الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى شكل كلامه الفاسد المخلط، وعبارة الحافظ في التلخيص [2/ 35]:"صلوا خلف كل بر وفاجر" أبو داود والدارقطنى، واللفظ له، والبيهقى من حديث مكحول عن أبي هريرة، وزاد:"وجاهدوا مع كل بر وفاجر" وهو منقطع، وله طريق أخرى عند ابن حبان في الضعفاء من حديث عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبي صالح عنه، وعبد اللَّه متروك، ورواه الدارقطنى من حديث الحارث عن على، ومن حديث علقمة والأسود عن عبد اللَّه، ومن حديث مكحول أيضًا عن واثلة، ومن حديث أبي الدرداء من طرق كلها واهية جدا، قال العقيلى: ليس في هذا المتن إسناد يثبت، ونقل ابن الجوزى عن أحمد أنه سئل عنه فقال: ما سمعنا بهذا، وقال الدارقطنى: ليس فيها شيء يثبت، وللبيهقى في هذا الباب أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله، وقال أبو أحمد الحاكم: هذا حديث منكر اهـ.
تنبيه: وهم الحافظ في قوله: وله طريق آخر عند ابن حبان في الضعفاء. . . إلخ، فإن ابن حبان لم يخرجه في الضعفاء، وإنما أخرجه من تلك الطريق الدارقطنى في سننه، أما ابن حبان فلم يذكر في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن يحيى إلا حديث:"من لم تكن عنده صدقة فليلعن اليهود".
فائدة
من الطرق الغريبة التي لم يذكرها الحافظ في التلخيص ولا الزيلعى في نصب الراية ما رواه أبو يوسف في كتاب الخراج قال:
حدثنى بعض أشياخنا عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ أطع كل أمير وصل خلف كل إمام، ولا تسب أحدا من أصحابى"، وهذا حديث ظاهر الافتعال ومكحول لم يدرك معاذا ولا بد في أبهام أبي يوسف شيخه في هذا الحديث خاصة من علة.
2107/ 5023 - "صلُّوا رَكعتي الضُّحى سورتيْهِمَا: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَالضُّحَى} ".
(هب. فر) عن عقبة بن عامر
قلت: هذا حديث موضوع.
2108/ 5028 - "صلُّوا على كلِّ ميتٍ، وجاهِدُوا مع كلِّ أميرٍ".
(هـ) عن واثلة
قلت: سكت عليه الشارح وهو حديث ضعيف ساقط بالمرة يكاد يكون موضوعا أو هو موضوع، لأنه من رواية الحارث بن نبهان عن عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة، والثلاثة ضعفاء متروكون بل أبو سعيد كذاب، وأخرجه أبو الطيب أحمد بن على الجعفري المعروف بعشمليق في جزئه من هذا الوجه أيضًا مطولا ولفظه:"لا تكفروا أهل ملتكم وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير وصلوا على كل ميت"، ومن العجيب أن ابن النحاس ذكر في كتاب الجهاد أن ابن عساكر خرجه في كتاب الجهاد وقال: إسناده حسن، فإن كان وقع له من طريق غير هذا فذاك، وإلا فهو مردود.
2109/ 5030 - "صَلَّوا على مَنْ قَال: لا إلهَ إلا اللَّه، وصَلُّوا وراءَ مِنْ قال: لا إلهَ إلا اللَّه".
(طب. حل) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الذهبى في التنقيح: فيه عثمان بن عبد الرحمن واه، ومحمد بن الفضل بن عطية متروك، وقال في المهذب: أحاديث "الصلاة على من قال: لا إله إلا اللَّه" واهية، وأورد له أبو الجوزى طرقا كثيرة،
وقال: كلها غير صحيحة، وقال الهيثمى: فيه محمد بن الفضل ابن عطية وهو كذاب، وقال ابن حجر: فيه محمد بن الفضل متروك، ورواه ابن عدى عن ابن عمر أيضًا من طريق آخر، وفيه عثمان بن عبد اللَّه العثماني يضع، ورواه الدارقطنى من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عمر، وعثمان كذبه ابن معين وغيره ومن حديث نافع عنه، وفيه خالد بن إسماعيل عن العمرى وخالد متروك اهـ، وقال الغريانى في اختصاره للدارقطنى: هذا حديث له خمس طرق ضعفها ابن الجوزى في العلل، ففي الأول: عثمان الوقاصي قال يحيى: كان يكذب، وتركه الدارقطنى، وقال البخارى: ليس بشيء، وفي الثانى: محمد بن العيسى بالياء كذبه يحيى، وفي الثالث: وهب بن وهب يضع الحديث، وفي الرابع: عثمان بن عبد اللَّه كذلك قاله ابن حبان وابن عدى، وفي الخامس: أبو الوليد المخزومى خالد بن إسماعيل قال ابن عدى: وضاع.
قلت: هذا كلام طويل فيه تكرار كثير وخلط وتخليط ولم يسلم منه إلا كلام الغرياني بترتيبه ولولا ذلك لخلط فيه أيضًا، ومع هذا كله فلم يحم حول سند حديث أبي نعيم في الحلية الذي عزا إليه المصنف، فإن طريقه ليس فيه واحد من المذكورين.
قال أبو نعيم [10/ 320]:
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ثنا أبو الحسن بن أبان ثنا إسحاق بن سنين ثنا نصر بن الحريش الصامت ثنا المشمعل بن ملحان عن سويد بن عمرو عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عمر به مرفوعًا: "صلوا على من قال: لا إله إلا اللَّه، وصلوا خلف من قال: لا إله إلا اللَّه"، وهذا السند وإن كان ضعيفا إلا أنه أنقى من جميع من تقدم في نقل الشارح، فكونه أعرض عنه وذهب ينقل الكلام على الأسانيد الأخرى التي لم تذكر في الكتاب سوء تصرف وقلة دراية.
2110/ 5031 - "صلُّوا عليَّ فإنَّ صَلاتَكُمْ عَليَّ زَكاةٌ لكمْ".
(ش) وابن مردويه عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهره أنه لم يره مخرجًا لأعلى ولا أحق بالعزو إليه من ابن مردويه وهو عجيب فقد خرجه الإمام أحمد. . . إلخ.
قلت: انظر كيف ترك ذكر ابن أبي شيبة الذي هو من شيوخ أحمد واقتصر على ذكر ابن مردويه ليتسنى له أن يقول: أعلى والعزو إلى المخرجين واحد ما عدا الصحيحين، وليس في الدنيا حافظ إلا ويعزو لمخرجين ويترك غيرهم والإحاطة متعذرة أو مستحيلة، وهذا ابن القيم من أحفظ الناس وأكثرهم اطلاعا على أحاديث المسند قد عزا هذا الحديث لإسماعيل القاضى وهو من أندر الكتب وأغربها، ولم يعزه لأحمد أيضًا، فقال في جلاء الأفهام عند ذكر أحاديث أبي هريرة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إسماعيل القاضى في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
حدثنا سليمان بن حرب ثنا سعيد بن زيد عن ليث عن كعب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلوا عليَّ فإن صلاتكم عليَّ زكاة لكم، قال: واسألوا اللَّه لى الوسيلة، قال: فإما حدثنا وإما سألنا فقال: الوسيلة أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل وأرجو أن أكون أنا ذلك الرجل".
حدثنا محمد بن أبي بكر ثنا معتمر عن ليث. . . فذكره بإسناده ولفظه.
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده، قال ابن القيم: وسعيد بن زيد هذا هو أخو حماد بن زيد ضعفه يحيى بن سعيد جدا، وقال: السعدى يضعفون حديثه وليس بحجة، وقال النسائى: ليس بالقوى وروى له مسلم، وأما أحمد فكان حسن القول فيه، وقال: ليس به بأس، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال البخارى: ثقة اهـ.
فلم يعزه لأحمد مع أنه عند أحمد من غير طريق سعيد بن زيد قال أحمد [2/ 365]: حدثنا حسين بن محمد ثنا شريك عن ليث به.
وهذا السخاوى قد استقصى في ذكر مخرجيه ومع ذلك فلم يذكر منهم إسماعيل القضاعى مع أنه وقف على كتاب ابن القيم وهو كثير النقل منه بل قال: أخرجه أحمد وأبو الشيخ في الصلاة النبوية له، وكذا ابن أبي عاصم وفي سنده ضعف، وهو عند الحارث وأبي بكر بن أبي شيبة في مسنديهما، وزادا فيه:"وسلوا اللَّه لى الوسيلة. . . " الحديث.
ورواه أبو القاسم التيمى في الترغيب ولفظه: "أكثروا من الصلاة على فإنها لكم زكاة، وإذا سألتم اللَّه فسلوه الوسيلة، فإنها أرفع درجة في الجنة وهى لرجل، وأنا أرجو أن أكون هو" اهـ.
فلم يذكر إسماعيل، وأيضًا نسب الزيادة إلى الحارث وابن أبي شيبة مع أنه عند أحمد بالزيادة المذكورة، ثم قال السخاوى: وعن على رفعه: "صلاتكم عليَّ محرزة لدعائكم ومرضاة لربكم وزكاة لأعمالكم"، ذكره الديلمى تبعا لأبيه بلا إسناد وكذا الأقليشى اهـ.
فذكر هذا الخبر من غير تخريج أصلا مع أنى وقفت عليه في الأمالى لأبي جعفر الطوسى بسنده إلى جعفر الصادق مرسلا، وهو إنما يروى عن آبائه مسلسلا، قال الطوسى في الثامن من أماليه:
أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنى أبو بكر محمد بن عمر الجعابى عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن يحيى عن السيد بن زيد القرشى عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلاتكم عليَّ إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم".
2111/ 5033 - "صَلُّوا عليَّ، واجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، وقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمدٍ وعَلَى آلِ مُحَمدٍ وبَاركْ عَلَى محمدٍ وعَلَى آلِ مُحَمدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْراهيمَ، وآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
(حم. ن) وابن سعد وسمويه والبغوى والباوردى (طب) عن زيد بن خارجة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وليس كما قال، ففيه عيسى بن يونس، قال في اللسان كأصله: قال الدارقطنى: مجهول، وعثمان بن حكيم قال الذهبى في الذيل: قال ابن معين: مجهول، وخالد بن سلمة قال في الضعفاء: مرجئ يبغض عليا.
قلت: هذه جهالة واضحة نعوذ باللَّه من الخذلان، فالحديث صحيح على شرط مسلم، ورجاله كلهم رجال مسلم ثقات أثبات، ومن ذكرهم الشارح ليس هم المذكورين في سند الحديث، فعيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعى من رجال البخارى ومسلم، وذكر الحفاظ الذين وثقوه يطول.
وعثمان بن حكيم المذكور في السند هو ابن عباد بن حنيف، ثقة من رجال مسلم، متفق على ثقته، ما غمزه أحد، وخالد بن سلمة المذكور في السند أيضًا ثقة من رجال مسلم، وكونه يبغض عليا أمر لا دخل له في الرواية.
أما عيسى بن يونس الذي قال الدارقطنى فيه: مجهول، فرجل آخر لا يُعرف روى عن مالك، ولو كان عند الشارح أدنى دراية لعلم أن الحافظ لا يذكر في اللسان رجلا ممن خرج لهم أصحاب الكتب الستة اكتفاءً بما ذكره في التهذيب، وهو يرى أن الحديث موجود في سنن النسائى [3/ 48، 49]، وإن كان النسائى لم يروه من طريق عيسى بن يونس، بل من رواية سعيد بن يحيى بن
سعيد الأموى عن أبيه عن عثمان بن حكيم (1)، وكذلك عثمان بن حكيم الذي ذكره الحافظ في اللسان، فإنه رجل آخر مجهول والحافظ لا يذكر رجال الكتب الستة، فلو سكت الشارح وأحجم عن الخوض فيما لا يعرف لكان أستر لجهله.
2112/ 5034 - "صَلُّوا عَلَى أنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإنَّ اللَّهَ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِى".
ابن أبي عمر (هب) عن أبي هريرة (خط) عن أنس
قال في الكبير على حديث أبي هريرة: قال ابن حجر: سنده واه، وقال: حديث أنس رواه الخطيب في ترجمة الحسين التميمى المؤدب، وفيه عنده: على بن أحمد البصرى، قال الذهبى في الضعفاء: لا يعرف حديثه، كذاب.
قلت: هذا كذب، قال الخطيب [8/ 105] في ترجمة الحسين بن محمد التميمى المؤدب: أنبأنا التميمى حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق املاء ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشى ثنا أبو عاصم ثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "صلوا على الأنبياء كما تصلون على، فإنهم بعثوا كما بعثت" اهـ.
فهذا سند الخطيب ليس فيه على بن أحمد البصرى، ثم إن المؤلف وهم في عزوه للخطيب من حديث أنس (2) فهو كما ترى عنده من حديث أبي هريرة، والشارح لا يتنبه للاستدراك الحق الذي فيه فائدة، وإنما يسود ورقه وصحيفته بما يعود عليه بالفضيحة في الدارين.
فإن قيل: لعل على بن أحمد المذكور وقع في سند غير الخطيب ووهم هو فعزاه إلى سند الخطيب.
(1) انظر المجتبى (3/ 48 - 49)، والكبرى (1/ 383).
(2)
بل هو عند الخطيب من حديث أنس في ترجمة الحسن بن على الطوابيقي (7/ 380 - 381).
قلت: قد أخرجه جماعة غير الخطيب فلم يقع في سند واحد منهم على بن أحمد البصرى، قال إسماعيل القاضى:
ثنا محمد بن أبي بكر المقدمى ثنا عمر بن هارون عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة به.
وقال الطبرانى:
حدثنا الدبرى ثنا عبد الرزاق عن الثورى عن موسى بن عبيدة به.
وعزاه السخاوى للعدنى، وأحمد بن منيع (1)، والطبرانى، وإسماعيل القاضى (2)، والتيمى في الترغيب [رقم 1702]، والعيسوى في فوائده ثم قال: وفي سنده موسى بن عبيدة السلمى (3).
وهو وإن كان ضعيفا فحديثه يستأنس به، والراوى عنه عمر بن هارون ضعيف أيضًا (4)، لكن قد رواه عبد الرزاق عن الثورى عن موسى به.
ومن حديث الثورى رويناه في حديث على بن حرب عن أبي داود عنه.
ورواه أبو القاسم التيمى في ترغيبه من طريق وكيع [رقم 1702]، وأبو اليمن بن عساكر من طريق المعافى بن عمران كلاهما عن موسى أيضًا، اهـ.
2113/ 1035 - "صَلُّوا عَلَى النَّبِييِّن إذَا ذَكَرْتُمُونِى، فَإنَّهُم قَدْ بُعِثُوا كَمَا بُعِثْتُ".
الشاشى وابن عساكر عن وائل بن حجر
قال في الكبير: وفيه عبد الملك الرقاشى، قال في الكاشف: صدوق
(1) انظر المطالب العاليه (رقم 3327).
(2)
انظر فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (رقم 45).
(3)
انظر الميزان (4/ 213 - 214).
(4)
انظر تفسير ابن كثير (6/ 466).
يخطئ وموسى بن عبيد ضعفوه، ومحمد بن ثابت يجهل، ورواه الطبرانى عن ابن عباس رفعه بلفظ:"إذا صليتم على فصلوا على أنبياء اللَّه، فإن اللَّه بعثهم كما بعثنى"، قال ابن حجر: وسنده ضعيف.
