الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لم يخل الْهوى لجسمي شخصا
…
فَإِذا جَاءَنِي الْكرَى لم يجدني)
قلت هُوَ كَقَوْل الآخر الْخَفِيف
(لم يَعش إِنَّه جليد وَلَكِن
…
ذاب سقماً فَلم تَجدهُ الْمنون)
3 -
(عبد الْعَزِيز بن دلف)
عبد الْعَزِيز بن دلف بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد البغداذي الْمُقْرِئ النَّاسِخ الخازن كَانَ عدلا ثِقَة لَهُ صُورَة كَبِيرَة ولي خزانَة كتب المستنصرية وَغَيرهَا وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وست مائَة
3 -
(عبد الْعَزِيز بن رفيع)
عبد الْعَزِيز بن رفيع أَبُو عبد الله الْأَسدي الطَّائِفِي نزيل الْكُوفَة روى عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَشُرَيْح القَاضِي وَأنس بن مَالك وَعبيد بن عُمَيْر وَزيد بن وهب وَجَمَاعَة كَانَ أحد الثِّقَات المسندين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
3 -
(عبد الْعَزِيز بن أبي رواد)
عبد الْعَزِيز بن أبي رواد الْأَزْدِيّ الْمَكِّيّ أحد الْعلمَاء وَله جمَاعَة إخْوَة كَانَ يطوف بِالْكَعْبَةِ فطعنه الْمَنْصُور بإصبعه فَالْتَفت فَرَآهُ فَقَالَ علمت أَنَّهَا طعنة جَبَّار لم يصل عَلَيْهِ سُفْيَان)
الثَّوْريّ لكَونه يرى الإرجاء فَقيل للثوري فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرى الصَّلَاة على من هُوَ دونه وَلَكِن أردْت أَن أرِي النَّاس أَنه مَاتَ على بِدعَة
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ مرجئاً رجلا صَالحا وَلَيْسَ هُوَ فِي التثبيت مثل غَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة
3 -
(صفي الدّين الْحلِيّ)
عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن
نصر بن أبي الْعِزّ ابْن سَرَايَا بن بَاقِي بن عبد الله بن العريض هُوَ الإِمَام الْعَلامَة البليغ المفوه النَّاظِم الناثر شَاعِر عصرنا على الْإِطْلَاق صفي الدّين الطَّائِي السنبسي الْحلِيّ شَاعِر أصبح بِهِ رَاجِح الْحلِيّ نَاقِصا وَكَانَ سَابِقًا فَعَاد على عقبه ناكصاً أَجَاد القصائد المطولة والمقاطيع وأتى بِمَا أخجل زهر النُّجُوم فِي السَّمَاء فَمَا قدر زهر الأَرْض فِي الرّبيع تطربك أَلْفَاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده الَّتِي كَأَنَّهَا سِهَام راشقة وسيوف مسلولة
مولده يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر ربيع الآخر سنة سبع وَسبعين وست مائَة دخل إِلَى مصر أَيَّام الْملك النَّاصِر فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَأَظنهُ وردهَا مرَّتَيْنِ وَاجْتمعَ بِالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير كَاتب السِّرّ ومدحه وَأَقْبل عَلَيْهِ وَاجْتمعَ بالشيخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَغَيره وَأثْنى فضلاء الديار المصرية عَلَيْهِ وَأما شمس الدّين عبد اللَّطِيف فَإِنَّهُ كَانَ يظنّ أَنه لم ينظم الشّعْر أحد مثله لَا فِي الْمُتَقَدِّمين وَلَا فِي الْمُتَأَخِّرين مُطلقًا وَرَأَيْت عِنْده قِطْعَة وافرة من كَلَامه بِخَطِّهِ نقلت مِنْهَا أَشْيَاء
اجْتمعت بِهِ بِالْبَابِ وبزاعه من بِلَاد حلب فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ جَمِيع مَا لَهُ من نظم ونثر وتأليف مِمَّا سمعته مِنْهُ وَمَا لم أسمعهُ وَمَا لَعَلَّه يتَّفق لَهُ بعد ذَلِك التَّارِيخ على أحد الرائين وَمَا يجوز لَهُ أَن يرويهِ سَمَاعا وإجازة ومناولة ووجادة بِشَرْطِهِ وَقلت وَقد بلغتني وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة مجزوء الرمل
(إِن فن الشّعْر نَادَى
…
فِي جَمِيع الأدباء)
(أحسن الله تَعَالَى
…
فِي الصفي الْحلِيّ عزائي)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي التَّارِيخ بِالْبَابِ وبزاعه المجتث)
للترك مَا لي ترك مَا دين حييّ شرك
(حواجب وعيون
…
لَهَا بقلبي فتك)
(كالقوس يصمي وهذي
…
تشكي الْمُحب وتشكو)
وأنشدني من لَفظه أَيْضا لنَفسِهِ مجزوء الْكَامِل وَإِذا العداة أرتك فرط مذلة فإليك عَنْهَا
(وَإِذا الذئاب استنعجت
…
لَك مرّة فحذار مِنْهَا)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل
(لَا غرو أَن يُصَلِّي الْفُؤَاد بذكركم
…
نَارا تؤججها يَد التذْكَار)
(قلبِي إِذا غبتم يصور شخصكم
…
فِيهِ وكل مُصَور فِي النَّار)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط
(يقبل الأَرْض عبد تَحت ظلكم
…
عَلَيْكُم بعد فضل الله يعْتَمد)
(مَا دَار مية من أَسْنَى مطالبه
…
يَوْمًا وَأَنْتُم لَهُ العلياء فَالسَّنَد)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل
(وأغر تبري الإهاب مورد
…
سبط الْأَدِيم محجل ببياض)
(أخْشَى عَلَيْهِ بِأَن يصاب بأسهم
…
مِمَّا يسابقني إِلَى الْأَغْرَاض)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَهُوَ غَرِيب الْبَسِيط
(وأدهم يقق التحجيل ذِي مرح
…
يميس من عجبه كالشارب الثمل)
(مُضْمر مشرف الْأُذُنَيْنِ تحسبه
…
موكلاً باستراق السّمع عَن زحل)
(ركبت مِنْهُ مطا ليل تسير بِهِ
…
كواكب تلْحق الْمَحْمُول بِالْحملِ)
(إِذا رميت سهامي فَوق صهوته
…
مرت بهاديه وانحطت عَن الكفل)
