الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ولاية حفص بن الوليد ثانياً على مصر
قلت: تقدم التعريف بحفص هذا في أول ترجمته لما ولي مصر في سنة ثمان ومائة. وكان سبب ولايته هذه الثانية على مصر أن حنظلة بن صفوان لما ولي إفريقية أقر حفصاً هذا على صلاة مصر وتوجّه الى إفريقيّة، فأقرّه الخليفة هشام ابن عبد الملك على إمرة مصر على الصلاة، وذلك فى سابع شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائة. وقال صاحب «البغية» : فأقره هشام (يعني على إمرة مصر) ، ثم جمع له بين الصلاة والخراج في ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة أربع وعشرين ومائة، فجعل على شرطته عقبة بن نعيم الرعيني، وجعل على الديوان يحيى بن عمرو العسقلاني، وعلى الزمام «1» عيسى بن عمرو، ثم صرفه الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك عن الخراج وولاه عيسى بن أبي عطاء يوم الثلاثاء لسبع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائة، وانفرد بالصلاة، ثم استعفى مروان بن محمد بن مروان فأعفاه، فكانت ولايته هذه ثلاث سنين إلا شهرا. اهـ. وقال غيره: جمع له هشام بن عبد الملك الصلاة والخراج معاً، وكان لأمراء مصر مدة سنين [أن] يلي الأمير على الصلاة لا غير، فلما جمع لحفص بين الصلاة والخراج وقع في أيامه شراقي وقحط بالديار المصرية، فاستسقى حفص بالناس وخطب ودعا الله سبحانه وتعالى وصلى، ثم عاد إلى منزله، فلم يكن إلا القليل وورد عليه موت الخليفة هشام بن عبد الملك، واستخلف من بعده الوليد بن يزيد ابن عبد الملك بن مروان، فأقر الوليد حفصاً هذا على ما كان عليه من إمرة مصر على الصلاة والخراج أياماً قليلة، ثم صرفه عن الخراج بعيسى بن أبي عطاء في ثالث عشرين شوال سنة خمس وعشرين ومائة وانفرد حفص بالصلاة. ثم خرج حفص
من مصر إلى الشأم ووفد على الوليد بن يزيد بعد أن أستخلف على صلاة مصر عقبة ابن نعيم الرعيني، وعند وصول حفص إلى دمشق اختلف الناس على الوليد وخلعوه من الخلافة ثم قتلوه، لسوء سيرته وقبيح أفعاله، كل ذلك وحفص بالشأم، وبويع بالخلافة ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. ولما ولي يزيد المذكور الخلافة أقر حفصاً هذا على عمله وأمره بالعود إلى مصر وأن يفرض للجند ثلاثين ألفاً، فعاد حفص إلى مصر وفرض الفروض وبعث بيعة أهل مصر إلى يزيد بن الوليد.
فلم تطل مدة أيام يزيد وتوفي وبويع بالخلافة من بعده إبراهيم بن الوليد، فلم يتم عليه أمره وتغلب عليه مروان بن محمد بن مروان الجعدي المعروف بالحمار، ودعا لنفسه وتم له ذلك؛ فلما بلغ حفصاً ذلك بعث يستعفيه من ولاية مصر فأعفاه مروان وولّى مكانه حسّان بن عتاهية. اهـ. وكانت ولاية حفص هذه الثانية نحو ثلاث سنين.
