المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌138 - خباب بن الأرت البدري - المسند المصنف المعلل - جـ ٧

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌68 - جابر بن عمير الأَنصاري

- ‌69 - الجارود بن المعلى العبدي

- ‌70 - جارية بن ظفر الحنفي

- ‌71 - جارية بن قُدَامة التميمي

- ‌72 - جبار بن صخر الأَنصاري

- ‌73 - جبلة بن حارثة الكلبي

- ‌74 - جبير بن مطعم القرشي

- ‌75 - الجراح بن أبي الجراح الأشجعي

- ‌76 - جرموز الهجيمي

- ‌77 - جرهد الأسلمي

- ‌78 - جَرير بن عبد الله البَجَلي

- ‌79 - جعدة بن خالد الجشمي

- ‌80 - جعفر بن أبي طالب الهاشمي

- ‌81 - جعيل بن زياد الأشجعي

- ‌82 - جُنادة بن أبي أُمية الأزدي

- ‌83 - جُندب بن عبد الله بن سفيان البَجَلي

- ‌84 - جُندب بن كعب الأزدي

- ‌85 - جُندب بن مكيث الجهني

- ‌86 - جهجاه الغِفاري

- ‌87 - حابس التميمي

- ‌88 - الحارث بن أقيش

- ‌89 - الحارث بن الحارث الأشعري

- ‌90 - الحارث بن حاطب بن الحارث الجُمحي

- ‌91 - الحارث بن حسان البكري

- ‌92 - الحارث بن خزمة الأَنصاري

- ‌93 - الحارث بن زياد الأَنصاري

- ‌94 - الحارث بن ضرار الخُزاعي

- ‌95 - الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي

- ‌96 - الحارث بن عَمرو بن الحارث السهمي

- ‌97 - الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي

- ‌98 - الحارث بن مالك الأَنصاري

- ‌99 - الحارث بن هشام المخزومي

- ‌100 - الحارث

- ‌101 - حارثة بن النعمان الأَنصاري

- ‌102 - حارثة بن وهب الخُزاعي

- ‌103 - حازم بن حَرملة

- ‌104 - حِبَّان بن بُحٍّ الصُّدَائي

- ‌105 - حبشي بن جنادة بن نصر، السلولي

- ‌106 - حبة بن خالد الخُزاعي

- ‌107 - حبيب بن فويك

- ‌108 - حبيب بن مَسلَمة، الفهري

- ‌109 - الحجاج بن عَمرو، المازني

- ‌110 - حجاج بن مالك الأسلمي

- ‌111 - حذيفة بن أَسِيد

- ‌112 - حذيفة بن اليمان العبسي

- ‌113 - حذيم بن عَمرو السعدي

- ‌114 - الحر بن قيس الفزاري

- ‌115 - حَرملة بن عبد الله التميمي العنبري

- ‌116 - حَرملة بن عَمرو الأسلمي

- ‌117 - حزم بن أبي كعب الأَنصاري

- ‌118 - حزن بن أبي وهب المخزومي

- ‌119 - حسان بن ثابت الأَنصاري

- ‌120 - الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي

- ‌121 - الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي

- ‌122 - حصين بن أوس النهشلي

- ‌123 - حصين بن عوف الخثعمي

- ‌124 - حصين بن وحوح الأَنصاري

- ‌125 - الحكم بن حزن الكلفي

- ‌126 - الحكم بن عَمرو الغِفاري

- ‌127 - حكيم بن حزام الأسدي

- ‌128 - حمزة بن عَمرو الأسلمي

- ‌129 - حمل بن مالك، أَبو نضلة

- ‌130 - حنظلة بن حذيم المالكي

- ‌131 - حنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب

- ‌132 - حوشب

- ‌حرف الخاء

- ‌133 - خارجة بن حذافة العدوي

- ‌134 - خالد بن عَدي الجهني

- ‌135 - خالد بن عُرفُطة بن أبرهة العذري

- ‌136 - خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي

- ‌137 - خالد العدواني

- ‌138 - خباب بن الأرت البدري

- ‌139 - خبيب بن يَسَاف الأَنصاري

- ‌140 - خِداش بن أبي سلامة السلامي

- ‌141 - خرشة بن الحارث المرادي

- ‌142 - خرشة بن الحر

- ‌143 - خريم بن فاتك الأسدي

- ‌144 - خزيمة بن ثابت الأَنصاري

- ‌145 - خزيمة بن جزء السلمي

- ‌146 - الخشخاش العنبري

- ‌147 - خفاف بن إيماء بن رحضة الغِفاري

- ‌148 - خلاد بن السائب الأَنصاري

- ‌حرف الدال

- ‌149 - دحية بن خليفة الكلبي

- ‌150 - دكين بن سعيد المزني

- ‌151 - ديلم الحميري الجيشاني

- ‌حرف الذال

- ‌152 - ذؤيب بن حلحلة الخُزاعي الكعبي

- ‌153 - ذو الأصابع

- ‌154 - ذو الجوشن الضبابي

- ‌155 - ذو الزوائد

- ‌156 - ذو الغرة الجهني

- ‌157 - ذو اللحية الكلابي

- ‌158 - ذو مخمر الحبشي

- ‌159 - ذو اليدين

الفصل: ‌138 - خباب بن الأرت البدري

‌138 - خباب بن الأرت البدري

(1)

3864 -

عن سعيد بن وهب، قال: سمعت خبابا يقول:

«شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء، فلم يشكنا» .

