الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(زكي الدّين بن وهيب القوصي)
عبد الرَّحْمَن بن وهيب بن عبد الله زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم القوصي الْكَاتِب كَانَ فَاضلا فِي نظمه ونثره متقناً للكتابة توفّي بحماة مشنوقاً بعد وزارته للْملك المظفر بحماة وصحبته لَهُ دهراً طَويلا كَانَ المظفر قد وعده أَنه مَتى ملك حماة أعطَاهُ ألف دِينَار فَلَمَّا ملكهَا أنْشدهُ السَّرِيع
(مولَايَ هَذَا الْملك قد نلته
…
برغم مَخْلُوق من الْخَالِق)
(والدهر منقاد لما شئته
…
وَذَا أَوَان الْموعد الصَّادِق)
فَدفع لَهُ ألف دِينَار وَأقَام مَعَه مُدَّة وَلَزِمتهُ أسفار أنْفق فِيهَا المَال الَّذِي أعطَاهُ وَلم يحصل بِيَدِهِ زِيَادَة عَلَيْهِ فَقَالَ السَّرِيع
(ذَاك الَّذِي أَعْطوهُ لي جملَة
…
قد استردوه قَلِيلا قَلِيل)
(فليت لم يُعْطوا وَلم يَأْخُذُوا
…
وحسبي الله وَنعم الْوَكِيل)
فَبلغ ذَلِك المظفر فَأخْرجهُ من دَار كَانَ قد أنزلهُ بهَا فَقَالَ الطَّوِيل
(أتخرجني من كسر بَيت مهدم
…
ولي فِيك من حسن الثَّنَاء بيُوت)
(فَإِن عِشْت لم أعدم مَكَانا يضمني
…
وَأَنت فتدري ذكر من سيموت)
فحبسه المظفر فَقَالَ مَا ذَنبي إِلَيْك فَقَالَ وحسبي الله وَنعم الْوَكِيل وَأمر بخنقه فَلَمَّا أحس بذلك قَالَ الْبَسِيط
(أَعْطَيْتنِي الْألف تَعْظِيمًا وتكرمة
…
يَا لَيْت شعري أم أَعْطَيْتنِي ديتي)
وَكَانَ قد أنْشدهُ قصيدة قبل أَن يتَمَلَّك حماة حِين وعده بِالْألف دِينَار
وَمِنْهَا الْبَسِيط
(مَتى أَرَاك وَمن تهوى وَأَنت كَمَا
…
تهوى على زعمهم روحين فِي بدن)
(هُنَاكَ أنْشد والآمال حَاضِرَة
…
هنيت بِالْملكِ والأحباب والوطن)
نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم القوصي لنَفسِهِ بِدِمَشْق عِنْد وُصُوله من الديار المصرية لقصد الْخدمَة بحماة وَذكر أَنه كتبهَا إِلَى الصاحب تَاج الدّين يُوسُف ابْن الصاحب صفي الدّين بن شكر لما نكب بعد موت أَبِيه الْكَامِل
(أسفي وَهل يجدي عَلَيْك تأسفي
…
حكم الزَّمَان عَلَيْك حكم تعسف)
)
(يَا قبْلَة الراجي وكهف الملتجي
…
ومسامح الْجَانِي وكنز المعتفي)
(فِي مثل هَذَا الْيَوْم بَيْتك مشْهد
…
يُتْلَى الثَّنَاء بِهِ كآي الْمُصحف)
(فلأجرين على ربوعك أدمعي
…
ولأضرمن عَلَيْك نَار تلهفي)
(فَأَنا الوفي لَدَى زمَان غادر
…
لَا ذاق برد أَمَانه من لَا يَفِي)
(شاركت يُوسُف فِي اسْمه وبلائه
…
ستنال بعد السجْن رُتْبَة يُوسُف)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل
(تَبَدَّتْ فَهَذَا البدرُ من كَلَفٍ بهَا
…
وحقَّك مثلي فِي دجى اللَّيْل حائرُ)
(وماستْ فشقَّ الْغُصْن غيظاً جيوبه
…
أَلَسْت ترى أوراقه تتناثر)
وَذكر أَن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن المرصص الْمصْرِيّ أجازهما فَقَالَ الطَّوِيل
(وفاحت فَألْقى العودُ فِي النارِ نفسَه
…
كَذَا نقلتْ عَنهُ الحَدِيث المجامر)
(وَقَالَت فغار الدَّار واصفرَّ لونُه
…
كَذَلِك مَا زالتْ تغارُ الضَّرائرُ)
قَالَ وَكتب إِلَيّ وَهُوَ بالديار المصرية السَّرِيع
(أوحشتني وَالله يَا سَيِّدي
…
وَزَاد شوقي وغرامي إِلَيْك)
(ن غبت عَن عَيْني برغمي فقد
…
أَقَامَ فِي الحضرة قلبِي لديك)
(وَإِن شممت الرّيح مسكية
…
فَذَاك من طيب ثنائي عَلَيْك)
قَالَ وَكتب إِلَيّ أَيْضا الْخَفِيف
(سَيِّدي سَيِّدي كتابك أحلى
…
من زلال على فُؤَادِي الصادي)
(خلت فِيهِ قَمِيص يُوسُف لما
…
أَلْصَقته أناملي بفؤادي)
(كرر اللثم يَا فمي وترشف
…
مِنْهُ آثَار فضل تِلْكَ الأيادي)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْمعِين الهيتي وَقد نفي من مصر إِلَى الشَّام الْكَامِل
(لَا تحسب الهيتي يفلح بعْدهَا
…
ونحوسه يتبعنه أَنى سلك)
(قد غلقت أَبْوَاب مصر دونه
…
بغضاً لطلعته وَقَالَت هيت لَك)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الوافر
(فلَان وَالْجَمَاعَة عارفوه
…
وَظَاهره التنسك والزهادة)
(يَمُوت على الشَّهَادَة وَهُوَ حَيّ
…
إِلَيْهِ لَا تمته على الشَّهَادَة)
)
قلت شعر جيد طبقه