الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْه أَيْضا
(سأحمي الْكرَى عني وأفترش الثرى
…
حَياتِي إِذا صَار الثرى لي مضجعا)
(وقيتك مَا يوقى بجهدي وَلم أطق
…
ليومٍ قَضَاهُ الله إِذْ حمّ مدفعا)
(ودافعت عَنهُ الْمَوْت أبغيه نجوةً
…
فأوردته من حومة الْمَوْت مصرعا)
وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة
3 -
(أَبُو بكر الفوركي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن أبي عمرَان بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ أَبُو بكر الفوركي سبط الإِمَام أبي بكر بن فورك السَّمرقَنْدِي نزل بغداذ واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته كَانَ يعظ بالنظامية ويترسل إِلَى المعسكر وَكَانَ حسن الْمعرفَة بالْكلَام وَالنَّظَر والوعظ درس الْكَلَام للأشعري على أبي الْحُسَيْن الْقَزاز وَتزَوج بابنة الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي الْوُسْطَى وَكَانَ ملازماً للعسكر مُقبلا على طلب الدُّنْيَا والجاه والحشمة سمع بنيسابور أَحْمد بن الْحسن الْحِيرِي وَأحمد بن مُحَمَّد الصيدلاني وَمُحَمّد بن أَحْمد بن جَعْفَر الْفَقِيه وَغَيرهم توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة
3 -
(حفيد ابْن الْحجَّاج الشَّاعِر)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج الشَّاعِر روى عَن جده أبي عبد الله الْحُسَيْن شَيْئا من شعره وروى عَنهُ أَبُو شُجَاع فَارس الدهلي ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي الْفَقِيه توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة
3 -
(نَاصح الدّين الأرجاني)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشِّيرَازِيّ الحاجي أَبُو بكر بن أبي عبد الله هُوَ القَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني بتَشْديد الرَّاء وَالْجِيم الْمَفْتُوحَة كَانَ أحد أفاضل الزَّمَان لطيف الْعبارَة غواصاً على الْمعَانِي إِذا ظفر على الْمَعْنى لَا يدع فِيهِ لمن بعده فضلا كَامِل الْأَوْصَاف قَالَ أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل الشَّاعِر كَانَ الْغَزِّي صَاحب معنى لَا لفظ وَكَانَ الأبيوردي)
صَاحب لفظ لَا معنى وَكَانَ القَاضِي أَبُو بكر الأرجاني قد جَمعهمَا أَعنِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى قَالَ ابْن الخشاب الْأَمر كَمَا قَالَ أشعارهم تصدق هَذَا الحكم إِذا تؤملت كَانَ فِي عنفوان شبابه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية بأصبهان وَلم يزل نَائِب القَاضِي بعسكر مكرم وَهُوَ مبجل مكرم وَهُوَ من سمع وروى وَمن شعره
(وَمن النوائب أنني
…
فِي مثل هَذَا الشّغل نَائِب)
(وَمن الْعَجَائِب أَن لي
…
صبرا على هذي الْعَجَائِب)
وَكَانَ فَقِيها شَاعِرًا وَلذَلِك قَالَ
(أَنا أفقه الشُّعَرَاء غير مدافع
…
فِي الْعَصْر لَا بل أشعر الْفُقَهَاء)
وَقدم بغداذ مَرَّات ومدح الإِمَام المستظهر وسديد الدّين ابْن الْأَنْبَارِي والعزيز عَم الْعِمَاد الْكَاتِب وَمن شعره وَهُوَ غَرِيب
