المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحفظة اللغوي المحدث "وكتاب المداخل له - بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني - جـ ٢

[عبد العزيز الميمني]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثالث نصوص محققة

- ‌ثلاث رسائل

- ‌المقدمة

- ‌مقالة "كلّا" وما جاء منها في كتاب الله لابن فارس

- ‌باب الوجه الأول من "كلا" وهو باب الرد

- ‌باب كلا إذا كانت تحقيقًا لما بعدها

- ‌باب الردع

- ‌باب صلة الأيمان

- ‌فهرسما جاء فيه "كلا" من كتاب الله سبحانه

- ‌كتاب "ما تلحن فيه العوام" للكسائي

- ‌رسالة شيخ الطريقة محيي الدين بن عربي إلى الإِمام ابن خطيب الري المعروف بالفخر الرازي

- ‌رسالة الملائكة

- ‌كلمة للناشر

- ‌رسالة الملائكة

- ‌فائت شعر أبي العلاء

- ‌زيادات ديوان شعر المتنبيء

- ‌وهذا جَدْول العلامات

- ‌استدراك

- ‌النُتَف مِن شِعر ابنِ رشيق وزميله ابنُ شرَف القيروانيّين

- ‌شعر ابن شرف من كتاب النُتف مِنْ شِعْرِ ابنِ رَشيق وَزميله ابن شَرَف

- ‌شعر أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد بن شَرَفَ الجُذاميّ

- ‌خاتمة

- ‌فهرس (شعر ابن رشيق) "على القوافي

- ‌القصيدة اليتيمة لدوقلة المنْبَجِيّ

- ‌شكوى الهجر والصدود

- ‌الفخر بأخلاق النفس

- ‌الربيع بن ضبع الفزاري

- ‌أخباره وشعره

- ‌أقدم كتاب في العالم على رأي أوجاويذان خرد

- ‌كتاب جاويذان خرد خلَّفه أوشهنج الملك وصية على من خلَفه

- ‌كتاب المداخلات أو المداخل لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد المطرز غلام ثعلب

- ‌أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحُفَظة اللغوي المحدث "وكتاب المداخَل له

- ‌أبواب مختارة من كتاب أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الأصبهاني

- ‌كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد

- ‌نسب عدنان وقحطان

- ‌كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما يَنبُتُ عليها من الأشجار وما فيها من المياه

- ‌السفر الأول من تحفة المجد الصريح في شرح الكتاب الفصيح

- ‌المجلد الأول من كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر

- ‌الفصل الأول: في أسامي جماعة من أهل اللغة (ق 2 ظ) / غير مراعى توتيب مواليدهم:

- ‌الفصل الثاني في أسامي كتب حوى هذا الكتاب اللغات المذكورة فيها، وهي:

الفصل: ‌أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحفظة اللغوي المحدث "وكتاب المداخل له

‌أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحُفَظة اللغوي المحدث "وكتاب المداخَل له

"

نبغ للمسلمين في منتصف القرن الثالث من الهجرة علمان من كبار الأعلام ورحلتان عليهما المعول عند الاختلاف والمفزع في الخلاف. فأخذ طلاب العلوم يهرعون إليهما من كل صُقع وينسلون من كل حدب. وهما حاملًا لواء العربية ببغداد ومنتدى أهلها. وعليهما انتهت رياسة العربية وإليهما كان مرجع علماء المصرين (البصرة والكوفة) في تحقيق المسائل وتقييد الروايات كما قال:

أيا طالب العلم لا تجهلن

وعُذْ بالمبرد أو ثعلب

تجد عند هذين علم الورى

فلا تك كالجمل الأجرب

فخرج لهم من جهابذة التلامذة من ملأوا الآفاق وبثوا فيها من كل علم ما رق وراق. وكان القرن الثالث للإِسلام هو الذهبي من جهة استقرار الخلافة وتوطد الإمامة في قراراتها في أنحاء المعمور الشاسعة، ثم أخذ ظلها الوارف يتقلص عن الأطراف وينضوي إلى ما استعطف من مراكز الخلافة غير أن بزور العلم التي نثروها وأشجار الحضارة العربية التي غرسوها لم تكن لتذوي أو تذبل بعد ما سقوها من ينابيع عنايتهم الجارية وفيوضها الهامية المتوالية فنضرت وزهرت لما لم يخطر في الحسبان والظنون وأثمرت وأينعت على هنات هناك وشجون.

فمِمَّن تخرَّج على المبرَّد الزجَّاج وابن السراج وأبو علي الطوماري وأبو بكر بن أبي الأزهر وابن درستويه وأبو علي الصفار وأبو جعفر الصفار.

وممن أخذ عن ثعلب ابن الأنباري وأبو عمر الزاهد غلامه وأبو موسى الحامض كبير أصحابه وإبراهيم الحربي وأبو عبد الله اليزيدي وابن مقسم.

وممن أخذ عنهما أو خلط بين المذهبين أبو حسن الأخفش ثالث الأخافش وأصغرهم ونفطويه وابن كيسان والصولي وابن المعتز.

ص: 275

ثم برع لهؤلاء من التلامذة من فاقوا عليهم وتصدروا للرئاسة وأنافوا وبرزوا وطار لهم دوي في أكناف البسيطة كأبي علي الفارسي والسيرافي والزجاجي وأبي الطيب اللغوي وابن خالويه والرماني وابن فارس والأزهري إلى غيرهم.

