الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُرَيج فَقِيه إِمَام لَهُ مصنفات باهرة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَمن وجوهه الْكَلْب الْأسود لَا يحل صَيْده كمذهب ابْن حَنْبَل توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَثَلَاث مائَة
3 -
(المسيلي)
أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المسيلي قَالَ
(مَتى طلعت تِلْكَ الْأَهِلّة فِي الْخمر
…
ونابت لنا تِلْكَ الْعُيُون عَم الْخمر)
(وَمن علم الأعجاز تستعجز القنا
…
وهذي الثنايا الغر تسطو على الدّرّ)
(شموس أَبَت إِلَّا شماس سجية
…
وأقمار حسن فِي الْهوى قمرت صبري)
وَقَالَ أَيْضا
(خطرت على وَادي العذيب بأدمعي
…
فَمَا جزته إِلَّا وَأَكْثَره دم)
(وَقد شربت مِنْهُ كرام جيادنا
…
فَكَادَتْ بأسرار الْهوى تَتَكَلَّم)
(سرى الْبَرْق من نعْمَان يخبر أَنه
…
سيشقى بكم من كَانَ بالْأَمْس ينعم)
(رحلتم وَهَذَا اللَّيْل فِيكُم فَلم يعد
…
إِلَيّ سواهُ مِنْكُم إِذْ رحلتم)
(وَمَا أَنا صب بالنجوم وَإِنَّمَا
…
تخيل لي الْآفَاق أَنكُمْ هم)
قلت شعر جيد وَلَو قَالَ تخيل لي الأشواق أَنكُمْ هم لَكَانَ أحسن من الْآفَاق
3 -
(أَبُو الطّيب المتنبي)
أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عبد الصَّمد أَبُو الطّيب الْجعْفِيّ الْكُوفِي المتنبي الشَّاعِر ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة وَأكْثر الْمقَام بالبادية لِاكْتِسَابِ اللُّغَة وَنظر فِي فنون الْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وَالْأَدب وَقَالَ الشّعْر من صغره حَتَّى بلغ الْغَايَة وفَاق أهل عصره وَلم يَأْتِ بعده مثله ومدح)
الْمُلُوك وَسَار شعره فِي الدُّنْيَا قَالَ ضِيَاء الدّين ابْن الْأَثِير سَافَرت إِلَى مصر وَرَأَيْت النَّاس يشغلون بِشعر المتنبي فَسَأَلت القَاضِي الْفَاضِل فَقَالَ إِن أَبَا الطّيب ينْطق عَن خواطر النَّاس
وَكَانَ قد خرج إِلَى كلب فَادّعى فهم أَنه علوي ثمَّ ادّعى النُّبُوَّة إِلَى أَن اشْهَدْ عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ بالدعوتين وَحبس دهراً وأشرف على الْقَتْل ثمَّ استنابوه وأطلقوه ثمَّ إِنَّه تنبأ فِي بادية السماوة فَخرج إِلَيْهِ لُؤْلُؤ أَمِير حمص من قبل الإخشيد فَأسرهُ بعد أَن شرد من مَعَه ثمَّ حَبسه دهراً فاعتل وَكَاد يتْلف ثمَّ استتيب بمكتوب وَقيل إِنَّه قَالَ أَنا أول من تنبأ بالشعر ثمَّ الْتحق بالأمير سيف الدولة ابْن