قال شعبة: يعني في الظهر

(2)

.

- وفي رواية: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرمضاء، فلم يشكنا»

(3)

.

- وفي رواية: «عن خباب، قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه حر الرمضاء، فلم يشكنا» .

قال زهير: قلت لأبي إسحاق: أفي الظهر؟ قال: نعم، قلت: أفي تعجيلها؟ قال: نعم

(4)

.

(1)

قال أَبو حاتم الرازي: خباب بن الأرت، أَبو عبد الله مولى بني زُهرَة، يعد في الكوفيين، له صحبة. «الجرح والتعديل» 3/ 395.

(2)

اللفظ لأحمد (21366).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(4)

اللفظ لمسلم (1351).

ص: 545

أخرجه عبد الرزاق (2055) عن الثوري. و «الحميدي» (152) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري. و «ابن أبي شيبة» (3293) قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «أحمد» 5/ 108 (21366) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي 5/ 110 (21377) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان (ح) وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» 2/ 109 (1350) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو الأحوص سَلَّام بن سليم. وفي (1351) قال: وحدثنا أحمد بن يونس، وعون بن سلام، قال عون: أخبرنا، وقال ابن يونس: حدثنا زهير. و «النَّسَائي» 1/ 247، وفي «الكبرى» (1503) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا حميد بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا زهير.

⦗ص: 546⦘

أربعتهم (سفيان الثوري، وأَبو الأحوص، وشعبة بن الحجاج، وزهير بن معاوية) عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن وهب، فذكره

(1)

.

- صرح أَبو إسحاق بالسماع، في رواية شعبة، عند أحمد (21366).

(1)

المسند الجامع (3592)، وتحفة الأشراف (3513)، وأطراف المسند (2299)، ومَجمَع الزوائد 1/ 306.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1148)، والبزار (2134)، وأَبو عَوانة (1010 و 1011)، والطبراني (3698: 3703)، والبيهقي 1/ 438 و 2/ 104، والبغوي (358).

ص: 545

3865 -

عن حارثة بن مضرب العبدي، عن خباب، قال:

«شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء، فلم يشكنا»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (153). وابن ماجة (675) قال: حدثنا علي بن محمد.

كلاهما (عبد الله بن الزبير الحميدي، وعلي بن محمد) عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (3593)، وتحفة الأشراف (3512).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (3676: 3678).

ص: 546

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن خباب؛ شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء، فلم يشكنا.

قال أَبو زُرعَة: أخطأ فيه وكيع، إنما هو على ما رواه شعبة وسفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «علل الحديث» (255).

⦗ص: 547⦘

- وأخرجه البزار (2136) فأظهر علةً أُخرى، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مَغراء، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضرب، عن بعض أَصحابه، عن خباب، قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء فلم يُشكنا.

ص: 546

3866 -

عن أبي معمر، عن خباب، قال:

«شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء، فلم يشكنا» .

أخرجه ابن حبان (1480) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو مَعمَر، اسمه عبد الله بن سخبرة.

(1)

أخرجه الطبراني (3686).

ص: 547

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه ابن عُيينة، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر، عن خباب، قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرمضاء، فلم يشكنا.

قال أبي: هذا خطأ أخطأ فيه ابن عُيينة، ليس لهذا أصل، ما ندري كيف أخطأ وما أراد.

وقال أَبو زُرعَة: إنما أراد ابن عُيينة حديث الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر، عن خباب، أنه قيل له: كيف كنتم تعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: باضطراب لحيته.

قلت لأَبي زُرعَة: عنده الحديثين جميعا؟ قال: أحدهما، والآخر خطأ. «علل الحديث» (198).

- وقال أَبو حاتم الرازي: وهم ابن عُيينة في هذا الحديث. «علل الحديث» (375).

- وقال الدارقُطني: غريبٌ من حديث الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عنه، تفرد به سفيان بن عُيينة، وهو غريب من حديث سفيان. «أطراف الغرائب والأفراد» (2065).

ص: 547

3867 -

عن أبي معمر، قال: سألنا خبابا:

«أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر؟ قال: نعم، قال: فمن أين كنتم تعلمون؟ قال: بتحريك لحيته»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي معمر، قال: سألنا خبابا: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (2676) عن الثوري. و «الحميدي» (156) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (3655) قال: حدثنا أَبو معاوية، ووكيع. وفي 2/ 529 (8885) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 5/ 109 (21370) و 5/ 110 (21376) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 5/ 109 (21373) قال: حدثنا وكيع. وفي (21375) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. وفي 5/ 110 (21381) قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وابن نُمير. وفي 5/ 112 (21393) و 6/ 395 (27757) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «البخاري» 1/ 150 (746) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي 1/ 152 (760)، وفي «القراءة خلف الإمام» (309) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي 1/ 152 (761) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 155 (777) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جَرير. و «ابن ماجة» (826) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع.

