المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه - بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني - جـ ٢

[عبد العزيز الميمني]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثالث نصوص محققة

- ‌ثلاث رسائل

- ‌المقدمة

- ‌مقالة "كلّا" وما جاء منها في كتاب الله لابن فارس

- ‌باب الوجه الأول من "كلا" وهو باب الرد

- ‌باب كلا إذا كانت تحقيقًا لما بعدها

- ‌باب الردع

- ‌باب صلة الأيمان

- ‌فهرسما جاء فيه "كلا" من كتاب الله سبحانه

- ‌كتاب "ما تلحن فيه العوام" للكسائي

- ‌رسالة شيخ الطريقة محيي الدين بن عربي إلى الإِمام ابن خطيب الري المعروف بالفخر الرازي

- ‌رسالة الملائكة

- ‌كلمة للناشر

- ‌رسالة الملائكة

- ‌فائت شعر أبي العلاء

- ‌زيادات ديوان شعر المتنبيء

- ‌وهذا جَدْول العلامات

- ‌استدراك

- ‌النُتَف مِن شِعر ابنِ رشيق وزميله ابنُ شرَف القيروانيّين

- ‌شعر ابن شرف من كتاب النُتف مِنْ شِعْرِ ابنِ رَشيق وَزميله ابن شَرَف

- ‌شعر أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد بن شَرَفَ الجُذاميّ

- ‌خاتمة

- ‌فهرس (شعر ابن رشيق) "على القوافي

- ‌القصيدة اليتيمة لدوقلة المنْبَجِيّ

- ‌شكوى الهجر والصدود

- ‌الفخر بأخلاق النفس

- ‌الربيع بن ضبع الفزاري

- ‌أخباره وشعره

- ‌أقدم كتاب في العالم على رأي أوجاويذان خرد

- ‌كتاب جاويذان خرد خلَّفه أوشهنج الملك وصية على من خلَفه

- ‌كتاب المداخلات أو المداخل لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد المطرز غلام ثعلب

- ‌أبو عمر الزاهد غلام ثعلب الحُفَظة اللغوي المحدث "وكتاب المداخَل له

- ‌أبواب مختارة من كتاب أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الأصبهاني

- ‌كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد

- ‌نسب عدنان وقحطان

- ‌كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما يَنبُتُ عليها من الأشجار وما فيها من المياه

- ‌السفر الأول من تحفة المجد الصريح في شرح الكتاب الفصيح

- ‌المجلد الأول من كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر

- ‌الفصل الأول: في أسامي جماعة من أهل اللغة (ق 2 ظ) / غير مراعى توتيب مواليدهم:

- ‌الفصل الثاني في أسامي كتب حوى هذا الكتاب اللغات المذكورة فيها، وهي:

الفصل: ‌كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه

‌كتاب أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما يَنبُتُ عليها من الأشجار وما فيها من المياه

رواية

أبي سعيد السيرافي عن أبي محمد السكّري

عن ابن أبي سعد الورّاق عن أبي الأشعث الكندي

عن عرّام بن الأصبغ السُلَمِيّ [الأعرابيّ]

(أوّل جُغرافيا الحجاز وتهامة)

عن

نسخة الكتبخانة السعيديّة المحرَّفة للغاية بحيدرآباد بالهند

بعناية

عبد العزيز الميمني بعليكَره الهند

ص: 355

هذا الكتاب كما تراه في نسختنا هذه يحمله ابن أبي سعد الورّاق عن أبي الأشعث الكندي، ويقول البكري في معجمه (1)(وجميع ما أُورده في هذا الكتاب عن السكوني فهو من كتاب أبي عبيد الله عمرو بن بشر بن مرثد السَكوني في جبال تهامة ومحالّها يحمل جميع ذلك عن أبي الأشعث الكنديّ عن عرّام بن الأصبغ السُلَمي الأعرابيّ)، وكذلك يقول ياقوت في رسم النَقِرة (قال أبو عبيد الله السَكوني هكذا ضبطه ابن أخت الشافعيّ بكسر القاف) فما لنا لا نترك إذنْ عزوه إلى أحد الرجلين ابن أبي سَعْد أو السكونيّ، ونُلزقه (2) بمُمليه وهو عَرّام؟ الذي لا محيد عنه.

ولا أعرف عنه غير أن البكري وياقوت وقفا عليه وانتشلا جُلّ ما فيه أو كلّه، وربّما ينقل البكري كلام عَرّام على طوله في نحو صفحة، كما فعل في عدّة أماكن تراها في التعليقات. ولكن عبارة ياقوت أوْفَقُهما لنسختنا هذه. وجعلت (مم) علامة لمعجم ما استعجم للبكري و (مي) علامة لمعجم البلدان لياقوت. وألمّ به الحاجّ خليفة (3) إلمامة خفيفة تدل على أنه لم يره رأي العين.

ويظهر أن نسخ الكتاب كانت مختلفة جدَّ اختلاف منذ قديم. وقد أورث هذا الاختلاف تضاربًا في الأقوال واختلافًا في تسمية الأماكن ووصفها وتحديدها فاحشًا غير هيّن. ولا أرى العناية برفعه الآن ونحن في القرن الرابع عشر إلَّا نوعا من الخبل وضربًا في حديد بارد، فتركته على غَرة بعد التنبيه عليه ولَفْت الأنظار إليه. هذا وترى عند البكري في رسم بُحرة ص 140 كلامًا عنه لا أثر له في هذه النسخة.

(1) 5 و 415 وترجم في الأدباء 1: 409 لأبي عبيد أو عبد الله السكوني ولكنه سمّاه أحمد بن الحسن بن إسماعيل.

رجعنا إلى طبعة مصطفى السقّا من معجم البكري للتثبت من النقول وكلما احتجنا إلى المراجعة (محمد اليعلاوي).

(2)

415.

(3)

باريس رقم 7242.

ص: 356

والذي عرفته عن عرّام بعد البحث والفحص الطويلين هو أنه كان في جملة (1) الأعراب الذين قدم بهم عبد الله بن طاهر خراسان وكان وليها سنة 317 هـ من قِبَل المأمون وهم: عرّام، وأبو العميثل، وأبو العَيسجور، وأبو العجنس، وعوسجة، وأبو العُذافر. أو ما يقوله ياقوت في رسم (ثاقل) بعدما روى قوله في معنى الأيدع وأردفه بما قاله اللغويون، ثم قال:(والصواب عندنا قول عَرّام لأنه بدويّ من تلك البلاد وهو أعرف بشجر بلاده الخ) وفي رسيم زَبيّة (كذا هو مضبوط في كتاب عَرّام) فلنستبشرْ إذنْ باكتشاف أوّل كتاب عَرَبيّ في جغرافيا الحجاز المقدس أمْلِيَ في بدء القرن الثالث ولله الحمد.

وأبوالأشعث عرفته بعد بُرهَة وهو عُزير بن الفضل بن فضالة بن مِخراق بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن مخراق الهذلي ذكر النديم (2) وياقوت له هذا الكتاب في ترجمته، ولكن في عنوان نسختنا هذه في اسمه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك والله أعلم.

والنسخة من ص 151 - 159 في المجموعة الحديثيّة الموجودة بالخزانة السعيدية بحيدرآباد. وأولها خلق أفعال العباد للبخاري، ورقم كتابنا هذا فيها 14، وجملة ما فيها من الرسائل القيّمة 27 رسالة وافق الفراغ من كتابتها في 18 جمادى الأولى سنة 786، وعلى طرّة الخاتمة (بلغ مقابلة على الأصل المنقول منه في مجالس آخرها في ليلة يُسفر صباحها عن يوم الخميس [من ذي] الحجّة الحرام سنة 787 كاتبه محمد بن علي

) ولكنّه مع هذه الدعوى الطنّانة الفارغة آية في التصحيف والتحريف، ولولا المعجمان (3) لم أَحْلَ منها بطائل. والله يشهد أن الفضل كل الفضل في بعث هذه الرسالة نشأةً أخرى وخلقَها كتابًا سَويًّا يعود إلى العِراض بالمعجمين. هذا وقد أورثني شكاية النساخ في أعمالي التي قمت بها حتى الساعة ضَجَرًا وشَنَفا وتكريرًا من القول وإعادة فأكتفي بهذا القدر ولا أُسهب.

وهذه الكتبخانة تعزى إلى المفتي محمد سعيد خان بحيدرآباد كان. وهو

(1) الأدباء ترجمة أبي سعيد الضرير. ونقل في التاج (حتل) بيتًا في إحليل عن عرّام بن الأصبغ.

(2)

الفهرست 114 الأدباء 5: 56.

(3)

أي معجم البلدان لياقوت (ورمز إليه بـ: مي) ومعجم ما استعجم للبكري (ورمزه: م. م)(محمد اليعلاوي).

