الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(الصنوبري)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مرار بميم وراءين بيينهما ألف أَبُو بكر الضَّبِّيّ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالصنوبري الشَّاعِر كَانَ جده الْحسن صابح بَيت حِكْمَة من بيُوت حكم الْمَأْمُون فَتكلم بَين يَدَيْهِ فأعجبه شكله ومزاحه فَقَالَ إِنَّك لصنوبري الشكل فَلَزِمَهُ هَذَا اللقب وَتُوفِّي أَبُو بكر هَذَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَله ديوَان مَشْهُور وَفِيه مراثٍ جَيِّدَة فِي الْحُسَيْن رضي الله عنه وَمن شعره فِي الْورْد
(زعم الْورْد أَنه هُوَ أبهى
…
من جَمِيع الْأَنْوَار وَالريحَان)
)
(فأجابته أعين النرجس الغض
…
بذلٍّ من قَوْلهَا وهوان)
أَيّمَا أحسن التورد أم مقلة ريمٍ مرضية الأجفان
(أم فَمَاذَا يَرْجُو بحمرته الخدّ
…
إِذا لم تكن لَهُ عينان)
(فزهي الْورْد ثمَّ قَالَ مجيباً
…
بقياسٍ مستحسنٍ وَبَيَان)
إِن ورد الخدود أحسن من عين صفرةٌ من اليرقان وَمِنْه أَيْضا
(أَرَأَيْت أحسن من عُيُون النرجس
…
أم من تلاحظهنّ وسط الْمجْلس)
(درٌّ تشقق عَن يواقيتٍ على
…
قضب الزمرّد فَوق بسط السندس)
(أجفان كافورٍ حبين بأعينٍ
…
من زعفرانٍ ناعمات الملمس)
(فَكَأَنَّهَا أقمار ليل أحدقت
…
بشموس أفقٍ فَوق غصنٍ أملس)
(مغرورقاتٌ من ترقرق طلها
…
ترنو رنوّ النَّاظر المتفرس)
(وَإِذا تغشّها الرِّيَاح تنفّست
…
عَن مثل ريح الْمسك أيّ تنفس)
وَمِنْه أَيْضا
(يَا ريم قومِي الْآن وَيحك فانظري
…
مَا للربى قد أظهرت إعْجَابهَا)
(كَانَت محَاسِن وَجههَا محجوبةً
…
فَالْآن قد كشف الرّبيع حجابها)
(وردٌ بدا يَحْكِي الخدود ونرجسٌ
…
يَحْكِي الْعُيُون إِذا رَأَتْ أحبابها)
(ونبات باقلى يشبه نوره
…
بلق الْحمام مشيلةً أذنابها)
(وَكَأن خرّمة البديع وَقد بدا
…
روس الطواوس إِذْ تدير رقابها)
(والسرو تحسبه الْعُيُون غوانياً
…
قد شمرت عَن سوقها أثوابها)
(وكأنّ إحدهنّ من نفح الصِّبَا
…
خودٌ تلاعب موهناً أترابها)
(لَو كنت أملك للرياض صِيَانة
…
يَوْمًا لما وطئ اللئام ترابها)
وَمِنْه قَوْله من أَبْيَات خجل الْورْد حِين لاحظه النرجس من حسنه وغار البهار
(فعلت ذَاك حمرةٌ وعلت ذَا
…
حيرةٌ واعترى البهار اصفرار)
(وَغدا الأقحوان يضْحك عجبا
…
عَن ثنايا لثاتهنّ نضار)
)
ثمَّ نم النمام واستمع السوسن لما أذيعت الْأَسْرَار
(عِنْدهَا أبرز الشَّقِيق خدوداً
…
صَار فِيهَا من لطمه آثَار)
سكتب فَوْقهَا دموع من الطل كَمَا تسكب الدُّمُوع الغزار فاكتسى ذَا البنفسج الغض أَثوَاب حدادٍ إِذْ خانه الإصطبار وأضرّ السقام بالياسمين الغض حَتَّى أذابه الْإِضْرَار ثمَّ نَادَى الخيريّ فِي سَائِر الزهر فوافاه جحفل جرار فاستجاشوا على محاربة النرجس بالخرّم الَّذِي لَا يبار
(فَأتوا فِي جواشنٍ سابغاتٍ
…
تَحت سجفٍ من العجاج يثار)
(ثمَّ لما رَأَيْت ذَا النرجس الغضّ
…
ضَعِيفا مَا إِن لَدَيْهِ انتصار)
لم أزعل أعمل التلطف للورد حذاراً أَن يغلب النّوّار فجمعناهم لَدَى مجلسٍ تصخب فِيهِ الأطيار والأوتار
(لَو ترى ذَا وَذَا لقت خدودٌ
…
تدمن اللحظ نَحْوهَا الْأَبْصَار)
وَمِنْه أَيْضا
(إِن هِيَ تاهت فمثلها تاها
…
لم يجر خلقٌ فِي الْحسن مجْراهَا)
(للغصن أعطافها وقامتها
…
وللرشا جيدها وعيناها)
(فضَض بالياسمين عارضها
…
ذهب بالجلنار خدّاها)
(تِلْكَ الثنايا من عقدهَا نظمت
…
أم نظم العقد من ثناياها)
(جاعلةٌ رِيقهَا مدامتنا
…
إِذا سقتنا وكأسنا فاها)
(لَئِن كفاني التفاح وجنتها
…
لقد كفاني الأترجّ ثدياها)
وَمِنْه أَيْضا
(بدرٌ غَدا يشرب شمساً غَدَتْ
…
وحدّها فِي الْوَصْف من حدّه)
(تغرب فِي فِيهِ وَلكنهَا
…
من بعد ذَا تطلع فِي خَدّه)