الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الشين
2045/ 4853 - " شاربُ الخمرِ كعابدِ وثنٍ، وشاربُ الخمرِ كعابدِ اللاتِ والعزى".
الحارث عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بلفظ: "مدمن الخمر"، قال العراقى: وكلاهما ضعيف.
قلت: ظاهر هذا أنه لم ير مخرجًا آخر لحديث ابن عمر، ولو رآه لهول به في الاستدراك على عادته، كما أنه لم يعرف حديث الباب إلا من حديث أبي هريرة، والواقع في كل ذلك خلافه، فقد ورد هذا الخبر أيضًا من حديث ابن عباس وجابر وابن عمر وأنس وعلى وبعض الصحابة ومحمد بن عبد اللَّه عن أبيه.
فحديث عبد اللَّه بن عمرو أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن الخليل ابن زكريا: ثنا عوف بن أبي جميلة ثنا الحسن عن عبد اللَّه به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة الحسن البصرى، والخليل بن زكريا ضعيف وقد وثق، ومع ذلك فلم ينفرد به بل [له] طريق آخر.
قال البزار في مسنده:
ثنا يوسف بن موسى ثنا ثابت بن محمد ثنا فطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شارب الخمر كعابد وثن".
قال البزار: ولم يدخل ثابت بين فطر ومجاهد أحدًا اهـ.
وقد عزاه الحافظ السخاوى في المقاصد الحسنة للحاكم في المستدرك فلينظر.
وحديث أبي هريرة أخرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [1/ 1/ 386] عن فروة عن محمد بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "مدمن الخمر كعابد وثن"، وقال: لا يصح حديث أبي هريرة في هذا يعنى أن الصواب فيه عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد اللَّه عن أبيه كما يأتى، ومن هذا الوجه خرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح كلاهما عن محمد بن سليمان بن الأصبهانى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.
وحديث ابن عباس رواه أحمد، قال [1/ 272]:
ثنا أسود بن عامر ثنا الحسن بن صالح عن محمد بن المنكدر قال: حدثت عن ابن عباس أنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مدمن الخمر إن مات لقى اللَّه كعابد وثن"، وهؤلاء رجال الصحيح لولا ما فيه من الانقطاع، لكن رواه البزار والطبرانى.
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية [9/ 253] من وجه آخر من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، أخرجه في ترجمة محمد بن أسلم الطوسى من روايته عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا:"من مات وهو مدمن الخمر لقى اللَّه وهو كعابد وثن"، وحكيم بن جبير ضعيف، لكن ذكر الحافظان المنذرى والزيلعى أن ابن حبان خرجه في صحيحه من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس به بلفظ:"مدمن الخمر كعابد وثن"، وقال ابن حبان: يشبه أن يكون هذا فيمن استحلها، وهو عنده في النوع الرابع والخمسين من القسم الثالث.
وحديث جابر أخرجه ابن حبان في الضعفاء من طريق سعيد بن محمد بن أبي
موسى المدنى عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا: "من مات مدمن خمر لقى اللَّه كعابد وثن"، وقال في سعيد بن محمد: إنه روى عن ابن المنكدر نسخة منها أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات وأشياء مقلوبة لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وأورده أيضًا في ترجمة سعيد بن خالد الخزاعى من روايته عن محمد بن المنكدر عن جابر أيضًا بلفظ:"مدمن خمر كعابد وثن"، ثم قال في سعيد هذا: كان ممن يخطئ حتى لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وحديث عبد اللَّه بن عمر أخرجه البندهى من طريق أحمد بن الحسين الصباحي:
ثنا أحمد بن مطهر المصيصى ثنا مؤمل ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مدمن خمر كعابد وثن"، فهذه ثلاثة أقوال عن محمد بن المنكدر في صحابى هذا الحديث عنه عن جابر وعنه عن ابن عمر وعنه أنه حدث به عن ابن عباس.
وحديث أنس أخرجه الطبرانى في الأوسط:
ثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن جحش ثنا جنادة بن مروان ثنا الحارث بن النعمان سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "المقيم على الخمر كعابد وثن"، وجنادة بن مروان ضعيف متهم.
وحديث على رواه أبو نعيم في الحلية [3/ 203 - 204] في ترجمة جعفر بن محمد الصادق من طريق أهل البيت مسلسلا بقول كل راو: أشهد باللَّه وأشهد للَّه لقد حدثنى فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشهد باللَّه وأشهد للَّه لقد قال لى جبريل عليه السلام: يا محمد إن مدمن الخمر كعابد الأوثان"، قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت روته العترة الطيبة، ولم نكتبه على هذا الشرط:"بالشهادة باللَّه وللَّه" إلا عن هذا الشيخ يعنى شيخه فيه وهو
القاضى أبو الحسن على بن محمد القزوينى، قال أبو نعيم: وقد روى هنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق، ومدمن الخمر عندنا من يستحله ولو لم يشربه في طول عمره إلا بسقية واحدة.
قلت: وقد رويناه مسلسلا عن جماعة، وأسانيده معروفة في كتب المسلسلات وكلها ترجع إلى أبي نعيم أو شيخه.
وحديث بعض الصحابة رواه إسحاق بن راهويه في مسند عمر بن عبد العزيز، قال:
أخبرنا أبو عامر العقدى ثنا محمد بن أبي حميد عن أبي حميد عن أبي توبة المصرى عن عمر بن عبد العزيز عن بعض الصحابة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من شرب الخمر فمات مات كعابد وثن".
وحديث محمد بن عبد اللَّه عن أبيه قال البخارى في التاريخ الكبير [1/ 1 /386]، قال: ثنا إسماعيل حدثنى أخى عن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد اللَّه عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مدمن خمر كعابد وثن".
2046/ 4856 - "شاهدُ الزورِ لا تزولُ قدمَاه حتى يوجبَ اللَّه له النارَ".
(حل. ك) عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الخطيب، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبى في التلخيص، وتعقبه في المهذب: بأن فيه محمد بن الفرات ضعيف وأورد له في الميزان هذا الخبر، ثم قال: قال النسائى: متروك، وساق له ابن الجوزى عدة طرق لا يثبت منها شيء.
قلت: هذا كلام فيه إيهام وتخليط، لأن أبا نعيم لم يروه من طريق محمد بن الفرات، إنما رواه من طريقه الحاكم، ثم إن قوله عن الذهبى: إنه أقره في
التلخيص وتعقبه في المهذب، يوهم أنه تعقب الحاكم، والمهذب إنما هو اختصار لسنن البيهقى لا تعلق له بالحاكم، وأيضًا فإن الذهبى لم يتعقب البيهقى بذلك، بل البيهقى نفسه لما خرج الحديث قال عقبه: محمد بن الفرات ضعيف والذهبي إنما حكى قول البيهقى.