ص: 357

جوهرة هذه العائلة العالمة العربيّة التي أقامت بسواحل جَنوب الهند أكثر من ثلثة قرون (بيجابور، كُوْوَهْ، بِيدَرْ، أركات، مَدْراس)، وفي، هذه انتقل المرحوم سنة 1284 هـ إلى حيدرآباد، بعد أن تبدّد شَمْل الإِمارات الإِسلامية الوطنيَّة هناك بتخاذلهيم أمام الأُمّة الأجنبيّة التي جاءتهم بما لا قِبَلَ لهم به، حيث عُيّن قاضيًا ثم مُفتيًا وتوفّي سنة 1312 هـ. وكان ورث هذه المجموعة عن أسلافه وزاد إليها ما جمعه من الأعلاق فصارت 2120 نسخة خطّيّة أغلبها في الفقه والحديث، ومعظمها مما جُلب من البلاد العربيّة التي كانت لهم بها صِلةٌ. وقد طبعوا عنها بيانًا مختصرًا بالإنكليزية ونشروه سنة 1937 م وذكروا هذه الرسالة في صفحته الأخيرة.

وفي الختام أقدّم دواعي الشكر الخالص والودّ المَحْض إلى مُديرها الشابّ الفاضل الصالح شاه محمد غوث وإلى صديقي الكريم الفاضل المتفنّن الأستاذ عبد القدوس الهاشمي لأنه حفظه الله تكلّف نسخها أوّلًا بخطّ يمينه حتى أمكنني بعد ذلك معارضتها بالأصل في إلمامتي بحيدرآباد في وسط يوليه سنة 1938 بمعونة الأستاذ الفاضل إبراهيم بن أحمد حمدي مُدير كتبخانة شيخ الإِسلام بالمدينة المنوَّرة حفظهم الله وأمتع بهم.

غرة رجب الفرد سنة 1357 هـ

38 أغسطس سنة 1938 م

عبد العزيز الميمني عليكَره - الهند

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي أنبأ أبو محمد عبيد الله بن عبد الله السكّري قراءة عليه ثنا (*) عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن الورّاق المعروف بابن أبي سعد، ثنا عبد (* *) الرحمن بن محمد بن عبد الملك أبو الأشعث قال:

أملَى عليَّ عَرّام بن الأصبغ السُلَميّ قال:

(*) وفي تصحيف العسكري نسخة مصر ق 6 و 16 ب (طبعة 1908 م ص 8 و 03) أخبرنا أبو العباس بن عمّار أخبرنا عبد الله بن أبي سعد الوراق الخ وأصلنا بابن أبي سعيد. وابن أبي سعد عند النديم 47 أيضًا.

(* *) سمى النديم وياقوت أبا الأشعث صاحب جبال تهامة عزيز بن الفضل كما مرّ لنا في المقدّمة.

ص: 358

أسماء جبال تهامة وسُكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه.

أولها (رَضْوَى)(1) من يَنْبُع على يوم ومن المدينة على سبع مراحل، ميامنة طريق المدينة (2) ومياسرة طريق (البُريراء)(3) لمن كان مُصعِدا إلى مكة. وأهو، على ليلتين من البحر. وبحذائه أعَزْوز، وبينه وبين رضوى طريق المُعْرِفة تختصره العرب إلى الشام وإلى مكة وإلى المدينة بين الجبلين قدر شوط فرس. وهما جبلان شاهقان منيعان لا يرومُهُما أحد. نباتهما الشوْحط والقَرَظ والرَنف وهو شجر يشبه الضَهْيأ والضَهْيَا شجر يشبه العُنّاب تأكله الإِبل والغتم لا ثمر له، وللضَهْيَأ ثمر يشبه العَفْص لا يؤكل وليس له ريح ولا طعم، وفي الجبلين جميعًا مياه أوشال والوشل ماء يخرج من شواهقه لا يطورها أحد ولا يعرف منفَجَرُها. وليس شيء من تلك الأوشال يجاوز الشفةَ وأنشد في (4) الرِمْث يصف جبلًا:

مراتعه رَفْفٌ فملْقَى (*) سيالِه

مَدافع أوشال [يَصب] مَعينها

ويسكن دارهما وأحوازهما (* *) نهد وجُهينة في الوَبرِ خاصة دون المَدَر ولهم هناك يسار ظاهر. ويصبّ الجبلان في (وادي غيقة) وغيقة يصبّ في البحر ولها مُسُك (5) تمسك الماء واحدها مَسَاك. ومن عن يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى (6)(يَنْبُعُ) وبها منبر وهي قرية كبيرة غناء، سُكانها الأنصار وجهينة وليث أيضًا وفيها عيون عِذاب غزيرة وواديها (يَلْيَل) يصبّ في غَيقة. و (الصفراء)(7) قرية كثيرة النخل والمزارع وماؤها عيون كلّها و [هي] فوق ينبع مما

(1) رضوى: مي مم 415.

لقد رقّم العلامة الميمني الأماكن بأرقام متسلسلة في الطرّة وجعل كل موضع بين قوسين () وجمع أسماءها في الفهرست آخر الكتاب (م. ي.).

(2)

كذا مم وفي مي مكة.

(3)

الأصل البربر وفي مم البر وفي مي البريراء.

(4)

الأصل (وأنشد في) ولكن الخَلل لم يَزل بعد لأن الرمث وهو مرعى الإبل من الحَمْض لم يتقدم ذكره، ثم أن الوارد في الشاهد إنما هو الرَنْف.

(*) الأصل فملغى

برافع أو شال يربّ، ولم أقف على البيت في مظنة أخرى ويرث كذا هو وأنا أنكره.

(* *) الأصل أجوادهما.

(5)

الأصل ولها مساك وهو موضع يمسك الماء واحدها مساك والإصلاح من مم.

(6)

زيادة في المعجمين راجعهما 415.

(7)

في مي وفي مم ما يشبه.

ص: 359

يلي المدينة وماؤها يجري إلى ينبع. وهي لجهينة والأنصار ولبني فِهْر ونَهْد، ورضوى منها من ناحية مغيب الشمس [على يوم]، وحواليها قِنَان واحدها قُنّة وضعاضع صغار واحدها ضعضاع. والقِنان والضعاضع جبال صغار لا تسفَى. وفي يَلْيَل هذه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من أعذب ما يكون من العيون وأكثرها ماء تجري في رمل فلا تمكن الزارعين غلّتها (1) إلا في مواضع (1) يسيرة من أخاء (2) الرمل، وفيها نخيل ويتخذ البقول والبطيخ وتسمّى هذه العين (البُحير)(3) و (الجار)(4) على شاطئ البحر ترفأ إليه السُّفُن من أرض الحبشة ومصر ومن البحرين والصين، وبها منبر، وهي قرية كبيرة آهلة شِرب أهلها أمن، البُحير. وبالجار قصور كثيرة. ونصف الجار في جزيرة من البحر تكون ميلًا في ميل لا يُعبر إليها [إلا] في سُفُن، وهي مرفأ (5) للحبشة خاصة [يقال لها](قَرَاف)، وسكانها تجار لنحو (4) أهل الجار يؤتَوْن بالماء من على فرسخين [من (6)] وادي يَلْيَل [الذي (7)] يصب في البحر ثم من عُدوة غَيقة اليسرى يلي المدينة [من (8)] عن يمين المُصعد إلى مكّة من المدينة وعن يسار المُصعد من الشام إلى مكة جبلان يقال لهما ثافل (9) الأكبر وثافل الأصغر) وهما (10)[لبني] ضمرة خاصَة وهم أصحاب (11) حِلال ودَعَة ويسار، وبينهما ثنية لا تكون ترمية سهم، وبينهما وبين رضوى وعَزْوَرٍ ليلتان، نباتهما العَرْعَر والقَرَظ والظَيّان والأيدَع والبَشام. وللظَيان ساق غليظة وهو شاك أي غليظ الشوك ويُحتطب وله سِنْفة كسِنفة العِشْرِق والسِنفة ما تدلَّى من الثمر وخرج عن أغصانه. والعِشْرِق وَرَق يشبه الحَنْدَقُوْقَا مُنْتِنَة الريح والأيدَع شجر يشبه الدُلب إلَا أن

(1) من مم والأصل (عليهما)، (كثيرة).

(2)

الأصل أخباء.

(3)

وكذا مي (البُحير) ولكن في مم 608 البحيرة.

(4)

مي ومم 333 بزيادة.

(5)

الأصل برية والتصحيح من مم وفي مي مرسى.

(6)

من مي واصلنا محرّف.

(7)

من مم. قال والصحيح أن يليل يصب في [غيقة- م. ي.] وغيقة تصب في البحر.

(8)

منى.

(9)

مم 90 ومي.

(10)

بن بكر بن عبد مناة- مي.

(11)

مي: جَلال ورُغبة ومم: حِلال ويرعى ولعله الصواب.

