الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال في الكبير: رواه من حديث موسى بن أيوب عن إبراهيم بن شعيب الخولانى وابن أدهم عن هشام عن أبيه، وقال أيضًا: هذا الحديث خرجه الحكيم الترمذى على غير هذا السياق. . إلخ.
قلت: في هذا أمور، أحدها: الوهم في قوله: إبراهيم بن شعيب وابن أدهم، والصواب: عن إبراهيم بن أدهم.
الثانى: الحديث الذي أشار إليه خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [8/ 48] بعد هذا الحديث مباشرة، فالعزو إلى الحكيم الترمذى يوهم أن أبا نعيم لم يخرجه.
الثالث: سياق إيراده يفيد أنهما حديث واحد، وأن الكل من رواية عائشة، والواقع أنهما حديثان وأن الذي أورده من حديث أنس.
فائدة
في هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الحديث العاملين بالكتاب والسنة، فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من أحيا سنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد" والمراد بسكرة حب الجهل سكرة التعصب للتقليد، فالحديث وارد في ذم المقلدة، ومدح أهل السنَّة.
2366/ 5770 - "غَطِّ فَخْذَكَ، فَإنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ".
(ك) عن محمد بن عبد اللَّه بن جحش
قلت: هذا الحديث رويناه مسلسلا بالمحمدين.
قال الحافظ في أماليه: وهو عجيب التسلسل بالمحمدين وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى محمد بن عمرو، واسم جده سهل، ضعفه يحيى القطان ووثقه ابن حبان، وله متابع رواه أحمد [5/ 290]، وابن خزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير أتم منه.
والحديث علقه البخارى في الصحيح [1/ 478 - فتح] اهـ.
قلت: وكان الطريق الثانى رواه البخارى في التاريخ الكبير (ص 13 من الجزء الأول).
2367/ 5776 - "غَفَرَ اللَّهُ لرَجُل ممَّنْ كَانَ قَبْلكُم: كَانَ سَهْلًا إذَا بَاعَ، سَهْلًا إذَا اشْتَرَى، سَهْلًا إذَا اقْتَضَى".
(حم. ت. هق) عن جابر
قال في الكبير: ذكر الترمذى في العلل: أنه سأل عنه البخارى فقال: حديث حسن وبه يعرف أن نسبة المصنف تحسينه للترمذى دون إمام الفن قصور، والمحسن إنما هو قاضى الفن وحاكمه والترمذى ناقل.
قلت: تأمل هذا واحمد اللَّه تعالى الذي عافاك مما ابتلى به هذا الرجل، فالمصنف ما حسن الحديث، ولا نقل ذلك عن الترمذى، بل رمز لصحته، وهب أنه قال ذلك، والواقع أن الترمذى نقله عن البخارى فكان ماذا؟!.
2368/ 5777 - "غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ أمَاطَ غُصْنَ شَوْكٍ عَن الطَّرِيقِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه وَمَا تَأخَّرَ".
ابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا أبو الشيخ في الثواب قال:
حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن السيد ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب حدثنى عمرو ابن الحارث عن دراج عن ابن هبيرة عن أبي هريرة به مثله، كذا وقع فيه عن ابن هبيرة وأظنه تحريف من أبي الهيثم.
2369/ 5784 - "غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بالْيَهُود".
(حم. ن) عن الزبير، (ت) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، وهو فيه تابع للترمذى، لكن فيه عمر ابن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال في الميزان: ضعفه ابن معين وشعبة، ووثقه ابن حبان، وقال النسائى: غير قوى، وأبو حاتم: لا يحتج به، ثم ساق هذا الخبر وأعاده في ترجمة يحيى بن أبي أنيسة الرهاوى، وقال: أجمعوا على ترك حديثه.
قلت: فيه من الدواهى أمور، الأول: قوله: وهو فيه تابع للترمذى، فإنه رجم بالغيب، ولو كان من أهل الفضل والتحقيق لقال: وقد سبقه إلى ذلك الترمذى.
الثانى: أنه اعتمد في نقد هذا الحديث على ابن القطان الفاسى، ولكنه لم يذكر ذلك وأظهر أنه من عنده، وابن القطان متشدد متعنت في الحكم على الرجال والأحاديث.