حمدَان وحظي عِنْده ثمَّ فَارقه وَدخل مصر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة ومدح كافوراً الإخشيدي وَكَانَ يقف بَين يَدَيْهِ وَفِي رجلَيْهِ خفان وَفِي وَسطه سيف ومنطقة ثمَّ يركب بحاجبين من مماليكه وهما بِالسُّيُوفِ والمناطق وَلما لم يرضه هجاه وفارقه لَيْلَة عيد النَّحْر سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وَوجه كافور الإخشيدي خَلفه رواحل إِلَى جِهَات شَتَّى فلمخ يلْحق وَكَانَ كافور وعده بِولَايَة بعض أَعماله فَلَمَّا رأى تعاطيه فِي شعره وسموه بِنَفسِهِ خافه وَعُوتِبَ فِيهِ فَقَالَ يَا قوم من ادّعى النُّبُوَّة بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم أما يَدعِي المملكة مَعَ كافور فحسبكم وَكَانَ لسيف الدولة مجْلِس يحضرهُ الْعلمَاء فِي لَيْلَة النَّحْر فيتكلمون بِحَضْرَتِهِ فَوَقع بَين المتنبي وَبَين ابْن خالويه كَلَام فَوَثَبَ ابْن خالويه على المتنبي فَضَربهُ فِي وَجهه بمفتاح فَشَجَّهُ وَخرج وَدَمه يسيل وَغَضب وَخرج إِلَى مصر وَلما فَارق مصر قصد بِلَاد فَارس ومدح عضد الدولة ابْن بويه فأجزل جائزته وَرجع من عِنْده قَاصِدا بغداذ ثمَّ إِلَى الْكُوفَة فِي شعْبَان لثمان خلون مِنْهُ فَعرض لَهُ فاتك بن أبي جهل الْأَسدي فِي عدَّة من أَصْحَابه وَكَانَ مَعَ المتنبي جمَاعَة أَيْضا فَقتل المتنبي وَابْنه محسد وَغُلَامه مُفْلِح بِالْقربِ من النعمانية بمَكَان يُقَال لَهُ الصافية وَقيل عِنْد دير العاقول ذكر ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة لما فر أَبُو الطّيب حِين رأى الْغَلَبَة قَالَ لَهُ غُلَامه لَا يتحدث النَّاس عَنْك بالفرار أبدا وَأَنت الْقَائِل
(فالخيل وَاللَّيْل والبيداء تعرفنِي
…
وَالسيف وَالرمْح والقرطاس والقلم)
فكر رَاجعا وَقتل سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة لست بَقينَ من شهر رَمَضَان وَقيل غير ذَلِك من شهر رَمَضَان وَيُقَال إِن أَبَا عَليّ الْفَارِسِي قَالَ لَهُ يَوْمًا كم لنا من الجموع على وزن فعلى فَقَالَ المتنبي فِي الْحَال حجلي وظربي فَقَالَ أَبُو عَليّ فطالعت كتب اللُّغَة ثَلَاث لَيَال عَليّ أَنا أجد لهذين الجمعين ثَالِثا فَلم أجد وحسبك من يَقُول أَبُو عَليّ فِي حَقه هَذِه الْمقَالة)
وحجلى جمع حجل وَهُوَ الطَّائِر الْمَعْرُوف وظربى جمع ظربان على وزن قطران وَهِي دويبة مُنْتِنَة الرَّائِحَة وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ يروي لَهُ بَيْتَيْنِ لَا يوجدان بديوانه وهما
(أبعين مفتقر إِلَيْك نظرتني
…
فأهنتني وقذفتني من حالق)
(لست الملوم أَنا الملوم لأنني
…
أنزلت آمالي بِغَيْر الْخَالِق)
وَالصَّحِيح أَنَّهُمَا لأبي الْفرج صَاحب الأغاني وَلما كَانَ بِمصْر كَانَ لَهُ صديق يَغْشَاهُ فِي علته فَلَمَّا أبل انْقَطع عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ وصلتني وصلك الله مُعْتَلًّا وقطعتني مبلاً فَإِن رَأَيْت أَن لَا تحبب الْعلَّة إِلَيّ وَلَا تكدر الصِّحَّة عَليّ فعلت إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ النامي الشَّاعِر كَانَ قد بَقِي من الشّعْر زَاوِيَة دَخلهَا المتنبي وَكنت أشتهي أَن أكون قد سبقته إِلَى مَعْنيين قالهما مَا سبق إِلَيْهِمَا أَحدهمَا
