المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النووى ثم العراقى، فما أوهمه صنيع [المؤلف] أنه مما تفرد - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٤

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: النووى ثم العراقى، فما أوهمه صنيع [المؤلف] أنه مما تفرد

النووى ثم العراقى، فما أوهمه صنيع [المؤلف] أنه مما تفرد به البخارى غير صحيح.

قلت: النووى والعراقى وغيرهما إذا عزوا الحديث يريدون أصله والمؤلف رتب الكتاب ترتيبا دقيقا على حروف المعجم، ومسلم لم يقع عنده لفظ:"دعوه"، بل أول الحديث عنده [3/ 1225، رقم 120]: "إن لصاحب الحق مقالا"، والمصنف قد ذكره كذلك في حرف الهمزة، إلا أنه لم يعزه لمسلم فهناك حصل فيه نوع تقصير لا هنا.

1775/ 4228 - "دَعُوهُ يئِنُّ، فَإنَّ الأنِينَ اسْمٌ منْ أسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى يَسْتَرِيحُ إلَيْهِ الْعَلِيلُ".

الرافعى عن عائشة

قلت: أخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس من طريق الطبرانى:

حدثنا مسعود بن محمد الرملى ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن نوفل ابن الفرات عن القاسم عن عائشة قالت: "دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعندنا مريض يئن فقلنا له: اسكت، فقال: يا حميراء، أما شعرت أن الأنين. . . " وذكره، ومحمد بن أيوب بن سويد قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به، يروى عن أبيه الأشياء الموضوعة، كان أبو زرعة يقول: رأيته أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة بخط طرى وكان يحدث بها اهـ.

فالحديث موضوع.

‌فائدة

بعض الشاذلية بمصر يستدلون بهذا الحديث على الذكر الذي يذكرون به، ويسمونه اسم الصدر وهو آه آه، والحديث كما ترى، وقد كان شيخنا أبو

ص: 36

ثابت محمد بخيت المطيعى المصرى رحمه الله سئل عن الذكر بهذا الاسم فشرع في الجواب في إبطاله وإبطال كون آه اسما من أسماء اللَّه تعالى، إلا أنه توقف في الجواب ولم يمضه لتوقفه في الحديث وعدم اهتدائه للجواب عنه لظنه أنه ثابت، فاتفق أنى زرته يوما مع حفيد الشيخ الفاسى المكى -وأصحابه هم الذين يذكرون بذلك الاسم- فلما استقر بنا المجلس وعرفت الشيخ أن الذي معى هو حفيد الشيخ الفاسى، قال له: هل لازلتم تذكرون باسم آه؟ فقال له: نعم، فشرع يتكلم عليه وذكر أنه سئل عنه وأنه أجاب بالإبطال إلا أنه توقف في الحديث وذكر عن الحفنى كلاما نسيته الآن، فبادرته وقلت له: إن الحديث غير صحيح، فلما سمع منى هذا طار فرحا وفرج عنه هم كبير من جهة الحديث، وطلب منى أن اكتب له بيان ضعفه ليعتمد عليه في الجواب، فلما خرجنا من عنده طلب منى حفيد الفاسى ألا أذكر له ذلك؛ لئلا يتجيش بفتواه أعداؤهم عليهم، فتشاغلت عنه مدة لا لكلام الفاسى، فكتب إليَّ كتابا مع قيم خزانته يستحثنى فيه على الجواب عن الحديث، وأرسل معه نسخة من حاشيته على شرح الإسنوى على منهاج البيضاوى، فكتبت له بيان وضعه وعدم صحته (1) ودفعته للقيم، وقلت له: إذا تم تأليف الشيخ في الجواب عن المسألة فليتحفنا منه بنسخة، فلما مضت على ذلك نحو خمسة عشر يوما لم يرعنا إلا خبر وفاته وذلك في منتصف شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف.

1776/ 4229 - "دَفْنُ البَنَاتِ مِنْ المكْرُمَاتِ".

(خط) عن ابن عمر

قال الشارح: بإسناد ضعيف.

وقال في الكبير: أورد ابن الجوزى هذا الحديث في الموضوعات من

(1) وذلك في جزء سماه: "الحنين بوضع حديث الأنين"، وهو مما حوته مكتبة الأستاذ حسن التهامى.

ص: 37

هذا الطريق وحكم بوضعه، وأقره عليه الذهبى والمؤلف في مختصر الموضوعات.

قلت: في هذا أمران، أحدهما: حيث ذكر في الكبير ما ترى من أنه موضوع، فكيف ساغ له الاقتصار بعد ذلك في الصغير على أنه ضعيف؟!.

ثانيهما: المؤلف له اللآلئ المصنوعة، وليس هو اختصارًا للموضوعات، بل هو ذكر لها بتمامها مع التعقب على المتعقب وإقرار ما ليس بمتعقب في نظره، وغاية ما حذف منه أسانيد ابن الجوزى إلى مشاهير المخرجين دون غيرهم، وهذا لم أر فيه تعقبا على ابن الجوزى في هذا الحديث، وله أيضًا اختصار اللآلى الذي هو اختصار لكتاب الموضوعات بإفراد المتعقب دون غيره، وهذا قد ذكره فيه المؤلف وتعقب ابن الجوزى على الحكم بوضعه، فقال: حديث: "دفن البنات من المكرمات" أورده -يعنى ابن الجوزى- من حديث ابن عباس، وفيه عراك بن خالد مضطرب الحديث ليس بالقوى عن عثمان بن عطاء عن أبيه، وهما ضعيفان، وتابعه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشى عن عطاء وهو ضعيف ومن حديث ابن عمر، وفيه يحدث عن الثقات بالمناكير.

قلت: ليس في شيء مما ذكر ما يقتضى الوضع، أما عراك: فهو وإن ضعفه أبو حاتم بما ذكر فقد قال فيه صاحب الميزان: إنه معروف حسن الحديث، وأما عثمان بن عطاء: فأخرج له ابن ماجه، ووثقه أبو حاتم فقال: يكتب حديثه، ودحيم فقال: لا بأس به ومن ضعفه لم يجرحه بكذب، وأما أبوه فالجمهور على توثيقه، وخرج له في البخارى اهـ.

فالمؤلف لم يقر ابن الجوزى على وضعه.

ص: 38

1777/ 4230 - "دُفِنَ بِالطِّينَةِ التي خُلِقَ مِنْهَا".

(طب) عن ابن عمر

قال في الكبير: قال الهيثمى: وفيه عبد اللَّه بن عيسى وهو ضعيف.

قلت: أورد الشارح هنا أحاديثًا وآثارا بمعنى هذا الحديث نقلها من المصنف في اللآلئ المصنوعة؛ لأن ابن الجوزى أورد حديثا من رواية ابن مسعود في هذا المعنى وحكم بوضعه فتعقبه المؤلف، وذكر عدة أحاديث وآثار انتقى منها الشارح ما ذكره، ولم يشر إلى قضية حكم ابن الجوزى بالوضع ليبقى نقله عن علم المصنف مستورًا غير مكشوف [وهو] لا يذهب ويجئ إلا في علمه.

والمصنف قد أطال واستوعب في ذكر الأخبار الواردة في الباب إلا أنه فاته ذكر شيء لم يذكره، أعنى من المخرجين.

فمن ذلك أنه ذكر حديث أبي سعيد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعةً يحفرون قبرًا، فسأل عنه، فقالوا: حبشيٌّ قَدمَ فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا اللَّه، سيقَ من أرضه وسمائه إلى التُّرْبَة التي خُلقَ منها" وعزاه إلى البزار [رقم: 842] قال:

حدثنا بشر بن معاذ العقدى ثنا عبد اللَّه بن جعفر بن نجيح ثنا أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد به اهـ.