والحديث رواه البخارى في التاريخ الكبير وابن ماجه وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة في مسنده والحاكم والبيهقى وابن حبان في الضعفاء والخطيب في التاريخ وابن أبي حاتم في العلل وآخرون من طريق جماعة كلهم عن محمد ابن الفرات، وفيه عند الحارث وابن حبان وابن أبي حاتم وأبي يعلى قصة وهى: أن محمد بن الفرات قال: كنت عند محارب بن دثار فأتاه خصمان فقال لأحدهما: لك شهود؟ قال نعم، فدعا شاهدا له ودعا الآخر فلم يحضر، فقال المشهود عليه للشاهد: أما واللَّه إنه لامرؤ صدق ولئن سألت عنه ليزكين وما رأيت عليه خرفة قبلها ولقد شهد على بباطل وما أدرى ما أجبره على ذلك فجلس محارب فقال له: يا هذا اتق اللَّه فإني سمعت ابن عمر يقول "إنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . . "، وذكره، وزاد:"وإن الطير يوم القيامة تحت العرش ترفع مناقيرها وتضرب بآذانها وتلقي ما في بطونها مما ترى من هول يوم القيامة وليس عندها طلبة والنبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلًا. . . "، وقال البخارى وأبو حاتم: هذا حديث منكر ومحمد بن الفرات ضعيف.
قلت: لكنه لم ينفرد به بل تابعه عليه أبو حنيفة وعبد الملك بن عمير كلاهما عن محارب بالقصة كما حكاها محمد بن الفرات وتابعه مسعر عن محارب بدون ذكر القصة.
وورد من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر أيضًا، بمتابعة أبي حنيفة، قال الحسن بن زياد اللؤلؤى:
حدثنا أبو حنيفة قال: كنا عند محارب بن دثار فتقدم إليه رجلان فادعى
أحدهما على الآخر مالا، فجحده المدعى عليه، فسأله البينة، فذكر القصة والحديث بطوله، هكذا ذكره ابن القيم في أعلام الموقعين من غير عزو، وقد أخرجه الخطيب في التاريخ من طريق محمد بن المظفر في مسند أبي حنيفة، ثم من رواية شعيب بن أيوب عن الحسن بن زياد به دون ذكر القصة، ومتابعة عبد الملك بن عمير ذكرها أيضًا ابن القيم دون عزو، قال:"كنت في مجلس محارب بن دثار في قضائه"، فذكر القصة والحديث.
ورواه العقيلى في الضعفاء من طريق هارون بن الجهم أبي الجهم القرشى من عبد الملك بن عمير عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعًا: "إن الطير لتضرب بمناقيرها وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة وما تكلم، وشاهد لا تعاد قدماه حتى يقذف في النار".
قال العقيلى: هارون بن الجهم ليس بشيء وليس هذا الحديث من حديث عبد الملك بن عمير إنما هو من حديث محمد بن الفرات عن محارب، ومتابعة مسعر رواها أبو نعيم في الحلية بالسند الذي ذكره الشارح، ورواية مالك عن نافع أخرجها الخطيب في رواة مالك من طريق محمد بن الحسين الأزدى عن العباس بن الفضل الأرسوفى عن إسماعيل بن عباد الأرسوفى عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا:"شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار"، ثم قال: هذا حديث منكر عن مالك وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
هكذا رواه الخطيب عن إسماعيل بن عباد عن مالك دون واسطة.
ورواه الدارقطنى في غرائب مالك من رواية العباس بن حميد بن سفيان الكتانى الأرسوفى عن إسماعيل بن عباد فقال: عن يحيى بن المبارك الصنعانى عن مالك به مثله، ثم قال الدارقطنى: لا يصح عن مالك، وإسماعيل ويحيى ضعيفان.
2047/ 4859 - "شرارُ أُمّتى الذينَ غُذُّوا بالنَّعيم، الذين يَأْكلُون ألوانَ الطعامِ ويَلْبَسُون ألوانَ الثّيابِ، ويتشدَّقون في الكَلامِ".
ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (هب) عن فاطمة الزهراء
قال في الكبير: ثم قال البيهقى: تفرد به على بن ثابت عن عبد الحميد الأنصارى اهـ، وعلى بن ثابت ضعفه الأزدى، وعبد الحميد ضعفه القطان وهو ثقة كما قال الذهبى، وجزم المنذرى بضعفه، وقال العراقى: إنه منقطع وروى من حديث فاطمة بنت الحسين مرسلًا، قال الدارقطنى في العلل: وهو أشبه بالصواب، ورواه أبو نعيم من حديث عائشة بسند لا بأس به، إلى هنا كلامه.
وقال في الميزان: هذا من رواية أصرم بن حوشب وليس ثقة عن إسحاق بن واصل وهو هالك متروك الحديث.
قلت: انظر إلى أي حد وصلت الغفلة بالشارح فهو ينقل عن الحافظ العراقى أنه قال في حديث عائشة: لا بأس بسنده، ثم يزعم أن الذهبى قال: إن هذا من رواية أصرم بن حوشب. . . إلخ.
فكأن الحافظ العراقى -وهو من هو- لا يدرى أن أصرم بن حوشب وضاع مع أن صغار طلبة الحديث يدرون ذلك، ولا يدرى أن إسحاق بن واصل متروك، ثم يقول: سنده لا بأس به، ويكذب مع ذلك فيدعي أن الذهبى قال في هذا الحديث: إنه من رواية أصرم والذي من روايته هو حديث عبد اللَّه بن جعفر المذكور في المتن بعد هذا، والشارح رتب أحاديث الميزان على حروف المعجم فكل حديث يراه فيه يعلل به أحاديث المتن أو التي يذكرها الحفاظ غير مفرق بينها وبين ما ذكره الذهبى فاعجب لهذا التهور.
وبعد، فحديث عائشة قال فيه أبو نعيم:
حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن يحيى بن معاوية الطلحى وأفادنيه أبو الحسن
الدارقطنى ثنا سهل بن المرزبان بن محمد أبو الفضل التميمي الفارسى سنة 289 ثنا عبد اللَّه بن الزبير الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن الزهرى عن عروة عن عائشة قالت: "حدثنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"، فذكرت حديثين، ثم قال:"شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يتقلبون في ألوان الطعام والثياب الثرثارون المتشدقون بالكلام، وخيار أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا".
ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث سفيان ومنصور والزهرى لا أعلم له راويا عن الحميدى إلا سهلا وأراه واهما فيه.
2048/ 4864 - "شرارُ الناسِ شرارُ العُلمَاءِ في النَّاسِ".
البزار
قال في الكبير: وكذا أبو نعيم والديلمى عن معاذ، ثم قال: قال الهيثمى والمنذرى: فيه الخليل بن مرة، قال البخارى: منكر الحديث، وأورده في الميزان من جملة ما أنكر على حفص الأيلى.
قلت: حفص الأيلى لا وجود له في سند من عزاه المصنف ولا من زاده الشارح.
قال البزار:
حدثنا محمد بن عثمان العقيلى ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى ثنا الخليل ابن مرة عن ثور عن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ ابن جبل قال: تصديت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يطوف فقلت: يا رسول اللَّه أرنا شرار الناس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"سلوا عن الخير ولا تسألوا عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس".
ومن هذا الطريق رواه أبو نعيم في الحلية [1/ 242] وقال: غريب من حديث خالد تفرد به الخليل عن ثور.
قلت: وليس كذلك، بل رواه عن ثور أيضًا حفص بن عمر الأيلى كما عند ابن عدى في الكامل وهى الطريق التي ذكرها الذهبى في الميزان.
