الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْجُزْء السَّادِس)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(رب أعن)
3 -
(الإشبيلي الإسرائيلي)
إِبْرَاهِيم بن سهل الإسرائيلي قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم كَانَ من الأدباء الأذكياء الشُّعَرَاء مَاتَ غريقاً مَعَ ابْن خلاص وَالِي سبتة فِي الْغُرَاب الَّذِي غرق بهم فِي قدومهم إِلَى إفريقية مَعَ أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن عَليّ الغريغر قبل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة انْتهى قلت وَقيل إِنَّه توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة وَلما مَاتَ أثكل ابْن خلاص بِهِ واخترم فِي نَحْو الْأَرْبَعين أَو فَوْقهَا بِقَلِيل كَمَا أخبر وَذكر أَنه أسلم وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ كتب الْآدَاب بالمغرب والأندلس ثمَّ إِنَّه كتب لِابْنِ خلاص بسبتة فَكَانَ من أمره مَا كَانَ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ هُوَ ابْن سهل الإشبيلي الإسلامي أديب ماهر دون شعره فِي مُجَلد وَكَانَ يَهُودِيّا فَأسلم وَله قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل أَن يسلم وَأكْثر شعره فِي صبي يَهُودِيّ اسْمه مُوسَى كَانَ يهواه وَكَانَ يقْرَأ مَعَ الْمُسلمين قلت وَالْقَصِيدَة النَّبَوِيَّة عَيْنِيَّة ذكرهَا ابْن الْأَبَّار فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور وَمَا زَالَ ابْن سهل هَذَا يخْتَلط مَعَ الْمُسلمين ويخالطهم إِلَى أَن اسْلَمْ توفّي شَهِيدا بِالْغَرَقِ رحمه الله أَخْبرنِي قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي نصر بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الإشبيلي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بن سهل يهوى يَهُودِيّا اسْمه مُوسَى فَتَركه وهوي شَابًّا اسْمه مُحَمَّد فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَأَنْشد
(تركت هوى مُوسَى لحب مُحَمَّد
…
وَلَوْلَا هدى الرَّحْمَن مَا كنت أهتدي)
(وَمَا عَن قلى مني تركت وَإِنَّمَا
…
شَرِيعَة مُوسَى عطلت بِمُحَمد)
وَأخْبرنَا قَاضِي الْقُضَاة الْمَذْكُور قَالَ نظم الْهَيْثَم قصيدة يمدح بهَا المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود ملك الأندلس وَكَانَت أَعْلَامه سُودًا لِأَنَّهُ كَانَ بَايع الْخَلِيفَة ببغداذ وَقدم عَلَيْهِ من بغداذ بالتولية وَالْولَايَة والنيابة وَلَا يعلم أَن أحدا قطّ بَايع بالأندلس لعباسي مُنْذُ افتتحت وَإِلَى الْيَوْم فَوقف إِبْرَاهِيم بن سهل على قصيدة الْهَيْثَم وَهُوَ ينشدها لبَعض أَصْحَابه وَكَانَ إِبْرَاهِيم إِذْ ذَاك صَغِيرا فَقَالَ إِبْرَاهِيم للهيثم زد بَين الْبَيْت الْفُلَانِيّ وَالْبَيْت الْفُلَانِيّ
(أَعْلَامه السود إعلامٌ بسؤدده
…
كأنهن بخد الْملك خيلان)
فَقَالَ الْهَيْثَم هَذَا الْبَيْت شَيْء ترويه أم نظمته فَقَالَ بل نظمته السَّاعَة فَقَالَ الْهَيْثَم إِن عَاشَ هَذَا فسيكون أشعر أهل الأندلس أَو كلَاما هَذَا قريب من مَعْنَاهُ انْتهى مَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ أثير الدّين قلت وَقد وجدت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الداليين قد ساقهما ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم لأبي زيد عبد الرَّحْمَن السالمي من أهل إستجة وَالَّذِي اسْتَقر بَين الأدباء أَنَّهُمَا لِابْنِ سهل وَمن شعره فِي مُوسَى
(أقلد وجدي فليبرهن مفندي
…
وَمَا أضيع الْبُرْهَان عِنْد الْمُقَلّد)
(هبوا نصحكم شمساً فَمَا عين أرمدٍ
…
بأكره فِي مرآه من عين مكمد)
)
(غزال براه الله من مسكة سبى
…
بهَا الْحسن منا مسكة المتجلد)
(وألطف فِيهَا الصنع حَتَّى أعارها
…
بَيَاض الضُّحَى فِي نعْمَة الْغُصْن الندي)
(وَأبقى لذاك الْمسك فِي الخد نقطةً
…
على أَصْلهَا فِي اللَّوْن إِيمَاء مرشد)