وهذا السند ضعيف لأن عبد اللَّه بن جعفر والد على بن المدينى متفق على ضعفه مع أن الحديث وارد بسند صحيح من غير طريقه:

قال الحاكم في المستدرك:

أخبرنا أبو نصر الفقيه وأحمد بن محمد العنزى قالا: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمى، ثنا يحيى بن صالح الوحاظى ثنا عبد العزيز بن محمد حدثنى أنيس بن أبي يحيى مولى الأسلميين عن أبيه عن أبي سعيد الخدرى به مثله.

ص: 39

ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأنيس بن أبي يحيى الأسلمى هو عم إبراهيم بن أبي يحيى، وأنيس ثقة معتمد، ولهذا الحديث شواهد أكثرها صحيحة اهـ.

وأقره الذهبى في التلخيص، فهذا الطريق أحسن من كل ما ذكره المصنف في التعقب على ابن الجوزى، بل لو ذكره وحده لكان كافيا لصحته، وفيه أيضًا فائدة كبرى بتنصيص الحاكم وإقرار الذهبى أن شواهد هذا الحديث أكثرها صحيح، ومن ذلك أنه عزا حديث ابن عمر المذكور في الكتاب هنا للطبرانى قال:

حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ثنا عقبة بن مكرم ثنا عبد اللَّه بن عيسى الخزاز عن يحيى البكاء عن ابن عمر: "أن حبشيا دفن بالمدينة فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: دفن بالطينة التي خلق منها".

وقد أخرجه أيضًا ابن فيل في أواخر جزئه قال:

حدثنا عقبة بن مكرم العمى به، وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان قال:

حدثنا محمد بن على البرجى ثنا ابن أبي حاتم ثنا عمر بن شيخ ثنا أبو خلف عبد اللَّه بن عيسى الخزاز به.

1778/ 4237 - "دِيَةُ المُعَاهِدِ نِصْفُ دِيَةِ الْحُرِّ".

(د) عن ابن عمرو

قال الشارح: في إسناده مجهول.

وقال في الكبير في صحابيه: هو عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، قال الهيثمى: فيه جماعة لم أعرفهم.

قلت: في هذا أوهام فاحشة، الأول: أن الحديث ليس في سنده مجهول.

ص: 40

الثانى: أن الحافظ الهيثمى لم يقل شيئًا مما نقله عنه الشارح، بل هو كذب عليه.

الثالث: أن الحديث في سنن أبي داود، والهيثمى لا يذكر حديثا في الكتب الستة إنما يذكر الزوائد عليها.

الرابع: لو فرضنا أنه قال: فيه جماعة لم أعرفهم لما جاز للشارح أن يقول: فيه مجهول، لأن من لم يعرفه الهيثمى لا يقال عنه: مجهول.

الخامس: ولو فرضنا أن ذلك جائز لكان من حقه أن يقول: فيه مجاهيل.

السادس: أن الحديث هو الذي بعده، فإنه عند الترمذى بسند أبي داود، وقد قال الشارح عنه: إنه حسن.

السابع: أنه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لا من حديث عبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب.

الثامن: أن الشارح صرح في الكبير بأنه ابن الخطاب، وكتبه في الصغير على الصواب بزيادة الواو.

قال أبو داود [4/ 194/ رقم 4583]:

حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملى ثنا عيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دية المعاهد نصف دية الحر".

قال أبو داود: رواه أسامة بن زيد الليثى وعبد الرحمن بن الحارث عن عمرو ابن شعيب مثله اهـ.

ورواه أيضًا الترمذى [رقم: 1413] باللفظ الذي ذكره المصنف بعد هذا، وقال الترمذى: حديث حسن، ورواه النسائى بنحوه.

ص: 41

ورواه ابن ماجه [2/ 883، رقم 2644] بلفظ: "قضى أن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين، وهم اليهود والنصارى".

1779/ 4241 - "دِيَةُ الذِّمِّى دِيَةُ المُسْلِمِ".

(طس) عن ابن عمر

قال (ش): بإسناد ضعيف والمتن منكر.

قلت: بل الحديث باطل موضوع كما قال الحفاظ، وإنما افتراه من افتراه ليدعم به رأى أبي حنيفة الباطل في هذه المسألة.

وقد حكى الشارح في كبيره قول الحفاظ وحكمهم بأنه موضوع، فلا معنى لهذا التراجع في الصغير.

قال ابن حبان في الضعفاء في ترجمة عبد اللَّه بن كرز: لا أصل لهذا الحديث من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو موضوع لا شك فيه.

1780/ 4242 - "دِينُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَمَنْ لا عَقْلَ لَهُ لا دِيَن لَهُ".

أبو الشيخ في الثواب، وابن النجار عن جابر

قلت: رمز المصنف لضعفه وسكت عنه الشارح مع أنه رآه في مسند الفردوس للديلمى، وعزاه له في الكبير، وقد أخرجه الديلمى من طريق أبي الشيخ:

حدثنا سهل بن عثمان ثنا محمد بن حرب ثنا عمير بن عمران ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به.

وعمير بن عمران قال ابن عدى: حدث بالبواطيل، والضعف على روايته بين اهـ.

فالحديث موضوع، وليس في العقل حديث صحيح.

ص: 42

1781/ 4244 - "الدَّارُ حَرَمٌ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ".

(حم. طب) عن عبادة بن الصامت

قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو زلل، فقد أعله الهيثمى بأن فيه: محمد بن كثير السلمى، وهو ضعيف.

قلت: بل الزلل من الشارح الذي يعتمد الرموز وهو يعلم أن جلها محرف مقلوب، فكم حديث هالك واه وضع عليه النساخ رمز الصحيح، والحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ [1/ 349] من طريق صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثنا محمد بن كثير قال: سألت يونس بن عبيد عن رجل دخل داره سارق مجردًا ليس في يده سلاح، فبادره صاحب الدار فقتله فقال: حدثنى محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت، فذكره.

1782/ 4245 - "الدَّاعى وَالمُؤَمِّنُ في الأجْر شَريكَان، وَالقَارئُ وَالمُسْتَمعُ فِى الأجْرِ شَرِيكَانِ، والعالمُ وَالمُتَعَلِّمُ فِى الأجْرِ شَرِيكَانِ".

(فر) عن ابن عباس

قلت: قال الديلمى:

أخبرنا أحمد بن نصر أخبرنا أبو طالب على بن إبراهيم بن جعفر بن الحسن المزكى أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خرز أخبرنا الطنان، أنا الحسين بن القاسم ثنا إسماعيل الشامى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس به.

والشامى وجويبر ضعيفان، والضحاك لم يلق ابن عباس، ويشهد له في الدعاء قول اللَّه:{قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} ، فإن الذي دعا موسى وحده بقوله:{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} الآية، وخاطبهما اللَّه تعالى لأن هارون كان يؤمن كما ورد عن المفسرين فجعلهما اللَّه داعيين معا، واللَّه أعلم.

ص: 43

1783/ 4246 - "الدَّالُّ عَلَى الخَيْر كَفَاعله".

البزار عن ابن مسعود (طب) عن سهل بن سعد وعن ابن مسعود

قال الشارح: كذا فيما وقفت عليه من نسخ الكتاب، وهو سهو وصوابه عن أبي مسعود وعن أنس، ثم قال: وإسناده ضعيف.

وقال في الكبير عقب البزار: وكذا القضاعى عن ابن مسعود، وإنما قال عبد الحق: البزار عن أنس، ثم رأيت المصنف في الدرر قال: البزار عن أنس، فما هنا سهو، (طب) عن سهل بن سعد، وقال: لم يرو عن سهل إلا بهذا الإسناد وعن أبي مسعود، وفيه من طريقه -كما قال في المنار- زياد النهرى ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ومن طريق الطبرانى: عمران بن محمد بن سعيد لم يسمع من أبي حازم، قال الهيثمى: فيه من لم أعرفه، وقال العراقى: إسناده ضعيف جدًا.