قلت: الرقاشى ومن ذكرهما بعده هم رجال سعد حديث أبي هريرة عند الخطيب، نقلهم الشارح إلى حديث وائل بن حجر، إذ لم يقف على سنده، وحديث ابن عباس قال الطبرانى (1):
حدثنا ابن أبي مريم ثنا الفريابى ثنا سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس به.
2114/ 5040 - "صَنائعُ المعْرُوفِ تَفي مَصَارِعَ السُّوءِ والآفَاتِ والهَلَكَاتِ، وأهْل المعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ".
(ك) عن أنس
قال في الكبير: ثم قال الحاكم: هذا الحديث لم أكتبه إلا عن الصفار محمد وابنه من البصريين لم نعرفهما بجرح، وآخر الحديث روى عن المنكدر عن أبيه عن جابر اهـ. قال الذهبى: وبهذا ونحوه انحطت رتبة هذا المصنف المسمى بالصحيح.
قلت: وبهذا التهور وعدم التحقيق انحطت رتبة هذا الشرح أيضًا، فإنه قلب هذا الكلام وبدَّل فيه وغير فأتلفه على عادته في كل نقل ينقله.
قال الحاكم [1/ 124]:
حدثنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الصفار ثنا إسماعيل بن بحر العسكرى أبو على ثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق العمى ثنا أبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس به، ثم قال الحاكم: سمعت أبا على الحافظ يقول:
(1) انظر الفتح (11/ 169).
هذا الحديث لم أكتبه إلا عن أبي عبد اللَّه الصفار ومحمد بن إسحاق، وابنه من البصريين لم نعرفهما بجرح.
وقوله: "أهل المعروف في الدنيا" قد روى من غير وجه عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر وإن لم يخرجاه فإنه يذكر في الشواهد اهـ.
فانظر كم بين كلام الحاكم وما نقله عنه الشارح من الفروق!.
2115/ 5041 - "صَنَائِع المعْرُوف تَقِى مَصَارِع السُّوء، والصَّدقَةُ خفيًا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وصِلَةُ الرَّحِمَ زيَادَةٌ في العُمْر، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ المعْرُوف فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المعْرُوف فِي الآخِرَة، وَأهْلُ المنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المنْكَرِ فِي الآخِرَةِ، وَأوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ أهْلُ المعْرُوفِ".
(طس) عن أم سلمة
قال الشارح: ضعيف لضعف عبد اللَّه بن الوليد.
وقال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عبد اللَّه بن الوليد ضعيف.
قلت: هكذا ذكره مكبرا في الشرحين، وإنما هو عبيد اللَّه بالتصغير وهو الوصافي (1)، ومن طريقه أيضًا خرجه الطوسى في المجالس من طريق أبي الفضل الشيبانى:
ثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج ثنا محمد بن يحيى الخشنى ثنا قندر بن جعفر العبدى عن الوصافى، واسمه عبيد اللَّه بن الوليد عن أبي جعفر محمد ابن على عن أم سلمة به.
2116/ 5042 - "صِنْفَانِ مِنْ أمَّتِى لَيْسَ لَهُمَا فِي الإسْلامِ نَصِيبٌ: المُرْجِئَةُ وَالقَدَرِيَّةُ".
(تخ. ت. هـ) عن ابن عباس (هـ) عن جابر (خط) عن ابن عمر (طس) عن أبي سعيد
(1) انظر المعجم الأوسط للطبراني (رقم 6086).
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقضية صنيعه أن الخطيب خرجه وسكت عليه وليس كذلك، فإنه عقبه بما نصه: هذا حديث منكر من هذا الوجه جدا كالموضوع، وإنما يرويه على بن نزار شيخ ضعيف واهى الحديث عن ابن عباس، إلى هنا كلامه، وقال غيره: فيه إبراهيم بن زيد الأسلمى، قال في اللسان عن الدارقطنى: متروك الحديث، وعن ابن حبان: منكر الحديث جدا يروى عن مالك ما لا أصل له، وقال أبو نعيم: يحدث عن مالك وابن لهيعة بالموضوعات اهـ.
قال العلانى: والحق أنه ضعيف لا موضوع.
قلت: فيه من تخليطه أمور، الأول: أن ابن ماجه روى الحديث عن جابر وعن ابن عباس معا، والمصنف عزاه له من حديث جابر وحده فكان على الشارح أن ينبه على ذلك لأنه مهم، ولكنه يسكت في موضع الكلام لجهله، ويتكلم في موضع السكوت.
قال ابن ماجه [رقم 73]:
حدثنا محمد بن إسماعيل الرازى أنبأنا يونس بن محمد ثنا عبد اللَّه بن محمد الليثى ثنا نزار بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس، وعن جابر قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتى ليس لهما في الإسلام نصيب: أهل الإرجاء وأهل القدر"، وقع هذا السند في تاريخ الخطيب عن ابن نزار فليحرر.
الثانى: أنه نقل في حديث ابن عباس عن الترمذى أنه قال: غريب، وعن الذهبى أنه ضعفه بعلى بن نزار وأبيه نزار بن حيان، مع أن الترمذى قال كما في نسختنا: حسن غريب، وفي نسخة أخرى: غريب حسن صحيح، ولم يروه من طريق على بن نزار وحده، بل قال [رقم 2149]:
حدثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا محمد بن فضيل عن القاسم بن حبيب وعلى
ابن نزار عن نزار عن عكرمة عن ابن عباس به ثم قال:
حدثنا محمد بن رافع ثنا محمد بن بشر، ثنا سلام بن أبي عمرة عن عكرمة عن ابن عباس، قال محمد بن رافع: وثنا محمد بن بشر ثنا على بن نزار عن نزار عن عكرمة به.
الثالث: أن المصنف لا ينقل كلام المخرجين على الأحاديث، فتكرار ذلك عند ذكر كل حديث تكلم عليه مخرجه سخافة.
الرابع: أن ما نقله عن الخطيب ليس هو من كلامه بل هو من كلام يحيى بن معين فإنه أسند عن محمد بن أحمد بن يعقوب:
ثنا جدى قال: ذكر ليحيى بن معين محمد بن الصباح الجرجرائى، فقال يحيى: حدث بحديث منكر عن على بن ثابت عن إسرائيل عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر فذكره، وهذا حديث منكر من هذا الوجه جدا كالموضوع، وإنما يرويه على بن نزار، شيخ ضعيف واهى الحديث عن ابن عباس، قال الخطيب [5/ 368]: قلت: روى هذا الحديث على بن نزار عن عكرمة عن ابن عباس وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر فأسنده بمثل ما سبق لابن ماجه.
الخامس: قوله: وقال غيره: فيه إبراهيم بن زيد الأسلمى. . إلخ، كذب صراح على الغير وإنما رأى هو الحديث في ترجمة إبراهيم من المذكور فعزى ذلك إلى الغير وليس هذا الغير الموهوم مجنونا حتى يقول: فيه إبراهيم بن زيد، مع أنه لا وجود له في سند الخطيب، لأن الخطيب رواه من طريق إسرائيل عن ابن أبي ليلى عن نافع [5/ 367]، وإبراهيم بن زيد رواه عن مالك عن نافع، كذلك أخرجه الدارقطنى في غرائب مالك، عن الحسن ابن محمد عن محمد بن إدريس الأصبهانى عن أحمد بن سعيد عن جرير عن
إبراهيم بن زيد الأسلمى عن مالك به.
السادس: أن هذا الحديث الذي رواه إبراهيم بن زيد الأسلمي هو في الحقيقة غير حديث الكتاب، لأن لفظه:"صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: القدرية والرافضة" فذكر فيه الرافضة بدل المرجئة فهو حديث آخر.
السابع: قوله: قال العلائى: والحق أنه ضعيف لا موضوع، كلام لا ارتباط له بالموضوع، فإنه لم يقدم النقل عن أحد أنه قال في الحديث: موضوع، بل كل ما قدمه تصريح بأنه ضعيف، فإن كان أخذ ذلك مما نقله عن أبي نعيم مما قاله في إبراهيم بن زيد الأسلمى، فذلك بالنسبة لرواية إبراهيم بن زيد خاصة بل ولروايته عن مالك وابن لهيعة فقط فمن أين انتقل ذلك إلى أصل الحديث؟!.
2117/ 5043 - "صِنْفَانِ مِن أمَّتِى لا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِى: إمَامٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ، وكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ".
(طب) عن أبي أمامة
قال في الكبير -بعد أن كتبه عن أبي هريرة بدل أبي أمامة-: قال الهيثمى: رواه الطبرانى في الكبير، والأوسط، ورجال الكبير ثقات، ورواه عنه الديلمى أيضًا.
قلت: ذكره لأبي هريرة غلط أو سبق قلم، والحديث أخرجه أيضًا المؤمل بن إهاب في جزئه قال:
حدثنا عبد الرزاق عن جعفر عن أبي العلاء عن أبي غالب عن أبي أمامة به مثله.
بل ربما كان عند الطبرانى من هذا الطريق.
2118/ 5044 - "صِنْفَانِ مِنْ أمَّتِى لا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِى يَوْمَ القِيَامَة: المرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ".
(حل) عن أنس (طس) عن واثلة وعن جابر
قال في الكبير على حديث واثلة: قال الهيثمى: فيه محمد بن محص متروك، وعلى حديث جابر: فيه يحيى بن كثير السقا وهو متروك، قال: وأورده ابن الجوزى في الموضوعات.
قلت: فيه أمرين، الأول: ابن الجوزى إنما أورده من طريق واحدة وبلفظ آخر مطولًا لم يذكره المصنف ولا أشار إلى طريقه، فأورده من عند الجوزقانى ثم من طريق مأمون بن أحمد السلمى.
عن عبد اللَّه بن مالك بن سليمان السعدى عن أبيه عن أبي الأحوص سلام بن سليم عن سلمة بن وردان عن أنس مرفوعًا مثل ما هنا، وزاد:"قيل: يا رسول اللَّه ما القدرية؟ قال: قوم يقولون لا قدر، قيل: فمن المرجئة؟ قال قوم يكونون في آخر الزمان إذا سئلوا عن الإيمان يقولون: نحن مؤمنون إن شاء اللَّه". ثم قال ابن الجوزى [1/ 134]: آفته مأمون وعبد اللَّه بن مالك وأبوه من خبثاء المرجئة، وقال الجوزقانى: مجهولان.
قلت: كذا اتهم به المذكورين، وقد أورده ابن حبان في الضعفاء [1/ 333] بهذا اللفظ في ترجمة سلمة بن وردان، وقال: إنه كان يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات كأنه كان حَطَّمَهُ السنُّ فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به اهـ.
وهذا الطريق ليس هو الذي خرجه أبو نعيم وذكره المصنف، بل قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا محمد بن أسلم ثنا عبد الحكم بن ميسرة ثنا سعيد بن بشير صاحب قتادة، عن قتادة عن أنس به.
الثانى: أنه قال: فيه بحر بن كثير بالثاء المثلثة وآخره راء مهملة، وإنما هو كنيز بالنون والزاى المنقوطة على وزن كثير وهو واحد.
2119/ 5047 - "صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إذَا صَلُحَا صَلُحَ النَّاسُ وإذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: العُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ".
(حل) عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا ابن عبد البر، قال الحافظ العراقى: وسنده ضعيف.
قلت: هذا الحديث لم أجده في الحلية في النسخة المطبوعة (1)، أما ابن عبد البر فرواه في كتاب العلم [رقم 1108، 1109] من وجهين عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس به ومحمد بن زياد هو اليشكرى الطحان، قال أحمد: كذاب أعور يضع الحديث، وكذبه أيضًا ابن معين، وأبو زرعة والدارقطنى وقد روى هذا الكلام عن الثورى من قوله: قال الدينورى في آخر الثالث من المجالسة:
ثنا محمد إسحاق المسوسى ثنا على ثنا عبد الرزاق قال: سمعت الثورى يقول: "صنفان. . . "، وذكره بلفظ القراء والأمراء.
2120/ 5049 - "صَوْتُ الديكِ وضرْبُه بِجَنَاحَيْهِ رُكُوعُه وسُجُودُه".
أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة، وابن مردويه عن عائشة
قلت: حديث عائشة أخرجه أيضًا الديلمى [رقم 3775] من طريق أبي نعيم:
ثنا أبو على بن الصواف ثنا العباس بن أحمد عن أبي إبراهيم الترجمانى عن
(1) هو في الحلية (4/ 96) في ترجمة ميمون بن مهران.
عمرو بن جُميع عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة به مثله، وزاد: "ثم تلا: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} ، وعمرو بن جميع كذاب متهم بالوضع.
2121/ 5050 - "صَوْتانِ ملعونانِ في الدنيا والآخرةِ: مِزْمَار عند نعمةٍ، ورنةٌ عند مصيبةٍ".
البزار والضياء عن أنس
قال في الكبير: قال المنذرى والهيثمى: رجاله ثقات.
قلت: أخرجه أيضًا أحمد بن عبيد في مسنده، ومن طريقه القشيرى في الرسالة [2/ 640] إلا أن سنده غير صحيح فقال:
أخبرنا على بن أحمد الأهوانى أخبرنا أحمد بن عبيد ثنا محمد بن يونس الكديمى ثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم ثنا شبيب بن بشر البجلى عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "صوتان ملعونان: صوت ويل عند مصيبة، وصوت مزمار عند نعمة"، محمد بن يونس ضعيف.
2122/ 5052 - "صومُ ثَلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، ورمضانُ إلى رمضانَ صومُ الدَّهرِ وإفطارُه".
(حم. م) عن أبي قتادة
قلت: في الباب عن جماعة، منهم: جرير، وأبو هريرة، وعليِّ وآخرون.
فحديث جرير قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
ثنا عبد اللَّه بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد اللَّه ثنا يحيى بن يعلى الأسلمى ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع عن أبي إسحاق عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر، وهى البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة". وخرجه النسائى (1) والبيهقى [4/ 294].
وحديث أبي هريرة ذكره المصنف بعد هذا وعزاه لأحمد والبيهقى وقد أخرجه أيضًا جماعة.
قال عبد العزيز بن جابر في جزئه:
ثنا العباس بن أحمد البرتى ثنا عبد الأعلى ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أبي عثمان النهدى. أن أبا هريرة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر"، وخرجه أبو نعيم في الحلية [1/ 382] من طريق الحسن بن سفيان ثنا عبد الأعلى بن حماد به.
وحديث عليٍّ ذكره المصنف في المتن بعد حديث، ولكن ليس فيه "صيام الدهر".
وأخرجه أبو الليث [ص 275 رقم 1010]:
حدثنا الفقير أبو جعفر ثنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه ثنا محمد بن على ثنا يحيى بن محمد بن كامل بن طلحة عن حماد بن سلمة عن الحجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن على: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر، فهو بمنزلة صوم الدهر، ويذهب وحر الصدر" يعنى: غله وغشه.
وقال البخارى في التاريخ الكبير في ترجمة كهمس الهلالى [7/ 239]:
ثنا أبو الوليد ثنا شعبة قال معاوية بن قرة: أخبرنى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر يعنى صوم الدهر وإفطاره".
(1) انظر المجتبى (4/ 221)، والكبرى (2/ 136).
2123/ 5058 - "صَوْمُكُم يومَ تَصُومُون، وأضْحَاكُم يوم تُضَحُّونَ".