قلت وَلم يطلّ مجْلِس اجتماعنا بِالْبَابِ وبزاعة لِأَنَّهُ قصد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام رحمه الله وَهُوَ نَازل عَلَيْهَا يتصيد وَكَانَ صفي الدّين قد سرقت لَهُ عملة وبلغه فِي ماردين أَن اللص من أهل صيدنايا وسال كِتَابه إِلَى وَالِي الْبر بِدِمَشْق بإمساكه وَقَوله كالقوس تصمى إِشَارَة إِلَى قَول ابْن الرُّومِي الْبَسِيط
(نشكي الْمُحب وتشكو وَهِي ظالمة
…
كالقوس تصمى الرمايا وَهِي مريان)
)
وَقَوله وَإِذا الذئاب استنعجت الْبَيْت يُرِيد بِهِ قَول الْقَائِل الْكَامِل
(وَإِذا الذئاب استنعجت لَك مرّة
…
فحذار مِنْهَا أَن تعود ذئابا)
(والذئاب أَخبث مَا يكون إِذا اكتسى
…
من جلد أَوْلَاد النعاج ذئابا)
وَقد أنْفق غَالب مدائحه فِي مُلُوك ماردين بني أرتق وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى حماة ويمدح ملكهَا الْمُؤَيد وَالْأَفْضَل وَلَده وَكَانَا يعظمانه وَهُوَ من الشجعان الْأَبْطَال قتل خَاله فَأدْرك ثَأْره وَفِيه آثَار الْجراحَة وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة يفتخر الطَّوِيل
(سوابقنا وَالنَّقْع والسمر والظبى
…
وأحسابنا والحلم والبأس وَالْبر)
(هبوب الصِّبَا وَاللَّيْل والبرق والقضا
…
وشمس الضُّحَى والطود وَالنَّار وَالْبَحْر)
وأنشدني إجَازَة وَفِيه استخدامان الطَّوِيل
(لَئِن لم أبرقع بالحيا وَجه عفتي
…
فَلَا أشبهته راحتي فِي التكرم)
(وَلَا كنت مِمَّن يكسر الجفن فِي الوغى
…
إِذا أَنا لم أغضضه عَن رَأْي محرم)
وأنشدني إجَازَة أَيْضا لَهُ الْبَسِيط
(لَا يسمع الْعود منا غير خاضنه
…
من لبة الشوس يَوْم الروع بالعلق)
وَلَا يعاطى كميتاً غير مصدرهيوم الصدام بلَيْل الْعَطف بالعرق وأنشدني إجَازَة لَهُ السَّرِيع
(أودَّ حسادي أَن يكثروا
…
وأعذرُ الْحَاسِد فِي فعله)
(لَا أفقد الحساد إِلَّا إِذا
…
فقدت مَا أحسد من أَجله)
وأنشدني لَهُ إجاز المنسرح
(أَقُول للدَّار إِذْ مَرَرْت بهَا
…
وعبرتي فِي عراصها تكف)
مَا بَال وعد السَّحَاب أخلف مغناك فَقَالَت فِي دمعك الْخلف وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر
(وسَاق من بني الأتراك طِفْل
…
أتيه بِهِ على جمع الرفاق)
(أملكهُ قيادي وَهُوَ رقي
…
وأفديه بعيني وَهُوَ ساقي)
وأنشدني لَهُ وَهُوَ سبع تشبيهات الطَّوِيل
(وظبي بقفر فَوق طرف مفوق
…
بقوس رمى فِي النَّقْع وحشاً بأسهم)
)
(كشمس بأفق فَوق برق بكفه
…
هِلَال رمى فِي اللَّيْل جنا بأنجم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(مَا زَالَ كحل النّوم فِي ناظري
…
من قبل إعراضك والبين)
(حَتَّى سرقت الغمض من مقلتي
…
يَا سَارِق الْكحل من الْعين)
وأنشدني لَهُ إجَازَة المديد
(رب يَوْم قد رفلت بِهِ
…
فِي ثِيَاب اللَّهْو والمرح)
(أشرقت شمس المدام بِهِ
…
وجبين الشَّمْس لم يلح)
(فظللنا بَين مغتبق
…
محياها ومصطبح)
(وشدت فِي الدوح صادحة
…
بضروب السجع وَالْملح)
(كلما ناحت على شجن
…
خلتها غنت على قدحي)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(طلبت نديماً يُوجد الراح رَاحَة
…
إِذا الراح أودت بِالْقَلِيلِ من الْعقل)
(يشاركني فِي شربهَا وشروطها
…
فَيسمع أَو يحسو ويملأ أَو يملي)
وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي غُلَام حَيَّاهُ بنرجس السَّرِيع
(ومشرق الْوَجْه بِمَاء الحيا
…
حَيا بِوَجْه كُله أعين)
(قبلته ثمَّ تقبلته
…
بَين وُجُوه كلهَا أعين)
(وَقلت وقيت صروف الردى
…
وانصرفت عَن وَجهك الْأَعْين)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(أحن إِلَيْكُم كَمَا ذَر شارق
…
ويرتاح قلبِي كلما مر خاطف)
(وأهتز من خَفق النسيم إِذا سرى
…
ولولاكم مَا حركتني العواصف)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(وَلَقَد ذكرتك والعجاج كَأَنَّهُ
…
مطل الْغَنِيّ وَسُوء عَيْش الْمُعسر)
(والشوس بَين مجدل فِي جندل
…
منا وَبَين معفر فِي مغفر)
(فَظَنَنْت أَنِّي فِي صباح مُسْفِر
…
بضياء وَجهك أَو مسَاء مقمر)
(وتعطرت أَرض الكفاح كَأَنَّمَا
…
فتقت لنا ريح الجلاد بعنبر)
)
وأنشدني أَيْضا إجَازَة الْكَامِل
(وَلَقَد ذكرتك وَالسُّيُوف مواطر
…
كالسحب من وبل النجيع وطله)
(فَوجدت أنسا عِنْد ذكرك كَامِلا
…
فِي موقف يخْشَى الْفَتى من ظله)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(وَلَقَد ذكرتك والجماجم وَقع
…
تَحت السنابك والأكف تطير)
(والهام فِي أفق الْعَجَاجَة حوم
…
فَكَأَنَّهَا فَوق النسور نسور)
(فاعتادني من طيب ذكرك نشوة
…
وبدت عَليّ بشاشة وسرور)
(فَظَنَنْت أَنِّي فِي مجَالِس لذتي
…
والراح تجلى والكؤوس تَدور)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(أطلقت نطقي بالمحامد عِنْدَمَا
…
قيدتني بسوابق الإنعام)
(فلتشكرنك نِيَابَة عَن منطقي
…
صدر الطروس وألسن الأقلام)
وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة الطَّوِيل
(سأثني على نعماك بالكم الَّتِي
…
يقر لَهَا الحساد فِي اللَّفْظ وَالْفضل)
(بهَا يطرد السارون عَن جفنها الْكرَى
…
ويجلب طيب النّوم فِي المهد للطفل)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْبَسِيط
(وَالله مَا سهرت عَيْني لبعدكم
…
لعلمها أَن طيب الْوَصْل فِي الْحلم)
(وَلَا صبوت إِلَى ذكر الجليس لكم
…
لِأَن ذكركُمْ فِي خاطري وفمي)