قلت: خبط الشارح هنا خبطًا، وخلط الكلام خلطًا، بما سود به الورق وأضاع به الزمان، مع الغلط فيما قال، والوهم فيما نقل، وبيان ذلك وتحرير المقام يقع من وجوه، الأول: أن المصنف عزا الحديث للبزار من حديث عبد اللَّه بن مسعود، وللطبرانى من حديث سهل بن سعد، ومن حديث أبي مسعود البدرى الأنصارى، والشارح حكم عليه بالوهم في أمرين، أحدهما: أنه جعل في الصغير حديث البزار عن أبي مسعود البدرى، لا عن عبد اللَّه بن مسعود، وإن رأى ذلك في عدة نسخ كما قال، وجعله في الكبير من حديث أنس بن مالك لا من حديث ابن مسعود، ولا من حديث أبي مسعود البدرى، وكل هذا خبط وغلط، فالبزار روى الحديث عن عبد اللَّه بن مسعود كما ذكره المصنف هنا، وعن أنس كما ذكر في الدرر هو وغيره، ولا تنافى بين ذلك إلا عند الشارح، والعجب

ص: 44

أنه نقل من مجمع الزوائد كلام الهيثمى على حديث سهل بن سعد، والهيثمى في نفس الباب وقبل حديث سهل بن سعد بحديث واحد ذكر حديث ابن مسعود مصرحا باسمه فقال [1/ 166]: وعن عبد اللَّه -يعنى ابن مسعود- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدال على الخير كفاعله" رواه البزار، وفيه عيسى بن المختار، تفرد عنه بكر بن عبد الرحمن اهـ.

فبان أن قول المصنف صواب وأن الساهى هو الشارح كما هو حاله في كل تعقباته.

الثانى: أنه قال في الصغير: والصواب عن أبي مسعود وعن أنس، وهذا كلام لا يدرى معناه هل البزار رواه عنهما معا أى من حديثهما أو من حديث كل واحد على انفراد؟ وأيًا ما كان فلا وجه لتعقبه في الكبير، فإنه لم يروه إلا عن أنس.

الثالث: أنه قال في الكبير عقب قول المصنف البزار: وكذا القضاعى عن ابن مسعود، فاقتضى ذلك أن القضاعى رواه من حديث عبد اللَّه بن مسعود، كما رواه البزار، والواقع أن القضاعى رواه من حديث أبي مسعود البدرى.

الرابع: أنه قال في الصغير عقب جميع المخرجين: وإسناده ضعيف، وهو باطل فإن الحديث صحيح، بل في صحيح مسلم [3/ 1506/ رقم 133] بلفظ:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله"، وسيأتى للمصنف كذلك في حرف "الميم".

الخامس: أنه قال في الكبير: وفيه -أى في حديث أبي مسعود- زياد النهرى ضعفه ابن معين. . . إلخ.

وهذا أيضًا باطل، فإن زيادا لا وجود له في حديث أبي مسعود، وإنما هو في حديث أنس المذكور بعد هذا كما نقله الشارح نفسه.

ص: 45

السادس: أنه قال: ومن طريق الطبرانى عمران بن محمد. . . إلخ.

وهو كلام فاسد لا معنى له، وكأنه أراد أن يقول: وفي سند حديث سهل بن سعد عمران بن محمد.

قال الهيثمى: يروى عن أبي حازم، ويروى عنه عبد اللَّه بن محمد ابن عائشة، وليس هو عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب لأن ذاك مدنى، وقال الطبرانى في هذا أنه نصري، وابن سعيد لم يسمع من أبي حازم، ولم أجد من ذكر هذا، هكذا قص الحافظ الهيثمى.

السابع: أن الحافظ الهيثمى قال كما ترى، وليس هو عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، والشارح عكس كلامه فجعل الذي في السند هو عمران ابن محمد بن سعيد، فلو أعطى لعالم أجر على أن يقلب الأحاديث ويتلاعب بالأسانيد لما أحسن -واللَّه- أن يفعل ما يفعله هذا الرجل، فإنا للَّه وإنا إليه راجعون.

وجملة القول أن الحديث رواه البزار [رقم: 154] من حديث عبد اللَّه بن مسعود وفيه عيسى بن المختار كما سبق، ورواه أبو داود الطيالسى وأحمد [4/ 120]، والبخارى في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود [4/ 233 رقم 5139] والترمذى [رقم: 2671]، والخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في الحلية [6/ 266] وفي التاريخ [2/ 265]، والقضاعى في مسند الشهاب، والطبرانى [6/ 230]، والخطيب [7/ 383]، وآخرون كلهم من رواية الأعمش عن أبي عمرو الشيبانى عن أبي مسعود البدرى الأنصارى، إلا أنه عند بعضهم بلفظ:"من دل"، كما ذكرته وسيأتى، ورواه الطبرانى والطحاوى في مشكل الآثار [1/ 484] من حديث سهل بن سعد الساعدى، وهو عند الأخير من رواية عمران بن يزيد القرشى عن أبي

ص: 46

حازم عن سهل، وورد من حديث بريدة وأنس كما سيذكره المصنف بعد هذا، ومن حديث أبي هريرة عند أبي نعيم في التاريخ.

1784/ 4247 - "الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، وَاللَّهُ يُحبُّ إغَاثَةَ اللَّهْفَانِ".

(حم. ع) والضياء عن بريدة، ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس

قلت: حديث بريدة رواه أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه.

ومن اللطائف أن أحمد رواه في المسند من طريقه إلا أنه لم يسم أبا حنيفة.

قال عبد اللَّه بن أحمد:

حدثنا أبي ثنا إسحاق بن يوسف أنا أبو فلانة كذا قال أبي لم يسمه على عمد وحدثناه غيره فسماه -يعنى أبا حنيفة- عن علقمة. . . إلخ. وهذا مما يدل على أن أحمد تورع من ذكر أبي حنيفة لسوء سمعته عند أئمة الحديث والسلف الصالح.

وحديث أنس رواه أيضًا ابن شاهين في الترغيب، وابن عبد البر في العلم، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق أيضًا، كلهم من حديث زياد عن أنس، ورواه الترمذى [رقم: 2671] وابن فيل في جزئه من رواية شبيب بن بشر عن أنس بلفظ: "إن الدال على الخير كفاعله" وقال (ت): غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

1785/ 4248 - "الدُّباءُ يُكَبِّرُ الدِّمَاغَ، وَيَزِيدُ فِى العَقْل".

(فر) عن أنس

قلت: هذا حديث موضوع يلام المصنف على ذكره لانفراد وضاع به.

ص: 47

1786/ 4354 - "الدَّجَّالُ تَلِدُهُ أمُّهُ وَهِيَ مَنْبُوذَةٌ فِى قَبْرِهَا، فَإذَا وَلَدَتْهُ حَمَلَت النِّسَاء بِالخَطَّائِينَ".

(طس) عن أبي هريرة

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [4/ 22] قال:

حدثنا محمد بن عمر ثنا عبد اللَّه بن محمد بن ناجية ثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحى ثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال: "تلده أمه مقبورة فتحمل النساء بالخطائين".

قال أبو نعيم: تفرد به عثمان الجمحى عن عبد اللَّه.

قلت: وحاله كما ذكره الشارح في الكبير.

1787/ 4256 - "الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ".

(ت) عن أنس

قلت: أخرجه أيضًا الحكيم الترمذى في نوادر الأصول [ص 636][السابع] والعشرين ومائة، والقشيرى في الرسالة [ص 119] في باب الدعاء، كلاهما من رواية ابن لهيعة أيضًا عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس.

1788/ 4257 - "الدُّعَاءُ مفْتَاحُ الرَّحْمَة، وَالوضُوءُ مِفْتَاحُ الصَّلاة، وَالصَّلاةُ مِفْتَاحُ الجنَّة".