ولكن مما لا يستهان به في مثل هذا المقام أن أبا عمر الزاهد مع شهرته لم يطبع إلى الآن شيء من تآليفه الخطيرة التي هي مادة اللغة وينبوعها الصافي ولا عُرف بالبقاءِ منها غير فائت الفصيح عند بعض منتحلي العلم بدهلي وغير العشرات بخزانة برلين وغير هذا الكتاب الذي نحن بصدده مع أن ثلاثة منها غير هذه كانت توجد إلى آخر المائة (11) كما تراه في الثبت.

وهذه النسخة فريدة فيما بلغه علمي وأحاطه نظري توجد بخزانة رامبور (الهند) في 13 صفحة وهي حديثة غير مضبوطة (1) ولا عارية عن الأغلاط بخط وسط ولم يثبت عليها تاريخ نسخها غير أني أقدر نظرًا إلى نوع خطبها وورقها أن تكون كتبت في آخر المائة الثانية عشرة للهجرة نسختها في جلستي الصباح والمساء في بعض أيام شوال سنة 1346 هـ (3 أبريل سنة 1928).

وثبت على النسخة ترجمته (بكتاب المداخلات) والمجمع عليه (المداخل) انظر فهرستي النديم وابن خير والوفيات وكشف الظنون وأبا العلاء (2) وما إليه عن الغفران ومعجم الأدباء وغيرها. قال خليفة أنه مختصر في اللغة وعليه (زيادات) وهو أحد وثلاثون بابًا سبعة منها زيادات عليه. قال العاجز الموجود في نسختنا وحاشاها من الخرم الحادث ثلاثون فقط. فلعل خليفة غَلِتَ في الحساب أو يكون أصل نسخة رامبور مقتضبًا.

وهذه الزيادات لم يذكرها أحد ممن ترجم لأبي عمر. نعم ذكروا له عليه كتابًا آخر رسمه عند ابن النديم (حلى المداخل) وعند ياقوت (حل المداخل) وفي الوفيات (علل المداخل). وليس في نسختنا علامة تدلنا على إفراز الزيادات عن الأصل.

ولأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي صاحب مراتب النحويين كتاب في مثل هذا المعنى سماه شجر الدُر ذكر أبو العلاء (2) أنه سلك فيه مسلك أبي عمر في

(1) والذي يظهر لي أن أصلها كان مصححًا.

(2)

ص 64.

ص: 276

المداخل ترى فصلًا منه بآخر هذه الطبعة. وهذا النوع يسمى المشجر وهو يسهل على الأبناء حفظ اللغة ويناظره من علم الحديث المسلسل وقد سمى أبو الطاهر محمَّد بن يوسف التميمي (1) صاحب المقامات (2) اللزومية المتوفي سنة 538 كتابه المسلسل في اللغة الذي يوجد منه نسخة عتيقة مكتوبة سنة 565 هـ في الخزانة المصرية قال ابن خير وهو في معنى المداخل.

وهذا إسناد الكتاب (3) لابن خير الأشبيلي إلى المؤلف قال: حدثني به الشيخ أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر المزحجيّ رحمه الله قال حدثني به الوزير أبو بكر محمَّد بن هشام بن محمَّد المصحفي رحمه الله قال حدثني به أبي رحمه الله وأبو الحسن علي بن محمَّد بن أبي الحسين وأبو بكر محمَّد بن خشخاش وأبو الحسن الزهريّ المفسر قراءة منه عليهم قالوا كلهم حدثنا به أبو سليمان (4) عبد السلام بن السمح قراءة عليه قال قرأته باليمن على أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن بريهة العباسي قال قرأته على أبي عمر المطرز رحمه الله. قال أبو بكر المصحفي قال لي أبي رحمه الله كانت قراءتي له على أبي سليمان بالمدينة الزهراء سنة 379 هـ قال أبو بكر المصحفي وأبو سليمان هذا من أهل مورور هواري النسب رحل إلى المشرق وأقام بها مدة طويلة وحج ولقي جماعة من أهل العلم وتقفه وكان حفظه لمذهب الشافعي أغلب عليه فعرف وأحكم قراءة القرآن على القراء وروى كتبًا كثيرة فلما انصرف من المشرق أنزله الحكم بالزهراء ووسَّع عليه فصار زهراويًّا مستوطنًا بها إلى أن مات وفيها قرأ الناس عليه وأخذوا عنه وكان يروي عن المطرز نفس كتبه ما خلا المداخل فإنه لم يدرك قراءته عليه فقرأه باليمن عند انصرافه عن العراق على ابن بريهة من أئمة جامع بغداد. قال الوزير أبو بكر المصحفي كنت أقرأ المداخل على ابن خشخاش وصاعدٌ اللغوي حاضر إذ كان جارنا ببيت بلد (كذا) وكنت أنحط في

(1) ترجم له ابن بشكوال رقم 1175 وابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي رقم 124 وصاحب البغية ص 120.

(2)

بقي منها نسخة بدير الاسكوريال ونسختان بجامع اللاله لي بالقسطنطينية وصفتا بالزهراء ص 402 سنة 1345 هـ وذكرت المقامات في تكملة ابن الأبار رقم 1722 وتحت 312 من طبعة الجزائر وفي المعجم المذكور تحت 266 والمعاهد 2: 106.

(3)

ص 358.

(4)

ترجم له ابن الفرضي رقم 588 قال توفي سنة 387 هـ.

