الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ولاية حوثرة بن سهيل على مصر
هو حوثرة بن سهيل أخو عجلان «1» بن سهيل الباهلي أمير مصر، ولاه مروان الحمار على إمرة مصر بعد أن عزل عنها حفص بن الوليد المقدّم ذكره، وجهّز صحبته العساكر لقتال حفص بن الوليد، فخرج حوثرة من الشأم وسار منها بالعساكر حتى وصل إلى مصر في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلةً خلت من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائة وزاد صاحب «البغية» فقال: ومعه سبعة آلاف فارس، وولاه مروان على الصلاة وعيسى بن أبى عطاء على الخراج. اهـ. ولما وصل حوثرة إلى مصر أجمع «2» جند مصر وأهلها على منعه من الدخول إلى مصر فأبى عليهم حفص بن الوليد ونهاهم عن ذلك فخافوا حوثرة وسألوه الأمان فأمنهم ونزل بظاهر الفسطاط، وقد اطمأنوا إليه، فخرج إليه حفص بن الوليد في وجوه الجند فقبض حوثرة عليهم وقيدهم وأوسع الجند سباً فانهزم الجند، فقام حوثرة من وقته ودخل إلى مصر ومعه عيسى بن أبي عطاء وهو على الخراج على عادته وحوثرة على الصلاة لا غير، وبعث حوثرة في طلب رؤساء مصر فجمعوا له فضرب أعناقهم وفيهم رجاء بن الأشيم الحميري «3» من كبار المصريين، ثم أخذ حفص بن الوليد فقتله وأخذ في تمهيد أمور مصر، وتم أمره إلى سنة إحدى وثلاثين ومائة [ثم]«4» عزله مروان الحمار عن إمرة مصر وبعثه إلى العراق لقتال الخراسانية دعاة بني العباس فقتل هناك، وكان استخلف على مصر أبا الجراح بشر بن أوس، وكان خروجه من مصر لعشر خلون من شهر رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، فكانت ولايته على مصر ثلاث سنين وستة أشهر، وولي مصر من بعده
المغيرة بن عبيد «1» الله الآتي ذكره. ولما توجه حوثرة إلى الشأم ووجهه مروان الحمار إلى العراق نجدةً لابن هبيرة فتوجه إلى العراق ووقع له بها أمور، ولم يزل مع مروان الحمار إلى أن انكسر مروان من أبي مسلم الخراساني صاحب دعوة بني العباس، وقيل:
فقتل حوثرة هذا مع من قتل من أعوان بني أمية فإنه كان مولى لبني أمية ومن كبار أمرائهم، يقال: إنهم طحنوه طحناً لما ظفروا به حتى مات، فإنه كان شجاعاً مقداماً صاحب رأي وتدبير وقوّة وخبرة بالحروب. اهـ. وأما أمر حوثرة لما توجه إلى العراق لابن هبيرة فإنه وصل إليه وفي وصوله له قدم على يزيد «2» بن هبيرة ابنه داود منهزماً، فخرج يزيد بن هبيرة ومعه حوثرة هذا إلى نحو قحطبة في عدد كثير لا يحصى وساروا حتى نزلوا جلولاء «3» ، واحتفر ابن هبيرة الخندق الذي كانت العرب «4» اختفرته أيام وقعة جلولاء، وأقام به، وأقبل قحطبة إلى جهة ابن هبيرة فارتحل ابن هبيرة وحوثرة بمن معهما إلى الكوفة لقحطبة، وقدم حوثرة هذا أمامه في خمسة عشر ألفاً إلى الكوفة، وقيل: إن حوثرة لم يفارق يزيد بن هبيرة، وأرسل قحطبة طائفةً من أصحابه الى الأنبار وغيرها وأمرهم بإحدار ما فيها من السفن ليعبر الفرات فبعثوا إليه كل سفينة كانت هناك، فقطع قحطبة الفرات حتى صار في غربيه، ثم سار يريد الكوفة حتى انتهى إلى الموضع الذي فيه ابن هبيرة وحوثرة، وذلك في محرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة لثمان مضين منه، وكان ابن هبيرة قد عسكر على فم الفرات من [أرض «5» ] الفلوجة «6» العليا على ثلاثة وعشرين فرسخاً من الكوفة، وكان قدم عليه أيضاً ابن ضبارة «7» نجدةً بعد حوثرة بن سهيل الباهلي المذكور، فقال حوثرة لابن هبيرة:
