الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَلما الْتَقَيْنَا للوداع وقلبها
…
وقلبي يبثان الصبابة والوجدا)
(بَكت لؤلؤاً رطبا فَفَاضَتْ مدامعي
…
عقيقاً فصارا الْكل فِي نحرها عقدا)
وَمِنْه فِي ولد لَهُ مَاتَ فَرَآهُ فِي النّوم الْكَامِل
(أَهلا بطيف خيالك الْمُعْتَاد
…
شقّ التُّرَاب إِلَيّ شقّ فُؤَادِي)
(أهْدى الثرى لي فِي الْكرَى شخصا لَهُ
…
أهديته حملا على الأعواد)
(شتان بَين الْحَالَتَيْنِ قبرته
…
فِي يقظتي ونشرته برقادي)
وَمن شعره المتقارب
(إِذا غبت عَن ناظري لم يكد
…
يمر بِهِ وَأَبِيك الْكرَى)
(فيؤلمني أنني لأرَاك
…
إِذا مَا طلبتك فِيمَن أرى)
(لقد كذب النّوم فِيمَا اسْتَقل
…
بشخصك فِي مقلتي وافترى)
(وَكَيف وداري بِأَرْض الشآم
…
ودارك أرضٌ بوادي الْقرى)
(وَبعد فلي أمل فِي اللِّقَاء
…
لِأَنِّي وَإِيَّاك فَوق الثرى)
قلت شعر جيد مُتَمَكن
3 -
(ابْن عبد الْمجِيد)
عبد الْبَاقِي بن عبد الْمجِيد بن عبد الله بن أبي الْمَعَالِي مَتى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف تَاج الدّين اليمني المَخْزُومِي الْمَكِّيّ ولد بِمَكَّة لمضي اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة أَو أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين بالديار المصرية ورد إِلَى دمشق أَيَّام الأفرم وَأقَام بهَا متصدراً بالجامع فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز مُدَّة سبع سِنِين يقرئ الطّلبَة المقامات الحريرية وَالْعرُوض وَغير ذَلِك من عُلُوم الْأَدَب وَقرر لَهُ على ذَلِك مائَة دِرْهَم فِي كل شهر على مَال الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ توجه إِلَى الْيمن وَكتب الدرج لصَاحب الْيمن وَرُبمَا وزر لَهُ ثمَّ لما مَاتَ الْملك الْمُؤَيد صادره وَلَده وَأخذ مِنْهُ مَا حصله ثمَّ ورد إِلَى مصر سنة ثَلَاثِينَ وفوض إِلَيْهِ تدريس المشهد النفيسي وَشَهَادَة البيمارستان المنصوري ثمَّ قدم دمشق ورأيته بهَا فِيمَا أَظن سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ)
عَاد إِلَى الْقَاهِرَة ورأيته بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم دمشق ورتب مصدرا بِالْحرم فِي الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة وَتردد إِلَى دمشق وحلب وطرابلس وَعمل لَهُ راتب بطرابلس
ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وأباع وظائفه وَبهَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى
وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الشكل والعمة حُلْو الْوَجْه اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَكَانَ قَادِرًا على النّظم والنثر إِلَّا أَنه لم يكن لَهُ فيهمَا غوص وَكَانَ ظنيناً بِنَفسِهِ يعيب كَلَام القَاضِي الْفَاضِل وَغَيره ويظن أَن كَلَامه خير من كَلَام القَاضِي الْفَاضِل ويرجح كَلَام ابْن الْأَثِير عَلَيْهِ