(هق) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو مزيف، فقد قال الذهبى في المهذب: فيه الواقدى الواهى، وقال في الميزان عن أحمد: هو كذاب يقلب الأخبار، وعن ابن المدينى: يضع، ثم ساق له هذا الخبر، قال -أعنى الذهبى-: ورواه الدارقطنى هكذا من طريقين، ثم قال: فيهما الواقدى ضعيف، ورواه الترمذى من طريق آخر غريب.
قلت: لعنة اللَّه على الكذابين، فكل ما ذكره هنا محض كذب لا أصل له، قال البيهقى [4/ 252]:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو الشيخ الأصبهانى ثنا يحيى ابن محمد بن صاعد ثنا عبد الجبار ومحمد بن منصور قالا: حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا عبد اللَّه بن جعفر المخرمى عن عثمان الأخنسى عن المقبرى عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "صومكم يوم تصومون، وأضحاكم يوم تضحون". فهذا سند الحديث عند البيهقى لا وجود للواقدى فيه، واسمع ما قاله الذهبى في المهذب: أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا عبد اللَّه بن جعفر المخرمى عن عثمان الأخنسى عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صومكم يوم تصومون، وأضحاكم يوم تضحون".
قلت: صححه الترمذى من حديث إسحاق بن جعفر عن المخرمى انتهى.
هذا نص الذهبى يحكى عن الترمذى أنه صححه من هذا الطريق، والشارح الكذاب يحكى عنه أنه قال: فيه الواقدى الواهى، ورواية الترمذى سيذكرها المصنف في العرف بالألف واللام من هذا الحرف، والذي أورده الذهبى في
ترجمة الواقدى من الميزان [3/ 663] حديث عائشة لا حديث أبي هريرة واستغربه من رواية الواقدى عن مالك وابن أبي الرجال عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة مرفوعًا "صومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون" ولم يتكلم عليه بحرف مما نقل الشارح عنه (1)، واسمع أسانيد الدارقطنى لهذا الحديث أيضًا، قال الدارقطنى [2/ 163]:
ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز ثنا العباس بن محمد بن هارون وعلى بن سهل قالا: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون".
ثنا ابن صاعد ومحمد بن هارون أبو حامد قالا: حدثنا أزهر بن جميل ثنا محمد بن سواء ثنا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون" لفظ ابن صاعد.
ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز ثنا أبو هشام الرفاعى ثنا يحيى بن اليمان عن معمر عن محمد بن المنكدر عن عائشة، قال أبو هشام: أظنه رفعه، قال:"الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم تضحى الناس"، فهذه أسانيد الدارقطنى التي زعم الشارح أن جميعها من رواية الواقدى، لا وجود له في شيء منها، وقد نسى ما قاله هنا فكتب على حديث:"فطركم. . . " الآتى في حرف الفاء من رواية أبي هريرة أيضًا عند أبي داود [رقم 2324] والبيهقى أيضًا [4/ 252]: إسناده صحيح، فأعجب لهذا الرجل الذي يريد شين المؤلف بالكذب.
(1) تكلم الدارقطنى على حديث أبي هريرة انظر (2/ 164)
2124/ 5059 - "صَومًا فإن الصيامَ جُنَّةٌ من النارِ ومِنْ بَوائِقِ الدَّهرِ".
ابن النجار عن أبي مليكة
قال في الكبير: وقضية تصرف المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وليس كذلك، بل رواه النسائى عن عائشة وابن عباس، قال عبد الحق: وفيه خطاب بن القاسم عن خصيف، قال النسائى: حديثه منكر.
قلت: هذا كذب بتدليس، وتدليس بكذب، أما حديث ابن عباس فما خرجه النسائى أصلا ولا وقع ذكر لخطاب بن القاسم في السنن الصغرى التي هي أحد الكتب الستة، وإنما وقع ذكره في الكبرى [2/ 249] في حديث واحد في فضل صوم التطوع، وهو الذي قال النسائى عقبه: هذا حديث منكر وضعيف، وخطاب لا علم لي به فذاك حديث آخر وإدخاله هنا محض كذب، وأما حديث عائشة فقال النسائى (1):
أخبرنا محمد بن يزيد الأدمى حدثنا معن عن خارجة بن سليمان عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما قلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل: إنى صائم، والذي نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك"، وهذا موضعه المعرف بالألف واللام، وقد ذكر المصنف هناك كما سيأتى، وعزاه للنسائى.
2125/ 5061 - "صُومُوا الشهرَ وَسَرَرَهُ".
(د) عن معاوية
قلت: قال الدولابى في الكنى والأسماء [1/ 111]:
(1) انظر الكبرى (2/ 240 - 281)، المجتبى (4/ 167 - 168).
ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي الأزهر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صوموا الشهر وسره".
حدثنا يزيد بن عبد الصمد ثنا أبو مسهر قال: سألت سعيد بن عبد العزيز عن سره فقال: آخره، وقال الأوزاعى: أوله.
2126/ 5062 - "صُومُوا أيامَ البيضِ: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ، هُنَّ كَنْزُ الدَّهرِ".
أبو ذر الهروى في جزء من حديثه عن قتادة بن ملحان
قلت: قال أبو ذر في الجزء المذكور:
أخبرنا أبو عبد اللَّه شيبان بن محمد بن عبد اللَّه بن شيبان بن سعد الصفى من أصل سماعه بالبصرة قراءة عليه ثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحى إملاء سنة (304) ثنا أبو الوليد ثنا همام ثنا أنس بن سيرين ثنا عبد الملك بن قتادة بن ملحان عن أبيه به، وفيه: وقال: "هن كنز الدهر".
تنبيه: هذا الحديث خرجه أبو داود [رقم 2449] والنسائى [4/ 224 - 225]، وابن ماجه [رقم 1707] لكن بلفظ لا يدخل في هذا الكتاب لقوله:"كان يأمرنا أن نصوم البيض" ونحو ذلك، فإن له طرقًا وألفاظا عند النسائى، أما بلفظ مرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا الموضع فلا، فلذلك عزاه المؤلف إلى أبي ذر في جزئه والشارح لو علم هذا لأسخف على عادته.
2127/ 5068 - "صُومُوا يومَ عاشُورَاء، وخَالِفُوا فيهِ اليهودَ، صُوموا قَبْلَه يومًا وبَعدَهُ يومًا".
(حم. هق) عن ابن عباس
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو غفول عن قول الحافظ الهيثمى
وغيره: فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير اهـ. وفيه أيضًا داود بن على الهاشمى قال في الميزان: ليس بحجة ثم ساق له هذا الخبر.
قلت: وهذا جحود لكون المصنف مجتهدا يرى رأيه لا يقلد الهيثمى ولا غيره، على أن كلام الهيثمى لا يدل على أن الحديث غير صحيح، فإن ابن أبي ليلى المذكور فقيه عالم مجتهد، وإنما كان سئ الحفظ فوقعت المناكير في حديثه، وليس هذا الخبر مما يهم فيه الإنسان لقلة ألفاظه وصغر متنه، وأما داود بن على فهو ثقة أيضًا، قال عثمان الدارمى (1) عن ابن معين: شيخ هاشمى إنما يحدث بحديث واحد، قال ابن عدى: أظن الحديث في عاشوراء، وقد روى غير هذا بضعة عشر حديثا، وذكره ابن حبان في الثقات [6/ 281] وقال ابن عدى: عندى أنه لا بأس بروايته عن أبيه عن جده [3/ 92] فهذا توثيق للرجلين يجعل الحديث حسنا، فإذا وجد له شاهد ارتفع إلى الصحيح.
ولهذا الحديث شواهد متعددة يطول بذكرها الكتاب.
وأما قول الذهبى: ليس بحجة فمراده أنه ليس من أهل الرواية والإتقان لها ولا من أهل هذا الشان لأنه كان أميرًا حاكمًا كما ليس من شأنه الرواية، ولذلك عقب ذلك بقوله: قال ابن معين أرجو أنه لا يكذب، إنما يحدث بحديث واحد ثم ذكر الذهبى الحديث لا على أنه من منكراته، وإنما ذكره تبيينًا لما نص عليه ابن معين من أنه ليس له إلا حديث واحدٌ، ثم ذكر أحاديث أخرى مما استدركه ابن عدى، وبين أن ابن أبي ليلى توبع عليه عن داود، فقال: وروى الحسن بن حى عن داود نحوًا من هذا (2) اهـ.
2128/ 5069 - "صُومُوا وأوْفِرُوا أشْعَارَكم فإنها مجفرة".
(د) في مراسيله عن الحسن مرسلا
(1) انظر تاريخه رقم (317).
(2)
انظر الميزان (2/ 13).
قال الشارح: مجفرة بضم الميم وسكون الجيم وفتح الفاء بضبط المؤلف أى: مقطعة للنكاح.
وقال في الكبير: مجفرة بفتح الميم بينهما جيم ساكنة بضبط المصنف.
قلت: لا شك أن المصنف ضبط هذه الكلمة مرة واحدة لا مرات حتى يحصل منه الاختلاف ولا شك في أنه كان إمامًا في النحو واللغة العربية بإقرار الموافق والمخالف، ولا شك أن الشارح اختصر شرحه الصغير من الشرح الكبير، فانظر كيف نطق بالصواب أولا ثم رجع إلى الخطإِ في الصغير مرغمًا لينفد فيه سهم جرأته على الأئمة الكبار كالمصنف فلا يقول: إن مجفرة بضم الميم إلا من لم يشم للعلم رائحة!.
2129/ 5071 - "صَلاةُ الأبْرارِ ركعتانِ إذا دخلتَ بيتَكَ، وركعتانِ إذا خرجتَ".
ابن المبارك (ص) عن عثمان بن أبي سودة مرسلا
قال في الكبير: لفظ هذه الرواية كما حكاه المؤلف في مختصر الموضوعات، وكذا غيره:"صلاة الأوابين وصلاة الأبرار" ثم قال عند ذكر سعيد بن منصور: رواه عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن عثمان بن أبي سودة.
قلت: في هذا أمور، الأول: لفظ الحديث كما ذكره الشارح نقلا عن المصنف وكذلك وقفت عليه في الزهد لابن المبارك [ص: 453] بلفظ: "صلاة الأوابين"، سقط من قلم المصنف.
الثانى: قول الشارح: كما حكاه المؤلف في مختصر الموضوعات، وكذا غيره، ذكر غيره كذب صراح منه فإنه ما رأى الحديث ولا رأى من رآه غير المؤلف وإنما يزيد غيره حتى لا يتبين إحتياجه إلى علمه واضطراره إلى النقل عنه.
الثالث: ذكره سند سعيد بن منصور يفيد أنه نقله من سنن سعيد بن منصور، وهو إنما نقله من اللآلى المصنوعة للمؤلف [2/ 45].
الرابع: حكايته لكون المؤلف ذكر هذا الخبر في مختصر الموضوعات يوهم أنه موضوع أو مما قيل فيه ذلك، والواقع أن المؤلف أورده شاهدا لحديث ذكره ابن الجوزى في الموضوعات وهو حديث أبي هريرة مرفوعًا [3/ 75]:"إذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع" فأورد له المؤلف شواهد منها قوله [2/ 45]: ووجدت له شاهدا آخر قال سعيد بن منصور في سننه:
ثنا الوليد بن مسلم، فذكر هذا كما هنا ثم قال: وقال أبو نعيم في الحلية [6/ 109]:
ثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا على بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن رجل عن عثمان بن أبي سودة قال: كان يقال: "صلاة الأوابين. . . " وذكره.
2130/ 5072 - "صَلاةُ الأوَّابِينَ حينَ ترمضُ الفِصَالُ".
(حم. م) عن زيد بن أرقم، عبد بن حميد وسمويه عن عبد اللَّه بن أبي أوفى
قال الشارح: بالتحريك.
قلت: هذا غلط فاحش مضحك نبهنا عليه مرارا، بل هو بسكون الواو وكأنه قاسه على السادات بنى وفا رضي اللَّه عهم.
وحديث زيد بن أرقم خرجه أيضًا البغوى في التفسير عند قوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} من طريق الحسن بن سفيان عن ابن أبي شيبة [2/ 406] عن وكيع، ولعله في مصنفات الثلاثة.
وحديث ابن أبي أوفى أخرجه أيضًا يحيى بن صاعد في مسند ابن أبي أوفى [ص: 94] قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب فيما حفظناه عن القاسم عن عبد اللَّه بن أبي أوفى به، وقال: حدثنا أحمد بن منصور ثنا الفضل بن دكين ثنا سفيان بن عيينة به [ص: 96].
2131/ 5073 - "صَلاةُ الجالسِ على النِّصْفِ من صَلاةِ القَائِمِ".
(حم) عن عائشة
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح اهـ. وقضية تصرف المصنف أن هذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه ولا كذلك، بل هو في البخارى بلفظ:"صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" ومن ثم اتجه رمز المصنف لصحته.
قلت: هنا يعاودني الشك في الشارح، فقد أتى الشارح هنا بعجائب تضحك الثكالى، أول ذلك: أن المصنف لم يعز الحديث إلى مسلم وإنما عزاه لأحمد وحده فزاد الشارح من عنده مسلما، ثم ركب على ذلك الانتقاد بأن البخارى خرجه أيضًا ولم يخرجه مسلم وحده، وحيث زاد مسلما من عنده كان حقه أن يتفضل بزيادة البخارى أيضًا ليريح المصنف من كلفة الانتقاد.
الثانى: أنه قال عقب الحديث: قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح، والهيثمى لا يورد في كتابه حديثًا مخرجًا في أحد الكتب الستة، وإنما يورد الزوائد عليها، وكذلك سمى كتابه مجمع الزوائد، فكيف لم يهتد لهذا؟!
الثالث: أن الحديث ما خرجه مسلم ولا البخارى أصلا من حديث عائشة، وإنما خرج البخارى حديث عمران بن حصين [رقم 1117] بلفظ:"صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فصل جنب"، وهو كما ترى بعيد عن حديث الباب.
وأما مسلم فلم يخرج في الباب إلا حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بلفظ "صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة، ولكنى لست كأحد منكم" وقد ذكره المصنف بعد هذا وعزاه لمسلم، وأبي داود [رقم 950] والنسائى (1) وأما اللفظ الذي نسبه الشارح إلى البخارى:"صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" فسيأتى قريبًا ذكره للمصنف وعزوه لأحمد والنسائى وابن ماجه من حديث أنس، وابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن عمرو، والطبرانى من حديث ابن عمر وعبد اللَّه بن السائب، والمطلب بن أبي وداعة، فأعجب لرجل يتكلم على حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فاقد العقل.
2132/ 5083 - "صَلاة الضُّحَى صَلاةُ الأوَّابين".
(فر) عن أبي هريرة
قلت: قال الديلمى [رقم 3729]:
أخبرنا أبي أخبرنا طلحة بن على الرازى أخبرنا أبو على بن شاذان أخبرنا العباداني ثنا الدقيقى ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عمر بن خثعم عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
2133/ 5090 - "صَلاةُ الليلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشهُّدٌ في كلِّ ركعتينِ، وَتَبَأسٌ وتمسكنٌ، وتقنع بيدك، وتقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى، فَمَن لَمْ يفعلْ ذلك فهو خداجٌ".
(حم. د. ت. هـ) عن المطلب بن وداعة
(1) انظر المجتبى (3/ 223)، والكبرى (1/ 428 - 429).