الثالث: أنه حكى عن الذهبى أنه ذكر هذا الحديث في ترجمة عمر بن أبي سلمة كأنه من أحاديثه الضعيفة، والواقع أنه أسنده للاتصال من طريقه للاتصال به فقط كما يدل عليه.
الرابع: وهو أن الذهبى لما ذكر هذا الحديث [3/ 201 - 202] حكى تصحيحه عن الترمذى وأقره فأعرض عن ذلك الشارح لتدليسه وتلبيسه، وأيضًا فالذهبى قال قبل إيراد هذا الحديث: قد صحح له الترمذى حديث: "لعن زوارات القبور" فناقشه عبد الحق وقال: عمر ضعيف، فأسرف عبد الحق اهـ. فرد الذهبى عمَّن ضعف الحديث بعمر، والشارح أغمض العين عن كل ذلك للقضاء على شرف المؤلف وسمعته فهو كناطح صخرة (1). . البيت.
(1) جزءٌ من صدر بيت من "البسيط" للأعشى وتمامه:
كَناطحٍ صَخْرةً يَومًا لِيُوْهِنَهَا
…
فَلَمْ يُضِرْهَا وَأَوْهَى قَرَنَهُ الوَعِلُ.
انظر ديوانه ص (111).
الخامس: أن المصنف أورد الحديث من طريقين: طريق الزبير، وطريق أبي هريرة ثم حكم على المتن بالصحة من الطريقين، فاقتصر هو في الاعتراض على نقد حديث أبي هريرة دون حديث الزبير.
السادس (1): أن سند حديث الزبير سند صحيح، فلو سلمنا ضعف سند حديث أبي هريرة، فالمصنف رمز له باعتبار سند حديث الزبير أو اعتبار المجموع.
السابع: أن حديث أبي هريرة له طريق آخر على شرط الصحيح عند أحمد [2/ 261] وصححه ابن حبان كما ذكره المصنف بعد هذا وهو من رواية محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
الثامن: أنه قال: ثم أعاده -يعنى: الذهبى- في ترجمة يحيى بن أبي أنيسة، وقال: أجمعوا على ترك حديثه، وهذا كذب منه، فإن الذهبى ما قال ذلك وإنما نقله عن الفلاس وعبارته [4/ 364]: قال الفلاس: صدوق يهم، ثم قال: قد أجمعوا على ترك حديثه اهـ.
التاسع: لا معنى لذكر هذا إلا التلبيس بأن الذهبى أراد بالحديث المجمع على هذا الحديث وليس كذلك، بل الذهبى ما قال شيئًا، والفلاس ما أراد هذا الحديث، فإن الرجل له أحاديث كثيرة.
العاشر: أنه لا ارتباط لحديث يحيى بن أبي أنيسة بحديث عمر بن أبي سلمة، فيحيى رواه عن الزهرى عن سعيد عن أبي هريرة، وابن أبي سلمة رواه عن أبيه عن أبي هريرة، فهما سندان متغايران، فإيراد حديث يحيى مع حديث عمر من الجهل التام بالحديث.
الحادى عشر: أنه تكلم على حديث أبي هريرة وسكت على حديث الزبير، وهو وإن كان سنده جيد إلا أنه معل بالاضطراب، فقد اختلف فيه على هشام
(1) في الأصل المخطوط: الخامس والصواب ما أثبتناه.
ابن عروة على أقوال متعددة ذكرها الخطيب في المهروانيات [130، 131]، فأخرجه من طريق حفص بن عمر الكبر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ثم قال: غريب من هذا الوجه تفرد بروايته عن هشام حفص بن عمر الكبر قال: وروى عن الثورى عن هشام كذلك أيضًا أخبرناه أبو الفتح محمد ابن أحمد بن أبي الفوارس ثنا القاضى أبو بكر محمد بن عمر بن سلم بن البراء ومحمد بن جعفر الخياط قالا: حدثنا عبد اللَّه ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد اللَّه بن رجاء ثنا سفيان الثورى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
قلت: ومن هذا الوجه أيضًا أخرجه شيخه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 88]:
ثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عبد اللَّه بن الحسن إملاءً وقراءة ثنا عبدان بن أحمد به مثله.