ص: 360

أغصانه أشدّ تقاربًا من أغصان الدُّلب لها وردة حمراء ليست (1) طيّبة الريح وليس لها ثمر، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر شيء من أغصانها وعن السدر والتَنضُب والشَهَامة، لأن هؤلاء جميعًا ذوات ظلال يسكن الناس فيها من البرد والحَر وللتنضب (2) ثمر يقال له الهُمَّقِع يشبه المِشْمِش يؤكل طيبًا، وللسَرْح ثمر يقال (3) له الآعُ يشبه الموز وأطيب منه كثير الحَمْل جِدًا. وفي ثافل الأكبر عِدّة آبار في بطن واد يقال له (يَرْثد)(4)، يقال للآبار الدباب وهو ماء عذب كثير غير منزوف أناشيط (*) قدر قامة. وفي ثافل الأصغر ماء في دَوَار في جوفه يقال له (القاحة)(5) وهما (6) بئران عذبتان غزيرتان، وهما جبلان كبيران شامخان، وكل جبال تهامة تنبت الغَضْوَر. وبينهما وبين رضوى وهَزْوَرٍ سبع مراحل، وبين هذه الجبال جبال صغار وقراددُ وينسب إلى كل جبل ما يليه، ولمن صدر من المدينة مُصْعِد أؤل جبل يلقاه عن يساره (وَرِقان)(7) وهو جبل أسود عظيم كاعظم ما يكون من الجبال ينقاد من سَيَالة إلى المتعشَّى بين العَرْح والرُوَيثة، ويقال للمتعشى (الجِيُّ)(8). وفي وَرِقان الشجر المُثْمِر كله، وفيه القَرظَ والسُماق والرُمان والخَزَم، وأهل الحجاز يسمّون السُماق الضَبْح (* *) وأهل نجد (9) يسمّونه العَرْتَن واحدته عرتونة. والخَزَم شجر يشبه ورقه ورق البَرْدي وله ساق كساق النخلة تُتخذ منه الأرشية الجياد، وفيه أوشال وعيون وقِلات، سُكانه أوس من (10) مُزينة أهل عمود ويسارهم قوم صدق. وبسفحه من عن يمينٍ (سَيالةُ ثم الروحاءُ ثم الرُويثةُ) ثم الجِيُّ ويعلو (11) بينه وبين قُدْسَ الأبيض ثنية بل

(1) الأصل ليست تجد طيب الريح.

(2)

الأصل: للسدر.

(3)

الأصل (له اللكاي يشبه) الإصلاح من. ل.

(4)

من مي. واصلنا ريد: في مم 5 أرشد.

(*) جمع أنشاط بالفتح ويكسر بئر قريبة يخرج منها الدلو بجذبته.

(5)

مي مم 724.

(6)

مي: ولها.

(7)

مي ومم 841.

(8)

مي مم 187.

(* *) في القاموس أنه المقل إذا نضج وفي مم الضِمْخ.

(9)

مم 841 جَنَد

(10)

مي: بن.

(11)

الأصل وبينه: في مم رسم قدس ويقطع بينه.

ص: 361

عَقَبة يقال لها (رَكوبةُ)(1). و (قُدْس) هذا جبل شامخ ينقاد إلى المتعشّى بين العَرْج والسُقيا، ثم (3) يقطع بينه وبين قُدْسَ الأسود عَقَبة (4) يقال لها (حَمْت)(5). ونَبات القُدسين جميعًا العَرْعَر والقَرَظ والشَوحط و [العسكب](* *) شجر له أساريع كأنها الشُطَب التي في السيف يُتخذ منها القِسِيّ. والقُدسان جميعًا لمزينة، وأموالهم ماشية من الشاء والبعير أهل عمود وفيها أوشال كثيرة، ويقابلها من غير الطريق المصعد جبلان يقال لهما (نَهْبان)(6) نهب الأسفل ونهب الأعلى وهَما المزينة ولبني ليث فيها شِقْص، ونباتهما العَرْعَر والإثرار وقد يُتخذ من الإِثرار الفَطِران كما يُتَّخذ من العَرعَر، وفيهما القَرَظ، وهما مرتفعان شاهقان كبيران. وفي نهب الأعلى ماء في دَوار منِ الأرض بئر واحدة كبيرة غزيرة الماء عليها مباطخُ (7) وبُقول ونَخَلات يقال لها (ذو خَيْمى)(8)، وفيه أوشال وفي نهب الأسفل [أوشال](9) يفرَق بينهما وبين قُدْسَ ووَرِقان الطريقُ. وفيه (العَرْج) ووادي العرج يقال له (مُسَيحة)(10)، نباته المرخ والأراك والثمام، ومن عن يسار الطريق مقابلا قُدسًا (11) الأسود جبل من أشمخ ما يكون يقال له (آرة)(12) وهو جبل أحمر تخِرّ (13) من جوانبه عيون عن كل عين قرية، فمنها قرية غنّاء كبيرة يقال لها (الفُرُع)(14) وهي لقريش والأنصار ومزينة. ومنها (أُمّ العِيال)(15) قرية صَدَقةِ فاطمةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها قرية غناء كبيرة يقال لها (المَضِيق)(16)، ومنهما قرية يقال لها (المَحْضة)(17) ومنها قرية يقال لها (الوَبْرة)(18) وبها قرية يقال لها (خَضِرة)(19) ومنها قرية يقال لها (الفَغْوة)(20) تكتنف آرة من جميع جوانبه. وفي كل هذه القرى

(1) مي مم.

(2)

مي مم 728.

(3)

الأصل ينقطع والإصلاح من مي ومم.

(4)

الأصل وعقبته.

(5)

منهما والأصل خمت.

(* *) شجر والأصل (السقب) وانظر.

(6)

مي مم 739.

(7)

جمع مَبطخة بالفتح موضع البطيخ.

(8)

وكذا مي وفي مم ذو خيم.

(9)

من مي.

(10)

من مم والأصل كشيحة وراجع رقم 79.

(11)

كذا مصروفا.

(12)

مي مم 738.

(13)

مم تنفجر وفي مي تخرج.

(14)

مي (الفرع) مم 707.

(15)

مي مم 100.

(16)

مي مم 739.

(17)

مي مم 229.

(18)

مي.

(19)

مي مم 321.

(20)

كذا مي وفي مم و 729 و 716 قريه الفعْو.

ص: 362

نخيل وزروع، وهي من السُقيا على ثلاث مراحل، من عن يسارها مطلع الشمس، وواديها يَصُب على الأبواءِ ثم في (ودّان)(1) وهي من أمهات القرى، لضَمْرة وكنانة وغفار وفِهْر قريش، ثم في (الطُريفة)(2) قرية ليست بالكبيرة على شاطئ البحر. واسم وادي آرة (حَقْل)(3)، وقرية يقال لها (وَبِعان)(4)، و (خَلْص (5) آرة) واديه قرىً وأجزاع ونخل وقد قال فيه الشاعر (6):

فإن بَخْلص فالبُريراء فالحَشا

فوَكْد إلى النقعاء من وَبِعان

جواريَ من حَيَّي عِداء كأنها

مَها الرمل ذي الأزواج غير عَوان

جُنِنَّ جنونا من بعول كأنها

قرود تَنازَى في رِياط يمان

ثم يتصل (ذَرَة)(7) وهي جبال كثيرة متصلة ضعاضع ليست بشوامخ دواراها (8) المزارع والقرى، وهي لبني الحارث بن بُهثةَ بن سُليم، وزروعها أعذاء، ويسمون الأعذاء العَثَري، وهو الذي لا يُسْقَى. ومنها (9) مَدَر وأكثرها عَمود، ولهم عيون في صخور لا يمكنهم أن يُجروها إلى حيث ينتفعون به، ولهم من الشجر العَفار والقَرَظ والطَلْح والسِدر بها كثير وَالنَشَم وألتَألب، وقد يعمل من النَشَم القِسِي والسهام، وهو عيدان (10) لا ورق له، والإِثرار [و] له ورق يشبه ورق الصَعتر وشوك نحو شوك الرُمان ويُقدح تارة إذا كان يابسًا فيقتدح سريعًا، والعَفار وردة بيضاء طيبة الريح كأنها السوسن. وتطيف بذَرةَ قرية من القرى يقال لها (جَبَلة)(11) و (السِتارة)(12) قرية

(1) مي ومم 840 وانظر 50.

(2)

مم 453.

(3)

كذا في مي وفي مم 294 حَقيل.

(4)

مي مم 835.

(5)

مي مم 316.

(6)

مم 739. مي (وبعان وخلص). والترتيب في أصلنا 1، 3، 2، وهي منسوبة لأبي المزاحم في مم 297 وفيه فوكز.

(7)

وكذا مي وفي مم 739 و 383. ذكروة.

(8)

مي: (في ذراها).

(9)

مم هي وفي مي ومنها.

(10)

الأصل حيطان.

(11)

مي.

(12)

مي.