قال الشارح على قوله: "وتقنع": كذا هو بخط المؤلف وفي النسخ المتداولة وهى الرواية: "وتضع يديك" أى: إذا فرغت فسلم ثم ارفع يديك، فوضع الخبر موضع الطلب.
قلت: لفظ الحديث: "وتقنع" في جميع الروايات ولا يوجد في رواية "وتضع" ألبتة فضلا عن أن تكون هي الرواية، وكذلك لا توجد تلك اللفظة في نسخة مطلقا فضلا عن النسخ المتداولة، ثم انظر للشرح الذي شرح به لفظة:"وتضع" وتعجب في ذلك المعنى، والعجب أنه قال في الكبير: وفي رواية: "وتضع يديك"، ثم رجع في الصغير فجعل ذلك هو الرواية، وهو الذي في النسخ المتداولة قبح اللَّه الكذب وأهله.
قال أحمد [4/ 167]:
حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت عبد ربه بن سعيد يحدث عن أنس بن أبي أنس عن عبد اللَّه بن نافع بن العمياء عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن، وَتُقْنِعُ يدك، وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج" ثم قال:
حدثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب أخبرنى الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد عن عمران بن عبد اللَّه عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن العباس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين، وتضرع وتخشع، وتساكن، ثم تقنع يديك -يقول: ترفعهما إلى ربك عز وجل مستقبلا ببطونهما وجهك- وتقول: يارب يارب ثلاثا، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج"
قال عبد اللَّه بن أحمد: هذا هو عندى الصواب، ثم قال:[4/ 167].
حدثنا حجاج بن محمد أخبرنى شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس من أهل مصر عن عبد اللَّه بن نافع عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، وتشهد وسلم في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن وتقنع يديك وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج".
حدثنا روح ثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن ابن أبي أنس عن عبد اللَّه بن نافع بن العمياء عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصلاة مثنى تشهد في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن وتقنع يديك، وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج" قال شعبة [4/ 167]: فقلت: صلاته خداج! قال: نعم، فقلت له: ما الإقناع؟ فبسط يديه كأنه يدعو.
وقال أبو داود:
حدثنا ابن المثنى ثنا معاذ بن معاذ ثنا شعبة حدثنى عبد ربه بن سعيد عن أنس ابن أبي أنس عن عبد اللَّه بن نافع عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى أن تشهد في كل ركعتين وأن تبأس وتمسكن وتقنع بيديك وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهي خداج".
وقال ابن ماجه [رقم 1325]:
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شبابة بن سوار ثنا شعبة حدثنى عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد اللَّه بن نافع بن العمياء عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب -يعنى ابن أبي وداعة- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين وتبأس وتمسكن وتقنع، وتقول: اللهم اغفر لى، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج".
وقال البيهقى [4/ 488]:
أنبأنا الحاكم أنا الأصم ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمرو أبو النضر
وروح وفهد بن حيان ووهب بن جرير قالوا: حدثنا شعبة (ح)
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد اللَّه بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد اللَّه بن نافع بن العمياء عن عبد اللَّه بن الحارث عن المطلب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصلاة مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن، واقنع يديك، وقل: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهى خداج".
قال البيهقى [2/ 488]: وفيما قرأت في كتاب العلل للترمذى [ص: 81 - 82] قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخارى يقول: هذا الحديث رواية الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع قال: عن أنس بن أبي أنس، وإنما هو عمران بن أبي أنس، وقال: عن عبد اللَّه بن الحارث، وإنما هو عبد اللَّه بن نافع عن ربيعة بن الحارث هو ابن المطلب، فقال: هو عن المطلب، ولم يذكر فيه عن الفضل ابن عباس اهـ، فانظر وتعجب.
2134/ 5092 - "صَلاةُ المرأةِ وحدَهَا تَفْضُلُ على صَلاتِها في الجَمَاعَةِ بخمسٍ وعشرين درجةً".
(فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: وفيه بقية، ورواة أيضًا أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمى مصرحًا فلو عزاه إلى الأصل لكان أولى.
قلت: فيه أمران، الأول: السخافة المعهودة منه، فإن المصنف إذ لم يعرف في أى كتاب خرجه أبو نعيم لا يجوز له عزوه إليه، وهو إنما رآه في الديلمى ولو قيل للشارح: في أى كتاب خرجه أبو نعيم؟ لبلح (1)، وأبو نعيم خرجه
(1) بَلَحَ يَبْلَحُ بَلْحًا وَبُلُوحًا: كَلَّ وَعَجَزَ، وَأبْلَحهُ الشَّئُ: أَعْجَزَهُ. انظر المعجم الوسيط (1/ 70).
في تاريخ أصبهان في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن سلام.
الثانى: أن الحديث لا يعلل ببقية، وإنما يعلل بعبد اللَّه بن محمد المذكور، فإنه فيه لينا كما قال أبو الشيخ وأبو نعيم [2/ 57]، وضعفه غيرهما.
قال أبو نعيم [2/ 58]:
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا عبد اللَّه بن محمد بن سلام ثنا إسحاق ابن راهويه أخبرنا بقية بن الوليد حدثنى أبو عبد السلام حدثنى نافع عن ابن عمر به، وأيضًا أبو عبد السلام مجهول.
2135/ 5093 - "صَلاةِ المسافرِ ركعتانِ حتى يؤوبَ إلى أهْلِه أو يمُوتَ".
(خط) عن عمر
قال الشارح في الصغير: عن ابن عمر، وقال في الكبير: فيه بقية وقد سبق، وفيه خالد بن عثمان العثمانى، قال الذهبى: قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به، فظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول فقد عزاه في الفردوس وغيره للنسائى.
قلت: فيه أمور، الأول: الحديث لعمر لا لابنه عبد اللَّه بن عمر كما كتب في الصغير.
الثانى: أن خالد بن عثمان المذكور في سند هذا الحديث ليس هو الذي ذكره الذهبى في الميزان، ذلك متأخر يروى عن مالك، وأيضًا ليس هو خالد بن عثمان، وإنما هو عثمان بن خالد انقلب على راويه كما بينه الحفاظ وبسطه الحافظ في اللسان [2/ 380 - 382]، والمذكور في سند هذا الحديث متقدم لأنه يروى عن أنس بن مالك.
قال الخطيب [12/ 312]:
أخبرنا على بن محمد بن عبد اللَّه المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا عفيف بن سالم ثنا بقية بن الوليد ثنا أبان بن عبد اللَّه عن خالد بن عثمان عن أنس بن مالك عن عمر به.
الثالث: هذا الحديث لم يخرجه النسائى، والديلمى إنما يعزو أصل الحديث ومعناه لا لفظه على أنه يتوسع في ذلك، فالنسائى إنما روى حديث عمر قال (1):"صلاة الجمعة ركعتان، والفطر ركعتان، والنحر ركعتان، والسفر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم" فأين هذا من حديث الكتاب؟!.
الرابع: كذب الشارح في قوله: وغيره، وهي كلمة يكيلها جزافًا في كل مقام بحيث لو تلا آية يرد بها على المصنف لقال: قال اللَّه تعالى وغيره كذا.
2136/ 5096 - "صَلاةُ الهجيرِ مِنْ صَلاةِ الليلِ".
ابن نصر (طب) عن عبد الرحمن بن عوف
قال الشارح: الذي وقعت عليه في نسخ معاجم الطبرانى، وغيرها من الأصول القديمة الصحيحة:"مثل صلاة الليل" أى: لا من صلاة الليل كما في المتن، ثم عين عند ذكر المصنف لابن نصر: أنه رواه في كتاب الصلاة.
قلت: في هذا أمور، الأول: الكذب الصراح في قوله: إنه وقف عليه في عدة نسخ من معاجم الطبرانى، فأقسم بارا غير حانث أنه [ما] رأى من معاجم الطبرانى نسخة واحدة فضلا عن نسخ، وإنما رأى الحديث في مجمع الزوائد [2/ 221].
الثانى: الكذب الفاضح في قوله: وغيرها، فإن الحديث إنما هو عند الطبرانى، وما هي هذه الأصول الأخرى القديمة الصحيحة التي خرج فيها هذا
(1) انظر المجتبى رقم (1420 - 1440)، والكبرى (1/ 535).
الحديث ولم يذكرها؟! وقد قدمنا أنها كلمة يكيلها للمصنف جزافًا ليتجيش عليه بالكذب الباطل.
وبعد، فالحديث كذلك ذكره الحافظ الهيثمى في الزوائد بلفظ:"مثل" فقد تكون نسخ الطبرانى مختلفة (1) وقد تكون متفقة على ذكر "مثل" ولكن المصنف غلب رواية محمد بن نصر لأنه أقدم وأعلى، ومحمد بن نصر عنده الحديث بلفظ:"من" كما ذكر المصنف، قال محمد بن نصر:
حدثنا محمد بن إدريس الرازى ثنا ذؤيب بن عماعة بن عمرو السهمى المدينى ثنا سليمان بن سالم عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "صلاة الهجير من صلاة الليل".
الثالث: قوله: إن أبا نصر رواه في كتاب الصلاة خطأ فاحش، بل رواه في كتاب قيام الليل، وله كتاب الصلاة وحده في أحكام الصلاة، وكتاب قيام الليل في فضله وأحكامه، وهذا الأخير مطبوع اختصاره للمقريزى، وأما كتاب الصلاة فتوجد منه نسخة عتيقة بدار الكتب المصرية.
2137/ 5099 - "صَلاةُ أحدِكم في بيتهِ أفضلُ عن صَلاتهِ في مسجدِى هذا إلا المكتوبةَ"
(د) عن زيد بن ثابت، ابن عساكر عن ابن عمر
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه من الستة غير أبي داود، وليس كذلك، فقد رواه الترمذى والنسائى.
قلت: هذا خطأ من وجوه، أحدها: أن الترمذى والنسائى لم يخرجاه بهذا اللفظ، أما الترمذى [رقم 450] فلفظه:"أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة"، وهذا موضعه حرف الألف، وأما النسائى فلفظه
(1) انظر المعجم الكبير للطبراني (1/ 134) فقد ذكره بلفط "من".
[3/ 197 - 198] عن زيد بن ثابت "أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير وصلى فيها ليالى حتى اجتمع إليه الناس ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه نائم فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: ما زال بكم الذي رأيت من صنعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
الثانى: إن أراد الحديث من أصله فهو مجنون، فإن المصنف يراعى أوائل الحديث حتى إنه يفرقه في مواضع متعددة بحسب الألفاظ التي صدر بها عند مخرجين، والشارح يعلم ذلك ضرورة ولكنه معاند.
الثالث: وأيضًا هو بهذا اللفظ في الصحيحين، فكان حقه أن يستدرك بهما لا بالترمذى والنسائى فقط.
2138/ 5100 - "صَلاةٌ بسواكٍ أَفْضَلُ من سبعينَ صلاةً بغيرِ سواكٍ".
ابن زنجويه عن عائشة
قال في الكبير: وظاهر حاله أنه لم يره مخرجًا لأعلى ولا أشهر ولا أحق بالعزو من ابن زنجويه، وهو عجب فقد خرجه الإمام أحمد والحاكم وصححه، وابن خزيمة والبيهقى وضعفه، وكلهم عن عائشة باللفظ المذكور.
قلت: من عنادك وجرأتك وكذبك في قولك: إنهم خرجوه باللفظ المذكور، بل خرجوه بلفظ:"فضل الصلاة بسواك. . . " الحديث، وقد ذكره المصنف بعد هذا في حرف الفاء وعزاه لأحمد [6/ 272]، والحاكم [1/ 146] وإنما الذي أخرجه بهذا اللفظ أسلم بن سهل الواسطى بحشل في تاريخ واسط فقال [ص 179 - 180]: حدثنا إدريس بن حاتم ثنا محمد ابن الحسن ثنا معاوية بن يحيى عن الزهرى عن عروة عن عائشة
مرفوعًا: "صلاة بسواك أفضل من سبعين بلا سواك".
2139/ 5102 - "صَلاة رجلينِ يَؤُمُّ أحدُهما صاحِبَه أزكَى عند اللَّهِ من صلاةِ أربعةٍ تَتْرَى، وصلاة أربعةٍ يؤمُّهم أحدُهم أزكى عندَ اللَّهِ من صلاةِ ثمانية تَتْرَى، وصلاةُ ثمانيةٍ يؤمُّهم أحدُهم أزكى عند اللَّه من صلاةِ مائةٍ تَتْرى".
(طب. هق) عن قباث بن أشيم
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجال الطبرانى موثقون، والمصنف رمز لصحته فإن كان بالنظر لطريق الطبرانى فمسلم، أو من طريق البيهقى فممنوع، فقد قال الذهبى في المهذب: إسناده وسط، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأعلى من هذين مع أن الإمام البخارى خرجه في تاريخه.
قلت: في هذا من جهالته وسخافته أمور، الأول: أن المصنف يحكم على الأحاديث لا على الأسانيد فإذا صح الحديث من طريق فلا عبرة بالطريق الضعيف لأنه معضد فقط، بل وهو صحيح أيضًا بالنظر إلى كون ضعف راويه قد تحقق ارتفاعه وسلامة الحديث منه بوجود السند الصحيح، فإن الضعف ليس هو وصفا لازما له، وإنما هو غلبة ظن كذب الراوى أو غلطه، فإذا وجد ما يحقق ارتفاع الغلط والأمن من الكذب فالخبر صحيح ولا معنى لأن يكون صحيحا من طريق ضعيفا من طريق إلا باعتبار آخر، وهو عدم ثبوته عند شيخ مخصص، ككونه من حديث مالك أو من حديث شعبة مثلا، وهذا أمر آخر يبحث عنه في كتب الرجال والعلل الذي يحكم أصحابها على الأسانيد دون المتون فيعبرون عن حديث بأنه موضوع منكر، وهو في الأصل متواتر ومخرج في الصحيحين.
الثانى: أن عبارة الهيثمى هي معنى عبارة الذهبى، فإن الهيثمى لم يقل:
رجاله ثقات، وإنما قال [2/ 39]: موثقون، ومعناه أنهم وثقوا، ولم يكونوا في المرتبة العليا من ذلك، أو أنهم وثقوا على ضعف فيهم، لأنهم لو كانوا لم يضعفوا لقال: ثقات على قاعدته، وإذا قال: موثقون، ولم يقل: ثقات فهو كقول الذهبى (1): إسناده وسط، فإن كان قوله في نظرك لا يفيد التصحيح فكذلك قول الهيثمى مثله على أن هذا تنازل على قدر فهمك وعقلك، وإلا فقول الحافظ: رجاله ثقات، لا يفيد أنه صحيح كما هو معروف لأهل الفن ودرايته فضلا عن قوله: موثقون.
الثالث: أن سند الحديث واحد عند الطبرانى [19/ 36] والبيهقى [3/ 61] والبخارى في التاريخ [7/ 193] وكل من خرجه؛ لأنه من رواية يونس بن سيف فقيل: عنه عن قباث دون واسطة، وقيل: عنه عن عبد الرحمن بن زياد الليثى عن قباث، وقيل عنه عن عامر بن زياد عن قباث، وهذا الأخير إنما يقوله الزبيدى، والأكثرون إنما يقولون: عن عبد الرحمن بن زياد، فإذا كان سند الحديث واحدًا فمن أين يكون سند الطبرانى صحيحا دون سند البيهقى؟!.
