 هـ:

«هلكى، وموتى، هابا الذي ان المعنى معنى «مفعول» .

وقالوا: «احمق وحمقى» و «انوك ونوكى» لانه عيب اصيبوا به فكان بمعنى معنى «مفعول» .

وشذ من ذلك «سقيم من ذلك «سقيم» فجمع على «سقام» بالكسر لا على «سقمى» ذهابا الى المعنى معنى «فاعل» .

ولوحظ في «ضعيف» معنى «فاعل» فجمع على «ضعاف» «وضعفه» مثل «كافر وكفرة» .

ويقال: «اضعفه» الله «فضعف» فهو «ضعيف» .

(1) قال ابن الجزري:

ضعفا فحرك لا تنون مد ثب

والضم ففتح نل فتى انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 92.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 495.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 271.

وحجة القراءات ص 313.

ص: 230

و «ضعف عن الشيء» : عجز عن احتماله.

و «استضعفته» : رأيته «ضعيفا» او جعلته كذلك (1).

«يعزب» من قوله تعالى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (2).

ومن قوله تعالى: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ (3).

قرأ «الكسائي» «يعزب» في الموضعين بكسر الزاي.

وقرأ الباقون بضم الزاي، والكسر والضم لغتان في مضارع «عزب» نحو:

«يعرش» مضارع «عرش» و «يعكف» مضارع «عكف» (4)

يقال: «عزب» الشيء «عزوبا» من باب «قعد يقعد» .

و «عزب» من بابي: «قتل، وضرب» : «غاب، وخفي» فهو «عازب» (5).

«يقنط» من قوله تعالى: قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (6).

«يقنطون» من قول الله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (7).

«تقنطوا» من قول الله تعالى: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً (8).

قرأ «ابو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» .

(1) انظر: المصباح المنير ح 2 ص 362.

(2)

سورة يونس الآية 61.

(3)

سورة سبأ الآية 3.

(4)

قال ابن الجزري: اكسر يعزب ضما معا رم انظر النشر في القراءات العشر ح 3 ص 108 والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 520.

والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 304، ح 2 ص 150.

وحجة القراءات ص 334.

(5)

انظر: المصباح المنير ح 2 ص 406.

(6)

سورة الحجر الآية 56.

(7)

سورة الروم الآية 36.

(8)

سورة الزمر الآية 53.

ص: 231

«يقنط، يقنطون، تقنطوا» بكسر النون، وهي لغة «اهل الحجاز، وأسد» (1).

وقرأ الباقون بفتح النون، وهي لغة باقي العرب (2).

والقراءتان ترجعان الى اصل الاشتقاق:

فالقراءة الاولى مضارع «قنط يقنط» بفتح العين في الماضي، وكسرها في المضارع مثل:«ضرب يضرب» .

والقراءة الثانية مضارع «قنط يقنط» بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع، مثل:«تعب، يتعب» ومعنى «لا تقنطوا» : لا تيأسوا.

جاء في «المفردات» :

«القنوط» اليأس من الخير.

يقال: «قنط (3) يقنط (4) قنوطا، وقنط (5) يقنط (6) قنوطا (7).

وجاء في «اللسان» :

«القنوط» : اليأس، وفي «التهذيب: اليأس من الخير.

وقيل: اشد اليأس من الشيء.

و «القنوط» بضم القاف: المصدر و «قنط، يقنط، قنوطا» مثل: «جلس، يجلس، جلوسا» و «قنط (8) قنطا (9) وهو قانط» : «يئس» .

(1) قال ابن الجزري: وكسرها اعلم دم كيقنط اجمعا: روى حما

(2)

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 140، والمهذب في القراءات العشر ح 1 ص 364.

(3)

بفتح القاف، والنون.

(4)

بكسر النون.

(5)

بكسر النون.

(6)

بفتح النون.

(7)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «قنط» 413.

(8)

بكسر النون.

(9)

بفتح النون.

ص: 232

وفيه لغة ثالثة: «قنط، يقنط، قنطا» مثل تعب، يتعب، تعبا» وقناطة، فهو «قنط» .

واما «قنط، يقنط» بالفتح فيهما، و «قنط، يقنط» بالكسر فيهما، فانما هو على الجمع بين اللغتين، قاله «الاخفش» اهـ (1).

«لتبشر» من قوله تعالى: لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ (2).

قرأ «حمزة» «لتبشر» بفتح التاء، واسكان الباء الموحدة، وضم الشين مع تخفيفها، من «البشر» وهو البشارة.

وقرأ الباقون «لتبشر» بضم التاء، وفتح الباء، وكسر الشين مع تشديدها، مضارع «بشر» مضعف العين.

والقراءتان لغتان بمعنى واحد وهو: الاخبار بأمر سار تتغير عنده بشرة الوجه، وتنبسط عادة.

والتخفيف لغة «تهامة» .

والتشديد لغة «اهل الحجاز» (3).

«فيسحتكم» من قوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ (4).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، ورويس، وخلف العاشر» «فيسحتكم بضم الياء، وكسر الحاء، وهي لغة كل من نجد، وتميم» (5).

