الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر النيل في هذه- السنة الماء القديم ثمانية أذرع وستة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعاً وسبعة أصابع.
*** السنة الخامسة من ولاية عمرو بن العاص الثانية على مصر وهي سنة اثنتين وأربعين- فيها بعث معاوية المغيرة بن شعبة الى زياد بن أبيه فخدعه وأنزله من قلعته. وفيها ولى معاوية مروان بن الحكم المدينة فاستقضى مروان عبد الله بن الحارث بن نوفل. وفيها تحرّكت الخوارج الذين بقوا من يوم النهروان. وفيها توفي حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن سفيان «1» ابن حارث أبو عبد الرحمن وقيل أبو مسلمة، ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيها توفي عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصي الجمحي، ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين ممن أسلم في هدنة الحديبية.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وخمسة أصابع. وفي درر التيجان: أربعة أذرع وثلاثة أصابع.
ذكر ولاية عتبة بن أبي سفيان على مصر
هو عتبة بن أبي سفيان- واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس- أخو معاوية بن أبي سفيان لأبيه. ولاه أخوه معاوية إمارة مصر بعد وفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه في شوال سنة ثلاث وأربعين. ودخل عتبة مصر
في ذي القعدة منها. وكان عتبة هذا شهد مع عثمان بن عفان يوم الدار. قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه: قدم على أخيه معاوية بدمشق، وكان له بها في درب الحمالين «1» دار، وولي المدينة والطائف والموسم لأخيه معاوية غير مرة، وشهد وقعة الجمل مع عائشة رضي الله عنها ثم انهزم، فعيره عبد الرحمن بن الحكم «2» :
لعمري والأمور لها دواعٍ
…
لقد أبعدت يا عتب الفرارا
وقال ابن عساكر عن الهيثم بن عدي قال: ذكر ابن عباس عتبة بن أبي سفيان في العور، ذهبت عينه يوم الجمل مع عائشة. وقال أبو بكر الخطيب: حج عتبة ابن أبي سفيان بالناس سنة إحدى وأربعين وسنة اثنتين وأربعين. وقال الأصمعي:
الخطباء من بني أمية: عتبة بن أبي سفيان، وعبد الملك بن مروان. وقال أبو حاتم:
أوصى «3» عتبة بن أبي سفيان مؤدب ولده فقال: ليكن أول إصلاحك بني إصلاحك لنفسك، فإن عيوبهم معقودة بعيبك، فالحسن عندهم ما فعلت، والقبيح ما تركت، وعلمهم كتاب الله ولا تملهم فيتركوا، ولا تدعهم منه فيهجروا؛ وروهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه؛ ولا تخرجهم من علم «4» إلى علم حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم «5» ؛ وهددهم بي وأدبهم دوني؛ وكن بهم كالطبيب الرفيق الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، وامنعهم من محادثة النساء، واشغلهم بسير الحكماء؛ واستزدني بآدابهم أزدك، ولا تتكلن على عذر مني فقد اتكلت على كفاية منك. انتهى.
ولما قدم عتبة إلى مصر في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين أقام بها أشهراً ثم خرج منها وافداً على أخيه معاوية بدمشق، واستخلف على مصر عبد الله بن قيس ابن الحارث، وكانت في عبد الله المذكور شدة فكرهه الناس بمصر، فبلغ ذلك عتبة هذا فرجع الى مصر وصعد المنبر وقال: يأهل مصر، قد كنتم تعذرون ببعض المنع منكم لبعض الجور عليكم، وقد وليكم من إن قال فعل، فإن أبيتم درأكم «1» بيده، فإن أبيتم؟؟؟ درأكم بسيفه؛ ثم جاء في الآخر «2» ما أدرك في الأول، إن البيعة شائعة «3» ، لنا عليكم السمع والطاعة، ولكم علينا العدل، فأينا غدر فلا ذمة له عند صاحبه؛ فناداه المصريون من جنبات المسجد: سمعاً سمعاً؛ فناداهم عتبة: عدلاً عدلاً. ثم نزل.
فجمع له أخوه معاوية الصلاة والخراج؛ وعقد عتبة هذا لعلقمة بن يزيد على الإسكندرية في اثني عشر ألفاً من آهل الديوان تكون بها مرابطة، ثم خرج إليها عتبة بعد ذلك مرابطاً في ذي القعدة وقيل في ذي الحجة، وهو الأشهر، سنة أربع وأربعين من الهجرة، فمات بها في الشهر المذكور. وتولى مصر بعده عقبة بن عامر الجهني، وكانت ولاية عتبة على مصر سنة واحدة وشهراً واحداً.
*** السنة التي حكم فيها عتبة بن أبي سفيان على مصر وهي سنة ثلاث وأربعين- فيها شتى بسر بن أبي أرطاة بأرض الروم مرابطاً: وفيها فتح عبد الرحمن بن سمرة
الزرنج «1» وغيرها من بلاد سجستان. وفيها افتتح عقبة بن نافع الفهري كوراً من بلاد السودان ووردان من بلاد برقة. وفيها توفي عبد الله بن سلام الإسرائيلي- ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الأنصار، وقال: كنيته أبو يوسف، وكان اسمه الحصين، فلما أسلم في السنة الأولى من الهجرة سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وهو رجل من بني إسرائيل من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وهو صاحب القصة مع اليهود. وفيها توفي محمد بن مسلمة بن خالد الأنصاري الصحابي، مذكور في الطبقة الأولى من الأنصار، أسلم بالمدينة على يد مصعب ابن عمير، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح وشهد بدراً والمشاهد كلها ومات في صفر.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم تسعة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وخمسة أصابع. وذكر في درر التيجان: أن الماء القديم في هذه السنة أربعة أذرع وثلاثة أصابع.
*** السنة الثانية من ولاية عتبة بن أبي سفيان على مصر وهي سنة أربع وأربعين- فيها توفي عتبة صاحب الترجمة حسبما تقدم ذكره. وفيها غزا المهلب بن أبي صفرة أرض الهند وسار إلى قندابيل «2» وكسر العدو وسلم وغنم، وهي أول غزواته. وفيها حج الخليفة معاوية بن أبي سفيان بالناس من الشام. وفيها زاد معاوية في مقصورة جامع دمشق، وكان قد أحدثها لما وثب عليه البرك ليقتله.
ثم أحدث في هذه السنة أيضاً مروان بن الحكم مقصورة المدينة وهو والٍ عليها.
وفيها أوغل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد في بلاد الروم وشتى بها. وفيها غزا بسر