ورواه أبو نعيم [5/ 220] مرة أخرى، فقال:
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا الحسن بن محمد بن نصر ثنا محمد ابن عثمان العقيلى ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى ثنا الخليل بن مرة عن ثور به، ومن هذا الطريق خرجه الديلمى في مسند الفردوس.
2049/ 4868 - "شِرارُكم عُزَّابُكم، وأرْذلُ مَوْتَاكم عُزّابُكم".
(حم) عن أبي ذر (ع) عن عطية بن بسر
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه معاوية بن يحيى الصدفى وهو ضعيف، قال: وهذا من الأحاديث التي لا تخلوا من ضعف واضطراب، لكن لا يبلغ الحكم عليه بالوضع اهـ، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات، وقال: فيه خالد يضع، وله طريق ثان فيه يوسف بن السفر متروك، وأفاد المصنف: أنه ورد بهذا اللفظ من حديث أبي ذر عند أحمد ورجاله ثقات اهـ، فكان ينبغى عزوه إليه وكأنه ذهل عنه هنا.
قلت: وقع في الأصل المطبوع من حديث أبي دون ذكر ذر، فإن كان كذلك وقع في قلم المصنف (1) فقد زاغ بصره عن لفظة ذر في كلام المصنف فظنه أبي ابن كعب، وإن كانت سقطت من قلم الناسخ والطابع وهو الأقرب فلا يخفي ما فيه، فإن المصنف قد عزاه لأحمد عنه هنا.
2050/ 4867 - "شِراركم عُزّابكم، رَكعتان من مُتأهلٍ خيرٌ من سبعيَن ركعةً من غيرِ متأهلٍ".
(عد) عن أبي هريرة
(1) كذا في الأصل والمؤلف رحمه الله يقصد الشارح حسب ما يقتضيه السياق، واللَّه أعلم.
قال في الكبير: قال ابن عدى: موضوع وفيه يوسف بن السفر، ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه، وأقره عليه المصنف في مختصر الموضوعات، ورمز هنا لحسنه وليس ذا منه بحسن.
قلت: بل كذبك ليس بحسن فالمؤلف ما أقر ابن الجوزى على وضعه، بل تعقبه في اللآلئ وفي مختصر الموضوعات، وعبارته في الثانى: حديث أبي هريرة "شراركم عزابكم"، فيه خالد بن إسماعيل يضع، وله طريق ثان عنه فيه يوسف بن السفر متروك، قلت: ورد بهذا اللفظ من حديث أبي ذر، أخرجه أحمد في مسنده بسند رجال ثقات، ومن حديث عطية بن بسر المازني أخرجه أبو يعلى والطبرانى والبيهقى في الشعب اهـ.
ومن العجب أن الشارح نقل عن المصنف في الحديث الذي قبله أنه عزاه لأحمد من حديث أبي ذر وهو من كلامه في مختصر الموضوعات كما ترى، ثم قال: إنه أقره.
2051/ 4881 - "شرُّ ما في الرجل شُحٌّ هَالعٌ، وجُبْنٌ خالعٌ".
(تخ) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا أحمد في مسنده [2/ 302]، وعويس في جزئه، والحكيم الترمذى في نوادر الأصول في الأصل التاسع والثلاثين ومائتين (1)، وأبو نعيم في الحلية [7/ 50] وابن الأعرابى في المعجم، والقضاعي في مسند الشهاب [رقم 1338] كلهم بهذا اللفظ فعدم استدراك الشارح هؤلاء أو بعضهم قصور.
2052/ 4882 - "شربُ اللبنِ مَحْضُ الإيمانِ، مَنْ شَرِبَه في منامه فهو على الإسلامِ والفطرةِ، وَمَنْ تَنَاول اللبنَ بيده فهو يعملُ بشرائعِ الإسلامِ".
(فر) عن أبي هريرة
(1) هو في الأصل السابع والثلاثين والمائتين من المطبوع (2/ 257).
قال في الكبير: وفيه إسماعيل بن أبي زياد والمسمى به ثلاتة كل منهم قدري مرمي بالكذب، ورواه عنه ابن نصر أيضًا.
قلت: في هذا أمور:
الأول: أن المسمى بإسماعيل بن أبي زياد جماعة ليس ثلاثه فقط.
الثانى: ما قاله من رمي ثلاثة منهم بالقدر باطل وكلام لا معنى له ولا دخل [له] في الباب.
الثالث: أن إسماعيل المذكور في السند هو ابن أبي زياد السكوتي قاضي الموصل من رجال ابن ماجه.
قال ابن عدى: منكر الحديث، وقال ابن حبان: دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
الرابع: قوله: ورواه عنه ابن نصر أيضًا هو من كذبه وجهله القاضح، بل من العار الذي لا يمحى إلى يوم القرار، فأين نصر المذكور في السند هو شيخ الديلمى المتوفي سنة 558 وابن نصر مات سنة 294 أي قبل ولادة الديلمى بنحو مائتي سنة، وابن نصر الحافظ اسمه محمد وهذا اسمه أحمد، وابن نصر مصنفاته كلها في الأحكام ككتاب الصلاة وكتاب قيام الليل وكتاب اختلاف الفقهاء وهذه ليس من موضوعها حديث في تعبير الرؤيا.
قال الديلمى:
أخبرنا أحمد بن نصر أنبأنا أبو طالب بن الصباح المزكى ثنا أبو بكر محمد بن عمر ثنا إبراهيم بن محمد الطيان ثنا الحسين بن القاسم ثنا إسماعيل بن أبي زياد عن عبد اللَّه بن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة به.
2053/ 4883 - "شَرَفُ المؤمنِ صَلاتُه بالليلِ، وعِزُّه استغَناؤُه عما في أيدي الناس".
(عق. خط) عن أبي هريرة
قال في الكبير: فيه عند العقيلى داود بن عثمان الثغري، قل العقيلى: حدث عن الأوزاعى وغيره بالبواطيل هذا منها، ومن ثم قال ابن الجوزى: موضوع والمتهم به داود، ثم كرر الشارح هذا الكلام أيضًا بعد ذكر الخطيب وختمه بقوله أيضًا: وأورده ابن الجوزى في الموضوع.
قلت: في هذا أمران:
أحدهما: أن داود بن عثمان غير موجود في سند الخطيب، وإنما هو في سند العقيلى وحده، بل الخطيب لم يخرج هذا الحديث بهذا اللفظ ولا من حديث أبي هريرة، وإنما أخرجه مطولا من حديث سهل بن سعد بلفظ:"جاءني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت" الحديث، وفيه:"واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس"، وقد سبق في حرف الألف بلفظ:"أتاني جبريل"، فلا أدرى ما وجه عزو المصنف هنا هذا الحديث إلى الخطيب، وهو (1)، لم يخرجه بهذا اللفظ ولا من حديث أبي هريرة.
ثانيهما: أن الشارح حكى ذكر ابن الجوزى لهذا الحديث في الموضوعات وسكت عن ذكر تعقب المصنف له، وذلك لأن المصنف أطال وأجاد والشارح لا يتعرض لتعقبه إلا إذا كان البحث ضيقا لم يجد فيه متوسعا ليتسنى له أن يقول: وتعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته فسبحان قاسم الأخلاق.
