المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف العين 2227/ 5364 - " عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ". (هـ. ك) عن ابن - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٤

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: ‌ ‌حرف العين 2227/ 5364 - " عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ". (هـ. ك) عن ابن

‌حرف العين

2227/ 5364 - " عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ".

(هـ. ك) عن ابن عباس

قال في الكبير: ورواه أبو داود، والنسائى عن صفوان بلفظ:"عارية مضمونة".

قلت: صفوان هو ابن أمية، ولفظ حديثه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه أدراعا يوم حنين فقال: أغصب يا محمد؟، فقال: بل عارية مضمونة" وسيأتى لحديث الباب طرق أخرى في المعرف بالألف واللام.

2228/ 5368 - "عَاقِبُوا أَرِقَّاءَكُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُوْلِهِمْ".

(قط) في الأفراد، وابن عساكر عن عائشة

قال في الكبير: ورواه عنها الديلمى أيضًا.

قلت: لا بل رواه من حديث ابن عباس، قال الديلمى [رقم 4017].

أخبرنا محمد بن الحسين إذنا أخبرنا أبي أخبرنا ابن شيبة ثنا أحمد بن الصقر ابن ثوبان الكندى ثنا يحيى بن الفضل العبدى ثنا أبو خزيمة زفر بن هبيرة المرى ثنا عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عاتبوا أرقاءكم على قدر عقولهم".

ص: 435

2229/ 5369 - "عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِه خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ".

(فر) عن على

قلت: هذا حديث موضوع.

2230/ 5374 - "عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَلامٍ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الجَنَّةِ".

(حم. طب. ك) عن معاذ

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأحد من الستة وهو ذهول، فقد عزاه الديلمى وغيره إلى الترمذى.

قلت: لفظ الترمذى لا يدخل هنا في اصطلاح المؤلف، لأن معاذا قال في روايته [رقم 3804]: والتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسى، وعند عبد اللَّه بن مسعود، وعند عبد اللَّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم؛ فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إنه عاشر عشرة في الجنة" ثم قال: حسن غريب.

2231/ 5377 - "عِتْقُ النسَمَةِ أَنْ تَنْفَرِدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرقبَةِ أَنْ تُعِيْنَ فِي عِتِقْهِا".

الطيالسى عن البراء

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأشهر من الطيالسى وهو عجب، فقد خرجه أحمد في المسند باللفظ المزبور، قال الهيثمى: ورجاله ثقات.

قلت: لفظ أحمد عن البراء [4/ 299] قال: "جاء أعرابى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمنى عملا يدخلنى الجنة، قال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعْرَضْتَ المسألة؛ اعتق النسمة، وفك الرقبة، قال: يا رسول اللَّه أو ليستا

ص: 436

بواحدة؟ قال: لا إن عتق النسمة أن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الوَكوفُ والفئ على ذى الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك فاطعم الجائع، وَاسْقِ الظمآن، وَأمُرْ بالمعروف وَانْهَ عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير" اهـ. فأين اللفظ المزبور؟! ولكنه الكذب المشهور.

2232/ 5385 - "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ ذَبْحِكُمُ الضَّأْنَ فِي يَوْمِ عِيْدِكُمْ".

(هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وفيه ابن أبي فديك، قال ابن سعد: ليس بحجة، وشبل ابن العلاء قال ابن عدى: له مناكير، والعلاء بن عبد الرحمن أورده الذهبى أيضًا في الضعفاء.

قلت: بل أنت الذي ليس بحجة، وحقك أن تذكر في الضعفاء، فابن أبي فديك ثقة حجة من رجال الصحيحين، والعلاء بن عبد الرحمن ثقة، أكثر مسلم من الرواية لأحاديثه في صحيحه، وكون الرجل تكلم فيه لا يدل على ضعفه فقد تكلم في مالك، والشافعى، وأمثالهما، وإنما علة الحديث شبل ابن عبد الرحمن.

والحديث خرجه أيضًا الديلمى من طريق أبي نعيم:

ثنا أبو الشيخ وأبو أحمد قالا: حدثنا أبو مسلم محمد بن أبان بن عبد اللَّه المدينى ثنا سليمان بن داود المنقرى ثنا ابن أبي فديك عن شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به، وزاد: قال: وقالت عائشة: "من لم يجد يوم الأضحى إلا ديكا فليذبحه، فإنه يستحب أن يهراق فيه دم".

ص: 437

2233/ 5393 - "عَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا وَالمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجِبْتُ لغَافِلٍ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنَهُ، وَعَجبتُ لِضَاحِكٍ مِلءَ فِيهِ وَلا يَدْرِى أَرُضِى عَنْهُ أَمْ سُخِطَ"

(عد. هب) عن ابن مسعود

قلت: سكت عليه الشارح، والحديث أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في مسنده، وابن بشران في الأول من فوائده، والثقفى في الأول من فوائده أيضًا من طريقه، وأبو الشيخ، ومن طريقه الديلمى في مسند الفردوس [رقم 4095] والقضاعى في مسند الشهاب [فتح الوهاب 594] كلهم من رواية حميد الأعرج عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وحميد الأعرج متروك منكر الحديث، وقد أنكروا عليه هذه الأحاديث التي يحدث بها عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن مسعود وقالوا: إنها ليست بمستقيمة ولا يعرف لعبد اللَّه بن الحارث شيء يثبت عن ابن مسعود وألفاظ الحديث ليست من الأحاديث المرفوعة، وهى بالموقوفات والمقطوعات أشبه.

