المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فائدة قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج: أخبرنا أبو يعلى - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٤

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: ‌ ‌فائدة قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج: أخبرنا أبو يعلى

‌فائدة

قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج:

أخبرنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن زيد قال: جلست إلى أبي حنيفة بمكة فجاء رجل فقال: لبست سراويل وأنا محرم أو قال: لبست خفين وأنا محرم -شك إبراهيم-، فقال أبو حنيفة: عليك دم، قال حماد: فقلت للرجل: وجدت نعلين أو وجدت إزارا؟ قال: لا، فقلت: يا أبا حنيفة، إن هذا يزعم أنه لم يجد؟! قال: فقال: سواء وجد أو لم يجد، قال حماد: فقلت: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفان لمن لم يجد النعلين"، وحدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفان لمن لم يجد النعلين، فقال بيده هكذا" وحرك إبراهيم بن الحجاج يده، وحرك أبو يعلى يده، وحرك أبو عمرو بن حمدان يده أى لا شيء، قال: فقلت له: فأنت عمن تقول؟ قال: حدثنى حماد عن إبراهيم قال: عليه دم وجد أو لم يجد، قال: فقمت من عنده فتلقانى حجاج بن أرطأة، فقلت له: يا أبا أرطأة ما تقول في محرم لبس سراويل ولم يجد الإزار؟ ولبس الخفين ولم يجد النعلين؟ قال: فقال: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفان لمن لم يجد النعلين"، قال: فقلت: يا أبا أرطأة أما تحفظ أنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . .؟ قال: لا، قال: وحدثني نافع عن ابن نافع عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفان لمن لم يجد النعلين"، قال: وحدثنى أبو إسحاق عن الحارث عن على أنه قال: السراويل لمن لم يجد الإزار والخفان لمن لم يجد النعلين، قال: فقلت له: فما بال صاحبكم قال كذا وكذا؟ قال: فقال: من ذاك؟!

ص: 266

وصاحب من ذاك! قبح اللَّه ذاك.

2031/ 4807 - "السُّرْعَةُ في المَشْى تُذهِبُ بَهاءَ المؤمْن"

(خط) عن أبي هريرة

قلت: راجع سرعة المشى المار قريبًا غير مصروف تستفد.

2032/ 4808 - "السَّعَادةُ كلُّ السَّعادةِ طُولُ العمرِ في طاعَةِ اللَّه".

القضاعى، (فر) عن ابن عمر

قال في الكبير: وكذلك رواه ابن زنجويه كلهم عن ابن عمر، قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن السعادة فذكره، قال الزين العراقى: في إسناده ضعف، وقال شارح الشهاب: غريب جدا، وخرجه الخطيب في تاريخه عن ابن عمر وفيه عنده إبراهيم البزورى قال: إنه لم يكن محمودا في الرواية وفيه غفلة وتساهل.

قلت: في هذا أمور، الأول: قوله: وكذلك رواه ابن زنجويه، هو كذب منه مبنى على جهل عظيم، وذلك أنه كلما رأى في الإسناد عند الديلمى اسم رجل مثل أحد من المخرجين يعزوه إلى المخرج المعروف بذلك الاسم، فلا يأتى في سند الديلمى رجل موصوف بالبزار إلا قال: وأخرجه البزار، سواء كان اسمه أحمد أو محمد أو عبد اللَّه أو كان في القرن الثالث أو الرابع أو الخامس، فكل هؤلاء هم أحمد بن عمرو البزار صاحب المسند، وكل رجل كنيته أبو يعلى فكذلك، وهكذا كما بينته مرارا، وهنا جاء دور ابن زنجويه فالديلمى قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه أخبرنا الحسين بن محمد الزنجانى الفلاكى ثنا أبو الحارث على بن القاسم الخطابى ثنا محمد بن الفضل بن العباس ثنا بقية ثنا ابن لهيعة عن ابن الهاد عن المطلب عن أبيه عن ابن عمر قال: قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكره.

ص: 267

فابن زنجويه صاحب الترغيب والمصنفات اسمه حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد اللَّه، ولقب أبيه ابن زنجويه، وكنيته أبو أحمد.

والمذكور عند الديلمى أبو بكر أحمد بن محمد، وأيضًا ابن زنجويه مات سنة إحدى وخمسين ومائتين، والديلمى مات سنة 558 فربما جده الرابع أو الخامس لا يدرك الرواية عن ابن زنجويه.