ونقلت من خطه قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الطَّوِيل
(كفى الْبَدْر حسنا أَن يُقَال نظيرها
…
فيزهى وَلَكنَّا بِذَاكَ نضيرها)
(وحسبت غصون البان أَن قوامها
…
يُقَاس بِهِ ميادها ونضيرها)
(أسيرة حجل مطلقات لحاظها
…
قضى حسنها أَن لَا يفك أَسِيرهَا)
(تهيم بهَا العشاق خلف حجابها
…
فَكيف إِذا مَا آن مِنْهَا سفورها)
(وَلَيْسَ عجيباً أَن غررت بنظرة
…
إِلَيْهَا فَمن شَأْن البدور غرورها)
(فكم نظرة قادت إِلَى الْقلب حسرة
…
يقطع أنفاس الْحَيَاة زفيرها)
(فوا عجبا كم نسلب الْأسد فِي الوغى
…
وتسلبنا من أعين الْحور حورها)
)
(فتور الظبى عِنْد القراع يشينها
…
وَمَا يرهف الأجفان إِلَّا فتورها)
(وجذوة حسن فِي الخدود لهيبها
…
يشب وَلَكِن فِي الْقُلُوب سعيرها)
(إِذا آنستها مقلتي خر صاعقاً
…
فادي وَقَالَ الْقلب لَا دك طورها)
(وسرب ظباء مشرقات شموسه
…
على حلية عِنْد النُّجُوم بدورها)
(تمانع عَمَّا فِي الكناس أسودها
…
وتحرس مَا تحوي الْقُصُور صقورها)
(تغار من الطيف الملم حماتها
…
ويغضب من مر النسيم غيورها)
(إِذا مَا رأى فِي النّوم طيفاً يزورها
…
توهمه فِي الْيَوْم ضيفاً يزورها)
(نَظرنَا فأعدتنا السقام عيونها
…
ولذنا فأولتنا النحول خصورها)
(وزرنا وَأسد الْحَيّ تذكي لحاظها
…
وَيسمع فِي غَابَ الرماح زئيرها)
(فيا ساعد الله الْمُحب فَإِنَّهُ
…
يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها)
(وَلما ألمت للزيارة خلسة
…
وسجف الدياجي مسبلات ستورها)
(سعى بَيْننَا الواشون حَتَّى حجولها
…
وثمت بِنَا الْأَعْدَاء حَتَّى عبيرها)
(وهمت بِنَا لَوْلَا حبائل شعرهَا
…
خطى الصُّبْح لَكِن قيدتها ظفورها)
(ليَالِي يعديني زماني على العدى
…
وَإِن ملئت حقداً عَليّ صدورها)
(ويسعدني شرخ الشبيبة والغنى
…
إِذا شانها إقتارها وقتيرها)
(ومذ قلب الدَّهْر الْمِجَن أصابني
…
صبوراً على حَال قَلِيل صبورها)
(فَلَو تحمل الْأَيَّام مَا أَنا حَامِل
…
لما كَاد يمحو صبغة اللَّيْل نورها)
(سأصبر إِمَّا أَن تَدور صروفها
…
عَليّ وَإِمَّا تستقيم أمورها)
(فَإِن تكن الخنساء إِنِّي صخرها
…
وَإِن تكن الزباء إِنِّي قصيرها)
(وَقد ارتدى ثوب الظلام بحسرة
…
عَلَيْهَا من الشوس الحماة جسورها)
(كَأَنِّي بأحشاء السباسب خاطر
…
فَمَا وجدت إِلَّا وشخصي ضميرها)
(وصادية الأحشاء غضى بالها
…
يعز على الشعري العبور عبورها)
(ينوح بهَا الخريت ندبا لنَفسِهِ
…
إِذا اخْتلفت حصباؤها وصخورها)
(إِذا وطئتها الشَّمْس سَالَ لُعَابهَا
…
وَإِن سلكتها الرّيح طَال هديرها)
(وَإِن قَامَت الحرباء ترصد شمسها
…
أصيلاً أذاب اللحظ مِنْهَا هجيرها)
)
(تجنب عَنْهَا للحذار جنوبها
…
وتدبر عَنْهَا فِي الهبوب دبورها)
(خبرت مرامي أرْضهَا فقتلتها
…
وَمَا يقتل الْأَرْضين إِلَّا خبيرها)
(بخطوة مرقال أمون عثارها
…
كثير على وفْق الصَّوَاب عثورها)
(ألذ من الْأَنْغَام رَجَعَ بغامها
…
وأطرب من سجع الهديل هديرها)
(نساهم شطر الْعَيْش عيساً سواهُمَا
…
لطول السرى لم يبْق إِلَّا سطورها)
(حروفاً كنونات الصحائف أَصبَحت
…
تخط على طرس الفيافي سطورها)
(إِذا نظمت نظم القلائد فِي البرى
…
تقلدها خضر الربى ونحورها)
(طواها طواها فاغتدت وبطونها
…
تجول عَلَيْهَا كالوشاح ظهروها)
(يعبر عَن فرط الحنين أنينها
…
ويعرب عَمَّا فِي الضَّمِير ضمورها)
(تسير بهَا نَحْو الْحجاز وقصدها
…
ملاعب شعبي بابل وقصورها)
(فَلَمَّا ترامت عَن زرود ورملها
…
ولاحت لَهَا أَعْلَام نجد وقورها)
(وصدت يَمِينا عَن شميط وجاوزت
…
رَبِّي قطن والشهب قد شف نورها)
(وعاج بهَا عَن رمل عاج دليلها
…
فَقَامَتْ لعرفان المُرَاد صدورها)
(غَدَتْ تتقاضانا الْمسير لِأَنَّهَا
…
إِلَى نَحْو خير الْمُرْسلين مسيرها)
(ترض الْحَصَى شوقاً لمن سبح الْحَصَى
…
لَدَيْهِ وَحيا بِالسَّلَامِ بَعِيرهَا)
(إِلَى خير مَبْعُوث إِلَى خير أمة
…
إِلَى خير معبود دَعَاهَا بشيرها)
(وَمن بشر الله الْأَنَام بِأَنَّهُ
…
مبشرها عَن إِذْنه ونذيرها)
(وَمن أخمدت مَعَ وَضعه نَار فَارس
…
وزلزل مِنْهَا عرشها وسريرها)
(وَمن نطقت توراة مُوسَى بفضله
…
وَجَاء بِهِ إنجيلها وزبورها)
(مُحَمَّد خير الْمُرْسلين بأسرهم
…
وأولها فِي الْمجد وَهُوَ أخيرها)
(فيا آيَة الله الَّتِي مذ تبلجت
…
على خلقه أخْفى الظلال ظُهُورهَا)
(عَلَيْك سَلام الله يَا خير مُرْسل
…
إِلَى أمة لولاه دَامَ غرورها)
(عَلَيْك سَلام الله يَا خير شافعٍ
…
إِذا النَّار ضم الْكَافرين حصيرها)
(عَلَيْك سَلام الله يَا من تشرفت
…
بِهِ الْإِنْس طراً واستتم سرورها)
(عَلَيْك سَلام الله يَا من تعبدت
…
لَهُ الْجِنّ وانقادت لَدَيْهِ أمورها)
)
(تشرفت الْأَقْدَام لما تَتَابَعَت
…
إِلَيْك خطاها وَاسْتمرّ مريرها)
(وفاخرت الأفواه نور عيوننا
…
بتربك لما قبلته ثغورها)
(فَضَائِل رامتها الرؤوس فقصرت
…
ألم تَرَ للتقصير جزت شعورها)
(وَلَو وفت الوفاد قدرك حَقه
…
لَكَانَ على الأحداق مِنْهَا مسيرها)
(لِأَنَّك سر الله وَالْآيَة الَّتِي
…
تجلت فَجلى ظلمَة الشّرك نورها)
(مَدِينَة علم وَابْن عمك بَابهَا
…
فَمن غير ذَاك الْبَاب لم يُؤْت سرورها)
(شموس لكم فِي الغرب مُدَّة شموسها
…
بدور لكم فِي الشرق حق بدورها)
(جبال إِذا مَا الهضب دكت جبالها
…
بحور إِذا مَا الأَرْض عَادَتْ بحورها)
