الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحضرمى أخبرنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا عبيس بن ميمون به، وهكذا هو مما تفرد به عبيس بن ميمون عن أبي المهزم.
تنبيه
أخذ العزيزى هذا الكلام من الشارح وزاد في الطين بلة، فقال: وهذا الحديث حسن لغيره اهـ.
وهذا يعرفك مقدار تحقيق هؤلاء المتأخرين وعظيم خبطهم وتخليطهم في هذا الفن؛ إذ هذا دأبهم في كل ما يكتبونه عنه، فلا تعتمد على شيء من كلامهم فيه.
1907/ 4488 - "رِيحُ الوَلَدِ مِنْ رِيحِ الجَنَّةِ".
(طس) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: رواه عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد وهو ضعيف، وقال شيخه الزين العراقى: رواه الطبرانى في الأوسط والصغير، وابن حبان في الضعفاء عن ابن عباس وفيه مندل بن على وهو ضعيف.
قلت: هذا قد يتوهم منه أن الطبرانى رواه بسندين في أحدهما مندل بن على وهو الذي تكلم عليه العراقى، وفي الآخر محمد بن عثمان وهو الذي تكلم عليه الهيثمى، والواقع أن الطبرانى رواه بسند واحد فقال:
حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الضرير الكوفى ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل بن على العنزى عن عبد المجد بن سهيل بن عبد الرحمن عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عباس به، وقال: تفرد به مندل.
والهيثمى (1) لم يصب في اقتصاره على ذكر محمد بن عثمان دون مندل، والعراقى إنما لم يذكر محمد بن عثمان لأن ابن حبان رواه من غير طريقه
(1) انظر: "مجمع الزوائد" 8/ 156.
فقال:
حدثنا ابن زهير ثنا أبو زرعة الرازى ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس ثنا مندل به.
لكن الحديث ورد من وجه آخر من حديث عائشة أخرجه البندهى في شرح الأربعين من طريق محمد بن مخلد الدورى، في جزئه قال:
حدثنا حامد بن محمد بن الحكم ثنا إسحاق بن البهلول ثنا يحيى بن المتوكل ثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصارى -وهو أبو سلمة- ثنا عمرة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ريح الولد من ريح الجنة".
1908/ 4496 - "الرُّؤْيَا عَلَى رجل طَائرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ، وَلا تَقُصَّهَا إلا عَلَى وادٍّ أوْ ذِى رَأيٍ".
(د. هـ) عن أبي رزين
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه من الستة إلا هذين، وليس كذلك، فقد عزاه هو في الدرر -كالزركشى- إلى الترمذى أيضًا.
قلت: الترمذى خرجه [رقم: 2270] بلفظ: "رؤيا المسلم" دون تعريفه، وقد سبق ذكره للمصنف قريبًا وعزاه للترمذى، وكتب عليه الشارح: وقال يعنى الترمذى: حسن صحيح، ولكنه نسى أو متعنت أو هما معًا.
1909/ 4497 - "الرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: منْهَا: تَهاويلٌ منَ الشَّيطَان ليُحْزن ابنَ آدَم، وَمنْهَا: مَا يَهمُّ به الرَّجُل في يَقَظَته فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا: جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءً مِنَ النُّبُوَّة".
(هـ) عن عوف بن مالك.
قلت: وأخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار (3/ 47).
1910/ 4501 - "الرُّؤْيَا ستَّةٌ: المَرْأةُ خَيْرٌ، وَالبَعيرُ حَرْبٌ وَاللَّبَنُ فِطْرَةٌ، وَالْخُضْرَةُ جَنَّةٌ، وَالسَّفينَةُ نَجَاةٌ، والتَّمْرُ رزْقٌ".
(ع) في معجمه عن رجل من الصحابة
زاد الشارح في الكبير: من أهل الشام، قال: كنا جلوسا عند عمر بن عبد العزيز فجاء رجل من أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين، هاهنا رجل رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام عمر وقمنا معه، فقال: أنت رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، سمعته يقول. . .، فذكره.
قلت: هذه غفلة عجيبة من الشارح، إذ يجعل الرجل من الصحابة هو الذي كان مع عمر بن عبد العزيز فجاء رجل من أهل الشام فقال: هاهنا رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فيكون الحديث من رواية رجل من الصحابة عن رجل من الصحابة وليس كذلك، بل الذي قال: كنا مع عمر بن عبد العزيز هو محمد بن قيس المدنى قاص عمر بن عبد العزيز.
