الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعقوب بن إسحاق أبو يوسف السكّيتِ (1).
يونس بن حبيبٍ أبو عبد الرحمن الضبي.
الفصل الثاني في أسامي كتب حوى هذا الكتاب اللغات المذكورة فيها، وهي:
غريب الحديث لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيميّ.
- ولأبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي (2).
- ولأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي.
- ولأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري.
- ولأبي سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب بن طهمان بن عبد الرحمن بن أنْبُوي هزاربنده الخطابي النيسابوري.
والملخص في غريب الحديث لأبي الفتح عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق الباقرحي.
والفائق لأبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري.
والغريب لأبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني.
وجُمَل الغرائب لمحمود النيسابوري.
والمنمق لأبي جعفر محمد بن حبيب (3).
- والمنمنم له.
- والمحبَّر له.
- والموشَّى له.
- والمفوَّف له.
- والمؤتلف والمختلف له.
وما جاء اسمان أحدهما أشهر من صاحبه له.
- وكتاب أيام العرب له.
(1) الكسر بعلامة "صح" في الأصل، كأنه يرى أن "السكيت" أبوه لا هو.
(2)
هو وما سيأتي من "الأغربة" رأيت نسخها في استانبول، مع عدة "أغربة" أخرى لم يعرفها ولا ألمّ بها.
(3)
وهو موجو بلكنو.
وكتاب الطير لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني.
- وكتاب النخلة له.
وكتاب الزينة لأحمد بن حمدان أبي حاتم الرازي وطبع منه جزآن لأبي حاتم السجستاني (1).
- وكتاب المُفْسَد من كلام العرب والمُزال عن جهته له (2).
- وكتاب المعمرين له (2).
وجمهرة النسب لمحمد بن السائب الكلبي.
- وكتاب المعمرين له.
- وأخبار كندة له.
- وكتاب افتراق العرب له.
- وكتاب أسماء سيوف العرب المشهورة له.
- وكتاب اشتقاق أسماء البلدان له.
- وكتاب ألقاب الشعراء له.
- وكتاب الأصنام له.
وكتاب أيام العرب لأبي عبيدة.
والكتب المصنفة في أسامي خيل العرب.
والكتب المصنفة في المذكر والمؤنث.
وفي المقصور والممدود.
وفي أسماء الأسد.
وفي الأضداد.
وفي أسامي الجبال والمواضع والبقاع والأصقاع.
ودارات العرب.
والكتب المؤلفة في النبات والأشجار.
وفيما جاء على فَعالِ مبنيًّا.
والكتب المؤلفة فيما اتفق لفظه وافترق معناه.
(1) هذا العنوان غامض: أبو حاتم الرازي توفِّي سنة 322، وأبو حاتم السجستاني (سهل بن محمد) سنة 248، وكتاب "الزينة في الأحرف ومعانيها في الكلمات العربية والدخيلة" للأول دون الثاني (م. ي.).
(2)
له: أي للسجستاني (م. ي.).
وفي الآباء والأمهات والبنين والبنات.
ومعاجم الشعراء لدِعبِل.
- والآمدي.
- والمرزباني.
- والمقتَبس له (1).
- وكتاب الشعراء وأخبارهم له.
- وكتاب أشعار الجن له.
وكتاب التصغير لابن السكيت.
- وكتاب البحث له (2).
- وكتاب الفرق له.
- وكتاب القلب والإِبدال له.
- وكتاب إصلاح المنطق له.
- وكتاب الألفاظ له.
وكتاب الوحوش للأصمعي.
- وكتاب الهمز له.
- وكتاب خلق الإِنسان له.
- وكتاب الهمز لأبي زيد.
- وكتاب يافع ويَفَعَة له.
- وكتاب خَبْأةٍ له.
- وكتاب أيمان عيمان له.
- وكتاب نابه ونبيه له.
وكتاب النوادر للأخفش.
- ولابن الأعرابي (3).
- ولمحمد بن سلّام الجمحي.
(1) يوجد في استانبول منتخب مختارة في مجلد.
(2)
منه نسخة حديثة ناقصة في الدار.
(3)
بالخالدية في القدس مجلده الأول.
- ولأبي الحسن اللحياني.
- ولأبي مِسْحَل (1).
- وللفراء.
- ولأبي زياد الكلابي.
- ولأبي عبيدة.
- وللكسائي.
وكتاب المُكنّى والمُبَنّى لأبي سهل الهروي.
- والمثلث أربع مجلدات له.
