المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف القاف - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس عشر (سنة 221- 230) ]

- ‌الطبقة الثالثة والعشرون

- ‌دخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين

- ‌[الوقعة بين الخُرَّميّة والمسلمين]

- ‌[ذكر فتنة الجمحيّ]

- ‌[ذِكر كسوة البيت]

- ‌[بناء سامِرّاء]

- ‌ثمّ دخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين

- ‌[الوقعة بين الأفشين وبابَك الخُرَّميّ]

- ‌[فتح البَذَّ مدينة بابَك]

- ‌[رواية السمعودي عن هرب بابك]

- ‌ودخلت سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين

- ‌[قدوم الأفشين بغداد]

- ‌[ذكر ما رتبه المعتصم من البريد]

- ‌[تنكُّر المعتصم لرؤية بابَك]

- ‌[ديانة بابَك]

- ‌[قطع أطراف بابَك وقتله]

- ‌[ما وجده المؤلّف بخط ابن جماعة]

- ‌[الحرب بين الأفشين وطاغية الروم]

- ‌[فتح عمّورية]

- ‌سنة أربعٍ وعشرين ومائتين

- ‌[إظهار المازيار الخلاف بطبرستان]

- ‌ومن سنة خمسٍ وعشرين ومائتين

- ‌[وزارة الزّيّات]

- ‌[القبض على الأفشين]

- ‌[أسْر المازيار]

- ‌[ذِكر الرجلين العاريين عن اللحم]

- ‌[ذكر الحوار بين ابن الزّيّات وحيدر والأفشين والمازيار]

- ‌[ذِكر الزلزلة بالأهواز]

- ‌[ذِكر ولاية دمشق]

- ‌ومن سنة ستٍّ وعشرين ومائتين

- ‌[ذِكْر المطر بتَيْمَاء]

- ‌[ذِكْر سجن الأفشين وموته]

- ‌[ذِكر المازيار]

- ‌[ذكر عزْل الزُّهْريّ عن قضاء الديار المصرية]

- ‌سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين

- ‌[خروج المبرقع بفلسطين]

- ‌[ذكر فتنة القيسيّة بدمشق]

- ‌[ذِكر بيعة الواثق باللَّه]

- ‌سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين

- ‌[ذكر وقوع قطعة من جبل العقبة]

- ‌سنة تسعٍ وعشرين ومائتين

- ‌[ذكر ما صادره الواثق من أهل الدواوين]

- ‌سنة ثلاثين ومائتين

- ‌[ذكر قتال الأعراب حول المدينة]

- ‌رجال هَذِهِ الطبقة على المعجم

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف القاف

-‌

‌ حرف القاف

-

330-

القاسم بن سلّام [1] .

[1] انظر عن (القاسم بن سلام) في:

الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 355، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 479، 480، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 172 رقم 778، وتاريخه الصغير 229، والمعارف لابن قتيبة 549، وأنساب الأشراف للبلاذري 36، 39، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 75، والجرح والتعديل 7/ 111 رقم 637، والثقات لابن حبّان 9/ 16، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 614، والخراج لقدامة 215، 216، 219، 230، 250، 253، 254، ومروج الذهب للمسعوديّ 8، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 269 رقم 1100، وأمالي القالي (الذيل) 52، وأدب القاضي للماوردي 1/ 66، 254، 342، 343، 416 و 2/ 97، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 5، 82، 301، والسابق واللاحق للخطيب 299، وتاريخ بغداد 12/ 403- 416 رقم 6868، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 88، وطبقات الفقهاء للشيرازي 92، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 109- 114، والكامل في التاريخ 6/ 509، والشوارد في اللغة للصغاني 41، وصفة الصفوة 4/ 130- 132 رقم 693، ووفيات الأعيان 1/ 201، 215 و 3 ج 170، 296 و (4/ 60- 63) ، 163، 330 و 5/ 11، 235 و 6/ 183، 184 و 7/ 325، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1109، 1110، ومراتب النحويين 93، 94، وطبقات الزبيدي 217- 221، والفهرست لابن النديم 78، ومعجم الأدباء 16/ 154- 261، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 12- 23، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 275، 258، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 34، وسير أعلام النبلاء 10/ 490- 509 رقم 164، ودول الإسلام 1/ 136، وتذكرة الحفاظ 1/ 417، والعبر 1/ 392، ومعرفة القراء الكبار 1/ 170- 173 رقم 76، والكاشف 2/ 336 رقم 4581، وميزان الاعتدال 3/ 171 رقم 6807، والمعين في طبقات المحدّثين 88 رقم 969، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 270- 274، ومرآة الجنان 2/ 83- 86، والبداية والنهاية 10/ 291، 292، والعقد الثمين 7/ 23- 25، وغاية النهاية 2/ 17، 18 رقم 2590، والمختصر في أخبار

ص: 320

الإمام أبو عُبَيْد البغداديّ الفقيه الأديب، صاحب المصنَّفات الكثيرة في القراءات والفقه واللُّغات والشِّعر.

قرأ القرآن على: الكِسائيّ، وإسماعيل بن جعفر، وشجاع بن أبي نصر.

وسمع الحروف من طائفة.

وقد سمع: إسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن جعفر، وهُشَيْم بن بشير، وشَرِيك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له، وعبد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبّاد بن عبّاد، وعباد بن العوام، وخلقًا آخرهم موتًا هشام بن عمّار.

وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدّارميّ، وأبو بكر بن أبي الدُّنيا، وعبّاس الدُّوريّ، والحارث بن أبي أُسَامة، وأحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، وأحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب، وآخرون.

قال عليّ البَغَويّ: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه عبدًا لبعض أهل هَراة [1] وقال أبو بكر الخطيب [2] : كان أبوه روميًّا، خرج يومًا أبو عُبَيْد مع ابن مولاه في الكُتّاب، فقال للمؤدّب: علّم [3] القاسم فإنّها كيّسة [4] .

وقال محمد بن سَعْد [5] : كان أبو عبيد مؤدّبا، صاحب نحو وعربيّة، وطلب

[ () ] البشر 2/ 34، وتاريخ ابن الوردي 1/ 222، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 259- 262 رقم 369، وغاية النهاية 2/ 17، 18، رقم 2590، وتهذيب التهذيب 8/ 315- 318 رقم 572، وتقريب التهذيب 2/ 117 رقم 20، والبلغة في أئمة اللغة 186، والنجوم الزاهرة 2/ 241، وطبقات الحفاظ 179، 180، وروضات الجنات 529، وبغية الوعاة 2/ 253، 254، والمزهر 2/ 411، 419، 264، وخلاصة تذهيب التهذيب 312، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 32- 37، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 306، وشذرات الذهب 2/ 54، 55.

[1]

تاريخ بغداد 12/ 403.

[2]

في تاريخ بغداد 12/ 403

[3]

هكذا في الأصل، ونزهة الألباء 110، أما في تاريخ بغداد 12/ 403، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 259، وسير أعلام النبلاء 10/ 419 «علّمي» .

[4]

هي لهجة الأعاجم.

[5]

في الطبقات 7/ 355.

ص: 321

للحديث والفقه. ولي قضاء طَرَسُوس أيّام ثابت بن نصر بن مالك. ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد، ففسّر بها غريب الحديث. وصنّف كُتُبًا، وحدَّث، وحجْ فتُوُفّي بمكّة سنة أربع وعشرين ومائتين [1] .

وقال ابن يونس: قدِم مصر مع ابن مَعِين سنة ثلاثٍ عشرة، وكتب بمصر [2] .

وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي، عن الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عُبَيْد فقال: أما أفقههم وأفهمهم فالشافعي، إلا أنّه قليل الحديث، وأما أورعهم فاحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلُغات العرب فأبو عُبَيْد [3] .

وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحقُّ يحب للَّه، أبو عُبَيْد أفقه منّي وأعلم مني [4] .

وقال الحَسَن بن سُفْيان: سَمِعْتُ ابن رَاهَوَيْه يقول: إنّا نحتاج إلى أبي عُبَيْد، وأبو عُبَيْد لا يحتاج إلينا [5] .

وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو عُبَيْد أستاذ [6] .

وعن حمدان بن سهل قال: سألت يحيى بن مَعِين، عن أبي عُبَيْد فقال:

مثلي يُسأل عن أبي عُبَيْد؟ أبو عُبَيْد يُسأل عن النّاس [7] .

وقال أبو داود: ثقة مأمون [8] .

[1] وبها أرّخه البخاري. وفي وفيات الأعيان: وتوفي بمكة، وقيل بالمدينة بعد الفراغ من الحج، سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين. (4/ 61، 62) .

[2]

تهذيب الكمال 2/ 1110.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 410، ونزهة الألبّاء 111/ 112، وإنباه الرواة 3/ 18.

[4]

تاريخ بغداد 12/ 411، ونزهة الألبّاء 112، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 19.

[5]

تاريخ بغداد 12/ 411، ونزهة الألبّاء 112، وإنباه الرواة 3/ 19، ووفيات الأعيان 4/ 561، وتهذيب الأسماء 2/ 258.

[6]

طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 271.

[7]

تاريخ بغداد 12/ 414، نزهة الألبّاء 113، 114، طبقات الشافعية للسبكي 1/ 271، تهذيب الأسماء 2/ 258.

[8]

تاريخ بغداد 12/ 415، طبقات الشافعية 271.

ص: 322

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة إمام جبل [1] .

وسلّام أبوه روميّ.

وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو محمد بن قُتَيْبة يتعاطى التقدُّم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وإنما الإمام المقبول عند الكلّ فأبو عُبَيْد.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت ثلاثة تعجز النّساء أن تلِدْن مثلهم. رأيتُ أبا عُبَيْد ما مثّلته إلّا بجبل نُفخ فيه رَوْح، ورأيت بِشْر بن الحارث، فما شبهّته إلّا برجل عُجِن من قَرْنه إلى قدمه عِلْمًا، ورأيت أحمد بن حنبل، فرأيت كأنّ الله قد جعله عِلْمَ الأوّلين من كلّ صنف، يقول ما شاء، ويُمسك ما شاء [2] .

وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب «غريب الحديث» لأبي عُبَيْد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرًا [3] .

وقال مُكْرَم بن أحمد القاضي: قال إبراهيم الحربيّ: وكان أبو عُبَيْد كأنّه جبلٌ نُفِخَ فيه الروح، يُحسن كلّ شيء إلّا الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى [4] .