(1)

اللفظ لأحمد (21370).

(2)

اللفظ للبخاري (760).

ص: 548

و «أَبو داود» (801) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (535) قال: أخبرنا هَنَّاد بن السَّري في حديثه، عن أبي معاوية. و «ابن خزيمة» (505) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كُريب، قال: حدثنا أَبو أُسامة (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا أحمد بن عَبدة، وسعيد بن عبد الرَّحمَن المخزومي، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي (506) قال: حدثنا يعقوب الدورقي،

⦗ص: 549⦘

وسَلْم بن جُنادة، قالا: حدثنا وكيع. وفي (506 م) قال: حدثنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن حِبَّان» (1826) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (1830) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع.

عشرتهم (سفيان الثوري، وسفيان بن عُيينة، وأَبو معاوية محمد بن خازم، ووكيع بن الجراح، وشعبة بن الحجاج، وعبد الله بن نُمير، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة) عن سليمان بن مِهران الأعمش، قال: سمعت عمارة بن عمير يحدث، عن أبي معمر، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو مَعمَر، اسمه عبد الله بن سخبرة.

- صرح الأعمش بالسماع، في رواية شعبة، وحفص بن غياث، وأبي أُسامة، عنه.

(1)

المسند الجامع (3594)، وتحفة الأشراف (3517)، وأطراف المسند (2306).

والحديث؛ أخرجه البزار (2131)، والطبراني (3683: 3685 و 3687: 3689)، والبيهقي 2/ 37 و 54 و 193.

ص: 548

3868 -

عن عُبادة بن نُسَي، قال: سمعت خباب بن الأرت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إياك والخمر، فإن خطيئتها تفرع الخطايا، كما أن شجرتها تفرع الشجر» .

أخرجه ابن ماجة (3372) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا منير بن الزبير، أنه سمع عُبادة بن نُسَي، يقول، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (3595)، وتحفة الأشراف (3515).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (3709).

ص: 549

3869 -

عن قيس بن أبي حازم، قال: عدنا خبابا، وقد اكتوى في بطنه سبعا، فقال:

⦗ص: 550⦘

«لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت، لدعوت به» .

ثم قال: فإنه قد مضى قبلنا أقوام، لم ينالوا من الدنيا شيئا، وإنا بقينا بعدهم، حتى نلنا من الدنيا ما لا يدري أحدنا في أي شيء يضعه، إلا في التراب، وإن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه، إلا فيما أنفق في التراب

(1)

.

- وفي رواية: «عن قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على خباب نعوده، وقد اكتوى سبع كيات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، ثم أتيناه مرة أخرى، وهو يبني حائطا له، فقال: إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه، إلا في شيء يجعله في هذا التراب»

(2)

.

- وفي رواية: «عن قيس، قال: سمعت خبابا، وقد اكتوى يومئذ سبعا في بطنه، وقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت، إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مضوا، ولم تنقصهم الدنيا بشيء، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعا إلا التراب»

(3)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ للبخاري (5672).

(3)

اللفظ للبخاري (6430).

ص: 549

أخرجه الحُميدي (154) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (30475) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أحمد» 5/ 109 (21374) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 110 (21383) قال: حدثنا يزيد. وفي 5/ 111 (21385) قال: حدثنا محمد بن يزيد. وفي 5/ 112 (21394) و 6/ 395 (27758) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 7/ 121 (5672)، وفي «الأدب المفرد» (454 و 455) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي 8/ 76 (6349)، وفي «الأدب المفرد» (687) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي 8/ 76 (6350) و 8/ 91 (6431) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى. وفي

⦗ص: 551⦘

8/ 91 (6430) قال: حدثني يحيى بن موسى، قال: حدثنا وكيع. وفي 9/ 84 (7234) قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبدة. و «مسلم» 8/ 64 (6915) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6916) قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة، وجرير بن عبد الحميد، ووكيع (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا عُبيد الله بن معاذ، ويحيى بن حبيب، قالا: حدثنا مُعتَمِر (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «النَّسَائي» 4/ 4، وفي «الكبرى» (1962) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «ابن حِبَّان» (2999) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان.

ص: 550

جميعهم (سفيان بن عُيينة، وعبد الله بن إدريس، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد، ويحيى بن سعيد، وشعبة بن الحجاج، وعبدة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نُمير، ومعتمر بن سليمان، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره

(1)

.

- أَخرجه ابن حبان (3243) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: حدثنا أَبو معاوية الضرير، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: أتينا خبابا نعوده، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الرجل ليؤجر في نفقته كلها، إلا في هذا التراب»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (3604)، وتحفة الأشراف (3518)، وأطراف المسند (2298 و 2304).