(فآلك خير الْآل والعترة الَّتِي
…
محبتها نعمى قَلِيل شكورها)
(إِذا جولست للبذل ذل نضارها
…
وَإِن سوجلت فِي الْفضل عز نظيرها)
(وصحبك خير الصحب وَالْغرر الَّتِي
…
بهم أمنت من كل أَرض ثغورها)
(كماة حماة فِي القراع وَفِي الْقرى
…
إِذا شط قاربها وطاش وقورها)
(أيا صَادِق الْوَعْد الْأمين وَعَدتنِي
…
ببشرى فَلَا أخْشَى وَأَنت بشيرها)
(بعثت الْأَمَانِي باطلات لتبتغي
…
نداك فَجَاءَت حاليات نحورها)
(وَأرْسلت آمالاً خماصاً بطونها
…
إِلَيْك فَعَادَت مثقلات ظهروها)
(إِلَيْك رَسُول الله أَشْكُو جرائماً
…
يوازي الْجبَال الراسيات صغيرها)
(كَبَائِر لَو تبلى الْجبَال بحملها
…
لدكت وناد بالثبور ثبيرها)
(وغالب ظَنِّي بل يقيني أَنَّهَا
…
ستمحى وَإِن جلت وَأَنت سفيرها)
(لِأَنِّي رَأَيْت الْعَرَب تخفر بالعصا
…
وتحمي إِذا مَا أمهَا مستجيرها)
(فَكيف بِمن فِي كَفه أَوْرَق الْعَصَا
…
تضام بَنو الآمال وَهُوَ خفيرها)
(وَبَين يَدي نَجْوَايَ قدمت مِدْحَة
…
قضى خاطري أَن لَا يخيب خطيرها)
(يروي غليل السامعين قطارها
…
وتجلو عُيُون الناظرين قطورها)
(وَأحسن شَيْء أنني قد جلوتها
…
عَلَيْك وأملاك السَّمَاء حُضُورهَا)
(تروم بهَا نَفسِي الْجَزَاء فَكُن لَهَا
…
مجيراً بِأَن تمسي وَأَنت مجيرها)
(فلابن زُهَيْر قد أجزت بِبُرْدَةٍ
…
عَلَيْك فأثرى من ذويه فقيرها)
)
(أجرني أجزني وأجزني أجر مدحتي
…
بِبرد إِذا مَا النَّار شب سعيرها)
(وقابل ثناها بِالْقبُولِ فَإِنَّهَا
…
عرائس فكر وَالْقَبُول مهورها)
(فَإِن زانها تطويلها واطرادها
…
فقد شانها تقصرها وقصورها)
(إِذا مَا القوافي لم تحط بصفاتكم
…
فسيان مِنْهَا جمها ويسيرها)
(بمدحك تمت حجتي وَهِي حجتي
…
على عصبَة يطغى عَليّ فجورها)
(أقص بشعري إِثْر فضلك واصفاً
…
علاك إِذا مَا النَّاس قصت شعورها)
(وأسهر فِي نظم القوافي وَلم أقل
…
خليلي هَل من رقدة أستعيرها)
تمت وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة الْكَامِل
(وَلَقَد أَسِير على الضلال وَلم أقل
…
أَيْن الطَّرِيق وَإِن كرهت ضلالي)
(وأعاف تسآل الدَّلِيل ترفعاً
…
عَن أَن يفوه فمي بِلَفْظ سُؤَالِي)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(ولائي لآل الْمُصْطَفى عقد مذهبي
…
وقلبي من حب الصَّحَابَة مفعم)
(وَمَا أَنا مِمَّن يستجيز لحبهم
…
مسَبَّة أَقوام عَلَيْهِم تقدمُوا)
(ولكنني أعطي الْفَرِيقَيْنِ حَقهم
…
وزي بِحَال الْأَفْضَلِيَّة أعلم)
(فَمن شَاءَ تعويجي فَإِنِّي معوج
…
وَمن شَاءَ تقويمي فَإِنِّي مقوم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْخَفِيف
(قيل لي تعشق الصَّحَابَة طراً
…
أم تفردت بَينهم بفريق)
فوصفت الْجَمِيع وَصفا إِذا ضوع أزرى بِكُل مسك سحيق قيل هذي الصِّفَات وَالْكل كالدرياق يشفي من كل دَاء وثيق فَإلَى من تميل قلت إِلَى الْأَرْبَع لَا سِيمَا إِلَى الْفَارُوق ونقلت من خطه مَا صورته أَن جمَاعَة من أَعْيَان فضلاء الْموصل وقفُوا على شَيْء من النكت الَّتِي أنشأتها فِي أثْنَاء المقامات والرسائل فاقترحوا أَن أعمد إِلَى أَبْيَات من فصيح شعر الْعَرَب فأعد حروفها وأنشئ رِسَالَة عدد حروفها بِقدر عدد حُرُوف تِلْكَ الأبيات جملَة وتفصيلاً وَأَن يكون معنى الرسَالَة فِي عرض لَهُم فملكتهم زِمَام التَّخْيِير فِي الْحَالَتَيْنِ فَقَالُوا قد اقتصرنا على السَّبْعَة الأول من فَاتِحَة السَّبع الطوَال فَقلت اسطروها احْتِرَازًا من التبديل وَالِاخْتِلَاف فِي)
إِحْدَى الْأَلْفَاظ فَيَقَع الْخلَل فسطروها الطَّوِيل
(قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
…
بسقط اللوى بَين الدُّخُول وحومل)
(فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
…
لما نسجتها من جنوب وشمأل)
(ترى بعر الأرآم فِي عرصاتها
…
وقيعانها كَأَنَّهُ حب فلفل)
(كَأَنِّي غَدَاة الْبَين يَوْم تحملوا
…
لَدَى سمُرَات الْحَيّ ناقف حنظل)
(وقوفاً بهَا صحبي عَليّ مطيهم
…
يَقُولُونَ لَا تهْلك أسى وتجمل)
(وَإِن شفائي عِبْرَة إِن سفحتها
…
وَهل عِنْد رسم دارس من معول)
(كَذَا يَك من أم الْحُوَيْرِث قبلهَا
…
وجارتها أم الربَاب بمأسل)
فَلَمَّا تعيّنت الأبيات سَأَلتهَا تعْيين معنى الرسَالَة فاقترحوا أَن تَتَضَمَّن استعطاف مخدوم لَهُم واعتذاراً من ذَنْب سبق واستنجازاً لوعد مِنْهُ سلف فأنشأت الْكَرِيم مرتجى وَإِن أصبح بَابه مرتجاً وَالنَّدْب يلتقى وَإِن كَانَ باسه يتقى والسحب تؤمل بوارقها وَإِن رهبت صواعقها ولحلم سيدنَا أعظم من اللّحن بعتب لسالف ذَنْب فَمَا فَتى شرف الله بلثم كفوفه أَفْوَاه الْعباد يغْفر الْخَطِيئَة ويوفر الْعَطِيَّة والملوك مقرّ عرف أَنه رب حق بل مَالك رق ومقتض من جوده العميم نجاز وعده الْكَرِيم فسالف كرمه مُقيم لَا برح إحسانه شَامِلًا مدى السنين إِن الله يحب الْمُحْسِنِينَ
فَلَمَّا سطروها وسطروها وعدوا أحرفها واعتبروها سَأَلُوا أَن أرجع ربعهَا مأهولاً وأعيدها سيرتها الأولى فنظمت الطَّوِيل
(قفا نبك فِي أطلال ليلى ونسأل
…
دوارسها عَن ركبهَا المتحمل)
(وننشد من أدراسها كل معلم
…
محاه هبوب الرامسات ومجهل)
(ونأخذ عَن أترابها من ترابها
…
صَحِيح مقَال كالجمان الْمفصل)
(معَان هوى أقوى بهَا دأب بَينهم
…
كدأبي من تبريح قلب مفلفل)
