الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الطاء
2189/ 5248 - " طَاعَةُ المرأةَ نَدَامة".
(عد) عن زيد بن ثابت
قال في الكبير: رواه ابن عدى من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفى عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعيد بنت زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت، قال ابن عدى: وعثمان وعنبسة ليسا بشيء، وتعقبه المؤلف بأن له شاهدا وهو ما أخرجه العسكرى في الأمثال عن عمر قال: خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة.
قلت: كذب الشارح وكتم الحق، فالحديث أورده ابن الجوزى في الموضوعات [2/ 272 - 273] من عند ابن عدى [3/ 262]، و [5/ 262]، وأورد بعده حديث عائشة الذي ذكره المصنف قبل هذا بلفظ:"طاعة النساء ندامة" وأعله بمحمد بن سليمان بن أبي كريمة الذي رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، وقال: إنه حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها منها هذا الحديث، فتعقبه المؤلف بأنه له طريقًا آخر من رواية أبي البختري عن هشام
أخرجه أبو على الحداد في معجمه.
وطريقا آخر أيضًا من رواية عيسى بن يونس عن هشام أخرجه أبو الحسن على ابن أحمد بن عمر الحمامى في جزئه (1)، وابن النجار في تاريخه، وبأن له شاهدا من حديث أبي بكرة مرفوعًا:"هلكت الرجال حين أطاعت النساء" أخرجه الطبرانى [الأوسط رقم 425] والحاكم [4/ 291] وصححه، وشاهدا من قول عمر، وهو الذي ذكره الشارح، وشاهدا آخر من قول معاوية، فضرب الشارح عن كل هذا وكتمه، وادعى أن المصنف لم يذكر في التعقب إلا قول عمر إضمارًا لعجزه وضعف تعقبه فانظر إلى هذا وتعجب.
2190/ 5250 - "طَالب العِلْم بين الجهَّال كَالحي بينَ الأمْوَات".
العسكرى في الصحابة، وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسلا
قلت: ورد مسندا موصولا من حديث على عليه السلام أخرجه الطوسى في مجالسه من طريق أبي المفضل الشيباني وهو في مصنفه قال:
حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي بمنزله بمكة سنة (318) ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن نهيك ثنا محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران عن أبي عبد اللَّه عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن على عن على عليهم السلام قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات".
2191/ 5252 - "طَالب العلْم للَّه كالغَادِى، الرَّائح في سَبيلِ اللَّه عز وجل".
(فر) عن عمار وأنس
قال في الكبير: ورواه عنهما أبو نعيم أيضًا وعنه تلقاه الديلمى مصرحا فلو عزاه إلى الأصل لكان أولى.
(1) انظر اللآلئ؛ فقد ذكره الإمام السيوطي هناك بسنده (2/ 174).
قلت: الذي في أصلنا من مسند الفردوس [رقم 3912] أن هذا الحديث عن عمار موقوفًا وعن أنس مرفوعًا، فإنه أسند من طريق أبي نعيم قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن زكريا ثنا عثمان بن عبد اللَّه ثنا رشدين عن أبي سفيان عن عبد اللَّه بن الهذيل عن عمار بن ياسر قال: طالب العلم للَّه كالغادى والرائح في سبيل اللَّه.
وقال: أخبرنا نصر بن محمد بن على المقرى أخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر بن روزبة أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المدينى بفسطاط مصر ثنا الهيثم بن أحمد بن عبد اللَّه بن زيد ثنا نصر بن محمد السليطى ثنا حميد عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنحوه.
2192/ 5253 - "طَالبُ الْعِلْم طَالبُ الرَّحْمَة، طَالِبُ العِلْمِ رُكْنُ الإِسْلامِ، وَيُعْطَى أَجْرهُ مَعَ النبِيِّيْنَ".
(فر) عن أنس
قال في الكبير: ورواه عنه الميدانى أيضًا.
قلت: قد نبهت على قوله: رواه الميدانى قريبًا والحديث موضوع، يلام المصنف على ذكره.
2193/ 5254 - "طَبَقَاتُ أُمَّتِى خَمْسُ طَبَقَات كُلُّ طَبَقَة منْهَا أَرْبَعُوْنَ سَنةً، فَطَبقَتِى وَطَبقةُ أَصْحَابِى أَهْلُ العِلْم والإِيمَان، والَّذينَ يَلُونَهُمْ إلى الثَّمانينَ أَهلُ البِرِّ والتَّقْوى، والَّذين يَلُونَهُمْ إلى العِشْرينَ ومائَة أهلُ التَّرَاحُمِ والتَّواصُلِ، والَّذين يَلونهم إلى ستِّين ومائة أَهْلُ التَّقَاطُعِ والتَّدَابُرِ، والَّذِين يَلُونَهم إِلى المائَتَينَ أَهْلُ الهَرجِ والحُرُوبِ".
ابن عساكر عن أنس
قال في الكبير: كلام المصنف كالصريح في أنه لم يره مخرجًا لأحد من الستة، وإلا لما أبعد النجعة عادلًا عنه وهو عجيب، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور، ورواه أيضًا العقيلى وغيره كلهم بأسانيد واهية، فقد أورده
الحافظ ابن حجر في عشارياته من طريقين وقال: حديث ضعيف فيه عباد ويزيد الرقاشى ضعيفان وله شواهد كلها ضعاف، منها أن على بن حجر رواه عن إبراهيم بن مظهر. . . إلخ.