والحديث؛ أخرجه البزار (2125)، والطبراني (3632: 3637)، والبيهقي 3/ 377، والبغوي (4085).

(2)

أخرجه هَنَّاد في «الزهد» (722)، من طريق أبي معاوية.

وأخرجه الطبراني (3641) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وفي (3645) من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، به، مرفوعًا.

ص: 551

3870 -

عن حارثة بن مضرب، قال: دخلت على خباب، وقد اكتوى، فقال:

«ما أعلم أحدا لقي من البلاء ما لقيت، لقد كنت وما أجد درهما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لي في ناحية بيتي هذا أربعين ألفا، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا، أو نهى، أن نتمنى الموت، لتمنيته»

(1)

.

- وفي رواية: «دخلت على خباب، وقد اكتوى سبعا، فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمن أحدكم الموت، لتمنيته، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك درهما، وإن في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهم، قال: ثم أتي بكفنه، فلما رآه بكى، وقال: لكن حمزة لم يوجد له كفن، إلا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه، قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه، قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر»

(2)

.

- وفي رواية: «أتينا خبابا نعوده، وقد اكتوى سبع كيات، فقال: لقد تطاول مرضي، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تمنوا الموت، لتمنيت، وقال: يؤجر الرجل في نفقته كلها، إلا التراب، أو قال: في البناء»

(3)

.

- وفي رواية: «غدوت على خباب أعوده، وهو مريض، فقال: لقد رأيتني في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما لي درهم، وإن في جانب البيت لأربعين ألفا، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنى أحدكم الموت، لتمنيته، لقد طال وجعي هذا»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21380).

(2)

اللفظ لأحمد (21387).

(3)

اللفظ للترمذي (2483).

(4)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 552

أخرجه عبد الرزاق (20635) عن مَعمَر. و «أحمد» 5/ 109 (21368) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شَريك. وفي 5/ 110 (21380) قال: حدثنا محمد بن

⦗ص: 553⦘

جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 5/ 111 (21387) و 6/ 395 (27761) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. و «ابن ماجة» (4163) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: حدثنا شَريك. و «التِّرمِذي» (970) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2483) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا شريك.

أربعتهم (مَعمَر بن راشد، وشريك بن عبد الله، وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل بن يونس) عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي (970): حديث خباب حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وقال (2483): هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- أَخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (447) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب رضي الله عنه، قال: إن الرجل ليؤجر في كل شيء إلا البناء. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (3605)، وتحفة الأشراف (3511)، وأطراف المسند (2298).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1149)، والبزار (2135)، والطبراني (3668: 3672).

ص: 552

3871 -

عن مسلم بن السائب، عن خباب بن الأرت، قال:

«سألت النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله، كيف نستغفر؟ قال: قل: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وتب، (وذكر كلمة معناها، علينا)، إنك أنت التواب الرحيم» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10222) قال: أخبرنا محمد بن معاوية بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سعيد بن زياد المكتب، قال: سمعت سليمان بن يسار، قال: أخبرني مسلم بن السائب، فذكره.

- أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10223) قال: أخبرنا معاوية بن صالح. وفي (10224) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم.

⦗ص: 554⦘

كلاهما (معاوية، وأحمد بن عثمان) عن خالد بن مخلد، قال: حدثني سعيد بن زياد، وهو المكتب مولى بني زُهرَة، قال: سمعت سليمان بن يسار، يحدث، عن مسلم بن السائب بن خباب؛

«قالوا: يا رسول الله، كيف نستغفر؟ قال: قولوا: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم»

(1)

، «مُرسَل»

(2)

.

(1)

لفظ (10224).

(2)

المسند الجامع (3596)، وتحفة الأشراف (3521).

والحديث؛ أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (371).

وأخرجه أَبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (2139)، عن مسلم بن السائب بن خباب، مرسل.

ص: 553

- فوائد:

- قال المِزِّي: مسلم بن السائب، عن خباب، وصوابه: مسلم بن السائب بن خباب، مرسل، ثم ساقه المزي، متصلا ومرسلا، وقال عقب المرسل: وهذا الصواب، والله أعلم. «تحفة الأشراف» (3521).

- وقال ابن حَجر: قال البغوي في «الصحابة» : مسلم بن السائب بن خباب، قيل: إنه روى عن أبيه السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت، القائل ابن حجر: فعلى هذا، فالخطأ في رواية النَّسَائي الأولى، إنما هو ممن قال:«ابن الأرت» ، لا ممن قال:«عن خباب» ، لاحتمال أن يكون أراد ابن خباب، وهو السائب، فيكون من أرسله، فقال:«عن مسلم بن السائب بن خباب» ، ومن وصله قال:«عن مسلم بن السائب، عن أبيه» ، وخباب في الحالين هو «صاحب المقصورة» لا «ابن الأرت» . «النكت الظراف» (3521).

ص: 554

3872 -

عن مسروق، عن خباب، قال:

«كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاص بن وائل، قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال: والله، لا أكفر حتى يميتك الله، ثم تبعث، قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا

⦗ص: 555⦘

وولدا، فأقضيك، فنزلت هذه الآية:{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} »

(1)

.