(1) انظر: لسان العرب مادة «قنط» ح 7 ص 386.

(2)

سورة مريم الآية 97.

(3)

قال ابن الجزري: يبشر اضمم شددن كسرا كالاسرى الكهف والعكس رضى.

وكاف أولى الحجر توبة فضا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 7.

والكشف عن وجوه القراءات ح 1 ص 343.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 12.

(4)

سورة طه الآية 61.

(5)

قال ابن الجزري: وضم كسر .. يسحت صحب غاب.

ص: 233

وقرأ الباقون «فيسحتكم» بفتح الياء، والحاء، وهي لغة الحجازيين» (1).

ونحن اذا ما نظرنا الى هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان الى اصل

«الاشتقاق، حيث ان القراءة الاولى مضارع «اسحته» من الثلاثي المزيد.

بالهمزة.

والقراءة الثانية مضارع «سحته» من الثلاثي المجرد.

يقال: «سحته، واسحته» بمعنى «سحقته واهلكته» .

«ولا تصعر» من قوله تعالى: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ (2).

قرأ «نافع، وابو عمرو وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .

«ولا تصاعر» بألف بعد الصاد، وتخفيف العين، فعل امر من «صاعر» وهو لغة «اهل الحجاز» .

وقرأ الباقون «ولا تصعر» بحذف الالف، وتشديد العين، فعل امر من «صعر» وهو لغة «تميم» .

والصعر: مرض يصيب الابل في اعناقها فيميلها.

والمعنى: لا تمل خدك للناس، اي لا تعرض عنهم بوجهك تكبرا (3).

«فاعتلوه» من قوله تعالى: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (4).

قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، ويعقوب» «فاعتلوه» بضم التاء.

وقرأ الباقون بكسر التاء، والضم، والكسر لغتان، في مضارع

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 182.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 20.

(2)

سورة لقمان الآية 18.

(3)

قال ابن الجزري: تصاعر حل اذ شفا فخفف مد انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 245.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 135.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 188.

(4)

سورة الدخان الآية 47.

ص: 234

«عتل» مثل مضارع «عكف» و «حشر» ومعنى فاعتلوه: ردوه بعنف (1)

«ألتناهم» من قوله تعالى: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (2).

قرأ «ابن كثير بخلف عن قنبل» «ألتناهم» بكسر اللام، على انه فعل ماض، من «ألت يألت» نحو: علم يعلم».

وروي عن «قنبل» وجه آخر وهو «وما لتناهم» بحذف الهمزة، مع كسر اللام، على انه فعل ماض، من «لات يليت» نحو:«باع يبيع» .

وقرأ الباقون «ألتناهم» بفتح اللام، على انه فعل ماض، من «ألت يألت» نحو:«ضرب يضرب» .

وكلها لغات بمعنى: «وما انقصناهم من عملهم من شيء» .

والفعل على جميع القراءات مسند الى ضمير العظمة، جريا على السباق، لان قبله قوله تعالى: أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (3).

«لم يطمثهن» من قوله تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (4).

ومن قوله تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (5).

قرأ «الكسائي» «يطمثهن» بضم الميم، وكسرها، في الموضعين، وقد ذكرت عدة اقوال في هذا الخلاف:

(1) قال ابن الجزري: وضم كسر فاعتلوه اذ كم دعا ظهرا.

انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 299.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 227.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 264.

(2)

سورة والطور الآية 21.

(3)

قال ابن الجزري: واكسر دم لام التنا حذف همز خلف زم انظر: النشر في القراءات العشر ج 3 ص 315.

والمهذب في القراءات العشر ج 2 ص 255.

والكشف عن وجوه القراءات ج 2 ص 291.

(4)

سورة الرحمن الآية 56.

(5)

سورة الرحمن الآية 74.

ص: 235

فقد روى «ابن مجاهد» ت 324 هـ: الضم، والكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما.

وروى الاكثرون التخيير في احدهما عن «الكسائي» بمعنى انه اذا ضم الاول كسر الثاني، واذا كسر الاول ضم الثاني.

والوجهان من التخيير وغيره ثابتان عن الكسائي نصا واداء، كما في النشر.

قال علماء القراءات: واذا اردت قراءتهما، وجمعهما في التلاوة.

فاقرأ الاول بالضم، ثم بالكسر، والثاني بالكسر ثم بالضم.

وقرأ الباقون «يطمثهن» في الموضعين، بكسر الميم فيهما.

والضم، والكسر لغتان في مضارع «طمث» (1).

قال «الفراء» ت 217 هـ: «الطمث» : الافتضاض، وهو النكاح بالقدمية.

وقال المفسرون: لم يطأهن، ولم يغشهن، ولم يجامعهن قبلهم أحد» (2).

(1) قال ابن الجزري: كلا يطمث بضم الكسر رم خلف.

انظر: النشر في القراءات العشر ح 3 ص 322.

والمهذب في القراءات العشر ح 2 ص 268.

والكشف عن وجوه القراءات ح 2 ص 303.

(2)

انظر: تفسير الشوكاني ح 5 ص 141.

ص: 236