ص: 363

تتصل بجَبَلَة، وواديهما واحد يقال له (لَحْف)(1) ويزعمون أن جبلة أول قريِة اتخذت بتهامة، وبجبلة حصون منكرة مبنية بالصخر لا يرومها أحد. ومن شرقي ذرَة قرية يقال لها (القَعْر)(2)، وقرية يقال لها (الشَرْع)(3) وهما شرقيتَان، في كُل واحدة من هذه القرى مزارع ونخيل على عيون، وهما على واد يقال له (رُخيم)(4)، وبأسفله قرية يقال لها (ضَرْعاء)(5)[فيها] قصور ومنبر وحصون يشرك بني الحارث فيها هذيل (6) وغاضرة بن صعصعة. ثم يتصل (شَمَنْصِير)(7) وهوجبل مُلَمْلَم لم يَعْلُه قط أحد، ولا [أ] دري ما على ذِروته، وبأعلاه القرود، ويقال إن أكثر نباته النبع والشَوحط عليها النخيل والحُمّاض (8). وفي كل جبال تهامة الشقع (*) نبت [في حَدورها (* *)]، والحماض التبن والشقح الريباس. ويطيف بشَمَنْصِير من القرى قرية كبيرة يقال لها (رُهاط) (9) وهي بواد يسمى (غُرانا) (10) وأنشد:

فإن غُرانا بطنُ واد أحبه

لساكنه عهدٌ على وثيقُ

وبغربيه قرية يقال لها (الحُدَيبيَة)(11) ليست بالكبيرة، وبحذائها جبل صغير يقال له (ضُعاضِع)(12) وعنده حَبْس يجتمع عنده الماء، والحَبْس حجارة مجتمعة يوضع بعضها على بعض قال بعض الشعراء:

(1) كذا مي وفي مم 494 و 393 لَقُف وانظر 169.

(2)

كذا مي وفي مم 750 و 384 القَعْواء.

(3)

أخلّ به المعجمان. ولكنّه مذكور في مي (القَعْر).

(4)

مي مشكولا كعليم مم 403 مضبوطا ككميت.

(5)

كذا مي شمنصير أو في مم 384 ضرْغد.

(6)

كذا مم 384 وفي مي عامر.

(7)

مي ومم (812/ 810).

(8)

وفي مي الحمص.

(*) لا معنى له ولا أعرف صوابه وأما الريباس فهو نبت ذكره المجد ولكن في اللسان عن التهذيب قال شمر لا أعرف للريباس اسمًا عربيًّا هذا يذهب إلى أن الريباس لا مرادف له عربيًّا وهو خلاف ما هنا.

(* *) الأصل حروزها والله أعلم.

(9)

مي مم 435.

(10)

مي مم 693 وتأتي 81 والبيت فيهما 813.

(11)

هـ ا 373.

(12)

هـ امي مم 813 وفيهما البيت. وضعا ضع ذكره المجد.

ص: 364

وإن التفاتي نحو حَبْس ضُعاضع

وإقبال عيني الصَبا لَطويلُ

فهؤلاء القُرَيات لسعد وبني مسروح و [سعد (1) هذه] هم الذين نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولهذيل فيها شيء ولفَهْم أيضًا، ومياههم بثور وهي أحساء وعيون [و] ليست بآبار (2). ومن الحديبية إلى المدينة تسع مراحل وإلى مكة مرحلة وميل أو ميلان. ومن (3) عن يمين آرة ويمين الطريق للمصعد (الحَشا)(4) وهو جيل الأبواء، وهو بواد يقال له (البُعْق)(5)، وبكنفه (6) الأيسر واد يقال له (شَس)(7) وهو بلد مَهْيَمَة بَوباة لا تكون بها الإِبل تأخذها الهُيام عن نُقوع بها ساكرة لا تجري، والهُيام حُمى الإبلِ، وهو بجبل مرتفع شامخ ليس به شيء من نبات غير الخَزَم والبشام وهو لخُزاعة وضمْرة. قال الشاعر (8) في البَعْق:

كأنك مردوع بشَس مطرد

يُقارفه من عَقرة البُعْق هِيمُها

والأبواء منه على نصف ميل، ثم (هَرْشَى)(9) وهو في أرض مستوية وهي هضبة مُلَمْلَمة لا تُنبت شيئًا [و] أسفل منها (وَدان)(10) على ميلين ما يلي مغيب الشمس يقطعها المصعدون من حُجاج المدينة وينصبون منها منصرفين (11) إلى مكة. ويتصل بها ما يلي مغيبَ الشمس من عن يمينها بينها وبين البحر (خَبْت (12) والخبت الرمل الذي لا يُنبت غير الارْض وهو حَطب وقد يُدبغ [به](13) أسقيه اللبن خاصة وفيها

(1) من مم 13، وكما هنا في مي (رهاط).

(2)

من مم 813 والأصل (لها).

(3)

من مي (الحشا) والأصل (ومن عين عيزارة).

(4)

مي مم 296.

(5)

مي مم 297.

(6)

من مم 397 والأصل (ألبعق واد يكتنفه اليسرى يقال لها).

(7)

مي مم 297 و 821 وراجع 170.

(8)

البيت عنه في مي ومم 297، ومنه إصلاح الأصل ومي (يفارقه من عقدة). والبيت أحد ثلثة لكثير عزة في مي (شس).

(9)

مي مم 828.

(10)

مر برقم 36.

(11)

منهما واصلنا (من).

(12)

مي (هرشي وخبت) مم (829/ 1351).

(13)

مني والأصل بدل اسقية (اشفية) ثم رأيته على صواب في مم (829/ 1351).

ص: 365

متوسطا للخَبتْ جُبيل أسود شديد السواد [صغير](1) يقال له (طَفيل)(2). ثم ينقطع عند (3) الجبال من عن يَمنة وَيسرة. وعلى الطريق من ثنية هرشى بينها وبين الجُحفة ثلثة أودية مسميات منها (غَزال)(4) وهو واد يأتيك من ناحية شَمَنْصِيرَ وذَرَةَ وفيه (5) ماء آبار، وهو لخزاعة خاصة وهم سُكانه أهل عمود و (ذو (6) دَوْران) وهو واد يأتيك أيضًا من شمنصير وذَرَةَ [وبه](7) بئران معلومتان يقال لإحداهما (رُحْبة) وللأخرى (سَكوبة) وهو لخزاعة أيضًا. والثالث (كُلَية)(8) وهو واد يأتيك أيضًا من شمنصير وذَرة. وكل هذه الأودية تُنبت الأراك والمَرْخ والدَوْم وهو المُقْل والنخل وليس هناك جبال (9). [و] بِكُلَية على ظهر الطريق ماء آبار يقالُ للآبار كُلَية وبهن يسمّى الوادي، وبأعلى كُلية هذا أجبل (10) ثلثة صغار منفردات من الجبال يقال لهن (شنائك (11) وهي لخزاعة. ودون (12) الجُحفة على ميل (غدير خُم)(13) وواديه يصب في البحر لا يُنبت غير المرخ والثُمام والأراك والعُشَر، وغدير خُمّ هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء أبدا من ماء المطر، وبه أناس من خُزاعة وكنانة غيركثير. ثم (الشَراة)(14) وهو جبل مرتفع شامخ في السماء تأويه القرود، يُنبت النبع والشوحط والقَرَظ وهو لبني ليث خاضة ولبني ظَفَر من بني سُليم، وهو من دون عُسفان من عن يسارها.

(1) من مي.

(2)

مي مم 829.

(3)

كذا ويمكن أن يكون صوابه (عنه).

(4)

مي مم 829 و 695.

(5)

منهما والأصل وفيها.

(6)

مي مم 825 و 354 ومنهما الإصلاح وأصلنا دوران.

(7)

من مي.

(8)

مي مم 829 و 475.

(9)

من مي.

(10)

من مم 829 والأصل جبال.

(11)

كما في مي وفي مم 829 و 786 سنابك وأصلنا شنايل.

(12)

كما في مي وأصلنا (ودور الجحفة هذا جبال ثلثة صغار منفردات من الجبال على ميل) كأنه كرر ما مضى.

(13)

مي مم 829 و 318.

(14)

مي ولكن في مم 804 شراءِ.