- وفي رواية: «كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لن أكفر به، حتى تموت، ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث من بعد الموت، فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد، قال: فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرَّحمَن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}»

(2)

.

- وفي رواية: «كنت قينا بمكة، فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، قلت: لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله ثم يحييك، قال: إذا أماتني الله، ثم بعثني ولي مال وولد، فأنزل الله: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرَّحمَن عهدا}» .

قال: موثقا

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (4734).

(2)

اللفظ للبخاري (4735).

(3)

اللفظ للبخاري (4733).

ص: 554

- وفي رواية: «جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت: لا، حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: نعم، قال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت قينا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، فاجتمعت

⦗ص: 556⦘

لي عليه دراهم، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: والله، لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بعثت كان لي مال وولد، قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله، تبارك وتعالى:{أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} حتى بلغ: {فردا} »

(2)

.

أخرجه أحمد (21382) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان. وفي 5/ 111 (21390) قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي (21391) قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. و «البخاري» 3/ 60 (2091) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن شعبة. وفي 3/ 92 (2275) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. وفي 3/ 123 (2425) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب بن جَرير بن حازم، قال: أخبرنا شعبة. وفي 6/ 94 (4732) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (4733) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. قال البخاري: لم يقل الأشجعي، عن سفيان:«سيفا ولا موثقا» . وفي 6/ 94 (4734) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة.

(1)

اللفظ للبخاري (4732).

(2)

اللفظ لأحمد (21382).

ص: 555

وفي (4735) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» 8/ 129 (7164) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. وفي (7165) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جَرير (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (3162) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. وفي (3162 م) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11260) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن حِبَّان» (4885) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع. وفي (5010) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا سفيان الثوري.

⦗ص: 557⦘

ثمانيتهم (سفيان الثوري، وأَبو معاوية، وعبد الله بن نُمير، وشعبة، وحفص بن غياث، وسفيان بن عُيينة، ووكيع، وجرير) عن سليمان بن مِهران الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره

(1)

.

- قال البخاري، عقب رواية الحميدي: رواه الثوري، وشعبة، وحفص، وأَبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش.

- صرح الأعمش بالسماع، في رواية شعبة، عند البخاري (4734).

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (3597)، وتحفة الأشراف (3520)، وأطراف المسند (2305).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1150)، والبزار (2124)، والطبراني (3650: 3655)، والبيهقي 6/ 52.

ص: 556

3873 -

عن أبي الكنود، عن خباب؛

«في قوله، تعالى:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} إلى قوله: {فتكون من الظالمين} قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعُيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب، وبلال، وعمار، وخباب، قاعدا في ناس من الضعفاء، من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتوه، فخلوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك، فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك، فأقمهم عنك، فإذا نحن فرغنا، فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، قال: فدعا بصحيفة، ودعا عليا ليكتب، ونحن قعود في ناحية، فنزل جبرائيل، عليه السلام، فقال:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين} ثم ذكر الأقرع بن حابس، وعُيينة بن حصن، فقال: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض

⦗ص: 558⦘

ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين}، ثم قال:{وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة} ، قال: فدنونا منه، حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله:{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم (ولا تجالس الأشراف) تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا (يعني عُيينة والأقرع) واتبع هواه وكان أمره فرطا} (قال: هلاكا) قال: أمر عُيينة والأقرع، ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا.

ص: 557

قال خباب: فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (33185) قال: حدثنا أحمد بن المُفَضَّل. و «ابن ماجة» (4127) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا عَمرو بن محمد العنقزي.

كلاهما (أحمد بن المُفَضَّل، وعَمرو بن محمد) عن أسباط بن نصر، عن إسماعيل بن عبد الرَّحمَن بن أبي كريمة السُّدِّي، عن أبي سعد الأزدي، وكان قارئ الأزد، عن أبي الكنود، فذكره

(2)

.

- في رواية ابن أبي شيبة: «عن أبي سعيد الأزدي» .

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (3599)، وتحفة الأشراف (3522)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5756)، والمطالب العالية (3603).

والحديث؛ أخرجه البزار (2129 و 2130)، والطبراني (3693)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 1/ 352.

ص: 558

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عبد الرَّحمَن بن أَبي كريمة السُّدِّي، ليس بثقة، وشيعيٌّ خبيثٌ. انظر فوائد الحديث رقم (454).

- وقال أَبو حاتم: سمعتُ أَبا نُعيم، يعني الفضل بن دُكين، يضعف أَسباط بن نصر، وقال: أَحاديثه عامته سقط مقلوبة الأَسانيد.

وقال حرب بن إِسماعيل: قلت لأَحمد: أَسباط بن نصر الكوفي، الذي يروي عن السُّدي كيف حديثه؟ قال: ما أَدري، وكأَنه ضعفه. «الجرح والتعديل» 2/ 332.

- وقال ابن معين: ليس بشيء. «تهذيب التهذيب» 1/ 212.