(عفت غير سفع من رواكد جثم
…
تحف بشفع من رواكض جفل)
(ووشم أَو أرى سحيل مريرها
…
ليلهى بقاه حول نؤىٍ معطل)
(فرفقاً بهَا رفقا وَإِن هِيَ لم تنج
…
بلظ وَلَا تأوي لسائل منزل)
فَكل وَاحِد من المقطوعين الشّعْر والرسالة عدد حُرُوفه مثل الآخر مجملة وتفصيلاً وَالْجُمْلَة)
مِائَتَيْنِ وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ حرفا الْألف أحد وَأَرْبَعُونَ الْبَاء سَبْعَة عشر التَّاء تِسْعَة الثَّاء أحد الْجِيم أَرْبَعَة الْحَاء تِسْعَة الْخَاء أحد الدَّال سِتَّة الذَّال أحد الرَّاء خَمْسَة عشر الزَّاي أحد السِّين ثَمَانِيَة الشين اثْنَيْنِ الصَّاد اثْنَيْنِ الضَّاد أحد الطَّاء اثْنَيْنِ الظَّاء أحد الْعين ثَمَانِيَة الْغَيْن أحد الْفَاء اثْنَا عشر الْقَاف تِسْعَة الْكَاف سَبْعَة اللَّام ثَمَانِيَة وَعشْرين اللَّام ألف اثْنَيْنِ الْيَاء تِسْعَة عشر
وأنشدني لَهُ إجَازَة من قصيدة طَوِيلَة ونقلت ذَلِك من خطه الْبَسِيط
(من نفخة الصُّور أم من نفخة الصُّور
…
أَحييت يَا ريح مَيتا غير مقبور)
(أم من شذا نسمه الفردوس حِين سرت
…
عَليّ بلَيْل من الأزهار مَمْطُور)
(وَالرِّيح قد أطلقت فضل الْعَنَان بِهِ
…
طي النسيم بنشر فِيهِ منشور)
(فِي رَوْضَة نصبت أَغْصَانهَا وَغدا
…
ذيل الصِّبَا بَين مَرْفُوع ومجرور)
(قد جمعت جمع تَصْحِيح جوانبها
…
وَالْمَاء يجمع فِيهَا جمع تكسير)
(وَالرِّيح ترقم فِي أمواجها شبكاً
…
والغيم يرسم أَنْوَاع التصاوير)
(وَالْمَاء مَا بَين مَصْرُوف وممتنع
…
والظل مَا بَين مَمْدُود ومقصور)
(والنرجس الغض لم تغضض نواظره
…
فزهره بَين منغض ومزرور)
(كَأَنَّهُ ذهب من فَوق أعمدة
…
من الزمرد فِي أوراق كافور)
(والأقحوان زهى بَين البهار بهَا
…
شبه الدَّرَاهِم مَا بَين الدَّنَانِير)
(وَقد أَطعْنَا التصابي حِين ساعدنا
…
عصر الشَّبَاب بجود غير منزور)
(وزامر الْقَوْم يطوينا وينشرنا
…
بالنفخ فِي الناي لَا بالنفخ فِي الصُّور)
(وَقد ترنم شاد صَوته غرد
…
كَأَنَّهُ نَاطِق من حلق شحرور)
(شاد أنامله ترْضى الْأَنَام لَهُ
…
إِذا شدا وَأجَاب اليم بالزير)
(بشامخ الْأنف قوام على قدم
…
يشكو الصبابة عَن أنفاس مهجور)
(شدت بِصَحِيفَة فِي الْعَضُد ألسنه
…
فَزَاد نطقاً بسر فِيهِ مَحْصُور)
(إِذا تأبطه الشادي وأذكره
…
عصر الشَّاب بأطراف الأظافير)
(شكت إِلَى الصحب أحشاه وأضلعه
…
قرض المقاريض أَو نشر المناشير)
(بَينا ترى خَدّه من فَوق سالفة
…
كمن يشاوره فِي حسن تَدْبِير)
)
(ترَاهُ يزعجه عنفاً ويوجعه
…
بِضَرْب أوتاره عَن حقد موتور)
(والراقصات وَقد مَالَتْ ذوائبها
…
على خصور كأوساط الزنابير)
(رَأَيْت أمواج أرداف إِذا التطمت
…
فِي لج بَحر بِمَاء الْحسن مسحور)
(كَأَن فِي الشيز أيديها إِذا ضربت
…
صبح تقلقل فِيهِ قلب ديجور)
(ترعى الضروب بأيديها وأرجلها
…
وَتحفظ الأَصْل من نقص وتغيير)
(وتعرب الرقص من لحن فتلحقه
…
مَا يلْحق النَّحْو من حذف وَتَقْدِير)
(وحامل الكأس ساجي الطّرف ذُو هيف
…
صاحي اللواحظ يثني عطف مخمور)
(كَأَنَّمَا صاغه الرَّحْمَن تذكرة
…
لمن يشكك فِي الْولدَان ولحور)
(تظلمت وجنتاه وَهِي ظالمة
…
وطرفه سَاحر فِي زِيّ مسحور)
(يُدِير رَاحا يشب المَاء جذوتها
…
فَلَا يزِيد لظاها غير تسعير)
(نَارا بَدَت لكليم الوجد آنسها
…
من جَانب الكأس لَا من جَانب الطّور)
(كَأَنَّهَا وضياء الكأس يحجبها
…
روح من المَاء فِي جسم من النُّور)
(تشعشعت فِي يَد السَّاقَيْن وانقدت
…
بهَا زجاجاتها من لطف تَأْثِير)
(وللأباريق عِنْد المزج لجلجة
…
كنطق مرتبك الْأَلْفَاظ مذعور)
(كَأَنَّهَا وَهِي فِي الأكواب ساكبة
…
طير تزق فراخاً بالمناقير)
(أمست تحاول منا ثأر والدها
…
ودوسه تَحت أَقْدَام المعاصير)
(فحين لم يبْق عقل غير معتقل
…
من الْعقار ولب غير معقور)
(أجلت فِي الصحب أجفاني فكم نظرت
…
ليثاً تعفره ألحاظ يَعْفُور)
(من كل عين عَلَيْهَا مثل ثَالِثهَا
…
مَكْسُورَة ذَات فتك غير مكسور)
(أَقُول والكأس قد أبدت فواقعها
…
والراح تنفث مِنْهَا نفث مصدور)
(أَسَأْت يَا مازج الكاسات حليتها
…
وَهل يطوق ياقوت ببلور)
(وَقَائِل إِذْ رأى الجنات عالية
…
والحور مَقْصُورَة بَين المقاصير)
والجوسق الْفَرد فِي لج الْبحيرَة والصرح الممرد فِيهِ من قَوَارِير
(لمن ترى الْملك فِي ذَا الْيَوْم قلت لَهُ
…
مقَال منبسط الآمال مسرور)
(لصَاحب التَّاج وَالْقصر المشيد وَمن
…
أَتَى بِعدْل برحب الأَرْض منشور)
)
(الصَّالح الْملك المشكور نائله
…
وَرب نائل ملك غير مشكور)
ونقلت من خطه لَهُ أَيْضا الْكَامِل
(كَيفَ الضلال وصبح وَجهك مشرق
…
وشذاك فِي الأكوان مسك يعبق)
(يَا من إِذا سفرت محَاسِن وَجهه
…
ظلت بِهِ حدق الْخَلَائق تحدق)
(أوضحت عُذْري فِي هَوَاك بواضح
…
مَاء الحيا بأديمه يترقرق)
(فَإِذا العذول رأى جمالك قَالَ لي
…
عجبا لقلبك كَيفَ لَا يتمزق)
(يَا آسراً قلب الْمُحب فدمعه
…
وَالنَّوْم مِنْهُ مُطلق وَمُطلق)
(أغنيتني بالفكر فِيك عَن الْكرَى
…
يَا آسري فَأَنا الْغَنِيّ المملق)
(وصحبت قوما لست من نظرائهم
…
فكأنني فِي الطرس سطر مُلْحق)
(قولا لمن حمل السِّلَاح وخضره
…
وَمن قد ذايله أدق وأرشق)
(لَا توه جسمك بِالسِّلَاحِ وَحمله
…
إِنِّي عَلَيْك من الغلالة أشْفق)
(ظَبْي من الأتراك فَوق خدوده
…