ص: 277

ذلك الوقت عن القراءة عليه لصغر سنين فكان جدي رحمه الله يشير على ابن خشخاش بأن تكون قراءتي عليه وقت حضور صاعد فربما يردّ عليّ فيما أقرأه ويسبقني إلى قراءة بعضه وكان صاعد قرأ المداخل بمصر على الوزير أبي الفضل (1) جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمَّد بن موسى بن الفرات المعروف (بابن) حِنْزابة عن أبي عمر محمَّد بن عبد الواحد المطرز قراءة عليه ببغداد وكان ابن حنزابة لا يفارق صاعدًا يسامره.

وحدثني به أيضًا إجازةً الشيخ الوزير أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف رحمه الله قال أخبرني به .... أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني قراءة عليه عن أبي بكر فضل .... بن محمَّد بن فضل الكاتب عن أبي سليمان عبد السلام بن السمح الزهراوي الشافعي عن أبي عبد الله الحسن (2) بن أحمد بن بريهة لقيه باليمن عن أبي عمر (الزاهد) رحمه الله.

[....] وحدثني به أيضًا غير واحد من شيوخي رحمهم الله منهم أبو الحسن علي بن عبد الله بن موهب وأبو عبد الله محمَّد بن سليمان النفزي رحمهم الله عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ثم الدلائي قال حدثني به أبو بكر محمَّد بن سعيد بن سختويه الأسفرائني قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن بُندار البارع الضرير باسفرائن سنة 371 هـ قال حدثنا أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد المطرّز الزاهد المعروف بغلام ثعلب مؤلفه رحمه الله اهـ.

قال العاجز وأبو عبد الله العباسي هو راوي نسختنا عن أبي عمر جاء ذكره في الباب الثامن عشر.

ترجمة أي عمر 261 - 345 هـ: عن فهرست ابن النديم، 76، 77 ونزهة الألباء للكمال ابن الأنباري (345 - 354) ومعجم الأدباء (7: 26 - 30) ووفيات الأعيان سنة 1310 هـ (1: 500) و 501) وتذكرة الحفاظ للذهبي (3: 84 - 86) وطبقات الشافعية لابن السبكي (2: 171) ولسان الميزان لابن حجر

(1) وهو الذي أساءَ المتنبيء إليه إذ قال:

بها نبطيّ من أهل السواد

يُدرّس أنساب أهل الفلا

(2)

وفيما تقدم الحسين ولم أقف على ترجمته.

ص: 278

(5: 268) وبغية الوعاة (69) وغيرها.

اسمه ونسبه وبلده: هو أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الباوردي المطرز الزاهد غلام ثعلب. لم يزد أحد من مترجميه شيئًا على هذا وهو بغدادي المنشأ قال النديم وكان ينزل في سكة أبي العنبر وجاء عنده بعد أسطر (منله أبي العنبر) ولم يذكرهما ياقوت في معجمه. وباوَرْدُ الذي نُسب إليه هو بليدة خراسان أبيورد التي منها أبو المظفر الأبيوردي الشاعر وكانت صناعة أبي عمر تطريز الثياب فسمي من أجل ذلك المطرّز وأبو عمرو بالواو والمطرزي بياء النسبة على ما جاء في خزانة البغدادي تصحيفان. ولم يذكره السمعاني في ترجمة المطرز من أنسابه قال ابن خلكان ولكن ذكره في ترجمة غلام ثعلب أقول ولكني لم أجده في طبعة الأنساب لا في غلام ثعلب ولا في الباوردي أيضًا. وأما تسميته بالزاهد فما أدري ما وجهه غير أن أبا بكر بن خير الإِشبيلي روى بسنده إلى أبي ذر الهروي أنه قال أبو عمر المطرز الزاهد زاهد في الدنيا والآخرة ولعله كما قال (1) أبو نصر المغازي وقد شكا إليه أبو العلاء حسد الناس وكذبهم عليه "على ماذا حسدوك فقد تركت لهم الدنيا والآخرة" فقال أبو العلاء والآخرة!!! وجعل يكررها أي أنه نبز أبا عمر وآذاه بالطعن.

شيوخه وتلامذته: صحب أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبًا زمانًا طويلًا وأكثر من النقل عنه ولذلك سمي غلام ثعلب ويظهر من اليواقيت أنه أخذ عن المبرد أيضًا وقال النديم (2) في كتاب الألفاظ لكلثوم بن عمرو العتابي أنه رواه أبو عمر الزاهد عن المبرد قال وهذا طريق. وسمع الحديث من موسى بن سهل الوشاء ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن عبيد الله النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال وبشر بن موسى الأسدي وجماعة غيرهم. روى ابن (3) القارح عن شيخه أبي الطيب اللغوي قال: قرأت على أبي عمر الفصيح وإصلاح المنطق حفظًا وقال لي أبو عمر كنت أعلق اللغة عن ثعلب على خزف وأجلس على دجلة أحفظها وأرمي بها. قال الذهبي ولا أعلمُه رحل.

أخذ عنه أبو علي الحاتمي الأديب من علماء حضرة سيف الدولة وصاحب

(1) انظر أبو العلاء وما إليه ص 223.

(2)

ص 121.

(3)

رسالته سنة 1331 هـ ص 211.