- وقال النَّسَائي: ليس بالقوي. «تهذيب الكمال» 2/ 359.

ص: 558

3874 -

عن عبد الله بن خباب بن الأرت، قال: حدثني أبي خباب بن الأرت، قال:

⦗ص: 559⦘

«إنا لقعود على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتظر أن يخرج لصلاة الظهر، إذ خرج علينا، فقال: اسمعوا، فقلنا: سمعنا، ثم قال: اسمعوا، فقلنا: سمعنا، فقال: إنه سيكون عليكم أمراء، فلا تعينوهم على ظلمهم، ولا تصدقوهم بكذبهم، فإنه من أعانهم على ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، فلن يرد علي الحوض»

(1)

.

أخرجه أحمد (21389) و 6/ 395 (27760) قال: حدثنا روح. و «ابن حِبَّان» (284) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ بن معاذ، قال: حدثنا أبي.

كلاهما (روح بن عبادة، ومعاذ بن معاذ) عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري، عن سماك بن حرب، عن عبد الله خباب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (27760).

(2)

المسند الجامع (3598)، وأطراف المسند (2301)، ومَجمَع الزوائد 5/ 248، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7449).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (757)، والبزار (2123)، والطبراني (3627 و 3628)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8950).

ص: 558

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: سماك سمع من عبد الله بن خباب؟ قال: لا. «العلل» (3287 و 4916).

ص: 559

3875 -

عن أبي ليلى الكندي، قال: جاء خباب إلى عمر، فقال: ادنه، فما أحد أحق بهذا المجلس منك، إلا عمار، فجعل خباب يريه آثارا بظهره مما عذبه المشركون

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32911) و 14/ 313 (37747)، و «ابن ماجة» (153) قال: حدثنا علي بن محمد، وعَمرو بن عبد الله.

⦗ص: 560⦘

ثلاثتهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وعلي، وعَمرو) عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (32911).

(2)

المسند الجامع (3601)، وتحفة الأشراف (3523).

والحديث؛ أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (1596).

ص: 559

3876 -

عن أبي وائل، قال: عدنا خبابا، فقال:

«هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى، لم يأخذ من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، وترك نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه، بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه، بدا رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، ونجعل على رجليه شيئًا من إذخر، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها»

(1)

.

- وفي رواية: «هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، فلم يوجد له شيء يكفن فيه، إلا نمرة، فكنا إذا وضعناها على رأسه، خرجت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه، خرج رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (6195) عن ابن عُيينة. و «الحميدي» (155) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (11178) و 14/ 393 (37910) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» 5/ 109 (21372) قال: حدثنا يحيى (ح) وأَبو معاوية. وفي 5/ 111 (21392) و 6/ 395 (27756) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «البخاري» 2/ 77 (1276) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. وفي 5/ 56

⦗ص: 561⦘

(3897)

و 8/ 95 (6448) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 63 (3913) و 8/ 92 (6432) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. وفي 5/ 63 (3914) قال: وحدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى.

(1)

اللفظ للبخاري (3897).

(2)

اللفظ لمسلم (2133).

ص: 560

وفي 5/ 95 (4047) و 5/ 103 (4082) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. و «مسلم» 3/ 48 (2133) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وأَبو كُريب، واللفظ ليحيى، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا أَبو معاوية. وفي 3/ 48 و 49 (2134) قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جَرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي، قال: أخبرنا علي بن مُسهِر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عُيينة. و «أَبو داود» (2876 و 3155) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «التِّرمِذي» (3853) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي (3853 م) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا ابن إدريس. و «النَّسَائي» 4/ 38، وفي «الكبرى» (2041) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. و «ابن حِبَّان» (7019) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان.

عشرتهم (سفيان بن عُيينة، وأَبو معاوية محمد بن خازم، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس، وعلي بن مُسهِر) عن سليمان بن مِهران الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره

(1)

.

- صرح الأعمش بالسماع في رواية الحميدي، عن سفيان، ورواية يحيى بن سعيد عند أحمد (21372)، والبخاري، والنَّسَائي، ورواية حفص بن غياث.

⦗ص: 562⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (3600)، وتحفة الأشراف (3514)، وأطراف المسند (2300).

والحديث؛ أخرجه ابن الجارود (522)، وابن خزيمة في «التوحيد» (22)، والطبراني (3657: 3664)، والبيهقي 3/ 401 و 4/ 7، والبغوي (1479).

ص: 561

3877 -

عن يحيى بن جعدة، قال: دخل ناس على خباب يعودونه، فقالوا: أبشر أبا عبد الله، ترد على محمد الحوض، فقال: فكيف بهذا وهذا، وأشار إلى بنيانه، وإلى سقف البيت وجانبيه، وقال: وكيف بهذا، وقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنما كان يكفي أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (151). و «ابن أبي شيبة» (35450). و «أَبو يَعلى» (7214) قال: حدثنا زهير.