الرابع: أن العزو إلى سنن البيهقى أولى وأجل وأعلى من العزو إلى تاريخ البخارى باتفاق أهل الحديث، لأن السنن كتاب مصنف في الأحكام متداول بين الفقهاء والمحدثين يخرج فيه صاحبه الأحاديث النقية، التي تصلح للاحتجاج بها في الأحكام، أو الاستشهاد بها على الأقل، وقد التزم هو ألا يخرج حديثا يعلمه موضوعا في سائر كتبه، فكيف بالسنن المصنف في دلائل الأحكام؟!.
وأما التاريخ الكبير فكتاب في تراجم الرجال لا غرض له أصلًا من المتون إلا تعريف رتبة راويها منها، فتارة تكون صحيحة، وتارة تكون موضوعة؛ إذ يكون روايها المترجم كذابا أو وضاعًا أو كثير الغلط فاخش الوهم والخطإِ،
(1) انظر المهذب (3/ 33).
فهو كتاب رجال لا كتاب حديث، فلذلك يرى أهل الحديث العزو إلى المصنفات أولى ما لم ينفرد البخارى فيه بحديث، فيكون العزو إليه بحكم الضرورة، والشارح ظن أن جلالة البخارى المعروفة في صحيحه منسحبة على سائر مؤلفاته، فكل كتاب أجل وأعلى من كتاب لغيره وهذا جهل عظيم.
الخامس: ولهذا المعنى الذي قررت لك أعرض المصنف عن عزو الحديث إلى تاريخ البخارى لها لأنه لم يطلع عليه في التاريخ، لأنه قد نقل الحديث من سنن البيهقى، والبيهقى نفسه عزا الحديث إلى التاريخ الكبير للبخارى، فلو كان للمصنف غرض بعزوه إليه لفعل إذ رأى ذلك في السنن، ولولا أن البيهقى ذكر ذلك ونقله عنه الذهبى في اختصار السنن الذي رآه الشارح لكان متعذرا على الشارح، أو مستحيلا في حقه تقريبا أن يراه هو في التاريخ الكبير لعزة وجوده، وعدم اهتداء مثله إليه.
قال البيهقى [3/ 61]:
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أنا أبو العباس الأصم أنا العباس بن محمد الدورى قال: كتب إلى إسحاق بن إبراهيم الحنظلى أنا عيسى بن يونس عن ثور (ح) وأخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا الأصم ثنا الدورى ثنا أبو إسحاق الطالقاني ثنا الوليد (ح)
وأخبرنا أبو سعيد يحيى بن محمد بن يحيى الأسفراينى أنبأنا أبو بحر محمد ابن الحسن البربهاري ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدى ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وثور بن يزيد عن يونس بن سيف الكلاعى عن قباث بن أشيم، فذكره، ثم قال: هذا حديث الوليد بن مسلم، وقال عيسى بن يونس في روايته: عن يونس عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث.
وكذلك رواه البخارى في التاريخ [7/ 192 - 193] عن عبد اللَّه بن يوسف
عن الوليد عن ثور عن يونس عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث، انتهى.
2140/ 5103 - "صلاةٌ في إثْرِ صلاةٍ لا لغوَ بينهما كتابٌ في علِّيِّين".
(د) عن أبي أمامة
قال في الكبير: وفيه عبد الوهاب بن محمد الفارسى، قال في الميزان: رمى بالاعتزال وكان يصحف في الإسناد والمتن، وصحف هنا قوله:"كتاب في عليين" كنار في غلس.
قلت: هذا واللَّه من عجائب الدنيا في الكذب والغفلة والبلادة التي ما فوقها غفلة ولا بعدها، فعبد الوهاب المذكور ذكر الذهبى آخر ترجمته من الميزان أنه مات سنة خمسمائة [2/ 683 - 684]، وذكر الحافظ في اللسان [4/ 90] أن أبا على الصدفى قال: دخل بغداد وأنا بها، وأبو داود مات سنة خمس وسبعين ومائتين، أى قبل ولادة هذا بمائتى سنة تقريبا، فهل بعد هذا من فضيحة؛ نسأل اللَّه السلامة فواللَّه ما أصيب هذا المسكين إلا من جهة جرأته على المؤلف وتقصده بالكذب، واسمع سند هذا الحديث عند أبي داود قال [رقم 1288]:
حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا الهيثم بن حميد عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة به.
وأخرجه أيضًا الطبرانى في الصغير [رقم 462] من طريق الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الذمارى، وحفص بن غيلان عن القاسم بن عبد الرحمن به.
وأخرجه أبو بكر محمد بن سليمان الربعى السدار في جزئه من هذا الوجه مطولا فقال:
حدثنا على بن الحسين المروزى ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد ومحمد بن شعيب
قالا: حدثنا يحيى بن الحارث الذمارى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر ثم توجه إلى المسجد لصلاة فريضة كانت له كحجة، ومن توجه إلى المسجد بسبحة الضحى كانت له كعمرة، صلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين".
2141/ 5105 - "صَلاةٌ في مسجدى هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجدِ، إلا المسجدَ الحرَامَ، فإنِّى آخرُ الأنبياءِ، وإنَّ مسجدِى آخرُ المساجِدِ".
(م. ن) عن أبي هريرة
قال الشارح: وهو من قسم المشهور.
قلت: أخذ هذا من قوله في الكبير: قال ابن عبد البر: روى عن أبي هريرة من طرق ثابتة صحاح متواترة، قال العراقى: لم يرد التواتر الذي ذكره أهل الأصول بل الشهرة اهـ.
فابن عبد البر والعراقى يتكلمان بالنسبة لرواية الحديث عن أبي هريرة، والطرق إليه لا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والشارح نقل ذلك إلى أصل الحديث فأخطأ في فهمه أولا وفي حكمه ثانيا، فإن الحديث بلغ حد التواتر بل هو عن أبي هريرة وحده يكاد يصل حد التواتر كما قال ابن عبد البر (1)، فإنه روى عنه من طريق سعيد بن المسيب، وعبد اللَّه بن إبراهيم، وأبي عبد اللَّه الأغر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وحفص بن عاصم بن عمر، وصالح مولى التوأمة، ومحمد بن هلال عن أبيه، ونافع مولى ابن عمر. وورد مع هذا من حديث سعد بن أبي وقاص، وعبد اللَّه بن عمر، والأرقم، وأبي الدرداء، وأنس، وعائشة، وجبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن الزبير، وأبي سعيد الخدرى.
(1) انظر التمهيد (6/ 16/ 17).
وجابر ابن عبد اللَّه، وميمونة، وعلى، وعمر موقوفًا، وغير هؤلاء كعبد الرحمن بن عوف، وأبي ذر.
فرواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أخرجها الدارمى [رقم 142]، وأحمد [2/ 239، 386، 466]، ومسلم [1394/ 505]، وابن ماجه [رقم 1404]، والطحاوى في معانى الآثار [3/ 126]، وفي مشكل الآثار [596].
ورواية عبد اللَّه بن إبراهيم خرجها أحمد، ومسلم [1394/ 705] والطحاوى في الكتابين.
ورواية أبي عبد اللَّه الأغر خرجها أحمد [2/ 239، 468، 499]، والبخارى [رقم 190]، والدارمى [رقم 1418]، والترمذى [رقم 325]، وابن ماجه [رقم 1404]، والطحاوى [3/ 126]، والخطيب في التاريخ [14/ 145].
ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن رواها أحمد [2/ 234، 278، 501]، ومسلم [1394/ 507]، والنسائى [5/ 213 - 214] والطحاوى في معانى الآثار [3/ 126].
ورواية حفص بن عاصم رواها أحمد.
وكذلك رواية صالح مولى التوأمة [2/ 484].
ورواية محمد بن هلال عن أبيه رواها أحمد، والطحاوى [3/ 127].
ورواية نافع مولى ابن عمر رواها الطحاوى في المعانى [3/ 126] والمشكل.
وحديث سعد بن أبي وقاص رواه أحمد [1/ 184]، والطحاوى في الكتابين من رواية أبي عبد اللَّه القرظى عنه.
وحديث عبد اللَّه بن عمر رواه الطيالسى [ص: 251]، وأحمد [2/ 16، 29، 53، 54، 68]، والدارمى [رقم 1419]، والبخارى في
التاريخ الكبير [4/ 29]، ومسلم [1395/ 509]، والنسائى [5/ 213]، وابن ماجه [رقم 1405]، والطحاوى في معانى الآثار [3/ 126]، والخطيب في التاريخ [4/ 162]، كلهم من رواية نافع عنه.
ورواه أحمد من طريق عطاء ابن أبي رباح عنه.
وحديث الأرقم رواه أحمد، والطحاوى في مشكل الآثار والطبرانى في الكبير.
وحديث أبي الدرداء رواه الطحاوى في المشكل، والطبرانى في الكبير.
وحديث أنس رواه البزار [رقم 424]، والطبرانى في الأوسط [رقم 3908].
وحديث عائشة رواه أحمد، والدولابى في الكنى [2/ 110 - 111] من رواية أبي هريرة عنها، ورواه الطحاوى في معانى الآثار [3/ 126] من طريق عروة عنها.
وحديث جبير بن مطعم رواه الطيالسي وأحمد والطحاوى في المشكل.
وحديث عبد اللَّه بن الزبير رواه الطيالسى [ص: 195]، والحارث بن أبي أسامة [زوائده: 395]، وأحمد [4/ 5]، والطحاوى في الكتابين (1) والطبرانى، وأبو نعيم في الحلية [3/ 322].
وحديث أبي سعيد رواه أحمد، والطحاوى في معانى الآثار [3/ 126]، ورواه البزار [كشف: 428]، وأبو يعلى [2/ 1165] بلفظ:"خير من مائة" بدل "ألف".
وحديث جابر رواه أحمد [3/ 343 - 397]، وابن ماجه [رقم 1406]، والطحاوى في الكتابين معا.
وحديث ميمونة رواه أحمد [6/ 333]، ومسلم [1396/ 510]، والنسائى [5/ 213 - 214]، والبخارى في التاريخ الكبير [1/ 302]، والطحاوى في
(1) انظر معاني الآثار (3/ 127)، والمشكل رقم (597).
مشكل الآثار [رقم 599]، وحديث على رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده [زوائد: 394]:
ثنا محمد بن عمر ثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أبا سعيد بن المعلى قال: سمعت عليًا يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدى خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام"، ورواه البزار [كشف رقم 430] من طريق سلمة بن وردان أيضًا، وقال في أوله:"ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدى. . " وذكره به، وهو عند الترمذى [رقم 3915 - 3916] دون ذكر الصلاة، وإن عده في الباب عند ذكر حديث الصلاة، وحديث عمر الموقوف رواه الطحاوى في مشكل الآثار.
2142/ 5108 - "صَلاةٌ في مسجدِى هذا كألفِ صلاةٍ فيما سوَاهُ، إلا المسجدَ الحرامَ، وصيامُ شهرِ رمضَانَ بالمدينة كَصِيام ألفِ شَهْرٍ فيما سَوَاهَا، وصلاةُ الجمعةِ بالمدينةِ كألفِ جُمُعَةٍ فيَما سوَاهَا".
(هب) عن ابن عمر
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه، والأمر بخلافه، فإنه عقبه بالقدح في سنده فقال: هذا إسناد ضعيف بمرة اهـ. فحذت المصنف له من سوء الصنيع.
قلت: بل كذبك من سوء الصنيع، فالمصنف من أول الكتاب إلى آخره لا ينقل فيه عن المخرجين، وإنما أنت متعنت تركب هذا لتبني عليه ما تريد، وما جئت بالوبال إلا عليك، فقد مرت قرون على المؤلف وعليك، والمؤلف في شهرة زائدة وتعظيم وإقبال الخلق عليه وانتفاع عظيم من المسلمين بعلومه، وأنت مضحكه بين العلماء يسخرون من أخطائك الفاحشة.
2143/ 5112 - "صَلاحُ أوَّلِ هذِهِ الأمَّة بالزُّهْد واليقينِ، وَيَهْلَكُ آخِرُهَا بالبُخْلِ والأمَلِ".
(حم) في الزهد (طس. هب) عن ابن عمرو
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عصمة بن المتوكل ضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان، وقال المنذرى: إسناده محتمل للتحسين.
قلت: هذا سند الطبرانى (1)، أما أحمد فليس في سنده المذكور بل قال (2):
حدثنا الهيثم بن جميل ثنا محمد -قيل: هو ابن مسلم- عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن شعيب عن عبد اللَّه بن عمرو به، وعمرو بن شعيب لم يدرك جده.
2144/ 5117 - "صِيَامُ شهرِ رمضانَ بعشرةِ أشْهُرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعده بشهرينِ، فذلكَ صيامُ السَّنةِ".
(حم. ن. حب) عن ثوبان
قلت: أخرجه أيضًا الديلمى في مسند الفردوس [رقم 3753]، وأبو موسى المدينى في نزهة الحفاظ [رقم 49] وترجم عليه برواية ثلاثة، اسم كل واحد منهم يحيى ثم أسنده من طريق يحيى بن حسان التنيسى:
ثنا يحيى بن حمزة ثنا يحيى بن الحارث الذمارى عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان به.
2145/ 5118 - "صِيَامُ يومِ عَرَفَة إنِّى أحتَسب علَى اللَّه أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه والسَّنَةَ التي بَعْدَه، وصيَامُ يومِ عَاشُوراء إنِّى أحتَسبُ عَلى اللَّهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قبلَهُ".
(ت. هـ. حب) عن أبي قتادة
قال في الكبير: ظاهره أنه لم يخرجه من الأربعة إلا هذان وليس كذلك، بل خرجه الجماعة إلا البخارى، وعجب للمصنف كيف خفى عليه حديث ثابت في مسلم؟!.
(1) انظر المعجم الأوسط رقم (650).
(2)
انظر الزهد ص (16).
قلت: بل عجب لمن يكتب حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو لا يدرى ما خلفه ولا ما أمامه، فالمصنف قد ذكره قريبًا بلفظ:"صوم يوم عرفة" وعزاه لأحمد [5/ 297، 308، 311]، ومسلم [1162/ 196]، وأبي داود [رقم 2425].
2146/ 5121 - "صِيَامُ المرءِ في سبيل اللَّه يبعده من جهنَّمَ مسيرةَ سبعينَ عَامًا".
(طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه مسلمة بن على وهو ضعيف، وظاهر صنيع المصنف أن ذا لا يوجد مخرجًا في أحد الستة وهو ذهول شنيع، فقد خرجه البخارى والترمذى في الجهاد، ومسلم والنسائى وابن ماجه في الصوم.
قلت: بل كذبك هو الشنيع الفظيع فهؤلاء أولا ما أخرجوه من حديث أبي الدرداء، وإنما أخرجوه من حديث أبي سعيد الخدرى، ولو أخرجوه من حديث أبي الدرداء لم يذكره الهيثمى في الزوائد.
وثانيا: لفظه عندهم: "من صام يوما في سبيل اللَّه"، وعند بعضهم:"ما من عبد يصوم يوما في سبيل اللَّه تعالى إلا باعد اللَّه بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا".
وثالثا: قد ذكره المصنف فيما سيأتى بلفظ: "من صام" وعزاه لأحمد [3/ 45]، والبخارى [رقم 2840]، ومسلم [1153/ 167]، والترمذى [رقم 623]، والنسائى [4/ 173]، ولكن الشارح جاهل متعنت.