2054/ 4884 - "شعارُ المؤمنين على الصراطِ يوم القيامةِ: ربِّ سلِّمْ سلِّمْ".
(ت. ك) عن المغيرة
قال الشارح: قال (ك): على شرطهما وأقروه.
قلت: هذا غريب فإنه نفسه قال في الكبير: صححه الحاكم وأقره الذهبى، وقال (ت): غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، قال الذهبى: وإسحاق ضعفوه اهـ.
(1) في المخطوط: وهم.
وأورده ابن الجوزى في الواهيات، وقال: لا يصح اهـ.
فمتى قال هذا في الكبير؟ كيف جاز أن يسكت عن الإشارة إليه في الصغير؟ ويقول: إنهم أقروه بلفظ الجمع، فأفاد أن الحديث لا مطعن فيه، وأن الحفاظ متفقون على صحته على شرط الشيخين!
وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة عبد الرحمن المذكور وهو أبو شيبة الواسطى، فقال: حدثنا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا على بن مسهر عن عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة به، وقال في عبد الرحمن: كان ممن يقلب الأسانيد ويتفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحل الاحتجاج بخبره، مرض القول فيه يحيى بن معين.
2055/ 4885 - "شِعَارُ أمَّتى إذَا حُمِلُوا على الصِّرَاطِ: يا من لا إله إلا أنت".
(طب) عن ابن عمرو
قال في الكبير: وفيه من وثق على ضعفه، وعبدوس بن محمد لا يعرف.
قلت: هذا كلام الحافظ الهيثمى، ولكنه قال [10/ 359]: وعبدوس بن محمد لم أعرفه اهـ.
وقد قدمنا أنه لا يلزم من كون الهيثمى لم يعرفه أنه لا يعرف، أما من وثق على ضعفه فهو ابن لهيعة.
قال الطبرانى:
حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان ثنان عبدوس بن محمد المصرى ثنا منصور بن عمار عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد اللَّه بن عمرو به.
وقد أسنده ابن السبكى في الطبقات من طريق الطبرانى، ثم قال أبو قبيل: اسمه حيى بن هانئ بن ناضر بالضاد المعجمة كان رجلا صالحا مات سنة ثمان
وعشرين ومائة، وليس [له] عن عبد اللَّه بن عمرو رواية شيء في الكتب الستة وهو ثقة صرح جماعة بتوثيقه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث اهـ. فلم يتعرض لجهالة عبدوس ولا للكلام عليه فكأنه معروف عنده واللَّه أعلم.
2056/ 4888 - شعبانُ بين رجبٍ وشهر رمضانَ تغفلُ الناسُ عنه تُرفع فيه أعمالُ العبادِ، فأُحبُّ ألا يرفع عَمَلِى إلا وأنا صَائم".
(هب) عن أسامة.
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأحد من الستة وهو ذهول عجيب، فقد رواه النسائى باللفظ المزبور.
قلت: لفظ الحديث عند النسائى لا يدخل في حرف الشين بل في حرف الذال ولقظه عن أسامة: "قلت يا رسول اللَّه لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان فقال: ذلك شهر يغفل عنه الناس. . . " الحديث، فأوله "ذلك" ولا ذكر لشعبان إلا في لفظ السائل وهذا بخلاف لفظ البيهقى، فإنه مصدر بلفظ:"شعبان" كما ترى.
وكذلك أخرجه الثقفى في الثقفيات قال:
ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى إملاء أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف النجارى ثنا يحيى -يعنى ابن أبي طالب- أنا زيد ابن الحباب أنا ثابت الغفارى ثنا أبو سعيد المقبرى عن أبي هريرة عن أسامة بن زيد قال: قلت: "يا رسول اللَّه أراك تصوم في شهر ما أراك تصوم في شهر ما تصوم فيه؟ قال: أى شهر؟ قلت: شعبان، قال: شعبان بين رجب وشهر رمضان. . . " الحديث، فهو مصدر بلفظ:"شعبان" من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو شرط الكتاب، والشارح يعرف ذلك ولكن له غرض فيما يقول، وهو الذي عاد عليه بالوبال فجاء كتابه عبرة للمعتبرين، ما خطت أنامل بشر كتابًا أفحش خطأ ولا أعجب غلطًا منه على الإطلاق، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
2057/ 4892 - "شَفاعتى لأهلِ الكبائِرِ من أمتى".
(حم. د. ن. حب. ك) عن أنس (ت. هـ. حب. ك) عن جابر (طب) عن ابن عباس (خط) عن ابن عمر
قال الشارح في الكبير: هو ابن عمرو بن العاص وعن كعب بن عجرة.
قال في الكبير: قال الترمذى في العلل: سألت البخارى عن هذا الحديث فلم يعرفه، وفي الميزان رواه عن صديق من يجهل حاله أحمد بن عبد اللَّه الزينى فما أدرى من وضعه وأعاده في محل آخر، وقال: هذا خبر منكر.
قلت: الشارح بلية ابتلى اللَّه بها هذا العلم الشريف، فما ختم به الكلام على هذا الحديث مما نقله عن الترمذى والبخارى والذهبى يفيد أنهم تكلموا في الحديث من أصله وهم إنما تكلموا على طرق مخصوصة من طرقه، ثم إن قوله عقب حديث كعب بن عجرة: وفي الميزان رواه عن صديق من يجهل حاله، يفيد أن ذلك في سند كعب بن عجرة، والواقع أنه في سند عبد اللَّه ابن عمر بن الخطاب، ثم إن المصنف قال: رواه الخطيب عن ابن عمر وعن كعب، فالواو الموجودة هي واو عطف كعب على ابن عمر وهو ابن الخطاب، والشارح جعلها واو عمرو فقال: إنه ابن العاص وزاد واوا أخرى عاطفة من عنده، قال الذهبى في الميزان [2/ 314 رقم 3885]: صديق بن سعيد الصوناخى التركى عن محمد بن نصر المروزى عن يحيى عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى"، هذا لم يروه هؤلاء قط، لكن رواه عن صديق من يجهل حاله أحمد بن عبد اللَّه بن محمد السرسى، فما أدرى من وضعه. اهـ.
يريد بهذا الإسناد عن مالك عن نافع عن ابن عمر وإلا فالحديث معروف عن ابن عمر وعن نافع عنه من طرق أخرى ذكرتها في المستخرج على مسند الشهاب وذكرت فيه من طرق هذا الحديث ما تسر به أعين الناظرين والحمد للَّه.
2058/ 4893 - "شفاعتى لأهلِ الذنوبِ من أمَّتِى، وإن زَنَا، وإن سَرَقَ عَلى رَغم أنْفِ أبي الدرداء".
(خط) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: وفيه محمد بن إبراهيم الطرسوسى، قال الحاكم: كثير الوهم، ومحمد بن سنان الشيرازى، قال الذهبى في الذيل: صاحب مناكير.