والحديث سكت عليه الشارح، ووقع في بعض النسخ المطبوعة من الجامع الصغير الرمز له بعلامة الضعيف، ولم أقف على إسناد أبي يعلى وإن رواه الديلمى من طريقه إلا أنه وقع في نسختنا من زهر الفردوس سقط الإسناد من فوق أبي يعلى.
ولكن الديلمى رواه في موضع آخر فقال:
حدثنا الحداد ثنا أبو نعيم ثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا دحيم ثنا الوليد عن ابن جابر عن محمد بن قيس به.
وهذا سند رجاله ثقات فهو على شرط الصحيح.
1911/ 4510 - "الرَّجُلُ الصَّالِحُ يَأتِى بالْخَبَرِ الصَّالِحِ، وَالرَّجُلُ السُّوءُ يَأتِى بِالْخَبَرِ السُّوءِ".
(حل) وابن عساكر عن أبي هريرة
قال في الكبير: الذي وقفت عليه في أصول صحيحة قديمة من الفردوس مصححة بخط ابن حجر عازيا لأبي نعيم: "يجئ بالخبر الصالح، ويجئ بالخبر السوء" بدل: "يأتى" فلينظر.
قلت: كذب الشارح في قوله: إن الحديث في الفردوس، وفي قوله: إنه وقف على أصول منه قديمة مصححة بخط الحافظ ابن حجر، فإنه ما وقف إلا على أصل واحد ليس فيه هذا الحديث، وفي قوله: إن [الديلمى] خرجه في الفردوس من طريق أبي نعيم، فالفردوس لم يخرج فيه شيء لا من طريق أبي نعيم ولا من طريق غيره، ولو فرضنا ذلك فالمصنف عزا الحديث لأبي نعيم لا للفردوس، وأبو نعيم عنده الحديث في الحلية بلفظ:"يأتى" كما ذكره المصنف وذلك في (3/ 95) في ترجمة داود بن أبي هند، والحديث من رواية عمر بن هارون البلخى عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعمر بن هارون هو البلخى وهو متروك منكر الحديث.
1912/ 4511 - "الرَّجُلُ أحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِهِ، وَأحَقُ بِمَجْلِسِهِ إذَا رَجَعَ".
(حم) عن أبي سعيد
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وليس بصواب، فقد قال الهيثمى وغيره: فيه إسماعيل بن رافع، قال البخارى: ثقة مقارب الحديث، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: من الكذب الذي لا يستحى منه الشارح ولا يتورع عن ذكره وتكراره لفظة: وغيره في كل ما ينقله عن عالم أو أكثر، ولو سألناه من الذي قال هذا غير النور الهيثمى ومن الذي يتكلم على أحاديث أحمد بمثل ما قاله النور أيضًا لوقف ولما وجد حرفًا واحدًا يجيب به، وبعد هذا فالحديث صحيح كما قال المؤلف: لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق نحو عشرة من الصحابة أو أكثر، وقد ذكر المصنف منها هنا أربعة وهى: طريق أبي سعيد، وعبد اللَّه بن
الحنظلية، وفاطمة الزهراء، ووهب بن حذيفة، وذكره فيما سيأتى في حرف الصاد بلفظ:"صاحب الدابة" من طريق بريدة وقيس بن سعد وحبيب ابن مسلمة وعمر وعصمة بن مالك الخطمى وعروة بن مغيث الأنصارى وعلى ابن أبي طالب وأبي هريرة وبشير، فهؤلاء ثلاثة عشر راويا وهو عدد التواتر عند المصنف.
ومما لم يذكره في الباب حديث ابن عمر، خرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، ثم كثير من هذه الطرق أسانيده صحيحة.
وروى ابن قتيبة في "العيون" عن أحمد بن الخليل عن حبان بن موسى: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الرجل أحق بمجلسه إذا قام ثم رجع"، وهذا سند صحيح.
والغريب أن الشارح قال في الصغير في حديث أبي سعيد: بإسناد صحيح، مع أنه قال في الكبير: إن الحكم بصحته ليس بصواب، ثم رجع إلى ذلك الحكم الخطإ في نظره!