وقال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس فى تاريخه بعد ما ذكر نسبه بنحو ما ذكرناه في ولايته الأولى على مصر لكنه زاد فقال: الحضرمي، ثم من بني عوف بن معاذ، كان أشرف حضرمي بمصر في أيامه، ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلا وقد استعمله، كان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوه بذكره وولاه مصر بعد الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم نحواً من شهر ثم عزله، فدخل على هشام فألفاه في التجهيز إلى الترك فولاه الصائفة فغزا ثم رجع فولّى نحو مصر سنة تسع عشرة ومائة وسنة عشرين ومائة وسنة إحدى وعشرين ومائة وسنة اثنتين وعشرين ومائة، فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية، وكان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة، كتب هشام إلى حنظلة بن صفوان الكلبي عامله على جند مصر بولايته على إفريقية فشخص إليها، وكتب إلى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها، فولي حفص عليها بقية خلافة هشام، وخلافة الوليد بن يزيد، وخلافة
يزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، ومروان بن محمد إلى سنة ثمان وعشرين ومائة؛ وحدث عنه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم، وكان ممن خلع مروان مع رجاء بن الأشيم الحميرىّ «1» وثابت بن نعيم ابن زيد «2» بن روح بن سلامة الجذامىّ وزامل بن عمرو الحراني «3» في عدة من أهل مصر والشام، فقتله حوثرة بن سهيل الباهلي بمصر في شوال سنة ثمان وعشرين ومائة، وخبر مقتله يطول.
وقال المسور الخولاني يحذر أبن عم له من مروان ويذكر قتل مروان حفص ابن الوليد ورجاء بن الأشيم ومن قتل معهما من أشراف أهل مصر:
وإن أمير المؤمنين مسلط
…
على قتل أشراف البلاد فأعلم
فإياك لا تجني من الشر غلطة
…
فتودى «4» كحفص أو رجاء بن الاشيم
فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم
…
وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم
قال ابن يونس: حدثنا أحمد بن شعيب حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن يزيد بن أبي حبيب عن حفص بن الوليد عن محمد بن مسلم عن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن ابن عباس حدثه: أن شاة ميتة كانت لمولاة ميمونة من الصدقة فأبصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «انزعوا جلدها فانتفعوا به» قالوا: إنها ميتة، قال:«إنما حرم أكلها» .
قال أبو سعيد بن يونس: أسند حفص غير هذا الحديث: حدثني أبي عن جدي أنه حدثه ابن وهب حدثني الليث: أن حفص بن الوليد أول ولايته بمصر
أمر بقسم مواريث أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين، وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم، انتهى كلام ابن يونس. وقد ساق ابن يونس ترجمة حفص على سياق واحد ولم يدع لولايته الثالثة على مصر شيئاً. ولا بد من ذكر ولايته الثالثة هنا لما شرطناه في كتابنا هذا من ذكر كل والٍ في وقته وزمانه، ونذكره إن شاء الله تعالى بزيادات أخر.
*** السنة الأولى من ولاية حفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة أربع وعشرين ومائة- فيها عاثت الصفرية ببلاد المغرب وحاصروا قابساً «1» ونصبوا عليها المجانيق، وافترقت الصفرية بعد قتل ميسرة فرقتين، ثم ولى الخليفة حنظلة أمير مصر أمر إفريقية لما بلغه قتل كلثوم، كما تقدم ذكره. وفيها قدم جماعة من شيعة بني العباس من خراسان إلى الكوفة يريدون أخذ البيعة لبني العباس فأخذوا وحبسوا ثم أطلقوا. وفيها غزا سليمان بن هشام الصائفة والتقاه ملك الروم فهزمه سليمان وغنم «2» . وفيها قتل كلثوم بن عياض أمير المغرب، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشأم، وكان جليلاً نبيلاً فصيحاً له خطب ومواعظ، قتل بالمغرب في وقعة كانت بينه وبين ميسرة الصفري، ثم مات ميسرة أيضاً في آخر السنة. وفيها توفي الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة، الإمام أبو بكر القرشي الزهري المدني أحد الأعلام، من تابعي أهل المدينة من الطبقة الرابعة، كان حافظ زمانه. قال الليث بن سعد قال
ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري، ولد سنة خمسين، وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة، وله نيف وعشرون سنة، فروى عن ابن عمر حديثين، وروى عن جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين، وروى عنه الجمّ الغفير اهـ.
وذكر الذهبي جماعة أخر، قال: توفي عبد الله بن قيس الجهني، وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة، والقاسم بن أبي بزة المكي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وقد تقدم ذكره، ومحمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، وأبو جمرة (بالجيم والراء) نصر بن عمران الضبعي.