إن قحطبة قد مضى يريد الكوفة فاقصد أنت خراسان ودعه ومروان فإنك تكسره وبآلحرى أن يتبعك، قال ابن هبيرة: ما كان ليتبعنى ويدع الكوفة، ولكن الرأى أن أبادره إلى الكوفة، فعبر الدجلة من المدائن يريد الكوفة، واستعمل على مقدمته حوثرة المذكور وأمره أن يسير إلى الكوفة، والفريقان يسيران على جانبي الفرات، وقد قال قحطبة لأصحابه: إن الإمام أخبرني أن لي بهذا المكان وقعةً يكون النصر [فيها «1» ] لنا، ثم عبر قحطبة من مخاضة وقاتل حوثرة ومحمد بن نباتة فانهزم حوثرة ومحمد بن نباتة وأخوه ولحقوا بابن هبيرة، فانهزم ابن هبيرة بهزيمتهم ولحقوا بواسط وتركوا عسكرهم وما فيه من الأموال والسلاح وغير ذلك، وقيل: إن حوثرة كان بالكوفة فبلغه هزيمة يزيد بن هبيرة فسار إليه بمن معه. وأما أمر قحطبة فإنه فقد من عسكره بعد هزيمة عساكر ابن هبيرة، فقال أصحاب قحطبة: من عنده عهد من قحطبة فليخبر به، فقال مقاتل بن مالك العكي: سمعت قحطبة يقول: إن حدث بي حدث فالحسن ابني أمير الناس، فبايع الناس حميد بن قحطبة لأخيه الحسن، وكان قد سيره أبوه قحطبة في سرية؛ ثم أرسلوا إليه وأحضروه وسلموا إليه الأمر ثم بعثوا «2» على قحطبة فوجدوه في جدول هو وحرب بن سالم بن أحوز «3» قتيلين، فظنوا أن كل واحد منهما قتل صاحبه. وقيل: إن معن بن زائدة ضرب قحطبة على عاتقه فسقط في الماء فأخرجوه، فقال: شدوا يدي إذا أنا مت وألقوني في الماء لئلا يعلم الناس بقتلي ثم كونوا في أمركم، فوقع ذلك حتى انهزم «4» عسكر ابن هبيرة.
*** السنة الأولى من ولاية حوثرة بن سهيل على مصر وهي سنة ثمان وعشرين ومائة- فيها بعث إبراهيم العباسي أبا مسلم إلى خراسان وأمره على أصحابه وكتب إليهم بذلك، فأتاهم فلم يقبلوا منه، وخرج من قابل إلى مكة وأخبره أبو مسلم بذلك، ثم أرسله ثانياً كما سيأتي ذكره. وفيها توفي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي صاحب التفسير والمغازي والسير، كان إماماً عارفاً بالوقائع وأيام الناس، من الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة، وقيل: إنه مات سنة سبع وعشرين ومائة، وفيها توفي جابر بن يزيد الجعفي، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الكوفة وقد تكلم فيه وضعفه بعضهم. وفيها توفي حيىّ بن هانئ المعافري، أبو قبيل (وأبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة) غزا أبو قبيل البحر مع جنادة والغرب في زمان معاوية، وكان شجاعاً ديناً متواضعاً، يخرج إلى السوق إلى حاجته بنفسه، روى عنه الليث بن سعد وغيره ومات بمصر. وفيها توفي سعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة، كان عالماً زاهداً. وفيها توفي عبد الواحد بن زيد أبو عبيدة واعظ البصرة، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة، كان من الزهاد وكان يحضر مجالس مالك بن دينار. قال أبو نعيم: صلى عبد الواحد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة. وفيها توفي عثمان بن عاصم بن حصين «1» [أبو حصين «2» ](بفتح الحاء) الأسدي، من الطبقة الرابعة من تابعى أهل الكوفة، قرئ القرآن عليه بمسجد الكوفة خمسين سنة. وفيها توفي يزيد بن أبي حبيب، من الطبقة الثالثة. من تابعي أهل مصر، وهو أول من أظهر بها الحلال والحرام والفقه، وإنما كانوا يتحدثون بالملاحم والفتن، وكان الليث بن سعد يثني عليه ويقول: ابن أبي حبيب سيّدنا.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان واثنان وعشرون إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وإصبع واحد.