قال الخطيب: وهو غريب جدا من حديث الثورى تفرد به عبد اللَّه بن رجاء المكى عنه ولم يروه عن ابن رجاء إلا زيد بن الحريش، ولا عن زيد إلا عبد اللَّه بن أحمد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازى، قال: وروى هذا الحديث أيضًا أبو يحيى محمد بن عبد اللَّه بن كناسة الأسدى عن هشام بن عروة عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتابع ابن كناسة على هذا القول أحد، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتفرد عيسى أيضًا بهذا القول، ورواه محمد بن بشر العبدى عن هشام عن أخيه عثمان بن عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ورواه عبد اللَّه بن نمير عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال هو الصواب، انتهى كلام الخطيب.
قلت: وبقى عليه أن محمد بن الفرج الأزرق رواه عن ابن كناسة، فقال: عن هشام عن أبيه عن الزبير، لم يذكر فيه عثمان.
أما رواية ابن كناسة عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان، فرواه عنه أحمد بن حنبل في مسنده [1/ 165]، وابن سعد في الطبقات [1/ 439]، وحميد بن مخلد وعنه رواه النسائى ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وعنه رواه الدينورى في المجالسة.
وأما روايته عنه دون واسطة أخيه كما زدناه فأخرجها أبو نعيم في الحلية [2/ 180]:
ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا محمد بن عبد اللَّه بن كناسة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير به. ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث عروة تفرد به عن ابن كناسة الأئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، اهـ.
وهؤلاء رووه بواسطة عثمان.
وأما رواية عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر، فأخرجها النسائى [8/ 137]، وأبو يعلى [10/ 46] كلاهما من رواية أحمد بن جناب عنه.
وأما رواية عبد اللَّه بن نمير عن هشام عن أبيه مرسلًا، فرواها عنه ابن سعد في الطبقات [1/ 439].
2370/ 5786 - "غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تُقَرِّبُوهُ السَّوَادَ".
(حم) عن أنس
قال في الكبير: قضية صنيع المؤلف أنه لا يوجد مخرجًا في أحد الصحيحين، وهو ذهول، فقد عزاه في الفردوس وغيره إلى مسلم بلفظ:"وجنبوه" بدل: "ولا تقربوه".
قلت: فيه أمور: الأول: أن لفظ الحديث عند مسلم [2102/ 79]:
"غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد" فلو عزاه المصنف إلى مسلم بلفظ أحمد لكان عازيًا إليه لفظا لم يذكره، وإن أتى به مفردًا لكان في الحديث إبهام؛ إذ لا يعرف اسم الإشارة على ماذا يعود إلا من سبب الحديث، والمتن لا يذكر فيه ذلك.
الثانى: أن الشارح يعرف هذا ولذلك دلس فلم يذكر لفظ الحديث بتمامه واقتصر على قوله: "وجنبوه" حتى لا يفتضح.
الثالث: أن لفظ الحديث عند مسلم: "واجتنبوا" خلاف قوله: "وجنبوه".
الرابع: أن الحديث عند مسلم من رواية جابر بن عبد اللَّه، وكلام الشارح يوهم أنه من حديث أنس فهما حديثان.
2371/ 5790 - "الغُدوُّ والرَّوَاحُ في تَعْلِيم العِلْم أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الجِهَادِ في سَبِيلِ اللَّهِ".
أبو مسعود الأصبهانى في معجمه، وابن النجار (فر) عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الحاكم وعنه أورده الديلمى مصرحًا. . . إلخ.
قلت: هذه سخافة وجهالة نبهنا على ما فيها مرارا، والحديث باطل موضوع فلو اشتغل الشارح بالبحث عن رتبته والنظر في إسناده لكان أولى من السخافة، فإنه من رواية نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس وحال هذا السند معروف.
2372/ 5791 - "الغُرَبَاءُ في الدُّنْيَا أرْبَعَةٌ: قُرْآنٌ في جَوْف ظَالم، وَمَسْجدٌ في نَادى قَوْم لا يُصَلَّى فيِه، وَمُصْحَفٌ في بَيْتٍ لا يُقْرَأ فِيهِ، وَرَجُلٌ صَالِحٌ مَعَ قَوْمِ سُوءٍ".
