الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا ابن كسرى وجدّى مروان
…
وقيصر جدي وجدي خاقان
قلت: وكان يزيد هذا لا بأس به، غير أن أيامه لم تطل، ومات في سابع ذي الحجة من سنة ست المذكورة. وذكر الذهبي وفاة جماعة كثيرة في هذه السنة مختلف في وفاتهم، كما هي عادة سياقه، فإنه يذكر الواحد في عدة أماكن، فنحن نذكر مقالته ولا نتقيد بها، ومن وقع لنا ممن ذكره ترجمناه على عادة كتابنا هذا في محله، قدمه الذهبي أو أخره، فقال: توفي جبلة بن سحيم، وخالد بن عبد الله القسري الأمير، ودراج أبو السمح، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن حبيب المحاربي، وقد تكرر في عدة سنين، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد، والكميت بن زيد الشاعر، وعبيد الله بن أبي يزيد المكي، وعمرو بن دينار، والوليد قتل في جمادى الآخرة فكانت خلافته خمسة عشر شهراً، ويزيد بن الوليد الناقص مات في ذي الحجة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وستة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا واثنى عشر إصبعا.
ذكر ولاية حسان بن عتاهية على مصر
هو حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن خزز بن سعد ابن معاوية التجيبي؛ وقال صاحب «البغية» : حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن. اهـ.
ولّاه مروان بن محمد بن مروان المعروف بالحمار على إمرة مصر وهو بالشأم، فأرسل حسان من الشأم بكتاب إلى ابن نعيم باستخلافه على صلاة مصر إلى أن يحضر من الشأم، فسلم حفص بن الوليد الأمر إلى أبن نعيم، ثم قدم حسان المذكور إلى مصر في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة على الصلاة لا غير.
وزاد صاحب «البغية» وقال: قدم في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة. اهـ.
وكان عيسى بن أبي عطاء على الخراج، فلما أستقر أمر حسان في إمرة مصر أسقط الفروض التي كان قررها حفص بن الوليد في ولايته وقطع [فروض «1» ] الجند كلها، فوثبوا عليه وقاتلوه وقالوا: لا نرضى إلا بحفص، وركبوا إلى المسجد ودعوا إلى خلع مروان الحمار من الخلافة وحصروا حسان في داره، وقالوا له: اخرج عنا، فإننا لا نقيم معك ببلد، ثم أخرجوا عيسى بن أبي عطاء صاحب الخراج من مصر، كل ذلك في آخر جمادى الأخرة، ثم أخرجوا حفصاً من سجنه وولوه أمرهم. وتوجه حسان هذا إلى الشأم ودام بها من جملة أمراء بني أمية إلى أن زالت دولة بني أمية وتولت العباسية. قتل حسان هذا مع من قتل بمصر من أعوان بني أمية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكانت ولاية حسان على مصر ستة عشر يوماً وقيل: إن حسان كان من أعوان بني العباس، والأول أشهر، وتولى بعده حفص بن الوليد ثالثاً.
وقال الحافظ أبو سعيد بن يونس: شهد حسان بن عتاهية جد عتاهية والد صاحب الترجمة فتح مصر وصحب عمر بن الخطاب؛ وابنه عبد الرحمن بن حسان ابن عتاهية يروي عنه مخيس بن ظبيان، وفي نسخة: عبد الغني.
وحدثني أحمد بن علي بن دارح بن رجب الخولاني حدثني عمي عاصم بن دارح حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي حدثني عمرو بن يحيى السدي حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج قال: سألني أبو جعفر المنصور:
ما فعل حسان بن عتاهية؟ قلت: قتله شعبة «2» . قال: قتله الله. كان لنا جليساً