ص: 279

الرسالة الموضحة لكشف مساوئ المتنبيء وأبو القاسم ابن برهان (بفتح الباء) وأبو علي القالي وابن خالويه وأبو إسحاق (1) الطبري وهو غلام (2) أبي عمر الزاهد وأبو عبد الله المرزباني صاحب الموشح وأبو الفضل ابن حنزابة المحدّث وزير كافور وأبو عبد الله الحسين (3) بن أحمد بن بريهة العباسي راوي نسختنا من المداخَل عن أبي عمر وأبو سليمان عبد السلام بن المسح الموروري الشافعي راوي تآليف أبي عمر عنه ما خلا المداخل فإنه أخذه عن أبي عبد الله العباسي عن أبي عمر وهو الذي ادخلها الأندلس وأبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي جخجخ صاحب ابن دريد وراوي جمهرته وأبو محمَّد الصفار وأبو محمَّد بن سعد القُطرَبليّ وأبو محمَّد الحجازي (ولعله وهب) وأبو الطيب اللغوي وآخرون وجعفر بن محمَّد بن جعفر الطيالسي صاحب المكاثرة عند المذاكرة وأبو بكر أحمد بن إبراهيم المقرئ الجلاء (؟) وأبو الحسين بن بشران.

وروى عنه أبو الحسن محمَّد بن (4) رزقويه والحاكم وابن منده والقاضي أبو القاسم بن المنذر وأبو الحسين بن بشران وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان وهو آخر من حدث عنه محمَّد (5) بن أحمد بن القاسم المحاملي.

قال الذهبي قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المؤيدي أخبركم ظفر بن سالم ببغداد أخبرنا هبة الله بن أحمد الشبلي سنة 557 أخبرنا أبو الغنائم محمَّد بن علي بن الحسن سنة 478 أخبرنا محمَّد بن أحمد بن القاسم المحاملي سنة 407 أخبرنا أبو عمر الزاهد أخبرنا موسى بن سهل الوشاء أخبرنا إسحاق الأزرق أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يصور عبد صورة إلا قيل له يوم القيامة أحي ما خلقت.

قال الخطيب سمعت غير واحد يحكي أن الأشراف والكتاب وأهل الأدب كانوا

(1) لعله هو الذي سماه ابن خير كما مر أبا إسحاق إبراهيم بن بندار البارع الضرير.

(2)

نشوار المحاضرة 144.

(3)

من عند ابن خير وجاء عنده أخرى الحسن.

(4)

وفي بعض الكتب بتقديم الزاي وفي بعضها رزق.

(5)

كذا عند الذهبي وعند ابن السبكي أحمد بن عبد الله المحاملي.

ص: 280

يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وكان قد جمع جزءًا في فضائل معاوية فكان لا يمكن أحدًا من السماع منه حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء قال ابن حجر رأيته وفيه أشياء كثيرة موضوعة والأفة فيها عن غيره. ولكن النديم غالى لتشيعه في الطعن عليه فقال "كان نهاية في النصب والميل على علي عليه السلام وكان يقول إنه شاعر مع عاميته فمن شعره:

إذا ما الرافض الشاميّ تمت

معايبه تخثم في يمينه

فأما إن أتاك بسمت وجه

فإن الرفض باد في جبينه

ويكفيه جهلًا هذا الشعر". أقول: إن جمع فضائل معاوية ليس من النصب في شيء غير أن النديم قد صرح محضه عن زبده وأبدى بما عنده والبيتين اظنهما منحولين لضعف بنيتهما ولأن الرفض والتختم باليمين لم يكونا مخصوصين بالشام وهو الذي عانى المتاعب حتى بعد وفاته كما سيأتي على أيدي روافض الكرخ. وتراه في الباب الأول يسمى عليًّا بأمير المؤمنين وفي الباب التاسع عشر بولي الله وحبيبه. ويأتيك بيت لأبي عمر يدل على أنه وإن لم يكن شاعرًا إلا أنه لم يكن بلغ هذا المبلغ على أن هذه الشكاة كما قيل:

(وتلك شكاة ظاهرٌ عنك عارُها)

فلأبي عمر أسوة بخيار علماء العربية المنبوزين بذلك قال أبو علي (1) التنوخى أكثر رواة العرب فيما بلغني عنهم إما خوارج وإما شعوبية كأبي عبيدة معمر بن المثني وأبي حاتم سهل السجستاني وفلان وفلان وعدَّد جماعة ومنهم أبو خليفة الجُمحي وياقوت الحموي. وقال ابن حجر بعد أن نقل بعض قول النديم قلت هذا أوضح الأدلة على أن النديم رافضي لأن هذه طريقهم يسمون أهل السنة عامة وأهل الرفض خاصة وقال في ترجمة النديم إنه غير موثوق به ومصنفه المذكور ينادي على من صنفه بالاعتزال والزيغ نسأل الله السلامة ونقل عن تاريخ الإِسلام للذهبي أنه معتزلي شيعي ثم قال لما طالعت كتابه ظهر لي أنه رافضي معتزلي فإنه يسمي أهل السنة الحشوية ويسمي الأشاعرة المجبرة ويسمي كل من لم يكن شيعيًّا عاميًّا ثم ذكر جملة من افتراآته وافتياتاته.

(1) الأدباء (6: 140).