الثانى: قوله: عن ابن عمر قال: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . إلخ، فإن هذا لا أصل له ولا وجود [له] لا في سند القضاعى والديلمى اللذين عزاه المصنف إليهما ولا في سند الخطيب الذي استدركه الشارح، أما الديلمى فقد قدمنا نص حديثه، وأما القضاعى فقال [رقم 312]:

أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسى ثنا محمد بن عبد اللَّه الحافظ ثنا بكير بن أحمد بن سهل الحداد بمكة ثنا أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش ثنا إدريس بن موسى الهروى ثنا موسى بن ناصح ثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة اللَّه عز وجل"، وسيأتى لفظ الخطيب قريبًا.

الثالث: أنه قال: لفظ رواية القضاعى فيما وقفت عليه: "طول العمر في عبادة اللَّه"، وهذا باطل، فإن لفظ القضاعى هو ما ذكر المصنف ونقلته من أصل عتيق من مسند الشهاب للقضاعى.

الرابع: نقل هنا عن العامرى شارح الشهاب أنه قال: غريب جدا، والعامري مجنون أحمق يحكم على الأحاديث بهواه وجهله، فالحديث لا غرابة فيه مطلقا لا من جهة الإسناد ولا من جهة المعنى فضلا عن أن يكون غريبًا جدا، أما من جهة الإسناد، فإنه روى من طرق متعددة وصل بها إلى حد الشهرة وارتفعت عنه الغرابة، وأما من جهة المعنى فظاهر جدا أن السعادة هي طول العمر في طاعة اللَّه تعالى الموصلة إلى النعيم الدائم والسعادة الأبدية.

ص: 268

الخامس: أنه قال: وخرجه الخطيب في تاريخه عن ابن عمر وفيه عنده إبراهيم البزورى. . . إلخ، فالخطيب لم يخرجه من حديث ابن عمر، بل وقع في روايته عن المطب عن أبيه دون ذكر ابن عمر.

قال الخطيب [6/ 17] في ترجمة إبراهيم بن أحمد البزورى المذكور:

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البزورى المقرى ثنا القاضى جعفر بن محمد الفريابى ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن ابن الهاد عن المطلب عن أبيه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة اللَّه عز وجل".

السادس: أن هذا الحديث سبق ذكره للمصنف في حرف "إن" وعزاه للخطيب، فلا فائدة في استدراكه هنا دون تنبيه على كونه سبق.

السابع: أن في الباب حديث جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "إن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه اللَّه الإنابة"، صححه الحاكم [4/ 240] وأقروه كما عبر به الشارح عنه فيما مضى، فكان الأولى ذكره هنا تقوية لهذا الخبر والإشارة إليه دون ذكر خبر الخطيب.

2033/ 4816 - "السلطانُ ظلُّ اللَّه في الأرض يأْوى إليه كلُّ مظلومٍ من عبادِهِ، فإنْ عَدَلَ كان له الأجرُ وكان على الرعية الشكرُ، وإن جارَ أو حافَ أو ظلمَ كان عليه الوزرُ وكان على الرعيةَ الصبرُ، وإذا جارت الولاةُ قَحطت السماءُ، وإذا مُنعتِ الزكاةُ هلكتَ المواشي وإذا ظَهَرَ الزِّنا ظَهَرَ الفقرُ والمسكنةُ، وإذا أخْفِرَت الذِّمة أُديلَ الكَّفارُ".

الحكيم والبزار (هب) عن ابن عمر

زاد الشارح في الكبير: وكذا أبو نعيم والديلمى عن ابن عمر.

ثم قال: وقضية صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه،

ص: 269

بل تعقبه بما نصه: وأبو مهدى سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث.

قلت: فيه أمران:

الأول: أن أبا نعيم والديلمى لم يخرجاه بهذه الزيادة وسيذكره المصنف بعد هذا بثلاثة أحاديث ويعزوه للديلمى.

الثانى: أن صنيع المصنف لا يفيد ما قاله الشارح، بل ذلك كذب صراح، فإنه رمز لضعفه وما ذلك إلا إشارة إلى ما قال الشارح.

2034/ 4820 - "السُّلطانُ ظل الرحمنِ في الأرض، يأوى إليه كل مظلومٍ من عباده، فإن عَدَلَ كان له الأجرُ وعلى الرعيةُ الشكرُ، وإن جَارَ وحَافَ وظَلمَ كان عليه الإصرُ وعلى الرعيةِ الصبرُ".