ص: 366

وفيه عَقَبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك [من](1) عُسفان يقال لها (الخَريطة)(2) مصعدة مرتفعة جدًّا، والخريطة تلي الشراة جبل صلد لا يُنبت شيئًا. ثم يُطْلَع من الشَراة على (ساية)(3) وهو واد بين حاميتين وهما حَرتان سوداوان به قرى كثيرة مسماة وطرق كثيرة من نواحي كثيرة، فاعلاها قرية يقال لها (الفارع)(4) بها نخل كثير وسُكّانها من كل أفناء الناس، ومياهها عيون تجري تحت الأرض فُقُر كلها والفُقُر والقُنِيّ واحد وواحد الفُقُر فقير. ثم أسفل منها (مَهاج)(5) وهي قرية كبيرة غنّاء بها ناس كثير وبها منبر، ووالي ساية من قِبَل صاحب المدينة، وفيها نخيل ومزارع وموز ورُمان وعنب، وأصلها لِوالد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيها من أفناء الناس وتجار من كل بلد. ثم خيف يقال له (خيف (6) سَلام) والخَيف ما كان مجنبًا عن طريق الماء يمينًا وشمالا متسِعًا، وفيه منبر وناس كثير من خزاعة، ومياهها فُقُر أيضًا، وباديتها قليلة وهي جشم وخزاعة وهذيل. وسَلَام هذا رجل من أغنياء هذا البلد من الأنصار. وأسفل من ذلك (خيف (7) ذي القبر) وليس به منبر وإن كان آهلًا، وبه نخيل كثير وموز ورُمَان، وسُكانه بنو مسرُوح وسعدُ كِنانة وتجار الفاق (8)، وماؤه فُقُر وعيون تخرج من ضَفّتي الوادي كلتيهما، وبقبر أحمد بن الرِضا سُمى خيف ذي القبر وهو مشهور (9) به. وأسفل منه (خيف (10) النَعَم) به منبر وأهله غاضرة وخزاعة وتجار بعد ذلك وناس، وبه نخيل ومزارع وهو إلى (11) والي عُسفان، ومياهه عيون خرارة كثيرة. ثم (عُسفان)(12) وهو على ظهر الطريق لخزاعة خاصّة،

(1) من مم.

(2)

مم 804 أخلّ به مي وهو فيه في الشراة.

(3)

مي مم 804.

(4)

مي مم 708.

(5)

في مم 804.

(6)

مي مشددا مضبوطا مم 804 مخففا.

(7)

مي مم 804.

(8)

من مي وهي الصحراء والأرض المتسعة واصلنا الفاف.

(9)

البكري وزعم محمد بن علي بن حمزة العلوي أن هذا غلط ليس للرضا ولد غير علي بن موسى وقبره ببغداد.

(10)

كذا مي وفي مم 805 خيف النعمان.

(11)

مي: إلى عسنان مم: وهو والي.

(12)

مي مم 805.

ص: 367

بها منبر ونخيل ومزارع كثيرة. ثم البحر ويذهب عنك الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين مَر الظَهْران يقال لواد منها (مَسِيحة)(1) وواد يقال له (مُدْرَكة)(2) وهما واديان كبيران بهما مياه كثيرة، منها ماء يقال له (الحُدَيبِيَة)(3) بأسفله (4) مياه تنصب من رئُس الحَرة مستطيلين إلى البحر، ثم (مَر الظَهْران)(5) ومَر هي القرية والظهْران الوادي، وبمَر عيون كثيرة ونخيل وجُميز، وهي لأسلم وهذيل وغاضرة، ثم تخرج منه في طريق ثم تؤم مكة منحدرًا من ثنية يقال لها (الجَفْجف)(6) وتتخذُ في حد مكة [في (7)] واد يقال له (وادي (8) تُرَبَةَ) ينصب إلى (9)(بستان ابن عامر)، وأسفله بِركة (10) لبني هلال، وحواليه من الجبال (السراة (11) ويسوم وقِرْقِد ومعدن البُرْم)، وجبلان يقال لهما (سُوانان)(12) واحدهما سوان، وهذه الجبال كلها لغامد ولخثعم ولسَلول ولسُواءةَ بن عامر ولخَولان ولعَنزَة، وكل هذه الجبال يُنبت القرَظَ، وهي جبال متقاودة بينها فُتوق، وقال الشاعر (13) يصف غيثًا:

أنْجَدَ غوري وحَن مُتْهِمُهْ

وآستن بين رَيقَيه حَنْتَمُهْ

وقلتُ أطراف السَراة مَطْعَمُهْ

وفي جبال السراة الأعناب وقصب السُكر والقَرَظ والإِسحل وفي كل هذه الجبال

(1) مي ومر برقم 27.

(2)

مي.

(3)

مي مم ومرّت.

(4)

من مي (المدركة) وأصلنا (بضأن من رؤس الخ).

(5)

مي مم 805 و 520.

(6)

مي وأخلّ بها مم.

(7)

من مي.

(8)

مي مم 805 و 195 والتنبيهات على الإصلاح 58.

(9)

كذا مم وفي مي: في. وانظر لهذا البستان الاقتضاب 226.

(10)

كذا وفيهما (وأسفل تربة لبنى) ولهذه الصواب وبركة تصحيف.

(11)

كذا في مي وفي مم 805، (من الجبال يسوم وبدبد معدن البرام، وانظر لمعدن ألبرم رقم 105.

(12)

مي مضبوطًا بالضم (ولكنه أغرب في أدراجه في باب الشين أيضًا شوانان بكل الشين المعجمة بالفتح) أو في رسم السراة وفي مم 805 و 791 مضبوطًا بالفتح واصلنا بالشين.

(13)

في مي والسراة.

ص: 368

نبات وشجر من الغَرَب والبَشام، إلا يسوم وقِرْقِد (1) فإنهما (2) لا يُنبتان غير النبع والشوحط، ولا يكاد أحد يرتقيهما إلا بعد جهد، وإليهما تأوي القرود، وإفسادها على أصحاب قصب السكر كثير. وفي هذه الجبال أوشال عِذاب وعيون، غير قِرْقِد ويسوم فليس فيهما إلَّا ما يُجمع في القِلات من مياه الأمطار بحيث لا يُنال ولا يُعرف مكانه، وقال الشاعر (3) في يسوم وقِرْقِد:

سمعتُ وأصحابي تَحُث ركابُهم

بنا بين رُكن من يسومَ وقِرْقِد

فقلت لأصحابي قِفوا لا أبا لكم

صدورَ المطايا إن ذا صوت مَعْبد

والطريق من بستان ابن عامر إلى مكة على (قَفَل)(4) وقَفَل الثنية التي تُطلعك على قرن المنازل حيال الطائف تُلْهِزك من عن يسارك وأنت تؤم مكة متقاودة، وهي جبال حُمر شوامخ أكثر نباتها القَرَظُ.

ومن جبال مكة (أبو قُبيس) ومنها (الصَفا) و (الجبل (5) الأحمر) وجبل أسود مرتفع يقال له (الهَيلاء)(6) يُقطع منه الحجارة للأرحاء، و (المروة)(7) جبل إلى الحُمرة ما هو، و (ثَبير) جبل شامخ يقابله (حِراء)(8) وهو جبل شامخ أرفع من ثبير في أعلاهُ قلّة شامخة زَلوج ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتقى ذِروتَه ومعه النفر من الصحابة فتحرك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكُنْ حِراءُ، فما عليك إلا نبيّ أو صِديق أو شهيد (9) وليس في شيء (10) منهما ماء. ثم جبال (عَرَفات) تتصل بها (جبال

(1) من مي (يسوم وترتد) وفي مم 805 و 142 ابَدْبَد وأصلنا فرقد.

(2)

الأصل مالهما.

(3)

مي (يسموم وقرفد) مم 805، ومعبد هو المغني المعروف صاحب قصبات السَبْق.

(4)

كذا مي وفي مم 805 قفيل.

(5)

أخلا به.

(6)

مي وأخل بذمم.

(7)

هما.

(8)

مي.

(9)

زاد مي: وليس بهما نبات ولا في جميع جبال مكة إلا شيء يسير من الضيهأ يكون في الجبل الشامخ وليس في شيء منها ماء.

(10)

منّي والأصل منها وهو صحيح أن كان الخرم.

ص: 369

الطائف) وفيها مياه كثيرة أوشال وكظائمَ (1) يَفِر (2) منها المُشاشُ (3)، وهو الذي يخرج بعَرَفات. ويتصل إلى مكة اثنى عشر ميلًا على طريق الجَوْف (4) إلى اليمن (قُعيقعان)(5) قرية بها مياه وزروع ونخيل وفواكه وهي اليمانية. وبين مكة والطائف قرية يقال [لها](6)(راسب)(7) لخثعم، و (الجوبة؟)(*) قرية للأنصار، والمعدن (معدن (8) البُرْم) وهي كثيرة النخيل والزروع والمياه مياه آبار يسقون زروعهم بالزرانيق.

و (الطائف)(9) ذات مزارع ونخيل وموز وأعناب وسائر الفواكه، وبها مياه جارية، وواديه ينصب منها إلى تَبالة، وجُل أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش- و (غُويث)(10) من اليمن وهي من أمهات القرى، و (مُطار)(11) قرية من قراها كثيرة الزرع والموز، و (تَبالة) أكبر منها بينهما ليلتان. وبالطائف منبر وبتبالة منبر وأهلها (12) سَلول وعقيل وغامد وعامر بن ربيعة وقيس كُبة (13). وفي حد تبالة قرية يقال لها (زَبية)(14) وقرية يقال لها (بِيشة)(15) و (تثليث)(15) و (يَبَمْبَم)(16) و (العقيق (17)

(1) جمع كِظامة وكظيمة فم الوادي وبئر حبب بينهما مجرى في بطن الأرض.

(2)

يزيد منها.