(فر) عن ابن عباس

قلت: والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح جهنم.

رواه الديلمى عن ابن عباس، وهو في نقدى موضوع، قال الديلمى:

ص: 48

أخبرنا والدى أخبرنا أبو الفضل بن برنمة ثنا أحمد بن إبراهيم بن تركان ثنا على ابن إبراهيم بن عبد اللَّه ثنا محمد بن على بن الحسين الهمدانى ثنا محمد بن عبيد ثنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه المقرى ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.

1789/ 4259 - "الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأذَانِ وَالإِقَامَةِ".

(حم. د. ت. ن. حب) عن أنس

قال في الكبير: حسنه الترمذى وضعفه ابن عدى وابن القطان ومغلطاى، لكن قال الحافظ العراقى: رواه النسائى في اليوم والليلة بسند آخر جيد، وابن حبان والحاكم وصححه.

قلت: النسائى لم يخرجه في السنن -المجتبى- وإنما خرجه في عمل اليوم والليلة، وقد يكون خرجه في الكبرى إلا أن العزو إليه إذا أطلق لا يكون إلا إلى الصغرى، والطريق الثانية التي أشار إليها العراقى هي عند بعض من عزا الحديث إليه المصنف، فالطريق الأول من رواية أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس.

والطريق الثانية من رواية يزيد بن أبي مريم عنه، ومن هذا الطريق خرجه ابن السنى في عمل اليوم والليلة [رقم: 100] عن النسائى بزيادة: "فادعوا" ورواه من الطريق الأول محمد بن مخلد البزاز في جزئه، والدينورى في المجالسة.

وأما الحاكم فرواه من طريق حميد عن أنس بلفظ آخر ذكره المصنف بعد حديث، ورواه أبو القاسم على بن المحسن التنوخى في أماليه من رواية يزيد الرقاشى عن أنس، وكذا أبو يعلى وهو المذكور بعده.

1790/ 4260 - "الدُّعَاءُ بَينَ الأذَانِ والإقَامَةِ مُسْتَجَابٌ، فَادْعوا".

(ع. هـ) عن أنس

ص: 49

قال الشارح: بإسناد ضعيف.

وقال في الكبير عن الهيثمى: فيه يزيد الرقاشى مختلف في الاحتجاج به.

قلت: لا يقال عن الحديث ضعيف مع أنه مذكور قبله وبعده بأسانيد حسنة صحيحة، ورواه عن أنس جماعة، وليس كل سند فيه ضعيف يحكم عليه بالضعف لأنه لا يحكم على رواية الضعيف بالضعف إلا لما يتطرق من الظن فيه، فإذا عرف من طرق أخرى حديثه فلا معنى للحكم على حديثه بالضعف؛ إذ الضعف ليس هو من ذاته وإنما هو من جهة الظن به، وقد ارتفع ذلك وزال بمتابعة غيره له من الثقات، والحديث هو عين الذي قبله وبعده اختلفت ألفاظه باختلاف طرقه، والمصنف يتبع ألفاظ الكتب فيدعوه ذلك إلى التعدد والتكرار.

وقد أخرج هذا الحديث عينه من رواية الرقاشى أيضًا ابن ماسى في فوائده، والتنوخى في أماليه. بلفظ آخر، فقال ابن ماسى:

حدثنا الحسن بن علوية القطان ثنا عاصم بن على ثنا المسعودى عن يزيد الرقاشى عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

وقال أبو القاسم التنوخى في أماليه:

حدثنا أبو الحسين عبد اللَّه بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبى ثنا الحسن بن علوية القطان به مثله.

1791/ 4262 - "الدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ، وَإنَّ البِرَّ يَزِيدُ فِى الرِّزْقِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ".

(ك) عن ثوبان

قال الشارح: بضم المثلثة وقيل بفتحها، وصححه (ك) ورد عليه بأنه واه.

ص: 50

وقال في الكبير: رواه (ك) في المناقب عن على بن قرين عن سعيد بن راشد، عن الخليل بن مرة عن الأعرج عن مجاهد عن ثوبان، قال الذهبى: ابن قرين كذاب، وسعيد واه وشيخه ضعفه ابن معين اهـ. فكان يجب حذفه من الكتاب.

قلت: إنما كان يجب حذفه لو انفرد به على بن قرين، فإن المصنف قال: إنه صان كتابه هذا عما انفرد به كذاب أو وضاع.

وحديث ثوبان هذا ورد من طريق آخر، قال الدينورى في المجالسة:

حدثنا إبراهيم بن دازيل ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثورى عن عبد اللَّه بن عيسى عن عبيد بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القَدَر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".

ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 10] من رواية محمد بن عصام عن أبيه عن سفيان به.

ومن هذا الوجه أخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار إلا أنه أرسله فلم يذكر ثوبان.

ورواه الطحاوى في مشكل الآثار [4/ 169]: حدثنا فهد بن سليمان ثنا إبراهيم ثنا سفيان به موصولا مثله.

ورواه أبو بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى في مسند أبي حنيفة من رواية أبي حنيفة عن سفيان الثورى.

ورواه أحمد [5/ 277]، والنسائى في الكبرى، وابن ماجه [رقم 90/ 4022]، والحاكم [1/ 493] وغيرهم من هذا الوجه أيضًا من رواية سفيان بلفظ: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القضاء إلا

ص: 51

الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر"، وصححه الحاكم وأقره الذهبى، وذكره المصنف سابقا، وكتب عليه الشارح: قال (ك): صحيح واقروه.

وله مع هذا شاهد من حديث سلمان أخرجه الترمذى وحسنه [رقم: 2139]، وكذلك الحاكم، وسيأتى في حرف لام ألف بلفظ:"لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" ونقل الشارح هناك أيضًا تحسينه ولكنه يهرف بما لا يعرف.

ثم إنه مع ذلك له وهمان آخران، أحدهما: قوله: ثوبان بضم المثلثة، وهو بفتحها.

والثانى: قوله عن الحاكم: وصححه، ورد بأنه واه، فإن الحاكم سكت على تلك الرواية فلم يصححها.

وقوله في حكاية سند الحاكم عن الأعرج يوهم أنه صاحب أبي هريرة، والواقع أنه حميد الأعرج.

1792/ 4263 - "الدُّعَاءُ جُنْدٌ مِنْ أجْنَادِ اللَّهِ مُجَنَّدٌ، يَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ أنْ يُبْرَم".

ابن عساكر عن نمير بن أوس مرسلا

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مسندا وهو ذهول، فقد رواه أبو الشيخ والديلمى من حديث أبي موسى.

قلت: نعم ذلك كذلك فكان ماذا، وهذا موطأ مالك إمام أئمة الحديث وأم الشافعى، ومصنفات السلف الصالح مشحونة بالمراسيل والمعاضيل المسندة في كتب غيرهم فهل ذلك أيضًا ذهول أو نقص؟! فلو كان الشارح عاقلًا لزاد هذه الفائدة كما يزيدها غيره ممن لهم فضلٌ وخدمة للعلم دون هذه المقدمات السخيفة، ولكن هكذا شأن الجهلة.

ص: 52

قال أبو الشيخ:

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا. . . (1) بن يحيى ثنا نمير بن الوليد بن نمير الأشعرى عن أبيه عن جده عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكره.

وفي الباب عن أنس وعائشة وغيرهما، قال ابن شاهين في الترغيب:

حدثنا زيد بن محمد الكوفى ثنا يعقوب بن يوسف القزوينى ثنا موسى بن محمد البكاء ثنا كثير بن عبد اللَّه أبو هاشم عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "يا بنى أكثر من الدعاء، فإن الدعاء يرد القضاء المبرم" وقال أيضًا:

حدثنا عبد اللَّه بن سليمان ثنا سهل بن الديلمى ثنا الحارث بن أبي الزبير النوفلى ثنا عباية بن عمر المخزومى -أو قال: عبادة- عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن ينفع حذر من قدر وإن الدعاء ينفع مما نزل من السماء ومما لم ينزل، وإنه ليلقى القضاء المبرم فيعتلجان إلى يوم القيامة".