(فر) عن ابن عمر

وتكلم على سنده الشارح.

قلت: الذي في أصلنا من زهر الفرودس أن الحديث من رواية سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول اللَّه أخبرنى عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجناد، فقال: هو ظل الرحمن"، وذكره، وهو حديث موضوع لا شك.

2035/ 4821 - "السلطانُ العادلُ المتواضعُ ظلُّ اللَّه ورُمْحَهُ في الأرضِ يُرفعُ له عَمَلَ سَبعِينَ صِدِيقا".

أبو الشيخ عن أبي بكر

قلت: تصرف المصنف في متن هذا الحديث واختصر منه ليمكن أن يكون مقبولا معقول المعنى، وهذا أمر لا ينقضى عجبى من صدوره من المصنف وقد جربت عليه فعله مرارا، فإذا كان في الحديث ما يدل على بطلانه ونكارته

ص: 270

يحذف ذلك القدر المذكور ويترك من الحديث ما يمكن أن يقبل، فسبحان اللَّه العظيم وبحمده، ولفظ الحديث عند أبي الشيخ:"السلطان العادل المتواضع ظل اللَّه ورمحه في الأرض ويرفع للوالى العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقا كلهم عابد مجتهد"، ثم إن الحديث من رواية محمد بن عمران بن أبي ليلى عن سليمان بن رجاء، وسليمان هذا مجهول كما قال أبو حاتم وأبو زرعة فلعل البلاء منه.

2036/ 4823 - "السلُّ شَهادةٌ".

أبو الشيخ عن عبادة بن الصامت

قلت: قال أبو الشيخ: حدثنا محمد بن زكريا القرشى ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عمران القطان عن قتادة عن راشد بن حبيش عن عبادة بن الصامت به.

2037/ 4824 - "السَّماحُ رباحٌ، والعُسْرُ شؤمٌ".

القضاعى عن ابن عمر، (فر) عن أبي هريرة.

قال في الكبير: وفيه عند القضاعى عبد الرحمن بن زيد، قال الذهبى: ضعفه أحمد والدارقطنى وآخرون، لكن قال العامرى في شرح الشهاب: إنه حسن، ثم قال الشارح في حديث أبي هريرة: ورواه عنه أيضًا ابن نصر وابن لال ومن طريقهما وعنهما أورده الديلمى، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى، وفيه حجاج بن فرافصة، قال أبو زرعة: ليس بقوى، ونسبه ابن حبان إلى الوضع، وقال الدارقطنى: حديث منكر.

قلت: في هذا عجائب وأوابد منها: قول: لكن قال العامرى: إنه حسن، فإن العامرى رجل أحمق يحسن ويصحح بعقله وهواه غير ناظر إلى السند، وكيف يعدل الشارح عن الدليل الذي ذكره وهو وجود ضعيف في سند الحديث ثم ينتقل إلى نقل كلام رجل جاهل أحمق؟ ومنها وهى الطامة الكبرى قوله: ورواه عنه أيضًا ابن نصر، فأقسم باللَّه العظيم أن الشارح لجاهل

ص: 271

لو كان ابن الجوزى حيا لما تأخر عن ذكر نوادره في أخبار الحمقى والمغفلين، فمن فرط جهله بالرجال وعظيم غفلته أن كل اسم يراه في مسند الديلمى يوافق اسم مخرج ولو في نصفه، فإنه يعزو ذلك الحديث إلى ذلك المخرج كالبزار وأبي يعلى وأبي نعيم والسلمى وأمثالهم، فكل رجل وصف بالبزار فهو صاحب المسند عند هذا [الشارح] سواء كان في عصر البزار أو بعده بألف سنة، بل أعجب من ذلك أنه كرر العزو إلى البزار بتكرار هذه النسبة مع اختلاف الاسم والزمان، فتارة كان المذكور في المسند عمر البزار وتارة كان إبراهيم البزار وتارة كان محمد البزار، [وهو] في كل ذلك يقول: رواه البزار مستدركا بذلك على المصنف، فكان البزار صاحب المسند الذي اسمه أحمد بن عمرو كان يسمى بأسامى متعددة هو وأبوه وجده، وكان يوجد في أزمان متعددة تارة في القرن الثالث وأخرى في الرابع وأخرى في الخامس، وقد سبق قريبًا أنه فعل ذلك مع رجل هو شيخ للديلمى واسمه أبو بكر أحمد بن زنجويه، فعزاه إلى ابن زنجويه المخرج المشهور الذي اسمه حميد والذي توفى قبل ولادة الديلمى الراوى عنه بنحو مائتين وخمسين سنة بل أكثر، وهنا جاء دور محمد بن نصر المروزى فإن الديلمى قال في هذا الحديث:

أخبرنا أحمد بن نصر أخبرنا أبو طالب بن الصباح المزكى أخبرنا ابن لال حدثنا الزعفرانى ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا قبيصة ثنا سفيان عن الحجاج ابن فرافصة عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به، فقال: رواه محمد بن نصر -يعنى- الذي توفى سنة أربع وتسعين ومائتين قبل ولادة الجد السادس للديلمى الذي روى عنه، والذي توفى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، فاعجب لهذا الرجل ما أجهله بالرجال ومع هذا فلم يكتف أن يكون هو جاهلا حتى طلب من الحافظ السيوطي أن يكون مثله، ويلومه على عدم عزوه الحديث إلى ابن نصر إن هذا واللَّه لعجب عجاب.

ومنها قوله في الحجاج بن فرافصة: ونسبه ابن حبان إلى الوضع. . . إلخ،

ص: 272

فإن ذلك كذب محض، فإن ابن حبان ما ضعفه بل ذكره في الثقات [6/ 203]، وكذلك لم يقل فيه ابن عدى ما قاله الشارح عنه بل كله كذب لا أصل له.

2038/ 2835 - "السمتُ والحسنُ والتَؤدةُ والاقتصادُ جزءٌ من أربعةٍ وعشرين جزءًا من النبوة".

(ت) عن عبد اللَّه بن سرجس

قلت: ظاهر سكوت الشارح وعدم استدراكه مخرجًا آخر على المصنف كعادته أنه لا يوجد مخرجًا لغير الترمذى، وليس كذلك بل أخرجه أيضًا الطبرانى في الصغير، قال:

حدثنا محمد بن أحمد أبو عبد اللَّه البركاني ثنا نصر بن على ثنا نوح بن قيس عن عبد اللَّه بن عمران الحداني عن عاصم الأحول عن عبد اللَّه بن سرجس به.

وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، قاله [1/ 101]:

حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ثنا نصر ابن على به.

وأخرجه أبو طاهر المخلص، قال:

حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث ثنا نوح بن قيس به.

2039/ 4829 - "السُّنَّةُ سُنَّتانِ: سُنَّةٌ من نبي مرسلٍ، وسُنَّةٌ من إمامٍ عادلٍ".

(فر) عن عباس

قلت: هذا حديث موضوع وفيه راو كذاب وضاع.

ص: 273

2040/ 4842 - "السلامُ قبلَ الكلامِ".

(ت) عن جابر

قال في الكبير: وقال الترمذى: إنه منكر، وحكم ابن الجوزى بوضعه، وأقره ابن حجر، ومن العجب أنه ورد بسند حسن رواه ابن عدى في كامله من حديث ابن عمر باللفظ المذكور، وقال الحافظ ابن حجر: هذا إسناد لا بأس به، فأعرض المصنف عن الطريق الجيد واقتصر على المضعف المنكر بل الموضوع، وذلك من سوء التصرف.

قلت: بل من العجب الكذب الصراح، فالحديث ما رواه ابن الجوزى في الموضوعات أولا.

وثانيا: حديث ابن عمر ليس هو باللفظ المذكور كما يفتريه هذا الرجل، بل لفظه:"من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"، وقد ذكره المصنف فيما سيأتى في حرف الميم وعزاه للطبرانى في الأوسط وأبي نعيم في الحلية، وأيضًا سند ابن عدى ليس بحسن بل هو أيضًا ضعيف ساقط جدًا، قال الحافظ السخاوى في المقاصد [ص 390، رقم 566]: حديث "السلام قبل الكلام" رواه الترمذى وأبو يعلى والقضاعى من حديث عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر به، وقال: إنه منكر، عنبسة ضعيف ومحمد بن زاذان منكر الحديث، وله شاهد عند أبي نعيم في الحلية وابن السنى في اليوم والليلة من حديث بقية عن عبد العزيز بن أبي رواه عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا:"من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"، ورجاله من أهل الصدق، لكن بقية مدلس وقد عنعنه، لكن تابعه حفص بن عمر الأيلى عن عبد العزيز، أخرجه ابن عدى في ترجمة عبد العزيز من الكامل، وحفص تركوه ومنهم من كذبه اهـ.