أمر النيل في هذه السنة الماء القديم ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعاً وثلاثة «1» عشر إصبعا.
*** السنة الثانية من ولاية خفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة خمس وعشرين ومائة:
فيها كانت فتن كثيرة بالمغرب بين الأمير حنظلة بن صفوان المعزول عن إمرة مصر والمتولي إفريقية وبين عكاشة الخارجي، فكانت بينهم وقعة لم يسمع بمثلها، وانهزم عكّاشة وقتل من البربر ما لا يحصى، ثم التقى حنظلة ثانياً مع عبد الواحد على فرسخ من القيروان، وجمع عبد الواحد ثلثمائة ألف مقاتل، فبذل حنظلة الأموال وضج الناس والنساء والأطفال بالدعاء، وبقي حنظلة يسير بين الصفوف بنفسه ويحرض على القتال، وكسر أصحاب حنظلة أغماد سيوفهم والتحمت الحرب وانكسرت ميسرة الإسلام، وحنظلة على تحريضه حتى تراجعوا، وهزم الله
عبد الواحد وجيوشه ثم قتل، وأتي حنظلة برأسه، وقتل من البربر مقتلة عظيمة لم يسمع بمثلها، فكانت هذه ملحمة مشهودة، ثم أسر عكاشة وأتي به إلى حنظلة فقتله وقتل جماعة كثيرة من أصحابه. وقيل: أحصي من قتل في هذه الوقعة فبلغوا مائة ألف وثمانين ألفاً. وهذه الملحمة أعظم ملحمة وقعت في الإسلام بالمغرب.
وفيها عقد الوليد بن يزيد بن عبد الملك البيعة لابنيه الحكم وعثمان في شهر رجب بعد أن ولي الخلافة بشهر واحد، وكتب بذلك إلى الآفاق. وفيما؟؟؟ توفّى محمد «1» بن علي ابن عبد الله بن عباس العباسي الهاشمي، ومحمد هذا هو والد السفاح أول خلفاء بني العباس، وكنيته أبو عبد الله، وكان أصغر من أبيه علي بأربع عشرة سنة، فلما شابا خضب أبوه علي بالسواد وابنه محمد هذا بالحناء، فلم يفرّق بينهما إلا بالخضاب لتشابههما. ومولد محمد هذا بالقرب من أرض البلقاء سنة ثمان وخمسين وقيل:
سنة ستين. وفي الليلة التي مات فيها محمد هذا ولد فيها محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، فسمي المهدي على اسم جده محمد المذكور وكني بكنيته. وكان محمد هذا بويع بالخلافة سراً وفرق الدعاة في البلاد، فلم يتم أمره ومات. وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس، الأموي القرشي الدمشقي أبو الوليد، ولد سنة نيف وسبعين واستخلف بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك، واستخلف وعمره أربع وثلاثون سنة، ودام في الخلافة تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأياماً، وكان جميل الصورة يخضب بالسواد، وبعينيه حول مع كيس، وأمه فاطمة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومىّ.
قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها، وكان يعبر الرؤيا، وعظمت على عبد الملك، فقال سعيد بن المسيب: يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان هشام هذا آخرهم، لأن أولهم الوليد، ثم سليمان، ثم يزيد، ثم هشام.
قال حماد الراوية: لما ولي هشام الخلافة طلبني فحضرت عنده فوجدته جالساً في فرش قد غرق فيه، وبين يديه صحفة من ذهب مملوءة مسكاً مذوباً بماء ورد وهو يقلبه بيده فتفوح رائحته، فسلمت عليه فرد علي السلام، وقال: يا حماد، إني ذكرت بيتاً من الشعر ما عرفت قائله وهو هذا:
ودعوا بالصبوح يوماً فجاءت
…
قينة في يمينها إبريق
فقلت: هو لعدي بن زيد، فقال: أنشدني القصيدة، فأنشدته إياها، فقال:
سل حاجتك، وكان على رأسه جاريتان كأنهما أقمار، وفي أذن كل واحدة منهما جوهرتان يضيء منهما المنزل، فقلت: يا أمير المؤمنين، جارية من هاتين، فقال:
هما لك، وأمر لي بمائة ألف درهم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وثمانية أصابع، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وثلاثة عشر إصبعاً.