ص: 281

كرمه مع ضيق ذات يده: قالوا إن اشتغاله بالعلوم واكتسابها قد منعه عن اكتساب الرزق والتحيل له فلم يزل مضيَّقًا عليه يتجرع غصص الحياة النكداء ويلتصق بالدقعاء على نجار كريم وطيب عنصر وخيم. حدّت عباس بن محمَّد الكلواذاني قال سمعت أبا عمر الزاهد يقول ترْك قضاء حقوق الإخوان مذلة وفي قضائها رفعة فاحمدوا الله تعالى على ذلك وسارعوا في قضاء حوائجهم ومسارّهم تُكافؤوا عليه. وقال تلميذه الحاتميّ اعتللت فتأخرت عن مجلس أبي عمر الزاهد قال فسأل عني لما تراخت الأيام فقيل له إنه كان عليلًا فجاءني من الغد يعودني فاتفق أني كنت قد خرجت من داري إلى الحمام فكتب بخطه على بأبي باسفيداج:

وأعجب شيء سمعنا به

عليل يعاد فلا يوجد

قال والبيت له. وقال أبو الحسن المرزباني إنه كان ابن ماسي ينفذ إلى أبي عمر الزاهد وقتًا بوقت كفايته فقطع بذلك عند مدة لعذر انفذ إليه جملة ما كان في راتبه وكتب إليه رقعة يعتذر إليه من تأخير ذلك فردَّه وأمر بعض من كان عنده من أصحابه أن يكتب على ظهر رقعته:

أكرمتنا فملكتنا

وتركتنا فأرحتنا

وايم الله أن هذا لهو الغنى ولكن الذهبي قال إنه وإن كان الأمر كما قال لكنه لم يحسن الرد إذ قد كان تملكه بالإِحسان القديم فما تغير التملك وأما التأخر فجبره المحسن بتكميله وباعتذاره قلت ولكنه انتهز فرصة فكاك الرق فقد أحسن إلى نفسه إذ لم يحسن إلى غيره. قال الخطيب وابن ماسي لا شك أنه إبراهيم بن أيوب والد أبي محمَّد.

سعة حفظه وسيلان ذهنه: بحيث جرّ له تهمة التزيّد والاختلاق وبعض فضائله عده أبو بكر (1) الزبيدي في الطبقة الخامسة من اللغويين الكوفيين. قالوا إنه كان أكثر ما يملي تصانيفه يلقيها بلسانه من غير صحيفة وكان كما قال (2) علي ابن أبي علي عن

(1) مختصر طبقاته المطبوع برومة ص 147.

(2)

في النزهة والأدباء أبو علي ابن أبي علي وفي الحفاظ علي بن علي وكله تصحيف وهو القاضي التنوخي الأصغر أبو القاسم علي بن القاضي التنوخي الأوسط أبي علي المحسن (بكسر السين المشددة) ابن القاضي التنوخي الكبير الشاعر أبي القاسم علي. والأوسط هو صاحب النشوار والفرج بعد الشدة والمستجاد راجع تراجمهم وأخبارهم أبو العلاء وما إليه ص 130 - 134.

ص: 282

أبيه ومن الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر الزاهد أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة في اللغة فيما بلغني وكان لسعة حفظه يطعن عليه بعض أهل الأدب ولا يوثقونه في علم اللغة حتى قال عبيد الله ابن أبي الفتح (أو الأزهر كما هو في لسان الميزان) لو طار طائر في الجو لقال أبو عمر الزاهد حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئًا. قال ابن خلكان وكان ينقل غريب اللغة وحوشيها وأكثر ما نقل أبو محمَّد بن السيد البطليوسي في كتاب المثلث عنه وحكى عنه غرائب. وقال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي أنشدنا أبو العباس اليشكري في مجلس أبي عمر محمَّد بن عبد الواحد يمدحه:

أبو عمر يسمو من العلم مرتقى

يَزِلّ مساميه ويردى مطاوله

فلو أنني أقسمتُ ما كنت حانثًا

بأن لم ير الراؤون حبرًا يعادله

هو الشخت جسمًا والسمين فضيلةً

فأعجب بمهزول سمانٍ فضائله

تضمن من دون الجناحين زاخرًا

تغيب على من لجَّ فيه سواحله

إذا قلتُ شارفنا أواخر علمِه

تفجَّر حتى قلت هذي أوائله

وقال النديم لسوءِ رأيه في معتقده سمعت جماعة من العلماء يضعّفون حكايته وانتسبوا به إلى التزيد ولا غرو أن صاحبنا كان منبوزًا بذلك فهذا شيخ المعرفة يقول في لزومه:

توَخَّ نقل أبي زيد وكتب أبي

عمرو وخل كلامًا في أبي عمر

وها أنا ذا أنقل لك ثلاث حكايات في ذلك ثم أجيب عنها. قالوا وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه ثم يسأل عنه بعد سنة فيجيب بذلك الجواب ويروي:

(1)

إن جماعةً من أهل بغداد اجتازوا على قنطرة الصراة وتذاكروا كذبه فقال بعضهم أنا اصحف له القنطرة وأسأله عنها فننظر ماذا يجيب. فلما صرنا بين يديه قال له أيها الشيخ ما الهرطنق عند العرب فقال كذا وكذا وذكر شيئًا فتضاحك الجماعة وانصرفوا فلما كان بعد شهر أرسلوا إليه شخصًا آخر فسأله عن الهرطنق فقال أليس قد سئلتُ عن هذه المسألة منذ كذا وكذا ثم قال هو كذا وكذا كما أجاب أولًا قال القوم فما ندري من أي الأمرين نعجب: أمن حفظه إن كان علمًا أم من ذكائه إن كان كذبا

ص: 283

فإن كان علمًا فهو اتساع عجيب وإن كان كذبًا فكيف تناول ذكاؤه المسألة وتذكر الوقت بعد أن مر عليه زمان فأجاب بذلك الجواب بعينِه أهـ.