*** السنة الثانية من ولاية حوثرة على مصر وهي سنة تسع وعشرين ومائة- فيها خرج بحضرموت طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندىّ «1» الأعور، تغلب عليها واجتمع عليه الأباضية، ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي فوقع بينهم قتال كثير، انتصر فيه طالب الحق وهرب القاسم وقتل أخوه الصلت، واستولى طالب الحق على صنعاء وأعمالها، ثم جهز إلى مكة عشرة آلاف وبها عبد الواحد ابن سليمان بن عبد الملك بن مروان فغلبوا على مكة وخرج «2» منها عبد الواحد المذكور.
وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراق «3» إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان «4» وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب دعوة بني العباس في شهر رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن معه خلقاً من شيعته. وفيها توفي سالم بن أبي أمية أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمي، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة، كان يفد على عمر بن عبد العزيز ويعظه، فقال له يوماً: يا أمير المؤمنين، عبد خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته عصاه مرة واحدة فأخرجه من الجنة بتلك الخطيئة الواحدة، وأنا وأنت نعصي الله كل يوم مراراً، ونتمنى على الله الجنة! وكانت وفاته بالمدينة.
ذكر من ذكر الذهبي وفاته في هذه السنة، قال: فيها توفي أزهر بن سعيد الحرازي بحمص، والحارث بن عبد الرحمن بالمدينة، وخالد بن أبي عمران التجيبي قاضي إفريقية، وسالم أبو النضر المدني، وعلي بن زيد بن جدعان التّيمىّ، وقيس ابن الحجاج السلفي، ومطر بن طهمان الوراق، ويحيى بن أبى كثير اليمانىّ، وبشر ابن حرب الندبي وآخرون.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وتسعة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وثلاثة عشر إصبعاً.
*** السنة الثالثة من ولاية حوثرة بن سهيل على مصر وهي سنة ثلاثين ومائة- فيها اصطلح نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني على قتال أبي مسلم الخراساني، فدس أبو مسلم الخراساني إلى ابن علي الكرماني من خدعه واجتمعا وقاتلا نصر بن سيار فقوي جيش أبي مسلم الخراساني وتقهقر نصر بن سيار بين يديه، فأخذ أبو مسلم أثقاله ثم أخذ مرو وقتل عاملها شيبان الحروري «1» ، فأقبلت سعادة بني العباس وأخذ من يومئذ أمر بني أمية في إدبار، ثم استولى أبو مسلم في هذه السنة على أكثر مدن خراسان، ثم ظفر بعبد الله بن معاوية الهاشمي فقتله، ثم كتب نصر بن سيار إلى ابن هبيرة نائب العراق يستنجده ويستصرخ به إلى الخليفة مروان الحمار. وفيها استولى جيش طالب الحق على مكة، فكتب عبد الواحد أمير المدينة إلى الخليفة مروان الحمار يخبره بخذلان أهل مكة، ثم جهز جيشاً إلى مكة فبرز لحربهم أعوان
طالب الحق وعليهم أبو حمزة والتقى الجمعان بقديد «1» في صفر فانهزم جيش عبد الواحد وساق أبو حمزة فاستولى على المدينة أيضاً، وقتل يوم وقعة القديد هذه ثلثمائة نفس من قريش: منهم حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، وابنه عمارة، وابن أخيه مصعب حتى قالت بعض النوائح:
ما للزمان وما ليه
…
أفنى قديد رجاليه
ثم إن مروان الحمار بعث جيشاً عليه عبد الملك بن محمد بن عطية، فسار ابن عطية المذكور والتقى مع أبي حمزة مقدم عساكر طالب الحق فكسره، وقتل أبرهة الذي كان ولاه طالب الحق على مكة عند بئر ميمونة، فبلغ طالب الحق فأقبل من اليمن في ثلاثين ألفاً، فخرج إليه عبد الملك بن محمد المذكور بعساكر مروان فكانت بينهم وقعة عظيمة انهزم فيها طالب الحق، ثم ألتقوا ثانياً، وثالثاً قتل فيها طالب الحقّ فى نحو من ألف حضرمىّ، وبعث عبد الملك بن محمد برأسه إلى الخليفة مروان الحمار. وفيها كانت زلازل شديدة بالشام وأخربت بيت المقدس وأهلكت»
أولاد شداد بن أوس فيمن هلك، وخرج أهل الشأم إلى البرية وأقاموا أربعين يوماً على ذلك، وقيل: كان ذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة. وفيها توفي الخليل ابن أحمد بن عمرو الفراهيدي أبو عبد الرحمن النحوىّ البصرىّ.