1913/ 4512 - "الرَّجُلُ أحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِهِ، وَبِصَدْرِ فِرَاشِهِ، وَأنْ يَؤُمَّ فِي رَحْلِهِ".
الدارمى (هق) عن عبد اللَّه بن الحنظلية
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو زلل، فقد أعله الذهبى في المهذب بأن فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة تركه أحمد وغيره، وقال العراقى في شرح الترمذى: فيه إسحاق بن يحيى وثقه ابن أبي شيبة، وضعفه أحمد وابن معين والبخارى.
قلت: إنما الزلل من الشارح العارى عن دراية الفن، ولو قلب عليه ما قال فقيل: ضعفه الذهبى والعراقى وهو زلل فقد صححه المصنف، لما كان له جواب!
وبعد، فالذهبى يتكلم على الحديث الذي بين يديه وكذلك العراقى، والمصنف ينظر إلى أصل الحديث الوارد من ثلاثة عشر طريقا فيها الصحيح.
على أن إسحاق بن يحيى قد وثقه ابن أبي شيبة فيما ينقله الشارح عن العراقى، وأخشى أن يكون ذلك من تحريفه، فإن الذي وثقه هو يعقوب بن شيبة فقال: لا بأس به، وقال البخارى: يهم في الشيء بعد الشيء إلا أنه صدوق، وقال ابن عمار الموصلى: صالح، وابن حبان بعد ما ذكره في الضعفاء رجع فذكره في الثقات وقال: يخطئ ويهم، وقد أدخلناه في الضعفاء لما كان فيه من الإيهام، ثم سرت أخباره فأدى الاجتهاد إلى أن يترك ما لم يتابع عليه ويحتج بما وافق الثقات اهـ.
فإذا اعترف له البخارى بأنه صدوق، وأن ضعفه إنما هو من قبل الوهم، وصرح ابن حبان بأنه يحتج بما وافق فيه الثقات، وهذا الحديث قد وافق فيه الثقات، كان ذلك دليلًا صريحًا على صحة الحديث، وأن المصنف مصيب في حكمه ماش على قواعد أهل الحديث، وأن الزلل إنما هو من الشارح.
والحديث خرجه أيضًا ابن قتيبة في عيون الأخبار قال:
حدثنى أحمد بن الخليل عن سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع عن عبد اللَّه بن يزيد الخطمى عن عبد اللَّه بن الغسيل -وهو ابن الحنظلية- به.
1914/ 4515 - "الرَّجُلُ أحَقُّ بِهِبَتِهِ مَا لَمْ يُثَبْ مِنْهَا".
(هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال الذهبى: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعفوه، وقال البخارى: كثير الوهم.
قلت: ذكر ذلك البخارى في ترجمته من التاريخ الكبير، وأورد فيه هذا الحديث من رواية وكيع عنه عن عمرو بن دينار عن أبي هريرة، قال
البخارى: وروى ابن عيينة عن عمرو عن سالم عن ابن عمر عن عمر من قوله وهو أصح.
1915/ 4516 - "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيِلِه فَلْيَنْظُرْ أحَدُكُمْ مَنْ يُخَالُّ".
(د. ت) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وحسنه الترمذى وتبعه المؤلف وهو أعلى من ذلك، فقد قال النووى في رياضه: إسناده صحيح.
قلت: ولم لا يقال: صححه النووى وهو أقل من ذلك؟! فقد حسنه الترمذى [رقم: 2378] وتبعه المصنف، فهذا الواجب لو كان هناك علم وإنصاف، فإن الترمذى إذا اقتصر على تحسينه وكذلك المصنف لم يكن ذلك منهما عن جهل بالسند ولكنه عن تحقيق لا يدريه الشارح.