(فر) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه عبدٍ اللَّه بن هارون الصورى قال الذهبى في الذيل: لا يعرف.
قلت: ذكر الذيل كذب، فإن الذهبى ذكر ذلك في الميزان فقال [2/ 516]: عبد اللَّه بن هارون الصورى عن الأوزاعى لا يعرف، والخبر كذب في أخلاق الأبدال، اهـ. ولكن الذي في سند هذا الحديث على ما في نسختى من زهر الفردوس: محمد بن هارون الصورى [رقم: 4301]:
ثنا الأوزاعى عن الزهرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
ومحمد بن هارون لم أجده، وقد أورد الحديث ابن الجوزى في الموضوعات من طريق ابن حبان [3/ 194]:
ثنا أبو القاسم هارون بن محمد البغدادى ثنا محمد بن على الصورى ثنا يحيى بن عبد اللَّه البابلتى ثنا الأوزاعى بسنده، لكن زاد في أوله:"إذا كانت سنة ثلاثين ومائة كان الغرباء في الدنيا أربعة. . . " فذكر مثله سواء، قال ابن حبان: هذا بلا شك معمول والبابلتى يأتي عن الثقات بأشياء معضلات، قال ابن الجوزى وقال الدارقطنى: البلية في هذا الحديث من الراوى عن البابلتى لا منه، اهـ. وهو محمد بن على الصورى، وحينئذ فهذا الرجل في اسمه ثلاثة أقوال: عبد اللَّه بن هارون، أو محمد بن هارون، أو محمد بن على.
والحديث باطل على كل حال لا سيما بالزيادة المذكورة، وقد ورد للمتن المذكور هنا شاهد من حديث شداد بن أوس في آخر المجالسة للدينورى وأورده المؤلف في اللآلئ المصنوعة [2/ 391]، فإعراض الشارح عن ذكر ابن الجوزى للحديث في الموضوعات، وتعقب المؤلف عليه من قصوره.
2373/ 5793 - "الغَرِيبُ إِذَا مَرِضَ فَنَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ
شمَاله، وَمنْ أمَامِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَلَمْ ير أحدًا يَعْرِفُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
ابن النجار عن ابن عباس
قلت: أخرجه أيضًا الديلمى [رقم 4310] من طريق أبي الشيخ:
حدثنا إبراهيم بن السندى ثنا عبد اللَّه بن حمزة الزبيرى ثنى يعقوب الزهرى عن أيوب الثقفى عن محمد بن داود عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.
2374/ 5804 - "الغُسْلُ في هَذه الأيَّام وَاجِبٌ: يَوْمَ الجُمْعَةِ، وَيَوْمَ الفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ عَرَفَة".
(فر) عن أبي هريرة
قال: الشارح: وفيه كذاب، وبينه في الكبير فقال: وفيه يحيى بن عبد الحميد، قال الذهبى: قال أحمد: كان يكذب جهارا.
قلت: هذا خطأ من وجهين، أحدهما: أن الحمانى المذكور مختلف فيه، فهو وإن قال فيه أحمد ذلك، فقد وثقه ابن معين وجماعة، واحتج به مسلم في صحيحه، ومن كان كذلك لا يقال عنه: كذاب بإطلاق، بل لا يضعف به الحديث إلا عند التعارض، وأقل الأحوال أن يقال: روى له مسلم، واختلف فيه، فضعفه فلان، ووثقه فلان.
ثانيهما: أن المذكور في السند عند الديلمى إما أن يكون تحرف على بعض الرواة، وهو الأقرب عندي وإما أن يكون يحيى بن عبد الحميد لم ينفرد به، بل توبع عليه، فقد أخرجه الدولابى في الكنى [2/ 147] قال:
حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن معمر البحرانى ثنا أبو المغيرة عمير بن عبد المجيد الحنفى قال: حدثنا صبيح أبو الوسيم ثنا عقبة بن صهبان عن أبي هريرة به.
والديلمى أخرجه من طريق إبراهيم بن بسطام [رقم 4297]:
ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا أبو الوسيم به، فالغالب أن عمير بن عبد المجيد تحرف بيحيى بن عبد الحميد.
2375/ 5805 - "الغَضَبُ منَ الشَّيْطَان، وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَالمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، فَإذَا غَضِبَ أحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ".
