الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاستخرتُ الله تعالى وجمعتُ منها فائتَ شعر المتنبيء وكله 25 قطعة وعارضته على ما عثرت عليه في دواوين الأدب لا سيما على ثلاث نسخ من الديوان: إحداها نسخة خزانة جامع بومباي التي وقفها صاحبنا العلامة الجليل الشيخ محمَّد يوسف كَتْكَتي الكَوْكني الشَّافعيّ أبقاه الله غُرَّةً في جبين الآداب، وهي ترتقي إلى القرن السادس الهجريّ، وأخرى بها حديثة الخط ليس فيها كبير فائدة، وأخرى رأيتها بخزانة حيدر آباد وقد كتبت سنة 1153 هـ. ثم جمعتُ إلى هاتيك المقطوعات قطعات أخرى تُضاهيها في العِداد من مطاوي المجاميع الأدبية. فاجتمع لديَّ ولله الحمد ما يُناهز ديوان الحادرة الذِبْياني أو يَفْضل عليه ألبتَّة.
وغالبُ معوَّلي في الفائت على ما لم أجده في متن شرح العُكْبَريّ إذ هو المتداول بأيدي النَّاس ومتنه هو المبثوث في الشرق والغرب. والعناوين جُلُّها من (نش) إلَّا ما صُرّح فيه أنَّه من نسخة أخرى.
وهذا جَدْول العلامات
(نش) نسخة الشيخ حبيب الرَّحْمَن خان الشرواني وسنصفها.
(نب) نسخة خزانة جامع بومباي وأظنها كتبت في نحو المائة السادسة.
(نح) نسخة خزانة حيدر آباد المسماة الأصفية وهي حديثة الخط كنسخة أخرى بخزانة جامع بومباي.
(طك) طبعة كلكتة سنة 1257 هـ وقد تقدّمتها طبعة أخرى بها سنة 1230 هـ ولكن لم أعثر عليها. وأنا أجزم بأنهما شيء واحد.
(محبى) شرح فارسي مبني على المتن المذكور طبع بكلكتة سنة 1261 هـ ولا يختلف عن المتن المذكور في شيء.
وجُلُّ هذا الشعر سخيف في مَناحٍ من أغراض الحياة معتادة وأحوالٍ في مجالس الرؤساء طارئة فلم يتمكن الرجل من إحكام نسيجه وتثقيف وشيجه. فأثرُ الفجاجة عليه واضح بادٍ، ولم يكن فيه كبير فائدة لمنقب مرتاد، إلَّا أني رأيت إثبات آثار الرجل لنُبوغه وكَتْبَ شعر الصبي ليبلّغنا إلى إدراكه وبلوغه. على أن بعضه يَهُمّ من جهة تأريخ الرّجل، ويدلّنا على البِيئة التي نشأ فيها وعاش فَكوّنتْه أَبا الطِّيب المتنبيء، أي ذلِك الشاعرَ الطائرَ الصِيت والجسور الإصليتَ. على أن فيه
مقطعاتٍ مستملحةً مستَطْرَفَة.
وأما استناد جلّه إلى أبي الطِّيب فأظنه ما لا يتطرق إليه أدنى ريبة فإن ما في نسخة الشِرْوانيّ كله منقول من المخطوط المنسوبة وأصحابُها آحاد الدهر وأقطاب العصر. وغيره يعتزي إلى الثعالبيّ أو إلى أبي على الحاتمي صاحب المُوْضِحة (انظر لها معجم الأدباء 504: 6 والصبح المنبيء للبديعي بهامش التبيان 1: 144 والوفيات 1: 510 وغيرها) في مساوي المتنبّئ الذي زار أَبا الطِّيب في منزله ببغداد ونعَى عليه سَرِقاتِه ونَدّد بها، أو إلى صاحب إيضاح المشكل وكأنه عاصر المتنبيءَ، أو إلى الصاحب العَميديّ في الإبانة عن سَرِقات المتنبيء لفظًا ومعنى المتوفي سنة 433 هـ، أو إلى من يُضاهيهم في قرب العهد، أو يتعلق من أبي الطِّيب بسبب الودّ.
على أن التاريخ حَفِظ لنا أنْ ليس الموجودُ في جُلّ النُسَخ كل شعر الرَّجل قال صاحب إيضاح المشكل (خزانة البغدادي 1: 383) أخبرني أبو الفتح عثمان بن جني أن المتنبيء أسقط من شعره الكثيرَ وبقي ما تداوله النَّاس اهـ. وقال الشيخ أبو العلاء المعري في مقدمة لزومه (1: 21 سنة 1323 هـ) أن أَبا الطِّيب استعمل السين المكسورة دون المفتوحة والمضمومة والساكنة اهـ. مع أن له قصيدة على المفتوحة وهي (1):
هذِي بَرزتِ لنا فهجتِ رسيسا
وأبو العلاء الحُفَظة ليس ممن يُظنّ بمثله النسيان، فليس حُكمه هذا إلَّا على خلوّ نسخته عن هذه الكلمة. وورد في نسخة بومباي العتيقة في عنوان رائيّته في هجاء كافور التي ذكرناها في الزيادات هذه: أن له جُملة من الأشعار توجد مبعثرة في بعض النسخ دون سائرها. ويؤكده بيتان وجدتهما في إبانة الصاحب العميديّ والظاهر أنهما من قصيدتين عبثتْ بهما أيدي الضياع فلم نقف لهما على عين ولا أثر. وقال ابن نُباتة المصري في سَرْح العيون (بهامش الغيث سنة 1305 هـ 1: 32): وله أشعار ولم تُدْخَلْ في ديوانه. ثم أورد بيتيه على اللام المنحولين. فهذا وأمثاله هو الذي حدا بي إلى جمع ما فات مخافة ضياعه.
(1) ولعل المتنبيء أسقطها من الديوان لأن الممدوح بها وصله بعشرة دراهم (راجع معجم الأدباء: 204).
هذا وثبت بآخر شرح الواحدي طبعة بومباي (ص 357 سنة 1269 - 71 هـ). دون طبعة برلين (سنة 1276 هـ)"هذا آخر ما اشتمل عليه ديوانه الذي رتّبه بنفسه وهو خمسة آلاف وأربعمائة وأربعة (كذا) وتسعون قافية" وهذا مُحال من القول ويدل عليه كلمة "أربعة" فإن كلمة القافية لو كانت في الأصل لكان يجب أن يقال "أربع" بالتذكير فلعل الأصل "بيتًا" موضع قافية. وهو يَقْرُب ما وجدتُه على وجه إحدى نسخَتي بومباي، ونصه "شعر المتنبيء، خمسة آلاف وأربعمائة وثمانية وسبعون بيتًا. قوله في الصبي وما والاه ألفان ومائتان وأربعة وستون بيتًا. وشعره في بني حَمْدان أَلْف وثمانمائة وخمسة وثمانون بيتًا. وشعره بعد مفارقة سيف الدولة أَلْف وثلاثمائة وتسعة وعشرون بيتًا" اهـ وهذا هو الصواب الذي لا مَحيد عنه.
ونسب الثعالبيّ (1) -ومنزلته من الأدب والنقد وسعة الرواية ما هو معلوم- هذين البيتين الفَذَّين إلى أبي الطيّب:
أفيكم فَتى حيٌّ فيخبرني عني
…
بما شَرِبت مشروبةُ الراح من ذهني
(اليتيمة 1: 103 و 124).
ألا إن الندى أضحى أميرًا
…
على مال الأمير أبي الحسين
وهما لأبي تمّام ويوجدان في ديوانه (طبعة بيروت سنة 1889 م ص 352 و 287).
ورُوي للمتنبيء نثر لطيف (الوفيات 1: 36 وسرح العيون 1: 32) وهو -وقد مرض بمصر فعاده بعض أصحابه مرارًا ثم انقطع عنه بعد ما شفي- "وصلتني وصلك الله معتلًا، وهجرتَني مُبتلًا (وبليلا تصحيف) فإن رأيت أن لا تحبّب العلَّةَ إليّ، ولا تكدِّر الصحَّةَ عليَّ، فعلتَ إن شاء الله".
وروى البديعيّ (1: 418) عن ياقوت قال: كان المتنبيء يومًا جالسًا بواسطَ فدخل عليه بعض النَّاس فقال أريد أن تجيز لنا هذا البيت:
زارنا في الظلام يطلب سِتْرا
…
فافتضحنا بنوره في الظلام
فرفع رأسه وكان ابنه المُحَسَّد واقفًا بين يديه فقال يَا محمَّد [قد جاءك بالشمال فأتِه باليمين فقال المحسَّد ارتجالًا].
(1) وقال ابن خلكان أن الثعالبي قد نسب أشياء إلى غير أهلها. انظر الوفيات سنة 1310 هـ 1: 308.
فالتجأنا إلى حَنادس شَعْر
…
سترتْنا عن أعيُن اللوّام
ومعنى قول المتنبيء لولده: جاءك بالشمال فأته باليمين أي أن اليسرى لا يتم بها عمل وباليمين تتمّ الأعمال. ومراده أن المعنى يحتمل الزيادة فأوردها (كذا) اهـ.