قلت: هذا الكلام كله نقله من اللآلئ المصنوعة للمؤلف [2/ 394]، وقد أورده هناك من عند ابن ماجه [رقم 4058] بلفظ:"أمتى خمس طبقات" فموضعه في كتابه هذا حرف الألف، والشارح ما رأى عشاريات الحافظ ولا سمع به، لولا ما رآه من نقل المؤلف، وهو يستفيد من علمه ويجحد فضله ويتعقبه بنفس علمه مع استعمال الكذب والتلبيس، ولهذا لم يشر [الشارح] إلى أن ابن الجوزى ذكر الحديث في الموضوعات حتى لا يرجع إلى اللآلئ فيرى به أن كل ما ذكره منقول من كلام المؤلف بالحرف، فابن الجوزى أورده من عند البغوى من رواية عباد بن عبد الصمد عن أنس ثم قال: لا أصل له والمتهم به عباد منكر الحديث، ثم أورده من عند العقيلى [3/ 427] من حديث عرفة عن أبي موسى، ونقل عن العقيلى أنه قال: عرفة مجهول، ولا يتبين سماعه من أبي موسى وروى يحيى بن عنبسة عن ابن المنكدر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ويحيى كذاب، فتعقبه المؤلف [2/ 393]: بأن حديث أنس رواه ابن ماجه من طريقين فبريء منه عباد، ثم أورد الطريقين من عند ابن ماجه، ثم أورده من عند الحسن بن سفيان من طريق إبراهيم بن مظهر عن أبي المليح عن الأشيب بن دارم عن أبيه، وقال: ذكره ابن عبد البر [2/ 461] في ترجمة دارم، وقال: في إسناده نظر.
وقال الذهبى في ذيل المغنى [1/ 63]: إبراهيم بن مظهر لا يدرى من ذا ثم أورده من عند ابن عساكر من طريقين آخرين، ثم قال: وقد أورد الحافظ ابن حجر في عشارياته حديث أنس، وقال: هذا حديث ضعيف، إلى آخر ما نقله عنه الشارح بالحرف.
2194/ 5258 - "طَعَامُ السخِيِّ دَوَاءٌ، وَطَعَامُ الشَّحِيحِ دَاءٌ".
(خط) في البخلاء، وأبو القاسم الخرقى في فوائده عن ابن عمر
قال الشارح: رواته ثقات.
قلت: في هذا تعقب على المصنف والشارح، أما المصنف: فإن أبا القاسم الخرقى لم يخرج هذا الحديث في فوائده، وإنما أخرجه أبو القاسم على بن المحسن التنوخى في الأحاديث التي خرجها آخر فوائد الخرقى المذكور، فإن أبا القاسم التنوخى روى الفوائد عن أبي القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقى، وسمعها عليه في ذى القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وآخرها حديث فضالة بن عبيد مرفوعًا:"المجاهد من جاهد نفسه في اللَّه عز وجل" ثم قال: آخر حديث الخرقى، وشرع في رواية أحاديث عن شيوخ آخرين في مجالس متعددة، وفي المجلس الثالث منها قال:
حدثنا صدقة بن على بن المؤمل القاضى ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن واقد التنوخي ببيروت ثنا بكر بن سهل الدمياطى ثنا عبد اللَّه بن يوسف التنيسى ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به.
ثم قال: قال القاضى صدقة: لم يروه عن مالك غير عبد اللَّه بن يوسف التنيسى فيما يقال اهـ. فالمصنف لم يتنبه لقوله: آخر حديث الخرقى، وظن أن الجميع من مروياته فعزاه إليه.
وأما الشارح: فإن قوله: رجاله ثقات مناقض لما ذكره في الكبير ونصه: قال الزين الحراقى: رواه ابن عدى والدارقطنى في غرائب مالك، وأبو على الصوفى في عواليه، وقال. رجاله ثقات أئمة، قال ابن القطان: وإنهم لمشاهير ثقات إلا مقدام بن داود، فإن أهل مصر تكلموا فيه اهـ.
لكن في الميزان ومختصر اللسان أنه حديث كذب.
وعزاه المصنف في الدرر كأصله لابن عدى عن ابن عمر، وقال: لا يثبت، فيه ضعفاء ومجاهيل، اهـ.
فقول الشارح بعد هذا في الصغير: رجاله ثقات، لا يخفى ما فيه من الكذب.
واعلم أن الحديث ذكره الذهبى في الميزان [1/ 140] في ترجمة أحمد بن محمد بن شعيب السجزى، وقال: روى عن محمد بن معمر البحرانى وعنه حسن بن نفيس بحديث كذب عن البحرانى عن روح عن الثورى عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "طعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء".
قال الحافظ في اللسان [1/ 269]: وهذا الحديث رواه الخطيب في المؤتلف عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبيد اللَّه الرشيدي عن محمد بن أحمد الرجائى عن حسن بن يعيش بن زهير، وذكره أبو منصور الديلمى من طريق الحاكم عن حسين [بن] داود العلوى عن إسحاق بن إبراهيم المروزى عن أبي سهيل أحمد بن محمد بن شعيب فذكره بلفظ:"طعام الجواد" والباقى سواء، وهو حديث منكر اهـ.
وذكره الذهبى [4/ 175 - 176] أيضًا في ترجمة مقدام بن داود الرعينى، فقال: ذكر ابن القطان أن الطبرانى روى عن المقدام عن عبد اللَّه بن يوسف التنيسى عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "طعام البخيل داء، وطعام السخى شفاء".
قال الحافظ: وهذا الحديث نقله ابن القطان من عوالى أبي على الصدفى قال:
حدثنا أبو العباس العدرى ثنا محمد بن نوح الأصبهانى قال: ثنا الطبرانى به.
قال ابن القطان: رواته ثقات مشاهير إلا المقدام اهـ.
وفي هذا الإطلاق نظر، فإن محمد بن نوح الأصبهانى لا يعرف حاله كما تقدم في ترجمته اهـ.
وقال في ترجمته [5/ 408]: اتهمه القاضى عياض بهذا الحديث رواه عن الطبرانى عن مقدام بن داود عن عبد اللَّه بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "طعام البخيل داء وطعام السخى شفاء" رواه عنه أبو العباس العدرى، وقال القاضى: الحمل فيه على شيخ العدرى أو على المقدام، ولا يلصق الوهم بالمقدام إلا بعد معرفة محمد بن نوح هذا.
قال الحافظ [5/ 408 - 409]: وقد تقدم في ترجمة أبي سهل أحمد بن محمد بن شعيب أنه روى هذا المتن عن حسن بن معمر بن زهير عن محمد ابن معمر عن روح بن عبادة عن سفيان الثورى عن مالك، فهذه طريق أخرى لم يقف عليها عياض، ولا ابن القطان اهـ.