(3)

المشاشة الأرض الصلبة تتخد فيها ركايا ومن ورائها حاجز فإذا مُلئت الركية شربت المشاشة الماء فكلّما استقى منها دلو جم مكانها أخرى.

(4)

مي (قعيقعان) الحوف وأصلنا الحرف.

(5)

مي.

(6)

من مي.

(7)

مي.

(*) كذا وقد قلبته على أوجه فلم أحلَ بطائل.

(8)

مي ومر ص 368.

(9)

مي.

(10)

مي ولم يتحققه هل هو بالغين أو بالعين.

(11)

مي مم 531.

(12)

كذا بالإفراد.

(13)

[وكبّة] فرس قيس بن الغوث بن أنما من كهلان.

(14)

كذا بالشدّ بلا ضبط في مي وفي مم 186 رَنْيَة قال هكذا نقلته من خطّ يعقوب وغيره يقول رَقْبة وتُرَبة أيضًا. وادٍ من خط يعقوب.

(15)

مم 186.

(16)

الأصل تميم. مي ومم.

(17)

مي.

ص: 370

عقيق تَمْرة وكلها لعُقيل، مياهها بثُور، والبَثْر يشبه الأحساء تجري تحت الحصاة على مقدار ذراع وذراعين ودون الذراع وربما أثارته الدواب بحوافرها.

حد (الحجاز). قال عَرام أحدّ الحجاز من (معدن (1) النَقِرة) إلى المدينة فنصف المدينة حجازي ونصفها تهامي وهو جبل شامخ لا ينبت غير أكلاء نحو الصِليان والغَضْور والغَرَف (2). ثم (الطَرَف)(3) لمن أم المدينة يَكْنُفه ثلثة أجبُل، أحدهما (ظلم)(4) وهو جبل أسود شامخ لا يُنبت شيئًا و (حزْم بني (5) عُوال) وهما جميعًا لغطفان، وفي عُوال آبار منها (بئر ألْيَةَ)(6) اسم ألية الشاة، و (بئر هَرْمة)(7)، و (بئر عُمير)(8)، و (بئر السِدرة)(9) وليس بها (10) ما يُنتفع [به] إلا (السُد)(11)، وهو ماء سماء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَده، وهو القَرْقر [ة](12) ماء سماء. لا تنقطع هذه المياه لكثرة ما يجتمع فيها. ومن السُد قناة إلى قُباء. ويحيط بالمدينة من الجبال (عَير)(13) وعَير جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق تريد مكة، ومن (14) عن يسارك (شَوْران)(15)، وهو جبل يطِل على السُد كبير

(1) مم 8 لي: والنقرة بالفتح فالسكون أو فانكسر كل أرض منصوبة في وَهْدة. وأصلنا (العصر كذا. وقوله تهامى الأصل حجازي ويدلّ على أن هنا خرمًا وسداده من مي الحجاز وبحذائه جبل يقال له (الأسود).

نصفه نجدي ونصفه حجازئ.

(2)

مني والأصل الغرز.

(3)

مي.

(4)

مي مم 492.

(5)

مي (حزم وعوال) مم 462.

(6)

مم 462 مي (ألية).

(7)

مم 462 مي (هرمة).

(8)

مي 467 مي (عمير) وهو رجل.

(9)

كذا مم 462 ولكن انظر مي (السديرة).

(10)

أصلحته بما في مي (السديرة والسُدّ) ومم 462. والأصل (بها ولا ما ما ينتفع هو السند ما سما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة).

(11)

مي مم 462.

(12)

من مم 412 وهي قرقرة الكُدر.

(13)

مي.

(14)

من مي والأصل (وهي عير يشارك).

(15)

مي (عير، شوران) مم 462.

ص: 371

مرتفع [و] في قبلي المدينة جبل يقال [له](الصارِي)(1) واحد. ليس على هذه نبت ولا ماء غير شَوران فإن فيه مياه سماء كثيرة يقال لها (البَحَرات)(2) وفي كلها سمك أسود مقدار الذراع وما دون ذلك، أطيب سمك يكون. وجبل حذاء شَوران هذا يقال له (مِيطان)(3) به ماء بئر يقال لها (ضفة)(4) وليس به شيء من النبات وهو لسُليم ومُزينة. وبحذائه جبل يقال له (شِي)(5) وجبال شواهق كبار يقال لها (الحِلاء)(6) واحدها حِلاءة لا تُنبت شيئًا ولا يُنتفع بها إلا ما يُقطع للأرحاء والبناء [و] يُنقل إلى المدينة وما حواليها. ثم إلى (الرحضِيّة)(7) قرية للأنصار وبني سُليم من نجد، وبها آبار عليها زروع كثيرة ونخيل. وحذاءها قرية أو أرض يقال لها (الحِجْر)(8)، وبها مياه عون وآبار لبني سُليم، وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له (قُنة الحِجْر)، وهناك واد عال يقال له (ذو رَوْلان)(9) لبني سُليم [به] قرى كثيرة تُنبت النخيل منها (قَلَهَى)(10) وهي قرية كبيرة، و (تَقْتَد)(11) قرية أيضًا، وبينهما جبل يقال له (أديمة)(12)، وبأعلى هذا الوادي رياض تسمى (الفِلاج)(13) جامعة للناس أيام الربيع، وبها مَساك كبير لماء السماء يكتفون به صيفهم وربيعَهم إذا أمطروا. وليس بها آبار ولا عيون منها غدير يقال له (المختبِئ)(14) لأنه بين عِضاه وسَلَم وخِلاف

(1) مي مم 818. ضبطه الأول على زنة الفاعل والآخر بألف المقصورة. ولكن هناك فرقا في مواقعهما.

(2)

من مم 264 والأصل البجرات وفي مي (شوران) البجيرات ولكنه أخل بها في رسمي البجيرات والبحيرة وبعد كلمة (البحرات) زيادة ولا توجد في مم 462، ومي ولا تفهم وهي (وكرم وعين دمعا وهم ما يكون السين).

(3)

ضبطه مي بالفتح وميم 567، 462 بالكسر.

(4)

مم 623، 462 وأخل بها مي.

(5)

مم 462، 825 وفي مي شيى بالفتح ولا أدري هل هو هنا. وغيره؟ ثم وجدته فيها (الحلاءة) السِنّ.

(6)

مي وفي مم 462 و 342 الجِلاه مضبوطًا.

(7)

مي (الرحضية وحجر) وفي مم 462، 403، 636 الرحيضة كجهينة. واراه تصحيفا منه.

(8)

كذا مضبوطا في مي وفي مم 462 بفتحتين مشكولا مصحفا.

(9)

كذا مي مضبوطا وفي مم 843 و 462 مضبوطا ذوِورْلان (بالكسر).

(10)

مم 462، 743 ومي (رولان وقلهى) وهي محرّكة عند سيبويه وغيره يسكن.

(11)

مي مضبوطًا وكذا مم 204 وفي 462 تقدر مصحفًا سيبويه 1: 75.

(12)

مم 81 مي.

(13)

مي مم 463.

(14)

وكذا مي (انفلاج) ولكن في مم 563 و 507 المَجْنَبي.

ص: 372

وإنما يؤتَى من طرفيه دون جَنْبَيه لأن له حَرْفًا لا يقدر عليه أحد. ومنها قَلْت يقالُ له (ذات القرنَين)(1) لأنه بين جبلين صغيرين وإنما يُنزع الماء منه نزعًا بالدِلاء إذا انخفضتَ (*) قليلًا. ومنها غدير يقال له (غدير السِدرة)(2) من أنقاها ماء وليس حواليه شجر. ثم تمضي مصعدًا نحو مكة فتميل الي واد يقال له (عُرَيفطان)(3) معرفة ليس به ماء ولا رِعْي، وحذاءه جبل يقال له (ابْلَى)(4)، وحذاءه قُنة يقال لها (السَوْدة)(5) لبني خُفاف من بني سُليم، وماؤهم (الصَعْبيَة)(6)، وهي آبار يُنزع عليها، وهو ماء عذب وأرض واسعة، وكانت بها عين يقال لها (النازِية)(7) بين بني خُفاف وبين الأنصار فتضاربوا فسدوها، وهي عين ماؤها عذب كثير، وقد قُتل ناس بذلك السبب كثير، وطلبها سلطان البلد مِرارًا [بالثمن](8) الكثير فأبَوْا ذلك. وفي أَبْلَى مياه منها (بئر معونة)(9) و (ذو (10) ساعدة) و (ذو جَماجم أو حَماجِم (11) شكَ) و (الوَسْباء)(12)، وهذه لبني سُليم، وهي قِنان متصلة بعضها إلى بعض قال فيها الشاعر (13):

ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا

أروم فأرآمٌ فشابةُ فالحَضْرُ

وهل تركتْ أبْلَى سوادَ جبالها

[وهل زال بعدي عن قنينتهِ الحِجْرُ]

[وحِذاءَ (14) أبلَى من شرقيّها جبل يقال له (ذو المَرْقَعة) وهو] معدن بني سُليم

(1) مم 463، 734 واصلنا الفريقين.