وعارض الرسائل المختارة للْقَاضِي الْفَاضِل مثل الرسَالَة الذهبية وَفتح الْقُدس وَغَيرهمَا فعارض الشَّمْس بالزبالة والجواهر بالزبالة لَكِن كَلَامه كَانَ متوسطاً وَهُوَ قَادر على الْإِنْشَاء نظماً ونثراً ذُو بديهة وارتجال وخطه جيد قوي عمل تَارِيخا لليمن وتاريخاً للنحاة لَيْسَ بِشَيْء وذيل على تَارِيخ ابْن خلكان بذيل قصير جدا رَأَيْته لم يبلغ بِهِ ثَلَاثِينَ رجلا وَكَانَ يعظم نَفسه ويمدحها ولكلامه وَقع فِي النُّفُوس إِذا أطنب فِي وصف فضائله وأنشدني من كَلَامه كثيرا وَكتب عَليّ أَشْيَاء وقف عَلَيْهَا من تصانيفي تقريظاً بالنظم والنثر فَمن ذَلِك مَا كتبه على جنان الجناس الطَّوِيل
(جنان جناس فاق جنس جنان
…
يعين الْمعَانِي فِيهِ جلّ مَعَاني)
(لقد نوع الْأَجْنَاس فِيهِ مؤلف
…
طرائق وشي أَو سموط جمان)
(غَدا ناهجاً فِيهِ مناهج لم يكن
…
قدامَة قدماً جاءها بِبَيَان)
(مَقَاصِد مَا نجل الْأَثِير مثيرها
…
بَدَائِع فضلٍ من بديع زمَان)
(محررة الْأَلْفَاظ لَكِن حسنها
…
رَقِيق ينسينا حليل حسان)
(إِذا ابْن فَتى نجل الْحَدِيد أرادها
…
تَقول لَهُ أقصر فلست بدان)
(وَمَا أَنْت مِمَّن يسبك التبر ناقداً
…
وَمَا لَك فِي سبك النضار يدان)
(لقد أطربت أبياته كل سامع
…
فرائد مَا جَاءَت لَهُنَّ ثوان)
(تفوح بأرواح الصِّبَا نفحاتها
…
حَظِيرَة بَان عِنْد حَضْرَة بَان)
(لقد صير الحساد تذرف عِنْدهَا
…
مدامع شَأْن فِي محاجر شان)
(أَقُول لنظمي حِين حاول شأوها
…
رفيقك قيسي وَأَنت يمَان)
(بقيت صَلَاح الدّين للفضل صَالحا
…
لحسن بَيَان من يراع بنان)
)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الوافر
(تجنب أَن تذم بك اللَّيَالِي
…
وحاول أَن يذم لَك الزَّمَان)
(وَلَا تحفل إِذا كملت ذاتاً
…
أصبت الْعِزّ أم حصل الهوان)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل
(بخلت لواحظ من رَأينَا مُقبلا
…
برموزها ورموزهن سَلام)
(فعذرت نرجس مقلتيه لِأَنَّهُ
…
يخْشَى العذار فَإِنَّهُ نمام)
قلت أَخذه من الأول وَهُوَ أحسن وأكمل المديد
(لافتضاحي فِي عوارضه
…
سَبَب وَالنَّاس نوام)
(كَيفَ يخفى مَا أكابده
…
وَالَّذِي أهواه نمَّام)
وأنشدني لنَفسِهِ فِي حمَار وَحش السَّرِيع
(حمَار وَحش نقشه معجب
…
فَلَا يضاهي حسنه فِي الملاح)
(قد غَدا فِي حسنه أوحداً
…
تشاركا فِيهِ الدجى والصباح)
قلت فِيهِ إِضْمَار قبل الذّكر وَلَا يجوز إِلَّا على لُغَة من قَالَ أكلوني البراغيث وَأحسن من هَذَا قَول الْقَائِل فِي فَهد الْبَسِيط
(تنافس اللَّيْل فِيهِ وَالنَّهَار مَعًا
…
فقمصاه بجلباب من الْمقل)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَقد ركب الْمُؤَيد فيلاً الْبَسِيط