قلت: في هذا أمران، أحدهما: الجهل الفاضح بالرجال، فإن الذي قال فيه الحاكم كثير الوهم هو محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسى الحافظ صاحب المسند وكنيته أبو أمية كما ذكر ذلك الذهبى في الميزان، والمذكور في سند هذا الحديث محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد الطرسوسى وكنيته أبو الفتح كما هو مذكور في سند الحديث، وأيضًا الحافظ أبو أمية قديم مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين ولو لم يعرف الشارح ذلك لاهتدى إليه بذكر القدماء له كأبي داود وطبقته، والمذكور في السند هو شيخ لشيوخ الخطيب المتوفى سنة 463، فكيف يروى عن أبي أمية بواسطة هذا مع كون المذكور في السند مصرحًا بأن كنيته أبو الفتح والذي في الميزان مصرحا بأن كنيته أبو أمية.
ثانيهما: قوله: ومحمد بن سنان، قال الذهبى في الذيل. . . إلخ هو كذب لا أدرى ما المراد منه، فإن الذهبى قال ذلك في الميزان نفسه وما رآه الشارح إلا فيه جزما.
2059/ 4896 - "شَفَاعَتِى يَوم القيَامَة حَقٌّ، فَمن لَمْ يُؤمن بهَا لَم يكُن مِنْ أهلِهَا".
ابن منيع عن زيد بن أرقم وبضعة عشر صحابيًا
قال الشارح في شرحيه معًا: ومن ثم أطلق عليه التواتر.
قلت: بل من ثم كنت جاهلا بالحديث، فالحديث يكاد يكون باطلا مفتعلا لأجل الرد على المعتزلة ومنكرى الشفاعة، ولو سلمنا ثبوته فإنما قال راويه الفرد: حدثنى زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة، فمن أين هذا للشهرة فضلا عن التواتر؟! ومن ثم كان الشارح كذابا في حكايته إطلاق التواتر عليه، فإنه ما سبقه أحد إلى عده في المتواتر.
2060/ 4898 - "شَمِّتْ أخاك ثلاثًا فما زاد فإنما هي نزلةٌ أو زُكَامٌ".
ابن السنى، وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وفيه محمد بن عبد الرحمن بن المحبر، قال في الميزان عن ابن معين: ليس بشيء، وعن أبي زرعة: واه، والنسائى: متروك، ثم ساق له أخبارًا هذا منها، وقضية صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وهو عجيب فقد خرجه أبو داود موقوفًا على أبي هريرة مرفوعًا لكنه لم يذكر النزلة بل قال: فما زاد فهو زكام، قال العراقى: وإسناده جيد.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن سند الحديث ليس فيه محمد بن عبد الرحمن المذكور، وإنما الشارح رآى الحديث في ترجمته من الميزان فألصقه به، بل سند الحديث عند ابن السنى على شرط الحسن أو الصحيح.
ثانيهما: أن أبا داود روى الحديث بلفظ يدخل هنا موقوفًا والكتاب موضوع للمرفوع خاصة، ثم رواه بعد ذلك عن أبي هريرة فقال: مرفوعًا بنحوه ولم
يسق لفظه ولا قال مثله، فكيف يجوز مع ذلك عزو الحديث إليه بلفظ لم يذكره؟!.
2061/ 4899 - "شَهادة المسْلمينَ بَعْضِهم عَلى بَعضٍ جَائزةٌ، ولا تَجوز شَهَادةُ العُلمَاءِ بَعضِهُم على بعضٍ، لأنهم حُسَّدٌ".
(ك) في تاريخه عن جبير بن مطعم
قلت: هذا حديث موضوع يعلم صغار الولدان بطلانه فعجبا للمصنف في إيراده في الكتاب الذي صانه عما انفرد به كذاب أو وضاع، لاسيما وقد صرح مخرجه بوضعه، وكذلك حكم بوضعه ابن الجوزى، ولكن الشره وحب الإغراب يحمل على ذلك.
2062/ 4805 - "شهرُ رمضانَ معلقٌ بين السَّماءِ والأرضِ، ولا يُرفَع إلى اللَّه إلا بزكاةِ الفِطرِ".
ابن شاهين في ترغيبه
زاد الشارح: وترهيبه، والضياء عن جرير.
قلت: ابن شاهين ليس له الترغيب والترهيب وإنما له الترغيب وحده واسم كتابه الترغيب في فضائل الأعمال، ثم إن هذا الحديث لم أجده في نسختى من الترغيب المذكور، فلا أدرى أسقط منها أم وهم المصنف في عزوه إليه.
2063/ 4906 - "شهيدُ البَرِّ يُغفَرُ له كلُّ ذنب إلا الدَّينَ والأمانةَ، وشهيدُ البحرِ يُغفَرُ له كلُّ ذنبٍ والدَّينُ والأمانةُ".
(حل) عن عمة النبي صلى الله عليه وسلم
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه والأمر بخلافه، فقد عزاه في الفردوس وغيره إلى ابن ماجه من حديث أنس مرفوعًا، قال ابن حجر: وسنده ضعيف، وقال العراقى: فيه يزيد الرقاشى ضعيف.
قلت: عجبا لهذا الرجل فابن ماجه خرج الحديث بلفظ [رقم 2778]: "شهيد البحر"، وقد ذكره المصنف عقب هذا مباشرة ليس بينهما حديث ثم هو عند ابن ماجه كما ترى من حديث أبي أمامة لا من حديث أنس، وذكر أنس إنما هو من زياداته، ثم قوله: قال ابن حجر: وسنده ضعيف" يوهم أنه يريد حديث أنس الذي استدركه، والواقع أنه يريد حديث بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع عنده في سوق سند أبي نعيم طالوت بن أدهم، فإن كان ذلك سقط من الكاتب وإلا فهى داهية أخرى منه، فإنه ليس في الرواة طالوت بن أدهم وإما هو طالوت عن إبراهيم بن أدهم، وقد أخرجه أبو عبد اللَّه بن منده في مسند إبراهيم بن أدهم فقال:
أخبرنا على بن عيسى ومحمد بن داود وإبراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى ثنى نجدة بن المبارك السلمى ثنا الحسين المرهبي عن طالوت عن إبراهيم بن أدهم عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشى عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم به.
2064/ 4909 - "شُوبوا شَيْبَكم بالحنَّاء، فإنه أسرَى لوجُوهِكم، وأطيبُ لأفوَاهِكم، وأكثرُ لجمَاعِكم، الحِنَّاء سيِّدُ ريْحانِ أهلِ الجنَّةِ، الحنَّاءُ يفصلُ مَا بينَ الكفرِ والإيمانِ".
ابن عساكر عن أنس
قلت: هذا حديث موضوع لا معنى لذكره هنا، وقد ذكره المصنف بسنده مع أحاديث أخرى في كتاب اللآلئ [2/ 145] في باب اللباس منه وكلها ساقطة واهية.
2065/ 4913 - "شَّيبَتنى هُود، والواقعةُ، والمرسلات، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ".
(ت)
قال الشارح: في الشمائل (ك) عن ابن عباس، (ك) عن أبي بكر، ابن مردويه عن سعد.
قال في الكبير: وفيه سفيان بن وكيع، قال الذهبى: ضعيف، وقال الدارقطنى: موضوع، وقال المصنف في الدرر: بل حسن.
قلت: فيه أمور:
الأول: قوله: في الشمائل بعد إطلاق المصنف العزو إليه المفيد أنه في الجامع، غلط لأنه يدل على أنه لم يخرجه في جامعه، والواقع أنه خرجه في الجامع في تفسير سورة الواقعة [رقم 3297] وكذلك في الشمائل [رقم 34]، إلا أن العزو إلى الجامع أولى كما فعل المصنف.