قال: وكان أبو عُبَيْد يؤدِّب غلامًا، ثمّ اتّصل بثابت بن نصر بطَرَسُوس، فولي أبا عُبَيْد قضاءها ثمان عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث [5] .

كتب في حداثته عن هُشَيْم، وغيره، فلمّا صنَّف احتاج أن يُكْتَب عن يحيى بن صالح، وهشام بن عمّار [6] .

وأضعف كتبه كتاب «الأموال» ، يجيء إلى بابٍ فيه ثلاثون حديث أو خمسون أصلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجيء بحديث، حديثين، يجمعهما من حديث الشّام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل «غريب المصنّف» [7] .

[1] طبقات الشافعية للسكبي 1/ 271.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 412، نزهة الألبّاء 113، وانظر: وفيات الأعيان 4/ 61.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 407، نزهة الألبّاء 111، إنباه الرواة 3/ 16.

[4]

تاريخ بغداد 2/ 413، تهذيب الأسماء 2/ 258.

[5]

تاريخ بغداد 12/ 413، إنباه الرواة 3/ 19.

[6]

تاريخ بغداد 12/ 413.

[7]

تاريخ بغداد 12/ 413.

ص: 323

قال: وانصرف أبو عُبَيْد يومًا، فمرّ بدار إسحاق المَوْصِليّ، فقالوا له: يا أبا عُبَيْد صاحب هذه الدّار يقول: إنّ في كتابك «غريب المصنّف» ألف حرف خطأ.

فقال: كتابٌ فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعلّ إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم. والروايتان صواب، ولعلّه أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيء يسير [1] .

قال: وكتاب «غريب الحديث» فيه أقلّ من مائتي حرف: سَمِعْتُ، والباقي:

قال الأصْمَعيّ، وقال أبو عَمْرو. وفيه خمسة وأربعون حديثًا لا أصل لها، أتي فيها أبو عُبَيْد من أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى [2] .

وقال عبد الله بن جعفر بن درسْتَويْه الفارسيّ، من علماء بغداد النَّحْويّين على مذهب الكوفيين: ورُواة الُّلغة، والغريب، والعُلماء بالقراءات، ومَن جمع صُنُوفًا من العِلْم، وصنَّف الكُتُب في كلّ فنٍ من العلوم والآداب، فأكثر، وشُهِر:

أبو عبيد القاسم بن سلّام [3] .

وكان مؤدِّبًا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضلٍ ودِين وسِتْرٍ، ومذهب حَسَن [4] .

روى عن: أبي زيد، وأبي عُبَيْدة، والأصْمَعيّ، واليَزِيديّ، وابن الأعرابيّ، وأبي زياد [5] الكِلابيّ. وعن: الأُمَويّ، وأبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، والكِسائيّ، والأحمر، والفرّاء. وروى النّاس من كُتُبه المصنَّفة بضعةً وعشرين كتابًا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنّف، والأمثال،

[1] تاريخ بغداد 12/ 413، إنباه الرواة 3/ 20، معجم الأدباء 16/ 258.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 413.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 404.

[4]

تاريخ بغداد 12/ 404.

[5]

في تاريخ بغداد 12/ 404: «أبي زكريا» ، والمثبت يتفق مع: نزهة الألباء 110، والفهرست لابن النديم 44، وطبقات الشافعية للسبكي 1/ 260، 261، ومعجم الأدباء 16/ 254، وهو:

يزيد بن عبد الله بن الحر.

ص: 324

ومعاني الشِّعْر، وغير ذلك، وله كُتُبٌ لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين، تُباع كثيرة، في أصناف الفقه كلّه [1] .

قال: وبلغنا أنّه كان إذا صنف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالًا خطيرًا استحسانًا لذلك، وكُتُبه مُسْتَحْسَنَة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذَوُو ذِكْرٍ ونُبْل [2] .

وقال: قد سُبق إليّ جَمْع كُتُبه، فمن ذلك:«المصنَّف الغريب» وهو أَجَلّ كتبه في الّلغة، فإنّه احتذى فيه كتاب النَّضْر بن شُمَيْلٍ الذي يسمّيه كتاب «الصِّفات» . بدأ فيه بخلْق الإنسان، ثمّ بخلق الفَرَس، ثمّ بالإِبل، فذكر صنْفًا بعد صنْف. وهو أكبر من كتاب أبي عُبَيْد وأجْوَد.

ومنها: كتاب «الأمثال» ، وقد صنَّف فيها قبله الأصْمَعيّ، وأبو زيد، وأبو عُبَيْدة، وجماعة، إلّا أنّه جمع رواياتهم في كتابه، وكتاب «غريب الحديث» أَوَّل من عمله أبو عُبَيْدة، وقُطْرَب، والأخفش، والنَّضْر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البصْريّ كتابًا في «غريب الحديث» وذكر فيه الأسانيد، وصنّفه على أبواب السُّنَن، إلّا أنّه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامّةَ ما في كُتُبهم وفسّره، وذكر الأسانيد، وصنّف «المسند» على حدته، و «أحاديث كلّ رجلٍ من الصّحابة والتّابعين» على حِدَتهِ، وأجاد تصنيفه، فرغِب فيه أهل الحديث والفقه والّلغة، لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.