وذلك أن الحديث رواه زهير بن محمد التميمى عن موسى بن وردان عن أبي هريرة، وزهير وإن احتج به الشيخان فقد قال فيه ابن معين مرة: إنه ضعيف، وذكره أبو زرعة في أسامى الضعفاء، وقال أبو حاتم: في حفظه سوء، وقال عثمان الدارمى: له أغاليط كثيرة، وقال النسائى: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوى، وعند عمرو بن أبي سلمة عنه مناكير، وقال أبو أحمد الحاكم: في أحاديثه بعض المناكير، وقال الساجى: صدوق منكر الحديث، بل قال ابن عبد البر: إنه ضعيف عند الجميع وإن كان هذا إسراف من [ابن] عبد البر، وأيضًا فشيخه موسى بن وردان لم يحتج به أحد من أهل الصحيح ومع ذلك فضعفه ابن معين وأبو داود وابن أبي خيثمة، وقال ابن حبان: كثر خطؤه حتى كان يروى المناكير عن المشاهير، وحينئذ اتضح أن قول الترمذى والمصنف هو الصواب، وأن ما فعله النووى من الحكم بصحته لو صح عنه غير صواب، بل لو لم يكن له اعتبار جانب من وثق الرجلين
لكان الواجب الحكم بضعفه، ولكن الشارح يتعنت وهو لا يدرى قواعد الفن ولا طرق الخلاص مما يتعنت به.
والحديث خرجه أيضًا أبو داود الطيالسى وأحمد [2/ 303] في مسنديهما، والحاكم في المستدرك [4/ 17]، والخطابى في العزلة [رقم: 46] والربعى السدار في جزئه والخطيب في التاريخ، والبغوى في التفسير، والقضاعى في مسند الشهاب كلهم من طريق زهير بن محمد بسنده.
ورواه الحاكم من وجه آخر من طريق صدقة بن عبد اللَّه عن إبراهيم بن محمد الأنصارى عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة، ثم قال: إنه صحيح إن شاء اللَّه ولم يخرجاه.
ورواه أبو نعيم في الحلية [3/ 165] من طريق محمد بن إبراهيم الأسلمى عن صفوان عن سعيد بن يسار به، وقال: غريب من حديث سعيد وصفوان تفرد به عنه فيما قيل محمد بن إبراهيم الأسلمى.
1916/ 4518 - "الرَّحِمُ شجْنَةٌ معَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ".
(حم. طب) عن ابن عمرو
قلت: لم يذكر الشارح مخرجًا آخر لهذا الحديث وهو عند البخارى في الأدب المفرد والحكيم في النوادر في الأصل التاسع والأربعين ومائة.
1917/ 4519 - "الرَّحِمُ معَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِى وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِى قَطَعَهُ اللَّهُ".
(م) عن عائشة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه وهو فيه متابع للطبرانى حيث عزاه لمسلم خاصة، قال المناوى: وليس بصحيح، فقد ذكره الحميدى وغيره فيما اتفق عليه الشيخان.
قلت: الحديث ذكره المصنف بعد هذا مباشرة وعزاه للبخارى من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة، [و] الشارح يجزم بأن المصنف تابع للطبرانى، ولست أدرى من أين أتاه الجزم بذلك؟! ومن عرفه أن المصنف رأى كتاب الطبرانى؟! إن هذا لعجب، وأعجب منه اعتماد جده على ذكر الحميدى للحديث في المتفق عليه مع أن الأمر أهون من ذلك؛ إذ الحديث في صحيح البخارى في كتاب الأدب منه في باب:"من وصل وصله اللَّه".
1918/ 4522 - "الرَّحْمَةُ تَنْزِلُ عَلَى الإمَامِ ثُمَّ عَلَى مَنْ عَلَى يَمِينِهِ، الأوَّلَ فَالأوَّلَ".
أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة
قلت: سكت عنه الشارح وقد رمز المصنف لحسنه.
قال أبو الشيخ:
حدثنا ابن أبي عاصم ثنا صالح بن زياد ثنا عمر بن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
1919/ 4523 - "الرِّزْقُ إِلَى بَيْتٍ فِيهِ السَّخَاءُ أسْرَعُ منَ الشَّفْرَةِ إِلَى سَنَامِ البَعِيرِ".
ابن عساكر عن أبي سعيد
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو الشيخ في الثواب، وسبقه ابن ماجه، قال الزين العراقى: وكلها ضعيفة.
قلت: هذا خطأ فاحش من وجوه، أحدها: أن أبا الشيخ لم يخرجه عن أبي سعيد، بل خرجه من حديث جابر، فقال:
حدثنا أبو عبد اللَّه الحسن بن محمد بن النضر ثنا أبو مسعود الرازى أخبرنا عبد الرحمن بن قيس عن صالح بن عبد اللَّه عن أبي الزبير عن جابر به.
وهكذا رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 270] فقال:
حدثنا الحسين بن أحمد بن بكير ثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ثنا أبو مسعود به مثله.