الثانى: قوله: وفيه سفيان بن وكيع، لا معنى لذكره هنا، فإن سفيان بن وكيع في سند حديث أبي جحيفة الذي ذكره المصنف قبل هذا الحديث، وهو عند الترمذى في الشمائل والحكيم في نوادر الأصول كلاهما عن سفيان بن وكيع عن محمد بن بشر عن على بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة، على أن سفيان بن وكيع لم ينفرد به، فقد رواه أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن عبد اللَّه بن نمير عن محمد بن بشر به.
الثالث: قوله: وقال الدارقطنى: موضوع، كذب على الدارقطنى، فإنه نقل ذلك عن الدرر للمصنف، ولكن اسمع كلام الدرر: حديث: "شيبتنى هود وأخواتها. . . "، البزار من حديث ابن عباس، وصححه في الاقتراح وأعله الدارقطنى وأنكره موسى بن هارون، قلت: وقال فيه: إنه موضوع والصواب تحسينه وقد استوفيت طرقه في التفسير المسند اهـ.
فالذي قال: إنه موضوع هو موسى بن هارون الحمال لا الدارقطنى.
2066/ 4919 - "شَيطانٌ يتْبع شَيطانَة، يَعنى حَمامةٌ".
(د. هـ) عن أبي هريرة (هـ) عن أنس، وعن عثمان، وعن عائشة
قال الشارح: أشار بتعدد مخرجيه إلى أنه متواتر.
قلت: أين هم المخرجون الذين عددهم؟! فإنه لم يذكر إلا أبا داود [رقم 4940] وابن ماجه [رقم 3764] وكم ألف حديث في كتابه ذكر لها من المخرجين ما يقرب من العشرة فلم تقل عنها إنها متواترة، وهب أنك قلت ذلك فهل تعدد المخرجين هو الذي يفيد التواتر؟! فحديث:"إنما الأعمال" فرد مطلق من رواية عمر بالسند الصحيح، وقد أخرجه ما يزيد على المائتين من المصنفين بل قل مصنف في السنة إلا وقد خرجه ورواه.
2067/ 4921 - "الشَّاةُ في البيتِ بركةٌ، والشَّاتَانِ بَركتانِ، والثلاثُ ثلاثُ بركاتٍ".
(خد) عن على
قال الشارح: وذا حديث منكر.
وقال في الكبير: فيه صفدى بن عبد اللَّه، قال في الميزان: له حديث منكر، قال العقيلى: لا يعرف إلا به، ومتنه:"الشاة بركة. . . " ثم ساقه إلى آخر ما هنا.
قلت: قال البخارى في الأدب المفرد:
حدثنا محمد بن يوسف ثنا وكيع ثنا إسماعيل الأزرق عن أبي عمر عن ابن الحنفية عن على عليه السلام "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. . . " وذكره، فأين هو صفدى بن عبد اللَّه في إسناد البخارى؟! وأيضًا فإن الذهبى قال في الميزان: صفدى بن عبد اللَّه عن قتادة له حديث منكر، قال العقيلى: لا يعرف إلا به، قلت: رواه عنه عنبسة بن عبد الرحمن، متنه:"الشاة بركة. . . " اهـ.
فأين قول الشارح الكذاب ثم ساقه إلى آخر ما هنا؟! فهذا الذي ذكره الذهبى حديث من طريق آخر والذي خرجه البخارى حديث آخر من طريق
آخر من طريق آخر، وهو كما قال المصنف: حسن لا منكر كما يقوله هذا الجاهل.
2068/ 4925 - "الشَّامُ أرضُ المحشرِ والمنشرِ".
أبو الحسن بن شجاع الربعى في فضائل الشام عن أبي ذر
قال الشارح: الربعى بفتح الراء والموحدة نسبة إلى بنى ربع قبيلة معروفة.
قلت: هي معروفة عند الشارح وحده وأما عند غيره فلا وجود لها، ومن الغريب أنه نفسه قال في الكبير: نسبة إلى ربيعة بن نزار فلا ندرى في أى القولين هو صادق أفى كونه من بنى ربع المعروفة عنده وحده أم في كونه من ربيعة بن نزار فلابد هو كاذب في أحد النسبتين على مقتضى كلامه، وأما في الواقع فهو كاذب فيهما، فإن النسبة وإن كانت إلى ربيعة صحيحة إلا أنهم لم ينسبوا إلى ربيعة بن نزار لكبرها واتساعها وكونها جامعة لقبائل شتى، وإنما نسبوا غالبا إلى ربيعة الجوع من تميم، وربيعة بن حص من كلب وربعة الأزد وغيرها مما يعرف من كتب الأنساب على أنه قد يكون منسوبا نسبة عامة إلى ربيعة بن نزار، أما إلى بنى ربع كما يقوله الشارح في صغيره فهو من قبيل خرافاته التي يهرف بها في شرحيه.
2069/ 4927 - "الشاهدُ يرى مَا لا يرَى الغائِبُ".
(حم) عن على، القضاعى عن أنس
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، وأصله قول العامرى في شرح الشهاب: صحيح، وقال السخاوى: في هذا الثانى ابن لهيعة.
قلت: لو قال المصنف قولا ووجده الشارح في مثل ألف ليلة وليلة وسيرة عنتر لقال إن ذلك هو أصل قول المؤلف، فالعامرى رجل أحمق جاهل يصحح
الأحاديث بهواه من غير أن يعتبر الأسانيد، فكم حديث موضوع قال عنه صحيح، وكم حديث مشهور متواتر قال عنه: غريب، ثم هو لا يضعف أصلا وإنما يقول: صحيح أو حسن أو غريب، فهو أحمق من بابة الشارح، فكيف يمكن للمصنف الإمام الحافظ المجتهد أن يعتمده! ومن قال للشارح أن المصنف رآى شرح الشهاب حتى جزم بأن قوله هو أصله، ومما يدلك على جهل العامرى أنه قال في حديث القضاعى: هذا صحيح مع أنه من رواية ابن لهيعة، ولا يمكن لحديث ابن لهيعة أن يكون صحيحا، ثم إن الشارح كذب أيضًا في قوله: إن الديلمى خرج هذا الحديث من حديث أنس كالقضاعى.
2070/ 4928 - "الشَّبابُ شعبةٌ مِنَ الجنونِ، والنِّساءُ حُبالة الشَّيطان".
الخرائطى في اعتلال القلوب عن زيد بن خالد الجهنى
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، ورواه أبو نعيم في الحلية، وابن لال عن ابن مسعود، والديلمى عن عقبة، وكذا القضاعى في الشهاب، قال شارحه العامرى: صحيح.
قلت: لا أدرى لم لم يتبع المصنف هنا العامرى شارح الشهاب حيث صححه، فقال المصنف: إنه حسن، هذا مما كان حق الشارح أن ينبه عليه إذ يجعل أقوال المصنف كلها مأخوذة من الغير وحتى من العامرى الذي لا يعرف عن الحديث شيئًا، ثم إن القضاعى خرج هذا الحديث من حديث زيد بن خالد كما هنا لا من حديث عقبة، وهو وإن كان واردا في ضمن الخطبة المروية من حديث عقبة، وقد أخرج القضاعى بعضها إلا أنه لم يذكر هذا اللفظ إلا من حديث زيد بن خالد، وهو من رواية عبد اللَّه بن نافع الصائغ عن عبد اللَّه بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهنى عن أبيه عن جده،
وعبد اللَّه بن مصعب قال الذهبى: رفع خطبة منكرة وفيه جهالة اهـ.