قلت: وله طريق ثالث لم يقف عليها الحافظ أيضًا، وهى طريق بكر بن سهل الدمياطى عن عبد اللَّه بن يوسف عن مالك التي أخرجها أبو القاسم التنوخى كما سبق، وأخرجها أيضًا البندهى في شرح المقامات قال:
أخبرنا أبو الضيوف إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم الحريري بتبريز أنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكنانى في كتابه أنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد المروزى، قدم علينا أنا محمد بن عمرو البصرى أنا أبو الحسن على بن فيدان الطبرى ثنا أبو يعلى عبد المؤمن السنفى ثنا بكر بن سهل الدمياطى ثنا عبد اللَّه بن يوسف التنيسى عن مالك به.
ومع هذه الطرق الثلاثة لا يَتَهَيَّأ الحكم عليه بالبطلان بل هو حديث حسن إن شاء اللَّه تعالى ولابد، فإن بكر بن سهل الدمياطى لا بأس به، وبمتابعة مقدام بن داود، فطريق الثورى لا يقل عن رتبة الحسن، وطريق المقدام الذي خرجه
أبو على الصدفى في عواليه، أسنده أيضًا ابن الأبار في معجم أصحاب الصدفى من طريق ابن بشكوال في ترجمته ثم قال: وهذا من غريب حديث مالك، وقد تبرأ من عهدته أبو على رحمه الله.
2195/ 526 - "طَعَامُ أَوَّلِ يَوْمٍ حَقٌّ، وَطَعَامُ يَوْمِ الثَّانِى سُنَّةٌ، وَطَعامُ يَوْمِ الثَّالِثِ سُمْعَةٌ، وَمَنْ سَمّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ".
(ت) عن ابن مسعود
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، وليس كما قال؛ فقد ضعفه مخرجه الترمذى صريحا، وقال: لم يرفعه إلا زياد بن عبد اللَّه، وهو ضعيف كثير المناكير والغرائب اهـ. وأعله ابن القطان بأن فيه عطاء بن السائب وهو مختلط.
قلت: الشارح لعدم معرفته بالحديث يظن أن اتباع ما قال الترمذى [رقم 1097] واجب لا يتصور الخروج عنه، وذلك إنما هو في حقه وحق أمثاله لا في حق الحفاظ ذوى المعرفة والاطلاع كالمصنف، فإن له في ذلك رأيا كما للترمذى فيه رأى على أن الكل مصيب في هذا الحديث، فان الترمذى تكلم على الحديث باعتبار رجاله وحال سنده، والواقع كما قال.
والمصنف رمز للحديث باعتبار متنه الثابت من مجموع طرقه الكثيرة التي منها حديث ابن عباس الذي ذكره بعد هذا مباشرة، وصححه أيضًا لأجل هذا المعنى، لأن الحديث إذا تعددت طرده وكانت ضعيفة ضعفا قريبًا محتملا غير ناشئ عن كذب الرواة واتهامهم بالوضع، وكان المتن خاليا من النكارة الظاهرة، والغرابة التي تدل بنفسها على بطلان الحديث، كان الحديث لمجموع طرقه صحيحا لا شك فيه، لأن ما يخشى من الوهم والغلط الناشئ من سوء حفظ الراوى وقلة اعتنائه أو وجود اختلاطه، ونحو ذلك قد زال بتعدد مخارج الحديث وتباينها وارتفع ظن وقوع الغلط فيه، وروايته على غير وجهه فقوى الظن بثبوته وهو الحديث الصحيح.
وهذا الحديث ذكر المصنف له طريقين، وله طريق ثالث من حديث رجل من ثقيف رواه أحمد [5/ 371]، والدارمى [2/ 104 - 105]، وأبو داود [رقم 3745 و 3746]، والبزار، وطريق رابع من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه [رقم 1915]، وطريق خامس من حديث أنس عند البيهقى [7/ 260]، وطريق سادس من حديث وحشى عند الطبرانى [22/ 362، 10/ 10332]، وهى وإن كان في جميعها مقال إلا أن رواتها لم يتهموا بوضع أو كذب أو لم يثبت عنهم ذلك فيمن اتهموا، فبالضرورة يكون حديث له سبعة مخارج متباينة ثابتا صحيحا كما قال المصنف.
2196/ 5264 - "طَلَبُ العِلْم فَرِيْضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ".
(عد. هب) عن أنس (طص. خط) عن الحسين بن على (طس) عن ابن عباس، تمام عن ابن عمر (طب) عن ابن مسعود (خط) عن على (طس. هب) عن أبي سعيد
قلت: هذا الحديث اختلف فيه اختلافا كثيرا متباينا فقيل: إنه صحيح، وقيل: حسن، وقيل: ضعيف، وقيل: موضوع باطل لا أصل له، وقيل: متواتر، وقد أفردت لبيان الحق فيه جزء سميته: المسهم ذكرت فيه طرقه وبينت أنه صحيح بما لا يشك فيه من وقف عليه (1)، والحمد للَّه.
2197/ 5268 - "طِلَبُ العِلْم أَفْضَلُ عنْدَ اللَّه مِنَ الصَّلاةِ وَالصَّيَامِ وَالجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ عز وجل".
(فر) عن ابن عباس
2198/ 5269 - "طَلَبُ العِلْمِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ، وَطَلَبُ العِلْمِ يَومًا خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ".
(فر) عن ابن عباس
(1) وهو مطبوع، وللسيوطي جزء فيه طرق حديث:"طلب العلم فريضة على كل مسلم" اعتنى به: على حسن عبد الحميد.
قلت: هذان الحديثان موضوعان باطلان.
2199/ 5270 - "طَلَبُ الحَقِّ غُرْبَةٌ".
ابن عساكر عن على
قال في الكبير: ورواه أيضًا من هذا الوجه الديلمى والهروى في ذم الكلام ومنازل السائرين، وفي الميزان: علان بن زيد الصوفى لعله واضع هذا الحديث.
قلت: الهروى لم يخرجه في ذم الكلام، وإنما خرجه في منازل السائرين فقط فقال في أوله:
وأخبرنا في معنى الدخول في الغربة حمزة بن محمد بن عبد اللَّه الحسينى قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمى الصوفى قال: سمعت أبا عبد اللَّه علان بن زيد الدينورى الصوفي بالبصرة قال: سمعت جعفر الخلدى الصوفى قال: سمعت الجنيد سمعت السرى عن معروف الكرخى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "طلب الحق غربة"، قال: وهذا حديث غريب ما كتبته إلا من رواية علان اهـ.