ابن عساكر عن معاوية
قلت: الحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي مسلم الخولانى من روايته [2/ 130] عن معاوية: أنه خطب الناس، وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة، فقال له أبو مسلم: يا معاوية، إن هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك ولا مال أمك، فأشار معاوية للناس أن امكثوا، ونزل فاغتسل ثم رجع فقال: أيها الناس، إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالى ولا مال أبي ولا مال أمى، وصدق أبو مسلم، إنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . . وذكر مثل ما هنا حرفا حرفا، ثم قال: اغدوا على عطاياكم على بركة اللَّه عز وجل، وفي هذا السند من لم أعرفه، وقد رمز له المصنف بعلامة الضعيف، وأخشى أن يكون مفتعلا مركبا لغرض إظهار حلم معاوية ووقوفه مع النص.
والأصل فيه ما رواه أبو وائل القاص قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه قال: فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ فقال: حدثنى أبي عن جدى عطية -وقد كانت له صحبة- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" رواه أحمد [4/ 226]، وأبو داود [رقم 4784] كما سبق للمؤلف في حرف الهمزة، ورواه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [7/ 8] عن إبراهيم بن موسى:
ثنا إبراهيم بن خالد مؤذن صنعاء قال: حدثنا أبو وائل القاص به دون ذكر النسب، ودون "إن" في أوله بحيث يصح أن يذكر هنا.
وكذلك رواه ابن حبان في الضعفاء [2/ 25] في ترجمة أبي وائل القاص دون ذكر "إن" في أوله، مع أنه رواه من طريق أحمد في مسنده، وهو عنده بذكرها، وقال ابن حبان في أبي وائل المذكور، واسمه: عبد اللَّه بن بجير: إنه روى عن عروة بن محمد بن عطية، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعانى العجائب التي كأنها معمولة لا يجوز الاحتجاج به.
2376/ 5806 - "الغَفْلَةُ في ثَلاث: عَنْ ذكْر اللَّه، وَحينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى طُلُوع الشَّمْسِ، وَغَفْلَةُ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ في الدَّينِ حَتَّى يَرْكَبَهُ".
(طب. هب) عن ابن عمرو
وقال في الكبير: قال الهيثمى: فيه خديج بن صوفى وهو مستور وبقية رجاله ثقات اهـ. وفيه عند البيهقى عبد الرحمن بن محمد المحاربى أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ثقة، قال ابن معين: يروى عن المجهولين مناكير، وعبد الرحمن الإفريقى ضعفه النسائى وغيره، وقال أحمد: نحن لا نروى عنه شيئًا.
قلت: فيه أمور، الأول: أن هذا التعقب والاستدراك من التكلف الباطل وتسويد الورق بدون فائدة زائدة على التعريف، فإن القائل جاهل بالفن، وهذا نعلمه ضرورة مما سبق فإن السند لا يعلل بمن فيه من الضعفاء إلا عند التفرد، أما مع التعدد فلا يتعرض لذكر الضعيف منهم إلا جاهل بالحديث.
الثانى: أن عبد الرحمن بن محمد المحاربى ثقة من رجال الصحيحين، فذكره أيضًا من الجهل بالصناعة.
الثالث: لا يخلو أن يكون الغرض من ذكر المحاربى والإفريقى اعتقاد أنهما في سند الطبرانى أيضًا وجهل أمرهما الهيثمى، أو اعتقاد أنهما عند البيهقى وحده دون الطبرانى، فإن كان الأول: فهو سفه من الشارح وسخافة، إذ يعتقد في مثل الحافظ الهيثمى مثل هذا الجهل العظيم بالرجال حتى يتعرض لتعليل الحديث بخديج الذي هو مستور، ويسكت عن الإفريقى الضعيف المشهور بالضعف، ثم بعد هذا فإنه قال في الشرح الصغير عن هذا الحديث: إسناده حسن، فكيف يكون حسنًا من اجتمع فيه ثلاثة من الضعفاء في نظره؟! بل كيف يحسن من فيه الإفريقى وحده؟! وإن كان الثانى: فهو تسويد للورق بما لا طائل تحته، فإن أسانيد المخرجين وطرقهم إلى صاحب الحديث المتفرد به تختلف باختلاف البلدان والأزمان، فكم حديث صحيح متفق عليه وقع في أسانيده عند بعض مخرجيه من هو من الضعفاء والكذابين كما هو معلوم، وهذا الحديث قد رواه الطبرانى ولم يقع فيه إلا خديج الذي تعرض له النور الهيثمى، ورواه البيهقى [رقم 4733] من طريق المحاربى والإفريقى، ورواه ابن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى، فلم يقع فيه إلا الإفريقى عن خديج، قال ابن مردك:
حدثنا الحسين بن صالح بن عبد اللَّه بردعة ثنا زيد بن إسماعيل الصانع ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا الإفريقى -يعنى: عبد الرحمن بن زياد- ثنا خديج ابن صوفى عن عبد اللَّه بن عمرو به، بلفظ:"الغفلة ثلاثة والباقى سواء".