فهذا سند ابن عدى الذي يحكى عن الحافظ أنه قال: حسن.

ص: 274

2041/ 4844 - "السلامُ قبل السؤالِ فَمَنْ بَدأكُمْ بالسُؤالِ قَبل السَّلامِ فلا تُجِيبُوهُ".

ابن النجار عن عمر

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو ذهول، فقد خرجه أحمد من حديث ابن عمر.

قلت: هذا كذب في موضعين، أحدهما: أن أحمد لم يخرجه أصلا لا بهذا اللفظ ولا بغيره.

وثانيهما: أن حديث ابن عمر أخرجه الطبرانى في الأوسط بلفظ: "من بدأ يالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه"، وهذا موضعه حرف الميم وسيذكره المصنف هناك، وفي سنده هارون بن محمد أبو الطيب وهو كذاب.

2042/ 4845 - "السلامُ تحيةٌ لملتنا، وأمانٌ لِذمتِنَا".

القضاعى عن أنس

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من القضاعى وهو عجب، فقد خرجه الطبرانى والديلمى باللفظ المزبور عن أبي أمامة.

قلت: ما خرجه الطبرانى باللفظ المزبور، ولكن الشارح بالكذب معروف.

قال الطبرانى [8/ 109](1):

حدثنا بكر بن سهل ثنا عمرو بن هاشم البيروتى ثنا إدريس بن زياد عن محمد ابن زياد الألهانى عن أبي أمامة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن اللَّه تعالى جعل السلام تحية لملتنا وأمانا لأهل ذمتنا"، فهذا موضعه حرف الهمزة، وقد ذكره المصنف هناك وعزاه للطبرانى.

(1) أخرجه الطبرانى وفيه قصة بين أبي أمامة رضي الله عنه ويهودي انظر المعجم الكبير (8/ 109).

ص: 275

2043/ 4850 - "السيوفُ مفاتيحُ الجنةِ".

أبو بكر في الغيلانيات

قال في الكبير: وفيه الكديمى وابن عساكر عن يزيد بن شجرة، قال في الكبير: صحابى مشهور من أمراء معاوية، وفيه بقية وحاله مشهور، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأشهر من هذين وهو عجيب، فقد خرجه الحاكم في المستدرك باللفظ المزبور.

قلت: نعم خرجه الحاكم باللفظ المذكور ولم يعزه المصنف إليه، فكان ماذا؟ ولكنك كذبت في قولك: إن فيه الكديمى، وفي قولك: إن فيه بقية، وفي قولك عن يزيد بن شجرة: إنه صحابى مشهور، فما هو مشهور بل هو مختلف في صحبته، والأكثرون على إنكارها وأنه تابعى كما ذكره الحافظ في الإصابة.

قال الحاكم [3/ 494]:

حدثنا أبو الظفر أحمد بن الفضل الكاتب ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن حمزة قال: سمعت يزيد بن شجرة بأرض الروم يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . .، وذكره مثل ما هنا، فلم يروه الكديمى ولا بقية، وإنما روى في الغيلانيات عن محمد بن يونس حديثًا آخر فظنه هذا الرجل الكديمى، ولئن كان هو فالحديث حديث آخر، أما بقية فلا وجود له فيه.

2044/ 4851 - "السيوفُ أرديةُ المجاهدين".

(فر) عن أبي أيوب المحاملى في أماليه عن زيد بن ثابت.

قال في الكبير: ورواه عن أبي أيوب أيضًا أبو نعيم ومن طريقه تلقاه الديلمى مصرحًا، فعزو المصنف للفرع وإهمال الأصل غير جيد.

ص: 276

قلت: كذبت لا يقولها غيرك، بل العزو إلى أى مخرج جيد، بل إذا كان الفرع أشهر من الأصل فالعزو إليه متأكد متعين، وإذ عرفت أن أبا نعيم خرجه، فَلِمَ لَمْ تبين في أى مصنف خرجه من مصنفاته الكثيرة أفى الحلية أم في تاريخ أصبهان أم في مسنده أم في جزئه أم في فوائده أم غيرها من كتبه التي جاوزت الخمسين؟

وبعد فإن أبا نعيم خرجه في تاريخ أصبهان [1/ 113] في ترجمة الحافظ أحمد ابن هارون البرديجي فقال:

حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن هارون ثنا عبد اللَّه بن نسيب ثنا ذؤيب ابن عمامة السهمى ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن الزهرى عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب به.

* * *

ص: 277