2234/ 5396 - "عَجَّ حَجَرٌ إِلى اللَّهِ تَعَالى فَقَالَ: إِلَهِى وَسَيِّدِى، عَبَدْتُكَ كَذَا وَكَذَا سنةً، ثُمَّ جَعَلْتَنِى فِي أُسِّ كنيفٍ، فقَالَ: أَو مَا تَرْضَى أَنْ عَدَلْتُ بِكَ عَنْ مَجَالِسِ القُضَاةِ".

تمام، وابن عساكر عن أبي هريرة

قال في الكبير: كلاهما روياه من طريق أبي معاوية عبد اللَّه بن محمد المقرى المؤدب عن محمود بن خالد عن عمر عن الأوزاعى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقضية صنيع المؤلف أن مخرجيه خرجاه وأقراه، وليس كذلك، بل قال مخرجه الأصلى تمام بعد ما خرجه من طريقين فيهما أبو معاوية: هذا حديث منكر، وأبو معاوية ضعيف.

ص: 438

قلت: في هذا أمور، أحدهما: أنه أسقط من هذا السند يحيى بن كثير شيخ الأوزاعى لأنه لم يدرك أبا سلمة، وقال في الراوى عنه: عمر دون ذكر والده، وهو شبه العدم مع أنه مذكور في الإسناد باسم والده كما سأذكره.

ثانيها: أن المؤلف لا يذكر كلام المخرجين على الأحاديث من أول الكتاب إلى آخره.

ثالثها: أنه لم ير فوائد تمام، ولا رأي من رآها، وإنما نقل سنده وكلامه على الحديث بواسطة المؤلف كما سأذكره، فهو يستفيد من علمه ويجحد فضله.

رابعها: أن المؤلف حكم على هذا الحديث بالوضع، وأورده في مستدركه على موضوعات ابن الجوزى فكان من حقه ألا يذكره هنا في الكتاب الذي صانه عما انفرد به وضاع أو كذاب، فإنه قال في ذيل اللآلئ: قال تمام:

حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان حدثنا أبو معاوية عبيد اللَّه بن محمد القزى المؤدب ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به [رقم 935].

قال: ورواه أبو معاوية أيضًا عن دحيم عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى بهذا الإسناد مثله.

قال تمام: هذا حديث منكر من حديث الأوزاعى، وأبو معاوية القزى هذا ضعيف، وكان يحدث بهذا الحديث بالإسنادين جميعا اهـ.

فمن هنا نقل الشارح ما ذكر، وإنما لم يتعرض لكون المؤلف ذكره في الموضوعات، واقتصر على ما قال حتى لا يتضح أنه منه نقل، وكذلك حديث ابن عمر:"شكت القوارير"، الذي ذكره الشارح في كلامه على الحديث، وقال: هو شديد الضعف بل قيل: موضوع -إنما أبهم القائل ولم يصرح

ص: 439

بكونه في اللآلئ المصنوعة للمؤلف؛ لئلا يعلم أنه إنما يخوض في بحار علمه، فالحديث المذكور ذكره المؤلف في اللآلئ المصنوعة نقلا عن ابن الجوزى وأقره على وضعه.

2235/ 5399 - "عَجِّلُوا الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ؛ لِيُرْفَعَا مَعَ العَمَلِ".

(هب) عن حذيفة

قال في الكبير: وكذا رواه الدارقطنى والديلمى، وفيه سويد بن سعيد، قال أحمد: متروك عن عبد الرحيم بن زيد العمى، قال البخارى: تركوه.

قلت: إطلاقه العزو إلى الدارقطنى يوهم أنه في سننه، وهو إنما رأى الديلمى أسنده من طريق الدارقطنى فعزاه إليه، ثم إنه ليس في سنده سويد قال الديلمى [رقم 4009]:

أخبرنا عبدوس ثنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز ثنا الدارقطنى ثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربى ثنا عباد بن يعقوب ثنا محمد بن الفضل عن زيد العمى عن أبي العالية عن حذيفة به.

هكذا رواه أيضًا محمد بن نصر في قيام الليل قال:

حدثنا إسحاق أخبرنا بقية حدثنى محمد ثنى ريد العمى عن أبي العالية عن حذيفة به.

قال محمد بن نصر: هذا حديث ليس بثابت، وقد روى عن حذيفة من طريق آخر خلاف هذا قال:"كانوا يحبون تأخير الركعتين بعد المغرب حتى كان بعض الناس تفجأهم الصلاة ولم يصلوها فعجلهما الناس" وهذا أيضًا ليس بثابت اهـ.

قلت: وهو يدل على أن المراد بالركعتين بعد المغرب أن بعد أوانها لا بعد صلاتها.

ص: 440

2236/ 5402 - "عُدْ مَنْ لا يَعُودكَ، وَأهْدِ لمنْ لا يُهْدى لَكَ".

(تخ. هب) عن أيوب بن ميسرة مرسلا

قلت: أخرجه البخارى [1/ 410] في ترجمة أيوب السختيانى قال: وقال أحمد: عن وكيع عن هشام بن عروة عن أيوب بن ميسرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "عد من لا يعودك" هو السختيانى زعمه أحمد، وقال غيره: هو أيوب بن ميسرة مولى الخطمى، ليس هذا بالسختيانى، نسبه أبو أسامة عن هشام.

