الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطواعاً وَكَانَ من دأبه نظم قصائد الأوزان والرويّ فِي قصيدة وَاحِدَة ويمدح الْأَعْيَان وَيكْتب ذَلِك بالحمرة والألوان المخلتفة أَنْشدني لَهُ من قصيدة
(لَا أشتكيها وَإِن ضنّت بإسعاف
…
وَإِنَّمَا أتشكّى طيفها الجافي)
مِنْهَا
(حقفٌ لمعتنقٍ خمرٌ لمغتبقٍ
…
وردٌ لمنتشقٍ مسكٌ لمستاف)
مِنْهَا
(هم الْأَحِبَّة إِلَّا أَن عِنْدهم
…
مَا فِي المعادين من خلفٍ وإخلاف)
وَمن شعره ودّ أهل الزَّوْرَاء زور فَلَا يسكن ذُو خبرةٍ إِلَى ساكنيها هِيَ دَار السَّلَام حسب فَلَا مطمع فِيهَا فِي غير مَا قيل فِيهَا وَمِنْه
(لَا تَسْأَلُونِي عَن الرقاد فقد
…
أنسيت لَوْلَا سؤالكم خَبره)
(مرّ بعيني مذ برهةٍ غَلطا
…
فَهِيَ إِلَى الْآن مِنْهُ معتذره)
وَمِنْه فِي قَوس بندق
(أَنا من برٍّ وبحرٍ
…
جمعا بَطْني وظهري)
)
لي عين دمعها الْمَوْت إِلَى الْأَرْوَاح يسري
(غير أَنِّي كهلالٍ
…
طالعٍ فِي كفّ بدر)
توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ محارفاً
3 -
(أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ البغداذي قَرَأَ بالروايات على أَحْمد بن عَليّ بن سوار وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَمُحَمّد بن أَحْمد الخيّاط وَغَيرهم وتفقه لِابْنِ حَنْبَل وَحصل مِنْهُ طرفا صَالحا وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن الْقَزاز وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَيحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة
3 -
(الوائلي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن شراعة بن ثَعْلَبَة الوائلي قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ شَاعِرًا جيد الشّعْر جزله كالبدوي فِي مذْهبه وَكَانَ جواداً لَا يسْأَل مَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا يسمح بِهِ وقف عَلَيْهِ سائلٌ يَوْمًا فَرمى إِلَيْهِ بنعله وَانْصَرف حافياً وعثر فدميت إصبعه فَقَالَ
(أَلا لَا أُبَالِي فِي العلى مَا لَقيته
…
وَإِن نقبت نعلاي أَو حفيت رجْلي)
(فَلم تَرَ عَيْني قطّ أحسن منْظرًا
…
من الرجل تدمى فِي الْمُوَاسَاة والبذل)
(وَلست أُبَالِي من تأوّب منزلي
…
إِذا بقيت عِنْدِي السَّرَاوِيل أَو نَعْلي)
وبلغه أَن أَخَاهُ قَالَ إِن أخي مَجْنُون قد أفقرنا وَنَفسه فَقَالَ
(أإن كنت فِي الفتيان ألوث سيداً
…
شَدِيد شحوب اللَّوْن مُخْتَلف العصب)
(فَمَا لَك من مَوْلَاك إِلَّا حفاظه
…
وَمَا الْمَرْء اباللسان أَو الْقلب)
(سما الأصغران الذائدان عَن الْفَتى
…
مكارهه والصاحبان على الْخطب)
(فإلا أطق سعي الْكِرَام فإنني
…
أفكّ عَن العاني وأصبر فِي الْحَرْب)
وَله فِي هَذَا الأنموذج كثير وَقصد الْحسن بن رَجَاء فصادف على بَابه دعبلاً وَجَمَاعَة من الشُّعَرَاء وَقد اعتلّ عَلَيْهِم بدينٍ لزمَه ومصادرة فَكتب إِلَيْهِ
(المَال وَالْعقل شيءٌ يستعان بِهِ
…
على الْمقَام بِأَبْوَاب السلاطين)
(وَأَنت تعلم أَنِّي مِنْهُمَا عطلٌ
…
إِذا تأملتني يَا ابْن الدهاقين)
)
(هَل تعلم الْيَوْم فِي الأهواز من رجلٍ
…
سواك يصلح للدنيا وللدين)
فوعده وَعدا ثمَّ تدافع فَكتب إِلَيْهِ
(أَذِنت جنتي بأمرٍ قَبِيح
…
من فراقي للطيلسان الْمليح)
(أَنْت روح الأهواز يَا ابْن رجاءٍ
…
أَي شيءٍ يعِيش إِلَّا بِروح)
فَأذن للْجَمَاعَة وَقضى حوائجهم وَكَانَ بَينه وَبَين قوم من بني عَمه وَحْشَة فَصَالَحُوهُ ثمَّ دَعوه إِلَى وَلِيمَة فَأَنف من طعامهم وَقَالَ أمثلي يخرج من ضرام إِلَى طَعَام وَمن شتيمة إِلَى وَلِيمَة وَمَا لي وَلكم مثلا إِلَّا قَول الملتمس
(فَإِن تقبلُوا بالود نقبل بِمثلِهِ
…
وَإِلَّا فَإنَّا نَحن آبى وأشمس)