(رماني الدَّهْر بالأرزاء حَتَّى
…
فُؤَادِي فِي غشاء من نبال)
(فصرت إِذا أصابتني سِهَام
…
تَكَسَّرَتْ النصال على النصال)
وَالْآخر قَوْله
(فِي جحفل سر الْعُيُون غباره
…
فَكَأَنَّمَا يبصرن بالآذان)
وَقَالَ عَليّ بن ظافر فِي الذيل على بدايع البدائه حكى أَبُو الْحُسَيْن الْمُؤَدب قَالَ كنت ببغداذ فِي دَاري أنسخ شَيْئا فَدخل أَبُو الطّيب رَحمَه الله تَعَالَى فَقلت يَا أَبَا الطّيب إِن فِي شعرك كل مليح إِلَّا أَنَّك تذكر مصراعاً فِي معنى فَخرج فِي المصراع الآخر إِلَى غَيره فَقَالَ لي أَيْن قلت فِي قَوْلك لهوى الْقُلُوب سريرة لَا تعلم وَانْتَظرْنَا أَن يتم المصراع الآخر كشف السريرة فَقلت عرضا نظرت وخلت أَنِّي أسلم مَا فِي هَذَا معنى يُطَابق المصراع الأول فَخَجِلَ من ذَلِك وتمشى فِي الدَّار وَأَنا أنسخ ثمَّ عَاد إِلَيّ وَقَالَ اكْتُبْ
(لَهو الْقُلُوب سريرة لَا تعلم
…
كم حَار فِيهِ عَالم مُتَكَلم)
(وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي تَحْقِيقه
…
وَصَحِيحه فِيمَا أَتَوْهُ توهم)
(كل يَقُول وَلَا يصحح قَوْله
…
وعَلى النُّجُوم بحيل من يتنجم)
)
(وَإِذا تفكر فِي الْحَقَائِق عَاقل
…
ضعفت قواه وخانه مَا يعلم)
(مَا فَاتَنِي من كل علم سره
…
وَمن الْحَقَائِق مَا يصان ويكتم)
(وَالْعلم بَحر والقرائح لَيْلَة
…
وَمن العناء أزوم مَا لَا يلْزم)
وَيُقَال إِن أَبَاهُ كنن سقاء بِالْكُوفَةِ وَإِلَى هَذَا أَشَارَ الْقَائِل فِيهِ أَي فضل لشاعر يطْلب الْفضل من النَّاس بكرَة وعشيا عَاشَ حينا يَبِيع فِي الْكُوفَة المَاء وحيناً يَبِيع مَاء الْمحيا وَلابْن حجاج فِيهِ أهاج كَثِيرَة وقصائد مُطَوَّلَة فِي ديوانه مِنْهَا قَوْله
(كفوا عَن المتنبي
…
فَإِنَّهُ قد تنبه)
(يَا شَاعِرًا مَا يُسَاوِي
…
طرطوره نصف حبه)
وَله قَوْله
(يَا شيخ أهل الْعلم فِينَا وَمن
…
يلْزم أهل الْعلم توقيره)
(مسَائِل جاءتك مفتنة
…
فِيهَا من الْعَمَل عقاقيره)
(مشم شرجي كَيفَ تثنيه لي
…
وذوق إستي كَيفَ تصغيره)
(وأير بغل طوله سَبْعَة
…
فِي مثل دور الدقر تدويره)
(كم إصبعاً واحسبه لي جيدا
…
يكون فِي است أمك تكسيره)
(قل لي وطرطورك هَذَا الَّذِي
…
فِي غَايَة الْحسن شوابيره)
(مَا ضره إِذْ جَاءَ فصل الشتا
…
لَو أَن شعر استي سموره)
وَقَوله
(يَا دِيمَة الصفع صبي
…
على قفا المتنبي)
(وَيَا قَفاهُ تقدم
…
حَتَّى تصير بجنبي)
مِنْهَا
(إِن كنت أَنْت نَبيا
…
فالقرد لَا شكّ رَبِّي)
وَمِمَّا قَالَه من الحماسة فِي صُورَة الْغَزل قَوْله
(كَأَن الْهَام فِي الهيجا عُيُون
…
وَقد طبعت سيوفك من رقاد)