قلت: ورواه الديلمى [رقم 4018] من طريق هشام بن عمار عن سعيد بن يحعى عن هشام بن عروة فقال: عن رجل من الأنصار يقال له: قيس قال: أخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدى لك" فهذا اختلاف على هشام في راوى هذا الحديث.

2237/ 5403 - " عُدَّ الآى في الفَرِيْضَةِ وَالتَّطَوُّعِ".

(خط) عن واثلة

قال الشارح: بإسناد ضعيف.

قلت: كذا قال من غير أن يبين سبب ضعفه، والحديث في نقدى موضوع لا أصل له لأنه من رواية أبي سعيد الشامى عن مكحول، وأبو سعيد واسمه: عبد القدوس بن حبيب كذاب.

2238/ 5404 - "عِدَّةُ المؤمِنِ دَيْنٌ، وعِدَّةُ المؤمِنِ كَالآخِذِ باليَدِ".

(فر) عن على

قال الشارح: وفيه دارم بن قيصة، قال الذهبى: لا يعرف.

قلت: ما رأيت لدارم ذكرا في الميزان، ولا في اللسان وهو دارم بن قبيصة بن نهشل الصنعانى ذكره النجاشي في رجال الشيعة، وزاد في نسبه بعد نهشل مجمعًا، وقال: كنيته أبو الحسن التميمى الدارمى السائح، روى عن الرضى

ص: 441

وله عنه كتاب الوجوه والتعابير وكتاب الناسخ والمنسوخ اهـ. وذكر غيره أن ابن القضائرى قال عنه: لا يؤنس بحديثه ولا يوثق بروايته، لكن جرح ابن القضائرى عندهم غير معتمد.

والحديث أخرجه من طريق دارم المذكور عن على بن موسى الرضى عن أبائه عليهم السلام عن على مرفوعًا بلفظ: "عدة المؤمن نذر لا كفارة له".

وله طريق آخر مسلسلا برواية أربعة عشر رجلا من أهل البيت من غير رواية دارم أخرجه ابن السمعانى في الذيل، وسمعناه مسلسلا من طريق جماعة ولفظه:"عدة المؤمن كالأخذ بالكف" وهو معروف في كتب المسلسلات، ولنا جزء خاص في تخريج تلك الأربعين.

أما شطر الحديث الأول وهو: "عدة المؤمن دين" فله طرلتى أخرى عن على سيأتى ذكرها في المعرف بالألف واللام.

2239/ 5405 - "عَدَدُ دَرَجِ الجنَّة عَدَدُ آى القُرْآنِ فمَنْ دَخَلَ الجنَّةَ مِنْ أَهْلِ القُرْآنِ فَلَيسَ فَوْقَهُ دَرجَةٌ".

(هب) عن عائشة

قلت: قال البيهقى [رقم 1998]:

أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا أبو الحسين الخياط ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن روح ثنا الحكم بن موسى ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، ثم قال: قال الحاكم: إسناده صحيح، ولم يكتب المتن إلا به، وهو من الشواذ.

2240/ 5407 - "عُدِلَ صَوْم يَوْمِ عَرَفَةَ بِسَنَتَيْنِ: سَنَة مُقْبِلَةٍ، وسَنَةٍ مُتَأخِّرةٍ".

(قط) في فوائد ابن مردك عن ابن عمر

ص: 442

قلت: فيه أمران، الأول: أن المصنف واهم في قوله عن هذا الحديث: رواه الدارقطنى في فوائد ابن مردك، والصواب أن يقول: رواه ابن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى لأن الأحاديث هي من رواية ابن مردك، وهو الراوى لها، وإنما الفوائد استخرجها له الدارقطنى من مسموعاته وحدث هو بها، فرواها عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، فالعزو إليه لا إلى الدارقطنى.

الثانى: ضرب الشارح عن ابن مردك صفحا فلم يترجم له، ولا بين اسمه وهو أبو الحسن على بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد بن سندويه البرذعى البزار، حدث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة، روى عنه الحسن ابن على الجوهرى البزار، حدث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة روى عنه الحسن بن على الجوهرى، والقاضيان الصميرى والتنوخى، وأبو الحسين بن النقور، وآخرون، وكان ثقة صالحا زاهدًا عابدًا ترك الدنيا وأقبل على العبادة، ولزم المساجد وانقطع عن الدنيا، وأريد على الشهادة فامتنع من ذلك، مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة قال في فوائده المذكورة آخرها:

حدثنا على بن محمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن سليمان بن حيان الخزار الكوفى ثنا قطبة بن العلاء الغنوى ثنا عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عمر به.

2241/ 5408 - "عَذَابُ القَبْرِ حَقٌ".

(خط) عن عائشة

قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجًا في أحد الستة وإلا لما عدل عنه وأبعد النجعة.

وهو ذهول عجيب، فقد عزاه الديلمى وغيره إلى الشيخين جميعا ثم رأيته في صحيح البخارى في باب: ما جاء في عذاب القبر عن كتاب الجنائز بهذا اللفظ من رواية المستملى.