(2)

قال الخطيب وكان معز الدولة قد قلَّد شرطة بغداد غلامًا تركيًّا مملوكًا يعرف بخُواجا فبلغ أبا عمر الزاهد وكان يملي كتاب الياقوتة في اللغة فقال للجماعة في مجلس الإملاء اكتبوا ياقوتة خواجا الخواج في أصل اللغة الجوع ثم فرَّغ على هذا بابًا بابًا وأملاه عليه فاستعظم الناس كذبه وتتبعوه اهـ.

(3)

حكى رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن عمن حدثه أن أبا عمر كان مؤدب ولد القاضي أبي عمر محمَّد بن يوسف فأملى على الغلام نحوًا من ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها وختمها ببيتين من الشعر وحضر أبو بكر بن دريد وأبو بكر بن الأنباري وأبو بكر ابن مقسم العطار المقرئ عند القاضي فعرض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئًا وأنكروا الشعر فقال لهم القاضي ما تقولون فيها فقال ابن الأنباري أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ولست أقول شيئًا وقال ابن مقسم مثل ذلك واعتذر باشتغاله بالقراآت (وفي بعض الكتب بالقرآن) وقال ابن دريد هذه المسائل من موضوعات أبي عمر ولا أصل لشيء منها في اللغة وانصرفوا. فبلغ ذلك أبا عمر فاجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عينهم ففتح القاضي خزانته وأخرج له تلك الدواوين فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة منها ويخرج لها شاهدًا من تلك الدواوين ويعرضه على القاضي حتى استوفى جميع المسائل ثم قال وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخطه على ظهر الكتاب الفلاني فأحضر القاضي الكتاب فوجد البيتين على ظهره كما ذكر أبو عمر وانتهت القصة إلى ابن دريد فلم يذكر أبا عمر بلفظه إلى أن مات اهـ.

فأنت ترى أنه لم يأخذ أحد على أبي عمر كلمة لم يعرف لها مستندًا من كلام العرب. ولئن كان كذب أبي عمر يروج على مثل هؤلاء الجهابذة فما أكبره إذًا وما أضعف منزلتهم. وقد قالوا إن من حفظ حجة على من لم يحفظ وإن زيادة الثقة مقبولة فلم يبق إلا أمر العجب وحيرة الناس في ذكائه. فأما النديم فقد عرفت ما قاله حافظًا الحديث في شأن تحريه وأمانته وأما جخجخ فإنه وإن كان من تلامذة أبي عمر فإنه من خصيصي أصحاب ابن دريد وهو راوي جمهرته وحامل علمه وكان ابن دريد يطعن

ص: 284

على أبي عمر كما قد عرفت فلعل هذا الداء سرى إليه من شيخه ولعل إعجابه به حمله على تسليم رأيه في معاصر له وقد تقرر عند المحدثين وهم أصحاب هذا الشأن وفرسان هذا الميدان إن المعاصرين والأقران لا يعبأ يقول بعضهم في بعض ولئن جنحنا لذلك لم يسلم لنا أحد ولا أبو بكر بن دريد نفسه فهذا نفطويه وصاحبه أبو منصور (1) الأزهري يرميان أبا بكر بكل سوأة سوآء وحسب أبي عمر بتوثيق (2) أصحاب الحديث له بلا خلاف فقد رووا أن المحدثين كانوا يوثقونه وقال الخطيب البغدادي رأيت جميع شيوخنا يوثقونه ويصدقونه:

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها

وأما أصل الخواج (3) فقال أبو علي الحاتمي أخرجنا في أمالي (أبي موسى) الحامض عن ثعلب عن ابن الأعرابي الخواج الجوع. ونقل الذهبي عن رئيس الرؤساء قال قد رأيت أشياء كثيرةً على أبي عمر ونسب إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة العلم وخاصة في غريب المصنف لأبي عبيد أو كما قال. والأصل في ذلك أن رواة الكوفة معروفون بسعة الاطلاع وغزارة المادة ووفرة الرواية وبالتسامح في أمر التحفظ خلافًا للبصريين الذين قلت روايتهم لتثبتهم وعدم مسامحتهم. فقد صدق ما قاله تلميذ أبي عمر أبو القاسم عبد الواحد بن بَرهان الأسدي فيه: "لم يتكلم في اللغة أحد من الأولين والآخرين بأحسن من كلام أبي عمر الزاهد".

وفاته: وُلد بلا خلاف سنة 261 هـ وعن ابن رزقويه تلميذه أنه توفي سنة 344 هـ قال الخطيب والصحيح أنه توفي يوم الأحد (ودفن يوم الإثنين) لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 345 هـ وذلك في خلافة المطيع ودُفن في الصفة التي تقابل قبر معروف الكرخي وبينهما عرض الطريق ولعل سبب إبطائهم بنعشه إلى

(1) قال في مقدمة تهذيبه (أدبا 6: 486 والمزهر 1: 158) وممن ألف الكتب في زماننا فرمى بافتعال العربية وتوليد الألفاظ وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامها أبو بكر بن دريد وقد سألت عنه إبراهيم من غرفة يعني نفطويه فلم يعبأ به ولم يوثقه في روايته الخ.

(2)

قال ابن جني في الخصائص (المزهر: 2: 262) ولله أبو العباس أحمد بن يحيى وتقدمه في نفوس أصحاب الحديث ثقة وأمانة وعصمة وحصانة وهم عيار هذا الآن وأساس هذا البنيان.

(3)

الكلمة أغفلها صاحبا اللسان والتاج فلتستدرك عليهما.