والذي أوقع الشارح في عزو الحديث إلى شيخ الإسلام الهروى في ذم الكلام الحافظ السخاوى؛ فإنه قال في المقاصد الحسنة [ص: 439] عن هذا الحديث: رواه الهروى في ذم الكلام أو منازل السائرين له بسند صوفى. . إلخ. فذكره بأو التي للشك لأنه رأى من عزاه إليه -وغالب ظنى الحافظ العراقى- وأطلق العزو إليه، فقال السخاوى: في ذم الكلام أو منازل السائرين، لأن هذين هما كتابا الهروى، فجمع الشارح بينهما وجعله مخرجًا فيهما مع أنه ليس هو من موضوع ذم الكلام وإنما هو من موضوع منازل السائرين.
والحديث رويناه مسلسلا بالصوفية، ولكن مر حديث أنس لا من حديث على مع اتحاد السند في الجنيد والسرى السقطى، ومعروف الكرخى، ولكن بلفظ:"طلب الحق فريضة" بدل: "غربة" فسمعاه بدمشق في مسلسلات عقيلة على شيخنا أبي عبد اللَّه محمد بن جعفر الكتانى الصوفى الشاذلى، وعلى أبي التقى توفيق بن أيوب الأنصارى الصوفى الرفاعى وسمعناه بمصر على أبي النصر محمد بن أبي المحاسن الفاوقجى شيخ الطريقة الشاذلية بمصر في مسلسلات والده عن والده بسنده المذكور في مسلسلاته التي سمعها من عابد السندى وسمعناه بالمدينة المنورة على أبي حفص عمر بن أبي عمر العطار الصوفى الشاذلى عن محمد فالح الظواهرى الصوفى الشاذلى بما في ثبته المطبوع.
وقد ذكره المصنف في جياد المسلسلات فقال:
أخبرتنى الشيخة الصالحة أم هانئ بنت أبي الحسن الهورينى سماعا عليها أخبرنا أبو العباس بن ظهيرة أنا الحافظ أبو سعيد العلائى أنا عبد اللَّه بن محمد ابن أبي بكر الأسدى أنا أبو يعقوب يوسف بن محمد الساوى الصوفى أنا السلفى أنا أحمد بن على الأسوارى الصوفى أنا أبو الحسن على بن شجاع الصقلى الصوفى أنا أبو بكر أحمد بن منصور المذكر ثنا أبو على أحمد بن عثمان الوبدى الصوفى قال: حضرت مجلس الجنيد ببغداد فسمعته يقول: حدثنا السري بن مغلس السقطى ثنا معروف الكرخى ثنا معبد بن عبد العزيز العابد عن الحسن البصرى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طلب الحق فريضة". قال السلفى: هذا حديث غريب المتن عزيز الإسناد حسن من رواية الصوفية الزهاد خلفا عن سلف وهلم جرا إلى شيخنا أحمد بن على الصوفى، وما كتبته هكذا إلا عنه اهـ.
ولما نقل عقيلة في مسلسلاته هذا عن السلفى قال بعده: هذا الحديث الشريف يروى عن عدة من الصحابة كعلى، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود،
وأبي سعيد الخدرى رضي الله عنهم.
ومن شواهده ما أخرجه من حديث أنس مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، ومعنى هذا الحديث الشريف صحيح اهـ.
قلت: ولكن كلامك ليس بصحيح، فهذا الحديث ما رواه أحد ممن ذكرت وإنما هؤلاء رواة حديث:"طلب العلم فريضة" وبون بعيد بينه وبين حديث الباب.
وليس العجب من عقيلة بل من مرتضى الزبيدى، إذ قال [في] الفوائد الجليلة، وهو مستخرجه على مسلسلات عقيلة بعد ذكره أسانيد هذا الحديث: وهو حديث غريب المتن عزيز الإسناد حسن من رواية الصوفية، وروى ذلك عن ابن عباس، وعلى، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي سعيد وهو مع طرقه الكثيرة ضعفه أحمد والبيهقى وغيرهما، والمتن صحيح، وقد خرجت طرقه في جزء، أما طريق على فقد رواه الإمام شيخ الإسلام الهروى في منازل السائرين ثم ذكر سنده، وهو غرب جدا وخلط لحديث بحديث.
2200/ 5271 - "طَلَبُ الحَلالِ فَرِيْضَة بَعْدَ الفَرِيْضَةِ".
(طب) عن ابن مسعود
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية في ترجمة الثورى عن الطبرانى، وأخرجه في تاريخ أصبهان [2/ 339] في ترجمة الهيثم بن محمد بن ماهويه عن أبي الشيخ، وعن الطبرانى [10/ 9993]، وأخرجه ابن الأعرابى [رقم 1167]، وابن جميع في معجمهما، ومن طريق الأول: القضاعى في مسند الشهاب [رقم 121، 122]، ومن طريق الثانى: الذهبى في التذكرة، كلهم من طريق عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه به.
وعباد بن كثير متروك قال ابن حبان في الضعفاء [2/ 169 - 170]: كان يحيى
أبو معين يوثقه، وهو عندى لا شيء في الحديث لأنه روى عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"طلب الحلال فويضة بعد الفريضة"، ومن روى مثل هذا الحديث عن الثورى بهذا الإسناد بطل الاحتجاج بخبره فيما يروى مما يشبه حديث الأثبات.
2201/ 5273 - "طَلَبُ الحَلالِ جِهَادٌ".
القضاعى عن ابن عباس (حل) عن ابن عمر
قلت: هذا الحديث لم يخرجه أبو نعيم في الحلية، وإنما رواه الديلمى في مسند الفردوس [رقم 3919] عن الحداد عنه قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عثمان الواسطى ثنا على بن العباس البجلى ثنا هشام بن يونس ثنا محمد بن مروان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر به.
فلعل أبا نعيم خرجه في كتاب آخر من كتبه فظن المصنف أنه في الحلية فعزاه إليه وهو ليس فيه جزمًا وكنت أظن أنه سقط من الأصل المطبوع ثم راجعت ترتيب الحلية للحافظ الهيثمى فلم أجده فيه أيضًا.