(وَقد صغت الأسنة من هموم
…
فَمَا يخطرن إِلَّا فِي فؤاد)
)
عد ابْن وَكِيع وَغَيره سرقاته هَذَا الْمَعْنى من أَمَاكِن مِنْهَا قَول مَنْصُور النمري
(وَكَأن موقعه بجمجمة الْفَتى
…
حذر الْمنية أَو نُعَاس الهاجع)
وَقَول مهلهل
(الطاعن الطعنة النجلاء تحسبها
…
نوماً أَنَاخَ بجفن الْعين يغفيها)
(بلهذم من هموم النَّفس صبغته
…
فَلَيْسَ يَنْفَكّ يجْرِي فِي مجاريها)
وَقَول ابْن المعتز
(أَيْن الرماح الَّتِي غذيتها مهجاً
…
مذ مت مَا وَردت قلباً وَلَا كبدا)
وَقَول آخر
(كَأَن سِنَان ذابله ضمير
…
فَلَيْسَ عَن الْقُلُوب لَهُ ذهَاب)
وَقَول أبي تَمام
(كَأَنَّهُ كَانَ ترب الْحبّ مذ زمن
…
فَلَيْسَ يعجزه قلب وَلَا كبد)
قلت هَذَا جملَة مَا رَأَيْتهمْ عدوه فِي الموطن وَفِي تَرْجَمَة عَليّ بن عبد الله النَّاشِئ الْأَكْبَر شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَا الْمَعْنى يَأْتِي فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد أَخذ الْمَعْنى الشريف الرضي فَقَالَ
(كَأَن سَيْفك ضيف الشيب لَيْسَ لَهُ
…
إِذا أَتَى عَن وُرُود الرَّأْس منصرف)
وَقَالَ الأرجاني
(كَأَن سيوف الْهِنْد فِيهَا كواكب
…
مَعَ الصُّبْح فِي هام الكماة تغور)
وَهَذَا من قَول ابْن المعتز
(متردياً نصلاً إِذا
…
لَاقَى الْمنية لم يراقب)
فَكَأَنَّهُ فِي الْحَرْب شمس والرؤوس لَهُ مغارب وَقَالَ ابْن الساعاتي أَمن الهجر سَيْفه فَهُوَ لَا يَنْفَكّ مذ كَانَ قَاطعا بتارا أم من الْحبّ رمحه فَهُوَ لَا يألف إِلَّا الْقُلُوب والأفكارا وَقَالَ أَيْضا
(بيض الْوُجُوه كَأَن زرق رماحهم
…
سر يحل سَواد قلب الْعَسْكَر)
وَقَالَ ابْن عبدون)
(كَأَن عداهُ فِي الهيجا ذنُوب
…
وصارمه دُعَاء مستجاب)
وَقَالَ القَاضِي الْفَاضِل
(كَأَنَّمَا أسيافه فِي الوغى
…
طير ترى الْهَام لَهَا عشا)
وَقَالَ ديك الْجِنّ
(فَتى ينصب فِي ثغر الفيافي
…
كَمَا ينصب فِي الْمقل الرقاد)
حدث أَبُو منصرور ابْن الجواليقي عَن أبي زَكَرِيَّا التبريزي عَن أبي الجوائز الوَاسِطِيّ عَن المخلدي الأديب أَن المتنبي كَانَ بواسط جَالِسا وَعِنْده وَلَده المحسد قَائِما وَجَمَاعَة يقرأون عَلَيْهِ فورد إِلَيْهِ بعض النَّاس فَقَالَ لَهُ أُرِيد أَن تجيز لنا هَذَا الْبَيْت
(زارنا فِي الظلام يطْلب سترا
…
فافتضحنا بنوره فِي الظلام)
فَرفع رَأسه وقلا يَا محسد قد جَاءَك بالشمال فأته بِالْيَمِينِ فَقَالَ
(فالتجأنا إِلَى حنادس شعر
…
سترتنا عَن أعين اللوام)