والخطبة منها هذا الحديث الذي قال عنه العامرى: صحيح واعتمده الشارح، وقد ذكرنا من طرق هذه الخطبة وأسانيدها في مستخرجنا على الشهاب ما لا تجده في كتاب.
2071/ 4929 - "الشِّتاءُ ربيعُ المؤمِنِ".
(حم. ع) عن أبي سعيد الخدرى
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو كما قال، فقد قال الهيثمى: إسناده حسن اهـ، ثم ذكر المصنف بعد هذا مباشرة حديث:"الشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام"، (هق) عن أبي سعيد.
فقال الشارح: رمز المؤلف لحسنه ورد عليه بأن فيه دراجًا وهو ضعيف اهـ.
وقال في الكبير: ورواه القضاعى في الشهاب وزعم أنه صحيح.
قلت: انظر هذا وتعجب فالحديث كله من طريق دراج أبي السمح إلا أنه في موضع حسَّنَ فسلم حسنه، وفي موضع مردود حسنه وفي موضع صحيح!
قاله أحمد [3/ 75]:
حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعًا: "الشتاء ربيع المؤمن"، فهذا السند الذي رضى الشارح على تحسينه.
وقال البيهقى:
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا الأصم ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعًا: "الشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام"، فهذا الذي لم يرض الشارح بتحسينه.
وقال القضاعى:
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر التجيبي ثنا أبو طاهر المدنى أنا يونس ابن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرنى عمرو بن الحارث، أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعًا:"الشتاء ربيع المؤمن. . . "، فهذا الذي رضى المؤلف على تصحيحه، والكل من رواية دراج.
2072/ 4931 - "الشَّحيحُ لا يَدْخُل الجنَّة".
(خط) في كتاب البخلاء عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبرانى والديلمى
قلت: هذا كذب.
2073/ 4933 - "الشركُ في أمَّتى أخفَى مِنْ دَبيبِ النمْلِ على الصفَا".
الحكيم عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهره أنه لم يره مخرجًا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب، فقد خرجه أبو يعلى وابن عدى وابن حبان من حديث أبي بكر، ولأحمد والطبرانى نحوه عن أبي موسى كما بينه الحافظ العراقى، وقال تلميذه الهيثمى: رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف.
قلت: في هذا من الكذب والتدليس ما لا يمكن أن يتحمله إلا هذا الشارح المسكين، قال العراقى: حديث "في الرياء شوائب أخفى من دبيب النمل" أحمد والطبرانى من حديث أبي موسى الأشعري "اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل".
ورواه ابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر الصديق وضعفه هو والدارقطنى اهـ.
فالعراقى ذكر أن لفظ حديث أبي موسى: "اتقوا" وهذا موضعه عند المؤلف في حرف "الألف"، وذكر أن حديث أبي بكر خرجه ابن حبان في
الضعفاء، والشارح أطلق فأوهم أنه في صحيحه، وقال بعد ذكره لحديث أبي موسى: وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه عبد الأعلى. . . إلخ، فاقتضى أن البزار روى حديث أبي موسى وإنما قال الهيثمى ذلك في حديث عائشة، ثم إن المصنف ذكر حديث أبي بكر بعد هذا وبعده حديث عائشة ثم مع هذا الكذب في الاستدراك على المصنف أخطأ الاستدراك الصحيح بصدق، وهو أن أبا نعيم خرج الحديث بهذا اللفظ من حديث ابن عباس نفسه، إلا أن فيه زيادة قد تمنع من عزوه إليه مع الحكيم الترمذى وإن كان المصنف يستعمل ذلك أحيانا ويقصد رواية الذي زاد ويكون الآخر ذكره مقوٍ له ومعضد.
قال أبو نعيم في الحلية [3/ 36]:
حدثنا أبو أحمد الحسين بن على التميمى ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا حسان بن عباد البصرى حدثنى أبي عن سليمان عن أبي مجلز وعكرمة عن اين عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشرك أخفى في أمتى من دبيب الذر على الصفا، وليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة".
2074/ 4947 - "الشقى كل الشقى من أدركته الساعة حيا لم يمت".
القضاعى عن عبد اللَّه بن جراد.
قال الشارح: حسن غريب، ونسب ذلك في الكبير إلى العامرى شارح الشهاب.
قلت: بل الغريب حمق العامرى وجهله وكذا الشارح الذي يقلده، فالحديث ساقط منكر يكاد يكون موضوعًا، لأنه من رواية يعلى بن الأشدق عن عمه عبد اللَّه بن جراد، ويعلى واه هالك، قال ابن عدى: روى عن عمه عبد اللَّه ابن جراد وزعم أنه له صحبة، فذكر أحاديث منكرة، وهو وعمه غير
معروفين، وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث فحدث بها ولم يدر، وقال أبو مسهر: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك من النبي صلى الله عليه وسلم؟، فقال: جامع سفيان وموطأ مالك وشيئًا من الفوائد اهـ.
فهذا هو الذي يقول العامرى بجهله وحمقه أن حديثه حسن غريب، نعم رواه الديلمى من وجه آخر من حديث عبد اللَّه بن عمر، وهو من رواية محمد بن الحسين الحسينى:
ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن الأزهر ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "الشقى من أدركته الساعة حيا لم يمت".
2075/ 4949 - "الشَّمسُ والقمرُ ثَوران عَقيرانِ فِي النَّارِ، إنْ شَاءَ أخْرَجَهُما وإنْ شَاءَ تَركَهُما".
ابن مردويه عن أنس.
قال في الكبير: وأورده ابن الجوزى في الموضوعات، وقال فيه يزيد الرقاشى: ليس بشيء، ودُرُسْت قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ونازعه المصنف بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع.
قلت: إن المصنف أطال في ذكر الشواهد لهذا الحديث وكلام العلماء عليه والجواب عما أشكل ظاهر من معناه بما كان ينبغى جلب ملخصه تتميما للفائدة، ولكن الحسد يأبى ذلك وإنما يسوغ نقل كلام مثل العامرى الأحمق، فراجع اللآلئ [1/ 43] في كتاب المبتدأ منها تستفد.
2076/ 4951 - "الشمسُ والقمرُ وجوهُهما إلى العرشِ، وأقفاؤهُما إلى الدُّنيَا".
(فر) عن ابن عمر.
قال في الكبير: ورواه عنه الطبرانى ومن طريقه تلقاه الديلمى فعزوه إليه أولى، ثم إن فيه العباس بن الفضل، فإن كان الموصلى فقد قال ابن معين: ليس بثقة، وإن كان الأزرق فقد قال البخارى: ذهب حديثه، وقد أوردهما الذهبى معا في الضعفاء، وسعيد بن سليمان النشيطى قال الذهبى فيه: ضعيف، وشداد بن سعيد الراسبي قال العقيلى: له غير حديث لا يتابع على شيء منها.