(رثى لي وَقد ساويته فِي نحوله
…
خيالي لما لم يكن لي رَاحِم)
(فدلس بِي حَتَّى طرقت مَكَانَهُ
…
وأوهمت إلفي أَنه بِي حالم)
(وبتنا وَلم يشْعر بِنَا النَّاس لَيْلَة
…
أَنا ساهرٌ فِي جفْنه وَهُوَ نَائِم)
وَمِنْه وَالثَّانِي مِنْهُ يقْرَأ مقلوباً
(أحب الْمَرْء ظَاهره جميلٌ
…
لصَاحبه وباطنه سليم)
(مودته تدوم لكل هولٍ
…
وَهل كلٌّ مودته تدوم)
وَمن قصائده الطنانة
(سِهَام نواظرٍ تصمي الرمايا
…
وَهن من الحواجب فِي حنايا)
(وَمن عجبٍ سهامٌ لم تفارق
…
حناياها وَقد أصمت حشايا)
(نهيتك أَن تناضلها فَإِنِّي
…
رميت فَلم يصب سهمي سوايا)
(جعلت طليعتي طرفِي سفاهاً
…
فَدلَّ على مقاتلي الخفايا)
(وَهل يحمى حريمٌ من عدوٍ
…
إِذا مَا الْجَيْش خانته الرمايا)
(وَيَوْم عرضت جَيش الصَّبْر حَتَّى
…
أشنّ بِهِ على وجدي سَرَايَا)
(هززن من القدود لنا رماحاً
…
فخلينا الْقُلُوب لَهَا درايا)
(وأبكى الْعين شَتَّى من عيونٍ
…
فَكَانَ سوى مدامعي البكايا)
)
(ولي نفسٌ إِذا مَا امْتَدَّ شوقاً
…
أطار الْقلب من حرقٍ شظايا)
(ودمعٌ ينصر الواشين ظلما
…
وَيظْهر من سرائري الخبايا)
(ومحتكمٍ على العشاق جوراً
…
وَأَيْنَ من الدمى عدل القضايا)
(يُرِيك بوجنتيه الْورْد غضّاً
…
وَنور الأقحوان من الثنايا)
(تَأمل مِنْهُ تَحت الصدغ خالاً
…
لتلعم كم خبايا فِي الزوايا)
(وَلَا تلم المتيم فِي هَوَاهُ
…
فلوم العاشقين من الْخَطَايَا)
(خطبت وصاله الْمَمْنُوع حَتَّى
…
أثرت بِهِ على قلبِي بلايا)
(فأرق مقلتي وجدا وشوقاً
…
وعذّب مهجتي هجراً ونايا)
(وأتعب سائري إِذْ رق قلبِي
…
وَفِي ضعف الْمُلُوك أَذَى الرعايا)
(تغنم صحبتي يَا صَاح إِنِّي
…
نزعت عَن الصِّبَا إِلَّا بقايا)
(وَخَالف من تنسك من رجالٍ
…
لقوك بأكبد الْإِبِل الأبايا)
(وَلَا تسلك سوى طرقي فَإِنِّي
…
أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا)
(وقم نَأْخُذ من اللَّذَّات حظاً
…
فَإنَّا سَوف تدركنا المنايا)
(وساعد زمرةً ركنوا إِلَيْهَا
…
فآبوا بالنهاب وبالسبايا)
(وأهد إِلَى الْوَزير الْمَدْح يَجْعَل
…
لَك المرباع مِنْهَا والصفايا)
(وَقل للسائرين إِلَى ذراه
…
ألستم خير من ركب المطايا)
قلت لَا يخفى على من لَهُ ذوق حسن هَذَا التَّضْمِين الَّذِي فِي هَذِه الأبيات وَله قصيدة يصف فِيهَا الشمعة أحسن فِيهَا كل الْإِحْسَان كل الْإِحْسَان وَقد استغرق سَائِر الصِّفَات وَلم يكد يخلي لمن بعده فضلا كَمَا فعل ابْن الرُّومِي فِي قصيدته القافية فِي وصف السَّوْدَاء وقصيدة الأرجاني
(نمت بأسرار ليلٍ كَانَ يخفيها
…
وأطلعت قَلبهَا للنَّاس من فِيهَا)
(قلبٌ لَهَا لم يرعنا وَهُوَ مكتمنٌ
…
إِلَّا ترقيه نَارا فِي تراقيها)
(سفيهةٌ لم يزل طول اللِّسَان لَهَا
…
فِي الْحَيّ يجني عَلَيْهَا صرف هاديها)
(غريقةٌ فِي دموعٍ وَهِي تحرقها
…
أنفاسها بدوامٍ من تلظيها)
(تنفست نفس المهجورة ادكرت
…
عهد الخليط فَبَاتَ الوجد يبكيها)
)
(يخْشَى عَلَيْهَا الردى مهما ألم بهَا
…
نسيم ريحٍ إِذا وافى يُحْيِيهَا)