قَالَ أَبُو الجوائز معنى قَول المتنبي لوَلَده جَاءَك بالشمال فأته بِالْيَمِينِ أَن الْيُسْرَى لَا يتم بهَا عمل وباليمين تتمّ الْأَعْمَال وَأَرَادَ أَن الْمَعْنى يحْتَمل زِيَادَة فأوردها وَقد ألطف المتنبي فِي الْإِشَارَة وَأحسن وَلَده فِي الْأَخْذ انْتهى قلت كَذَا نقلت ذَلِك من خطّ الإِمَام شهَاب الدّين ياقوت فِي كِتَابه مُعْجم الشُّعَرَاء يَقُول عَن أيعن اللوام بِاللَّامِ وَالْوَاو والتستير هُنَا إِنَّمَا يكون عَن الوشاة لِأَنَّهُ قَالَ فِي الأول يطْلب سترا وَلَيْسَ للوام هُنَا مدْخل وَأَظنهُ قَالَ عَن أعين النوام وَهَذَا الْأَلْيَق بِهَذَا الموطن وَلم يقل وَالله أعلم النمام لِأَنَّهُ قَالَ أعين اللوام والأنسب أَن يُقَال عَن مقلة النمام أَو عَن نظرة النمام وَهُوَ الْأَحْسَن ورثاه الإِمَام أَبُو الْفَتْح ابْن جني النَّحْوِيّ بقصيدة وَهِي
(غاض القريض وأودت نَضرة الْأَدَب
…
وصوحت بعد ري دوحة الْكتب)
(سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه
…
كَمَا تخطف بالخطية السَّلب)
(مَا زلت تصْحَب فِي الجلى إِذا نزلت
…
قلباً جَمِيعًا وعزماً غير منشعب)
(وَقد حلبت لعمري الدَّهْر أشطره
…
تمطو بهمة لَا وانٍ وَلَا نصب)
(من للهواجل تحيي ميت أرسمها
…
بِكُل جائلة التصدير والحقب)
(قبَاء خوصاء مَحْمُود علالتها
…
تنبو عريكتها بالحلس والقتب)
)
(أم من لسرحانها يقريه فضلته
…
وَقد تضور بَين الْيَأْس والسغب)
(أم من لبيض الظبا توكافهن دم
…
أم من لسمر القنا والزغف واليلب)
(أم للمحافل إِذْ تبدو لتعمرها
…
بالنظم والنثر والأمثال والخطب)
(أم للصواهل محمراً سرابلها
…
من بعد مَا غربت مَعْرُوفَة الشهب)
(أم للقساطل تعتم الحروب بهَا
…
أم من لضغم الهزبر الضيغم الْحَرْب)
(أم للضراب إِذا الأحساب دَافع عَن
…
تذنيبها شَعرَات الوكف القضب)
(أم للملوك تحليها وتلبسها
…
حَتَّى تمايس فِي أبرادها القشب)
(نابت وِسَادِي أحزاني تؤرقني
…
لما غَدَوْت لقىً فِي قَبْضَة النوب)
(عمرت خدن المساعي غير مضطهد
…
ومت كالنصل لم تدنس وَلم تَعب)
(فَاذْهَبْ عَلَيْك سَلام الله مَا قلت
…
خوص الركائب بالأكوار والشعب)
ورثاه أَبُو الْقَاسِم المظفر بن عَليّ الطبسي بقوله
(لَا رعى الله سرب هَذَا الزَّمَان
…
إِذْ دهانا فِي مثل هَذَا اللِّسَان)
(مَا رأى النَّاس ثَانِي المتنبي
…
أَي ثَان يرى لبكر الزَّمَان)
كَانَ من نَفسه الْكَبِيرَة فِي جَيش وَفِي كبرياء ذِي سُلْطَان
(هُوَ فِي شعره نَبِي وَلَكِن
…
ظَهرت معجزاته فِي الْمعَانِي)
ورثاه جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب النصيبي بقصيدة ذالية مَكْسُورَة وَقد تقدم ذكره وَمِنْهُم ثَابت بن هَارُون الرقي النَّصْرَانِي بقصيدة دالية مَرْفُوعَة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَمِنْهُم أَبُو الْقَاسِم يُوسُف بن أَحْمد متويه وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي شعره فَمنهمْ من يرجحه على أبي تَمام الطَّائِي وَمِنْهُم من يرجح أَبَا تَمام عَلَيْهِ والأذكياء وَالْغَالِب مَعَ المتنبي أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ قلت للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يَا سَيِّدي الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن النّحاس يرجح أَبَا تَمام على المتنبي أيش عنْدك فِي ذَا فَسكت وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام فَأَعَدْت عَلَيْهِ القَوْل فَقَالَ كَذَا يَا فَقِيه وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لي أحد الْمَشَايِخ الَّذين أخذت عَنْهُم وقفت لَهُ على أَكثر من أَرْبَعِينَ شرحاً يَعْنِي لديوانه مَا بَين مطولات ومختصرات وَلم يفعل هَذَا بديوان غَيره وعد ذَلِك من سعادته انْتهى
قلت وَالَّذِي عَلمته من الشُّرُوح ابْن جني شرحان والواحدي أَبُو الْعَلَاء المعري الْجِرْجَانِيّ)
ابْن الدهان فِي سرقاته رِسَالَة لِابْنِ عباد الْحَاتِمِي ابْن الْأَنْبَارِي وَهُوَ جيد التَّوْحِيد وَهُوَ جيد وَفِيه خطأ عَلَيْهِ وعَلى ابْن جني التبريزي ابْن عُصْفُور أَبُو الْبَقَاء المستوفي الإربلي الإِمَام فَخر الدّين فِيمَا قيل أَبُو عَليّ الْحسن بن عبد الله الصّقليّ التجني على ابْن جني لِابْنِ فورجة
وَالْفَتْح على أبي الْفَتْح يَعْنِي ابْن حني لِابْنِ فورجة أَيْضا فتق نور الكمام الظَّاهِر بن الْحُسَيْن بن يحيى المَخْزُومِي الإفليلي حوائج حَوَاشِي تَاج الدّين الِانْتِصَار الْمَبْنِيّ عَن فضل المتنبي لأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد المغربي راوية المتنبي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الدلفي الْعجلِيّ وَقيل أَبُو الْحسن عَليّ وَهُوَ فِي عشر مجلدات وَالشَّيْخ شرف الدّين المرسي النَّحْوِيّ لَهُ كَلَام على شعره أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الهراسي الْخَوَارِزْمِيّ شرح جيد
والقزاز مُحَمَّد بن جَعْفَر التَّمِيمِي مَا أَخذ على المتنبي من لحن وَغلط وَله مُجَلد تكلم فِيهِ على أَبْيَات معَان من شعره وَلابْن أياز النَّحْوِيّ كَلَام فِي إِعْرَاب أَبْيَات مشكلة من شعره وَابْن الْفَتى النَّحْوِيّ وَهُوَ سلمَان بن عبد الله النهرواني وَأَبُو حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبري وَأَبُو الْحُسَيْن عبد الله بن أَحْمد الشاماتي الأديب والوأواء الْحلَبِي عبد القاهر بن عبد الله وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو الْقَاسِم عبيد الله بن عبد الرَّحِيم الْأَصْبَهَانِيّ لَهُ كتاب فِي أخباره ولعثمان بن عِيسَى البلطي النَّحْوِيّ كتاب فِي أخباره ولعلي بن عِيسَى النَّحْوِيّ الربعِي كتاب التَّنْبِيه على خطأ ابْن جني فِي شعر المتنبي وَلأبي حَيَّان التوحيدي رد على ابْن جني وتخطئته فِي شعر المتنبي وَاخْتصرَ الْجُزُولِيّ تَفْسِير ابْن جني فِي شرح المتنبي