2377/ 5807 - "الغِلُّ وَالحَسَدُ يَأكُلان الحَسَنَات كَمَا تَأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ".
ابن صرى في أماليه عن الحسن بن على
قلت: أخشى أن يكون ذكر الحسن بن على وهما من المؤلف أو من بعض الرواة، فإن الحديث معروف من رواية الحسن البصرى مرسلًا.
قال أبو الشيخ في التوبيخ [رقم 65، 73]:
ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الوهاب بن زكريا ثنا الحسن ثنا أبو مسلم عن الأعمش عن يزيد الرقاشى عن الحسن مرسلًا به.
وكذلك رواه أبو الليث عن محمد بن الفضل عن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم ابن يوسف ثنا أبو معاوية عن الأعمش به مثله.
على أن الرقاشى رواه مرة أخرى عن أنس ولم يذكر الحسن البصرى، كذلك أخرجه أبو الشيخ أيضًا [رقم: 66]، والخطيب في الكفاية، وقد بسطت طرق هذا الحديث في المستخرج على مسند الشهاب [2/ 192].
2378/ 5809 - "الغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْب كَمَا يُنْبِتُ المَاءُ الْبَقْلَ".
ابن أبى الدنيا في ذم الملاهى عن ابن مسعود
قال في الكبير: قال العراقى: رفعه غير صحيح لأن في إسناده من لم يسم.
قال الشارح: ورواه ابن عدى عن أبي هريرة، والديلمى عنه وعن أنس.
قلت: الذي قال: رفعه غير صحيح، هو الغزالى والعراقى، وإنما علل ذلك بأن فيه روايا لم يسم، وحديث أبي هريرة لفظه عند الديلمى:"حب الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب" أخرجه عن الحداد عن أبي نعيم:
ثنا الصواف ثنا الحسن بن على بن الوليد الفسوى عن أحمد بن حاتم الطويل عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه العمرى عن أبيه عن سعيد بن أبي سعيد المضرى عن أبي هريرة به، والعمرى هالك.
أما حديث أنس، فقال الديلمى [رقم 4319]:
أخبرنا أبو ثابت الصوفى ثنا جعفر الأبهرى ثنا على بن أحمد الجزرى ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود ثنا هشام بن عمار ثنا مسلمة بن على ثنا عمر مولى غفرة عن أنس مرفوعًا: "الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب، والذي نفسى بيده إن القرآن والذكر ينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب".
2379/ 5812 - "الغنَى: الإِيَاسُ ممَّا في أيْدى النَّاسِ، وَمَنْ مَشَى مِنْكُم إِلَى طَمَعٍ مِنْ طَمَع الدُّنيَا فَلْيَمشِ رُوَيْدًا".
العسكرى في المواعظ عن ابن مسعود
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو نعيم والديلمى باللفظ المذكور من هذا الوجه، فاقتصار المصنف على العسكرى تقصير أو قصور.
قلت: في هذا أمور، الأول: الكذب في نسبة القصور أو التقصير، فإنه لا واحد منهما أصلًا.
الثانى: الكذب في قوله: رواه أبو نجم والديلمى باللفظ المذكور، فإن أبا نعيم رواه في موضعين من الحلية في ترجمة زر بن حبيش [4/ 188]، وفي ترجمة أبي بكر بن عياش [8/ 304] ليس في واحد منهما باللفظ المذكور، وإنما هو باللفظ المذكور قبله.
الثالث: أن المصنف عزاه لأبي نجم قبل هذا باللفظ الذي خرجه به أبو نعيم.
الرابع: إذا كان هذا قصورا أو تقصيرا، فالحديث خرجه أيضًا الطبرانى في الكبير [10/ 10239]، والقضاعى في مسند الشهاب [رقم 199]، والخطابى في كتاب العزلة [ص 106]، وابن الأعرابى في المعجم، فالاستدراك بالديلمى وأبي نعيم وحدهما قصور وتقصير حقا وصدقا.
2380/ 5815 - "الغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأهْلِهَا، وَالخَيْلُ
مَعْقُودٌ بنَوَاصيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَعَبْدُكَ أخُوكَ فَأحْسِنْ عَلَيْهِ، وَإنْ وَجَدتَهُ مَغْلُوبًا فَأعِنْهُ".
البزار عن حذيفة
قال الشارح: بإسناد حسن.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمى: فيه الحسن بن عمارة، وهو ضعيف اهـ. وأورده في الميزان من حديث أبي هريرة في ترجمة أرطاة بن الأشعث، وقال: إنه هالك.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله في الصغير: بإسناد حسن -يناقض ما ذكره في الكبير تمام المناقضة.
الثانى: أنه في الصغير اعتمد على رمز المصنف، وإن لم يرضه في الكبير، والمصنف لم يقل: بإسناد حسن، وإنما رمز للحديث بأنه حسن ولا يلزم من كون المتن حسنًا أن يكون سند البزار حسنًا لأن المتن يحسن للشواهد والمتابعات.
الثالث: أن الحديث له عن حذيفة طريق آخر ليس فيه الحسن بن عمارة، قال أبو نعيم في تاريخ أصهان [2/ 108]:
حدثنا سليمان بن أحمد -هو الطبرانى- ثنا أحمد بن على بن الجارود ثنا موسى بن عبد الرحمن بن خالد عن أبيه عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم به مثله حرفا حرفا.
وأخرجه أيضًا في موضع آخر من التاريخ في حرف الهمزة [1/ 93] فقال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن أحمد بن راشيد حدثنى أبي عن جدى عن النعمان به.
الرابع: لا ارتباط لحديث أبي هريرة بحديث حذيفة، وإن ساقه الشارح هنا لغرض تضعيف الحديث والرد على المصنف، كأنه ظن أنهما حديث واحد، مع أنه لم ينقل عبارة الذهبى في الحديث، وإنما نقل عبارته في الرجل أنه هالك، والذهبى لما ذكر الحديث عبر بما يفيد أنه موضوع، فقال [1/ 170]:
فهو المتهم بهذا، فإن أراد الذهبى أنه متهم بوضع السند فقد يكون ذلك حقا، فإنه رواه عن الأعمش عن شقيق عن أبي هريرة، والحديث إنما رواه الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن حذيفة كما سبق، وإن أراد الذهبى المتن فهو إسراف منه وعدم وقوف على سند الحديث من وجه آخر من حديث حذيفة، وحديث أبي هريرة المذكور خرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 180] قال:
حدثنا محمد بن المسيب ثنا عبد اللَّه بن يوسف الخيرى ثنا أرطاة بن أشعث العدوى ثنا سليمان الأعمش به مثل ما هنا وقال في أرطاة: إنه يروى عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
2381/ 5818 - "الغَنِيَمةُ البَارِدَةُ: الصَّوْمُ في الشِّتَاء".
(ت) عن عامر بن مسعود
قال الشارح: التابعى، فكان حقه أن يقول: مرسلًا.
وقال في الكبير: هذا مرسل؛ إذ عامر المذكور تابعى لاصحابى وهو والد إبراهيم القرشى كما بينه الترمذى نفسه فقال: مرسل، وعامر لا صحبة له اهـ. فعدم بيان المصنف لكونه مرسلًا غير صواب.
قلت: بل التهجم على أهل العلم بالجهل والباطل غير صواب، فإن الرجل مختلف في صحبته فأثبتها قوم، منهم: ابن معين، وحكاها أحمد عن مصعب واعتمدها، ولذلك خرج هذا الحديث في مسنده [4/ 335]، والمسند لا يخرج فيه المرسل.