(بَدَت كنجمٍ هوى فِي إِثْر عفريةٍ
…
فِي الأَرْض فاشتعلت مِنْهُ نَوَاصِيهَا)
(كَأَنَّهَا غرةٌ قد سَالَ شادخها
…
فِي وَجه دهماء يزهاها تجليها)
(أَو ضرةٌ خلقت للشمس حاسدةٌ
…
فَكلما حجبت قَامَت تحاكيها)
(وحيدةٌ بشباة الرمْح هازمةٌ
…
عَسَاكِر اللَّيْل إِن حلت بواديها)
(مَا طنبت قطّ فِي أَرض مخيمةً
…
إِلَّا وأقمر للأبصار داجيها)
(لَهَا غرائب تبدو من محاسنها
…
إِذا تفكرت يَوْمًا فِي مَعَانِيهَا)
(فالوجنة الْورْد إِلَّا فِي تنَاولهَا
…
والقامة الْغُصْن إِلَّا فِي تثنيها)
(قد أثمرت وردةً حَمْرَاء طالعةً
…
تجني على الأكف إِن أهويت تجنيها)
(وردٌ تشابك بِهِ الْأَيْدِي إِذا قطفت
…
وَمَا على غصنها شوكٌ يوقيها)
(صفرٌ غلائلها حمرٌ عمائمها
…
سودٌ ذوائبها بيض لياليها)
(كصعدةٍ فِي حَشا الظلماء طاعنةٍ
…
تَسْقِي أسافلها ريا أعاليها)
(كلوءة اللَّيْل مهما أَقبلت ظلمٌ
…
أمست لَهَا ظلمٌ للصحب تذكيها)
(وصيفةٌ لست مِنْهَا قَاضِيا وطراً
…
إِن أَنْت لم تكسها تاجاً يحلّيها)
(صفراء هنديّةٌ فِي اللَّوْن إِن نعتت
…
والقدّ واللين إِن أتمت تَشْبِيها)
(فالهند تقتل بالنيران أَنْفسهَا
…
وَعِنْدهَا أنّ ذَاك الْقَتْل يُحْيِيهَا)
(مَا إِن تزَال تبيت اللَّيْل لاهيةً
…
وَمَا بهَا علةٌ فِي الصَّدْر تظميها)
(تحيي اللَّيَالِي نورا وَهِي تقتلها
…
بئس الْجَزَاء لعمر الله تجزيها)
(ورهاء لم يبد للأبصار لَابسهَا
…
يَوْمًا وَلم يحجتب عَنْهُن غاديها)
(قدٌّ كقدّ قَمِيص قد تبطّنها
…
وَلم يقدر عَلَيْهَا الثَّوْب كاسيها)
(غرّاء فرعاء لَا تنفكّ فاليةً
…
تقص لمتها طوراً وتفليها)
(شيباء شعثاء لَا تُكْسَى غدائرها
…
لون الشبيبة إِلَّا حِين تبليها)
(قناة ظلماء مَا يَنْفَكّ يأكلها
…
سنانها طول طعنٍ أَو يشظّيها)
(مَفْتُوحَة الْعين تفني لَيْلهَا سهراً
…
نعم وإفناؤها إِيَّاه يفنيها)
(وَرُبمَا نَالَ من أطرافها مرضٌ
…
لم يشف مِنْهُ بِغَيْر الْقطع مشفيها)
)
(ويلمها فِي ظلام اللَّيْل مسْعدَة
…
إِذا الهموم دعت قلبِي دواعيها)
(لَوْلَا اخْتِلَاف طباعينا بواحدةٍ
…
وللطباع اختلافٌ فِي مبانيها)
(بِأَنَّهَا فِي سَواد اللَّيْل مظهرةٌ
…
تِلْكَ الَّتِي فِي سَواد الْقلب أخفيها)
(وبيننا عبراتٌ إِن هم نظرُوا
…
غيّضتها خوف واشٍ وَهِي تجريها)
(وَمَا بهَا موهناً لَو أَنَّهَا شكرت
…
مَا بِي من الحرق اللَّاتِي أقاسيها)
(مَا عاندتها فِي اللَّيَالِي فِي مطالبها
…
وَلَا عدتهَا العوادي فِي مباغيها)
(وَلَا رمتها ببعدٍ من أحبتها
…
كَمَا رمتني وقربٍ من أعاديها)
(وَلَا تكابد حساداً أكابدها
…
وَلَا تداجي بني دهرٍ أداجيها)
(وَلَا تشكى المطايا طول رحلتها
…
وَلَا لأرجلها طردٌ بأيديها)
(إِلَى مَقَاصِد لم تبلغ أدانيها
…
مَعَ كَثْرَة السَّعْي فضلا عَن أقاصيها)
(فليهنها أَنَّهَا باتت وَلَا هممي
…
وَلَا همومي تعنيها وتعنيها)
(أبدت إليّ ابتساماً فِي خلال بكاً
…
وعبرتي أَنا مَحْض الْحزن يمريها)
(فَقلت فِي جنح ليلٍ وَهِي واقفة
…
وَنحن فِي حضرةٍ جلّت أياديها)
(لَو أَنَّهَا علمت فِي قرب من نصبت
…
من الوى لثنت أعطافها تيها)