ثانيها: أن ابن ماجه لم يخرجه من حديث أبي سعيد أيضًا بل خرجه من حديث ابن عباس.
ثالثها: أنه لم يخرجه بهذا اللفظ، بل لفظه [رقم: 3357]: "الخير إلى البيت الذي يؤكل فيه أسرع من الشفرة إلى سنام البعير"، فهو في فضل خصوص الضيافة، وحديث الباب في مطلق السخاء.
رابعها: أن حديث ابن ماجه قد ذكره المصنف سابقا في حرف "الخاء".
خامسها: أن عزوه للعراقى أنه قال: وكلها ضعيفة يوهم أن العراقى خلط هذا التخليط والأمر بخلافه، ومعاذ اللَّه أن يخلط هذا التخليط محدث فضلا عن الحافظ العراقى.
1920/ 4524 - "الرِّزْقُ أشَدُّ طَلَبًا لِلْعَبْدِ مِن أجَلِهِ".
القضاعى عن أبي الدرداء
قال الشارح: مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح.
وقال في الكبير: رواه أبو نعيم والطبرانى والديلمى، وقال العامرى: صحيح، ورواه عنه الدارقطنى في علله مرفوعًا وموقوفًا وقال: إنه أصح.
قلت: في هذا أمور، الأول: قوله في الصغير عقب عزوه للقضاعى: مرفوعًا وموقوفًا، يفيد أن القضاعى رواه على الوجهين وليس كذلك، بل لم يروه القضاعى إلا مرفوعًا فقال [رقم: 241]:
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر التجيبى ثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا محمد بن صالح كيلجة ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد بن مسلم عن عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبد اللَّه عن أم الدرداء قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الرزق. . . "، وذكره.
الثانى: أن أبا نعيم خرج الحديث [6/ 86] بلفظ: "إن الرزق يطلب العبد كما يطلبه أجله"، وفرق بين هذا وبين لفظ القضاعى الذي فيه:"إن الرزق أشد طلبا من الأجل".
الثالث: أن الطبرانى رواه بلفظ: "إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله"، وقد ذكره المصنف سابقًا في حرف "الهمزة" فذكره هنا خطأ.
الرابع: أنه قلد العامرى شارح الشهاب في قوله: صحيح، والعامرى أحمق يصحح الأحاديث بهواه ولو كانت موضوعة.
الخامس: أنه ناقض ذلك فذكر أن الدارقطنى صحح أنه موقوف.
1921/ 4525 - " الرَّضَاعُ يُغَيِّرُ الطِّبَاعَ".
القضاعى عن ابن عباس
قال في الكبير: قال شارح الشهاب: حديث حسن، وأقول: فيه صالح بن عبد الجبار، قال في الميزان: أتى بخبر منكر جدا ثم ساق هذا الحديث، ثم قال: فيه انقطاع، وفيه أيضًا عبد الملك بن مسلمة مدنى ضعيف.
قلت: العامرى شارح الشهاب أحمق يصحح ويحسن بهواه ولو كان الحديث موضوعًا أو منكرًا كهذا، وقد نبهنا عليه مرارًا، وإذا علم الشارح هنا خطأه وحمقه وعرف من في السند من الضعفاء، وأن الذهبى قال في الحديث: إنه منكر فلا معنى للنقل عن شارح الشهاب ما يقوله من الباطل لا هنا ولا فيما بعد.
1922/ 4530 - "الرِّفْقُ فِي المَعيشَةِ خَيرٌ منْ بَعْضِ التِّجَارةِ".
(قط) في الأفراد والإسماعيلى في معجمه
(طس. هب) عن جابر
قال الشارح: بإسناد حسن.
قلت: كيف ذلك؟! وقد قال هو في الكبير: قال الهيثمى [4/ 74]: فيه عند الطبرانى عبد اللَّه بن صالح، وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه جمع، وقال الذهبى: فيه عند البيهقى ابن لهيعة، وسبق بيان حاله اهـ.
وهو كثيرًا ما يتعقب المصنف على التحسين بوجود ابن لهيعة في الإسناد، فلا أدرى من أين أتى بحسنه؟!.