ثلاثتهم (عبد الله بن الزبير الحميدي، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب) عن سفيان بن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

المسند الجامع (3602)، والمقصد العَلي (2009)، ومَجمَع الزوائد 10/ 253، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7359)، والمطالب العالية (3185).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (3695)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9915 و 9916).

ص: 562

3877 م- عن قيس بن أَبي حازم، قال: أَتينا خبابا نعوده، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِن الرجل ليؤْجر في نفقته كلها، إِلا في هذا التراب» .

أَخرجه ابن حِبَّان (3246) قال: أَخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: حدثنا أَبو معاوية الضرير، قال: حدثنا إِسماعيل بن أَبي خالد، عن قيس بن أَبي حازم، فذكره

(1)

.

(1)

التقاسيم والأنواع (4595).

أخرجه هناد في «الزهد» (722)، والبزار (2125)، من طريق أبي معاوية.

ص: 562

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عبد الله بن أَحمد بن حَنبل: قال أَبي: أَبو معاوية الضرير في غير حديث الأَعمش مُضطرب، لا يحفظها حفظًا جيدًا. «العلل ومعرفة الرجال» (726 و 2664).

- وقال البيهقي: قال الإمام أَحمد: رَفعُه غريبٌ بهذا الإسناد، وقد رُوي عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أَبي أُمامة، عن خباب، مرفوعًا، وهو بذلك الإسناد أَشبه. «شعب الإيمان» (10232).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلم أَحَدًا رَفعَه عن إِسماعيل، عن قيس، من أَوله إِلى آخره، إِلا أَبو معاوية، وقد روى غير واحد صدر الحديث، عن إسماعيل، عن قيس، عن خباب، أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أَن ندعو بالموت، وأَما أَن المؤمن يُؤجر في كل شيء إِلا البناء في هذا التراب، فلا نعلمُ أَحَدًا جمعها إِلا أَبو معاوية. «مسنده» (2125).

- قلنا: وقد سلف موقوفًا برقم (3869) عقب حديث خباب: «لولا أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أَن ندعو بالموت، لدعوتُ به» .

ص: 562

3878 -

عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت خبابا يقول:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة، في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة شديدة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا، فقعد وهو محمر وجهه، فقال: إن من كان قبلكم، ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد، ما دون عظمه من لحم، أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله» .

زاد بيان: «والذئب على غنمه»

(1)

.

⦗ص: 563⦘

- وفي رواية: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له، في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا، فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله، ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»

(2)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ للبخاري (6943).

ص: 562

- وفي رواية: «أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة، في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا، فجلس مغضبا محمرا وجهه، فقال: إن من كان قبلكم ليسأل الكلمة فما يعطيها، فيوضع عليه المنشار، فيشق باثنين، ما يصرفه ذاك عن دينه، وإن كان أحدهم ليمشط ما دون عظامه من لحم، أو عصب، بأمشاط الحديد، وما يصرفه ذاك عن دينه، ولكنكم تعجلون، وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه»

(1)

.

- في رواية يحيى بن سعيد، عند أحمد:«حتى يسير الراكب من المدينة إلى حضرموت» .

أخرجه الحُميدي (157) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد. و «أحمد» 5/ 109 (21371) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل. وفي 5/ 110 (21384) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد. وفي 5/ 111 (21385) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا إسماعيل. وفي 5/ 111 (21388) و 6/ 395 (27759) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل. و «البخاري» 4/ 201 (3612) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل.

(1)

اللفظ لابن حبان (2897).

ص: 563

وفي 5/ 45 (3852) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا

⦗ص: 564⦘

سفيان، قال: حدثنا بيان، وإسماعيل. وفي 9/ 20 (6943) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل. و «أَبو داود» (2649) قال: حدثنا عَمرو بن عون، قال: أخبرنا هُشيم، وخالد، عن إسماعيل. و «النَّسَائي» 8/ 204، وفي «الكبرى» (9579) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، عن يحيى، عن إسماعيل. وفي «الكبرى» (5862) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم، قال: حدثنا سفيان، عن بيان، وإسماعيل. و «أَبو يَعلى» (7213) قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا جرير، عن إسماعيل. و «ابن حِبَّان» (2897) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان، عن بيان بن بشر. وفي (6698) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسدد، عن يحيى، عن إسماعيل.

كلاهما (بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد) عن قيس بن أبي حازم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (3606)، وتحفة الأشراف (3519)، وأطراف المسند (2304).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (3638: 3640 و 3646 و 3647)، والبيهقي 6/ 5، والبغوي (3751).

ص: 563

3879 -

عن عبد الله بن خباب، عن أبيه خباب بن الأرت مولى بني زُهرَة، وكان قد شهد بَدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«راقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، حتى كان مع الفجر، سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته، جاءه خباب، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة، ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي، تبارك وتعالى، فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي، تبارك وتعالى، أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها، وسألت ربي، عز وجل، أن لا يظهر علينا عدوا غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي، تبارك وتعالى، أن لا يلبسنا شيعا، فمنعنيها»

(1)

.