وهذه صفة المخطوط المثبتَة بآخر (نش) كما هي وهي خطوط الأمّ المنقول سنة 615 هـ وخطوط أمّهاتها وجُلُّها نُسخت في القرن الرابع قرن المتنبيء وكل أصحابها أصحابُ المتنبيء:
تم شعر أبي الطِّيب بزياداته والحمد لله كما هو أهلُه
نقلتُ هذا الديوان من نسختين: إحداهما (1) بخط رجاء بن الحسن بن المَرْزبان وقد صُحّحت (1) على عدة أصول إحداها مقروأة على أبي الطِّيب ومقروأةٌ أَيضًا على ابن جني وفيها تصحيحاته بخطّ يده. والأخرى (2)(2) على كلّ قصيدة ومقطوعة منها خط المتنبيء صح. وقابلت بها ثلاثة أصول بعد مقابلتي بها الأصلين المنقول منهما. (أ) أحد الأصول الثلاثة بخط علي (3) بن عبد الرَّحِيم السُلَمي الرَقيّ وهي منقولة من خط الأرْزَنيّ (4). وكان في أول نسخة الأرزني بخطه "قال عليّ بن حمزة البَصْرِيّ (5) سأَلتُ أَبا الطِّيب أَحْمد بن الحسين المتنبيء عن مولده فقال وُلدتُ بالكوفة في كِنْدةَ سنة ثلاث وثلثمائة وهذا على جهة التقريب لا التحقيق ونشأتُ بالبادية والشَّام. قال وقال أبو الطِّيب الشعر صَبيًّا فمن أول قوله في الصِبا: أبلى الهوى أسفًا (البيت) ".
(1) نسخة ابن المرزبان.
(2)
هذا ظاهره وهو مستبعد أن البزَّاز وقف على نسخة المتنئ.
(3)
المعروف بابن العصار تلميذ الجواليقي وتخرج عليه العكبري وكان عارفًا بديوان المتنبي ومات سنة 576 هـ (الأدباء 5: 247، والبغية 341).
(4)
هو أبو محمَّد يحيى بن محمَّد بن عبد الله الأرزني شاعر متأدب مليح الخط هكذا قاله ابن ماكولا. وذكره ابن الحجاج في شعره فقال:
مثبتة في دفتري
…
بخط يحيى الأرزني
كذا ذكر السمعاني وياقوت. وترجم له ياقوت في الأدباء 7: 291 قال: ومات سنة 415 هـ.
(5)
الجهبذ النقاد صاحب كتاب (التنبيهات على أغاليط الرواة) وراوية المتنبيء نزل عليه المتنبيء ببغداد تُوفِّي بصقلية سنة 375 هـ (الأدباء 5: 203 والبغية 203).
وقد عارض الرقّي بنسخته عدّة أصول إحداها نسخة علي بن الساربان (1) الكاتب (ب) والأصل الثاني المعارض به نسخة الشيخ تاج الدين الكِنْديّ (2) بخط ابن جَرير المصريّ وقد اعتنى بتصحيحها عناية لا تُحْكَى وصَحّح على كل موضع مشكل فيها وعلى كل موضع اختلفت الرواية فيه (ج) والأصل الثالث نسخة عليها عدة طبقات سماع منقولة من خط الرَبَعي (3). وبذلت الوُسْعَ في ذلك فصَحّت بحمد الله ومَنّه.
وكتب عبد العزيز بن عبد الرَّحْمَن بن مكيّ البزَّاز البغداديّ بمدينة دمشق حرسها الله تعالى في شهور سنة خمس عشرة وستمائة حامدًا لله على نعمه ومصلّيًا على رسوله محمَّد وآله وصحبه ومسلِّمًا.
وكان في آخر نسخة الرَقّيّ حكايةُ ما كان مكتوبًا في آخر نسخة السماع ما صورته وحكايته.
وكان في آخر نسخة عليّ بن عيسى الرَبَعيّ الذي (كذا) عارضت به هذه النسخة بخطّه أني قابلتُ به خمس عشرة نسخة وعوّلتُ على كتاب ابن حمزة لأنه وافَقَ حِفْظي من بينها. وذكر عليّ بن حمزة أن القصيدة الكافيّة آخر قصيدة قالها أبو الطِّيب. قال وكتبتُها والذي قبلها (4) منه بواسط يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وسار عنها فقُتل بنَبْزَعَ (5) قتله بنو أسد وابنَه واحد غلمانه (6) وأخذوا ماله يوم الأربعاء لليلتين بقيتا منه. والذي تولّى قتله منهم فاتك بن
(1) هو أبو الحسن علي بن أَيُّوب بن الساربان الكاتب القمي الذي روي عن المتنبي بيتيه الآتيين على القاف. ترجم له ابن حجر في اللسان 4: 207. ومولده سنة 347 ووفاته سنة 435 هـ.
(2)
هو الإمام زيد بن الحسن أبو اليمن (بالضم) النحوي اللغوي الراوية المقرئ المحدث الحافظ صاحب الحواشي على ديوان المتنبيء تُوفِّي سنة 613 ومولده 520 هـ الوفيات 1: 196 والبغية 249.
(3)
النحوي خليفة أبي علي الفارسيّ المتوفي سنة 420 هـ عن نيف وتسعين سنة وله كتاب في الرد على ابن جني سماه التنبيه- نزهة 404 والأدباء 5: 283.
(4)
يريد قوله ما أجدر الأيام والليالي وهي طردية. وهي قبل الكافية في النسخ المرتبة على السنين دون نش لأنها على الحروف.
(5)
هذا الموضع أهمله البكري وياقوت في معجميهما. وفي الوفيات إن مقتله بالصافية قرب النعمانية كما سيأتي هنا أَيضًا ومثله في النزهة وعند البديعي عن الخالديين بضيعة تقرب من دير العاقول.
(6)
وهو المسمى مفلحًا.
[أبي] الجهل بن فراس بن بَداد (1) وكان من قوله "قبحًا لهذه اللحية يَا سَبّابَ" وذلك إن فاتكا هذا قرابة الضبّة بن يزيد العُتْبي الذي هجاه المتنبي بقوله: ما أنصف القوم ضبه. وهي من سخيف شعره فكان سبب قتله وذهب دمه فِرْغا (2). قال وفي نسخة أخرى أنَّه سار من حضرة عضد الدولة ومعه خيل مختارة ومطايا منتخبة مُوْقرَة بالعين والوَرِق وفاخرة الكِسَى وطرائف (3) التُحَف وغرائب الألطاف يُغِدّ (4) السير بنفسه وعَبيدِه وعين أعدائه ترمقُهُ وأخباره إلى كل بلدة تسبقه حتَّى إذا كان بجبال الصافية (5) من الجانب الغربي من سواد بغداد عرض له فاتك ابن أبي الجهل الأسدي في عِدّة من أصحابه فاغتاله هناك وقتله وابنه محسدًا وغلامًا له يدْعى مُفْلِحًا وأخذ جميع ما كان له معه لستّ ليال بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
ووجدتُ في أول نسخة عليّ بن عيسى أنَّه وُلد أبو الطِّيب أَحْمد بن الحسين المتنبيء بالكوفة في كِنْدة سنة ثلاث وثلاثمائة على التقريب لا على التحقيق ونشأ بالشَّام والبادية وقال الشعر في صباه. فمن أول قوله مما نُسخ من نسخته وقرأتُ (6) عليه: أبلى الهوى أسفًا .. وذكر بعده. قال وقد مرّ برجلين قد قتلا جُرَذًا وأبرزاه يُعجبان النَّاس من كبَره فقال لهما: لقد أصبح الجرذ
…
العَطَبْ .. الأربعةَ الأبياتَ- ولم يكن علي بن عيسى يروي هذه القطعة. ووجد في آخِرة النسخة لست أدري بخط من هو (الخبر مع الأربعة الأبيات مذكور في قافية الدال) وأنا أستغفر الله عز وجل من جميع السقط في هذا الديوان وأُنيب إلى الله سبحانه وتعالى والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده.
قد تم هذا الديوان في صبيحة الأحد من الأسبوع الأول من العشر الأول من الشهر الرابع من السنة السادسة من العشر الثامن من المائة الثالثة من الألف الثاني من
(1) في الأصل برار والإصلاح من الصبح المتنبي 1: 229.
(2)
في الأصل فرعا مصحفًا.
(3)
الأصل ظرائف.
(4)
في الأصل يفذ مصحفًا.
(5)
بلفظ ضد الكدرة.
(6)
كذا.
الهجرة النبوية المصطفويّة في أرض الغَرِيّ (1) على مشرفها آلاف التحيّة والسلام بيد العبد الآثم محمَّد صالح بن محمَّد قاسم الخُرَاسَانِيّ اللهمَّ اغفر له ولوالديه وارحمهما كما ربَّياه صغيرًا - اهـ.
ولعل مراده والله أعلم سابع ربيع الآخر سنة 1286 هـ وهذا الرَّجل هو الذي صحّف النسخة لعجميته وإلا فالأصل كان من التصحيح بمكان لا يجارى - وقد صحّحت مهما تيسّر لي وأعوذ بالله من خلل البيان وذلل اللسان.
غرة ربيع الآخر سنة 1344 هـ وأكتوبر سنة 1925 م
عبد العزيز الميمني الراجكوتي
الأستاذ بالكلية الشَّرقية في لاهور الهند
كرمه الله
* * *
الباء
(1)
نش 62 والبديعي 1: 35.
وقال أَيضًا رواه ابن الزمقدم (2) عنه (بعد قوله لحى الله وردانا وأُمّا أتت به. زاد البديعي خبر الاعتقال ويأتي في الفاء).
بيديّ (3) أيها الأمير الأريبُ
…
لا لشيء إلَّا لأنّي غريبُ
أو لأُمّ لها إذا ذكرتْني
…
دمُ قلب بدمع عينٍ مشوب
إن أكن قبل أن رأيتُك أخطأ
…
تُ فإِنّي على يَديك أتوب
عائب عابَني لديك ومنه (4)
…
خُلقتْ في ذوي العيوب العيوب
(1) في الأصل الغري (بتسكين الراء) مصحفًا وهو كغني طربال كالصومعة بظاهر الكوفة قرب مشهد علي كرمه الله وهو معتكف الشيمة وبه صنف الرضى شرح الكافية له. وهما في الأصل غريان ولهما خبر طريف.
(2)
لعله الذي دعاه أبو الفداء (2: 152 سنة 1325) بابن الزمكدم الموصلي وكان حيا سنة 401 هـ.
(3)
أي خذ بيدي.
(4)
أي الواشي هو الذي اختلق عيوبًا اتهمني بها.
(2)
نش 53، وطك 53، ومحبي 92 بعد (مُنَى كنّ لي أن البياض خضاب) والوساطة (125 غير الثاني) والواحدي (برلين 704 وبومباي 315) بعد (الأكل ماشية الخيزلي) ولكن العكبريّ أغفل عنه كسائر نسخ المتن غير طك ونش.
وقال يهجو كافورا:
وأسودَ أمَّا القلب منه فضيّقٌ
…
نخيبٌ (1) وأمّا بطنه فرحيب
أعدتُ على مَخْصاه (2) ثم تركتُه
…
يُتبِّع منّي الشَّمس وهْي تغيب
يموت به غيظًا على الدهر أهلُهُ
…
كما مات غيظًا فاتك (3) وشَبيب (4)
إذا ما عَدِمتَ الأصلَ والعقل والندى
…
فما لحياة في جنابك طِيب
(3)
روى السيوطي في تحفة المُجالس (مصر سنة 1326 هـ ص 3) له بيتين ولستُ أجزم بكونهما له فالعُهدة عليه-.
خيرُ المُحادث والجليسِ كتابُ
…
تخلو به إن مَلَّكَ الأصحاب
لا مُفشِيًا سرّا إذا استَودعتَه
…
وتُنال منه حكمةٌ وصواب
(1) الجبان كان نخبة قلبه وهو سويداؤه مصاب.
(2)
خصيته بالهجاء ثانية ولم يدركني لما أفلت.
(3)
الرومي الكبير المعروف بالمجنون أخذ من الروم صغيرًا قرب حصن يعرف بذي كلاع فتعلم الخط بفلسطين وهو ممن أخذه ابن طغج بالرملة غصبا من سيده. فحصل في أيديهم حرًّا في عدة المماليك كريم النفس بعيد الهمة. وكان في أيام الأسود بالفيوم من أعمال مصر وهو بلد كثير الأمراض وكان الأسود يخافه ويكرمه فزعًا وفي نفسه منه ما في نفسه فاستحكمت العلة في بدنه ودخل إلى مصر للتداوي فكان يراسل أَبا الطِّيب بالسلام ولا يمكنه الاجتماع معه ثم اجتمعا في الصحراء فأرسل إلى أبي الطِّيب هدية خطيرة قيمتها أَلْف مثقال فقال: "لا خيل عندك تهديها ولا مال" ثم أنَّه مات فرثاه بعينيته الطنانة الحزن يقلق
…
القصيدة.
(4)
هو ابن جرير العقيلي وكان الأستاذ اصطنعه وولاه عمان والبلقاء وما يليهما فعَلت منزلته واشتدت شوكته وكثرت العرب حوله وطمع في الأسود فسولت له نفسه أخذ دمشق فسار إليها في عشرة آلاف فارس فقاتله سلطانها وأهلها واختلف في قتله ولم يصح لأحد كيف قتل وانهزم أصحابه.
(4)
روى أبو علي الحاتميُّ وهو من علماء مجلس سيف الدولة المتوفي سنة 388 هـ في الرسالة الحاتمية في موافقة شعر المتنبي لكلام أرسطاطاليس له:
والمرء من حَدَث الزمان كأنَّه
…
عَوْدٌ (1) تداولَه الرُعاة ركوبا
غرض لكل منيَّة يرمَى بها
…
حتَّى يصاب سواده منصوبا
وقال أرسطاطاليس نفوس الحيوان أغراض لحوادث الزمان.
(5)
نش 56 و 57 ونب (بعد لقد أصبح الجرذ- العَطَبْ).
وقال في معنى ما جرى عنده بمدينة السلام - (ولفظ نب وسأله رجل بمدينة السلام عن شعر أن منشدًا أنشد إياه فأنكره وقال):
في الصدق مندوحة عن الكَذِب
…
والجِدُّ أولَى بنا من اللَعِب
(6)
نش 216 طك 59، محيي 102 بعد (ما أنصف القوم ضبّه) والواحدي في الطبعتين (برلين 60 وبومباي 30) ولكن العكبري أغفل عنه كسائر النسخ وقال في صباه لإِنسان قال له سلّمتُ عليك ولم تردّ علي السلامَ:
أنا عاتب لتعتُّبك
…
متعجّب لتعجّبك
إذ كنتُ حين لقيتني
…
متوجّعًا لِتَغَيُّبكْ (2)
فشُغلتُ عن ردّ السلا
…
م وكان شغلي عنك بكْ
(1) المسن من الإبل. وبدار الكتب في حيدر آباد نسخة من الحاتمية هذه رأيتها وأنا أستغرب من الحاتمي أن يؤلف على هذا المغزى شيئًا وهو المندد بسرقات المتنبيء والمنهي بها.
(2)
وفي غير نش لنعتبك.
التاء
نش 66 قبل قافية الجيم.
وقال أَيضًا:
لي مَنْصِب (1) العرب البيض المصاليت
…
ومنطقٌ صِيغَ من دُرّ وياقوت
وهِمَّةٌ صار دون العرش أسفلُها
…
وصار ما تحته (2) في لُجّة أخوتِ
الحاء
(8)
نش 72 بعد كلمته (وطائرةٍ تتبعها المنايا -الجَناحِ- الكلمةَ).
وقال عندما ادُّعيت قصيدته الحائية التي قدّمنا ذكرَها - (يريد قوله جَلَلا كما بي فَلْيَكُ التبريحُ):
لِمْ لا يُغاث الشعر وهْو يَصيح
…
ويرَى (3) مَنارُ الحق وهو يلوح
يا عُصبةً مخلوقةً من ظُلمة
…
ضُمّوا جوانبكم فإنِّي يوح (4)
وإذا فشا طُغيانُ عادٍ فيكم
…
فتأمّلوا وجهي فإنِّي الريح
يَا ناحتي (5) الأشعار من آباطهم
…
فالشعر ينشد والصبا يفوح
أنا مَن علمتم بَصُبِصوا (6) فانْبَحُوا
…
(7) فالكلب في إِثر (8) الهزبر يبوح
لكم الأمانُ من الهجاء فإنَّه (9)
…
فِيمن به يُهْجَى الهجاءُ مديح
(1) كالنصاب الأصل.
(2)
الضمير يعود على أسفلها.
(3)
أي لم لا يرى.
(4)
بالياء المثناة من تحت من أسماء الشَّمس.
(5)
كذا.
(6)
حركوا أذنابكم كالكلاب.
(7)
الأصل والله أعلم "أو فانبحوا" أو "ثم انبحوا".
(8)
أي لا ينبح إلَّا في غيبوبة الأسد.
(9)
مديح فيمن يهجي الهجاء به أي أن الهجاء يشينه ملابستكم فإنكم تصغرون عن الهجاء أَيضًا. وله في المعنى:
صغرت عن المديح فقلت أهجي
…
كأنك ما صغرت عن الهجاء
ويدلكم تركانَ (1) توبى أنَّه
…
من بعد سَرْق قصائدي مربوح
(9)
نش 72 بعد السابق.
وقال جوابًا عن أبيات أُنفذت إليه يُعاتبه على ذكر النبوءة (أقول لعلّ الصواب مُعاتبةً):
نار الذَرابة من لساني تنقدح (2)
…
يغدو عليَّ من النُهَى ما لم يرُحْ
بحرٌ لو اغتُرِفتْ لطائم موجه
…
بالأرض والسبع الطباق لما نُزح (3)
أمري إنِّي فإِن سَمَحْتُ بمُهْجة
…
كرُمت عليّ فإِنّ مثلي من سَمَح
[وفي ترجمة المتنبي من كتاب إيضاح المشكل من شعر المتنبي لأبي القاسم عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الأصفهاني على ما في الخزانة 1: 382 أن الضَّبِّيّ هجاه.
فقال:
إلْزَمْ مَقال الشعر تَحْظَ بقُربة
…
وعن النُبوّة لا أبا لكَ فانتزح
تَرْبَحْ دمًا قد كنتَ تُوْجِبُ سَفْكَه
…
إن الممتَّعَ بالحياة لَمَنْ رَبِحْ
فأجابه المتنبيء امري إليّ البيتَ اهـ. أقول وهذا الضَّبِّيّ لعله هو الذي دعاه الضبّ في شعر لهُ على النُّون يأتي].
الدال
(10)
طك 90 ومحبّى 153 بعد البيت (ومن نَكَدِ الدنيا على الحُرّ أن يرى- بُدُّ).
فيا نكد الدنيا متى أَنْتَ مُقْصِرٌ
…
عن الحُرّ حتّى لا يكون له ضِدُّ
تروح (4) وتغدو كارها لوصاله
…
وتضطرّه الأيّام والزمن النكد
(1) كذا.
(2)
في الأصل يقدح، والذرابة الحدة. أي أن في عقله سعة فإن عزب عنه شيء منه بقي عنده منه طائفة.
(3)
الأصل وما ثرح.
(4)
أي يَا نكد الدنيا تروح أَنْتَ. على أن يريد بالنكد عين الدنيا وهو بعيد.
(11)
نش 125 بعد سيف الصدود على أعلى مقلّدِه الكلمة
وقال يهجو ابن حَيدرةَ:
قطعًا (1) فقدتَ من الزمان تليدا
…
من كان عند وجوده مفقودا
غلب التبسُّمُ يوم مات تفجّعي
…
وعذابَه [وَ] رأى الحِمامَ شديدًا (2)
يَا صاحب الجَدَث الذي شَمِل الورى
…
بالجُود أن لو كان لؤمُكَ (3) جودا
قد كنت أنتنَ منكَ قبل دُخوله
…
ريحًا وأكثر في الحياة صَديدا
وأذلَّ جُمْجُمَةً وأعيا مَنْطِقا
…
وأقل معرفةً وأذوَى عُودًا
أسلمتَ لِحْيَتكَ الطويلةَ للبِلى
…
وثويتَ لا أحدًا (4) ولا محمودا
ودَرَى الأطِبّةُ أن داءَك (5) قاتل
…
حُمُقٌ - شِفاؤك كان منه بعيدًا
وفسادُ عقلك نال جسمك معذبا (6)
…
ولَيُفْسِدنٌ ضريحَه والدُودا
قَسمتْ سِتاهُ بَنِيه ميرات آسْتِه
…
من بعده فغدوا بقًا (7) سُودا
لو وَصّلوا ما استدخَلوا من فَيشة (8)
…
في طولهم بلغوا السماءَ قُعودا
بُلِيَتْ بما يَجْدُوْنَ كُلُّ بخيلة
…
حَسناءَ - كي لا تستطيع صُدودا (9)
أولادُ حيدرةَ الأصاغرُ أنفسًا
…
ومناظرًا ومخابرًا وجُدودا
سُوْدٌ ولو بَهَرُوا النجومَ إضاءةً
…
قُلٌّ ولو كَثَروا التُّرابَ عديدا
شيء كلا شيء لو أنّك منهمُ
…
في جَحْفل لَجِبٍ لكنتَ وحيدا
أسرِفْ لو أنّك صادق في شَتْمِهم
…
في كلّ شيء ما خلا التوحيدا
(1) كذا ولم أهتد لوجه صوابه.
(2)
الأصل: سديدًا.
(3)
في الأصل لومك.
(4)
لا إنسانًا يقال له أحد.
(5)
له في المعنى:
قالوا لنا مات إسحاق فقلت لهم
…
هذا الدواء الذي يشفي من الحمق
(6)
الأصل معذبًا.
(7)
كذا ولعل الأصل بغايا.
(8)
الأصل فبعثه.
(9)
امتنعت الحسناء من الصدود لظنها أن الرجال يستغنون بهم عنها. وجدا عليه يجدو أعطاه.
(12)
نش 126 بعد قوله الآتي أحاول منك تليينَ الحديد.
وله من قصيدة لم يَخْرُج أوَّلُها:
أبى الرحمنُ إلَّا أن أسودا
…
وحيث حَلَلْتُ لم أَعْدَمْ حَسُودا
يقول فيها:
أُفَكِّر في ادّعائهمُ قُريشًا
…
وتَرْكِهمُ النصارى واليهودا
وكيف تَكاوَنُوا (1) من غير شيء
…
وكيف تَناوَلوا الغَرَضَ البعيدا
أما من كاتب في الناس (2) يأخُذْ
…
ضِياعَهمُ ويُشْبِعْهُمْ ثريدا
ومَنْ يَحْمِي قُرونَهمُ بنار
…
ويَجعلها لأرجلُهم قُيودا
كذبتم ليس للعبَّاس نَسْلٌ
…
لأن الناس لا تَلِدُ القُرودا
أتُكْذِب فيكم الثقلين طُرا
…
ونَقْبَلكم لأنفُسكم شُهودا
أتاني عن أُبَيَ (3) الفَضْل قول
…
جعلتُ جوابَه عنه القصيدا
وآنَفُ أن أُجازيَه ولكن
…
رأيتُ الحِلْمَ لا يَزَعُ العَبيدا
(13)
وبآخر طبعة الواحدي ببرلين سنة 1276 هـ ص 875 - وفي صلب طبعة بومباي 110 بزيادة ثلاثة أبيات أحطناها بالمعكَّفين وهي كلها غير مشروحة وله في سيف الدولة وكان قد أمر بخَيمة فصُنعت له فلما فرغ منها نَصَبَها لينظُرَ إليها وكان على الرحيل إلى العدو فهبت ريح شديدة فسقطت فتشاءم بذلك ودخل الدار واحتجب عن الناس- فدخل عليه المتنبيء بعد ثلاثة أيام فأنشده:
يا سيف دولةِ دين الله دُم أبدًا
…
وعِش برَغم الأعادي عِيشَةً رَغَدا
هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمة سقطت
…
من المهابة (4) حتى ألقتِ العَمدا
(1) تكونوا ولكني لم أجده في المعاجم.
(2)
ليس همهم إلا البطن فمالهم ولا صلاح الضياع فليت بعض الكتاب استلم عنهم أمرها.
(3)
الأصل أبي. ومثله في التصغير له:
وقيد أبي الطيب الكلب مالكم
…
فطنتم إلى الدعوى وما لكم عقل
(4)
من عند بعض العصريين وفي نش المكارم ولعله مصحف المكاره.
[لما رأت أنها تعلو عليك وقد
…
أضاء نورك في الأفاق والبلد (1)]
خرَّت لوجهك نحو الأرض ساجدةً
…
كما يَخِرَّ لوجه الله مَن سَجدا
[
…
(2) ولو أن رب العرش أنطقها
…
ونحن نسألها قالت لنا سَدَدًا
هذا الأمير الذي لا شيء يشبهه
…
وما رأى ناظر شِبْهًا له أبدا]
قال فسُرّي عنه واستَبْشر بذلك ورحل نحو العدو فأظفره الله.
(14)
نش 126 ونح. بعد قوله قطعًا فقدت من الزمان تليدا.
وقال في أبي دُلَفَ [نح وكتب إلى أبي دُلَفَ (3) ابنِ كُنْداجَ وقد وجد علَّةً.
ليس العليلُ حُمَّاه في الجَسَد
…
مثلَ العليل الذي حُمَّاه في الكبِد
أقسمتُ ما قتل الحُمَّى (4) هوى مَلِك
…
قبلَ الأمير ولا اشتاقت إلى أحد
فلا تَلُمْها رأت شيئًا فأعجَبَها
…
فعاودتْك ولو مَلتك لم تعد
أليس من مِحَن الدنيا أبا دُلَفٍ
…
ألا أزورَك (5) والرُوْحان في بَلَد
(وفي نح من عَجَب الدنيا).
(15)
نش 126 بعد السابق -
وقال مُجيبًا مقتضيًا:
أحاول منك تليينَ الحديد
…
واقتبس الوصال من الصدود
(1) كذا، وهو خال من تصحيف قريب.
(2)
لعل الأصل خرت ولو أن الخ.
(3)
هو سبحان الوالي الذي مدحه المتنبيء بقوله:
أيا خدد الله ورد الخدود
وكان أبو دلف أهدى إلى أبي الطيب هدية وكان بلغه عنه قبل ذلك أنه عند السلطان الذي اعتقله وكتب إليه من السجن: أهون بطول الثواء والتلف (الأربعة الأبيات) نش من عنوان الأبيات الفائية. وظني أن هذه الأبيات الدالية فيه بعد أن تحقق عند أبي الطيب أنه برّأه مما نبز به.
(4)
كل من يرى الأمير يفتتن حتى الحمى.
(5)
لأني في السجن.
أخيَرَ جَديلةٍ (1) أخلفتَ ظني
…
كأنك لسْتَ طائيَ الجُدود
فعجِّلْها أكنْ قارون إِمَّا
…
جَعَلتُ جُنوبها (2) عَدَدُ الوُعود
(16)
نش في أثناء المخطوط المثبتة بآخر النسخة ص 418 كما مر.
ووُجد في آخرة النسخة أيضًا لستُ أدري بخط من هو. وله عند اجتيازه برامَ هُرْمُزَ إلى أبي الفضل عبد الرحمن بن الحسين (3) الغَنْدجانيٌ جوابٌ عن كتاب:
لئن حُمَّ (4) بعد النأي قُرْبي ولم أجد
…
من الوصل ما يشفي الفؤادَ من الوجد
ولم تكتحِل عيناي منك بنظرة
…
يعود بها نحس الفراق إلى سعد
فلسي لحظات في الفؤاد بمُقلة
…
من الشوق تُدنيكم كأنكمو عندي
إذا هاج ما في القلب للقلب وَحْشَةٌ
…
فَزِعتُ (5) إلى أمر التذكر من بعد
(17)
نش 156، ونح، وطك 141، ومحبي 241 - (نش بعد قوله بادٍ هواك صبرتَ أم لم تصبرا. وطك ومحبي بعد بقية قوم آذنوا ببوَارِ).
وكان مع الأمير (6) فأخذه عندما سار معه إليها (؟ المطر) قدام المطر والريح وسقطت الخِيَمُ فقال ولم ينشدها أحد [ا]، فلما مات ألحقناها بديوانه مع ما قال وهي هذه الأبيات. (نح. وقال أيضًا وقد كثر المطر بآمِدَ وهبَّت ريحٌ شديدة قلبت الخِيَم).
(1) أي يا من هو خير جديلة وهي اسم لعدة قبائل منها بطن من طيء من القحطانية، وجديلة أمهم وهي بنت سبيع بن عمرو من حمير.
(2)
كذا وهو مصحف لا محالة ولعل الأصل جعلت جنودها. أي لو نظرت التي وعودك الخالية فإنها لا تقل عن خزائن قارون عديدًا.
(3)
وترجم السمعاني لأبي الفضل عبد الرحمن ابن مهدي الغند جاني فانظر هل ما هنا تصحيف.
(4)
الأصل لا من قربا.
(5)
الأصل فرعت فلعله فرغت أو فرغت من قوله تعالى {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} .
(6)
لعل كلمة "بآمد" سقط من هنا.
أآمِدُ هل ألمٌ (1) بكِ النهارُ
…
قديمًا أو أُثير بكِ الغُبارُ
إذا ما الأرض كانت فيك ماءً
…
فأين بها لغَرْقاكِ القَرارُ
تغضَّبت الشُموسُ بها علينا
…
وماجتْ فوق أرؤسنا البحار
حَنينَ (2) البُخْت وَدَّعها حجيجٌ
…
كأنٌ خِيامَنا لهمُ جِمار
(في نش وطك ومحبي حِمارُ. وفي نح خِمار وكلاهما تصحيف والعجيب من محبي حيث ترك الترجمة مخافة الغلط ولكن أثبت البيت. والصواب جِمار جمع الجَمْرَة).
فلا حَيَّ الإلهُ ديار بكر
…
ولا رَوَّى مَزارعَها القِطار
بلادٌ لاسمينٌ من رَعاها
…
ولا حَسَنٌ بأهْلِيها اليَسار
إذا لُبس الدُروعُ ليوم بُؤْس
…
فأحسنُ ما لَبِستَ بها الفِرارُ
(وفي نش ليوم حرب وما لبستَ لها).
(18)
وجرى في مجلسه بمدينة السلام ذكرُ مسيره في كلّ وقت ولقائِه القِتال والطِرادَ فقال له أبو إسحاق ابن البازيار: يا أبا الطيب إني أشفق عليك مما قيل:
أخاف عليك من رمح وسيف
…
طويلُ العمر بينهما قصيرُ
فقال أبو الطيب:
فإن أغمدتَ ذا وكسرتَ هذا
…
فإن كثيرَ ما تُبْقي يَسيرُ (3)
(19)
البديعي 1: 99، وطك 142 بعد قوله: إذا ما كنت مغتربًا فجاور الآتي ومحبي 242 ونب الخبر مع المطلع فقط، ونح الخبر فقط.
قال البديعي ووجدتُ له قصيدتين في هجاء كافور ومدح سيف الدولة ونقلتُهما
(1) نسينا عهد الغبار والصحو يواصل المطر والغيم.
(2)
مصدر من غير لفظ ماجه.
(3)
أي إنك لا تبقى بإهمالك أدوات الحرب أيضًا.
من خط أبي منصور الثعالبي وقال أنهما وُجدتا في رحله لما قتل وعملهما بواسط (وهما هذه والعينيَّة الآتية). وفي نح وقال يهجوه (كافورًا) أيضًا وأنفذها من بغداد سنة 354 هـ وهي ثلاثون بيتًا (ولم يذكرها. والموجود عندنا 36 بيتًا) وفي نب وقال عند مسيره من بغداد يريد أرَّجان وكتب بها من هناك التي سيف الدولة ولم يُمْهِلها على أحد ووُجدت بواسطَ بعد خروجه فانتسخت وقيل إنها منحولة وقد تركنا كتْبَها هنا وأشباهًا مفردةً في جملة شعر ذُكر أنه له ولم يوجد في كثير من نسخ ديوانه وأولها: أفيقا البيت اهـ.
أفيقا خُمارُ الهمّ تَغصني (1) الخمرا
…
وسُكري من الأيام جنبني السكرا
تَسُرّ خليليَّ المُدامةُ والذي
…
بقلبي يأبى أن أسَر كما سُرّا
لبستُ صروفَ الدهر أخشن ملبس
…
فَعَرّقنني نابَا ومَزّقنني ظُفْرا
وفي كل لحظ لي ومَسْمَعِ نغمة
…
يلاحظني شَزْرا ويوْسِعني هُجْرا
سَدِكْتُ بصرف الدهر طفلا ويافعًا
…
فأفنيتهُ عزمًا ولم يُفنني صبرا
أريد من الأيام ما لا يريده
…
سِوايَ ولا يَجري بخاطره فِكرا
وأسألها ما استحق قضاءه
…
وما أنا ممن رام حاجته قَسْرا (2)
ولي كَبِدٌ (3) من رأي همتها النوَى
…
فتُرْكِبني من عزمها المركب الوَعْرا
تروق بني الدنيا عجائبُها -ولي
…
فؤادٌ (4) ببيض الهند- لا بيضها - مُغرى
[أخو هِمَمٍ رَحَّالةٌ لا تزال بي
…
نَوَى تقطع البيداء أو أقطع العمرا]
ومن كان عزمي بين جنبيه حَثَّه
…
وصيّر (5) طولَ الأرض في عينه شبرا
صَحِبتُ ملوك الأرض مغتبِطًا بهم
…
وفارقتُهم ملآنَ من حَنق (6) صدرا
ولما رأيت العبد للحُر مالكا
…
أبَيتُ إباء الحُر مُسْترزِقا حُرا
ومصرٌ لعمري أهلُ كل عجيبة
…
ولا مثلَ ذا المخصيٌ أُعجوبةً نُكْرا
(1) ويروى بغضن.
(2)
ويروى بسرا أي عبوسًا.
(3)
عند البديعي همة.
(4)
فؤادي مُغْرى ببيض الهند لا بيض نسائها.
(5)
ويروى خيل.
(6)
ويروى شنف.
يُعَدُّ إذا عُدَّ العجائب أولًا
…
كما يُبتدَى في العد بالإصبع الصغرى
فيا هَرَمَ (1) الدنيا ويا عبرة الورى
…
ويا أيها المخصيّ من أَمُّك البَظرا
نوَيبية (2) لم تدر أن بُنَيهَا النـ
…
ـوَيبيَّ دون الله يُعْبَدَ في مصرا
وَيستخدم البيض الكواعب كالدُمى
…
وَرُوْمَ العبيد (3) والغطارفة الغُرَّا
قضاء من الله العلي أراده
…
ألا ربما كانت إرادته شَرا
ولله آيات وليست (4) كهذه
…
أظُنُّكَ يا كافور آيته الكبرى
لعمرك ما دهر به أنت طيبٌ
…
أيحسبني ذا الدهر أحسبه دهرًا
وأكفر يا كافور حين تلوح لي
…
ففارقتُ مذ فارقتك الشرك والكفرا
عثرت بسيري نحو مصر فلا لَعًا (5)
…
بها ولعًا بالسير عنها ولا عَثْرا
وفارقت خير الناس قاصدَ شرهم
…
وأكرمَهم طُرا لِألأمِهم طُرَّا
فعاقبني المخصيُّ بالغدرِ جازيا
…
لأن رحيلي كان عن حَلَب غَدْرا
وما كنتُ إلَّا فائلَ الرأي لم أُعَنْ
…
بحزم ولا استصحبتُ في وجهتي حجْرا (6)
وقَدَّرني الخنزيرُ أني هجوتُه
…
ولو عَلِموا قد كان يُهْجى بما يُطْرَى
(كذا في الأصول وأصلحه بعض أهل العصر إلي وقد أريَ الخنزير).
جَسَرتُ على دهياءِ مصرَ ففتُّها
…
ولم يكن الدهياءَ (7) إلا من استجرا
سأجلبُها (8) أشباه ما حَمَلَتْه من
…
أسنَّتها خرْدًا مقسطلةً غُبْرا
(من طك وعند البديعي خُزْرا موضع جُرْدا).
وأُطْلعُ بِيضا كالشموس مُظِلّةً
…
إذا طَلعت بِيضا وإن غَرَبت حُمرا
(1) يريد أحد أهرام مصر لأنه احدى العجائب يزار على ثنائي الديار.
(2)
مصغر نوبية.
(3)
ويروى العبدي.
(4)
الأصل ليس والصواب لسن ويروى ليست.
(5)
كلمة تقال للعاثر لينتعش أي أن عثرت بمصر فلا أنعش وإن سرت عنها فلا عثرت حتى أنعش بلما.
(6)
عقلًا.
(7)
أي كنت أنا الداهية حيث فت الداهية كافورًا بجراحي.
(8)
الخيول وإن لم يجر لها ذكر- أي سأجلب الخيول وهي جرد ماضية كالأسنة التي حملتها - ويروى موضع جردا شزرا. ومقسطلة مغبرة اختلقه من القسطل وهو الغبار وهذه الخيول هي التي كان صاحبنا يحلم بها في اليقظة كما قال: فإنما يقظات العين كالحلم.
(من طك وعند البديعي مُطِلّة وكلاهما متجهٌ).
فإن بلغت نفسي المُنَى فبعزمها
…
وإلا فقد أبلغتُ في حرصها (1) عُذْرا
(20)
الإبانة للعميدي 17 - (والظاهر أن البيت من قصيدة تلفت).
إن أيَّامنا (2) دهور إذا غبـ
…
ـتَ وساعاتِنا القصارَ شهورُ
(21)
طك 142 ومحبي 242 قبل الكلمة المارة وبعد بَسيطةُ مَهْلًا سقيت القطارا.
إذا ما كنتَ مغتربًا فجاورْ
…
بني هَرِمِ بن قُطْبةَ (3) أو دِثارًا
إذا جاورتَ أدنى مازنيّ
…
فقد ألزمتَ أفضلَها الجوارا
(22)
نش 159 - بآخر قافية الراء.
وله يهجو ابن كَيغَلَغَ (4).
ألا لا خلقَ أشجعُ من حسين
…
وأطعَنُ بالقنا منه النُّحورا
يَفر من الرماح إذا التقينا
…
ويَبْلعها إذا كانت أُيورا
والبيتان يوجدان في نسخة الخطيب (5) أيضًا ص 141.
(1) كذا والأولى نصحها.
(2)
قال العميدي هو مأخوذ من قول أبي تمام:
أعوام وصل كاد ينسي طولها
…
ذكر النوى فكأنها أيام
الثلاثة الأبيات
(3)
ويقال ابني قطنة الفزاري صحابي وهو الذي ثبت عيينة بن حصن وقت الردة. وهو ككثف. عند الميداني قطبة (1: 196 - 150 - 204 - من طبعاته الثلاث) وعند العسكري في الجمهرة (106 - و 1: 270 من الطبعتين) قطنة.
(4)
وله ثلاث قطعات في هجو ابن كيغلغ ورد اسمه في عنوانها إسحاق بن إبراهيم بن كيغلغ وفي الأبيات إسحاق فقط وهي قافية ولامية وميمية.
(5)
هي نسخة مخطوطة بعث بها إليّ صديقي محب الدين الخطيب من القاهرة بعد أن بلغنا بالطبع إلى هذا الموضع وسأذكر في آخر الكتاب شيئًا عنها واستدرك ما فاتنا الإشارة إليه مما يتعلق بالقطع المطبوعة قبل الاطلاع على هذه النسخة.
(23)
روى بعضهم عن بعض أهل الأدب.
أن المتنبيء التقى في بعض منازل سفره بعبد أسود قبيح المنظر فقال له ما اسمك يا رجل؟ فقال زيتون. فقال المتنبيء يداعبه:
سَمَّوْك زيتونًا وما أنصفوا
…
لو أنصفوا سَمَّوْك زُعرورًا (1)
لأن في الزيتون زيتًا يُضيْ
…
وأنت لا زيتًا ولا نورًا
(24)
نش 159 بعد (أآمدهل) المارّ وقيل (ألا لا خلق) المارّ.
وله في بستان المُنْية بمصر وقد وقعت حيطانه من النِيل (وفي أخرى السَيل):
ذي الأرضُ عما أتاها الأمسِ غانيةٌ
…
وغيرها كان محتاجًا إلى المطر
شَق النباتَ من البُستان رَيِّقُه
…
مُحْيَّ به جارُه الميدانُ بالشجر
(وفي أخرى: مْحَيِّيًا جارَهُ الميدان).
كأنما مُطرت فيه صوالجةٌ
…
تُطَرِّح السِدْرَ فيه موضعَ الأكر (2)
والثلاثة الأبيات توجد في نسخة الخطيب أيضًا ص 141.
(25)
بعض العصريين:
قال في مُعاذ الصيداني يُعاتبه:
أفاعلٌ بي فِعَال المُوكَس (3) الزاري
…
ونحن نُسأل فيما كان من عار
قال لي بحُرمة مَن (4) ضيعتَ حُرمته
…
أكان قَدْرُك ذا أم كان مِقداري
لا عشْتُ إن رضيت نفسي ولا رَكِبتْ
…
رِجل سعيتُ بها في مثل دينار (5)
(1) ر شجر معروف.
(2)
شبه الأغصان المتدلية بالصوالجة في التعكف وتمر النبق بالكرات.
(3)
على زنة المفعول الخاسر في تجارته.
(4)
يريد نفسه -أي كنت تجل عن مثل هذا الصنيع كما كنت أجل عنه.
(5)
ضربه مثلًا للغرض الطفيف.
وَليُّك الله! لِمْ صَيَّرتَني مثلًا
…
(كالمستجير من الرمضاء بالنار)(1)
(26)
بعض العصريين. قبل السابق:
وله فيه أيضًا:
مُعاذ مَلاذ لزُوّاره
…
ولا جارَ أكرمُ من جاره
كأن الحطيم على بابه
…
وزمزمَ والبيتَ في داره
وكم من حَريق أرَى مرَّةً
…
فلم يَعْمل الماءُ في نارِه (2)
(27)
الإِبانة عن سرقات المتنبي للصاحب العميدي المتوفي سنة 433 هـ ص 51 (والظاهر أن البيت من شعر ضاع فيما ضاع من شعر الرجل).
جفتني كأني لستُ أنطقَ قومها
…
وأطعنَهم والنجم في صورة الدهر (؟)
الطاء
(28)
نش 171.
وله بعدما هرب من مصر يتشوق ويذكر [شيخًا] له يسمى الحسين. (ورواه بعض العصريّين ولفظه: قرأت في بعض المجاميع أنه وُجد له في إحدى نُسَخ الديوان هذه الأبيات بعد فراره من مصر يتشوّق ابنه محمدًا وشيخًا له يقال له الحسين).
ما لي كأنّ اشتياقًا ظَل يَعْنُف بي
…
بمصرَ لا بسواها كان مرتبطا
وما أفدت الغنى فيها ولا ملكت
…
كفي بها مَليكا بالجود مغتبطا
(1) في خبر حرب البسوس أن كليبًا خرج لا يخاف شيئًا فتبعه جساس واتبعه عمرو بن الحارث فلم يدركه حتى طعن جساس كليبًا فدق صلبه فقال يا جساس أغثني بشربة ماء فقال تركت الماء وراءك وانصرف عنه فلحقه عمرو فقال يا عمرو أغثني بشربة فنزل فأجهز عليه فضرب به المثل: المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير الخ. أيضًا المطرزي ص 129 وكتاب حرب البسوس عن محمد بن إسحاق وابن الكلبي ص 39 والمعاهد 2: 191 وفرائد اللآل 116.
(2)
لم يستطع أحد أن يطفيء نار غضبه.
أأن هَرَبْتُ ولم أغلَطْ (1) تَجَدَّدَ لي
…
وجدٌ يحسِن عندي الجَوْرَ والغلطا
لولا مُحمَّدُ (2) بل لولا الحسين لَمَا
…
رأيتَ رأيي بوهْن العزم مختلِطا
هذا هواي وذا ابني خُطّ ذا سكَن (3)
…
بمصر والشام ألقى دائمًا خططا
ولي من الأرض ما أنضي رواحلَه
…
عُمْري (4) لقدحكمت فينا النوى شَطَطا
يا قاتل الله قلبي كيف ينزع بي
…
أما أُرَى من عقال الهم منتشِطا
والسبعة الأبيات توجد في نسخة الخطيب أيضًا ص 151.
العين
(29)
نش 187، نب، نح- بعد القصيدة (الحزن يُقلق والتجمّل يردع).
(نب) وأنشده صديق له بمصر من كتاب الخيل لأبي عُبيدة وهو نشوان.
تلوم على أن أمنح الوَرْدَ لِقْحةً
…
وما تستوي والوردَ ساعة تُفْزَع (5)
فأجابه أبو الطيّب:
بلى تستوي والوردَ والوردُ دونها
…
إذا ما جرى فيكَ الرحين المشعشع (6)
هما مركبا أمنٍ وخوف فصِلْهما
…
لكلّ جوادٍ من مُرادك موضعُ
والبيتان يوجدان في نسخة الخطيب أيضًا ص 166.
(30)
قال البديعي (1: 115) وله قصيدة ليست في ديوانه يرثي بها أبا بكر ابن طغْج
(1) أي لم أبق عند كافور الذي كان يريد أن يبطش بي.
(2)
لعله ابن له صغير توفي بمصر أو الشام. أو لعل صِوابه محسد ومنع ما ينصرف جائز في الشعر في الأعلام كما حققه السهيلي 1: 121 و 137 وراجع الإنصاف للكمال بن الأنباري.
(3)
وفي الأصل حط وفي نسخة الخطيب "حط مسكن ذا" والله أعلم.
(4)
أي لعمري.
(5)
البيت لرجل من الخوارج يدعي الأعرج المعنى، والمعروف في الرواية ساعة نفزع بالنون- وبعده:
إذا هي قامت حاسرًا مشمعلة
…
نخيب الفؤاد رأسها ما يقنع
وقعت إليه باللجام ميسرًا
…
هنالك يجزيني بما كنت أصنع
وقبله:
أرى أم سهل ما تزال تفجع
…
تلوم وما أدري علام توجع
(6)
هما متساويان في المركوبية بل المرأة تفضل على الفرس في الحاجة إليها حينما تنثني.
الإِخشيديَّ أوّلها (وبآخر طبعة الواحدي 876 قال عبد الله المحسن بن علي بن كوجك (1) قرأت قصيدة لأبي الطيّب يرثي بها أبا بكر بن طغج الإِخشيديّ ويعزّي ابنه أنوجور بمصر وليست في ديوانه (2) أوّلها):
هو الزمان مُشِتّ بالذي جَمعا
…
في كل يوم ترى من صرفه بِدَعا
إن شئتَ مت أسفًا أو فابق مُضْطَربًا
…
قد حَلّ ما كنتَ تخشاه وقد وَقعا
لو كان ممتنع تُبقيه (3) منعتُه
…
لم يصنع الدهر بالإِخشيد ما صنعا
قال: وهي طويلةٌ ولم يحضرني منها إلا هذه الأبيات.
ثم إني عثرت على بعض طولها وهو:
ذاق الحِمامَ فلم تدفع كتائبهُ
…
عنه القضاءَ ولا أغناه ما جمعا
لقد نَعَى مَنْ نعاه كلَّ مفتخَرَ
…
وكلَّ جود لأهل الأرض حين نعى
لله ما حلّ بالإِسلام حين ثوى
…
لقد وَهَى شعْبُ هذا الدين فانصدعا
فمَن تراه يقود الخيلَ ساهمةً
…
سَدّ الفضاءِ ومِلءَ الأرض ما وَسِعا
تَرَى الحُتوفَ غلوقا في أسنّته
…
لدى الوَغى وشهابَ الموت قد لمَعا
لو كان يسطيع قبرٌ ضَمَّه لسعَى
…
إليه شوقًا ليلقاه وإن شَسَعا
فلْيَعْجَب الناس من لحد تَضَمَّن مَنْ
…
تَضَمَّن الرزق بعد الله فاضطلعا
لو يعْلَمَ اللحدُ ما قد ضَمّ من كَرم
…
ومن فَخارٍ ومن نَعْماءَ لاتَّسعا
يا لحده إنْ تَضق عنه فلا عجب
…
فيه الحِجا والنُهَى والبأس قد جُمعا
يا لحدُ طُلْ إنَّ فيك البحر محتبسا
…
والليثَ منهصِرا والجُوْدَ مجتمعا
يا يومه لم تَخُصَّ الفَجْع أسرته
…
كلُّ الورى بِرَدَى الإِخشيد قد فُجعا
يا يومَه لم تدعْ صبرًا لمصطبر
…
ولم تدعْ مدْمعًا إلا وقد دَمعا
أردى الرِفاق ردى الإِخشيد فانقرضوا
…
فما ترى منهم في الأرض منتجِعا
يا أيها الملِك المُخْلي مجالسه
…
أحميت أعيُننا الإِغماض فامتنعا
ومنه:
لئن مضيت حميد الأمر مفتقَدا
…
لقد تركت حميد الأمر متَّبعًا
(1) روى خبرًا عن والده كان من الطارئين على حضرة سيف الدولة انظر البديعي 1: 64.
(2)
ذكر المقريزي مطلعها في المقفّى 2/ 315 (م. ي).
(3)
بآخر الواقدي تغنيه.
ثم خرج من الرثاء إلى مدح ولد الإِخشيد:
ثبْت الجنان فلا نِكْسُ ولا ورعٌ
…
تلقاه متزرًا بالحزم مدَّرِعا
أعطت أبا القاسم الأملاكُ بيعتَها
…
ولو أبتْ أخذتْ أسيافُه البِيعا
وانقاد أعداؤه ذُلًّا لهيبتهِ
…
وظل متبوعُهم من خوفه تبعا
أضحتْ بهِ هِممُ الغلمان عاليةً
…
كأنَّ مولاهم الإخشيد قد رجعا
(31)
طك 172 محبي 302 بعد قوله (الحُزن يُقلق والتجمل يردع) والبديعي 103: 1 ومرّ خبره في (أفيقا خمارُ الهم نغّصني الخمرا).
وقال وهي توجد في بعض النسخ دون بعض.
قطعتُ بسيري كلّ يهماء مَفزَع
…
وخبْت بخيلي كلَ صَرْماءَ (1) بلقع
وثلّمتُ سيفي في رؤوس وأذرع
…
وحطمتُ رمحي في نحور وأضلُع
وصَيّرتُ رأيي بعد عزميَ رائدي
…
وخلَّفْتُ آراءً توالت بِمسْمَعي
ولم أَتَّرِك أمرًا أخاف اغتياله
…
ولا طمِعت نفسي إلى غير مَطْمَع
وفارقت مصرا والأسيود عينهُ
…
حِذارَ مسيري تستهلّ بأدمُع
ألم تفهم الخُنْثَى (2) مقالي وأنني
…
أفارق من أقلي بقلب مشيَّع
[ولا أرعوي إلا إلى من يودّني
…
ولا يَطَّبيني (3) منزل غير مُمْرع (4)]
أبا النَتْن (5) كم قيدتَني بموَاعد
…
مَخافةَ نظم للفؤاد مروِّع
وقدّرتَ من فرط الجهالة أنني
…
أقيم على كذب رصيفٍ مصنَّع
أقيم على عبد خصّي مُنافِقٍ
…
لئيم رديء الفعل للجود مُدّعِ
وأترك سيف الدولة الملك الرضي
…
كريمَ المحّيا أروعا وابن أروعَ
فتى بحره عذب ومقصده غِنَّى
…
ومرتع مرعى جوده خير مرتع
تَظلّ إذا ما جئتَه الدهر آمنًا
…
بخير مكان بل بأشرف موضع
(1) المفازة لا ماء بها.
(2)
عند البديعي ولم يفهم المخصي.
(3)
يستميلني.
(4)
هذا البيت عند غير البديعي.
(5)
كناه به بدل أبا المسك سخرية.
(الفا
(32)
البديعي 71: 1.
لما وصل المتنبيء (مُنْشدًا قصيدته: واحرّ قلباه ممن قلبه شَبِمُ) إلى قوله "إن كان سرّكمو ما قال حاسدنا .. البيتَ" وأخذ عليه أبو فراس لم يلتفت سيف الدولة إلى ما قال أبو فراس وأعجبه بيت المتنبيء ورضي عنه في الحال وأدناه إليه وقبل رأسه وأجازه بألف دينار ثم أردفه بألف أخرى فقال المتنبيء:
جاءت دنانيرك مختومة
…
عاجلة ألفًا على ألف
أشبهها فعلُك في فَيلَق
…
قلبتَه صفًّا على صفّ
(33)
البديعي 34: 1 وآخر الواحدي طبعة برلين ص 876.
لما اشتهر أمر المتنبيء وخرج بأرض سَلميةَ من عمل حِمْصَ في بني عديّ وظهر منه ما خيف عاقبته قبض عليه ابن عليّ الهاشمي في قرية يقال لها كوتكين وأمر النجار أن يجعل في رجله وعنقه قُرْمتين من خشب الصَفْصاف (1) فقال المتنبيء:
زعم المقيم بكوتكين (2) بأنه
…
من آل هاشم أبن عبد مناف
فأجبته مذ صرتَ من أبنائهم (3)
…
صارت قيودهم من الصفصاف
القاف
(34)
في كتاب عمدة المؤمّل (4)(93: 1) أخبرني شيخي الإمام الزاهد الفاضل
(1) القرمة الجليدة المقطوعة من فوق خطم البعير لتبقي سمة. وعند أهل الشام ومصر القرمة (أو القرمية) القطعة الكبيرة من جذع الشجرة.
(2)
كذا وبآخر الواحدي بكوثلين ولم أجد هذه اللفظة في معاجم اللغة ومعجمي البكري وياقوت ككوتكين.
(3)
عند البديعي مذ صرت في أبنائهم متنبئًا.
(4)
عمدة المؤمل وبغية المتمثل لعبد الله بن عبد الرحمن النخعي الفرياني الأندلسي ألفه بمكة في جزئين سنة 646 هـ ورأيت نسخته بدار الكتب الآصفية في حيدر آباد حرسها الله.
شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإِربليّ (1). بالمسجد الجامع بدمشق عام 646 هـ وقرأت عليه كتاب أبي الطيّب قال أخبرنا .... تاج الدين (أبو اليُمْن) زيد بن الحسن بن زيد الكنديّ قال أخبرني شيخي الإِمام أبو محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقريء النحوي رحمه الله قراءة عليه عن أبي البركات محمد بن عبد الله بن يحيى بن الوكيل قراءة عليه عن أبي الحسن علي بن أيوب بن الساربان القُمّيّ الكاتب عن أبي الطيب. ومن طريق ثان قال سمعتُ كتابَ أبي الطيب يقرأ على أبي بكر محمد بن عبد الله (2) الزاغونيّ بحقّ سماعه من أبي طاهر أحمد بن الحسين بن الباقلاويّ عن أبي (؟ ابن) الساربان قال قرأت على أبي الطيّب. وأنشدني شرف الدين أعزّه الله ونسبهما لأبي الطيّب المتنبيء: أبعين البيتين اهـ وقال ابن خلكان (36: 1) كان الشيخ تاج الدين الكندي رحمه الله يروي له بيتين لا يوجدان في ديوانه وكانت روايته لهما بالإِسناد الصحيح المتصل الخ (أقول ولعل ذلك في كتابه على ديوان المتنبيء الذي ذكره البديعي 424: 1) وقال الصَفَديّ في الغيث 21: 1 وهو مما رواه تاج الدين الكنديّ ولم يكن في ديوانه اهـ وقد ألحقهما ناشر طبعة كلكتة سنة 1257 هـ بآخر باب القاف نقلًا عن غيث الصَفَديّ. (أقول ولكن نقل ياقوت في الأدباء 154: 5 في ترجمة صاحب الأغاني عن هلال الصابي. أن الأصبهانيّ هجا الوزير المهلبي ثم ذكر البيتين وروايته بعد الغني فرميت بي من حالق أمَلتُ للإِحسان غير الخالق وكذلك عزاهما صاحب الفوات 131: 1 إلى الأصبهاني ثم قال ويروى أن هذين للمتنبيء رواهما له الكندي اهـ وروايته كما سيأتي سواه).
أبعين مفتقِر إليكَ نظرتَني
…
فأهنتَني وقذفتني من حالق (3)
لستَ الملوم أنا الملوم لأنني
…
أنزلتُ آمالي بغير الخالق
(1) العلامة اللغوي الأديب المولود سنة 568 هـ والمتوفي سنة 656 هـ بدمشق قال الذهبي: عنيَ عناية وافرة بالأدب وحفظ ديوان المتنبي الخ.
(2)
قال ياقوت هو ابن عبيد الله أقول وهو الصواب وما هنا تصحيف وللرجل ذكر في كتابي "أبو العلاء وما إليه" في فصل طلب العلم وكان مجلدًا للكتب حاذقًا ولد سنة 468 ومات سنة 551 هـ.
(3)
المكان المرتفع.
الكاف
(35)
نش 220 بآخر قافية الكاف، وبعض العصريّين.
قال أبو بكر الشيباني حضرت عند أبي الطيب وقد أنشده [بعض من حضر]:
فلو أن ذا شَوق يطير صبَابةً
…
إلى حيث يهواه لكنتُ أنا ذاكا
وسأله إجازته فقال:
من الشوق والوجد المبرّح أنني
…
يمثّل لي من بعد لُقياك لُقياكا
سأسلو لذيذَ العيش بعدك ذاهبًا (1)
…
وأنسى حياةَ النفس من قبلِ أنساكا
والبيتان في نسخة الخطيب أيضًا ص 195.
اللام
(36)
نش 249 بعد (لياليَّ بعد الظاعنين شُكول) ونح.
وقال وقد وجد سيف الدولة علّةً وقد دخل عليه رسول ملك الروم فقال الساعة يُسَرّ الرسول بهذه العلّة:
فُديتَ بماذا يُسَرَ الرسو
…
ل وأنت الصحيح بذا لا العليل
عواقب هذا تسوء العِدَى
…
وتثبت (2) فيك وهذا يزول
(37)
نش 306 بعد (ما أجدر الأيام والليالي).
وقال في صباه في الشِطْرَنْج:
أرى الشِطْرَنْجَ لو كانتْ (3) رجالًا
…
تَهُزُّ صفائحًا وقنًا طِوالا
(1) ويروى دائمًا.
(2)
وفي نح يثبت.
(3)
في الأصل لو كان. وقد أرجع إلى الشطرنج ضمائر المؤنثات فيما بعد أيضًا ولم أر من نص على تأنيثها إلا أني رأيت في ترجمة أسامة بن منقذ من معجم الأدباء بيتًا وهو:
انظر إلى لاعب الشطرنج يجمعها
…
مغالبًا ثم بعد الجمع يرميها
لغادرت الثواكلَ مُعْولاتٍ
…
بساحتنا وأطولت القِتالا
ولكني أرى جيشًا ضعيفًا
…
إذا شهد الوغى لم يَدْعُ آلا (1)
ولم يَصْدُرْن حُمراكُنّ بِيضًا
…
ولم يَغْشينَ من موت ظِلالا (2)
فلو كنّا نحارب حربَ هذي (3)
…
لباقَينا (4) على الدهر الجبالا
والأبيات الخمسة في نسخة الخطيب أيضًا ص 272.
(38)
شرح رسالة ابن زيدون لابن نُبابة على هامش الغيث 22: 1 ونسمة السحر فيمن تَشَيّع وشعر لبعض متأخرة الزيديّين اليمانيّين (نسخة حيدرآباد الخطيّة في مجلَّدتين ضخمتين) ونزهة الجليس عن النسمة 235. والعنوان هنا منه، وآخر طبعة الواحدي 876. (وارى البيتين نحَلَهما بعضُ الشيعة له).
آخر شعر قاله (5) وقد عوتب في تركه مديح أهل البيت سيّما أمير المؤمنين عليًّا فقال:
وتركتُ مدحي للوصيّ تعمّدًا
…
إذ كان نورًا مستطيلًا شاملًا
وإذا استطال الشيء قام بنفسه
…
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
(1) لم يقهر له ناصر من عشيرته الأدنين.
(2)
ضميرا المؤنثتين يعودان على السيوف وإن لم يسبق ذكرها.
(3)
الأصل هدى.
(4)
كذا في نسخة الخطيب. وفي نش لعاقبنا.
(5)
هذا هو الدليل على أنهما منحولان فبآخر نش عن علي بن حمزة البصري مضيف المتنبيء ببغداد أن آخر ما قال كافيته. على أن المتنبيء لم يكن ممن يهمه حب علي ولا بغض معاوية. وصنع مثل هذا صاحب النسمة في عد أي العلاء المعري من شعراء الشيعة زعمًا أنه قال:
لقد عجبوا لأهل البيت لما
…
أتاهم علمهم في مسك جفر
البيتين من اللزوم. وذهب عليه أنه القائل:
فالحق يحلف ما علي
…
عنده إلا كنفبر
أرادوا الشر وانتظروا امامًا
…
يقوم بطي ما نشر النبي
وله في المعنيين نحو عشرين بيتًا سردتها في مسودة كتابي نظرة في النجوم من اللزوم.
(39)
نش 307 - بعد: أرى الشطرنج .. البيت المار آنفًا.
وقال في الشمعة:
ومجدولة (1) في حُسْنها
…
تحكِي لنا قَدَّ الأسل
فكأنها عمر الفَتَى
…
والنار فيها كالأجل
الميم
(40)
نسخة الخطيب 188 - 189:
وللضب الشاعر إليه في بعض النسخ:
أطلتَ يا أيها الشقيُّ دَمكْ
…
لارحِمَ الله روحَ من رحمك
لو أن هذا الأمير يعجلُ في
…
قتلك قبل العشيّ ما ظلمك
فأجابه أبو الطيب:
إيهًا أتاك الحِمامُ فاخترمكْ
…
غيرُ سفيهِ عليك من شتمكْ
هَمك في أمرد تقلّب في (2) عيـ
…
ـن دواة من صلبه قَلَمكْ
وهمتي في انتضاء ذي شُطَب
…
أقُدُّ يومًا بحدّه أدَمك
فاخسأ كليبٌ واربع على ضَلَع (3)
…
والطخْ بما بين إليتيك فمك
وورد أيضًا في الخزانة للبغدادي 382: 1 عن إيضاح المشكل المنوه به سابقًا بإسقاط البيت الأول من أبيات أبي الطيب ولم يسمّ الشاعر المهجوّ.
(1) قوله ومجدولة وقوله فكأنهما كلاهما على الخرم وروى أبو العلاء في غفرانه ص 87 (الطبعة الأولى) أن رواة بغداد كانوا ينشدون في "قفا نبك" هذه الأبيات بزيادة الواو: وكأن ذرى رأس المجيمر البيت وكأن مكاكي البيت وكأن السباع البيت وقال أنهم تبعوا من لا غريزة له في قرض الشعر.
(2)
يريد حلقة حرف العين وهي (ع).
(3)
بالأصل: فاخس كليب وارتع على ضلع. وفي الخزانة: فاخسأ كليبًا واقعد على ذلك واطل.
(41)
تاج العروس 99: 4 عن الغيث ولم أجده فيه بعد طول التنقيب أيضًا اجتمع المستكفي بالمتنبيء في مصر وروى عنه قوله:
لاعبتُ بالخاتَم إنسانةً (1)
…
كمثل بدر في الدُجى الناجم
وكلما حاولت أخذي له
…
من البنان المُتْرَف الناعم
ألقته في فيها فقلتُ انظروا
…
قد أخفتِ الخاتَمَ في الخاتم
النون
(42)
نش 403 بعد (لئن مرَّ. الشعْرَ الآتي).
وله إلى الضبّ الشاعر (أقول ولعله الضبيّ المذكور في الحاء).
أيُّ شعر نظرتُ فيه لضَبّ
…
أوَحدُ (2) ماله على الدهر عَوْن
كلُّ بيت يجيء يبرُز فيه
…
لك من جوهر الفصاحة لون
يا لك الويلُ! ليس يُعْجز موسى (3)
…
رجل حَشْوُ جِلْده فرعونُ
أنا في عينك الظلام كما أ
…
نَّ بياض النهار عندك جَوْن
والأبيات الأربعة توجد في نسخة الخطيب ص 357 بلا اختلاف.
(43)
نش 402 و 403 قبل المارّ وبعد:
"مغاني الشعب طيبًا في المغاني"
وله في عبد العزيز الخُزاعي قبل رحيله عن مصر (وله فيه قطعة في الديوان بعد رحيله عنها في النون):
• لئن مَر بالفُسطاط عيشي لقد حلا
…
بعبد العزيز الماجد الطرفين
(1) لم تسمع في شعر من يحتج به إلا أن الثعالبي استعمله في بعض تآليفه المطبوعة في قوله:
إنسانة فتانة
…
بدر الدجى منها خجل
(2)
بالرفع وليس هنا للنصب -يعني أن أبيات شعره غير متراصة وكل بيت منها كأنه فذ منفرد بمكانه.
(3)
لا يمكنك أن تعجزني فإني أبطل سحرك.
فتىً زان (1) قيسًا بل معدًّا فَعالُه
…
وما كل سادات الشُعوب بزَين
تناول وُدّي من بعيد فناله
…
جرى (2) سابقًا في الودّ ليس برَين
(44)
نش 403 بعد (أي شعر المارّ).
وله في جعفر بن الحسين:
أتَظْغن يا قلب مع من ظَعَنْ
…
حبيبَين أندبُ نفسي إذنْ
ولم لا تُصاب وحربُ البَسُو
…
س بين جفوني وبين الوَسَنْ (3)
وهل أنا بعدكما عائشٌ
…
وقد بنْتَ عني وبان السَكَنْ
فِدَى ذلك الوجهِ بدر الدجى
…
وذاك التثنّي تثنّي الغُضن (4)
فما للفراق وما للجميع
…
وما للرياح وما للدِمَن
كأن لم يكن بعدَ ما كان ليِ
…
كما كان لي بعد أن لم يكن
ولم يَسْقني الراحَ ممزوجةً
…
بماء اللثى لا بماء المُزن
له (5) لونُ خديه في كفّه
…
وريحُك يا جعفر بن الحسن
كأن المحاسن غارت عليك
…
فسَلَّت عليك (6) سيوف الفِتَن
فلم يَرَكَ الناس إلا غَنُوا
…
برؤياك عن قول "هذا ابن مَنْ"
ولو قُصد الطفلُ في طيّىِءٍ
…
لشارَك قاصدَه في اللبن (7)
فما البحر في البَرّ إلا يداك
…
وما الناس في الناس إلَّا اليمنْ
(1) ومثله له فيه:
فتي زان في عيني أقصى قبيلة
…
وكم سيد في حلة لا يزينها
(2)
المصراع لا يليط بلفقه فكأنه من شعر لم يثقف ولا اخرج.
(3)
يكنى بحرب البسوس عن الشقة الشاسعة فيما بين الجفون والنوم.
(4)
ويروى الفنن.
(5)
كذا وفي نسخة الخطيب "لها" وكذلك عند بعض المصريين.
(6)
كذا في نسختين. وفي نسخة الخطيب "لديك" وأصلحه بعض المعاصرين إلى "علينا" ولا أرى داعيًا إلى تغيير ما في الأصل.
(7)
يعني أن رضيعهم من كرمه المفطور عليه يدعو وافده إلى المشاركة في اللبن الذي هو غذاؤه. وهذا يدل على أن جعفرًا هذا طائي يماني.