نَار يحر لهها الكليم ويصعق)
(تَلقاهُ وَهُوَ مزرد ومدرع
…
وتراه وَهُوَ مقرط ومقرطق)
(لم تتْرك الأتراك بعد جمَالهَا
…
حسنا لمخلوق سواهَا يخلق)
(إِن نوزلوا كَانُوا أسود عَرِيكَة
…
أَو غوزلوا كَانُوا بدوراً تشرق)
(قوم إِذا ركبُوا الْجِيَاد ظننتهم
…
أسداً بألحاظ الجآذر ترمق)
(قد خلقت بِدَم الْقُلُوب خدودهم
…
ودروعهم بِدَم الكماة تخلق)
(جذبوا القسي إِلَى قسي حواجب
…
من تحتهَا نبل اللواحظ ترشق)
(نشرُوا الشُّعُور فَكل قد مِنْهُم
…
لدن عَلَيْهِ من الذؤابة صنجق)
(لي مِنْهُم رشأ إِذا قابلته
…
كَاد لواحظه بِسحر تنطق)
(إِن شَاءَ يلقاني بِخلق وَاسع
…
عِنْد السَّلَام نَهَاهُ طرق ضيق)
(لم أنس لَيْلَة زارني ورقيبه
…
يُبْدِي الرضى وَهُوَ المغيظ المحنق)
(حَتَّى إِذا عَبث الْكرَى بجفونه
…
كَانَ الوسادة ساعدي والمرفق)
(عانقته وضممته فَكَأَنَّهُ
…
من ساعدي ممنطق ومطوق)
(حَتَّى بدا قلق الصَّباح فراعه
…
إِن الصَّباح هُوَ الْعَدو الْأَزْرَق)
)
وأنشدني لَهُ إجَازَة يمدح السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكَامِل
(أسبلن من فَوق النحور ذوائباً
…
فتركن حبات الْقُلُوب ذوائبا)
(وجلون من صبح الْوُجُوه أشعة
…
غادرن فود اللَّيْل مِنْهَا شائبا)
(بِي دعاهن الغبي كواعبا
…
وَلَو استبان الرشد قَالَ كواكبا)
(وربائب فَإِذا رَأَيْت نفارها
…
من بسط أنسك خلتهن رباربا)
(سفهن رَأْي المانوية عِنْدَمَا
…
أسبلن من ظلم الشُّعُور غياهبا)
(وسفرن لي فرأين شخصا حَاضرا
…
شدهت بصيرته وَقَلْبًا غَائِبا)
(أشرقن فِي حلل كَأَن أديمها
…
شفق تدرعه الشموس جلائبا)
(وغربن فِي كلل فَقلت لصاحبي
…
بِأبي الشموس الجانحات غواربا)
(ومعربد اللحظات يثني عطفه
…
فيخال من مرح الشبيبة شاربا)
حُلْو التعتب والدلال يروعه عتبي وَلست أرَاهُ إِلَّا عاتبا
(عاتبته فتضرجت وجناته
…
وازور ألحاظاً وقطب حاجبا)
(فَأرَانِي الخد الكليم وطرفه
…
ذُو النُّون إِذْ ذهب الْغَدَاة مغاضبا)
(ذُو منظر تَغْدُو الْقُلُوب بحسنها
…
نهباً وَإِن منح الْعُيُون مواهبا)
(لَا غرو أَن وهب اللواحظ حظوة
…
من نوره وَدعَاهُ قلبِي ناهبا)
(فمواهب السُّلْطَان كست الورى
…
نعما وَتَدْعُوهُ القساور سالبا)
(النَّاصِر الْملك الَّذِي خضعت لَهُ
…
صيد الْمُلُوك مشارقاً ومغاربا)
(ملك يرى تَعب المكارم رَاحَة
…
ويعد راحات الْفَرَاغ متاعبا)
(لم تخل أَرض من ثناه وَإِن خلت
…
من ذكره ملئت قِنَا وقواضبا)
(بمكارم تذر السباسب أبحراً
…
وعزائم تذر الْبحار سباسبا)
(ترجى مواهب ويرهب بطشه
…
مثل الزَّمَان مسالماً ومحاربا)
(فَإِذا سَطَا مَلأ الْقُلُوب مهابة
…
وَإِذا سخا مَلأ الْعُيُون مواهبا)
(كالغيث يبْعَث من عطاه نائلاً
…
سبطاً وَيُرْسل من سطاه حاصبا)
(كالليث يحمي غابه بزئيره
…
طوراً وينشب فِي القنيص مخالبا)
(كالسيف يُبْدِي للنواظر منْظرًا
…
طلقاً ويمضي فِي الْهياج مضاربا)
)
(كالسيل يحمد مِنْهُ عذباً واصلاً
…
ويعده قوم عذَابا واصبا)
(كالبحر يهدي للنفوس نفائساً
…
مِنْهُ ويبدي للعيون عجائبا)
(فَإِذا نظرت ندا يَدَيْهِ ورأيه
…
لم تلف إِلَّا صيباً أَو صائبا)
(أبقى قلاوون الفخار لوَلَده
…
إِرْثا ففازوا بالثناء مكاسبا)
(قوم إِذا سئموا الصوافن صيروا
…
للمجد أخطار الْأُمُور مراكبا)
(عشقوا الحروب تيمناً بلقا العدا
…
فكأنهم حسبوا العداة حبائبا)
(وكأنما ظنُّوا السيوف سوالفاً
…
واللدن قدا والقسي حواجبا)
(يَا أَيهَا الْملك الْعَزِيز وَمن لَهُ
…
شرف يجر على النُّجُوم ذوائبا)
(أصلحت بَين الْمُسلمين بهمة
…
تذر الْأَجَانِب بالوفود أقاربا)
(ووهبتهم زمن الْأمان فَمن رأى
…
ملكا يكون لَهُ الزَّمَان مواهبا)
(فَرَأَوْا خطابا كَانَ خطباً فادحاً
…
لَهُم وكتباً كن قبل كتائبا)
(وحرست ملكك من رجيم مارد
…
بعزائم إِن صلت كن قواضبا)
(حَتَّى إِذا خطف الْمُنَافِق خطْفَة
…
أتبعته مِنْهَا شهاباً ثاقبا)
(لَا ينفع التجريب خصمك بعد مَا
…
أفنيت من أفنى الزَّمَان تجاربا)
(صرمت شَمل المارقين بصارم
…
يبديه مسلوباً فَيرجع سالبا)
(صافي الفرند حكى صباحاً جَامِدا
…
أبدى النجيع بِهِ شعاعاً ذائبا)
(وكتيبة تدع الصهيل رواعداً
…
وَالْبيض برقاً والعجاج سحائبا)
(حَتَّى إِذا ريح الجلاد حدت لَهَا
…
مطرَت وَكَانَ الويل نبْلًا صائبا)
(بذوابل ملد يخلن أراقماً
…
وشوائل جرد يخلن عقاربا)
(تطَأ الصُّدُور من الصُّدُور كَأَنَّمَا
…
تعتاض عَن وَطْء التُّرَاب ترائبا)
(فأقمت تقسم للوحش وظائفاً
…
فِيهَا وتصنع للنسور مآدبا)
(وَجعلت هامات الكماة منابراً
…
وأقمت حد السَّيْف فِيهَا خاطبا)
(يَا رَاكب الْخطر الْجَلِيل وَقَوله
…
فخراً بمجدك لَا عدمت الراكبا)
(صيرت أسحار السماح بواكراً
…
وَجعلت أَيَّام الكفاح غياهبا)
(وبذلت للمداح صفو خلائق
…
لَو أَنَّهَا للبحر طَابَ مشاربا)
)
(فرأوك فِي جنب النضار مفرطاً
…
وعَلى صَلَاتك وَالصَّلَاة مواظبا)
(إِن يحرس النَّاس النضار بحاجبٍ
…
كَانَ السماح لعين مَالك حاجبا)
(لم يملأوا فِيك الْبيُوت رغائباً
…
إِلَّا وَقد ملأوا الْبيُوت غرائبا)
(أوليتني قبل المديح عناية
…
وملأت عَيْني هَيْبَة ومواهبا)
(وَرفعت قدري فِي الْأَنَام وَقد رَأَوْا
…
مثلي لمثلك خاطباً ومخاطبا)
(فِي مجْلِس سَاوَى الْخَلَائق فِي الندى
…
وترتبت فِيهِ الْمُلُوك مرابتا)
(وافيته فِي الْفلك أسعى جَالِسا
