الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الضحى
1
95 - قال الله تعالى: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
(2)
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
(3)
* سَبَبُ النُّزُولِ:
أخرج البخاري وأحمد ومسلم والترمذي والنَّسَائِي عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: اشتكى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أَرَه قَرِبك منذ ليلتين أو ثلاثاً فأنزل اللَّه عز وجل:(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3).
وفي لفظ لمسلم عن جندب رضي الله عنه: قال أبطأ جبريل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: قد وُدعِّ محمد فأنزل الله عز وجل: وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)).
* دِرَاسَةُ السَّبَبِ:
هكذا جاء في سبب نزول هذه الآيات. وقد ذكر جمهور المفسرين هذا الحديث عند تفسيرها كالطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي وابن
كثير وابن عاشور.
قال الطبري: (وذُكر أن هذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيباً من الله قريشاً في قيلهم لرسول الله لما أبطأ عليه الوحي: قد ودع محمداً ربُه وقلاه).
وقال القرطبي: (كان جبريل عليه السلام أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون: قلاه الله وودعه فنزلت الآية) اهـ.
وقال ابن حجر: (في قوله: (فجاءت امرأة) هي أم جميل بنت حرب امرأة أبي لهب.
ومن وجه آخر عن الأسود بن قيس بلفظ (حتى قال المشركون) ولا مخالفة لأنهم قد يطلقون لفظ الجمع ويكون القائل أو الفاعل واحداً، بمعنى أن الباقين راضون بما وقع من ذلك الواحد) اهـ.
فإن قيل: كيف علمت هذه المرأة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يقم ليلتين أو ثلاثاً؟
فالجواب: ما قاله ابن عاشور: (أن الليل وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، وهو الوقت الذي كان يسمع فيه المشركون قراءته من بيوتهم القريبة من بيته أو من المسجد الحرام).
قلت: وإذا كانت أيضاً زوجَ عمه أبي لهب فلن يستغرب علمها بقيامه وعدمه والله أعلم.
* النتيجة:
أن الحديث الذي معنا سبب نزول هذه الآيات الكريمة لصحة سنده، وصراحة لفظه، وموافقته لسياق القرآن، واحتجاج المفسرين به، والله أعلم.
سورة العلق