ص: 285

اليوم التالي هو ما نقلنا عن تاريخ ابن الوردي في كتابنا على أبي العلاء (1) عن أبي العلاء أن البغداديين حدثوه بها إنه لما عبرت السُنَّة (أهل السنة) بأبي عمر [الزاهد] في الكرخ وهم شيعة بغداد وحوله التكبير والتهليل قال قائل هذا والله لا كمن دُفنت ليلًا يعني فاطمة عليها السلام فثار أهل الكرخ وقُتل بينهم جماعة وطُرح أبو عمر عن النعش وجرح جراحًا كثيرة.

ثبتُ تأليفه مرتبة على حروف المعجم:

(1)

كتاب البيوع.

(2)

كتاب التُفاحة.

(3)

كتاب تفسير أسماء الشعراء كما عند النديم وفي الأدباء القراء وفي الكشف أسماء الشعراء.

(4)

جزء كذا في الكشف (ولعله الذي في فضائل معاوية المار ذكره).

(5)

حل المداخل مر ذكره.

(6)

كتاب الساعات.

(7)

كتاب السريع.

(8)

شرح الفصيح.

(9)

كتاب الشورى.

(10)

كتاب العشرات أحال عليه ياقوت في بلدانه كثيرًا وقد بقى منه نسخة بخزانة برلين انظر فهرستها رقم 7014 وأوله حدثنا ابن خالويه .... هذا كتاب العشرات لأبي عمر الزاهد ألفها للحُصَري (كذا مشكولًا) صاحب أبي عمر القاضي خاصة وكان أبو عمر يعارض بكتبه ويؤلف له فاعتل أبو عمر فأرسل إليه أن أنفذ إلي أجرة شهر فإني عليل الخ وهو في 87 ورقة.

(11)

غريب الحديث صنفه على مسند أحمد بن حنبل قال النديم (2) هو للحضرمي (كذا وطبعة الفهرست مصحفة للغاية) ألفه عن أبي عمر الزاهد قال ابن خلكان وكان يستحسنه جدًّا. وذكره ابن الأثير في مقدمة نهايته أيضًا.

(1) ص 148.

(2)

ص 88.

ص: 286

(12)

فائت الجمهرة والرد على ابن دريد وقف عليه البغدادي وأحال (1) عليه.

(13)

فائت العين.

(14)

فائت الفصيح جزء لطيف كنت رأيت منه نسخة قبل نحو خمسة أعوام عند من يحتكره وفي فهرست (2) ابن خير حدثني به أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن مكي عن أبي مروان عبد الملك بن سراج (ككتاب) عن أبي القاسم ابن الإفليلي عن أبي عمر بن أبي الحباب عن أبي علي البغدادي عن أبي عمر الزاهد -وهو في كراسة.

(15)

فائت المستحسن الآتي.

(16)

كتاب القبائل.

(17)

كتاب الجرجاني.

(18)

الكتاب الحصري (الأدباء الحضري) كتاب على الكلمات عمله للحصري وانحله إياه.

(19)

ما أنكره الأعراب على أبي عبيد فيما رواه أو صنفه كذا عند النديم وغيره وفي الأدباء والبغية أبي عبيدة ولعله تصحيف.

(20)

كتاب المداخَل هو الذي نعرضه على الأنظار ومر وصفه وذكر زيادات له عليه والحل أيضًا.

(21)

كتاب المرجان.

(22)

كتاب المستحسن في اللغة ومر فائته.

(23)

معجم الشعراء في الكشف فقط.

(24)

كتاب المكنون والمكتوم.

(25)

كتاب الموشح وفي الوفيات فقط الموضح.

(26)

كتاب النوادر لا أدري هل هو كتاب له أو هو نوادر أبي شبل العقيلي الذي قال فيه النديم (3) رأيته بخط عتيق بإصلاح أبي عمر الزاهد.

(1) الخزانية (3: 421).

(2)

ص 339.

(3)

ص 46.

ص: 287

(27)

كتاب اليواقيت أو الياقوتة وقف عليه صاحب (1) الخزانة وقال ابن خير (2) الإِشبيلي حدثني به الشيخ أبو عبد الله محمَّد بن عبد الرحمن بن معمر رحمه الله قال حدثني به الوزير أبو بكر محمَّد بن هشام بن محمَّد المصحفي قال حدثني به أبي رحمه الله وأبو الحسن علي بن محمَّد بن أبي الحسين قراءة مني عليهما وقالا معًا قرأناه على أبي سليمان عبد السلام بن السمح الموروري الشافعي قال قرأته ببغداد على أبي عمر محمَّد بن عبد الواحد المطرز الزاهد غلام ثعلب وذلك في شهري ربيع من سنة 334 هـ وذكر النديم خبر هذا الكتاب وكيف صح قال قرأت بخط أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي عليه وكان صدوقًا بحاثًا منقرا وكان أبو عمر .... ابتدأ بإملاء هذا الكتاب يوم الخميس لليلة بقيت من المحرم سنة 326 هـ في جامع المدينة مدينة أبي جعفر ارتجالًا من غير كتاب ولا دستور فمضى في الإملاء مجلسًا مجلسًا إلى أن انتهى إلى آخره وكتبت ما أملاه مجلسًا ثم رأى الزيادة فيه فزاد في أضعاف ما أملى وارتجل يواقيت أخر واختص بهذه الزيادة أبا محمَّد الصفار لملازمته وتكرير قراءته لهذا الكتاب على أبي عمر فأخذت الزيادة منه. ثم جمع الناس على قراءة أبي إسحاق الطبري له وسمى هذه القراءة الفذلكة فقرأ عليه وسمعه الناس ثم زاد فيه بعد ذلك فجمعت أنا في كتابي الزيادات كلها وبدأت بقراءة الكتاب عليه يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ذي القعدة سنة 329 هـ إلى أن فرغت منه في شهر ربيع الآخر سنة 331 هـ وحضَّرتُ النسخ كلها عند قراءتي نسخة أبي إسحاق الطبري ونسخة أبي محمَّد الصفار ونسخة أبي محمَّد بن سعد القُطْرَبلي ونسخة أبي محمَّد الحجازي وزاد لي في قراءتي عليه أشياء. فتوافقنا في الكتاب كله من أوله إلى آخره ثم ارتجل بعد ذلك يواقيت أخر وزيادات في أضعاف الكتاب واختص بهذه الزيادة أبو محمَّد وهب لملازمته. ثم جمع الناس ووعدهم بعرض أبي إسحاق عليه هذا الكتاب وتكون آخر عرضة يتقرر عليها الكتاب فلا يكون بعدها زيادة وسمى هذه العرضة البحرانية واجتمع الناس يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 331 هـ في منزله بحضرة (منله أبي العنبر) فأملي على الناس ما نسخته:

(1) انظر حوالاته (1: 11: 165 - 2: 525 - 3: 429).

(2)

ص 357 - وفي ص 60 إسناد ياقوتة الصراط في غريب القرآن عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم المقرئ عن أبي عمر، وعن أبي الحسين بن بشران عنه. ومن ذلك يظهر انهم كانوا يفرزون هذه الياقوتة بن جملة اليواقيت.

ص: 288

"قال أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد هذه العرضة هي التي تفرد بها أبو إسحاق الطبري آخر عرضة أسمعها بعده (بعدها) فمن روى عني في هذه النسخة هذه العرضة حرفًا واحدًا ليس من قولي فهو كذاب عليَّ وهي من الساعة

إلى الساعة

من قراءة أبي إسحاق على سائر الناس وأنا أسمعها حرفًا حرفًا". قال أبو الفتح وبدأ بهذه العرضة يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 331 هـ اهـ على طوله.

أقول ولله من قال:

فألقت عصاها واستقرَّ بها النوى

كما قرَّ عينًا بالإياب المسافرُ

قال العاجز وقفت بخزانة رامبور على نسخة مضبوطة صحيحة من شرح الفصيح تأليف أبي القاسم عبد الله بن عبد الرحيم الأصفهاني وقد بقيت في ملك الشيخ محمَّد الشيبي فاتح بيت الله الحرام. وثبت على الصفحة الأولى منه فصل من اليواقيت سطا عليه المجلد وهذا نصه وفصه: قال الفرَّاء (1) كلام الفصحاء من العرب أحببته فهو محبوب على غير القياس إلا أن عنترة جاء به على القياس وقال:

ولقد نزلتِ فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحب المكرم

ومن العرب من يقول حببته أحبه ومنهم من يقول إحِبُّه قال وأنشدني أبو ثروان:

إحِبّ لحبها السودانَ حتى

إحِبّ لحبّها سودَ الكلاب

قال الفراء فكسر الألف وفتح الباء. وسلطان "حتى" أن ترفع وتنصب وتخفض على ما نص .... من الإِعراب تقول من ذلك أكلت السمكة حتى رأسُها وحتى رأسِها وحتى رأسَها قال وأنشدني (2) الكسائي:

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله

والزاد حتى نعلُه القاها

ونعلَه ونعِله: وسلطانها على المـ[ـستقبل] .... فتنصبه وترفعه فنصه على بابه (أي بإِضمار أنْ) ورفعه على أن يكون في معنى الماضي. قال وقرأت القراء "وزُلزلوا حتى يقولَ الرسول" و"حتى يقولُ الرسول" أي حتى قال. وسمعت المبرد

(1) حكى مثله الأزهري عن الفراء أيضًا كما في اللسان.

(2)

لأبي مروان النحوي وللمتلمس.

ص: 289

يقول وقد سئل عنها فقال إذا رفع .... فمعناه وزلزلوا حتى الرسول قائل. وأنشد (1) ثعلب والمبرد جميعًا:

مطوتُ بهم حتى تكِلُّ مطيتهم

وحتى الجياد ما تُقاد بارسان

أي حتى كلّت مطيهم. قال الفراء: وأخبرني الكسائي أنه سمع العرب

سرت حتى أدخُلُها وحتى أدخُلَها وما زلت أسير حتى أدخُلُها وحتى أدخُلَها ولا أزال أسير حتى أدخُلها اهـ. من كتاب اليواقيت (2) لأبي عمر الزاهد.

(28)

كتاب يوم وليلة وتمام اسمه عند البغدادي في خزانته وقد (3) وقف عليه كتاب اليوم والليلة والشهر والسنة والدهر.

عليكرة (الهند):

عبد العزيز الميمني الراجكوتي

(1) لأمريء القيس.

(2)

قالوا إنّه أملى في آخر كتابه اليواقيت في اللغة قوله:

لما فرغنا من نظام الجوهرة

اعورْت العين وفُضَّ الجمهرة

ووقف الفصيح عند القنطرة

يريد بالجوهرة كتاب الياقوتة.

(3)

راجع حوالاته في الخزانة (1: 11 - 2: 291 - 3: 483 و 484).

ص: 290