1793/ 4264 - "الدُّعَاءُ يَنْفَعُ ممَّا نَزَلَ وَممَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ".

(ك) عن ابن عمر

قلت: أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة قال:

حدثنا يزيد بن إسماعيل السيروانى ثنا يزيد بن هارون ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر به، وعبد الرحمن قد ذكره الشارح.

(1) هكذا في الأصل بياض.

ص: 53

1794/ 4265 - "الدُّعَاءُ يَرُدُّ الْبَلاء".

أبو الشيخ عن أبي هريرة

قلت: قال أبو الشيخ:

حدثنا زكريا بن يحيى الساجى ثنا أحمد بن محمد الجمحى ثنا ابن أبي أويس عن السرى بن سليمان عن الزجاجى عن أبي سهيل عن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

1795/ 4266 - "الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ عَنِ اللَّهِ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ".

أبو الشيخ عن على

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير، مع أن البيهقى خرجه في الشعب عن على مرفوعًا وموقوفًا باللفظ المذكور، بل رواه الترمذى عن ابن عمر بلفظ:"إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، ولا يصعد منه شيء حتى يصلى على محمد".

قلت: قبح اللَّه الجهل، فلفظ حديث عليٍّ المرفوع (1) عند البيهقى:"ما من دعاء إلا بينه وبين اللَّه حجاب حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل رجع الدعاء".

ولفظه الموقوف عنده: " [2/ 216، رقم 1575] كل دعاءٍ محجوبٌ حتى يصلّى على محمدٍّ وآل محمد"، فاعجب لعدم تحرُّج هذا الرجل من الكذب في قوله: إن البيهقى رواه باللفظ المذكور.

وأما قوله: بل رواه الترمذى عن ابن عمر. . . إلخ. ففيه كذب من وجهين،

(1) خرجه البيهقى مرفوعًا من حديث علي رضي الله عنه ولفظه: "الدعاء محجوب عن اللَّه حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد".

انظر شعب الإيمان (2/ 216، رقم 1576).

ص: 54

أحدهما: أن الترمذى رواه عن عمر رضي الله عنه لا عن ابنه.

الثانى: أنه رواه عنه موقوفًا من كلامه لا مرفوعًا ولفظه [2/ 356]:

حدثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخى المصاحفى ثنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: "إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض. . " إلخ. فلا المصنف يورد الموضوعات ولا لفظه يدخل في هذا الحرف، نعم أخرجه الديلمى في مسند الفردوس من حديث عمر مرفوعًا فقال:

أخبرنا فيد أخبرنا أبو منصور المحتسب عن الفضل بن الفضل عن عبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكرى عن محمد بن عيسى العطار عن نصر بن حماد الوراق عن الهيثم بن جماز عن الراسبى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "الدعاء يحجب عن السماء، ولا يصعد إلى السماء من الدعاء شيء حتى يصلى على النبي، فإذا صلى على رسول اللَّه صعد إلى السماء".

أما حديث الباب فقال أبو الشيخ:

حدثنا محمد بن سهل ثنا أبو مسعود ثنا ابن الأصبهانى ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الكريم عن أبي إسحاق عن الحارث عن على قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره.

1796/ 4268 - "الدَّنَانيرُ وَالدَّرَاهِمُ خَوَاتِيمُ اللَّهِ فِى أرْضِهِ، مَنْ جَاءَ بِخَاتَمِ مَوْلاهُ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ".

(طس) عن أبي هريرة

قال في الكبير عن الهيثمى الحافظ: فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس، وهو ضعيف.

ص: 55

قلت: هو حفيد الإمام مالك.

قال ابن حبان: يأتى بالأشياء المقلوبة اهـ.

وكأنه قلب هذا فصيره مرفوعًا، فإنه نقل عن وهب بن منبه من قوله.

قال القاضى أبو الحسن على بن المفرج الصقل في فوائده:

أخبرنا أبو ذر أنا أبو الحسن على بن عمر الدارقطنى ثنا القاضى أبو عمر محمد بن يوسف ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مسرة ثنا زيد بن المبارك الصنعانى حدثنا مرداس أبو عبيد سمعت أبا رفيق سمعت وهب بن منبه يقول: الدنانير والدراهم خواتيم رب العالمين، وضعها لمعايش بنى آدم لا تؤكل، ولا تشرب، من جاد بخواتيم رب العالمين قضيت حاجته.

وورد أيضًا عن الباقر من قوله: قال الطوسى في أماليه:

أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد البيهقى ثنا هارون بن عمرو المجاشعى ثنا محمد بن جعفر حدثنا أبي أبو عبد اللَّه عن أبيه أبي جعفر أنه سئل عن الدنانير والدراهم وما على الناس فيها، فقال: هي خواتيم اللَّه في أرضه جعلها اللَّه مُصْلحَة لخلقه، وبها تستقيم شئونهم ومطالبهم، فمن أكثر منها فقام بحق اللَّه فيها وأدى زكاتها فذاك الذي طابت وخلصت له، ومن أكثر منها فبخل بها ولم يؤد حق اللَّه منها واتخذ منها. . . الآية، فذاك الذي حق عليه وعيد اللَّه عز وجل في كتابه، قال اللَّه تعالى:{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ. . .} الآية.

1797/ 4219 - "الدُّنْيَا حَرَامٌ عَلَى أَهْل الآخرَة، وَالآخِرَةُ حَرَامٌ عَلَى أهْلِ الدُّنْيَا، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةُ حَرَامٌ عَلَى أهْلِ اللَّهِ".

(فر) عن ابن عباس

ص: 56

قال في الكبير: وفيه جبلة بن سليمان أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: قال ابن معين: ليس بثقة.

قلت: لكن ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال العقيلى: لا بأس به إلا أن هذا يروى عن سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج سنة خمس وتسعين.

والمذكور في السند يروى عن ابن جريج المتوفى سنة خمسين ومائة، فمن يروى عنه كيف يدرك سعيد بن جبير؟!.

قال الديلمى:

أخبرنا أبي أخبرنا عبد الملك بن عبد الغفار ثنا جعفر بن محمد الأبهرى ثنا أبو سعيد القاسم بن علقمة الأهوازى ثنا الحسن بن على بن نصر الطوسى ثنا محمد بن حرب ثنا جبلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.

فإما أن يكون هذا جبلة آخر، وإما أن يكون سقط من السند راو بينه وبين سعيد بن جبير في السند الذي نسب فيه روايته إليه، واللَّه أعلم.

1798/ 4270 - "الدُّنْيَا حُلْوَةٌ رَطِبَةٌ".

(فر) عن ابن عباس

قال في الكبير: وفيه مصعب بن سعيد أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: جرحه ابن عدى ورواه عنه الحاكم أيضًا ومن طريقه وعنه أورده الديلمى مصرحا، فلو عزاه إليه لكان أولى.

قلت: مصعب بن سعد روى الحديث عن أبيه سعد بن أبي وقاص، وهو بدون ياء ثم هو ثقة. متفق عليه من رجال الصحيحين.

ص: 57

والمذكور في الضعفاء مصعب بن سعيد بزيادة الياء كما أثبته الشارح أيضًا، ثم هو مذكور في نفس الضعفاء بأنه يروى عن زهير بن معاوية، وابن المبارك وطبقتهما، فهو من أهل القرن الثانى بل من أواخره، فكيف يكون هو مصعب بن سعد بن أبي وقاص الراوى عن أبيه أحد العشرة؟!.

قال الديلمى:

أخبرنا ابن خلف كتابة أخبرنا الحاكم ثنا أبو جعفر الوراق ثنا عبد اللَّه بن محمد بن يونس السمنانى ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا زيد بن الحباب ثنا الثورى عن الزبير بن عدى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . .

وأما قوله: رواه الحاكم ومن طريقه وعنه: فقد بينا أنها عبارة متناقضة؛ إذ لا يجمع بين قوله: ومن طريقه وعنه إلا من يجمع بين المنقطع والمتصل.

1799/ 4274 - "الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لا مَالَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لا عَقْلَ لَهُ"

(حم. هب) عن عائشة (هب) عن ابن مسعود موقوفًا

قلت: الموقوف أخرجه أيضًا أحمد في الزهد قال:

حدثنا عبد اللَّه بن نمير عن مالك بن مغول قال: قال عبد اللَّه، وذكر مثله وهذا منقطع.

1800/ 4275 - "الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ".

(حم. م. ت. هـ) عن أبي هريرة (طب. ك) عن سلمان، البزار عن ابن عمر

قال في الكبير: (تتمة): ذكروا أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضى القضاة،

ص: 58

مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة، فهجم عليه يهودى يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت، وهو في غاية الرثاثة والشناعة، فقبض على لجام بغلته وقال: يا شيخ الإسلام تزعم أن نبيكم قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، فأى سجن أنت فيه وأى جنة أنا فيها؟! فقال: أنا بالنسبة لما أعد اللَّه لى في الآخرة من النعيم كأنى الآن في السجن، وأنت بالنسبة لما أعد اللَّه لك في الآخرة من العذاب كأنك في جنة، فأسلم اليهودى.

قلت: هذه الحكاية قديمة لم تقع مع الحافظ بل حكاها ابن العربى المعافرى في السراج عن الإمام أبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكى إمام الشافعية بنيسابور: أنه مر في موكب وأبَّهة فخرج عليه يهودى من مسخن حمام وذكر الحكاية، ولم يقل: فأسلم اليهودى، بل قال: فأفحمه.

وحديث ابن عمر رواه أيضًا أبو نعيم في الحلية [8/ 177 و 185]، والبيهقى في الزهد، والقضاعى في مسند الشهاب، والخطيب في التاريخ [6/ 401]، والشيخ الأكبر في الكوكب الدرى في مناقب ذى النون المصرى.

وحديث سلمان أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية، وهو الذي وقع عنده تلك الزيادة التي ذكرها الشارح.

1801/ 4286 - "الدُّنْيَا سِجْنُ المؤْمِنِ وَسَنتُهُ، فَإذَا فَارَقَ الدُّنْيَا فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَنَةَ".

(حم. طب. حل. ك) عن ابن عمرو بن العاص

قال الشارح: بإسناد صحيح.

قلت: لكن ذكر ابن أبي حاتم في العلل (2/ 141) أنه سأل أباه عنه فقال:

ص: 59

الناس لا يرفعون هذا الحديث، والموقوف عندنا أشبه اهـ.

قلت: والموقوف أخرجه ابن المبارك في الزهد [رقم: 212] قال:

أخبرنا شريك بن عبد اللَّه عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "إن الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه مثل رجل كان في سجن فأخرج فجعل يتقلب في الأرض ويتفسح فيها".

ثم أخرجه ابن المبارك مرفوعًا باللفظ المذكور هنا من رواية يحيى بن أيوب عن عبد اللَّه بن جنادة عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد اللَّه بن عمرو به مرفوعًا.

1802/ 4278 - "الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلاف سَنَة، أَنَا في آخرهَا ألفًا".

(طب) والبيهقى في الدلائل عن الضحاك بن زمل

قال الشارح: بإسناد واه، بل قال جمعٌ منهم ابن الأثير: ألفاظه موضوعة.

قلت: ليس المراد هذه الألفاظ المذكورة هنا فقط، بل هو حديث طويل اختصره المؤلف، وأخرجه كذلك مختصرا ابن لال والديلمى من طريقه.

وقد ذكره بطوله ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى في سورة الواقعة: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13، 14] أتى به من عند البيهقى في الدلائل بسنده.

وذكره أيضًا الحافظ نور الدين في مجمع الزوائد في كتاب التعبير، من عند الطبرانى.

وأخرجه أيضًا ابن حبان في الضعفاء في ترجمة سليمان بن عطاء الحرانى،

ص: 60

وقال: يروى عن مسلمة بن عبد اللَّه الجهنى أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات، فلست أدرى التخليط فيها منه أو من مسلمة بن عبد اللَّه اهـ.

والحديث باطل موضوع بكل حال، وكذا كل حديث فيه:"الدنيا سبعة آلاف سنة"، وإنما ذلك مأخوذ من الإسرائيليات وعن أهل الكتاب، أخذه الضعفاء فركبوا له الأسانيد ورفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

1803/ 4279 - "الدُّنْيَا كُلُّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعهَا المرْأةُ الصَّالحةُ".

(حم. م. ن) عن ابن عمرو بن العاص

قلت: أخرجه أيضًا ابن ماجه [1/ 596، رقم 1855] بلفظ: "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة" وبهذا اللفظ أخرجه النقاش في فوائد العراقيين.

وأخرجه أبو تعيم في الحلية [3/ 310] من طريق داود بن الجراح ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن جابر به مرفوعًا: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" وقال: غريب من حديث مجاهد عن جابر لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

1804/ 4280 - "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إلا مَا كَانَ مِنْهَا للَّهِ عز وجل"

(حل) والضياء عن جابر

قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه.

قلت: الذي في النسخة المطبوعة من المتن الرمز له بالصحة، وهو مقتضى إخراج الضياء له في المختارة، وهو عند أبي نعيم في

ص: 61

الحلية [3/ 157، 7/ 90]، والبيهقى في الزهد من رواية عبد اللَّه بن الجراح عن أبي عامر العقدى عن الثورى عن محمد بن المنكدر عن جابر به.

وقال أبو نعيم: غريب عن الثورى تفرد به عنه أبو عامر العقدى.

قلت: وليس كذلك ما لم يكن مراده به موصولا، فقد رواه أحمد في الزهد عن يحيى عن الثورى لكنه قال: عن محمد بن المنكدر، وذكره مرسلًا دون ذكر جابر.

وقال أبو حاتم في العلل [رقم: 1863]: إن هذا المرسل هو الصواب ورفعه خطأ اهـ.

فإن كان الأمر كما قال فرواية عبد اللَّه بن الجراح معلولة، ذكر ذلك ابن أبي حاتم (2/ 124).

1805/ 4281 - "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إلا ذِكْرُ اللَّهِ، وَمَا وَالاهُ، وَعَالمًا أوْ مُتَعَلِّمًا".

(هـ) عن أبي هريرة (طس) عن ابن مسعود

قال الشارح: رمز المؤلف لصحته، وليس كما قال؛ إذ فيه مجهول، وقال في الكبير عن الهيثمى: فيه أبو المطرف المغيرة بن مطرف، ولم أر من ذكره.

قلت: في هذا أوهام، الأول: أن المصنف لم يرمز لصحته بل لحسنه فقط.

الثانى: أن المصنف رمز لحسن الحديث من حيث هو، لأنه أورده من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود، فانتقده الشارح بوجود المجهول في حديث ابن مسعود وسكت عن حديث أبي هريرة.

وقد خرجه أيضًا الترمذى [رقم: 2322] وقال: حسن بزيادة "إن" في أوله، وقد ذكره المصنف سابقا في الهمزة وكتب الشارح عليه: قال الترمذى: حسن

ص: 62

غريب، ثم نسى ذلك وَهَذِى هنا بما ترى.

الثالث: أنه قال: في حديث ابن مسعود راو مجهول، وإنما أخذ ذلك من قول النور الهيثمى أنه لم ير من ذكر أبا المطرف، وهذا لا يلزم منه أن يكون أبو المطرف مجهولا كما نبهنا عليه غير مرة.