وكذلك كتابه في «معاني القرآن» ، وذلك أنّ أَوَّل مَنْ صَنَّفَ في ذلك من أهل الّلغة أبو عُبَيْدة، ثمّ قُطْرُب، ثمّ الأخفش، وصنَّف من الكوفيّين: الكِسائيّ، ثمّ الفرّاء، فجمع أبو عُبَيْد من كُتُبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصّحابة، والتّابعين، والفُقَهاء، وروى النّصف منه، ومات [3] .

وأمّا الفِقْه فإنّه عمد إلى مذهب مالك، والشّافعيّ، فتقلّد أكثر ذلك، وأتى

[1] تاريخ بغداد 12/ 404.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 404.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 404، 405.

ص: 325

بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتجّ بالّلغة والنَّحْو، فحسّنها بذلك [1] .

وله في القراءات كتاب جيّد، ليس لأحدٍ من الكوفيّين قبله مثله، وكتاب في الأموال، من أحسن ما صُنِّف في الفقه وأَجْوَده [2] .

وقال أبو بكر بن الأنباريّ: كان أبو عُبَيْد يقسّم الّليل، فيصلّي ثُلثه، وينام ثُلثه، ويُصَنِّف ثُلثه [3] .

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: في كتاب «الطهارة» لأبي عُبَيْد حديثان، ما حدَّث بهما غيره، ولا حدَّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المَرْوَزِيّ. أحدهما حديث شُعْبَة، عن عَمْرو بن أبي وَهْب، والآخر حديث عُبَيْد الله بن عُمَر، عن سعيد المَقْبُريّ، حدَّث به يحيى القطّان، عن عُبَيْد الله، وحدَّث به النّاس، عن يحيى، عن ابن عَجْلان [4] .

وقال ثعلب: لو كان أبو عُبَيْد في بني إسرائيل لكان عجبًا [5] .

وقال القاضي أبو العلاء الواسطيّ: أنبأ محمد بن جعفر التَّميميّ، ثنا أبو عليّ النحوي، نا الفساطيطيّ قال: قال أبو عُبَيْد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين، فأخذه إليه، فأقام شهرين، فلمّا أراد

[1] تاريخ بغداد 12/ 405.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 405.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 408، نزهة الأنباء 111، إنباه الرواة 3/ 18، وفيات الأعيان 4/ 61، طبقات الشافعية 1/ 271، تهذيب الأسماء 2/ 258.

[4]

تاريخ بغداد 12/ 413، وقد روى الخطيب الحديثين، فقال في الأول:

«أخبرنا بحديث شعبة: عليّ بن أحمد الرزّاز. أخبرنا حبيب بن الحسن القزّاز، ومحمد بن أحمد بن قريش البزّاز، قالا: حدّثنا محمد بن يحيى المروزي، أخبرنا أبو عبيد، حدثنا حجّاج، عن شعبة، عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي، عن موسى بن ثوران البجلي، عن طلحة بن عبيد الله كريز الخزاعي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا توضّأ يخلّل لحيته. وأمّا حديث عبيد الله بن عمر فأخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني، وعلي بن أبي البصري، قالا: أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، حدّثنا محمد بن يحيى المروزي، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا يحيى بن سعيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمن، قال: رأت عائشة عبد الرحمن توضّأ، فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ويل للأعقاب من النار» .

[5]

تاريخ بغداد 12/ 411، نزهة الألبّاء 112، إنباه الرواة 3/ 19، طبقات الشافعية 1/ 271.

ص: 326

الانصراف وَصَلَه بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا في جَنَبَة رجلٍ لم يُحْوِجْني إلى صِلَة غيره. فلمّا عاد إلى ابن طاهر وَصَلَه بثلاثين ألف دينار، فقال: أيُّها الأمير قد قَبِلْتُها، ولكنْ قد أغنيتني بمعروفك وبِرِّك، وقد رأيت أنْ أشتري بها سلاحًا وخيلًا، وأوجّه به إلى الثَّغر، ليكون الثّواب متوفّرًا على الأمير. ففعل [1] .

وقال عليّ بن عبد العزيز: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: المتّبع للسُّنّة كالقابض على الْجَمْر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السَّيف في سبيل الله [2] .

وقال عبّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يقول: عاشرتُ النّاس، وكلّمتُ أهل العِلْم، فما رأيت قومًا أَوْسَخَ وَسَخًا، ولا أضعف حُجّةً من الرافضة، ولا أحمق منهم [3] . ولقد وُلِّيتُ قضاء الثَّغْر [4] فَنَفَيْتُ ثلاثة [5] : جَهْمِيَّيْن ورافضيًّا، أو رافِضِيَّيْن، وجَهْميًّا [6] .

وقال: إنّي لأتبيّن في عقل الرجل أن يدع الشّمس ويمشي في الظّلّ [7] .

وقال بعضهم: كان أبو عُبَيْد أحمر الرأس والّلحية، مَهِيبًا، وَقورًا، يخضب بالحِنّاء [8] .

وقال الزُّبَيْديّ: عَدَدْتُ حروف «الغريب» فوجدته سبعة عشر ألف وتسعمائة وسبعين [9] .

[1] تاريخ بغداد 12/ 406، نزهة الألبّاء 110، 111، إنباه الرواة 3/ 16، معجم الأدباء 16/ 256، طبقات الشافعية 1/ 271، طبقات الحنابلة 1/ 261، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 257، 258.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 410، طبقات الحنابلة 1/ 262.

[3]

العبارة في تاريخ ابن معين: «فما رأيت قوما أوسخ وسخا، ولا أقذر ولا أضعف حجّة، ولا أحمق من الرافضة» .

[4]

في تاريخ ابن معين: «الثغور» .

[5]

في التاريخ: «ثلاثة رجال» .

[6]

في تاريخ ابن معين 2/ 480 زيادة: «وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور، فأخرجتهم» .

[7]

تاريخ بغداد 12/ 410.

[8]

إنباه الرواة 3/ 23، وفيات الأعيان 4/ 61.

[9]

إنباه الرواة 3/ 21، ومعجم الأدباء 16/ 259، وبغية الوعاة 2/ 254 وفيه «سبع مائة» بدل «وتسع مائة» .

ص: 327

وقال أبو عُبَيْد: دَخَلْتُ البَصْرة لأسمع من حمّاد بن زيد، فإذا هو قد مات، فَشَكَوْتُ ذلك إلى عبد الرحمن بن مهديّ، فقال: مهما سبقت به فلا تُسْبقَنّ بتقوى الله [1] .

وقال محمد بن الحُسين الأُبريّ، سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة: سَمِعْتُ أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق: إن الله لا يستحيي من الحقِّ، أبو عُبَيْد أَعْلَمُ منّي، ومن أحمد بن حنبل، والشّافعيّ [2] .

وقال عبد الله بن طاهر الأمير، وَرُوِيَتْ عنه من وجهين: للنّاس أربعة: ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، والقاسم بن مَعّن في زمانه، وأبو عُبَيْد في زمانه [3] .

وقال عَبْدان بن محمد المَرْوَزِيّ: ثنا أبو سعيد الضّرير قال: كنتُ عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعيّ أبي عُبَيْد، فأنشأ يقول:

يا طالبَ العِلْم قد مات ابنُ سلّام

وكان فارسَ علم غَيرَ مِحْجَامِ

مات الذي كان فينا رُبْعَ [4] أرَبَعةٍ

لم يلقَ [5] مثلهُمُ إِسْنادُ [6] أحكامٍ

خير [7] البَرِيّةِ عبدُ الله أوّلُهُم [8]

وعامِرٌ، ولنعم التّلو [9] يا عام.

[1] تاريخ بغداد 12/ 408، 409.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 411، ونزهة الألبّاء 112، وإنباه الرواة 3/ 19، معجم الأدباء 16/ 256.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 411، ونزهة الألبّاء 140، وطبقات الشافعية 1/ 271، معجم الأدباء 16/ 257.

[4]

في تاريخ بغداد:

أودى الّذي كان فينا ربع أربعة وفي معجم الأدباء: «كان الّذي» ، وفي إنباه الرواة:«الّذي كان فيكم» .

[5]

في تاريخ بغداد ونزهة الألبّاء «لم يلف» .

[6]

هكذا في الأصل وتاريخ بغداد، وفي معجم الأدباء، وإنباه الرواة «إستار» وهي لفظة فارسية معناها «أربعة» . وفي طبقات الشافعية، وسير أعلام النبلاء «أستاذ» .

[7]

في تاريخ بغداد «حبر» .

[8]

في تاريخ بغداد، وإنباه الرواة «عالمها» .

[9]

في تاريخ بغداد «الثاويا» ، وفي نزهة الألبّاء «الثبت» .

ص: 328

هما اللذان أنافا فوق غيرهما [1]

والقاسمان ابنُ مَعّن وابنُ سلّامِ [2]

ومناقب أبي عُبَيْد كثيرة، وقد حكى عنه البخاريّ في كتاب «أفعال العباد» .

وذكره أبو داود في كتاب «الزّكاة» ، وغيره في تفسير أسنان الإبِل.

وعاش ثمانيًا وستين سنة، رحمه الله.

331-

القاسم بن سلّام بن مسكين [3] .

أبو محمد الأزْديّ البصْريّ.

عن: أبيه، وعبد العزيز بن سلم، وعبد القاهر بن السَّرِيّ، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وتَمْتَام، ويوسف بن يعقوب القاضي.

قال أبو حاتم [4] : صَدُوق.

أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُدَامَةَ الْفَقِيهُ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ كَيْسَانَ، أَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا غَرَبَتْ شَمْسٌ إلَّا بِجَنْبَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا، اللَّهمّ عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تلفا» [5] . صحيح عال.

[1] في تاريخ بغداد: «هما أتانا بعلم في زمانهما» ، ومثله في إنباه الرواة، ولكن قال:«هما أنافا» .

[2]

الأبيات في: تاريخ بغداد 12/ 412، ونزهة الألبّاء 113، وإنباه الرواة 3/ 20، وطبقات الشافعية 1/ 272، والبيتان الأولان فقط في: معجم الأدباء 16/ 257.

[3]

انظر عن (القاسم بن سلّام بن مسكين) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 172 رقم 777، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 101، والجرح والتعديل 7/ 110، رقم 636، والثقات لابن حبّان 9/ 18، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 2/ 1110، وميزان الاعتدال 3/ 370 رقم 6806، وتهذيب التهذيب 8/ 318، 319 رقم 573، وتقريب التهذيب 2/ 117 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 312.

[4]

الجرح والتعديل 7/ 110 رقم 636.

[5]

أخرجه أحمد في المسند 2/ 305، 306 من طريق: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمرة، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إن ملكا بباب من أبواب

ص: 329

وقال ابن حِبّان [1] : مات سنة ثمان وعشرين [2] .

332-

القاسم بن عُمَر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي أيّوب الأنصاريّ [3] .

حدَّث ببغداد في سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

عن: محمد بن المّنْكَدِر، وداود بن أبي هند، وما استحى من ذلك فسمع منه: إسحاق بن سُفْيان الخُتُّليّ، وآحاد الطَّلبَة.

روى عنه الخُتُّليّ حديثًا مُنْكَرًا وقال: كان مُعمَّرًا [4] .

قلت: الحديث باطل، وهو آفتُه [5] .

333-

القاسم بن عَمْرو بن محمد العنقريّ [6] .

[ () ] السماء يقول: من يقرض اليوم يجزى غدا، وملكا بباب آخر يقول: اللَّهمّ أعط منفقا خلفا، وعجّل لممسك تلفا» . وأخرجه البخاري في وجوب الزكاة 2/ 120 باب: قول الله تعالى: فَأَمَّا من أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى.. 92: 5- 7 من طريق: معاوية بن أبي مزرّد، عن أبي الحباب، عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللَّهمّ أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللَّهمّ أعط ممسكا تلفا» .

[1]

في «الثقات» 9/ 18.

[2]

وزاد ابن حبّان: «مستقيم الحديث» .

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عنه، فقالا: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 110 رقم 636) .

[3]

انظر عن (القاسم بن عمر بن عبد الله الأنصاري) في:

تاريخ بغداد 12/ 423، 424 رقم 6870، والمغني في الضعفاء 2/ 520 رقم 5002، وميزان الاعتدال 3/ 376 رقم 6727، ولسان الميزان 4/ 463، 464 رقم 1437.

[4]

قيل: أتى عليه مائة وتسع وعشرون أو مائة وسبع وعشرون سنة. (تاريخ بغداد 12/ 423، 424) .

[5]

ذكر الخطيب حديث الختّليّ، من طريق داود بن أبي هند، قال: حدّثني عامر الشعبيّ، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أداء الحقوق، وحفظ الأمانات، ديني ودين النبيين من قبلي، وقد أعطيتم ما لم يعط أحد من الأمم، إن الله تعالى جعل قربانكم الاستغفار، وجعل صلاتكم الخمس بالأذان والإقامة، ولم تصلّها أمّة قبلكم، فحافظوا على صلواتكم وأيّ عبد صلّى الفريضة، ثم استغفر الله عشر مرات لم يقم من مقامه حتى تغفر له ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج وجبال تهامة» . قال الخطيب: لا أعلم روى هذا الحديث عن داود بن أبي هند غير هذا الشيخ، وهو منكر جدا. (تاريخ بغداد 12/ 424) .

[6]

انظر عن (القاسم بن عمرو العنقزي) في:

ص: 330

أبو محمد الكوفيّ.

سمع: أباه.

وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وأحمد بن الأزهر [1] .

334-

القاسم بن عيسى [2] .

[ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 172 رقم 775، وتاريخه الصغير 219، والجرح والتعديل 7/ 115 رقم 662، والثقات لابن حبّان 9/ 16.

[1]

قال أحمد بن سعيد: مات سنة ست أو خمس ومائتين. (ذكره البخاري في تاريخه الكبير، والصغير، وابن حبّان في الثقات) ، وبهذا يكون من أهل الطبقة قبل الماضية.

[2]

انظر عن (القاسم بن عيسى الأمير) في:

المعارف لابن قتيبة 97 و 420، وعيون الأخبار، له 1/ 229 و 334 و 3/ 10 و 55 و 247، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 72، وتاريخ اليعقوبي 2/ 445، وفتوح البلدان للبلاذري 398، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 170- 179، 218، 219، 223- 225، 227، 344، 345، 353، 381، 382، والبرصان والعرجان للجاحظ 86، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 296، 297، وتاريخ الطبري 8/ 391، 392، 659، والعقد الفريد 1/ 160، 161، 256، 263، 285، 307، 308 و 2/ 165، 166 و 2/ 172 و 3/ 52 و 6/ 169، وفيه (القاسم بن إسماعيل، والقاسم بن عيسى، والقاسم بن عبد الله) ، والخراج لقدامة 378، ومروج الذهب للمسعوديّ 986، 2698- 2700، 2823- 2826، 3240، وأخبار البحتري للصولي 97، 177، والعيون والحدائق لمجهول 3/ 183، وبغداد لابن طيفور 133، 140، وخاص الخاص للثعالبي 9، 118، وتحسين القبيح، له 34، ونثر النظم وحلّ العقد، له 11 رقم 6، وشرح مقامات الحريري 1/ 249، و 26 رقم 24، و 52 رقم 67، والأغاني، لأبي الفرج 8/ 248- 257 و 19/ 77، 106، 109، 111- 113، 117، 118، 301 و 20/ 14 وما بعدها في ترجمة (علي بن جبلة) ، و 193 و 21/ 55- 57، 92 و 23/ 43، 44، 60- 62 و 24/ 129، 194، ومعجم الشعراء للمرزباني 216، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 160، والفهرست لابن النديم 130، وسمط اللآلي 331، والفرق بين الفرق 268، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 66- 75، 348، ونشوار المحاضرة، له 2/ 102 و 7/ 247، 247 وأمالي المرتضى 1/ 290، 608، وربيع الأبرار 4/ 192، 334، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 313، وتاريخ بغداد 12/ 416- 423 رقم 6869، والأنساب لابن السمعاني 8/ 401، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 194، 195، 453- 455، 483، ونثر الدّرّ 1/ 384- 386، وزهر الآداب 91، 92، والبصائر والذخائر 3/ 1 رقم 325، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 88، 493، 494، وأمالي القالي 1/ 247، والمستطرف للأبشيهي 1/ 225، ولباب الآداب لابن منقذ 195، 209، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 110، والفهرست لابن النديم 169، والكامل في التاريخ 6/ 516، والجامع الكبير لابن الأثير 242، وبدائع البدائه لابن ظافر 65، 155- 157، 289، 380، ومعجم ما استعجم للبكري 1123، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 307، 308،

ص: 331

الأمير أبو دُلَف العِجْليّ. صاحب الكَرَج وواليها.

حدَّث عن: هُشَيْم، وغيره.

روى عنه: محمد بن المغيرة الأصبهانيّ.

وكان فارسا شجاعا، وجوادا مُمَدَّحًا، وشاعرًا محسنا. له أخبار في السّخاء والحماسة.

وُلّي حرب الخُرَّميّة فدوّخهم وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم [1] .

قال إسحاق بن إبراهيم المَوْصِليّ، عن أبيه: كنتُ في مجلس هارون الرشيد، إذ دخل عليه غلامٌ أمرد، فسلَّم، فقال الرشيد: لا سلّم الله على الآخَر، أفسدتَ علينا الجبل، يا غُلام.

قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثمّ جاوزه إلى أن قال: أفسدتُه يا أمير المؤمنين وأنت عليّ، أَفَأَعْجزُ عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولّاه الجبل.

فلمّا خرج قلت: من هذا؟ قالوا: أبو دُلَف. فلمّا ولّي قال الرشيد: أرى غلامًا يرمي مِن وراء همّةٍ بعيدة [2] .

وقد كان أبو دُلَف فصيحًا حَسَن الجواب. قال له المأمون يومًا وهو مقطّب: أأنت الّذي يقول فيك الشّاعر:

[447،) ] والأذكياء لابن الجوزي 69، وذم الهوى، له 492، ووفيات الأعيان 1/ 82 و 2/ 14 و 3/ 145، 191، 305، 306، 351- 353 و (4/ 73- 79) ، 313، و 6/ 38، وآثار البلاد للقزويني 341، وثمرات الأوراق لابن حجّة 92- 94، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1113، وسير أعلام النبلاء 10/ 563، 564 رقم 194، ودول الإسلام 1/ 136، والعبر 1/ 494، ومرآة الجنان 2/ 86- 90، ومعجم البلدان 4/ 446، واللباب 2/ 326، ونهاية الأرب 4/ 233، والبداية والنهاية 10/ 293، 294، والمختصر في أخبار البشر 2/ 34، وتاريخ ابن الوردي 1/ 222، والروض المعطار 491، وتهذيب التهذيب 8/ 327، 328 رقم 589، وتقريب التهذيب 2/ 118 رقم 36، والنجوم الزاهرة 2/ 243، 244، وخزانة الأدب 1/ 172، وشذرات الذهب 2/ 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 313.

[1]

أمراء دمشق للصفدي 67 رقم 210.

[2]

روى المؤلّف- رحمه الله هذا الخبر في: سير أعلام النبلاء 10/ 563، 564، وورد في:«عيون الأخبار» 1/ 229: «ونظر رجل إلى أبي دلف في مجلس المأمون فقال: إن همّته ترمي به وراء سنه» . والخبر في: نثر الدرّ للآبي 1/ 384- 386، وزهر الآداب للحصري 91، 92، والبصائر والذخائر للتوحيدي 3/ 1/ 325، والتذكرة الحمدونية 2/ 194.

ص: 332

إنّما الدُّنيا أبو دُلَفٍ

بين مَغْزاه [1] ومُحْتَضَرِهْ

فإذا ولّي أبو دُلَفٍ

ولَّتِ الدُّنيا على أَثَرِهْ [2]

فقال: يا أمير المؤمنين شهادة زُور، وقول غَرُور، ومَلقِ مُعْتَفْ، وطالب عُرْف. وأصدق منه ابن أختٍ لي حيث يقول:

دعيني أجوبُ الأرض ألتمِسِ الْغِنى

فما الكَرَجُ [3] الدُّنيا ولا النّاس قاسمُ

فتبسم المأمون [4] .

ومن شعره:

أيُّها الراقد المؤرّق عيني

نَمْ هَنيئًا لك الرّقادُ اللّذيذُ

علِم الله أنّ قلبي ممّا قد

جنت مُقْلتاكَ فيه وَقِيذُ

وقال ثعلب: ثنا ابن الأعرابيّ، عن الأصْمَعيّ قال: كنت واقفًا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دُلَف العِجْليّ، فنظر إليه المأمون شزرا.