ص: 443

قلت: قال البخارى في الباب المذكور من صحيحه [رقم: 1372]:

حدثنا عبدان أخبرنى أبي عن شعبه سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها: "أن يهودية دخلت عليها فدكرت عذاب القبر فقالت لها: أعاذك اللَّه من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال: نعم، عذاب القبر. قالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر وزاد غندر: عذاب القبر حق، قال الحافظ [الفتح: 3/ 236] على قوله: "نعم عذاب القبر": كذا للأكثر، زاد في رواية الحموي والمستملى: "حق" وليس بجيد لأن المصنف قال عقب هذه الطريق: زاد غندر: "عذاب القبر حق" فتبين أن لفظ: "حق" ليست في رواية عبدان عن أبيه عن شعبة، وأنها ثابتة في رواية غندر عن شعبة وهو كذلك، فقد أخرج طريق غندر النسائى [الكبرى 1/ 389] و [3/ 56]، والإسماعيلى كذلك، وكذلك أخرجه أبو داود الطيالسى في مسنده عن شعبة [ص: 200] انتهى.

فبان أولا: أن رواية البخارى الصحيحة دون ذكر: "حق"، وأن المستملى غلط في ذلك، وأن الرواية التي ذكرها أخيرا عن غندر هي معلقة، وإنما رواها النسائى والإسماعيلى.

وثانيا: لو كانت لفظة: "حق"، صحيحة في رواية البخارى فلفظ الحديث عنده:"نعم عذاب القبر حق" وهذا في اصطلاح المؤلف يذكر في حرف النون لا هنا.

ثم إن الشارح استعمل هنا في كلامه على هذا الحديث تدليسا مضحكا فقال: تنبيه في شرح الصدور قال العلماء: عذاب القبر هو عذاب البرزخ. . إلخ الفائدة، فمنعه حسده من أن يقول: قال المؤلف في شرح الصدور، فذكر الكتاب وأسقط ذكر مؤلفه رجاء ألا يعرفه القارئ فيظنه لغيره.

ص: 444

2242/ 5413 - "عُرَامَةُ الصَّبِيِّ في صِغَرِهِ زِيَادَةٌ فِي عَقْلِهِ فِي كِبَرِهِ".

الحكيم عن عمرو بن معدي كرب أبو موسى المدينى في أماليه عن أنس

قلت: سكت عليه الشارح، ولم أقف على سند حديث أنس، أما حديث عمرو بن معد يكرب فضعيف.

قال الحكيم في الأصل الرابع والمائتين:

ثنا عمر بن أبي عمر ثنا إبراهيم بن حمزة عن محمد بن سلمة الحرانى عن أبي واصل عن شهر بن حوشب عن عمرو بن معد يكرب به.

2243/ 5416 - "عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوْسَى".

(هق) عن سالم بن عطية مرسلا

قال في الكبير: كذا بخط المصنف وفي رواية: "عريش كعريش" بـ "ياء" قبل الشين، ثم قال: سببه أنه سئل أن يكحل له المسجد فقال: "لا عريش كعريش موسى" وذكره، ثم قال بعد العزو: وقضيته أنه لا علة له غير الإرسال والأمر بخلافه، فقد قال الذهبى في المهذب: إنه واه أيضًا.

قلت: أما الرواية التي ذكرها فلا وجود لها عند مخرج الحديث، وإنما ورد ذلك في حديث آخر سيذكره المصنف قريبًا.

وأما قوله: وقضيته أنه لا علة له غير الإرسال فكذب، فإن المصنف رمز لضعفه ونص على أنه معلول بعلة غير الإرسال لأن المرسل قد يكون حسنا وقد يكون صحيحا إلى مرسله، وأما حكمه في نفسه فذلك من بحث الفقهاء لا أهل الحديث.

وأما قوله: سببه أنه سئل أن يكحل له المسجد، فذلك غير مذكور عند مخرج

ص: 445

الحديث، فإنَّ البيهقى [2/ 439]: رواه من طريق ليث -وهو سبب ضعفه- عن سالم بن عطية قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عرش كعرش موسى" يعنى: أنه كان يكره الطاق في حوالى المسجد اهـ.

2244/ 5417 - "عَرَضَ عَلَى رَبِّى ليَجْعَلَ لى بَطْحَاءَ مكَةَ ذَهَبًا، فَقُلْتُ: لا يَارَبِّ، وَلَكِنِّى أشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا، فَإذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ".

(حم. ت) عن أبي أمامة

قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو تابع للترمذى، وقال في المنار: وينبغى أن يقال فيه: ضعيف، فإنه من رواية عبيد اللَّه بن زحر عن على بن زيد عن القاسم عنه، وقال العراقى: فيه ثلاثة ضعفاء: على بن زيد، والقاسم، وعبيد بن زحر.

قلت: الصواب أنه حسن وهؤلاء الثلاثة وإن كانوا ضعفاء إلا أنهم غير كذابين، ولا منكرى الحديث، فحديثهم متماسك، فإذا كان له شاهد فهو حسن كهذا.

والحديث أخرجه أيضًا ابن المبارك في الزهد [رقم 54] عن يحيى بن أيوب عن عبيد اللَّه بن زحر به (1).

ومن طريقه أخرجه ابن سعد في الطبقات [1/ 381].

وأخرجه إسماعيل الصفار في جزئه من طريق ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب.

ورواه أبو نعيم في الحلية [8/ 133] من طريق الفضيل بن عياض عن مطروح بن يزيد عن عبيد اللَّه بن زحر به، وقال: لا أعلمه روى بهذا اللفظ إلا عن على بن يزيد عن القاسم.