1806/ 4283 - "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فيهَا، إلا مَا ابْتُغِى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى".

(طب) عن أبي الدرداء

قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو غير جيد، فقد قال الهيثمى: فيه خراش بن المهاجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، لكن قال المنذرى: إسناده لا بأس به.

قلت: وإذًا فكلامك ساقطٌ وانتقادك مردود عليك، وكلام المصنف أجود من الجيد؛ لأنه إذا قال الحافظ المنذرى: إسناده لا بأس به، وله مع ذلك طرق أخرى متعددة منها ما حكم له الحفاظ بالصحة على انفراده، وهو حديث جابر المار قريبًا قبل حديث بمثل هذا اللفظ وقد صححه الضياء المقدسى، ومنها حديث أبي سعيد الخدرى نحوه عند ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي سعيد، ورواه من طريقه ابن عبد البر في العلم، فالحديث حينئذٍ مع هذه الطرق لا يشك في صحته إلا معاند متعنت.

1807/ 4284 - "الدُّنْيَا لا تَنْبَغِى لمُحَمَّد، وَلا لآل مُحَمَّد".

أبو عبد الرحمن السلمى في الزهد عن عائشة

قال في الكبير: ورواه عنها أيضًا الديلمى من طريقين.

قلت: ما رواه الديلمى إلا من طريق واحد من جهة أبي عبد الرحمن السلمى فقال:

ص: 63

أخبرنا فيد أخبرنا البجلى أخبرنا السلمى أخبرنا محمد بن على الإسفراينى حدثنا أبو عوانة ثنا محمد بن الحجاج الحضرمى ثنا السرى بن حسان ثنا عباد بن عباد حدثنا مجاهد عن الشعبى عن مسروق عن عائشة به.

1808/ 4285 - "الدُّنْيَا لا تَصْفُو لِمُؤْمِنٍ، كَيْفَ وَهِى سِجْنُهُ وَبَلاؤُهُ؟! ".

ابن لال عن عائشة

قال في الكبير: ورواه عنها أيضًا الديلمى، وذكر أن الحاكم خرجه.

قلت: الديلمى خرجه من طريق ابن لال، وذكر أن الحاكم أخرجه في التاريخ لا في المستدرك، خلاف ما يوهمه إطلاق الشارح.

قال ابن لال:

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمى ثنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان ثنا جعفر بن يحيى ثنا موسى بن سهل ثنا داود بن عبد اللَّه عن إبراهيم بن محمد عن صالح بن قيس عن عامر بن عبد اللَّه عن عروة عن عائشة به.

وقال الحاكم: حدثنا أحمد بن الشافعى ثنا على بن حمدويه الطوسى ثنا جعفر بن يحيى به.

1809/ 4289 - "الدَّوَاوينُ ثَلاثَةٌ: فَديوَانٌ لا يَغْفرُ اللَّه منْهُ شَيْئًا، وَديوانٌ لا يَعْبَأ اللَّهُ به شَيْئًا، وَديوَانٌ لا يَتْرُكُ اللَّهُ منْهُ شَيئًا، فَأمَّا الدِّيوَانُ الَّذى لا يَغْفرُ اللَّهُ منْهُ شَيْئًا: فَالإشْرَاك باللَّه، وَأمَّا الدِّيوَانُ الَّذى لا يَعْبَأ اللَّه به شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْد نَفْسَه فيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهُ منْ صَوْم يَوْم تَرَكَهُ أوْ صَلاة تَرَكَهَا، فَإنَّ اللَّهَ يَغْفرُ ذَلكَ إنْ شَاءَ ويَتَجَاوزُ، وَأمَّا الدِّيوَانُ الَّذى لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَيْنَهُمْ، القِصَاصُ لا مَحَالَة".

(حم. ك) عن عائشة

ص: 64

قلت: أخرجه أيضًا الدينورى في أول المجالسة قال:

حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينورى ثنا أبو سلمة التبوذكى ثنا صدقة عن أبي عمران الجونى عن زيد بن بابنوس عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدواوين عند اللَّه تبارك وتعالى ثلاثة: فديوان لا يغفره اللَّه، قال اللَّه تبارك وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] وقال: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. . .}، وأما الديوان الذي لا يعبأ اللَّه به شيئًا: فظلم الناس بينهم وبين اللَّه من صلاة وصيام، وأما الديوان الذي [لا] يدع منه شيئًا: فظلم الناس بعضهم بعضا".

1810/ 4293 - "الدِّيكُ الأْبْيَضُ صَدِيقِى، وَعَدُوُّ عَدُوِّ اللَّهِ، يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَسَبْعَ دُورٍ".

البغوى عن خالد بن معدان

زاد الشارح: ناصر السنة في المعجم عن خالد بن معدان، قال الشارح: وهو تابعى فكان على المؤلف أن يقول: مرسلا.

قلت: نعم هو كذلك، إلا أن كونه تابعى مشهور جدا بين أهل الحديث، فالتنصيص على إرساله إنما هو زيادة إيضاح لا لزوم له، لكن الشارح وهم هنا في أمرين، أحدهما: قوله في البغوى: ناصر السنة، وهذا خطأ، ليس في البغويين من يعرف بناصر السنة، وإنما البغوى المتأخر معروف بمحيى السنة، فكأن الشارح انقلب عليه ذلك.

ثانيهما: أن صاحب المعجم ليس هو محيى السنة، بل صاحب المعجم هو الحافظ الكبير المعمر أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوى، أحد شيوخ الدارقطنى الذين أكثر من الرواية عنهم في السنن وغيرها من كتبه، مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأما محيى السنة فهو صاحب التفسير والمصابيح ليس له معجم، وهو متأخر عن هذا مات سنة ست عشرة

ص: 65

وخمسمائة، ثم إن الحديث رواه ابن قتيبة في عيون الأخبار موصولا فقال:

حدثنى أبو سفيان الغنوى عن معاوية بن عمرو عن طلحة بن زيد عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم به مثله.

1811/ 4294 - "الدِّيكُ الأبْيَضُ الأفْرَقُ حَبيبى، وَحَبيبُ حَبيبى، جبْريلُ يَحْرُس بَيتَهُ وَستَّةَ عَشَرَ بَيْتًا منْ جيرَانه: أرْبَعَةٌ عَن اليَمين، وَأرْبَعَةٌ عَنِ الشِّمَالِ، وَأرْبَعَةٌ مِن قُدَّامٍ، وَأرْبَعَةٌ مِن خَلْف".

(عق) وأبو الشيخ في العظمة عن أنس

قال في الكبير: ظاهر كلام المصنف أن العقيلى خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، بل قال في راويه أحمد بن محمد البزى: منكر الحديث، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات فقال: موضوع فيه الربيع بن صبيح ضعيف، والبزى منكر الحديث، وتبعه المؤلف على ذلك في مختصرها ولم يذكر إلا كلام ابن حجر السابق.

قلت: كل هذا كذب، أما كون العقيلى خرجه وضعفه، فإن المصنف قد رمز له بالضعف، على أنه لو لم يفعل لكان مجرد العزو إليه كافيًا في ذلك، فإن كتابه في الضعفاء، فكل ما يخرج فيه فهو ضعيف كما نبه المصنف على ذلك، وأما كونه أقر ابن الجوزى ولم يعقبه، فإنه تعقبه بقوله: والربيع بن صبيح استشهد به البخارى وابن أبي بزة فيه ضعف، وهذا وإن كان نقله عن الحافظ فإنه عين التعقب المطلوب وغيره تكرار لا يليق بالعقلاء، وقول الشارح: لم يتعقبه إلا بكلام الحافظ، غث ساقط من الكلام يكفى في بطلانه سماعه.