- والمنمَّق له.
وكتاب (ظ) معاني الشعر لأبي بكر بن السراج.
والمجموع لأبي عبد الله الخوارزمي.
وكتاب الآفق لابن خالويه.
- وكتاب ليس له.
- وكتاب اطرغشّ وابرغشّ له.
وكتاب النسب للزبير بن بكار.
وكتاب المعمرين لابن شَبَّة.
والمجرد للنُهائي (2).
واليواقيت لأبي عمر الزاهد.
- والموشَّح له.
- والمداخلات له (3).
وديوان الأدب للفارابي.
وديوان الأدب وميدان العرب لابن عُزَيزٍ (4).
والتهذيب للعجلي.
(1) اكتشف منه نسخة جليلة باستانبول برواية ثعلب عن أخي ابن الأعرابي، وكنت أعلنت عن نشره قبل 25 عامًا ولم أوفق إلى ذلك.
(2)
وهو موجود في الدار وفي استانبول.
(3)
نشرته في مجلة المجمع (وفي هذا الكتاب ص 249 - 290).
(4)
بزايين مصغرًا مصروفًا.
والمحيط لابن عباد (1)
وكتاب العين للخليل.
وحدائق الأداب للأبهري (2).
والبارع للمفضل بن سَلَمة.
- والفاخر له.
- وإخراج ما في كتاب العين من الغلط له.
والتهذيب للأزهري.
- وكتاب المدخل إلى علم النَحْت له.
- وكتاب المقاييس له.
- وكتاب الموازنة له.
- وكتاب علل الغريب المصنف له.
وكتاب ذو وذواه (3).
وكتاب الترقيص للأزدي.
وكتاب الجمهرة لابن دريد.
- وكتاب الاشتقاق له.
وكتاب الزبرج للفتح بن خاقان.
وكتاب الحروف لأبي عمرو الشيباني.
وكتاب الجيم له.
وكتاب الزاهر لابن الأنباري (4).
والغريب المصنف لأبي عبيد.
وكتاب التصحيف للعسكري (5).
وكتاب الجبال لابن شُميل.
وضالَّة الأديب لأبي محمد الأسود.
(1) منه مجلدة في الدار وأخرى في استانبول ورأيته كاملًا في النجف.
(2)
منه نسخة جليلة باستانبول.
(3)
على الهاء السكون بعلامة "صح".
(4)
منه أصل قديم باستانبول، ويقال إن اختصاره للزجاجي أحسن منه.
(5)
تام في ثلاثة أجزاء في الدار وكان طبع أولها قديمًا مصحفًا.
- وفَرْحة الأديب له (1).
- ونزهة الأديب له.
وسقطات ابن دريد في الجمهرة لأبي عمَر.
- وفائت الجمهرة له.
وجامع الأفعال.
وسميته العباب الزاخر واللباب الفاخر. (ق 5 و).
ولما كان مولانا المولى المالك الوزير الأعظم الصاحب الكبير المعظم العالم العادل المؤيد المظفر المنصور المجاهد سيد صدور العالم مؤيد الدنيا والدين عماد الإسلام والمسلمين عضد الدولة تاج الملة ركن الملك ظهير الخلافة المعظمة صفي الإِمامة المكرمة ملك وزراء الشرق والغرب غياث الورى أبو طالب محمد بن السعيد المرحوم كمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن علي بن العلقمي نصير أمير المؤمنين ذو الفضائل المشهورة والفواضل المشكورة والمنائح المبوورة والمآثر المأثورة الواقف على مصالح البلاد همه ولهاه، الباذل في حراسة نفائسهم ونفوسهم أقصى جُهده ومنتهاه، الذي مُنِحَتْ الوزارة منه قطب الأمة وحبرها وأسَدَها وزهيت وسادتها علمًا بأنه أعلم من وطئها وأكرم من توسدها:
إن الوزارة لم يكن كفؤًا لها
…
إلا الوزير محمد بن العلقمي
الذي أخصب به ربع الفضائل وكان دارسًا، ووضح بسعيه مَعلم العلوم بعد أن كان طامسًا، وحُميت بسياسته الموهوبة ثغور الإسلام وكانت مخوفة، وأصبحت (2) بفوائض مكارمه جوامع الآمال وأضحت نوافرها آلفة مألوفة، وأفاض على حفدة الأدب سجال مواهبه الغامرة، وحَببه إليهم بما أناله من مِنحه السابغة، فأضحت رباعه بعد الدروس عامرة، فتنبهت هِمَمُ أولي العلوم وكانت راقدة، وفاضت شعاب الفوائد (ق 5 ظ) فيض أياديه الغزار وكانت تلك الشعاب جامدة.