(*) منى والأصل انحفطت.

(2)

مم 463 ولكن فيه 768 بئر السدرة.

(3)

في مم 463 وراجع 176.

(4)

مم 59 مي.

(5)

كذا مي (السودة، عريفطان) وفي مم 60 و 823 الشوْرة.

(6)

مي (السودة، الصعبية) واخل به مم واصلنا الصعيدة.

(7)

مخففة مي ومم ونيه 60 بالشد غلطا انظر 578.

(8)

من مي (الصعبية) ومم 60 والأصل بياض.

(9)

مي مم 60 و 548.

(10)

مي مم 60.

(11)

كذا بالشك من السكوني في مي ومم 60 و 244.

(12)

مي (أبلى، الوسباء) وأخل بها مم.

(13)

مي (ابلى).

(14)

سداد الخرم ولا بياض له في أصلنا من مم 60 وذو المرقعة ذكره مم مرتين وأخلّ به مي.

ص: 373

يكون فيه الأروى كثيرًا. وفي أسفل من شرقية بئر يقال [لها](الشقيقة)(1) وحذاءه من عن يمينه ممن قِبَل القبلة جبل يقال له (بُرْثُم)(2)، وجبل يقال له (تِعار)(3) وهما جبلان عاليان لا يُنبتان شيئًا فيهما النُمران (4) كثيرة، وفي أصل بُرثم ماء يقال له (ذَنَبان (5) العِيص)، وليس قرب تِعار ماء، و (الخَرِب) (6) جبل بينه وبين القبلة لا يُنبت شيئًا ثابتًا قال الشاعر (7):

بَليتُ وما يَبْلَى تعار ولا أرى

يَرَمْرَمَ إلا ثابتا يتجدد

ولا الخَرِبَ الداني كأن قِلاله

بخاتٍ عليهن الأجفةُ هُجَّد

وتجاوز (8) عين النَازية فترد مياهًا يقال لها (الهَدبية)(9) وهي ثلاث آبار ليس عليهن مزارع ولا نخل ولا شجر، وهي بقاع كبير [ةٌ] تكون ثلثةَ فراسخ في طول ما شاء (10) الله، وهي لبني خُفاف، بين حَرتين سودادوين، وليس ماؤُهنّ بالعذب، وأكثر ما عندها من النبات الحمض. ثم تنتهي إلى (السوارقية)(11) على ثلاثة أميال منها، [وهي] قرية غناء كثيرة الأهل فيها منبر ومسجد جماعة وسوق كبيرة تأتيها التجار من الأقطار، لبني سُليم خاصة ولكل بني سُليم منها شيء، وفي مائها بعض ملوحة، ويستعذِبون من آبار في واد يُقال له سُوارق، وواد يقال له (الأبطُن)(12) ماء خفيفًا عذبًا. ولهم مزارع ونخيل كثيرة وفواكه من موز وتين ورُمان وعنب وسفرجل وخوخ ويقال له الفِرْسِك، ولهم خيل وإبل وشاء وكبرياؤهم (13) بادية إلا من وُلد منهم فيها

(1) مم 60 ومي.

(2)

أخلّ به مم وهو في مي وراجع 376.

(3)

مي ومم.

(4)

من مي والأصل النمر كثير.

(5)

كذا مي (برثم، العيص) وفي مم 824 ذنابة العيص وسيتكرر 377.

(6)

كذا مضبوطا في مي وفي مم 60، 78 الأخرب بضم الراء وفتحها.

(7)

مي (يرمرم وخرب) ومم 60، واصلنا إلا كافرا.

(8)

من مي ومم 60 وأصلنا محرّف.

(9)

مي مم 60.

(10)

من مي ومم والأصل (ما سال منه).

(11)

مي مم 60 و 793.

(12)

مم 60 ومي (السوارقية) واخل به في رسمه.

(13)

من مي والأصل وكبراؤهم ثلاثة.

ص: 374

فإنهم ثابتون بها والآخرون بادون حواليها، ويَميرون طريق الحجاز ونجد في طريق الحاج، والحدّ (ضَريّه) وإليها ينتهي حدهم على سبع مراحل. ولهم قرى من حواليهم، منها قرية يقال لها (قِيا)(1) ماؤها أجاج نحو ماء السُوارقيه، وبينهما ثلثة فراسخ، وبها سُكّان كثير ونخيل ومزارع وشجر قال الشاعر:

ما أطيبَ المذقَ بماء ألقِيا

وقد أكلتُ بعده بَرْنِيها

وقرية يقال لها (المَلحاء)(2) وهي ببطن واد يقال له (قَوران)(3) يصب من الحَرة، فيه مياه وآبار كثيرة عِذاب طيبة ونخل وشجر، وحواليها هضبات (ذي مَجْر) (4) قال فيهن الشاعر:

بذي مَجرَ أُسقيتَ صَوْبَ الغوادي

وذو مَجْر غدير كبير في بطن وادي قوران هذا، وبأعلاه ماء يقال له (لَقْف)(5) ماء آبار كثيرة عذب ليس عليها مزارع ولا نخل لغلظ موضعها وخشونته، وفوق ذاك ماء يقال له (شَس)(6) ماء آبار عذاب، وفوق ذلك بئر يقال لها (ذات الغار) (7) عذبة كثيرة الماء تسقي بواديهم قال الشاعر وهو عذيرة (8) بن قطاب السلمي:

لقد رُعْتموني يوم ذي الغار رَوعةً

بأَخبار سَوء دونهنّ مَشيبي

نعيتم فتى قيس بن عَيلان غدوة

وفارسَها تنعونه لحبيبي

وحذاءها جبل يقال له (أقراح)(9) شامخ مرتفع أجرد لا يُنبت شيئًا كثير النمور والأراوي. ثم تمضي من الملحاء فتنتهي إلى جبل يقال له (مُغار)(10) في جوفه أحساء

(1) مي مم 20 وذكر الشطرين.

(2)

مم 60.

(3)

مي مم 60.

(4)

مم 61 و 507 ضبطه محركا وفي مي كفلس ولا يستقيم البيت إلا بالتحريك وبقطع الألف أيضًا قاله عرّام اهـ قلت وفي مم صواب غوادي.

عند البكري، 100: بذي مَجَرٍ أُسقيتُ

فيكون من الطويل (م. ي.).

(5)

مي ومم 494 وفي 61 منه ليث مصحفا وانظر 44.

(6)

مي مم 821 وانظر 365.

(7)

كذا مضبوطا في مم 692 و 61 ومي.

(8)

وفي مي (الغار) عُذيرة مشكولا بالضم وفي فهرسته عن محاسن ابن تغرى بردى غزيرة. والبيتان في مم 61 أيضا وفيه عيلان عنوة وأصلنا عدوة.

(9)

مم 41، 117 وأخلّ به مي.

(10)

وكذا مي مضبوطا وفي مم 549 و 61 مضبوطا مُعان بالضم.

ص: 375

منها حِسْي يقال له (الهَدار)(1) يفور بماء كثير وهو في سَبِخ، بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماء [ة] مِلحة يقال لها (الرِفْدة)(2)، وواد بها يسمى (عُريفطان)(3)، وعليها نخلات وآجام يستظل فيهن المار وواحدها أجَم وهي شبيهة بالغَضْوُرَ (3 م)، وحواليها (حُموض) (3 م) وهي لبني سُليم وهو على طريق (زبيدة) يدعوه بنو سُليم (مغفار زبيدة) (3 م) وحذاءها جبل يقال له (شُواحط) (4) كثير النمور وكثير الأراوي وفيه الأوشال يُنبت الغَضْور والثُمام: وبحذاثه واد يقال له (بِرْك)(5) كثير النبات من السَلَم والعُرْفُط وأصناف الشجر، وبه ماءة يقال لها (البُويرة) (6) وهي عذبة طيبة (6 م) [ينبت عليها الغَيْقة الشجرة] لكنها لا تُنْزَفُ. وهنالك (يَرْثُم) (7) وهو جبل شامخ كثير النمور والأروى قليل النبات إلا ما كان من ثمام وغضور وما أشبهه. وحذاءه واد يقال له (بَيضان) (8) به مياه آبار كثيرة واشجار كثيرة يزرع على هذه الآبار الحنطة والشعير والفت. وحذاءه واد يقال له (الصَحْن) (9) قال فيه الشاعر (10):

جلبنا من جنوب الصَحْن جُرْدا

عتاقا سِرها نسلا لنَسْل

فوافينا بها يومَيْ حنين نبي

الله جدًّا غير هَزْل

وفيه ماءة يقال لها (الهباءة)(11)، وهي أفواه آبار كثيرة مخرقة الأسافل يفرغ

(1) مي مم 61 و 827.

(2)

مم 61، و 430 مضبوطا بالكسر وفي مي مشكولا بالفتح.

(3)

مرّ ص 373.

(3 م) الأصل: بالقصور وحموص، ولا أجزم بشيء. وزبيدة لا تُعرف في الأمكنة وإنما المعروف زبية (انظر ص 370) أو زبيدية (377).