1812/ 4295 - "الدِّيكُ يُؤذِّنُ بالصَّلاة، مَن اتَّخَذَ ديكًا أبيضَ حُفِظَ مِنْ ثَلاثَةٍ: مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ، وَسَاحِرٍ، وكَاهنٍ".

(هب) عن ابن عمر

ص: 66

قال الشارح: ثم قال -يعنى البيهقى-: الأشبه إرساله.

وقال في الكبير: قال مخرجه البيهقى: هذا إسناد مرسل وهو به أشبه.

قلت: لو كان الشارح من أهل الفن لسخر من نفسه على هذه الأعاجب، ولكنه بعيد عن الفن عديم الدراية به، فلذلك غاير بين عبارته في الكبير وعبارته في الصغير لظنه أن معناهما واحد، ولم يفهم كلام البيهقى ولا ما أراد فأتى به أيضًا على غير وجهه، فالبيهقى خرج حديثًا في الباب من رواية على بن أبي على اللهبى عن محمد بن المنكدر عن جابر ثم قال: هذا إسناد منكر تفرد به اللهبى، وروى فيه إسناد مرسل وهو أشبه، أى: في أنه ضعيف مثله.

ثم أخرج حديث الباب من رواية عمر بن محمد بن زيد عن عبد اللَّه بن عمر به، وعمر بن محمد لم يدرك عبد اللَّه بن عمر فهو مراد البيهقى بقوله: مرسل، أي: منقطع، فغير [الشارح](1) كلامه من هذا المعنى إلى معنى آخر، ثم لم يكتف حتى تصرف فيه وفرق بين عبارته في الكبير والصغير.

1813/ 4298 - "الدِّينَارُ كَنْزٌ، والدِّرْهَمُ كَنْزٌ، والقِيرَاطُ كَنْزٌ".

ابن مردويه عن أبي هريرة

قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار قال:

حدثنا موسى بن نعمان المكى ثنا أبو عبد الرحمن المضرى ثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشانى عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله وزاد: قالوا: "يا رسول اللَّه، أما الدينار والدرهم فقد عرفنا فما القيراط؟ قال: نصف درهم نصف درهم".

1814/ 4302 - "الدِّينُ النَّصِيحَةُ".

(تخ) عن ثوبان، البزار عن ابن عمر

قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد الشيخين وهو ذهول،

(1) في الأصل المخطوط المصنف، والصواب ما أثبتاه.

ص: 67

فقد عزاه هو نفسه في الدرر إلى مسلم من حديث تميم الدارى. . . إلخ.

قلت: حديث تميم الدارى أشهر من أن يذهل عنه مطلق طلبة الحديث فضلًا عن المصنف، ولكن حديث تميم مطول والمصنف اختار أن يورد في كتابه هذا الأحاديث القصار، وجعل ذيله للأحاديث الطوال، ثم إن حديث ثوبان أخرجه أيضًا أبو عمر بن منده في فوائده، والبندهى في شرح المقامات، وحديث ابن عمر أخرجه أيضًا الدارمى في مسنده، والطحاوى في مشكل الآثار [2/ 188]، وأبو الشيخ في التوبيخ، والطبرانى في مكارم الأخلاق.

وفي الباب أيضًا عن أبي هريرة وابن عباس ذكرت جميعها بالأسانيد في المستخرج على مسند الشهاب.

1815/ 4303 - "الدَّيْنُ شَيْنُ الدِّينِ".

أبو نعيم في المعرفة عن مالك بن يخامر القضاعى عن معاذ

قال في الكبير على سند أبي نعيم: فيه عبد اللَّه بن شبيب الربعى، قال في الميزان: إخبارى علامة لكنه واه، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وبالغ فضلك فقال: يحل ضرب عنقه، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ثم ساق له هذا الخبر، ثم قال عند سند القضاعى: فيه إسماعيل بن عياش قال الذهبى: مختلف فيه وليس بالقوى، لكن قال العامرى في شرحه: حسن.

قلت: فيه أوهام، الأول: أن سند أبي نعيم ليس فيه عبد اللَّه بن شبيب، قال أبو نعيم:

حدثنا محمد بن محمد بن يعقوب في كتابه ثنا محمد بن شعيب أخبرنا سعدان بن نصر ثنا أبو قتادة عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن مالك بن يخامر عن أبيه به.

الثانى: أن عبد اللَّه بن شبيب موجود في سند القضاعى الذي اقتصر هو على

ص: 68

تعليله بإسماعيل بن عياش، قال القضاعى [4/ 1]:

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الجواربى ثنا أبي ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا عبد اللَّه بن شبيب حدثنى سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ به.

الثالث: أنه ورد موصولا بسند ليس فيه عبد اللَّه بن شبيب ولا إسماعيل بن عياش، أخرجه الديلمى من طريق أبي الشيخ: حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا سلمة ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرو به.

والشارح كثير النقل من مسند الفردوس.

الرابع: أن ابن حبان لم يسق هذا الخبر في ترجمة عبد اللَّه بن شبيب، ولا نقل ذلك عنه الذهبى ولا الحافظ، وإنما أورده الذهبى في ترجمته عقب قوله: وقال ابن حبَّان: يقلب الأخبار ويسرقها، لكن قال الذهبى بعد هذا: قلت: آخر من حدث عنه المحاملى والوراق الميزانى ممن حدثه عنه عن سعيد بن منصور، ثم ذكر هذا الحديث، فهو من عند الذهبى لا من عند ابن حبان. وقد راجعت ترجمته من الضعفاء لابن حبان فلم أجد فيه الحديث كما ذكرت.

الخامس: أنه ذكره عقب حديث مالك بن يخامر، فاقتضى أن الذهبى أورده كذلك، والواقع أنه أورده موصولا بذكر معاذ.

السادس: أنه اعتمد النقل عن العامرى وهو رجل جاهل يصحح الأحاديث بهواه ولو كانت موضوعة.

1816/ 4304 - "الدَّيْنُ رَايَةُ اللَّهِ فِى الأرْضِ، فَإذَا أرَادَ أنْ يُذِلَّ عَبْدًا وَضَعَهَا فِى عُنُقِهِ".

(ك) عن ابن عمر

ص: 69

قلت: هذا حديث موضوع انفرد به بشر بن عبيد الدارسى، وهو كذاب.

وقد أخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس من وجهين عن بشر المذكور.

1817/ 4306 - "الدَّيْنُ هَمٌّ بِاللَّيْلِ وَمَذَلَّةٌ بِالنَّهَارِ".

(فر) عن عائشة

قال في الكبير: ثم قال -أعنى الديلمى-: وفي الباب عن أنس وغيره.

قلت: لفظة غيره: اعتاد الشارح زيادتها في كلامه وكلام الناس من عنده.

وحديث الباب كذا هو في المتن عن عائشة، والذي في مسند الفردوس عن عائشة عن أبيها، قال الديلمى:

أخبرنا أبو سعيد الأبهرى عن جده محمد بن عبد العزيز عن أبي زرعة أحمد ابن الحسين الرازى عن ابن أبي قراسان عن أبي محمد أحمد بن محمد بن الأشعر عن محمد بن الحكم المروزى عن حسين بن يحيى قاضى مرو عن هشام عن أبيه عن عائشة، عن أبيها به.

وأما حديث أنس الذي قال الديلمى أنه في الباب: فأخرجه هو أيضًا في حرف الألف قال:

أخبرنا أبي أخبرنا إبراهيم القفال أنا أبو الغنايم بن المأمون أخبرنا الحربى ثنا محمد بن عبدة بن حرب ثنا أبو كامل الجحدرى ثنا الحارث ابن نبهان ثنا يزيد بن عبد الرحمن عن أبي أيوب عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدين، فإنه هم بالليل ومذلة بالنهار".

1818/ 4307 - "الدَّينُ يُنْقِصُ مِنَ الدِّينِ وَالحَسَبِ".

(فر) عن عائشة

قلت: هذا موضوع.

ص: 70