السنة الثالثة من ولاية حفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة ست وعشرين ومائة- فيها خرج يزيد بن الوليد بن عبد الملك على أبن عمه الخليفة الوليد ابن يزيد بن عبد الملك لما أنتهك الوليد المذكور الحرمات وكثر فسقه وسئمته الرعية على قصر مدته، فبويع يزيد هذا بالمزة «1» ووثب على دمشق وجهز عسكراً لقتال الخليفة
الوليد، وكان الوليد بتدمر قد أنهزم إليها عاكفاً على المعاصي بها، فخرج الوليد وقاتل العسكر وانكسر وقتل بنواحي تدمر، على ما يأتي ذكره، وتم أمر يزيد في الخلافة، وسمي بالناقص، لكنه لم تطل مدته أيضاً ومات، على ما يأتي ذكره أيضاً. وفيها توفّى خالد ابن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي القسري، ولي خالد المذكور أعمالاً جليلة مثل مكة المشرفة والعراق وغيرهما، وكانت أمه نصرانية فكان يعير بها، وكان بخيلاً على الطعام جداً، ذكر عنه أبو المظفر أموراً شنيعة من هذا الباب. وفيها توفي الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (الهاشمي)«1» الأموي الدمشقي المعروف بالفاسق، ولد سنة تسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين.
ولما احتضر أبوه يزيد بن عبد الملك لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي، فعهد إلى أخيه هشام بن عبد الملك وجعل ابنه هذا الوليد ولي العهد من بعد هشام، وأم الوليد بنت محمد بن يوسف الثقفي، فالحجاج عم أمه. ولما مات عمه هشام ولي الخلافة وصدرت عنه تلك الأمور القبيحة المشهورة عنه: من شرب الخمر والفجور وتخريق المصحف بالنشاب. وذكر عنه بعض أهل التاريخ أموراً أستبعد وقوعها، منها: أنه دخل يوماً فوجد ابنته جالسة مع دادتها «2» فبرك عليها وأزال بكارتها، فقالت له دادتها: هذا دين المجوس، فأنشد:
من «3» راقب الناس مات غماً
…
وفاز باللذة الجسور
قال: وأخذ يوما المصحف وفتحه، فأوّل ما طلع له وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
، فقال: أتوعدني! ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزّقه وهو ينشد:
أتوعد كل جبار عنيد
…
فهأنا ذاك جبار عنيد
إذا لاقيت ربك يوم حشر
…
فقل يا رب خرقني الوليد
ولما كثر فسقه خلعوه من الخلافة بابن عمه يزيد بن الوليد وقتلوه في جمادى الآخرة، وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر، وتوفي ابن عمه يزيد المذكور بعده بمدة يسيرة، كما سيأتي ذكره. وفيها توفي سعيد «1» بن مسروق والد سفيان الثوري؛ وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، الهاشمي «2» الأموي الدمشقي أبو خالد، المعروف بيزيد الناقص، لأنه نقص الجند من عطائهم لما ولي الخلافة، وكان الوليد ابن عمه زاد الجند زيادات كثيرة فنقصها يزيد هذا لما ولي الخلافة ومشى الأمور على عاداتها. وثب يزيد على الخلافة لما كثر فسق ابن عمه الوليد، وتم أمره بعد قتل الوليد، وبويع بالخلافة في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين ومائة المذكورة. وأم يزيد هذا شاه «3» فرند بنت فيروز بن يزدجرد، حكي أن قتيبة بن مسلم ظفر بما وراء النهر بابنتي فيروز فبعث بهما إلى الحجاج بن يوسف، فبعث الحجاج بإحداهما، وهي شاه فرند، إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك فأولدها يزيد هذا، وكانت أم فيروز بن يزدجرد بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه بنت خاقان، وأم أم فيروز هي بنت قيصر عظيم الروم، ولهذا كان يزيد يفتخر ويقول: