الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدّمة
تختلف اللغة العربية عن سائر اللغات بعلامات إعرابها، الأصلية منها والفرعية. وهذه العلامات تؤدّي دورا مهما في تقييم النص الأدبي.
فهي المدخل إلى القراءة الصحيحة، والعبارة السليمة، والمعنى المراد.
وتحديد علامات الإعراب مرهون بمدى مقدرة التلميذ على تحليل العبارة.
فإعراب كلمة ما، في عبارة ما، يرتبط بفهم الوظيفة المعنوية لتلك الكلمة.
وهذا يقتضي تحليل العبارة إلى أجزائها، وفهم وظيفة كل جزء، ليمكن إعرابه إعرابا صحيحا.
انطلاقا من هذا المفهوم للإعراب، يمكننا القول إن الإعراب يضع أسسا دقيقة مضبوطة للكلام والكتابة والاستماع، ويربيّ في التلاميذ القدرة على التحليل والاستنباط، وينمّي فيهم دقة الملاحظة التي تقودهم إلى الموازنة بين التراكيب المختلفة والمتشابهة.
وإذا ما تصفّحنا كتب القواعد التي بين أيدي التلاميذ، وجدناها تقتصر في الغالب على المنهج النظري، وتفتقر إلى التطبيق العملي، مما يؤدي إلى عدم تحقيق الغاية المنشودة منها على الوجه المتوخّى. فالتلاميذ يستظهرون القواعد دون تفهم. والاستظهار سرعان ما يذهب به النسيان.
وفي مثل هذه الحال، يبدو الإعراب بالنسبة إلى التلاميذ جافا وصعبا، ويصبح الإلمام به أمرا عسيرا. يضاف إلى ذلك، أن إلمام التلميذ بالقواعد، قد يتوقف في الغالب على دراسة مرحلة التعليم المتوسطة.
وذلك لأن أكثر التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بعد هذه المرحلة، قد يتجهون إلى الدراسة في الفروع العلمية، حيث لا قواعد ولا إعراب.
وقد رأينا بدافع المسؤولية والحرص، أن نضع هذا الكتاب، ليكون عونا ومرشدا لتلاميذنا الأعزاء، وليحبّب إليهم لغتنا العربية التي كرّمها الله سبحانه. وقد اعتمدنا المنهج النظري مشفوعا بأمثلة تطبيقية عملية، وأكثرنا من شواهد القرآن الكريم. وذلك لاعتقادنا أن القرآن الكريم وعاء اللغة، وأن دراسة القواعد، لا تؤتي ثمارها إلا بكثرة التطبيق عليها، وأن الإلمام بالقواعد يمثل الجانب النظري، والتطبيق يمثل الجانب العملي الذي من شأنه أن يرسّخ القواعد في أذهان التلاميذ، ويحقق الغاية المنشودة من دراستها، وهي القراءة السليمة، والتعبير السليم، شفويا كان أو كتابيا.
ونسأل الله تعالى، أن يهدينا سبيل الرشاد، لما فيه عون لتلاميذنا، وخدمة للغتنا العربية.