…
فخراً على من قَالَ أَمْشِي رَاكِبًا)
(فأقمت أنفذ فِي الْأَنَام أوامراً
…
مني وأنشب فِي الخطوب مخالبا)
(وسقتني الدُّنْيَا غَدَاة وردته
…
رياً وَمَا مطرَت عَليّ مصائبا)
(فطفقت أملأ من ثناك وشكره
…
حقباً وَأَمْلَأُ من نداك حقائبا)
(أثني فتثنيني صفاتك مظْهرا
…
عياً وَكم أعييت صفاتك خاطبا)
(لَو أَن أعضانا جَمِيعًا ألسن
…
تثني عَلَيْك لما قضينا الواجبا)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْبَسِيط
(يَا نسمَة لأحاديث الْحمى شرحت
…
كم من صُدُور الأرباب النهى شرحت)
(بليلة الْبرد يهدي للقلوب بهَا
…
برد فكم لفحت قلبِي وَقد نفحت)
(وبارق كسقيط الزند مقتدح
…
لَهُ يَد لزناد الشوق قد قدحت)
(بدا فأذكرني أَرض الصراة وَقد
…
تكللت بالكلاء والشيح واتشحت)
(وَالرِّيح نائحة والسحب سافحة
…
والغدر طافحة وَالْوَرق قد صدحت)
(وقهوة كوميض الْبَرْق صَافِيَة
…
كَأَنَّهَا من أَدِيم الشَّمْس قد رشحت)
(عذراء شَمْطَاء قد جف النشاط بهَا
…
لَوْلَا المزاج إِلَى ندمانها جمحت)
(رقيقَة الجرم يستخفي المزاج بهَا
…
كَأَنَّهَا دون جرم الشَّمْس قد سفحت)
(باكرتها وعيون الشهب قد غمضت
…
خوف الصَّباح وَعين الشَّمْس قد فتحت)
(وبشرت بوفاة اللَّيْل ساجعة
…
كَأَنَّهَا فِي غَدِير الصُّبْح قد سبحت)
(مخضوبة الْكَفّ مَا تنفك نائحة
…
كَأَن أفراخها فِي كفها ذبحت)
(وظبية من ظباء التّرْك كالية
…
لَكِنَّهَا فِي رياض الْقلب قد سرحت)
)
(إِن جال مَاء الحيا فِي خدها خجلت
…
وَإِن تردد فِي أجفانها انقحت)
(قست على صبها قلباً ووجنتها
…
لَو مر تقبيلها بالوهم لانجرحت)
(سَأَلتهَا قبْلَة وَالْوَقْت منفسح
…
لنا فَمَا رخصت فِيهَا وَلَا فسحت)
(وخلت أعطافها بالْعَطْف تمنحني
…
فَمَا نحت ذَلِك المنحا وَلَا منحت)
(كم قد عصيت اللواحي فِي إطاعتها
…
وَإِن ألحت على عذلي بهَا ولحت)
(من لَيْسَ يخْشَى اسود الغاب إِن زارت
…
فيكف يخْشَى كلاب الْحَيّ إِن نبحت)
(مَا أَن أَخَاف من الْأَيَّام فادحة
…
إِذا يَد الدَّهْر فِي أبنائه فدحت)
(وَكَيف تفْسد كف الدَّهْر حَال فَتى
…
أُمُوره بالمليك النَّاصِر انصحلت)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(لما رَأَتْ عَيْنَاك أَنِّي كَالَّذي
…
أبدو فينقصني السقام الزَّائِد)
(وافيتني ووفيت لي بمكارم
…
فنداك لي صلَة وَأَنت الْعَائِد)
وأنشدني لَهُ إجَازَة مجزوء الْكَامِل وَلَقَد ذكرت الْقرب مِنْك وَطيب أَيَّام الْوِصَال
(فطفقت اصفق راحتي
…
وَعند صفقها مقالي)
كَيفَ السَّبِيل إِلَى سعاد ودونها قلل الْجبَال وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(وعود بِهِ عَاد السرُور لِأَنَّهُ
…
حوى اللَّهْو قدماً وَهُوَ رَيَّان ناعم)
(يغرب فِي تغريده فَكَأَنَّهُ
…
يُعِيد لنا مَا لقنته الحمائم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(عود حوى فِي الرَّوْض أعواده
…
كل الْمعَانِي وَهُوَ رطب قويم)
(فحان شدو الْوَرق فِي سجعه
…
ورقة المَاء ولطف النسيم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة من أَبْيَات الْكَامِل
(وشدت فأيقظت الرقود بشدوها
…
وأعارت الأيقاظ طيب رقودها)
(خود شدت بلسانها وبنانها
…
حَتَّى تشابه ضربهَا بنشيدها)
(وَكَأن نَغمَة عودهَا فِي صَوتهَا
…
وَكَأن رقة صَوتهَا فِي عودهَا)
)
(إِنِّي لأحسد عودهَا إِن عانقت
…
عطفيه أَو ضمته بَين نهودها)
(وأغار من لثم الكؤوس لثغرها
…
وأذوب لمس الْحلِيّ لجيدها)
وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي إبريق الوافر
(وإبريق لَهُ نطق عَجِيب
…
إِذا مَا أرْسلت من السلاف)
(كتمتام تلجلج فِي حَدِيث
…
يردد لَفظه وَالتَّاء قَاف)
وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي رواقص الْبَسِيط
(بَحر من الْحسن لَا ينجو الغريق بِهِ
…
إِذا تلاطم أعطاف بأعطاف)
(مَا حركته نسيم الرقص من مرح
…
إِلَّا وَمَاجَتْ بِهِ أمواج أرداف)
وأنشدني لنَفسِهِ فِي جرغتوه الْبَسِيط
(هَذَا إِنَاء حوى مَا كَانَ مجتمعاً
…
فِي غَيره فَلهُ الماعون أعوان)
(كَأَن وقمع وإبريق ومغرفة
…
وصحفةٌ وشرابي وقرغان)
وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي النّيل الطَّوِيل
(وَفِي النّيل إِذْ وفى البسيطة حَقّهَا
…
وَزَاد على مَا جَاءَهُ من صنائع)
(فَمَاذَا يَقُول النَّاس فِي جود منعم
…
يشار إِلَى إنعامه بالأصابع)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(لي من ضميرك شَاهد فِيهِ غنى
…
لَك عَن قِرَاءَة مَا حوى قرطاسي)
(وَلِأَن وقفت عَلَيْهِ مُعْتَبرا لَهُ
…
مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(غارت وَقد قلت لمسواكها
…
أَرَاك تجني رِيقهَا بأراك)
(قَالَت تمنيت جني ريقتي
…
وفاز بالترشاف مِنْهَا سواك)
وأنشدني لَهُ أَيْضا الْكَامِل
(يَا من حمت عَنَّا مذاقة رِيقهَا
…
وفقاً بقلب لَيْسَ فِيهِ سواك)
(فلكم سَالَتْ الثغر وصف رضابه
…
فَأبى وَصرح لي سَفِيه سواك)
وَله من بَاب الْمُرَاجَعَة المنسرح
(قَالَت كحلت الجفون بالوسن
…
قلت ارتقاباً لوجهك الْحسن)
)
(قَالَت تسليت يَوْم فرقتنا
…
فَقلت عَن مسكني وَعَن سكني)
(قَالَت تشاغلت عَن محبتناً
…
قلت بفرط الْبَاء والحزن)
(قَالَت تناسيت قلت عافيتي
…
قَالَت تناءيت قَالَت عَن وطني)
(قَالَت تخليت قلت عَن جلدي
…