⦗ص: 565⦘

- وفي رواية: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فأطالها، قالوا: يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها؟ قال: أجل، إنها صلاة رغبة ورهبة، إني سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها»

(2)

.

أخرجه أحمد (21367) قال: حدثنا علي بن عياش الحِمصي، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة (ح) وأَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 5/ 109 (21369) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح.

(1)

اللفظ لأحمد (21367).

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 564

و «التِّرمِذي» (2175) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث. و «النَّسَائي» 3/ 216، وفي «الكبرى» (1334) قال: أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي، وبقية، قالا: حدثنا ابن أبي حمزة. وفي «الكبرى» (1335) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. و «ابن حِبَّان» (7236) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ابن الشرقي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الذُّهْلي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح.

ثلاثتهم (شعيب بن أبي حمزة، وصالح بن كيسان، والنعمان بن راشد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: حدثني عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خباب، فذكره

(1)

.

- قال عبد الله بن أحمد (21367): سمعت أبي يقول: علي بن عياش، سمع هذا الحديث، من شعيب بن أبي حمزة، سماعا.

⦗ص: 566⦘

- في رواية التِّرمِذي، والنَّسَائي (1335):«عبد الله بن الحارث» ، وفي رواية النَّسَائي 3/ 216، وابن حبان:«عُبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل» .

وهو عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، ويقال: عُبيد الله.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (3607)، وتحفة الأشراف (3516)، وأطراف المسند (2302).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (282)، والبزار (2122)، والطبراني (3621: 3626).

ص: 565

3880 -

عن رجل من عبد القيس، قال: كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئًا كرهته، ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم، فبينا أنا مع طائفة منهم، إذ رأوا رجلا خرج كأنه فزع، وبينهم وبينه نهر، فقطعوا إليه النهر، فقالوا: كأنا رعناك، قال: أجل، قالوا: ومن أنت، قال: أنا عبد الله بن خباب بن الأرت، قالوا: عندك حديث تحدثناه، عن أبيك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: حدثني أبي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن فتنة جائية، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، فإذا لقيتهم، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول، فلا تكن عبد الله القاتل» .

قال: فقربوه إلى النهر فضربوا عنقه، فرأيت دمه يسيل، يجري على الماء، كأنه شراك ما ابذقر بالماء، حتى توارى عنه، ثم دعوا بسرية له حبلى، فبقروا عما في بطنها

(1)

.

- وفي رواية: «عن رجل من عبد القيس، كان مع الخوارج، ثم فارقهم، قال: دخلوا قرية، فخرج عبد الله بن خباب ذعرا، يجر رداءه، فقالوا: لم ترع، قال: والله، لقد رعتموني، قالوا: أنت عبد الله بن خباب، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فهل سمعتَ من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه؟ قال: نعم، سمعته يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه ذكر فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير

⦗ص: 567⦘

من الساعي، قال: فإن أدركت ذاك، فكن عبد الله المقتول، (قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال:) ولا تكن عبد الله القاتل».

قالوا: أأنت سمعت هذا من أبيك، يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: فقدموه على ضفة النهر، فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك نعل ما ابذقر، وبقروا أم ولده عما في بطنها

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (21378).

ص: 566

أخرجه ابن أبي شيبة (39051) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. و «أحمد» 5/ 110 (21378) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب. وفي (21379) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا سليمان. و «أَبو يَعلى» (7215) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب.

كلاهما (سليمان بن المغيرة، وأيوب السَّخْتِياني) عن حميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس، فذكره

(1)

.

- أورد أحمد رواية أبي النضر، هكذا، قال: حدثنا سليمان، عن حميد بن هلال، نَحوَه، إلا أنه قال:«ما ابذقر» يعني لم يتفرق، وقال:«لا تكن عبد الله القاتل» .

وكذلك قال بَهز أيضا.

- أَخرجه عبد الرزاق (18578) عن مَعمَر، قال: أخبرني غير واحد من عبد القيس، عن حميد بن هلال، عن أبيه، قال: لقد أتيت الخوارج، وإنهم لأحب قوم على وجه الأرض إلي، فلم أزل فيهم، حتى اختلفوا، فقيل لعلي: قاتلهم، فقال: لا، حتى يقتلوا، فمر بهم رجل، فاستنكروا هيئته، فساروا إليه، فإذا هو عبد الله بن خباب، فقالوا: حدثنا ما سمعت أباك يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعته يقول: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

⦗ص: 568⦘

«تكن فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، والساعي في النار» .

قال: فأخذوه، وأم ولده، فذبحوهما في النار جميعا، على شط النهر، قال: ولقد رأيت دماءهما في النهر، كأنهما شراكان.

فأخبر بذلك علي، فقال لهم: أقيدوني من ابن خباب، قالوا: كلنا قتله، فحينئذ استحل قتالهم.

(1)

المسند الجامع (3608)، وأطراف المسند (2303)، والمقصد العَلي (1851)، ومَجمَع الزوائد 7/ 302، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (9792).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (283)، والطبراني (3629: 3631).

ص: 567