(الله أولاك يَا دَاوُد مكرمَة
…
ورتبةً مَا أَتَاهَا قبل سُلْطَان)
(ركبت فيلاً فظل الْفِيل ذَا رهجٍ
…
مُسْتَبْشِرًا وَهُوَ بالسُّلطان فرحان)
(لَك الْإِلَه أذلَّ الْوَحْش أجمعه
…
هَل أَنْت دَاوُد فِيهِ أم سُلَيْمَان)
وأنشدني لنَفسِهِ يهجو عدن الْكَامِل
(عدن إِذا رمت الْمقَام بربعها
…
فَلَقَد أَقمت على لهيب الهاوية)
(بلد خلا عَن فَاضل وصدوره
…
أعجاز نخل إِذْ ترَاهَا خاوية)
وأنشدني لنَفسِهِ مَا قَالَه وَقد زار جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة الشَّاعِر بِدِمَشْق فَرَأى فِي بَيته نملاً كثيرا الْبَسِيط
(مَا لي أرى منزل الْمولى الأديب بِهِ
…
نمل تجمع فِي أرجائه زمرا)
)
(فَقَالَ لَا تعجبن من نمل منزله
…
فالنمل من شَأْنهَا أَن تتبع الشعرا)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط
(لَا أعرف النّوم فِي حَالي جَفا ورضى
…
كَأَن جفني مطبوع من السهد)
(فليلة الْوَصْل تمْضِي كلهَا سمراً
…
وَلَيْلَة الهجر لَا أغفي من الكمد)
وأنشدني لنَفسِهِ الرجز
(لَو لم تكن وجرة منشا عفرها
…
مَا طَابَ وصف نورها وغفرها)
(منَازِل لَوْلَا الصِّبَا مَا شاقني
…
نور أقاحيها وظل سدرها)
(إِن المغاني كالغواني لم تزل
…
معشوقة تصبي بِحسن ذكرهَا)
(علام أَهْوى منزلا مَا عطرت
…
فجاجه سلمى بنشر عطرها)
(وَلَا غَدَتْ تسحب ذيل مرْطهَا
…
فِيهِ وَلَا مدت حبال خدرها)
(بهنانة قد ملكت لمهجتي
…
قلبِي وَأمسى فِي أَلِيم أسرها)
(مرت على الْوَادي فَمَال نَحْوهَا
…
أراكه يَبْغِي ارتشاف ثغرها)
(وراعها مِنْهُ الْحَصَى فسيرت
…
يَمِينهَا تكشف عقد نحرها)
(غزالة إِن سفرت لناظر
…
رَأَيْت ليلى فِي فروع شعرهَا)
(تملي على خلْخَالهَا شكاية
…
من ردفها مَرْفُوعَة عَن خصرها)
(يَا حبذا مِنْهَا أصيل وَصلهَا
…
لَو لم ينغصه هجير هجرها)
(سَارَتْ بهَا فوارس من وَائِل
…
قد أطلعت كواكباً من سمرها)
(وخلفتني فِي الديار نَادِيًا
…
أبْكِي طلول رسمها وعقرها)
(اعملت فِي طلابها رواحلاً
…
بوخدها تفري أَدِيم قفرها)
(وَاللَّيْل مثل غادة زنجية
…
قد زانها عشاقها بدرها)
(وصفحة الْأُفق كَمثل روضةٍ
…
تبدو لنا أنوارها من نورها)
وَله الطَّوِيل
(لَعَلَّ رَسُولا من سعاد يزور
…
فيشفي وَلَو أَن الرسائل زور)
(يخبرنا عَن غادة الْحَيّ هَل ثوت
…
وَهل ضربت بالرقمتين خدور)
(وَهل سنحت فِي الرَّوْض غزلان عالج
…
وَهل أثله بالساريات مطير)
)
(ديار لسلمى جادها واكف الحيا
…
إِذا ذكرت خلت الْفُؤَاد يطير)
(كَأَن غنا الورقاء من فَوق دوحها
…
قيان وأوراق الغصون ستور)
(تمايل فِيهَا الْغُصْن من نشوة الصِّبَا
…
كَأَن عَلَيْهِ بالسلاف تدير)
(مَتى أطلعت فِيهِ الغمائم أنجماً
…
تلوح وَلَكِن بالأكف تغور)
(إِذا اقتطفتها الغانيات رَأَيْتهَا
…
نجوماً جنتها فِي الصَّباح بدور)