(1) وهو من زيادات نعيم بن حماد المروزى.

ص: 446

ورواه عن عبيد اللَّه يحيى بن أيوب مثله، والقاسم هو ابن عبد الرحمن مولى خالد بن يزيد من فقهاء دمشق.

2245/ 5419 - "عُرضَتْ عليَّ الجنَّةُ والنَّارُ آنفًا في عُرْض هَذَا الحَائط، فَلَمْ أرَ كاليَوم في الخَيْرِ والشَّرِّ، ولَوْ تَعْلَمونَ مَا أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا".

(م) عن أنس

قلت: أخرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [7/ 373]:

ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن مروان مولى هند بنت المهلب سمعت أنس بن مالك به.

2246/ 5420 - "عُرضَتْ عَلَيَّ أمَّتى بأعْمَالها حسَنها وسَيِّئها، فَرَأيتُ في مَحَاسن أعْمَالها إمَاطَةَ الأذَى عَن الطَّرِيقِ، ورَأيْتُ فِي سَيِّء أعْمَالِهَا النُّخَاعَة فِي المَسْجِدِ لَمْ تُدْفَنْ".

(حم. م. هـ) عن أبي ذر

قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا ابن حبان، وابن منيع، والديلمى، ولم يخرجه البخارى.

قلت: لكنه خرجه في الأدب المفرد في باب: إماطة الأذى [رقم 230]، قال حدثنا موسى ثنا مهدى عن واصل عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدؤلى عن أبي ذر.

وأخرجه أيضًا الثقفى في الثقفيات، وهو ثالث حديث فيها.

2247/ 5421 - "عُرضَتْ على أجُورُ أمَّتى، حَتَّى القَذَاةُ يُخْرجُهَا الرَّجُل منَ المسْجد، وعُرضَتْ علَيَّ ذُنُوبُ أمَّتى، فَلَمْ أرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ القُرآنِ أو آيَةٍ أوْتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا".

(د ت) عن أنس

ص: 447

قال في الكبير: هو من رواية المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب عن أنس وتعقبه الترمذى بأنه غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وذاكر به البخارى فلم يعرفه واستغربه وقال: لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة اهـ. وقال القرطبى: إنه حديث غير ثابت، وأنكر ابن المدينى كون المطلب سمع من أنس، وقال ابن حجر: في إسناده ضعف لكن له شواهد، وقال العراقى: استغربه البخارى لكن سكت عليه أبو داود.

قلت: وقد اختلف فيه على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فقيل عنه: عن ابن جريج عن المطلب عن أنس كما في الترمذى وأبي داود، وقيل عنه: عن ابن جريج عن الزهرى عن أنس، وعلى هذه الرواية لا يكون منقطعا، هكذا أخرجه الطبرانى في الصغير عن على بن إسحاق بن الوزير الأصبهانى ثنا محمد بن يزيد الآدمى ثنا عبد المجيد به.

قال الطبرانى: لم يروه عن ابن جريج عن الزهرى عن أنس إلا عبد المجيد تفرد به محمد بن يزيد عن عبد المجيد، ورواه غير محمد عن عبد المجيد عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب عن أنس اهـ. وعن الطبرانى رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 12].

2248/ 5422 - "عُرضَتْ عَلَيَّ أمَّتى البَارحَةَ لَدَى هَذه الحُجْرَة، حَتَّى لأنا أعْرَفُ بِالرَّجُلِ مِنْهُمْ مِنْ أحَدِكُم بصَاحبهِ، صُوِّرُوا لِى في

الطِّينِ".

(طب) والضياء عن حذيفة

قلت: وأخرجه أيضًا الحسن بن سفيان في مسنده قال:

حدثنا عقبة بن مكرم أخبرنا أبو بكر الحنفى ثنا داود بن الجارود عن أبي الطفيل عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عرضت على أمتى البارحة أدنى هذه

ص: 448

الشجرة أولها إلى آخرها، فقال رجل: عرض عليك من خلق فكيف من لم يخلق؟ فقال: صوروا في الطين حتى لأنا أعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه".

2249/ 5423 - "عَرَفَ الحقَّ لأهلِهِ".

(حم. ك) عن الأسود بن سريع

قال في الكبير: وكذا رواه الطبرانى.

قلت: وكذلك الدينورى في المجالسة قال:

حدثنا محمد بن على بن خلف البغدادى ثنا محمد بن مصعب الغرقسانى ثنا الأسود بن سلام ومبارك بن فضالة عن الحسن عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال: اللهم إنى أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عرف الحق لأهله".

2250/ 5425 - "عَرَفةُ كُلُّها مَوقفٌ، وارتَفعُوا عَن بَطْن عُرَنَةَ، وَمُزْدَلفَةُ كُلُّهَا مَوقفٌ، وَارْتَفِعُوا عن بَطْنِ مُحَسِّرٍ، ومِنَى كُلُّهَا مَنْحَرٌ".

(طب) عن ابن عباس

قال الشارح: يإسناد صحيح لا حسن خلافا للمؤلف.