والحديث خرجه أيضًا ابن الأعرابى والعسكرى والقضاعى [رقم: 242] كلهم من رواية حجاج بن سليمان الرعينى قال: قلت لابن لهيعة: شيئًا كنت أسمع عجائزنا يقلنه: الرفق في المعيشة خيرٌ من بعض التجارة، فقال: حدثنى محمد بن المنكدر عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول. . .، فذكره، وحجاج منكر الحديث وقد أورد الذهبى هذا الحديث في ترجمته.
1923/ 4533 - "الرَّفْقُ يُمْنٌ، وَالخُرْقُ شُؤْمٌ، وَإذَا أرَادَ اللَّهُ بأهْل بَيْت خَيرًا أدْخَلَ عَلَيهم بَابَ الرِّفْق، فَإنَّ الرِّفْقَ لَم يَكُنْ في شَيء قَطُ إلا زَانَهُ، وإنَّ الخُرْقَ لَم يَكُنْ في شَيء قَطُ إلا شَانَهُ، الحياءُ منَ الإيمَان، وَالإيمَانُ في الجَنَّة، وَلَوْ كَانَ الحيَاءُ رَجُلًا لكَانَ رَجُلًا صَالحًا، وَإنَّ الفُحْشَ منَ الفُجُور، وَإنَّ الفُجُور في النَّار، وَلَوْ كَانَ الفُحْشُ رَجُلًا لكَانَ رَجُلًا سُوءًا، وَإنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْنِى فَحَّاشًا".
(هب) عن عائشة
قال في الكبير: وفيه موسى بن هارون، قال الذهبى في الضعفاء: مجهول.
قلت: موسى بن هارون الذي قال فيه الذهبى ذلك ليس هو المذكور في هذا الحديث، وكأن البيهقى أسنده من طريق موسى بن هارون الحمال الحافظ،
فجعله الشارح هو من قال فيه الذهبى: مجهول، فإن موسى بن هارون لا دخل له في هذا الحديث لأنه معروف بأبى غرازة محمد بن عبد الرحمن الجدعانى المعروف بابن أبي مليكة، وفي ترجمته خرجه البخارى في التاريخ الكبير فقال: محمد بن عبد الرحمن أبو غرازة القرشى زوج صبرة، روى عنه أبو عاصم ومسدد وهو ابن أبي بكر المليكى ابن أبي مليكة التيمى نسبه إبراهيم الشافعى سمع محمدًا، سمع أباه عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"الرفق يمن. . . " بطوله اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه أبو غرازة محمد ابن عبد الرحمن التيمى عن أبيه عن القاسم عن عائشة فذكر الحديث بطوله، قال أبي: هذا حديث منكر اهـ.
فعلته أبو غرازة وهو معروف عنه، وقد قال البخارى فيه: إنه منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال النسائى: متروك، ووثقه أحمد وأبو زرعة فقالا: لا بأس به.
1924/ 4537 - "الرَّقُوبُ الَّذِى لا فَرَطَ لَهُ".
(تخ) عن أبي هريرة
قلت: لم يكتب الشارح على هذا الحديث شيئًا وسنده صحيح، فإن البخارى رواه في التاريخ عن ابن أبي شيبة.
حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء كلهم رجال الصحيح.
1925/ 4542 - "الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ".
(ك) عن أنس
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وليس كذلك، فقد قال الحافظ العراقى: رواه أيضًا الترمذى وابن
ماجه وكذا ابن حبان والحاكم من حديث ابن عمر اهـ. فعزو المصنف له فقط تقصير أو قصور.
قلت: بل هو تقصير وقصور معا ولكن من الشارح، مع زيادة التهور والكذب، فابن ماجه ما خرج الحديث أصلًا ولا عزاه إليه العراقى، وأما الترمذى [3/ 226، رقم: 878]، وابن حبان والحاكم [1/ 456]: فقد أخرجوه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لا ابن الخطاب كما يقوله الشارح بلفظ: "إن الركن والمقام"، وقد ذكره المصنف سابقا كذلك، وعزاه لأحمد والترمذى وابن حبان والحاكم من حديث عبد اللَّه بن عمرو وهو كما ترى غير حديث أنس المذكور هنا، وأما العراقى فقال في حديث:"إن الحجر ياقوتة من يواقيت الجنة ويبعث يوم القيامة له عينان. . . " الحديث، رواه الترمذى وصححه، والنسائى من حديث ابن عباس:"الحجر الأسود من الجنة" لفظ النسائى، وباقى الحديث رواه الترمذى وحسنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصحح إسناده من حديث ابن عباس أيضًا، وللحاكم من حديث أنس:"إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة"، وصحح إسناده، ورواه النسائى وابن حبان والحاكم من حديث عبد اللَّه بن عمرو اهـ.
