الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند عطاء بن أبي رباح. قال سعيد بن كثير: شعبة هذا هو ابن عثمان التميمي، كان على المصرية «1» ، وهو أول من قدم مصر من قواد المسودة «2» ، وكان على مقدمة عامر بن إسماعيل المرادي الجرجاني الذي قتل مروان بن محمد الحمار.
ضبط الأسماء الغريبة في هذه الترجمة: (عتاهية) بفتح العين المهملة والتاء المثناة، و (خزز) بفتح «3» الخاء المعجمة والزاي الأولى وسكون الزاي الثانية، و (التجيبى) بضم التاء المثناة من فوق وكسر الجيم وياء ساكنة وباء ثانية الحروف.
ذكر ولاية حفص بن الوليد الثالثة على مصر
ولما ثار أهل مصر على حسان بن عتاهية وأخرجوه منها لحق بالخليفة مروان ابن محمد بن مروان المعروف بالحمار في الشأم، وذكر له حسان ما وقع له مع أهل مصر؛ واستمر حفص بن الوليد على صلاة مصر شهر رجب وشعبان، وقدم الأمير حنظلة بن صفوان من إفريقية، وقد أخرجه أهلها فنزل بالجيزة غربي مدينة مصر، ودام هناك إلى أن قدم عليه كتاب الخليفة مروان الحمار بولايته على مصر، فامتنع المصريون من ولاية حنظلة بن صفوان عليهم، ومنعوه من الدخول إلى مصر وأظهروا الخلاف، ثم أخرجوا حنظلة من الجيزة إلى الوجه الشرقي، ومنعوه من المقام بالفسطاط، وحاربوه فحاربهم فهزم، وتم أمر حفص؛ وسكت مروان عن مصر بقية سنة سبع وعشرين ومائة، ثم عزل حفص في مستهل سنة ثمان وعشرين ومائة وولي عوضه على مصر الحوثرة بن سهيل أخو عجلان الباهلي، وواقع الحوثرة حفصاً وقتله، كما ذكره ابن يونس وغيره في ترجمته الثانية، وكان قتل حفص المذكور في يوم
الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان وعشرين ومائة، ورثاه صديقه أبو بحر مولى عبد الله بن إسحاق مولى آل الحضرمي من حلفاء عبد شمس بعدة قصائد، وكان أبو بحر أمأمأ في النحو واللغة، تعلم ذلك من يحيى بن يعمر، ومات في سنة سبع «1» وعشرين ومائة، وكان أبو بحر يعيب الفرزدق في شعره وينسبه إلى اللحن، فهجاه الفرزدق بقوله:
فلو كان عبد الله مولًى هجوته
…
ولكن عبد الله مولى مواليا
فقال له أبو بحر عبد الله المذكور: قد لحنت أيضاً يا فرزدق في قولك: مولى مواليا، بل كان ينبغي أن تقول: مولى موالٍ.
*** السنة الأولى من ولاية حفص بن الوليد الثالثة على مصر وهي سنة سبع وعشرين ومائة، على أن حسان بن عتاهية حكم منها على مصر ستة عشر يوماً في جمادى الآخرة- فيها وقع بالشأم وغيره عدة فتن وحروب من قبل مروان الحمار وغيره حتى ولي الخلافة وخلع إبراهيم بن الوليد الذي كان تخلف بعد موت أخيه يزيد بن الوليد الناقص ولم يتم أمره، وكان مروان المذكور متولي أذربيجان وأرمينية، فلما بلغه موت يزيد جمع الأبطال والعساكر وأنفق عليهم الأموال حتى بلغ قصده وولي الخلافة وتم أمره، وفي آخر السنة المذكورة بايع مروان لابنيه عبيد الله وعبد الله بالعهد من بعده وزوجهما بابنتي هشام بن عبد الملك، ولم يدر ما خبئ له في الغيب من زوال دولته ببني العباس. وفيها حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي وهو أمير مكة والمدينة والطائف. وفيها خلع سليمان بن هشام
مروان الحمار من الخلافة، وكان سليمان بمدينة الرصافة، ووقع له مع مروان أمور وحروب. وفيها توفي الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، وكان الوليد عقد له ولأخيه عثمان ولاية العهد بعده، وأستعمل الحكم هذا على دمشق وعثمان على حمص حتى عزلهما يزيد بن الوليد الناقص. وفيها توفي عبد العزيز بن عبد الملك بن مروان أبو الأصبع، وهو الذي تولى قتل الوليد بن يزيد، فولاه يزيد الناقص العهد بعد أخيه إبراهيم. وفيها توفي مالك بن دينار العابد الزاهد أبو يحيى البصري، أحد الأعلام الزهاد، قيل: إن أدم مالك المذكور كان في السنة بفلسين ملحاً، وكان يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة وفي الشتاء فروةً، وكان ينسخ المصحف فى أربعة أشهر، وفي شهرته ما يغني عن الإطناب في ذكره.
وفي هذه السنة أيضاً كان الطاعون بالشأم ومات فيه خلائق لا تحصى، وكان هذا الطاعون يسمى «بطاعون غراب» .
ذكر الذين ذكر الذهبي وفاتهم على القاعدة المتقدم ذكرها في سنة ست وعشرين ومائة، قال: وتوفي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وبكير بن عبد الله بن الأشج على الأصح، وسعد بن إبراهيم في قول، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهري، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وعبد الله بن دينار المدني، وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السّبيعىّ، وعمير بن هانئ العنسي، ومالك بن دينار الزاهد في قولٍ، ومحمد ابن واسع في قول خليفة، ووهب بن كيسان أيضاً.
أمر النيل- الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً واثنا عشر إصبعا.