قلت: حديث ابن عباس بالنظر إلى سنده حسن، وإن صححه الحاكم في المستدرك إلا أن أصل الحديث ثابت مختصرا من حديث جابر، وله طرق متعددة مطولا كما هنا من حديث جماعة من الصحابة لا يسلم واحد منها من مقال كما بينه الحافظ في القتح، والزيلعى في نصب الراية [3/ 60 - 61]، وقد عقد الطحاوى في مشكل الآثار بابا للكلام على هذا الحديث، وأورده فيه من طرق وذلك (ص 72 من الجزء الثانى).

ص: 449

2251/ 5429 - "عَزْمَةٌ عَلَى أمَّتِى ألا يَتَكَلَّمُوا فِي القَدَرِ".

(خط) عن ابن عمر

زاد الشارح في الكبير: في القدر عن ابن عمر، ثم قال: وفيه محمد بن خالد البصرى قال الذهبى: قال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه أيضًا محمد ابن الحسين الدورى، قال الذهبى اتهم بالوضع، وأورده ابن الجوزى في الواهيات وقال: لا يصح.

قلت: الشارح من عجائب الدنيا في الأوهام، فهو فيها لا يجارى ولا يبارى ولا يدرك له غبارى، فالذهبي لم يذكر محمد بن الحسن الدورى ولا قال عنه: إنه متهم، وإنما قال: محمد بن الحسن بن أزهر الدعاء عن عباس الدورى اتهمه أبو بكر الخطيب بأنه يضع الحديث، فاْخذ الشارح نسبة عباس الدورى وألصقه بمحمد بن الحسن الدعاء، وجعل الشيخ والتلميذ رجلا واحدا، ثم نقل ذلك إلى رجل آخر وهو محمد بن الحسن الدورى لا صلة له بالرجلين فجاء بعجيبة من العجائب وكل أوهامه عجيب.

ثم إنه قال: إن الخطيب خرجه في القدر، والخطيب خرجه في التاريخ، ولكن أوهام الشارح من القدر، وما رأيت لمحمد بن خالد البصرى ذكرا في الميزان فليبحث عنه.

2252/ 5433 - "عَشْرُ خصَال عَملَهَا قَومُ لُوط بهَا أهْلكُوا -وتَزيْدُها أمَّتى بخُلَّة-: إتْيَانُ الرِّجَال بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ورَمْيُهُم بالجَلاهِق والخَذْف، ولَعبُهُمْ بالحَمَام، وَضَرْبُ الدُّفُوف، وَشُرْب الخُمُور، وَقَصُّ اللِّحْيَة، وَطُولُ الشَّارب، والصَّفيرُ، والتَّصْفيقُ، وَلِبَاسُ الحَرِيْرِ، وَتَزِيدُهَا أمَّتِى بِخُلَّةٍ: إتْيَان النِّسَاء بَعْضُهُنَّ بَعْضًا".

ابن عساكر عن الحسن مرسلا

ص: 450

قلت: ورد نحو هذا موصولا من حديث ابن عباس، وفيه ذكر أخلاق أخرى.

أخرجه الديلمى في مسند الفردوس من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامى عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا: "عشرة من أخلاق قوم لوط: الحذف في النادى، ومضغ العلك، والسواك على ظهر الطريق -كذا في الأصل السواك- والصفر، والحمام، والجلاهق، والعمامة التي لا يلتحى بها، والسكينة، والتطريف بالحناء، وحل إزار الأقبية، والمشى بالأسواق والأفخاذ بادية" اهـ. وهذا كذب لا شك فيه.

وروى الدولابى في الكنى:

ثنا إبراهيم بن الجنيد الجيلى، ثنا هيثم بن خارجة ثنا أبو عمران سعيد بن ميسرة البكرى الموصلى عن أنس بن مالك: أنه دخل عليه شاب قد سكن عليه شعره، فقال له: مالك والسكينة؟ افرقه أوجزه، فقال له رجل: يا أبا حمزة فيمن كانت السكينة؟ قال: في قوم لوط كانوا يسكنون شعورهم ويمضغون العلك في الطرق والمنازل، ويحذفون ويفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم.

2253/ 5439 - "عَفْوُ الملُوكِ أبْقَى لِلْمُلْكِ".

الرافعى عن على

قلت: سكت عليه الشارح وهو من الأحاديث الأربعين المسلسلة بالأشراف من رواية أريعة عشر أبا، وقد مر الكلام عليها قريبًا في حديث:"عدة المؤمن كآخذ باليد"، وإنى تكلمت عليها في جزء مستقل (1).

2254/ 5442 - "عفُّوا تَعِفَّ نسَاؤُكُم، وَبَرُّوا آباءَكُم تَبَرَّكُمْ أبْنَاؤُكُمْ، ومنْ أعتذر إلَيْهِ أخُوَهُ المسْلِمُ من شَيءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَلَمْ يَقْبَل عُذْرَهُ لم يَرِدْ عَلَيَّ الحَوْضَ".

(طس) عن عائشة

(1) وسماه: الإشراف بتخريج الأربعين المسلسلة بالأشراف، وهو مخطوط.

ص: 451

قال الهيثمى: فيه زيد بن خالد العمى، وهو كذاب، فكان ينبغى حذفه كالذى قبله.

قلت: لا، لا ينبغى حذفه، لأن المصنف صان كتابه عما انفرد به وضاع أو كذاب وهذا ورد من طرق متعددة من حديث جابر وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفان، فهى شواهد متعددة بانضمامها يقوى الحديث، بل قد سبق حديث ابن عمر في حرف الباء بلفظ:"بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم" فكتب عليه الشارح: بإسناد حسن بل قيل: صحيح، وحديث جابر مثل ما هنا مطولا، فكتب عليه الشارح: أن الحاكم قال: صحيح، وبعد هذا حديث أبي هريرة، وقد نقل الشارح عن الحاكم أنه صححه أيضًا.