(4)

مي مم 823.

(5)

مي مم 823.

(6)

مي مم 823.

(6 م) الأصل (من مرسك وهي الغيقة الشجرة) وأعياني أمره.

(7)

بالياء المثناة وفي مي (برثم بالباء الموحدة) ولكن في مم 823 و 49 أبرس وانظر ص 374.

(8)

مم 823 و 84 وأخل به مي.

(9)

مم 823 وفيه بلد وفي مي جبل موضع (وادٍ).

(10)

مم 823 مي (صحن).

(11)

مم 823 مي (الهباءة وصحن).

ص: 376

بعضها في بعض من موضع الماء، عذبة طيبة يُزرع عليها الحنطة والشعير وما أشبهه. وماء آخر بئر واحدة يقال لها (أرساس)(1) كثيرة الماء [لا] يُزرع عليها لضيق موضعها. وبأسفل بَيضان هذا موضع يقال له (العِيص) وبه ماء يقال له (ذَنَبان (2) العِيص) والعِيص ما كثرت أشجاره من السَلَم والضال يقال له عِيص وخَمَر (3) وحِذاءه جبل يقال له (الحَراس)(4) أسود ليس به نبات حَسَن وفي أصله أضاة يقال لها (الحُواق)(5) تمسك الماء من السماء كثيرًا. وهو كفه لبني سُليم. وحذاء ذلك قرية يقال لها (صَفَينة)(6) بها مزارع ونخيل كثير، كل ذلك على الآبار، ولها جبل يقال له (السِتار)(7)، وهي على طريق (الزُبيدية)(8) يعدِل (9) اليها الحاجّ إذا عطِشوا. وحذاءها مياه أخرى يقال لها (النُجير)(10)[وبحذائِها ماءة يقال لها النُجار بئر واحدة] وكلاهما فيه ملوحة وليست بالشديدة. وأسفل منها بصحراء مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائرًا يقال لأحدهما (عمود ألْبانٍ)(11) وللآخر (عمود السَفْح) وهو من عن يمين طريق المُصْعِد من الكوفة [إِلى (12) مكة] على ميل من أفَيعِيَةَ، و (أفاعيةُ)(13) هضبة كبيرة شامخة. وإنما اسم القرية (ذو النخل)(14) وهي مرحلة من مراحل الطريق، وبها مِلح ويستعذب (15) لها من النُجار

(1) هم 823 و 473 رِساس.

(2)

كذا في مي (العيص) وفي عم 824 ذِنابة ومر ص 374.

(3)

منى والأصل حبس.

(4)

مم 824 و 273 و 463 وأخل به مي.

(5)

من مم 824 ولأصل الحناف. وفي مي الحُواق موضع.

(6)

مي وأخل بها مم.

(7)

مم 763 و 824 ومي.

(8)

كذا في (صفينة) ولكنه أخل بها في رسمها كمم وأصلنا ربدة وراجع 376 هامش 3 م.

(9)

من مي (صُفينة) وأصلنا يفد.

(10)

البئران في مي برسمهما ومنه سداد الخرم وفي مم 763 و 214، الثِجار والثُجير.

(11)

مم 763 ومي (عمود).

(12)

من مم.

(13)

بالضم مي مم 764.

(14)

مم 576 نخل قال السَكُوني هي ماء بين القَصَّة والثاملية ألخ ولا يوجد في هذه النسخة. ولم أجد هذه القرية فيهما ولا أعرف ما صوابه؟

(15)

مني والأصل استعذب لها من التجارة والنحير.

ص: 377

والنُجير هاتين، ومن ماء يقال له (ذُو نخيلة)(1) وعن يسارها ماءة يقال لها (الصُبْحية)(2) وهي بئر واحدة ليس عليها مزارع ويُستعذب منها لأهل أفاعيةَ. وحذاءها هضبة كبيرة يقال [لها](خَطْمة (3) ولابةُ) وهي (4) حَرة سوداء لا تنبت شيئًا يقال لها (مَنيحةُ)(5)، وهي لجَسْر وبني سُليم، وقرية يقال لها (مران)(6) قرية غَناء كثيرة العيون والآبار والنخيل والمزارع، وهي على طريق البصرة لبني هلال وجُزءٌ (7) لنبي ماعز، وبها حِصن ومنبر، وبها ناس كثير، وفيها يقول الشاعر (8):

أبعد الطوال الشُمّ من آل ماعز

يُرجى بمَرانَ القِرَى ابنُ سبيل

مررنا على مَران ليلًا فلم نَعُج

على أهل آجام بها ونخيل

ومن خلفه قرية أخرى يقال لها (قُباء) كبيرة عامرة لجَسْر ومحارب وعامر بن ربيعة، [من (8 م) حواليها] مزارع كثيرة على آبار ونخيل ليس بكثير، وبحذائها جبل يقال لها (هَكْران)(9)، وجبل يقال له (عُن) (10) قال الشاعر (11):

أعيان هَكْران الخُداريات

وهو قليل النبات، في أصله ماء يقال له (الصِنْو) (12). وعُنّ هذا في جوفه مياه وأوشال قال فيه الشاعر (13):

(1) الأصل ذو نحيلة وذكر مي النخيلة ماء الخ وأظنّه هذا.

(2)

مم 764 وفي 598 بئر كأنها منسوبة إلى صُبْح ولست على يقين في صحة هذا الاسم. وفي مي صبح وصباح ما آن من جبال نَمَلَى لبني قريط بقرب المدينة.

(3)

كذا الأصل وفي مي موضع في أعلى المدينة الخ، ولكن في مم 764 و 212 حُدَمة وكذا في مي مضبوطًا.

(4)

الأصل (وهي خرسفة حرّة) والحذف على ما في مم.

(5)

على ما في مم 764 و 547 وأخل بها مي. وأصلنا سِبَخة.

(6)

مي مم 764 و 837.

(7)

على ما في مي (مران) والأصل (وَجسر ولبنى ماعز).

(8)

البيتان في مي وهي ثلثة ليس فيها ثانينا في الحماسة 475، 3 × 52 لرحبل من ابن عم له.

(8 م) الأصل من هواريها كذا.

(9)

مي مم 764.

(10)

مم 764 مي (عن، هكوان).

(11)

الشطر في مي (هكران) ومم 764.

(12)

مم 764. ومي (هكران) ولم يذكره في رسمه.

(13)

مم 764.

ص: 378

فقالوا هلاليّون جئنا من آرضنا

إلى حاجة جُبنا لها الليل مِدْرَعا

وقالوا خرجنا في القَفا وجُنوبه

وعُنِّ فهم القلب أن يتصدّعا

و (القفا)(1) جبل لبني هلال حذاء عُن هذا. وحذاءه جبل آخر يقال له (بَيش)(2) وفي أصله ماء يقال له (نقعاء)(3) لبني هلال بئر كثيرة الماء ليس عليها زرع، وحذاءها أخرى يقال لها (الجَدْر)(4)، وعُكاظ منها على دَعْوة (5)، و (عُكاظ)(6) صحراء مستوية ليس بها جبل ولا عَلَم إلا ما كان من الأنصاب التي كانت في الجاهلية وبها الدماء من دماء البُدْن كالأرحاء العظام، حذاءَها عين يقال لها (خُليص)(7) للعُمرَيين، وخُليص هذا رجل، وهو ببلاد تسمى (رُكْبة) (8) قال الشاعر:

أقول لركب ذات يوم [لقيتُهم](9)

يُزَجُّوْنَ أنضاءً حوافيَ ظُلّعا

من أنتم فإنا قد هوينا مجيئكم

وأن تخبرونا حال رُكبة أجمعا

* * *

وتم الكتاب نَسخهُ وإنشاؤه خلقًا آخر وتدييله بالتعليقات على يد العاجز عبد العزيز الميمني بعليكَره الهند عشية الجمعة و 29 جمادي الأخرى سنة 1357 هـ 26 أغسطس سنة 1938 في ستة أيام ولله الحمد.

* * *

(1) مم 764 و 751.

(2)

مم 764 و 186 وأخل به مي.

(3)

مي مم 764 و 665 وأصلنا بقعاء قرية.

(4)

مم 764 وفي مي ذو جَدْر مَشْرَح على ستّة أميال من المدينة بناحية قُباء. وأصلنا (الخدود) وهو كما في مي عن نصر صُقع نجدي قرب الطائف.

(5)

قدر ما بينهما.

(6)

مم: 66.

(7)

مم 661 وفي مي خليص حصن بين مكة والمدينة.

(8)

مم 661 و 408 مي.

(9)

زدت الكلمة ليتم الوزن. ويزَجّون أنضاء أصلنا (يرحون أيضًا) وفإنا الأصل بأنّا وإن تخبرونا حال الأصل ما حال. وكأن هذين البيتين يتقدمان السابقين في رسم عن من كلمة والله أعلم ولم أقف عليهما في غير هذا الكتاب.

ص: 379