وأما حديث ابن عباس فقال القضاعى [رقم 82، وفتح الوهاب 1/ 86 - 87]:
أخبرنا أحمد بن محمد المالينى ومحمد إسماعيل الفارسى قالا: أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمى أنبأنا الحسين بن محمد بن محمد بن شيظم ثنا محمد بن حامد ثنا إسحاق بن حمدان الوراق ثنا محمد بن يزيد النيسابورى ثنا زيد بن موسى المروزى ثنا محمد بن الفضل عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس به.
وإسحاق بن حمدان ضعيف، وشيخه متهم، وقد تكلم الشارح على سند حديث ابن عمر.
2202/ 5277 - "طُلُوْعُ الفَجْرِ أَمَانٌ لأمَّتِى مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا".
(فر) عن ابن عباس
قلت: هذا حديث باطل منكر فيه مجاهيل وسنده غريب، فإن كان له طريق آخر جيد، وإلا فهو موضوع إن شاء اللَّه.
2203/ 5283 - "طُهُوْرُ الطَّعَامِ يَزِيْدُ فِي الطَّعَام وَالدِّيْنِ وَالرِّزْقِ".
أبو الشيخ عن عبد اللَّه بن جراد
قلت: هذا حديث موضوع لا أصل له من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو من رواية يعلى بن الأشدق الجاهل الذي كان لا يدرى ما يخرج من رأسه، وعمه لا تعرف له صحبة إلا من روايته، ويعلى هذا هو الذي قيل له: ما سمع عمك من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: موطأ مالك، وجامع سفيان، وشيئًا من الفوائد.
2204/ 2290 - "طُوْبَى لِلسَّابِقيْنَ إِلى ظِلِّ اللَّهِ؛ الَّذيْنَ إِذَا أُعْطُوا الحَقَّ قَبِلُوهُ، وَإِذَا سئلُوه بَذَلُوهُ، وَالَّذِينَ يَحْكُموَنَ لِلنَّاسِ بِحكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ".
الحكيم عن عائشة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه.
قلت: هو من رواية ابن لهيعة وحديثه حسن عند كثير من الحفاظ ما لم يكن في الحديث نكارة.
والحديث خرجه الحكيم في الأصل الخامس والأربعين ومائة [1/ 686] قال:
حدثنا محمد بن أبي حزم القطعى ثنا بشر بن عمر الزهرانى عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
2205/ 5291 - "طُوْبَى لِلعُلمَاءِ، طُوْبِى لِلْعُبَّادِ، وَيْلٌ لأَهْلِ الأَسْوَاقِ".
(فر) عن أنس
قلت: وللكذابين على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أيضًا، بل هم أحق بالويل من أهل
الأسواق، فهذا الحديث في نقدنا كذب موضوع.
2206/ 5292 - "طُوبَى لعَيشٍ بَعْدَ المَسيْحِ، يُؤْذَنُ للسَّمَاءِ في القطْرِ، وَيُؤْذَنُ للأَرْضِ فِي النَّبَات، حَتَّى لَوْ بَذَرْتَ حَبَّكَ على الصَّفَا لَنَبتَ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلى الأَسَدِ فَلا يَضُرَّهُ، وَيَطَأَ عَلى الحَيَّةِ فَلا تَضُرَّهُ، وَلا تَشَاحَّ، وَلا تَحَاسُدَ، وَلا تَبَاغُضَ".
أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر عدول المصنف للنقاش أنه لم يره مخرجًا لأحد من المشاهير وهو غفلة، فقد خرجه أبو نعيم والديلمى.
قلت: بل المصنف قصد بعزوه إلى الفوائد المذكورة إظهار الاطلاع والتوسع والإخبار بكتاب غريب يستفيده من لم يكن سمع به كالشارح وأمثاله، وأما الديلمى فكان متداولا في عصره.
وكتاب الفوائد المذكور رويناه من طريق السلفى عن أبي العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن اشته الكاتب عن أبي سعيد محمد بن على بن عمرو النقاش قال فيه: [الكنز 14/ 38844].
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن على الهجيمى ثنا جعفر الصائغ ثنا عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان وسألته فقال: حدثنا سعيد بن ميناء عن أبي هريرة به.
وأما الديلمى فرواه من طريق أبي نعيم [رقم 3943]:
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان به.
2207/ 5293 - "طُوْبَى لِمَنْ أَدْرَكَنِى وآمَنَ بِى، وَطُوْبَى لِمَنْ لَمْ يُدْرِكْنِى ثُمَّ آمَنَ بِى".
ابن النجار عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه الطبرانى من حديث ابن عمر فاقتصار المصنف على ابن النجار غير سديد.
قلت: بل جهلك غير سديد، فحديث ابن عمر ذكره المصنف بعد هذا لأن لفظه:"طوبى لمن رآنى وآمن بى. . . " الحديث.
2208/ 5296 - "طُوْبَى لِمَنْ أَسْلَمَ، وَكَانَ عَيْشُهُ كفَافًا".
الرازى في مشيخته عن أنس
قال في الكبير: ورواه القضاعى في مسند الشهاب، وقال شارحه: غريب.
قلت: فيه أمور، الأول: أن القضاعى [رقم 616، 617، وفتح الوهاب 1/ 435، 436] خرجه من حديث فضالة بن عبيد لا من حديث أنس.
الثانى: أنه خرجه بلفظ: "طوبى لمن هدى إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به".
الثالث: أنه بهذا اللفظ لم يخرجه القضاعى فقط بل خرجه أيضًا أحمد [6/ 19]، والترمذى [رقم 4923] وابن حبان [إحسان: 2/ 480]، والحاكم [1/ 34 - 35]، وغيرهم، فلا معنى لعزوه للقضاعى وحده.
الرابع: أن المصنف قد ذكره كذلك فيما سيأتى قريبًا فلا معنى لاستدراكه.