قال ابن قرأوغلى: ولم يكن بعد الصحابة أذكى من الخليل هذا ولا أجمع، وكان قد برع في علم الأدب، وهو أول من صنف العروض، وكان من أزهد الناس.
قلت: ولعل ابن قرأوغلى واهم في وفاة الخليل هذا، والذي أعرفه أنه كان في عصر أبي حنيفة وغيره. وذكر الذهبي وفاته في سنة ستين ومائة، وقال ابن
خلكان: كانت ولادته يعني الخليل في سنة مائة من الهجرة وتوفي في سنة سبعين ومائة وقيل خمس وسبعين ومائة، وقال ابن قانع في تاريخه المرتب على السنين: إنه توفي سنة ستين ومائة، وقال ابن الجوزي في كتابه الذي سماه «شذور العقود» : إنه مات سنة ثلاثين ومائة وهذا غلط قطعاً، والصحيح أنه عاش لبعد الستين ومائة، ويقال:
إنه كان له ولد فدخل عليه فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس فقال: إن أبي جن فدخلوا إليه وأخبروه، فقال مخاطبا لابنه:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني
…
أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني
…
وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعاً وأربعة أصابع ونصف إصبع.
*** السنة الرابعة من ولاية الحوثرة على مصر إلى شهر رجب، ومن رجب حكمها المغيرة بن عبيد الله الآتي ذكره وهي سنة إحدى وثلاثين ومائة- فيها كانت وقعة بين ابن هبيرة وبين عامر بن ضبارة، فالتقوا بنواحي أصبهان في شهر رجب فقتل ابن ضبارة في المصاف.
وذكر محمد بن جرير الطبري: أن عامر بن ضبارة كان في مائة ألف، ثم بعث ابن هبيرة إلى مروان الحمار يخبره بقتله عامر بن ضبارة وطلب منه المدد فأمده بأمير مصر صاحب الترجمة حوثرة بن سهيل الباهلي بعد أن عزله عن إمرة مصر وبعثه في عشرة آلاف من قيس، ثم تجمعت جيوش مروان الحمار بنهاوند وعليهم مالك ابن أدهم فضايقهم قحطبة أربعة أشهر حتى خرجوا بالأمان في شوال، ثم قتل قحطبة وجوهاً من عسكر أهل مصر، ثم أقبل قحطبة يريد العراق فخرج إليه متوليها ابن هبيرة
وانضم إليه المصريون والمنهزمون حتى صار في ثلاثة وخمسين ألفاً ونزل جلولاء، ونزل قحطبة في آخر العام بخانقين «1» ، فوقع بين الطائفتين عدة وقائع وبقوا على ذلك إلى السنة الآتية. وفيها كان الطاعون العظيم، هلك فيه خلق كثير، حتى قيل: إنه مات في يوم واحد سبعون ألفاً قاله ابن الجوزي، وكان هذا الطاعون يسمى:
قال المدائني: كان بالبصرة في شهر رجب واشتد في رمضان ثم خف في شوال وبلغ كل يوم ألف جنازة، وهذا خامس عشر طاعوناً وقع في الإسلام حسبما تقدم ذكره في هذا الكتاب، قال المدائني: وهذا كله في دولة بني أمية، بل نقل بعض المؤرخين أن الطواعين في زمن بني أمية كانت لا تنقطع بالشأم حتى كان خلفاء بني أمية إذا جاء زمن الطاعون يخرجون إلى الصحراء، ومن ثم اتخذ هشام بن عبد الملك الرصافة منزلاً، وكانت الرصافة بلدة قديمة للروم، ثم خف الطاعون في الدولة العباسية، فيقال: إن بعض أمراء بني العباس بالشأم خطب فقال:
احمدوا الله الذي رفع عنكم الطاعون منذ ولينا عليكم، فقام بعض من له جرأة فقال:
إن الله أعدل من أن يجمعكم علينا والطاعون اهـ. وفيها تحول أبو مسلم الخراساني عن مرو ونزل نيسابور واستولى على عامة خراسان. وفيها توفي واصل بن عطاء أبو حذيفة البصري مولى بني مخزوم، وقيل: مولى بني ضبة، ولد سنة ثمانين بالمدينة، وكان أحد البلغاء لكنه كان يلثغ بالراء يبدلها غيناً، وكان لاقتداره على العربية وتوسعه في الكلام يتجنب الراء في خطابه، وفي هذا المعنى يقول بعض الشعراء:
وجعلت وصلي الراء لم تنطق به
…
وقطعتني حتى كأنك واصل