2147/ 5122 - "الصَّائمُ المتطوعُ أمير نفسه: إنْ شَاءَ صَامَ، وإنْ شَاءَ أفْطَر".
(حم. ت. ك) عن أم هانئ
قال المتعنت في الكبير: وكلام المؤلف يوهم أنه لم يروه من الستة إلا الترمذى، ولا كذلك، بل رواه النسائى وأبو داود عن أم هانئ.
قلت: ما روى أبو داود والنسائى (1) هذا الحديث، وإن وهم الزيلعى [2/ 469] فعزاه لهما.
2148/ 5124 - "الصَّائمُ بعدَ رَمَضَانَ كالكَارِّ بعد الفَارِّ".
(هب) عن ابن عباس
قال الشارح: بإسناد حسن.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وفيه بقية بن الوليده، قال الذهبى: صدوق لكنه يروى عمن دب ودرج فكثرت مناكيره، وإسماعيل بن بشير، قال العقيلى: متهم بالوضع.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه اعترف في الكبير بأن في سنده متهمًا بالوضع كما افتراه على العقيلى، ثم رجع فقال في الصغير: إسناده حسن، ولا يتصور الحسن مع وجود متهم بالوضع.
الثانى: التحريف والكذب، قال الذهبى: إسماعيل بن بشير بن سليمان الكوفى، قال العقيلى [1/ 81]: يهم في غير حديث، فحرف الشارح يهم بمتهم وزاد من عنده بالوضع.
الثالث: بقية بن الوليد اعترف بأنه صدوق وأنه يروى عمن دب ودرج، فكان الواجب أن يعرف هل روى هذا الحديث عمن دب ودرج فيكون حديثه ضعيفا أو رواه عن معروف فلا يكون ضعيفا لأنه صدوق، وشيخه معروف.
والحديث رواه أيضًا الديلمى من طريق أبي الشيخ قال:
حدثنا القاسم بن فورك ثنا أبو زرعة الرازى ثنا الوليد بن عتبة ثنا
(1) رواه النسائى في الكبرى (2/ 249).
بقية حدثنى أبو مسكين الجزرى ثنا إسماعيل بن بشير عن عكرمة عن ابن عباس به.
2149/ 5126 - "الصَّائِمُ في عبادةٍ ما لم يغتبْ مسلمًا أو يُؤْذِهِ".
(فر) عن أبي هريرة
قال في الكبير: فيه عبد الرحيم بن هارون، قال الذهبى في الضعفاء: قال الدارقطنى: يكذب، والحسن بن منصور قال ابن الجوزى في العلل: غير معروف الحال، وقال ابن عدى: حديث منكر.
قلت: الذي في السند: الحسين بن منصور، وما قال ابن عدى ولا ابن الجوزى ما نقله عنهما الشارح.
قال الديلمى [رقم 3825]:
أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن المعبر ثنا أبو طاهر بن سلمة إملاءً أخبرنا أبو الفتح الأزهرى ثنا القاسم بن زكريا ثنا الحسين بن منصور ثنا عبد الرحيم بن هارون ثنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به.
2150/ 5127 - "الصَّائمُ في عبادةٍ من حينَ يُصْبِحُ إلى أنْ يُمْسِى مَا لَمْ يَغْتَبْ، فَإذا اغْتَابَ خَرَقَ صَوْمَهُ".
(فر) عن ابن عباس.
قلت: سكت عليه الشارح، وهو حديث موضوع لأنه من رواية عمر بن مدرك القاص، وهو كذاب، وقد اختصره المصنف وحذف منه ما فيه ركاكة.
قال الديلمى [رقم 3826]:
أخبرنا أبي حدثنا عبد الواحد بن بوعة ثنا محمد بن يوسف بن محمد بن نوح ثنا الفضل بن الفضل الكندى ثنا على بن سعيد العسكرى ثنا عمر بن مدرك ثنا محمد بن إبراهيم عن مقاتل عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسى،
إذا قام قام، وإذا صلى صلى، وإذا نام نام، وإذا حدث حدث (قلت: وإذا كذب كذب) ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه".
2151/ 5129 - "الصُّبْحَةُ تمنعُ الرزقَ".
(عم. عد. هب) عن عثمان (هب) عن أنس
قال في الكبير: هكذا هو فيما وقعت عليه من النسخ، والذي رأيته في كلام جمع، منهم الحافظ الهيثمى نسبته لأحمد لا لابنه، وأعله بإسحاق بن أبي فروة، وقال: هو ضعيف، ثم قال عقب حديث أنس: ظاهر صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل عقبه بقوله: إسحاق بن أبي فروة تفرد به وخلط في إسناده، وأما ابن عدى فقال: الحديث لا يصح وفي الميزان: هذا حديث منكر، وقال الزركشى في اللآلئ: هذا الحديث في مسند أحمد من زيادات ابنه، وهو ضعيف، وتبعه المؤلف في الدرر وقال عقب حديث عثمان: قال ابن الجوزى في الموضوعات: موضوع، ابن أبي فروة وإسحاق متروكان.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: والذي رأيته في كلام جمع، هو كذب، فإنه ما رآه إلا في كلام الحافظ الهيثمى وحده، والهيثمى وهم في ذلك لظنه أن عبد اللَّه قال: حدثنا أبي؛ على عادته، وهو لم يقل ذلك في هذا الحديث بل قال [3/ 73]:
حدثنا أبو إبراهيم الترجمانى ثنا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه به.
وقال أيضًا [3/ 73]:
حدثنا يحيى بن عثمان الحربى أبو زكريا ثنا إسماعيل بن عياش به.
وقد نقل الشارح نفسه عن الزركشى أنه قال: هو في زوائد المسند لعبد اللَّه ابن أحمد.
الثانى: قوله: قال ابن الجوزى: ابن أبي فروة وإسحاق متروكان -غلط، بل قال [3/ 68]: ابن أبي فروة إسحاق متروك، فابن أبي فروة هو إسحاق.
الثالث: قوله: وظاهره أن البيهقى خرجه وأقره. . . إلخ -سخافة نبهنا على بطلانها نحو ألف مرة، والمصنف نقل كلام البيهقى في اللآلئ [2/ 156] ومنه نقله الشارح.
الرابع: حكى عن ابن الجوزى أنه حكم بوضعه، وسكت عن تعقب المصنف له؛ لأن المصنف أجاد وأطال في تعقبه وهو لا يتعرض لتعقب المصنف إلا إذا كان الموضوع ضيقا يتسنى له أن يقول: وتعقبه المؤلف فلم يأت بطائل كعادته، فاسمع تعقب المصنف لابن الجوزى، وإن كان فيه طول {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}:
أورد ابن الجوزى الحديث من عند ابن عدى من طريق ابن أبي فروة بسنده السابق عند عبد اللَّه بن أحمد ثم قال: لا يصح، إسحاق بن أبي فروة متروك، فقال المؤلف [2/ 158]: أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند [1/ 73]، وأخرجه البيهقى في شعب الإيمان [رقم 4732] وقال: رواه مسلمة بن على عن ابن عياش عن رجل وهو ابن أبي فروة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعًا، وقال: خلط ابن أبي فروة في إسناده اهـ.
وله طريق آخر عن عثمان قال أبو نعيم في الحلية [9/ 251]:
ثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن على بن نصر الطوسى ثنا محمد ابن أسلم ثنا حسين بن الوليد ثنا سعليمان بن أرقم عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إن الصبحة تمنع الرزق" وله شواهد، قال الديلمى [رقم 3868]:
أنبأنا أبو ثابت بنجير بن منصور بن على أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن
الحسين الأبهرى المعروف بـ "بابا" أنبأنا على بن الحسين عن إبراهيم بن ثابت عن أحمد بن يوسف بن إسحاق الطائى عن سهل بن صالح عن المحاربى عن جعفر بن برقان عن الأصبغ بن نباتة عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تناموا عن طلب أرزاقكم فيما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس" قال: فسئل أنس عن معنى هذا الحديث قال: يسبح ويكبر ويستغفر سبعين مرة فعند ذلك ينزل الرزق.
وقال البيهقى في شعب الإيمان [رقم 4735]:
أنبأنا عبد الخالق بن على النيسابورى أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب ثنا محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام ثنا أبي ثنا المشمعل بن ملحان القيسى ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "مر بى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجعة متصبحة فحركنى برجله وقال: يا بنية قومى فاشهدى رزق ربك ولا تكونى من الغافلين، فإن اللَّه تعالى يقسم أرزاق العباد ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس" قال البيهقى: إسناده ضعيف، قال [رقم 4736]:
وأنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو العباس الضبعى أنبأنا يعقوب بن إسحاق بن الحجاج ثنا (1) إبراهيم بن غالب (1) ثنا إسماعيل بن مبشر بن عبد اللَّه الجوهرى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن على قال: "دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على فاطمة بعد أن صلى الصبح وهى نائمة. . . " فذكر معناه.
[رقم 4737] أخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي خلف الصوفي المهرجانى ثنا أبو بكر محمد بن يزداد بن مسعود ثنا محمد بن أيوب أنبأنا مسلم بن إبراهيم ثنا
(1) كتب المؤلف على الحاشية اليسرى: أو ابن إبراهيم، وفي المطبوع من الشعب:"نا إسحاق بن إبراهيم بن غالب".
شعبة عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن خوات بن جبير الأنصارى، وكان من الصحابة قال:"نوم أول النهار خرق وأوسطه خلق وآخره حمق".
[رقم 4739] أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن على الصنعانى ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن رجل (1) عن علقمة بن قيس قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى اللَّه من نومة العالم بعد صلاة الصبح.
وقال الطبرانى:
ثنا هارون بن مدرك المصرى ثنا عبد اللَّه بن يزيد المقرى ثنا سعيد بن أيوب عن خالد بن يزيد وعبد اللَّه بن سليمان عن عمر وابن نافع عن عبد اللَّه بن عمر: أنه مر على رجل بعد صلاة الصبح وهو نائم فحركه برجله حتى استيقظ فقال له: أما علمت أن اللَّه تعالى يطلع في هذه الساعة إلى خلقه، فيدخل من شاء ثلاثة منهم الجنة برحمته.
وقال أبو الشيخ:
حدثنا الحسن بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على مرفوعًا: "ما عجبت الأرض من شيء كعجبها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، أو غسل من زنى، أو نوم قبل طلوع الشمس".
وقال ابن أبي شيبة في المصنف [8/ 5493]:
ثنا وكيع عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: مر بى عمر بن مليك وأنا متصبح في النخل فحركني برجله، وقال: أترقد في
(1) في طبعة الكتب العلمية سقط في الإسناد من أول قوله: أنبأنا أبو عبد اللَّه إلى قوله: عن رجل، وهو مثبت في الطبعة السلفية الهندية (9/ 34) كما هنا.
الساعة التي ينتشر فيها عباد اللَّه".
حدثنا حفص عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الزبير ينهى بنيه عن التصبح.
قال: وقال عروة: إنى لأسمع بالرجل يتصبح فأزهد فيه [8/ 5494].
حدثنا حفص عن طلحة بن يحيى عن عبد اللَّه بن فروخ عن طلحة بن عبيد اللَّه: أنه مر بابن له قد تصبح فأقعده ونهاه عن ذلك.
حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان قال: التقى ابن الزبير وعبيد بن عمرو فتذاكرا شيئًا فقال له الآخر: أما علمت أن الأرض تعج إلى ربها من نومة علمائها [8/ 5496].
حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال: إنى لأزهد في الرجل يتصبح [8/ 5497].
وقال الديلمى [رقم 6309]:
أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم ثنا عبد الرحمن بن العباس الأطروش ثنا أحمد بن على الجزار ثنا ثابت بن موسى ثنا سليمان بن عمرو عن خليد بن سلمة عن أبان عن أبيه عثمان بن عفان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الثابت في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر اللَّه عز وجل حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الآفاق" انتهى ما تعقب به المؤلف ابن الجوزى [2/ 158].
ومن أجل هذا أضرب عنه الشارح صفحا، ولم يقل: إنه تعقبه خوفا أن يرجع إليه فيوقف على هذا، فسبحان قاسم الأخلاق.
وقد بقى في الباب من المخرجين والشواهد -مما لم يذكره المؤلف- ما أحببت أن أضمه إليه تتميما للفائدة، فالحديث أخرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب [1/ 73]، من طريق يحيى بن عمر البزاز:
ثنا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة بسنده السابق عن عثمان.
وأخرجه الطحاوى في مشكل الآثار:
حدثنا على بن معبد ثنا معلى بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش فقال عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران عن أبان بن عثمان عن عثمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الصبحة تمنع بعض الرزق".
قلت: فهذا قول آخر لإسماعيل بن عياش في سند هذا الحديث وطريق سليمان بن أرقم خرجه أيضًا أبو أحمد الغطريفى في جزئه قال:
حدثنا الحسن بن سفيان ثنا عبيد اللَّه بن فضالة ثنا الحسين بن الوليد ثنا سليمان ابن أرقم عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عثمان به مرفوعًا: "الصبحة تمنع الرزق" يعنى: نوم الغداة.
وحديث أخرجه أيضًا أبو بكر الصيرفى في فوائده قال:
أخبرنا الشيخ أبو الحسن على بن عبد اللَّه بن جهضم بمكة ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن إسحاق ثنا بشر بن الحكم النيسابورى ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن على بن أبي طالب قال: "مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعائشة وهى نائمة قبل صلاة الفجر فحركها برجله وقال: قومى فاشهدى رزق ربك، ولا تكونى من الغافلين، إن اللَّه تعالى يقسم أرزاق العباد ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس".
وأثر خوات بن جبير أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة قال:
حدثنا إبراهيم بن حبيب ثنا على بن عبد اللَّه قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن ابن أبي ليلى قال: قال خوات بن جبير: نوم أول النهار خرق وأوسطه خلق وآخره حمق.
وقال القضاعى في مسند الشهاب [2/ 49]:
أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن على البغدادى الكاتب ثنا أبو بكر عبد اللَّه ابن الأشعث أنا يعقوب بن إسحاق القلوسى ويزيد بن محمد بن المغيرة قالا: حدثنا الحكم بن مروان الضرير ثنا محمد بن عبد اللَّه عن أبيه عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا ينجى حذر من قدر، وإن كان شيء يقطع الرزق فإن التصبح يقطعه. . " الحديث.
وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 179] في حرف الألف:
حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الجمحى ثنا يعلى بن عبيد ثنا يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كره لكم ثلاثة: الصبحة، وأن يبرأ الرجل من أخيه، وفخره على أخيه".
وقال الدينورى في المجالسة:
حدثنا محمد بن أحمد بن النضر قال: سمعت ابن الأعرابى يقول: مر عبد اللَّه ابن عباس بالفضل ابنه وهو نائم نومة الضحى فركله برجله، وقال له: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم اللَّه فيها الرزق لعباده، أو ما سمعت ما قالت العرب فيها؟ قال: وما قالت العرب فيها يا أبه؟ قال: زعمت أنها مكسلة مهرمة منساة للحاجة، ثم قال: يا بنى نوم النهار على ثلاثة: نوم حمق وهو نوم الضحى، ونومة الخلق وهى التي روى:"قيلوا فإن الشياطين لا تقيل"، ونومة الخرق وهى نومة بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون.
2152/ 5130 - "الصَبْرُ نِصْفُ الإيمانِ، واليقينُ الإيمانُ كُلُّهُ".
(حل. هب) عن ابن مسعود
قال في الكبير: ثم قال البيهقى: تفرد به يعقوب بن حميد عن محمد بن
خالد المخزومى، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع.
قلت: أخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب [ص: 265]، وابن الأعرابى في المعجم [رقم 592] والقضاعى في مسند الشهاب [1/ 126 - 127]، والخطيب في التاريخ [13/ 226] كلهم من طريق يعقوب بن حميد ابن كاسب.
ثنا محمد بن خالد المخزومى عن سفيان الثورى عن زبيد بن الحارث عن أبي واثل عن عبد اللَّه به مرفوعًا.
وقال أبو نعيم [5/ 34]: تفرد به المخزومى عن سفيان بهذا الإسناد.
ورواه الثورى عن أبي إسحاق عن جرير النهدى عن رجل من بنى سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وكذا قال الخطيب: تفرد بروايته محمد بن خالد عن الثورى، ونقل الحافظ عن أبي على النيسابورى أنه قال: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثورى، قال الحافظ: يعنى مرفوعًا، وإلا فقد ذكره البخارى في صحيحه تعليقا عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفًا [الفتح 1/ 45].
وأسنده الطبرانى في المعجم الكبير [9/ 8544] من رواية الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة عن عبد اللَّه اهـ.
قلت: ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا عبد اللَّه بن أحمد في كتاب السنة [1/ 374] عن أبيه عن عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن الأعمش به.
وأخرجه الحاكم في التفسير من المستدرك [2/ 446]:
عن أبي زكريا العنبرى عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق عن جرير عن الأعمش به.
2153/ 5131 - "الصبرُ رِضًا".
الحكيم وابن عساكر عن أنس
قلت: سكت عليه الشارح، والحديث خرجه الحكيم في الأصل الرابع وثمانين ومائة (1) قال [2/ 92]:
أخبرنا المفضل بن محمد ثنا محمد بن مصفى الحمصى ثنا بقية بن الوليد عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبي عمران الأنصارى عن أبي سلام الحبشى عن عبد الرحمن بن غنم الأشعرى عن أبي موسى الأشعري به.
وأخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب [ص 265] قال:
حدثنا عبد اللَّه بن سليمان هو ابن أبي داود ثنا محمد بن مصفى به.
وأخرجه الديلمى في مسند الفردوس [رقم 3843] من رواية أبي بكر محمد ابن عبد اللَّه بن صالح عن ابن أبي داود به، وإسناده لا بأس به لولا عنعنة بقية.
أما عاصم بن رجاء فهو فلسطينى من أهل بلد إسماعيل بن عياش، إن كانوا يقصدون القطر والناحية وإلا فهو ضعيف.
2154/ 5133 - "الصَّبْرُ عندَ الصَّدْمَةِ الأولَى".
البزار (ع) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وليس بجيد، فقد قال الهيثمى وغيره: فيه بكر بن الأسود أبو عبيد الناجى، وهو ضعيف، وقضية صنيع المؤلف أن هذا لا يوجد مخرجًا في أحد الصحيحين وإلا لما عدل عنه وهو ذهول فاحش،
(1) في المطبوع من النوادر في الأصل الثالث وثمانين ومائة.
بل هو في صحيح البخارى بهذا اللفظ من حديث أنس، وإن هذا لشئ عجاب.
قلت: كذب الشارح في تعجبه، وكذب في نسبة الذهول الفاحش إلى المؤلف، وكذب في قوله: إن البخارى خرجه بهذا اللفظ، بل هو يعلم أن المصنف ما ذهل عنه وأنه ذكره في حرف الهمزة بلفظ:"إن الصبر" وعزاه لأحمد [3/ 217]، والبخارى [رقم 1302]، ومسلم [9261/ 14]، والأربعة (1) فإن كان يجهل هذا كله ويجهل اصطلاح المؤلف في كتابه -وهذا الأخير محال- فهو أبلد خلق اللَّه وأجهلهم على الإطلاق فمثله يجب عليه أن يسكت ولا يتكلم.
ثم تعقبه على المصنف تصحيح هذا الحديث والذي بعده بكلام الهيثمى فيهما جهل منه باصطلاح الحافظين، فالهيثمى التزم أن يتكلم على كل طريق يورده بقطع النظر عن الخارج، والمصنف يتكلم على الحديث من حيث هو بقطع النظر عن بعض الأسانيد، وإنما يعدد إيراده لاختلاف ألفاظه عند مخرجيه، وإلا فالحديث صحيح مخرج في الصحيحين، فلا يمكن أن يقال: حديث "إن الصبر عند الصدمة الأولى" صحيح، وحديث:"الصبر عند الصدمة الأولى" ضعيف، بل هذا لا يقوله إلا بليد أو مجنون كالشارح.
2155/ 5136 - "الصبرُ من الإيمانِ بمنزلةِ الرأسِ من الجسدِ".
(فر) عن أنس (هب) عن على موقوفًا
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: فيه يزيد الرقاشى وهو ضعيف.
قلت: هذا يقتضى أن يزيد الرقاشى في حديث على، وإنما هو الراوى له عن أنس بن مالك.
(1) أخر جه أبو داود (رقم 3124)، والترمذى (رقم 987، 988)، والنسائى (4/ 22)، وفي الكبرى (1/ 613)، وابن ماجه (رقم 1596).
قال الديلمى [رقم 3840]:
أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن عثمان الغرقسانى أخبرنا عبيد اللَّه بن زيرك ثنا أبو زرعة الرازى الجوال ثنا أبو أمية ثنا محمد بن مصعب الغرقسانى ثنا الأوزاعى ثنا العلاء بن خالد القرشى عن يزيد الرقاشى عن أنس به.
وأما الموقوف على عليٍّ فأخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [1/ 75] قال:
حدثنا الطبرانى ثنا الدبرى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد قال: قال على بن أبي طالب (ح)
وحدثنا عبد اللَّه بن محمد بن سوار ثنا عون بن سلام ثنا عيسى بن مسلم الطهوى عن ثابت بن أبي صفية عن أبي الزغل قال: قال على بن أبي طالب: احفظوا عنى خمسا فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن: لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحى جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحى عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
2156/ 5137 - "الصَّبْرُ ثلاثَةٌ: فَصَبْرٌ على المُصيْبَة، وصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ، وصَبْرٌ عِن المَعْصِيَةِ، فَمَنْ صَبَرَ على المعْصِيَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بُحسْنِ عَزَائِها كَتَبَ اللَّهُ له ثَلَاثَمَائَةِ دَرَجةٍ، ما بين الدَّرَجتَيْنِ كما بين السَّمَاء والأَرْضِ، وَمَنْ صَبَرَ على الطَّاعَة كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتمَائَةِ دَرَجَةٍ ما بين الدَّرَجَتَيْنِ كما بَيْنَ تُخُومِ الأَرْضين إِلى مُنْتَهى الأَرضينَ، وَمَنْ صَبَرَ عَنِ المعصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعمائَةِ دَرجَةٍ، ما بين الدَّرجَتَيْنِ كَمَا بين تُخُومِ الأَرضينَ إِلى مُنْتَهى العَرْشِ مَرَّتَيْنِ".
رواه ابن أبي الدنيا في الصبر وأبو الشيخ في الثواب عن على
قلت: هو حديث موضوع يلام المصنف على ذكره ولابد.
2157/ 5138 - "الصَّبيُّ الَّذِى له أبٌ يمسح رأسَه إلى خلفٍ، واليتيمُ يمسح رأسَه إلى قُدَّام".
(تخ) عن ابن عباس
قال الشارح: بإسناد حسن.
قلت: بل هو كذب موضوع يدرى وضعه جهلة العوام، فضلا عن أهل العلم، ولا يبعد أن يكون واضعه زنديقًا يريد شين الشريعة الإسلامية بمثل هذا.
2158/ 5142 - "الصَّدقةُ تَسُدُّ سبعين بابا من السُّوءِ".
(طب) عن رافع بن خديج
قال في الكبير عن الهيثمى: فيه حماد بن شعيب وهو ضعيف.
قلت: بل فيه من هو أضعف من حماد وهو جبارة بن مغلس (1) فقد أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان من طريق الطبرانى وغيره فقال [1/ 68]:
حدثنا محمد بن محمد بن أحمد ومحمد بن على بن حبيش وأحمد بن السندى وسليمان بن أحمد قالوا: حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم ثنا عبيد العجلى ثنا جبارة بن مغلس ثنا حماد بن شعيب حدثنى سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج به.
2159/ 5143 - "الصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ".
القضاعى عن أبي هريرة
قلت: لا أدرى ما وجه اقتصار المؤلف على حديث أبي هريرة، فإن القضاعى أخرجه بهذا اللفظ من حديث رافع بن مكيث أولا ثم من حديث أبي هريرة ثانيا فقال [رقم 97]:
(1) انظر تهذيب الكمال (4/ 489 - 493).
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر العدل أنبأنا ابن الأعرابى ثنا أحمد بن منصور الرمادى ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهرى عن عثمان بن زفر عن بعض بنى رافع بن مكيث عن رافع -وكان ممن شهد الحديبية- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تمنع ميتة السوء".
وأخبرنا القاضى أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن القزوينى أنبأنا أحمد بن عبد اللَّه ثنا محمد بن قارن أبو بكر ثنا المنذر بن شاذان أبو مخرمة ثنا يعلى بن عبيد ثنا يحيى بن عبد اللَّه التميمى عن أبيه عن أبي هريرة قال مثله [رقم 98].
مع أن سند رافع بن مكيث أنظف وأحسن من حديث أبي هريرة بل هو حسن مخرج في مسند أحمد [3/ 502]، وسنن أبي داود [رقم 5162، 5163] بلفظ: "حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء"، لفظ أحمد.
2160/ 5149 - "الصِّدِّيقُون ثلاثةُ: حبيبٌ النجارُ مؤمنُ آلِ يس الَّذى قَالَ {يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}، وحِزْقِيلُ مؤمنُ آلِ فرْعَونَ الَّذى قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}، وعليُّ بنُ أبي طالب، وهُوَ أفْضَلُهم".
أبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر عن أبي ليلى زاد الشارح: وابن مردويه
قلت: الديلمى روى هذا الحديث عن أبي بكر بن مردويه فظن الشارح أنه صاحب التفسير، والديلمى لم يلحقه لأن صاحب التفسير مات سنة ست عشرة وأربعمائة والذي روى عنه الديلمى حفيده المتوفى ثلاث وتسعين وأربعمائة، وهو وإن كان رواه عن جده إلا أنه لا يعلم في أى كتاب رواه فلا ينبغى العزو إليه مع عدم التحقق من ذلك.
قال الديلمى [رقم 3866]:
أخبرنا أبو بكر بن مردويه إجازة حدثنا جدى ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السرى ثنا محمد بن عثمان بن سعيد ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ليلى به.
قلت: هكذا وقع في السند: حدثنا جدى، وقد قال الذهبى في التذكرة [4/ 1212]: إنه لم يلحق جده، فاللَّه أعلم.
2161/ 5157 - "الصَّمْتُ حكمة، وقَلِيلٌ فَاعِلُهُ".
القضاعى عن أنس (فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: وأورده البيهقى في الشعب من طريق أنس وقال: غلط فيه عثمان بن سعيد، والصحيح رواية ثابت عن أنس أن لقمان قاله.
قلت: لا وجود لعثمان بن سعيد في سند الحديث.
قال القضاعى [رقم 240]:
أخبرنا محمد بن منصور التسترى أنا أبو بكر محمد بن على بن السائب البصرى ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهرى ثنا زكريا بن يحيى المقرى ثنا الأصمعى ثنا على بن مسعدة عن قتادة عن أنس به.
أما أثر أنس عن لقمان فأخرجه ابن شاهين في الترغيب [رقم 390]، وابن حبان في روضة العقلاء [ص: 28]، والحاكم في المستدرك [2/ 422 - 423] في سورة سبإٍ عند قوله تعالى:{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [آية: 10]، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، وهو عند الحاكم مطولا وفيه قصة.
2162/ 5158 - "الصَّمْتُ أرفَعُ العِبَادةِ".
(فر) عن أبي هريرة
قلت: أسنده الديلمى [رقم 3849] من طريق أبي نعيم وهو عنده في التاريخ في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن موسى البازيار من طريقه قال [2/ 73]:
حدثنا أشعث بن شداد السجستانى ثنا يحيى بن يحيى ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
2163/ 5167 - "الصَّومُ في الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ".
(حم. ع. طب. هق) عن عامر بن مسعود (طس. عد. هب) عن أنس (عد. هب) عن جابر
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه سعيد بن بشير ثقة لكنه اختلط اهـ. وفيه الوليد بن مسلم أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ثقة مدلس سيما في شيوخ الأوزاعى، وزهير بن محمد أورده الذهبى في الضعفاء وقال: فيه ضعف ما، وقال البخارى: روى عنه أيضًا أهل الشام مناكير، وقال ابن معين: ضعيف.
قلت: فيه أمور، الأول: أن حديث عامر بن مسعود أخرجه أيضًا الترمذى [رقم 797] قال:
حدثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير ابن غريب عن عامر بن مسعود به، ثم قال الترمذى: هذا حديث مرسل عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم اهـ.
والشارح دائمًا يستدرك على المؤلف بالباطل ويسكت في موضع الحق والصواب.
وأخرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب [رقم 231]:
الثانى: أنه ذكر سعيد بن بشير في السند عقب حديث جابر فأوهم أنه في سند حديثه، والواقع أنه في سند حديث أنس بن مالك لا في حديث جابر، ولا في حديث عامر بن مسعود.
قال الطبرانى [الصغير: رقم 703]:
حدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملى الأنطاكى ثنا يعقوب بن كعب الحلبى ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس به.
الثالث: أن الوليد بن مسلم ثقة من رجال الصحيحين.
الرابع: أن زهير بن محمد ثقة أيضًا من رجال الصحيحين، وإن كان مختلفا فيه.
الخامس: أنه لا وجود له في سند الحديث كما رأيت.
السادس: أن حديث أنس أصله موقوف رواه عن أبي هريرة من قوله، كذلك رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد زهد أبيه [رقم 132]، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقى في السنن [4/ 297] من طريق همام عن قتادة عن أنس عن أبي هريرة قال:
ألا أدلكم على باردة، قالوا: ماذا يا أبا هريرة؟ قال: الصوم في الشتاء.
2164/ 5171 - "الصَّلَواتُ الخمسُ كفَّارةٌ لما بينهنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ، والجُمعَةُ إلى الجُمعةِ وزيادةُ ثلاثةِ أيامٍ".
(حل) عن أنس
قلت: سكت عليه الشارح وهو من رواية الحكم بن عبد اللَّه عن أنس،
والحكم ضعيف أخرجه أبو نعيم في ترجمة محمد بن أسلم الطوسى [9/ 250] من روايته عن إبراهيم بن سليمان عن عبد الحكم المذكور، لكن الحديث المذكور قبله في المتن شاهد له.
2165/ 5176 - "الصَّلاةُ في المسجدِ الحرامِ بمائةِ ألفِ صلاةٍ، والصلاةُ في مسجدِى عشرةُ آلافِ صلاةٍ، والصلاةُ في مسجدِ الرِّباطاتِ ألفُ صلاةٍ".
(حل) عن أنس
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: لم يبين وجه ضعفه، وذلك أنه من رواية عبد الرحيم بن حبيب ثنا داود ابن عجلان ثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس به.
قال أبو نعيم [8/ 46]: لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود.
قلت: وداود ضعيف وعبد الرحيم متهم بالوضع، قال ابن حبان:[2/ 163] لعله وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اهـ.
فالحديث موضوع لا ضعيف، ومن طريقه أيضًا أخرجه ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم [رقم 30] قال:
أخبرنا عبد اللَّه بن محمد بن الحارث ثنا العباس بن حمزة ثنا عبد الرحيم بن حبيب به.
2166/ 5180 - "الصَّلاةُ نُورُ المؤمنِ".
القضاعى وابن عساكر عن أنس
قال الشارح: قال العامرى في شرح الشهاب: صحيح.
قلت: قدمنا غير مرة أن العامرى أحمق يصحح الأحاديث بهواه وذوقه، غير ناظر إلى الإسناد، وأنه ليس عنده حديث ضعيف ولا موضوع، بل الكل صحيح أو حسن أو غريب، وإلا كان متواترا أو مشهورا.
وهذا الحديث خرجه القضاعى [رقم 144] من طريق أبي خالد الأحمر عن عيسى بن ميسرة عن أبي الزناد عن أنس به.
وأخرجه ابن شاهين في الترغيب والترهيب [رقم 46]:
ثنا عبد اللَّه بن سليمان أنا محمود بن آدم المصيصى أنا أبو خالد الأحمر به.
وشيخه عيسى بن ميسرة ضعيف منكر الحديث متروك فكيف يكون الحديث صحيحا؟ نعم، يشهد له حديث أبي مالك الأشعرى مرفوعًا:"الطهور شطر الإيمان. . " الحديث، وفيه:"والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء. . . " الحديث عند أحمد [5/ 344]، ومسلم [رقم 223] والترمذى [رقم 3517] وغيرهم، بل أفرد الحافظ المنذرى طرقه بجزء مخصوص.
2167/ 5181 - "الصَّلاةُ خيرُ موضوعٍ، فَمَنْ استطاعَ أن يستكثِرَ فليستكثرْ".
(طس) عن أبي هريرة
قال الهيثمى: فيه عبد المنعم بن بشير، يعنى: وهو ضعيف، وظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجًا لأعلى من الطبرانى، ولا أحق بالعزو إليه، وليس كذلك، فقد رواه الإمام أحمد، وابن حبان، والحاكم وصححه عن أبي ذر
قلت: كذب الشارح فحديث أبي ذر هو حديث طويل في نحو ورقتين من حجم هذا الكتاب جاء فيه هذا اللفظ من جملة ألفاظه في وسطه، فكيف ينتزع المصنف هذه القطعة وحدها منه ويعزوها إلى أحمد، ولم يعزها حينئذ إلى المذكورين وحدهم.
فحديث أبي ذر المذكور أخرجه جماعة كثيرة منهم: الآجرى في كتاب الشريعة، وأبو نعيم في الحلية [1/ 166 - 168] والقضاعى في مسند الشهاب [أرقام: 651، 740 و 836 و 838]، وابن مردويه في التفسير (1)، والحسن بن رشيق، والبيهقى في السنن [9/ 4]، وابن سعد في الطبقات [4/ 229]، وابن شاهين في الترغيب [رقم 261]، والخرائطى في مكارم الأخلاق [1/ 60] والحارث بن أبي أسامة في مسنده [رقم 48]، وآخرون ذكرت أسانيدهم ومتونهم في مستخرجى على مسند الشهاب.
وهو عند بعضهم مطول وعند بعضهم مختصر كل يقتصر على قطعة منه ومحل الشاهد الذي يحتاجه، ومنهم ابن ماجه فإنه أخرج في سننه [رقم 4218] منه قوله صلى الله عليه وسلم:"لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق"، ولفظه أوله عند أحمد عن أبي ذر [5/ 178 و 179] قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟ قلت: لا، قال: قم فصل، فصليت ثم جلست، فقال: يا أبا ذر، تعوذ باللَّه من شر شياطين الإنس والجن، قال: قلت: يا رسول اللَّه وللإنس شياطين؟ قال: نعم، قلت: يا رسول اللَّه الصلاة، قال: خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر. . " الحديث.
وهكذا هو مصدر بـ "يا أبا ذر" عند ابن حبان [2/ 361]، والحاكم [2/ 597]، وأبي نعيم [1/ 166 - 168] وجل من أخرجه بتمامه فموضعه حرف الياء لا حرف الصاد، وأيضًا هو من الأحاديث الطوال، وقد التزم المصنف ألا يوردها في هذا الكتاب وإنما أوردها في أصله جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير.
(1) انظر تفسير ابن كثير (2/ 166).
2168/ 5182 - "الصلاةُ قربانُ كلِّ تَقِيٍّ".
القضاعى عن على
قال في الكبير: ورواه أبو يعلى عن جابر بلفظ "الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
قلت: حديث جابر أخرجه أحمد [3/ 321]، والحاكم في المستدرك [4/ 422] كلاهما من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر.
والشارح يعيب المصنف بالعزو إلى الأدنى دون الأعلى.
وكذلك أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [3/ 194 - 195] من طريق زائدة بن قدامة عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم.
وأخرجه القضاعى في مسند الشهاب [5: 1] من طريق حماد بن سلمة عن ابن خثيم.
أما حديث الباب فأخرجه القضاعى [رقم 265] من طريق على بن حرب:
ثنا موسى بن داود الهاشمى ثنا ابن لهيعة ثنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه عن على عليه السلام به.
2169/ 5183 - "الصلاةُ خِدْمَةُ اللَّه في الأرضِ، فَمَنْ صلَّى ولم يرفعْ يديه فهى خِدَاجٌ، هكذا أخبرنى جبريلُ عن اللَّه عز وجل، إن بكلِّ إشارةِ درجةً وحَسَنَةً".
(فر) عن ابن عباس
قلت: هذا حديث موضوع.
2170/ 5184 - "الصلاةُ خلفَ رجلٍ ورعٍ مَقْبُولةٌ، والهديَّةُ إلى رجلٍ وَرِعٍ مقبولةٌ، والجلوسُ مع رجلٍ ورعٍ من العبادةِ، والمذاكرةُ معه صدقةٌ".
(فر) عن البراء
قال في الكبير: وفيه عبد الصمد بن حسان، قال الذهبى: تركه أحمد بن حنبل.
قلت: هو حديث باطل موضوع، وقبل عبد الصمد بن حسان مجاهيل.
2171/ 5188 - "الصَّلاةُ ميزانٌ فَمَن أوْفَى اسْتَوْفَى".
(هب) عن ابن عباس
قلت: أخرجه أيضًا الحاكم في التاريخ قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي الحسن ثنا مكي بن عبدان ثنا عبد اللَّه بن مخلد ثنا محمد بن الحارث مولى بنى هاشم ثنا يحيى بن منبه عن موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس به.
وأخرجه الدولابى في الكنى [2/ 140 - 141] عن سلمان الفارسى رضي الله عنه من قوله، قال الدولابى:
حدثنى روح بن الفرج ثنا يحيى بن سليمان ثنا محمد بن فضيل ثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن أبو نصر اليشكرى عن سالم بن أبي الجعد عن سلمان قال: الصلاة مكيال فمن وفي وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال اللَّه في المطففين.
2172/ 5189 - "الصَّلاةُ تُسَوِّدُ وجَهَ الشيطانِ، والصدقةُ تَكْسِرُ ظَهْرَهُ، والتحابُّ في اللَّه والتودُّدُ في العملِ يقطعُ دابِرَه".
(فر) عن ابن عمر
قلت: والكذب على اللَّه وعلى دينه يسود صحيفة صاحبه ويبوء له مقعدا من جهنم، فإن هذا الحديث موضوع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عزاه المصنف إلى الديلمى [رقم 3799] من حديث ابن عمر، فكتب عليه الشارح في الكبير: ورواه عنه أيضًا البزار وفيه عبد اللَّه بن محمد بن وهب الحافظ أورده الذهبى في الضعفاء، وقال الدارقطنى: متروك، وزافر بن سليمان، قال ابن عدى: لا يتابع على حديثه، وثابت الثمالى، ضعيف جدا.
قلت: قدمنا مرارا أن الشارح أجهل مخلوق خلقه اللَّه تعالى وسيخلقه إلى يوم القيامة برجال الحديث، وأنه كلما رأى في السند رجلا وافق في نسبته أو كنيته أحدا من الحفاظ المشاهير أصحاب المصنفات فهو عنده ذلك الحافظ المشهور، وأن تكررت النسبة مع اختلاف الاسم واختلاف الزمان فهو ذلك الحافظ أيضًا، فإذا وجد في السند أحمد بن نصر من أهل القرن السادس، فهو عنده محمد بن نصر المروزى من أهل القرن الثالث، وإذا وجد في السند عبد الكريم بن نصر من أهل القرن الرابع فهو عنده محمد بن نصر أيضًا، وإذا وجد في السند أبو عبد اللَّه البزار من أهل القرن الخامس فهو أبو بكر البزار صاحب المسند، ثم إذا وجد مرة أخرى إسماعيل بن يحيى البزار من أهل القرن الرابع فهو أيضًا أبو بكر البزار صاحب المسند، وإذا وجد محمد بن عبد اللَّه البزار فهو أيضًا البزار صاحب المسند الذي اسمه أحمد بن عمر ابن عبد الخالق وكنيته أبو بكر، فهذا الحديث وقع فيه كذلك أيضًا، قال الديلمى [رقم 3799]:
أخبرنا حدثنا عبدوس حدثنا على بن إبراهيم البزار ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد اللَّه بن محمد بن وهب حدثنا إسماعيل توبة ثنا زافر بن سليمان عن ثابت الثمالى عن أبي عبد اللَّه الصنعانى عن عطاء عن عبد اللَّه بن عمر به.
فلما رأى في السند على بن إبراهيم البزار وهو من أهل القرن الخامس عزاه لأبي بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار صاحب المسند الذي هو من أهل القرن الثالث فلا حول ولا قوة إلا باللَّه.
2173/ 5191 - "الصلاةُ عليَّ نورٌ على الصراطِ، فَمَنْ صَلَّى عليَّ يوم الجمعةِ غفرتْ له ذنوبُ ثمانينَ عامًا".
الأزدى في الضعفاء (قط في الأفراد) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب [22] قال:
حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبى، وأحمد بن عبد اللَّه بن نصر بن بجير قالا: حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب أنا عون بن عمارة أنا سكن البرجمى عن حجاج بن سنان عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب أظنه عن أبي هريرة به مرفوعًا مثله سواء.
وأخرجه الديلمى في مسند الفردوس [رقم 3814] من طريق الدارقطنى في الأفراد ومن طريق أبي نعيم، وقد تكلم الشارح على سنده.
2174/ 5200 - "الصيامُ نصفُ الصَّبرِ".
(هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وكأنه لم ير قول ابن العربى في السراج: حديث ضعيف جدا.
قلت: فيه أمور، الأول: أن المصنف لم يرمز له بعلامة الحسن، بل النسخ مختلفة في ذلك ففي بعضها علامة الصحيح، وهو باطل جزما، وفي بعضها علامة الضعيف كالذي بعده وهو الصحيح، ولم نر نسخة بجنبها علامة الحسن إلا ما حكاه الشارح وهو كذاب.
الثانى: أن الحديث من رواية موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف، فلا يجوز أن يحكم المصنف بحسنه.
وأيضًا كان الواجب رده بذكره موسى لا بكلام ابن العربى.
الثالث: أن ابن العربى لم يقل ذلك في هذا الحديث بل في حديث: "الصبر نصف الإيمان" وعبارته في الاسم الصابر من السراج وهو الاسم السادس والثلاثون، وأحاديث الصبر قليلة إلا أن الناس قد أكثروا منها في الصحيح واللفظ للموطإِ [ص: 616]: "من يستعفف يعفه اللَّه ومن يستغن يغنه اللَّه، ومن يتصبر يصبره اللَّه. . " الحديث، ثم ذكر حديث:"إنما الصبر عند الصدمة الأولى" ثم قال: وحديث الصبر نصف الإيمان ضعيف جدا فلا تشغلوا به بالًا، بل الإيمان هو الصبر كله لأن الشريعة على قسمين: مأمور ومزجور، ولا يطاق الامتثال ولا الانكفاف إلا بالصبر، فإن حقيقته فعل ما تكرهه النفس من اعتقاد أو عمل بدلا مما تؤثره وتهواه. . إلخ كلامه.
الرابع: أن ابن العربى لا يعتمد عليه في تضعيف الأحاديث وتصحيحها فإنه يصحح الضعيف ويضعف الصحيح وهو الأكثر، وينفى الأحاديث الصحيحة وهو لا علم له بها لأنه لم يكن واسع الرواية، ولا علم له إلا بأحاديث الموطإِ والصحيحين، وسنن أبي داود والترمذى، وبعض الأجزاء والفوائد التي سمعها في رحلته، وما أظنه رأى سنن ابن ماجه ولا النسائى، ولا مسند أحمد فضلا عن المعاجم، والمسانيد، والسنن، والمصنفات الأخرى، وحسبك أنه صحح حديث:"الموت كفارة لكل مسلم" والحديث المسلسل بالسؤال عن الإخلاص، وقال: إنه لم يصح في الدنيا إلا ألف حديث، وما عداها فباطل في نحو هذا مما يعلم بطلانه بالضرورة.
2175/ 5201 - "الصيامُ نصْفُ الصَّبْرِ، وعلى كلِّ شيءٍ زَكاةٌ، وزكاةُ الجسدِ الصيِّامُ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه محمد بن يعقوب، قال الذهبى: له مناكير، وموسى ابن عبيدة ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه.
قلت: علة الحديث موسى بن عبيدة أما محمد بن يعقوب فلا دخل له في الحديث، فقد أخرجه ابن شاهين في الترغيب [رقم 277] قال:
حدثنا منصور بن الفتح ثنا بشر بن موسى ثنا أبو بلال الأشعرى ثنا إبراهيم اين محمد عن موسى بن عبيدة عن جمهان السلمى عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصوم نصف الصبر وعلى كل شيء زكاة. . " الحديث.
بل رواه ابن ماجه أيضًا من غير طريق محمد بن يعقوب فقال [رقم 1745]: حدثنا أبو بكر ثنا عبد اللَّه بن المبارك (ح)
وحدثنا محرز بن سلمة العدني ثنا عبد العزيز بن محمد جميعا عن موسى بن عبيدة عن جمهان عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام"، زاد محرز في حديثه: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الصيام نصف الصبر".
2176/ 5203 - "الصِّيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنى منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهارِ فشفِّعنى فيه، ويقولُ القُرآنُ: ربِّ منعتُه النومَ باللَّيلِ فشفِّعنى فيه، فَيُشَفَّعَانِ".
(حم. طب. ك. هب) عن ابن عمرو
قلت: أخرجه أيضًا محمد بن نصر في قيام الليل (ص: 113)، وأبو نعيم في الحلية [8/ 116]، والبغوي في التفسير [1/ 73] طبع حجر بالهند.