2255/ 5443 - "عفُّوا عَنْ نِسَاء النَّاس تَعفَّ نسَاؤكُمْ، وَبَرُّوا آباءَكُم تَبَرَّكُمْ أبْنَاؤُكُم، ومَنْ أتَاه أخُوهُ مُتَنَصِّلًا فَلْيَقبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ مُحِقّا كَانَ أوْ مُبْطِلًا، فَإنْ لَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الحَوْضَ".

(ك) عن أبي هريرة

قال في الكبير: رواه من حديث سويد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، وقال: صحيح، ورده الذهبى بأن سويدًا ضعيف، والمنذرى بأنه واه.

قلت: لكنه ورد من غير طريقه، قال أبو نعيم في التاريخ [2/ 285]:

حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب ثنا هشام ابن خالد ثنا الوليد بن مسلم ثنا صدقة بن يزيد ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عفوا تعف نساؤكم" مختصر.

ص: 452

2256/ 5444 - "عُقْرُ دَارِ الإسْلامِ بِالشَّامِ"

(طب) عن سلمة بن نفيل

قال الشارح: بإسناد صحيح لا حسن خلافا للمؤلف، وقال في الكبير: رمز الصنف لحسنه، قال الهيثمى: ورجاله ثقات اهـ. وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد لأعلى من الطبرانى، والأمر بخلافه، بل رواه الإممام أحمد فعزوه إليه أولى.

قلت: فيه أمور، الأول: أنه اعتمد في الحكم بصحة الحديث على قول الحافظ الهيثمى: رجاله ثقات، ولا يلزم من ذلك أن يكون الحديث صحيحا لأن الراوى قد يكون ثقة ولكن في الدرجة الدنيا؛ فيكون حديثه حسنا، وقد يكون في الدرجة العليا ويكون في الحديث علة تمضع من تصححيحه، وأحاديث فضل الشام كلها منحولة، وقد ثبت بالدليل أن بنى أمية كانوا يجبرون الرواة على افتراء الأحاديث في فضل الشام للتقوى على جيش العراق.

الثانى: أن أحمد لم يخرجه بهذا اللفظ بل أوله عنده [4/ 104]: "الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الناس يزيغ اللَّه قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم اللَّه منهم حتى يأتى أمر اللَّه عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" فحديث الباب وقع قطعة من الحديث في وسطه وبلفظ: "ألا إن عقر دار المؤمنين" فلو رواه بهذا اللفظ وحده لكان موضعه حرف الألف، فضلا عن كونه بعض الحديث.

الثالث: وإذ تعقب بأحمد والتعقب به باطل، فهو متعقب بحق لأنه بهذا اللفظ الذي رواه به أحمد أخرجه النسائى في السنن في كتاب الخيل [6/ 214 - 215] والعزو لحديث في الستة إلى غيرها هو المذموم عند أهل الحديث.

ص: 453

2257/ 5448 - "عُقُوبَةُ هَذِهِ الأمَّة بالسَّيْف".

(طب) عن رجل (خط) عن عقبة بن مالك

قال الشارح في الرجل الصحابى: هو عبد اللَّه بن يزيد الخطمى.

وقال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه، والأمر بخلافه، بل بقيته:"والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"، ثم قال عند ذكر الرجل من الصحابة: قال الديلمى: أظنه عبد اللَّه بن يزيد الخطمى.

قلت: فيه أمور، الأول: أن سند هذا الحديث واحد، وإنما اختلف فيه على حميد بن هلال أو على حماد بن سلمة فرواه هدبة بن خالد:

ثنا حماد بن سلمة ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: دخلت دار زياد فخرجت كئيبًا حزينا فقعدت إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالك؟ فقلت: رأيت عقوبة شديدة ومثلة، فقال: لا يحزنك ذلك فإن هذا كائن، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . . وذكره.

هكذا رواه ابن أبي عاصم أيضًا في الديات عن هدبة، ورواه المؤمل:

ثنا حماد بن سلمة ثنا يونس بن عبيد عن حميد بن هلال فقال: عن نصر بن عاصم عن عقبة بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عقوبة هذه الأمة بالسيف".

هكذا رواه الخطيب من طريق محمود بن غيلان [1/ 317]: ثنا المؤمل به.

الثانى: جزم الشارح بأن صحابى الحديث هو عبد اللَّه بن يزيد الخطمى، وهو أخذ ذلك من كلام الديلمى الذي قاله ظنًا لا جزمًا.

الثالث: ما ذكره من الزيادة في الحديث، وأن الأمر بخلاف ما ذكره المصنف باطل لا أصل له، بل الحديث كما ذكره المصنف دون زيادة كما نقلته من الأصول أيضًا، بل تلك الزيادة مناقضة للحديث كما هو ظاهر.

ص: 454

2258/ 5449 - "عَلامةُ أبْدَال أمَّتى أنَّهُمْ لا يَلْعَنُونَ شَيْئًا أبدًا".

ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرسلا

قال الشارح: وإسناده واه.