(تَأمل لظى شوقي ومُوسَى يشبها
…
تَجِد خير نارٍ عِنْدهَا خير موقد)
(إِذا مَا رنا شزراً فَعَن لحظ أحورٍ
…
وَإِن يلوِ إعْرَاضًا فصفحة أغيد)
(وعذب بالي نعم الله باله
…
وسهدني لَا ذاق بلوى تسهدي)
وَمِنْه أَيْضا
(وخاله نقطةٌ من غنج مقلته
…
أَتَى بهَا الْحسن من آيَاته الْكبر)
(جَاءَت بهَا الْعين نَحْو الخد زائرةً
…
فراقها الْورْد فاستغنت عَن الصَّدْر)
وَالْقَصِيدَة العينية قَالَهَا يمدح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
(وَركب دعتهم نَحْو يثرب نيةٌ
…
فَمَا وجدت إِلَّا مُطيعًا وسامعا)
(يسابق وخد العيس مَاء شؤونهم
…
فيقفون بالشوق الملي المدامعا)
(إِذا انعطفوا أَو رجعُوا الذّكر خلتهم
…
غصوناً لداناً أَو حَماما سواجعا)
(تضيء من التَّقْوَى خبايا صُدُورهمْ
…
وَقد لبسوا اللَّيْل البهيم مدارعا)
(تكَاد مُنَاجَاة النَّبِي محمدٍ
…
تنم بهم مسكاً على الشم ذائعا)
(تلاقى على ورد الْيَقِين قُلُوبهم
…
خوافق يذكرن القطا والمشارعا)
(قُلُوب عرفن الْحق فَهِيَ قد انطوت
…
عَلَيْهَا جنوبٌ مَا عرفن المضاجعا)
(سقى دمعهم غرس الأسى فِي ثرى الجوى
…
فأنبت أزهار الشحوب الفواقعا)
(تساقوا لبان الصدْق مَحْضا بعزمهم
…
وَحرم تفريطي عَليّ المراضعا)
وَهِي طَوِيلَة وَله موشحة
(يَا لحظات للفتنفي كرها أَو فِي نصيب
…
ترمي وكلي مقتلوكلها سهم مُصِيب)
(اللوم للاحي مُبَاح
…
أم قبُوله فَلَا)
(علقته وَجه صباح
…
ريق طلا عين طلا)
(كالظبي ثغره أقاح
…
بِمَا ارتعاه فِي الفلا)
(يَا ظَبْي خُذ قلبِي وَطن فَأَنت فِي الْإِنْس غَرِيب
…
وارتع فدمعي سلسل ومهجتي مرعى خصيب)
)
(بَين اللما والحور
…
مِنْهَا الْحَيَاة وَالْأَجَل)
(سقت مياه الْحفر
…
فِي خدها ورد الخجل)
(زرعته بِالنّظرِ
…
وأجتنيه بالأمل)
(فِي طرفها السَّاجِي وسنسهد أجفان الكئيب
…
والردف فِيهِ ثقلخف لَهُ عقل اللبيب)
(أَهْدَت إِلَى حر العتاب
…
برد اللما وَقد وَقد)
(فَلَو لثمته لذاب
…
من زفرتي ذَاك الْبرد)
(ثمَّ لوت جيد كعاب
…
مَا حليه إِلَّا الغيد)
(فِي نَزعَة الظبي الأغنوهزة الْغُصْن الرطيب
…
يجْرِي لدمعي جدولفينثني مِنْهُ قضيب)
(أَأَنْت حورا أرسلك
…
رضوَان صدقا للْخَبَر)
(قطعت الْقُلُوب لَك
…
وَقيل مَا هَذَا بشر)
(أم الصَّفَا مضنىً هلك
…
من النَّوَى أم الكدر)
(حبي تزكيه المحنأمر الْهوى أَمر غَرِيب
…
كَأَن عشقي مندلزاد بِنَار الهجر طيب)
(أغربت فِي الْحسن البديع
…
فَصَارَ دمعي مغربا)
(شَمل الْهوى عِنْدِي جَمِيع
…
وأدمعي أَيدي سبا)
(فاستمعي عبدا مُطِيع
…
غنى لبَعض الرقبا)
هَذَا الرَّقِيب مَا أسوءه يظنهأيش كَانَ لَو لإِنْسَان مريبمولاي قُم تا نعملوذاك الَّذِي ظن الرَّقِيب
وَمن موشحات ابْن سهل يُعَارض قَوْلهم أما ترى الشَّمْس حلت الحملافطاب وزن الزَّمَان واعتدلافاشرب وَالْأَصْل قصيدة لأبي نواس وَإِنَّمَا وشحوها فَقَالَ ابْن سهل روض نضيرٌ وشادنٌ وطلافاجتن زهر الرّبيع والقبلاواشرب يَا ساقياً مَا وقيت فتنته جلت رحيق الكؤوس صورته فمثلت ثغره ووجنته هَذَا حبابٌ كالسلك معتدلاوذا رحيقٌ لذا الزّجاج علاكوكب)
أَقمت حَرْب الْهوى على سَاق وبعت عَقْلِي بِالْخمرِ من سَاق أسهر جفني بنوم أحداق
(تمثل السحر وَسطهَا كحلامعتلة
…
وَهِي تبرئ العللافاعجب)
قَلْبك صخرٌ والجسم من ذهب أيا سمي النَّبِي يَا ذهبي جَاوَرت من مهجتي أَبَا لَهب يَا باخلاً لَا أَذمّ مَا فعلاصيرت عِنْدِي محبَّة البخلامذهب يَا منيتي والمنى من الخدع مَا نلْت سؤلي وَلَا الْفُؤَاد معي هَل عَنْك صبرٌ أَو فِيك من طمع أفنيت فِيك الدُّمُوع والحيلافلا سلوي فِي الْحبّ نلْت ولامأرب أتيت أشكوه لوعتي عجبا فصد عني بِوَجْهِهِ غَضبا فَعِنْدَ هَذَا ناديت يَا حَربًا تصد عني يَا منيتي مللاوأشتكي من صدودك المللاتغضب وَقَالَ ابْن سهل أَيْضا باكر إِلَى اللَّذَّة والاصطباحبشرب راحفما على أهل الْهوى من جنَاح اغنم زمَان الْوَصْل قبل الذّهاب فالروض قد رَوَاهُ دمع السَّحَاب وَقد بدا فِي الرَّوْض سرٌ عُجاب