قَالَت تَغَيَّرت قلت فِي بدني)
(قَالَت تخصصت دون صحبتنا
…
فَقلت بِالْغبنِ فِيك والغبن)
(قَالَت أذعت الْأَسْرَار قَالَت لَهَا
…
صير سري هَوَاك كالعلن)
(قَالَت سررت الْأَعْدَاء قلت لَهَا
…
ذَلِك شَيْء لَو شِئْت لم يكن)
(قَالَت فَمَاذَا تروم قلت لَهَا
…
سَاعَة سعدٍ بالوصل تسعدني)
(قَالَت فعين الرَّقِيب ترصدنا
…
قلت فَإِنِّي للعين لم أبن)
(نحلتني بالصدود مِنْك فَلَو
…
ترصدني الْمنون لم ترني)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(وَلم أنس إِذْ زار الحبيب بروضة
…
وَقد غفلت عَنَّا وشَاة ولوام)
(وَقد فرش الْورْد الخدود ونشرت
…
بمقدمه للسوسن الغض أَعْلَام)
(أَقُول وطرف النرجس الغض شاخص
…
إِلَيْنَا وللنمام حَولي إِلْمَام)
(أيا رب حَتَّى فِي الحدائق أعين
…
علينا وَحَتَّى فِي الرياحين نمام)
وأنشدني لَهُ إجَازَة المنسرح
(قد أضْحك الرَّوْض مدمع السحب
…
وتوج الزهر عاطل القضب)
(وقهقه الْورْد للصبا فغدت
…
تملأ فَاه قراضه الذَّهَب)
(وَأَقْبَلت بِالربيعِ محدقة
…
كتائب لَا تخل بالأدب)
(فغصنها قَائِم على قدم
…
وَالْكَرم جاث لَهُ على الركب)
وأنشدني لَهُ إجَازَة المتقارب
(رعى الله ليلتنا بالحمى
…
وأمواه أعينه الزاخره)
(وَقد زين حسن سَمَاء الغصون
…
بأنجم أزهاره الزاهره)
(وللنرجس الغض من بَيْننَا
…
وُجُوه بحضرتنا ناضره)
(كَأَن تحدق أزهارها
…
عُيُون إِلَى رَبهَا ناظره)
)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْخَفِيف
(خلياني أجر فضل برودي
…
راتعاً فِي رياض عين البرود)
(كم بهَا من بديع زهر أنيق
…
كفصوص منظومة وعقود)
(زنبق بَين قضب آس وَبَان
…
وأقاحٍ ونرجس وورود)
(كجبين وعارض وقوام
…
وثغور وأعين وخدود)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر
(تغانى بالحشيش عَن الرَّحِيق
…
وبالورق الْجَدِيد عَن الْعَتِيق)
(وبالخضراء عَن حَمْرَاء صرف
…
فكم بَين الزمرد والعقيق)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(فِي الْكيس لَا فِي الكاس لي قهوة
…
من ذوقها أسكر أَو شمها)
لم ينْه نَص الذّكر عَنْهَا وَلَا اجْتمع فِي الشَّرْع على ذمها
(ظَاهِرَة النَّفْع لَهَا نشوة
…
تستنقذ الْأَنْفس من همها)
(فشكرها أَكثر من سكرها
…
ونفعها أكبر من إثمها)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر
(لِيَهنك أَن لي ولدا وعبداً
…
وساء فِي الْمقَال وَفِي الْمقَام)
(فَهَذَا سَابق من يغر سين
…
وَهَذَا عَاقل من غير لَام)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(تزوج جاري وَهُوَ شيخ صبية
…
فَلم يسْتَطع غشيانها حِين جاءها)
(وَلَو أنني بادرتها لتركتها
…
يرى قَائِم من دونهَا مَا وَرَاءَهَا)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(جَاءَت بِوَجْه بَين قرطي
…
شَبيه بدر بَين نجمين)
(فامتدت الْأَعْين منا إِلَى
…
عينين مِنْهَا تَحت نونين)
(قَالَت لكَي تعبث بِي لَا تكن
…
للنَّفس قوتاً بعد ميمين)
(فَقلت إِن عارضتني بعْدهَا
…
قطعت سيناً بَين كافين)
وأنشدني إجَازَة لَهُ الطَّوِيل)
(وَذَات حرٍ جَادَتْ بِهِ فصدتها
…
وَقلت لَهَا مقصودي الْعَجز لَا الْفرج)
(فدارت وداوت سوء خلقي بِالرِّضَا
…
وَفِي قَلبهَا مِمَّا تكابده وهج)
(وظلت تقاسي من فعالي شدَّة
…
وَلم يعل من فرط الْحيَاء لَهَا وهج)
(إِذا مَا دفعت الأير فِيهِ تجشأت
…
وَذَاكَ ضراط لم يتم لَهُ نضج)
وأنشدني لَهُ إجَازَة المنسرح
(ولي غُلَام كالنجم طلعته
…
أخدمه وَهُوَ بعض خدامي)
(تعراه خَلْفي طول النَّهَار فَإِن
…
دجا لنا اللَّيْل صَار قدامي)
(جعلته فِي الْحُضُور مَعَ سَفَرِي
…
كفروة الْحَرْث بن همامي)
يُرِيد قَول الحريري فعمدت لفروة هِيَ بِالنَّهَارِ رياشي وَفِي اللَّيْل فِرَاشِي ونقلت من خطه لَهُ وَهُوَ مِمَّا يقْرَأ مقلوباً كَمَا ترَاهُ وَهُوَ كد ضدك كن كَمَا أمكنك كرم علمك يكمل عمرك
ونقلت من خطه رِسَالَة طَوِيلَة نظماً ونثراً كل كلمة مِنْهَا تصحف بِمَا بعْدهَا أَولهَا قبل قيل يراك ثراك عبد عِنْد رخاك رجالك أبيٌّ أَبى سُؤال سواك آمل أمك رَجَاء رخاء فألفى فَألْقى جدة خَدّه بأعتابك بأغيابك شرقاً سَرفًا لَاذَ بك لاد بك مقْدماً مُقَدِّماً أمل آملٍ يزجيه ترجيه يبشره بيسره وَجودك وُجودُك فاشتاق فاستاف عَرْفَ عُرْف مِنْك مثل عبير عنبر وقدِمَ قَدُّمَ صدَقه صِدْقه متجملاً متحملاً بضَاعَة بضَاعَة تِبر نثر وَمِنْهَا أَبْيَات الْخَفِيف
(سَنَد سيد حَلِيم حَكِيم
…
فَاضل فاصل مجيد مجيد)
(حازمٌ جازمٌ بصيرٌ نصير
…
زانه رَأْيه السديد الشَّديد)
(أمَّه أمَّةُ رَجَاء رخاء
…
أدْركْت إِذْ زكتْ نقودٌ نَقُودُ)
مَكْرُماتٌ مُكَرَّمات بنت بَيت عَلَاء علا بجود يجود وَهِي طَوِيلَة إِلَى الْغَايَة تكون أَربع مائَة كلمة أَو أَكثر وَقد أوردتها بمجموعها فِي كتاب حَرْم المَرَح فِي تَهْذِيب لُمَحِ المُلَح وأنشدني لَهُ إجَازَة موشحة مدح بهَا الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة رَحمَه الله تَعَالَى وَهِي المنسرح زار وصبغ الظلام قد نصلا بدر جلا الشَّمْس فِي الظلام أَلا فاعجب جَاءَ وسجف الظلام قد فتقا)
وَالصُّبْح لم يبْق فِي الدجى رمقا وَقد جلا نور وَجهه الغسقا وأدهم اللَّيْل مِنْهُ قد جفلا وَقد أَتَى رائد الصَّباح على أَشهب أفديه بَدْرًا فِي قالب الْبشر