الخامس: أن شارح الشهاب أحمق فلا يعتمد عليه إلا جاهل مثله، فإنه يحكم على الأحاديث بهواه لا بالنظر إلى الإسناد فيصحح الموضوع والضعيف ويحسنها ويحكم بالغرابة على المتواتر والمشهور كهذا الحديث، فإنه مشهور اصطلاحا غير غريب لوروده من حديث أنس، ومن حديث فضالة بن عبيد، ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو في صحيح مسلم [1054/ 125]، وسنن الترمذى [رقم 2348]، وابن ماجه [رقم 4138] بلفظ:"قد أفلح من رزق كفافا وقنعه اللَّه بما آتاه".
2209/ 5300 - "طوبى لمن رزقه اللَّه الكفاف، ثم صبر عليه".
(فر) عن عبد اللَّه بن حنطب
قال في الكبير: قال في التقريب: مختلف في صحبته له حديث مختلف في إسناده، أى: وهو هذا، وذلك لأن فيه أحمد بن محمد بن مسروق، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: لينه الدارقطنى عن خالد بن مخلد، قال أحمد: له مناكير، وقال ابن سعد: منكر الحديث.
قلت: فيه من عجائبه أمور، الأول: قوله: له حديث مختلف في إسناده وهو هذا -باطل ناشئ عن تهور وعدم تحقيق، بل الحديث المذكور هو:"أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر، فقال: هذان السمع والبصر" أخرجه الترمذى [رقم 3671] واختلف في إسناده إختلافا كثيرا كما بينه الحافظ في الإصابة [4/ 64].
الثانى: قوله: وذلك لأن فيه أحمد بن محمد بن مسروق. . إلخ -جهل مضحك، لأنه جعل هذا تفسيرا للاضطراب وليس هذا من الاضطراب في شيء كما يعلمه ضرورة من عرف عن الحديث شيئًا، وإنما الذي ذكره بيان لعلة الحديث وضعفه.
الثالث: أن أحمد بن محمد بن مسروق، وخالد بن مخلد لا وجود لهما في سند هذا الحديث فلا أدرى من أين جر الشارح رجلهما إليه؛ فإن الديلمى أخرجه من طريق أبي نعيم [رقم 3924] قال:
حدثنا أبو بكر بن المقرى ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهر ثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن الحارث ثنا محمد بن عبد الرحمن البيلمانى عن أبيه عن عبد اللَّه بن حنطب بن الحارث به.
الرابع: أن أحمد بن محمد بن مسروق، وإن لم يكن في الحديث فإن
الذهبى [1/ 150] بعدما حكى عن الدارقطنى أنه قال: ليس بالقوى، قال هو: وكان كبير الشأن يعد من الأبدال، قال: وهو أبو العباس الطوسى مؤلف جزء القناعة.
الخامس: أن خالد بن مخلد وإن لم يكن في الحديث فهو ثقة من رجال الصحيحين [الجمع بين رجال الصحيحين: 1/ 121] فلا معنى لتضعيف الحديث به.
السادس: أن علة الحديث هو محمد بن عبد الرحمن البيلمانى، فإنه منكر الحديث.
2210/ 5306 - "طوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوْبِ النَّاسِ، وَأَنفقَ الفَضْلَ مِنْ مَالِه، وَأَمْسَكَ الفَضْلَ مِنْ قَولِهِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَةُ، وَلَمْ يَعُدْ عَنْهَا إِلى البِدْعَةِ".
(فر) عن أنس
قال في الكبير: ورواه عنه العسكرى أيضًا وعده من الحكم والأمثال، ورواه أيضًا أبو نعيم من حديث الحسين بن على، والبزار من حديث أنس أوله وآخره، والطبرانى والبيهقى وسط الحديث. قال الحافظ العراقى: وكلها ضعيفة.
قلت: هذا الحديث أورده ابن الجوزى في الموضوعات [3/ 178] من حديث جابر وأنس وتعقبه المؤلف [2/ 358] بأن له طرقا أخرى من حديث أنس، ومن حديث أبي أمامة، ومن حديث الحسين بن على، فأعرض الشارح عن ذكر هذا لما قدمناه مرارا.
وللحديث طرق أخرى من حديث عائشة، وأبي هريرة لم يذكرها المؤلف، وذكرتها في مستخرجى على مسند الشهاب.
2211/ 5307 - "طُوْبَى لِمَنْ طَالَ عُمرُه وَحَسُنَ عَمَلُهُ".
(طب. حل) عن عبد اللَّه بن بسر
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقى: فيه بقية رواه بصيغة "عن" وهو مدلس.
قلت: ينظر هل قال العراقى هذا؟! فإنى أخاف أن يكون تقولا من الشارح عليه كعادته، فإن الحديث ليس فيه بقية عند أبي نعيم؛ فإنه قال [6/ 111، 112]
حدثنا على بن هارون ثنا جعفر الفريابى ثنا سليمان بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن عياش ثنا عمرو بن قيس السكونى عن عبد اللَّه بن بسر المازنى قال: جاء أعرابيان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول اللَّه أى الناس خير؛ قال: "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله"، وقال الآخر: أى العمل خير؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر اللَّه".
قال أبو نعيم: رواه معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس مثله اهـ.
وكذلك أخرجه أبو بكر محمد بن سليمان الربعى السوار في جزئه قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن عامر بن المعمر الأزدى ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش به مثله.
2212/ 5310 - "طُوْبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيْفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيْرًا".
(هـ) عن عبد اللَّه بن بسر (حل) عن عائشة (حم) في الزهد عن أبي الدرداء موقوفًا
قلت: حديث عبد اللَّه بن بسر أخرجه أيضًا الحكيم الترمذى في النوادر في الأصل السادس والثلاثين ومائة قال [1/ 656]:
حدثنا الفضل بن محمد ثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصى حدثنى أبي ثنا محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد اللَّه بن بسر به.
وحديث عائشة أخرجه أبو نعيم أيضًا في تاريخ أصبهان [1/ 330] في ترجمة سعيد بن القاسم البرذعى قال:
ثنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ببغداد ثنا سعيد بن القاسم الحافظ أبو عمرو البرذعى ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا الهذيل بن معاوية ثنا إبراهيم ابن أيوب ثنا النعمان عن سفيان الثورى عن منصور عن صفية عن أمه عن عائشة به، قال: وحدثناه أبي وجماعة قالوا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده.
وأخرجه أيضًا في مسند أبي حنيفة بهذا الإسناد الأول [1/ 92] عن الوراق.