وقال في الكبير: بكر بن خنيس كوفى تابعى عابد زاهد سكن بغداد، قال الذهبى: واه اهـ. لكن في التقريب كأصله صدوق له أغلاط كثيرة، وأفرط فيه ابن حبان.

قلت: فيه من عجائبه أمور، الأول: أنه قال في الصغير: بسند واه، وقال في الكبير عن بكر بن خنيس: إنه واه، وهذا خلاف ذاك ففرق بين أن يكون السند إلى المرسل واهيًا وبين أن يكون الرجل الذي أرسله واهيا.

الثانى: أنه كذب على الذهبى في قوله: إنه قال عن بكر بن خنيس: واه، فإنه ما قال ذلك ولا يجوز أن يقوله بل قال [1/ 344]: بكر بن خنيس الكوفى العابد نزيل بغداد، قال ابن معين؛ ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف، وقال مرة: شيخ صالح لا بأس به، وقال النسائى وغيره: ضعيف، وقال الدارقطنى: متروك، وقال أبو حاتم: صالح جدا ليس بالقوى، وقال ابن حبان: يروى عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، هذا ما ذكره الذهبى في الرجل فحكى ما قيل فيه من جرح وتوثيق، ولم يقل هو عنه شيئًا.

الثالث: أن بكر بن خنيس ليس تابعيا بل هو من أتباع التابعين، ولذلك كان المصنف واهما في قوله عن الحديث: مرسلًا، والصواب أن يقول: معضلا، والعجب أن الشارح نقل عبارة الحافظ في التقريب، وزاد فيها ذكر تابعى من عنده، ونص التقريب: بكر بن خنيس بالمعجمة والنون آخره سين مهملة مصغر، كوفى عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان من السابعة اهـ.

ص: 455

وقال في خطبته عند بيان اصطلاحه: السابعة طبقة كبار أتباع التابعين كمالك، والثورى.

الرابع: قوله: لكن في التقريب كأصله غلط، فإن ما في التقريب ليس في أصله لأن أصله يذكر فيه كلام أهل الجرح والتعديل، ولا يذكر من كلامه شيئًا، والتقريب يذكر فيه رأيه بحسب ما ظهر له من كلام أهل الجرح والتعديل، فالفرع خلاف الأصل، وإنما الشارح رأى التقريب، ولم ير أصله فحمله عدم أمانته على العزو إليهما معًا.

الخامس: سند الحديث ليس بواه، فإن ابن أبي الدنيا قال [ص 66، رقم: 59]:

حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن بكر ابن خنيس به.

فابن صالح والمحاربى ثقتان، وبكر بن خنيس قد سبق عن الحافظ أنه صدوق يهم فهو مرسل حسن إن شاء اللَّه تعالى.

2259/ 5450 - "عَلامَةُ حُبِّ اللَّهِ حُبُّ ذِكْرِ اللَّهِ، وَعَلامَةُ بُغْضِ اللَّهِ بُغْضُ ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل".

(هب) عن أنس

قال في الكبير: ورواه عنه الحاكم والديلمى.

قلت: هذا يوهم أن الحاكم خرجه في المستدرك، وليس كذلك إنما هو في التاريخ، والحديث خرجه أيضًا الشيخ الأكبر رضي الله عنه في الكوكب الدرى في ترجمة ذى النون المصرى من طريق أبي عبد الرحمن السلمى قال: حدثنا عبد اللَّه بن الحسين الصوفى ثنا محمد بن حمدون بن مالك البغدادى ثنا الحسن بن أحمد بن المبارك ثنا أحمد بن صليح الفيومى ثنا ذو النون المصرى عن مالك عن الزهرى عن أنس به.

ص: 456

وقد روى أبو عبد الرحمن السلمى في ترجمة ذى النون من طبقات الصوفية حديثا آخر بهذا الإسناد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

وقال الذهبى في ترجمة أحمد بن صليح صاحب ذى النون: إنه لا يعتمد عليه.

2260/ 5451 - "عَلَى الخَمْسِيْنَ جُمُعَةٌ".

(قط) عن أبي أمامة

قال الشارح: ثم ضعفه، وقال في الكبير: ظاهر صنيعه أن هذا هو الحنبر بتمامه والأمر بخلافه، بل بقيته عند مخرجه الدارقطنى ليس فيما دون ذلك، ثم قال: وتعقبه مخرجه البيهقى بأن جعفر بن الزبير أحد رجاله متروك، وقال عبد الحق: فيه جعفر بن الزبير متروك، قال ابن القطان: وتضعيف الحديث بجعفر ظلم؛ إذ ما فوقه وتحته أضعف، فلعل الجناية منه، وقال ابن حجر: فيه جعفر متروك، وهياج بن بسطام متروك.

قلت: فيه أوهام، الأول: قوله في الصغير: ثم ضعفه، فإن الدارقطنى ما تكلم عليه.

الثانى: قوله: بل بقيته عند مخرجه الدارقطنى باطل، فإنه عند الدارقطني كما ذكره المصنف ولا مزيد.

الثالث: قوله: وتعقبه مخرجه البيهقى يان جعفر. . إلخ لا يخفى ما فيه؛ فإن البيهقى لم يتقدم له ذكر ولا خرج هذا الحديث.

قال الدارقطنى [2/ 4]:

حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن عيسى أبو محمد ثنا أحمد بن منصور الرمادى ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ثنا أبي عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "على الخمسين جمعة".

ص: 457