فالذي عزاه العراقى للترمذى وابن ماجه وابن حبان والحاكم هو حديث: "الحجر ياقوتة من يواقيت الجنة"، وهو من حديث ابن عباس فهو حديث آخر سندا ومعنى ولفظا؛ لأنه في:"الحجر"، والمذكور هنا في:"الركن والمقام"، فاعجب لأمانة الشارح وفهمه وتحقيقه!.
1926/ 4543 - "الرُّكْنُ يَمَانٍ".
(عق) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أن العقيلى خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، فإنه أورده في ترجمة بكار بن محمد وقال: لا يثبت.
قلت: كذب الشارح فإن ظاهر صنيع المؤلف أن العقيلى خرجه وضعفه لأنه رمز لضعفه كما يرمز للمخرجين، فكيف يكون مع ذلك ظاهرا في أنه لم يتعقبه؟! وإلا لأمكن لقائل أن يقول: وظاهر صنيعه أنه لم يخرجه أحد لأنه لم يعزه، فإن قال الشارح: قد رمز لمخرجه العقيلى، قيل له: وقد رمز لضعفه الدال على تعقبه!.
1927/ 4544 - "الرَّمْيُ خَيْرُ مَا لَهَوْتُمْ بِهِ".
(فر) عن ابن عمر
قلت: هذا حديث موضوع من خصوص هذا الإسناد وبالسبب الوارد عليه كما ذكره الشارح في الكبير.
1928/ 4549 - "الرِّيحُ منْ رَوْح اللَّه تَأتى بالرَّحْمَة، وَتأتى بالْعَذَاب، فَإذا رَأيْتُمُوهَا فَلا تَسُبُّوهَا، وَاسْألُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا".
(خد. د. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف تفرد أبي داود به من بين الستة، وليس كذلك بل رواه ابن ماجه وكذا النسائى في اليوم والليلة عن أبي هريرة أيضًا.
قلت: الشارح جاهل ملبس فابن ماجه رواه [رقم: 3727] بلفظ: "لا تسبوا الريح فإنها من روح اللَّه. . . " الحديث، وقد ذكره المصنف فيما سيأتى في حرف "لام ألف" وعزاه لأحمد وابن ماجه، وأما ذكر عمل اليوم والليلة للنسائى من بين الكتب الستة فتلبيس على الجهلة إن لم يكن جهلا من، فإن اليوم والليلة للنسائى لا مدخل له في الكتب الستة، ثم نقول له: وظاهر تعقبك أنه لم يخرجه غير المذكورين وليس كذلك، فقد خرجه الطحاوى في مشكل الآثار (1/ 399) والتى قبلها، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 114)، والبغوى في التفسير (2/ 10) طبع هندية.
1929/ 4550 - "الرِّيحُ تَبْعَثُ عَذَابًا لِقَوْمٍ، وَرَحْمَةً لآخرينَ".
(فر) عن عمر
قال في الكبير: وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال الذهبى: متفق على ضعفه، ورواه عنه الحاكم أيضًا، وعنه تلقاه الديلمى مصرحًا، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أجود.
قلت: بل لكان أكذب فإنه إذ رآه في مسند الفردوس من طريقه ولم يدر في أى كتاب أخرجه ثم يعزوه إليه يكون متهورًا كاذبًا كالشارح، وقوله: وعنه رواه مصرحًا سخافة وجهالة بيناها مرارًا، أما قوله: وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، فاعجب من هذا واعجب، ولست أدرى من أين عرف أن عمرو بن دينار هو قهرمان آل الزبير؟! فالرجل اتخذ هذا الفن هزؤا ولعبًا يلعب به كما شاء ذوقه وجهله، فإن عمرو بن دينار المذكور في سند هذا الحديث هو الإمام المشهور وهو شيخ سفيان بن عيينة الذي رواه عنه، وعلته إنما هي ممن قبل سفيان، فإن الحاكم رواه [4/ 285] عن أبي على الحافظ:
حدثنا الحسن بن الحسين بن منصور حدثنا حامد بن أبي حامد المقرى حدثنا سفيان به، وهذا المقرى ضعيف أو الذي روى عنه.