قلت: فيه أمور:
الأول: العباس بن الفضل المذكور في السند هو شيخ للطبرانى، فإن الديلمى قال:
أخبرنا بدر بن الحسين بن طهران أخبرنا ابن يادشاه أخبرنا الطبرانى حدثنا العباس بن الفضل ثنا سعيد بن سليمان النشيطى ثنا شداد بن سعيد عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير عن عبد اللَّه بن عمر به.
والعباس بن الفضل الأنصارى قد ذكر الذهبى في ترجمته من الميزان أنه مات سنة ست وثمانين ومائة أى قبل ولادة الطبرانى بأربع وسبعين سنة؛ لأن الطبرانى ولد سنة ستين ومائتين والعباس بن الفضل الأزرق من أقران الأنصارى أو أكبر منه، لأنه روى عن همام بن يحيى وتكلم فيه يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم من القدماء فكيف يروى عنه الطبرانى؟! والواقع أن العباس بن الفضل المذكور هو الإسفاطى معروف مشهور من شيوخ الطبرانى ثقة.
الثانى: أن سعيد بن سليمان النشيطى ما قال فيه الذهبى: ضعيف، وعبارته: سعيد بن سليمان النشيطى البصرى ابن بنت نشيط عن حماد بن سلمة صويلح الحديث، قال أبو زرعة: ليس بالقوى، وقال أبو حاتم: فيه نظر، وقال أبو داود: لا أحدث عنه.
الثالث: أن شداد بن سعيد الراسبى وإن قال ذلك فيه العقيلى فهو ثقة من رجال مسلم كما نص عليه الذهبى حيث رمز له بعلامة الصحيح وبرمز مسلم والنسائى والترمذى، ثم قال: صالح الحديث، ثم نقل عن العقيلى ما نقله الشارح، ثم قال: وأما ابن عدى فقال: لم أر له حديثا منكرًا، وقال البخارى: ضعفه عبد الصمد، وقال ابن معين وأبو حاتم: ثقة روى عنه وكيع وبدل اهـ.
2077/ 4958 - "الشهداءُ الَّذين يُقاتلونَ في سَبيل اللَّه فِي الصفِ الأولِ ولا يَلتفتُونَ بوجُوهِهِم حتَّى يقتَلوا، فأولئِكَ يلتقونَ في الغرفِ العَلا مِن الجنةِ، يَضْحَك إليهِم رَبُّكَ، إنَّ اللَّه تَعالى إذا ضَحِكَ إلى عبْدِهِ المؤمنِ فلا حِسَاب عَلِيهِ".
(طس) عن نعيم بن همار
قال في الكبير: قال الهيثمى: رواه الطبرانى وأحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات اهـ، وقضيته أن رجال الطبرانى ليسوا كذلك، فعلى هذا المصنف ملام من وجهين: من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة، وعدوله عن أحمد.
قلت: بل أنت ملام من وجهين، من حيث ظلمك وتعديك وتقصدك للمصنف بدون موجب سوى الحسد، ومن حيث تغافلك عن اصطلاحه وأنت تعلم أن لفظ أحمد وأبي يعلى لا يدخل هنا لأنه عندهما مصدر بلفظ:"اللذين" جوابا للسائل دون لفظ الشهداء كما هنا.
2078/ 4959 - "الشهرُ يَكون تسعةً وعشرينَ، ويكون ثَلاثينَ، فإذا رأيتُمُوهُ فَصُومُوا، وإذا رأيتمُوه فأفطِرُوا، فإنْ غُمَّ عليكُم فأكمِلُوا العدةَ".
(ن) عن أبي هريرة.
قال الشارح: بل رواه الشيخان وسها المؤلف.
قلت: بل أنت سهوت وتعديت، فالشيخان ما خرجاه بهذا اللفظ أصلا.
2079/ 4565 - "الشُّونِيز دواءٌ مِنْ كلِّ داءٍ إلا السَّام وَهو الموتُ".
ابن السنى في الطب وعبد الغنى في الإيضاح عن بريدة
قال في الكبير: ظاهره أنه لا يوجد مخرجًا لأحد من الستة وهو ذهول، فقد خرجه الترمذى في الطب عن أبي هريرة ونقله عنه في مسند الفردوس وغيره.
قلت: هو ذهول حقيقة ولكن من الشارح لا من المصنف فالترمذى خرجه [رقم 2041] بلفظ: "عليكم بهذه الحبة السوداء" الحديث، وقد ذكره المصنف فيما سيأتى في حرف العين، وعزاه للترمذى والحاكم من حديث أبي هريرة، وابن ماجه من حديث ابن عمر، وأحمد من حديث عائشة، فلو ترك الشارح سخافته لكان أرفق به.
2080/ 4968 - "الشيبُ نورٌ، مَنْ خَلعَ الشَّيبَ فَقدْ خَلعَ نورَ الإسلامِ، فإذا بَلغَ الرجلُ أربعينَ سنةً وقاهُ اللَّهُ الأدواءَ الثلاثةَ: الجنونَ، والجذامَ، والبرَصَ".
ابن عساكر عن أنس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه والأمر بخلافه، فإنه أورده في ترجمة الوليد بن موسى القرشى، وقال: قال العقيلى: يروى عن الأوزاعى أباطيل لا أصل لها.
قلت: بل ظاهر صنيع المصنف خلاف ما قلت، لأنه رمز له بعلامة الضعيف وذاك هو اصطلاحه لا يصرح بنقل كلام المخرجين بل يكتفى عنه بالرمز، والحديث خرجه أيضًا ابن حبان في الضعفاء [3/ 82] قال:
حدثنا حاجب بن أركين بدمشق ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا الوليد بن موسى الدمشقى عن الأوزاعى عن يحيى بن كثير عن الحسن عن أنس، وقال ابن حبان في الوليد: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، والحديث لا أصل له من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
2081/ 4971 - "الشيخُ يضعفُ جسمَهُ وقَلبهُ شَاب عَلى حُبِّ اثنتِينِ: طَولَ الحياةِ، وحبَّ المالِ".
عبد الغنى بن سعيد في الإيضاح عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه عنه أحمد بلفظ: "الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكرة المال".
قلت: كذا وقع في الأصل المطبوع الشيخ، فإن كان كذلك في قلم الشارح فهو كذب منه، فإن الحديث عند أحمد [2/ 317] بلفظ:"قلب الشيخ"، وإن كان ذلك سقط من قلم الناسخ وهو بعيد فلا معنى لتخصيص أحمد بالذكر، بل رواه كذلك مسلم والترمذى وابن ماجه والحاكم وآخرون وقد ذكر ذلك المصنف في حرف "القاف" في "قلب الشيخ".
2082/ 4972 - "الشيطانُ يلتقمُ قلبَ ابنِ آدمَ فإذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ عندَهُ، وإذا نسَى اللَّه التقَمَ قَلبَهُ".
الحكيم بن أنس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وظاهر صنيعه أنه لم يره مخرجًا لأشهر من الحكيم ممن وضع لهم الرموز مع أنه أخرجه أيضًا أبو نعيم.
قلت: كذب الشارح في كون أبي نعيم خرج هذا الحديث وفي كونه هو والديلمى أشهر من الحكيم وفي كون الديلمى خرجه أيضًا.