ومن طريقه أخرجه أبو بكر بن عبد الباقى في مسند أبي حنيفة عن الخطيب عن أبي نعيم به [10/ 395].
وله طريق آخر أخرجه الطبرانى في كتاب الدعاء [رقم 1788] من رواية إبراهيم بن أبي الوزير عن عثمان بن أبي الكنات عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما لقى عبد ربه في صحيفته بشيء خير من الاستغفار".
قال الحافظ في اللسان: وهذا من حديث عائشة مرفوعًا منكر، وهو محفوظ عنها موقوف بمعناه اهـ. وليس ما قاله بمسلم بل هو محفوظ عنها مرفوعًا، وإنما المحفوظ عنه موقوفًا أبو الدرداء، وقد روى عنه مرفوعًا أيضًا، أخرجه الديلمى في مسند الفردوس [رقم 3933] من طريق محمد بن عثمان ابن أبي شيبة:
ثنا على بن حكيم ثنا حبان بن على عن حصين بن منصور عن أبي الخطيب عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أفلح من كان سكوته تفكرا ونظره اعتبارا، أفلح من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".
2213/ 5311 - "طُوْبَى لمَنْ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَة وَجَوْفُهُ مَحْشُوٌّ بِالقُرْآنِ وَالْفَرَائِض وَالْعِلْمِ".
(فر) عن أبي هريرة
قلت: هذا حديث موضوع، ومن الغريب أن المصنف استدركه على ابن الجوزى في الموضوعات فأورده في ذيلها ثم ذكره هنا.
2214/ 5316 - "طُولُ مقَام أُمَّتِى فِي قُبُوْرِهِمْ تَمحِيْصٌ لِذُنُوبِهِمْ".
عن ابن عمر
قال الشارح: لم يذكر مخرجه، وفيه الإفريقى ضعيف.
وقال في الكبير: فيه عبد اللَّه بن أبي غسان الإفريقى، قال في الميزان: سمع مالكا أتى عنه بخبر باطل ثم ساق هذا الخبر.
قلت: فيه أمران، الأول: قوله في الصغير: وفيه الإفريقى ضعيف، يوهم أنه عبد الرحمن بن أنعم الإفريقى لأنه المعروف المشهور بالإفريقى، وبالضعف في الحديث فمن يرى أن فيه الإفريقى الضعيف لا يفهم إلا أنه ابن أنعم، فاختصار الاسم لهذا الحد الموهم قبيح وإخلال بالمقصود، بل موقع في الخطإ والزلل.
الثانى: قوله: قال في الميزان. . إلخ غلط؛ فإن الذهبى لم يذكر هذا الرجل في الميزان، وإنما هو من زوائد الحافظ في اللسان [3/ 325]، ونصه: عبد اللَّه بن أبي غسان الإفريقى سمع مالكا وأتى عنه بخبر باطل قال:
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه: "طول مقام أمتى في قبورهم تمحيص لذنوبهم" قال أبو العرب الصقلى: تفرد به عن مالك رحمه الله اهـ.
فكان المؤلف رآه في اللسان فنقله وبيض له ريثما يقف على مخرجه، وخفى عليه أن مخرجه هو أبو العرب المذكور، فإنه قال في طبقات علماء إفريقية [ص: 77]:
عبد اللَّه بن أبى غسان سمع من مالك، وروى عنه حديثا قل من رواه غيره حدثنى به فرات حدثنى عبد اللَّه بن أبي غسان قال: حدثنا مالك، فذكره ثم قال: وكان ثقة اهـ.
وهذا غريب جدا، ولم ينقل الحافظ عنه أنه وثقه، والحافظ ما رأيته ينقل من طبقات علماء إفريقية لأبي العرب، وإنما رأيته ينقل كثيرا من كتاب الضعفاء له، فلا أدرى هل وثقه هنا وأعاده في الضعفاء، أم رآه الحافظ في الطبقات ولم ينقل إصناده إليه ولا توثيقه له؟ وهو بعيد جدا واللَّه اعلم.
2215/ 5320 - "طَيِّبوا أَفْوَاهَكُمْ بِالسِّوَاكِ، فَإِنَّها طُرُقُ القُرْآنِ".
(هب) عن سمرة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وظاهر صنيع المصنف أن البيهقى خرجه ساكتا عليه، وليس كذلك، بل عقبه ببيان علته فقال: غياث هذا مجهول اهـ. وقال الذهبى: غياث ضعفه الدارقطنى اهـ. وأقول: فيه أيضًا الحسن بن الفضل بن السمح، قال الذهبى: مزقوا حديثه.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: ظاهر صنيع المصنف. . إلخ كلام ساقط لا معنى لذكره كما بينته مرارا.
الثانى: أن الحديث حسنه المصنف باعتبار طرقه وشواهده، وقد ذكر المصنف له طريقا قبل هذا مباشرة، فقال الشارح: إنه حسن، وسبق في حرف الألف من حديث على عليه السلام بلفظ:"إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك" وعزاه للسجزى في الإبانة عن على، وهو أيضًا عند الدينورى في المجالسة، وأبي نعيم في الحلية [4/ 296] كما ذكرته هناك.
الثالث: قوله: وأقول: فيه أيضًا الحسن بن الفضل بن السمح. . . إلخ غلط، فإن الحسن المذكور لاوجود له في السند وهو متأخر لا يمكن أن يدرك
غياثا، وإنما المذكور في السند الحسين بن الفضل بتصغير الحسن.
2216/ 5324 - "طَيُّ الثَّوْبِ رَاحَتُهُ".
(فر) عن جابر
قلت: هذا حديث موضوع.
2217/ 5325 - "الطَّابِعُ مُعَلَّق بقَائمَةِ العَرْشِ، فَإذَا انْتُهِكَتِ الحُرْمَةُ وَعمِلَ بِالمَعاصِى، وَاجْتُرِئَ عَلَىَ اللَّهِ -بَعَثَ اللَّهُ الطَّابِعَ فَيَطْبَعُ عَلى قَلْبِهِ فَلا يَعْقِلُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا".
[البزار (هب) عن ابن عمر]
قلت: هذا حديث موضوع.
2218/ 5335 - "الطَّاهِرُ النَّائِمُ كَالصَّائِم القَائِمِ".
(فر) عن عمرو بن حريث
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: سنده ضعيف اهـ. وذلك لأن فيه ابن لهيعة وغيره من الضعفاء.
قلت: لا دخل لغيره فيه، فإن ابن المبارك رواه في كتاب الزهد [ص: 440] عنه أيضًا فقال:
أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثنى خالد بن يزيد عن عبد الرحمن بن حسان أنه حدثه عن عمرو بن حريث قال: بلغنى أن الطاهر كالصائم الصابر.
وهذا بعينه هو سنده محند الديلمى فإنه أخرجه [رقم 3981] من طريق محمد بن يحيى ثنا أبو صالح عن ابن لهيعة به.
2219/ 5340 - "الطِّفْلُ لا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلا يُورَثُ، وَلا يَرِثُ، حَتَّى يَسْتَهِلَّ".
(ت) عن جابر
قال الشارح: بإسناد واه، ووهم المؤلف.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما زعم فقد قال الذهبى: هو واه، وتقدمه ابن القطان وغيره فقالوا: الحديث معلول بإسماعيل بن مسلم المكى، وهو ضعيف جدا. . . إلخ.
قلت: المصنف لا يتكلم على الحديث باعتبار الطريق المذكورة عند عزوه وإنما يتكلم عليه باعتبار متنه من حيث ماله من الطرق، وهذا الحديث حسن كما قال المصنف، بل صححه ابن حبان والحاكم وجماعة والحق معهم، فإن الحديث رواه الترمذى [رقم 1032] من طريق إسماعيل بن مسلم المكى عن أبي الزبير عن جابر، وإسماعيل بن مسلم ضعيف لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه جماعة كبيرة، منهم: المغيرة بن مسلم ومتابعته عند النسائى [4/ 55، 56] وابن حبان [13/ 392]، والحاكم [1/ 348]، ومنهم الربيع بن بدر، ومتابعته عند ابن ماجه [رقم 1508]، ومنهم سفيان الثورى، ومتابعته عند الحاكم [1/ 349]، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ومنهم الأوزاعى عند الحاكم، والبيهقى في السنن [رقم 4/ 8]، ومنهم يحيى بن أبي أنيسة ذكرها الدارقطنى في علله [جـ 4/ ق - 83 أ].
هذه المتابعات كلها تامة عن أبي الزبير، ثم إنه ورد مرفوعًا أيضًا من رواية عطاء عن جابر، وإن اختلف الرواة عنه في رفعه ووقفه.
وله مع ذلك شاهد من حديث على، وابن عباس كلاهما عند ابن عدى في الكامل [4/ 14]، فالمصنف نظر إلى الحديث بهذا الاعتبار فحسنه توسطا واحتياطا وإلا فهو صحيح كما صححه الحاكم وابن حبان.
2220/ 5341 - "الطَّمَعُ يُذْهِبُ الحِكْمَةَ مِنْ قُلُوبِ العُلَمَاءِ".
في نسخة سمعان عن أنس
قلت: غريب جدا أن يذكر المصنف حديثا من نسخة سمعاق وهى كلها باطلة موضوعة لا يعرف واضعها، وسمعان هذا يروى عن أنس، وربما يكون معدوما وإنما اختلقه من اختلق له تلك النسخة.
وأما الذهبى فقال [2/ 234]: لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها قبح اللَّه واضعها.
قال: الحافظ [3/ 114]: وهى من رواية محمد بن مقاتل الرازى عن جعفر ابن هارون الواسطى عن سمعان، فذكر النسخة، وهى أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة.
2221/ 5344 - "الطُّهُوْرُ ثَلاثًا ثلاثًا وَاجِبٌ، وَمَسْحُ الرَّأْسِ وَاحِدَةٌ".
(فر) عن على
قال الشارح: سنده ضعيف.
قلت: بل هو باطل لا أصل له، وقد زعم واضعه أنه من رواية الثورى عن أبي إسحاق الهمدانى عن أبي حية بن قيس عن على، وما هذا من حديث الثورى ولا سمع به قط.
2222/ 5349 - "الطَّلاق بيدِ من أخذَ بالسَّاقِ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف اهـ. فرمز المؤلف لحسنه ليس في محله، وقضية تصعرف الصنف أنه لم يخرجه أحد من أهل الستة وهو ذهول، فإن ابن ماجه خرجه باللفظ المزبور عن ابن عباس المذكور، وعزاه هو نفسه في الدرر إليه.
قلت: بل الحديث حسن لأن له طريقا آخر عند ابن ماجه رجاله ثقات، إِلا أَنَّ
فيه ابن لهيعة وحديثه حسن لا سيما مع انضمام طريق الطبرانى، وإنما لم يعزه المصنف لابن ماجه لأن لفظه عنده [رقم 1082]:"يأيها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما، إنما الطلاق لمن أخذ بالساق".
وأما كونه عزاه إليه في الدرر بهذا اللفظ فكأنه في الدرر يتكلم على الألفاظ المشتهرة ويريد إثبات وجودها في الكتب بخلاف ما يورده هنا، فإنه يحافظ على لفظ الكتاب المعزو إليه، ولذلك يفرق الحديث الواحد في عدة حروف بحسب ما وقع عند مخرجيه.
2223/ 5351 - "الطيْرُ تَرْفَعُ يَوْمَ القِيَامَة مَنَاقيْرَهَا، وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا، وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُوْنِهَا، ولَيْسَ عِنْدَهَا طَلَبةٌ فَاتَّقِهِ".
(طب. عد) عن ابن عمر
قال في الكبير: هو من رواية محمد بن الفرات عن محارب بن دثار عن ابن عمر، ورواه البيهقى أيضًا بهذا الإسناد، وقال: محمد بن الفرات ضعيف، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات وقال: محمد بن الفرات كذاب.
قلت: محمد بن الفرات لم ينفرد به، وراجع ما كتبناه على حديث:"شاهد الزور" المار قريبًا تستفد علما جما عن هذا الحديث.
2224/ 5352 - "الطيرَةُ شِرْكٌ".
(حم. خد 4. ك) عن ابن مسعود
قلت: وأخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [1/ 358] و [2/ 304].
* * *