كلما قيلَ قد تناهى أرانا
…
كرمًا ما اهتدتْ إليه الكرامُ (3)
(1) نسخته العتيقة بالدار وفيها أخرى منه بخط البغدادي.
(2)
انقادت وأخاف أنه في الأصل: "أصبحت".
(3)
البيت للمتنبي.
لا زال الإِسلام محروسًا بعوالي هِممه، والإِيمان مَحْمِيّ الجناب بماضي سيفه وقلمه، والرعايا في ظل رعايته وادعين، وملوك الممالك تظل أعناقهم له خاضعين، نفق بضاعتي من العلم بعد أن كانت كاسدة، وأصلح بحسن نظره لي طوية الدهر وكنت أعهدها فاسدة، وشرّفني بمطالعة مصنفاتي وارتضاء مؤلفاتي ولقد أسفت على كل ساعة قضيتها في غير ظله، وكلم عرضتها على غير فضله، ووددت أن تلك الساعة لم تسعني، وعلمت أن تلك الكلمة كانت تقول دعني. ولمنافستي في هذا الشرف أن ينقرض فيه ذكري بعد انقضاء عمري لم أزل أفكر فيما يخلد لي مزية الانتماء إلى مكرم جنابه، ويجعل لوجودي خلفًا يقوم في الخدمة بإحسان منابه، إلى أن أوعز إلى أنفذ الله تعالى في الآفاق عالي أمره، وعضد الإِسلام وأهله بإفاضة البركة على عمره، بان أؤلَف كتابًا في لغة العرب يكون إن شاء الله تعالى بيُمن نقيبته وفقَ الأدب جامعًا شتاتها وشواردها، حاويًا مشاهير لغاتها وأوابدها، يشتمل على أداني التراكيب وأقاصيها، ولا يغادر منها سوى المهملة صغيرة ولا كبيرة إلا وهو يحصيها. فنبهني مرسومه الشريف على ما كنت أرتاده وجريت في طاعته وتوخّي كريم رِضاه على ما أنا معتادة وزففت هذه الخريدة الغيداء والفريدة العذراء إلى أكرم كفؤ وخِطْب، وأعلم كل ذي نهية ولب، فإنه في استحقاق زفاف عقائل نتائجِ العقول إليه طبقة، وفي المثل السائر وافق شنّ طبقة. ولعل من سماه الناس عالما (1) ولم يغن في العلم يومًا كاملًا أو بعض المتحذلقين ومن هو دون القلتين يطالع هذا الكتاب ويطلع على بيت منه غير منسوب وهو في غيره من كتب اللغة كالتهذيب والصحاح والمجمل وغيرها منسوب أو بيت منسوب إلى غير من نسب إليه في هذه الكتب أو صدر بيت عجزه مغير فيها أو حديث وقد جعلوه مثلًا أو مثل وقد جعلوه حديثًا فظن أنه وجد تمرة الغراب أو سبق الهجين العِراب.
هيهات تضرب في حديد بارد
أوردها سعد وسعد مشتملْ
…
ما هكذا تورد يا سعد الإِبل
صَمّي صَمامِ.
أطرِق كرا أطرق كرا
…
إن النعام في القُرى (2)
(1) كذا في الأصل بدل (عاملًا).
(2)
تكلم عليهما البغدادي في الخزانة وأفاض.
انظر (1) لرجلك قبل الخطو موقعها
…
فمن علا زَلَقا عن غِرة زلجا
رُب كلمة تقول دعني إذا ما رأت الرجال فاصبر ليس بعشك فادرجي ما اسمك اذكر فلا يسيء الظن بي بل غيري في ذلك أولى بأن ينسب إلى التزييف أو يرمى بالتصحيف والتحريف فإني قد نخلت الكتب المتداولة بين الناس نخل محصِلة وأثرت مُبَحْتِرًا فصّ كل كتاب منها ومفصِلَة، فوجدتُها مَشاكةً يحتميها الحافي ويعافها العافي وفحصت عن بيت بيت، وركضت في ميادينها الكميت، فوجدتهم قد خلطوا الهَمَل بالمرعيّ، ولم يكن بالمرء عِي، وتناعوا (ق 6 ظ) فتمادى بهم النوم، وطاب لهم الكرى في ظل (2) الدَّوم.
هذا أبو منصور الأزهري
شيخ عهده وزمانه وإمام عصره وأوانه والمشار إليه في كثرة النُقَل والمضروب إليه أكبادُ الإِبل أنشد في ك ل ل للعجاج:
حتى يَحُلون الرُبَى كلا كلا
وهو لرُؤْية لا للعجّاج والرواية قومًا يحلّون، وأنشد في ركض لرؤبة:
والنسر قد يَرْكُض وهو هافِ
وهو للعجّاج لا لرؤبة. وأنشد في ك دس لعَبِيد:
(وخيل تَكَدَّسُ بالدارعين
…
كمشي الوعول على الظاهرة)
وهو لمهلهل لا لعبيد، وأنشد في س ك ر لأوس:
خُذْلت على ليلة ساهره
…
فليست بطَلْق ولا ساكره
وهو مُدَاخل الرواية.
خُذلت على ليلة ساهره
…
بصحراء شَرْج إلى ناظره
تُزاد ليالي في طولها
…
فليست بطَلْق ولا ساكره
وفي كتابه من هذا الجنس أكثر من ألف موضع.
وأما أبو منصور إِسماعيل بن حماد الجوهري
الذي تَخرُّ له جباه أهل الفضل، وحُكم له بحيازة السبق والنَضْل، فقد قال في
(1) في الحماسة.
(2)
ويقال: إن الدوم لا ظل له فوجه الكلام إذن "الظل الدوم" أي الدائم.
تركيب س ع ب قال ابن مقبل:
يعلون بالمَرْدفوْش الوردِ ضاحيةً
…
على صعابيب ماءِ الضالة اللَّجِزِ
ثم قال أراد اللّزج فَقَلَبَه. وذكر في فصل اللام من باب الزاي اللجز قلب اللزج وأنشد البيت، فلو كان هذا المقبل اطلع على ديوان شعر ابن مقبل لعلم أنه ليست له قصيدة زائية وأنها نونية وأول القصيدة:
قد فرق الدهرُ بين الحي بالظَعَن
…
وبين أهواءِ شَرب يوم ذي يَقَن
وقبل البيت الذي ذكره:
يَثْنِينَ أعناقَ آدْم يختلِبن بها
…
حَب الأراك وحب الضأل من دَنَن
يعلون [.... البيت]، فقد أخطأ في اللغة حيث قال اللجِز وفي الإِنشاد حيث جعل القافية النونية زائية.
وقال في تركيب ش س ب قال الوقّاف العقيلي:
فقلت له حان الرواحُ ورُعْتُه
…
بأسمرَ مَلْوي من القِد شاسب
وهو لمُزاحِم العقيلي لا للوقاف. وقال في تركيب رقء وفي الحديث لَا تسبوا الإِبل فإن فيها رَقوءَ الدم: وإنما هو قول أكثم بن صيفي في وصية كتب بها إلى طيء والوصية بطولها مذكورة في كتاب المعمرين لابن الكلبي. وقال في تركيب خضم والخِضَمّ أيضًا في قول أبي وَجزة السعدي: المُسِن من الإبل وإِنما هو المِسَنَ بكسر الميم وفتح السين وهو الحَجَر الذي يُحَدّ به السكين ولو لم (7 ظ) يقل من الإبل لحُمل على الغلط من النساخ وبيت أبي وجزة الذي يذكره هو قوله:
شاكت رُخَامى قذوفِ الطرفِ خائفةٍ
…
هول الجنان نزور غير مخداج
حَرى موقَعةٍ ماجَ البنانُ بها
…
على هخعضم يُسَقى الماءَ عَجاجِ
وقال في تركيب زرر وإذا كانت الإِبل سِمانا قيل (بها ززة). هذا والأغرب أنه يروي عن الأصمعي في (بَهْزَر) البهزرة الناقة العظيمة والجمع البهازر. والصواب (بَهَازِرَة) على مثال فَعَالِلَةٌ، والكلمة رباعية وفي هذا الكتاب ما يشاكل ما ذكرتُ منيف على ألفي موضع نبهت عليها كلها في كتابي التكملة ومجمع البحرين، وقد صحح نسختَه وحشاها من قرأ علي هذا الكتاب بالهند والسند واليمن والعراق وقد صحَحتُ نسخةً وحشيتها بخطي بمدينة السلام حماها الله تعالى للخزانة الميمونة المعمورة الوزيرية المؤيدية زاد الله صاحبها من الارتقاء في دَرَج الجلال ووقاه وذُريته عَينَ
الكمال فمن رام مصداق ما ذكرت فليُقِر عينه بإدارتها فيها وليرتع في رياض فرائدها وفوائد حواشيها.
وأما شيخ هذه الصناعة وفارس ميدان البراعة أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي فإنه مع كثرة تصانيفه وجودة تآليفه لم يسلَم جَواده في جَواد هذا المِضمار من الكَبْوة والعِثار وقد ذكر في المجمل في تركيب ت م م والمتتمم المكسر وهو في قول الشاعر:
(أو كانهياض المُتْعَب المتَتَممِ)
فمن كانت بضاعته في حفظ أشعار العرب مُزْجاةً وَشدا طَرفًا من علم العروض حكم أنه من البَحر الكامل على وزان قول أبي كبير الهذلي:
أزهيرَ هل عن شيبة من مَعْهَم
…
أم لا خلود لباذلٍ مُتكرِّم
والرواية (كانهياض) بغير كلمة (أو) والبيت من الطويل وهو لذي الرمة وصدره (1):
إذا نال منها نظرةً هِيص قلبه
…
بها كانهياضِ
وقال في تركيب ث غ ر ثغرة النحر الهزْمة في اللبة قال:
وتارة في ثُغَر النحور
وهو مغير والرجز للعجاج والرواية:
يَنْشِطُهن في كُلى الخصورِ
…
مَرًا ومَرًا ثُغَرَ النحورِ
وتارة في طبَق الظُّهور
يصف ثورًا وحشيًّا يطعن الكلاب برَوْقَيه. وقال في تركيب ج ل ل:
فعلته من جلالك أي عَظَمتك قال: (واكرامي العدى من جلالها)
والرواية: (وإكراميَ القومَ العِدَى
…
)،
وصدره: (حيائي من أسماءَ والخَرف دونها)
وفي هذا الكتاب من هذا النوع حدود خمسُ مائة موضع، وفي سائر تصانيفه
(1) اللجنة: ورواية اللسان:
(إذا ما رآها رؤبة هيض قلبه
…
بها كانهياض المتعب المتَيَمّمِ)
من هذا الجنس من الخلل كثير وقد ذكر (1) في كتابه الموسوم بالصاحبي في فقه اللغة في حروف المعاني في ذكره كلمة رُوَيد:
وقال (8 ظ) قالوا هو تصغير رود وهو المَهَل قال:
(كأنها مثل من يمشي على روْدِ)
وهذا الإِنشاد مقلوب محرف والرواية:
كأنه ثَمِلٌ يمشي على الروْدِ
وصدره:
يمشي ولا تكلِم البطحاءَ خطوته
ويروي وَطأته، ويروي (كأنه فاتن) أي صَبي، وقيل جارية، والبيت للجَموح الظَفَري قاله يوم نَبْط وهو يوم ذاه (2) البَشام وكذلك سائر تصانيفه وأكثرها عندي.
وأما شيخ شيوخ هؤلاء السَلْف الإصليت يَعقوب بن إسحاق السكيت فمشار إليه في هذا الفن، وكتابه (الإِصلاح) محتاج إلى الإِصلاح، وقد قال في باب فَعْل وفِعْل قال الراجز:
مهْرَ أبي الحَبْحاب لا تَشَلّ
…
باركَ فيك الله من ذي أل
والرواية (مهر أبي الحَرث) وهو أو الحارث بِشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان الذي يقول فيه بَشير بن النِكْث:
(بِشر بن عبد الملك بن بِشر
…
كالنيل يَسقي فَرَيَاتِ مصرِ)
والرجز لأبي الخضْري اليربوعي. وقال في باب فَعْل وفَعَل قال أبو ذؤيب:
ومُدَّعَس فيه الأنيض اختفيته
…
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
صدر البيت من قصيدة رائية وعجزه (9 و):
بجرداء ينتاب الثميل حمارها
وليس فيه شاهد على الوكف وعجزه من قصيدة بائية وصدره:
تَدلّى عليها بين سبّ وخَيطة
(1) في ص 124.
(2)
ذاه بعلامة صح بدل ذات المنتشرة غلطًا.
وقال في الباب: وقد أجرسني السَبُعُ إذا سمع صوتَ جَرْسي قال:
حتى إذا أجرسَ كل طائر
…
قامت تغنظي (1) بك سِمْعَ الحاضر
وبين المشطورين مشطوران وهما:
وألجأ الكلب إلى المآخر
…
تَمَيُّزُ الليل لأحوَى جاثر
والرجز لجندل بن المثنى الطُهوي. وقال في باب ما جاء مضمومًا: الأبُلة أيضًا القِدْرة من التمر قال الشاعر:
فيأكل ما رُضَّ من زادنا
…
ويأبى الأبُلةَ لم تُرْضَض
والرواية من زادها ومن تمرها، وهو الصحيح أي من تمر الظبية المذكورة في البيت الذي قبله وهو:
لها (2) ظَبية ولها عُكَّة
…
إذا أنفضَ القومُ لم تُنفِض (3)
والشعر لأبي المثلم الهذلي. وقال في باب ما يفتح أوله وثانيه: ومن العرب من يخفف ثانيه وقال:
وقد علتني ذُرأةٌ بادي بدِي
ورَثْيةٌ تنهض في تشددي
…
وصار للفحل لساني ويدي
(9 ظ) والرجز لأبي نُخيلة السعدي والمشطور الثالث ليس في رجزه. وقال في باب ما جاء على أفعلت والعامة تقول بَفْعلت قال الهذلي: (وقد همّت بإِشجانِ) والرواية (عُراةً بعدَ إشحانِ) والهذلي هذا هو أبو قلابة وأول البيت:
إِذْ عارت النبلُ والتف اللفوفُ وإِذ
…
سَلّوا السيوف ...............
وهلم جرّا.
وأما الصاحب بن عبّاد فإن كتابه المسمى بالمحيط لو قيل إنه أحاط بالأغلاط والتصحيفات لم يبعد عن الصواب، وكان علماء زمانه خافوا أنهم لو نطقوا بشيء منها قطع رسومَهم وتسويغاتهم فلبُّوا نداءَه وأمنوا على دعائه ونجوا بالصمت. ومن جملة تصحيفاته أنه قال في تركيب ن زم: النُزْم شدة العض، والمِنزم السِن، والنَّزِيم حُزمة من بقل، وكل هذا بالباء الموحدة.
(1) إلى أنه يروى بالإهمال والإعجام، وراجع السمط.
(2)
وله معًا.
(3)
بالياء والتاء معًا.
(وكم مثلِها فارقتُها وهي تَصفِر)
ولم أذكر ما ذكرت مما وقع فيه السهو أو انحرف عن سَنَن الصواب ونهج السداد والعياذ بالله إزراءً بهم أو غضًّا منهم أو تنديدًا بالهَفوات، أو وضعًا من رَفيعات أقدارهم بالسقطات، وكيف وما استفدت إلا من تصانيفهم ولا انتفعت إلا بتآليفهم، وما اهتديت إلا بأنوارهم ولا اقتفيت إلا لواحِب آثارهم، وما حملت ذلك إلا على الغلط من الناسخين لا من الراسخين أو أنهم لفرط اهتمامهم بالإفادة لم يَتفرَّغوا للمعاودة والمراجعة، فهم القدوة وبهم الأسوةُ رحمنا الله تعالى وإياهمٍ وجَزاهم عن جِدّهم وجُهدهم خيرًا، ولو ذكرتُ لكل كتاب صُنف في اللغة نموذجا لطال الكلام وسَلِس النظام؛ فلما رأيت مسلكَ التناول من هذه الكتب شائكًا وَعْرًا قلتُ لنفسي (1) "أطِري فإنك ناعلة" وسُقت هذا الكلام أمام شروعي في الكتاب مَزجرةً لكل ناقص وقد قيل:
لا تَهنَّأ من تمنَّى مَع نفسٍ جاهلة
…
أن يساوي من تَعنَّى في نفيس الجاه له
وأسأل الله أن يجعله خالصًا لوجهه ومقربًا من رحمته فقد فسرت فيه عدة آيات من كتاب الله تعالى وقطعة صالحة من غرائب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديث الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين وأرجو من عميم فضله أن يُسيّر هذا الكتاب في الآفاق ويُهِب عليه قَبولَ القَبول ويَعْصِم من الزلل والخلل والخطأ والخَطَل وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
عبد العزيز الميمني
بدمشق الفيحاء 17/ 7 / 60 م
(1) في الأصل بالطاء والظاء معًا؛
(لجنة المجلة): وهو مَثَلٌ جاء في اللسان (نعل) تفسيره بأنه أراد أدّلي على المشي فإنك غليظة القَدَمين غير محتاجة إلى النعلين، وأحال الأزهري تفسير هذا المثل على موضعه في حرف الطاء.