فقال: أنت الّذي يقول فيك عليّ بن جَبَلَة:

لهُ راحةٌ لو أنّ مِعْشار عُشْرِها

على البَرِّ كان البَرُّ أندى من البحرِ

له هِمَمٌ لا منْتَهَى لكِبارها

وهمَّتُه الصُّغْرَى أجل من الدهر

ولو أنّ خلق في مَسْكِ فارسٍ

وبارزه كان الخلي من العُمْرِ

أبا دُلَفٍ بُورِكْتَ في كلّ وِجْهةٍ

كما بوركت في شهرها ليلة القدر

[1] في العقد الفريد، وبدائع البدائه:«بين مبدأه» ، وفي طبقات ابن المعتز، والعقد الفريد 2/ 166، وخاص الخاص:«بين باديه» ، وفي موضع آخر، «بين معراه» .

[2]

البيتان في: طبقات الشعراء لابن المعتز 171 و 175 و 178، وتاريخ الطبري 8/ 659، والعقد الفريد 1/ 307، و 2/ 166، وتاريخ بغداد 12/ 421، وخاص الخاص 118، والأغاني 8/ 254 و 255 و 20/ 22 و 24 و 25 و 36 و 39 وفيه هنا مثل المتن «مغزاه» ، وبدائه البدائه 289، ومعجم ما استعجم للبكري 4/ 1123، والروض المعطار للحميري 491، وثمرات الأوراق لابن حجّة 93، ومرآة الجنان 2/ 88، ونهاية الأرب 4/ 233، وغيره.

[3]

الكرج: بفتح أوله وثانيه، بعد جيم، حصن من معاقل الجبل، وهو حصن أبي دلف القاسم.

(معجم ما استعجم 4/ 1123) .

[4]

العقد الفريد 2/ 166، تاريخ بغداد 12/ 422، الروض المعطار 491.

ص: 333

فقال: يا أمير المؤمنين بكذوب عليّ، لا والذي في السّماء بيتُه، ما أعرف مِن هذا حرفًا.

فقال: قد قال فيك:

ما قال لا قطّ من جُودٍ أبو دُلَفٍ

إلّا التشهُّد لكن قوله نعم

قال: لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين.

وقال أبو العَيْناء: حدَّثني إبراهيم بن الحَسَن بن سهل قال: كنّا في موكب المأمون، فترجّل له أبو دُلَفٍ، فقال له المأمون: ما أخّرك عنّا؟.

قال: عِلَّةٌ عَرَضَتْ لي.

فقال: شفاك الله وعافاك، اركب.

فوثب من الأرض على الفَرَس، فقال: ما هذه وثبة عليل.

فقال: بدعاء أمير المؤمنين شُفِيت [1] .

وعن: أبي دُلَفٍ أنّه فرّق يومًا مبلغًا كبيرًا من المال، ثمّ أنشأ يقول لنفسه:

كفاني من مالي دِلاصٌ وسابحٌ

وأبيض من صافي الحديد ومِغْفَرُ [2]

وقال مرّةً، وقد تكاثر عليه الشُّعَراء وهو مضيق اليد، فتمثّل:

لقد خُبِّرْت أنْ عَلَيْك دَيْنًا

فزِدْ في رَقْمِ دَيْنِك واقضِ دَيْني

يا غلام اقترض لي عشرين ألفًا بأربعين ألفًا وفرّقها عليهم [3] .

ومن شعره:

نحن قوم تليننا الحدق النجل

على أننا نلين الحديدا

نملك الأُسْد ثمّ تَمْلِكنا البِيض

المَصُوناتُ أَعْيُنًا وخُدُودا

فترانا يوم الكريهة أحرارًا

وفي السِّلْم للغواني عَبِيدا

وقال المَحَامِليّ: ثنا عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن سَلَمَةَ البَلْخيّ: حدَّثني محمد بن عليّ القهسْتاني: حدَّثني دُلْف بن أبي دُلف قال:

[1] تاريخ بغداد 12/ 420.

[2]

تاريخ بغداد 12/ 419، وذكر بيتين قبله.

[3]

تاريخ بغداد 12/ 421.

ص: 334

رأيت أبي في النّوم، فأدخلني دارًا وحشة سوداء مُخْزِية، ثمّ أصعدني دَرَجًا فيها، فأدخلني غرفة، حِيطانُها من أثر النّار، وفي أرضها أثر الرّماد، وإذا أبي عريان، فقال لي كالمستفهم: دُلَف؟.

قلت: نعم أصلح الله الأمير.

فأنشأ يقول:

أَبْلِغَنْ أهلي ولا تُخْفِ عنهم

ما لقينا في البرزخِ الخَنَّاق [1]

قد سُئِلنا عن كلّ ما قد فعلنا

فارحموا وحْشتي وما قد أُلاقي

أفهمتَ؟ قلت: نعم. فقال:

فلو أنّا [2] إذا مُتْنَا تُرِكْنَا

لكانَ الموتُ راحةَ كلِّ حيّ

ولكنْ [3] إذا مُتْنَا بُعِثْنا

ونسأل بعد ذا عن كلّ شيء [4]

قالوا: تُوُفّي أبو دُلَف سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

335-

القاسم بن أبي سفيان محمد بن حُمَيْد المَعْمَريّ البغداديّ [5] .

عن: عبد الرحمن قصّة أضحيّة خالد القَسْريّ بالْجَعْد بن درهم.

رواها عنه: قُتَيْبة، والحَسَن بن الصّبّاح البَزّار، وعثمان بن سعيد الدّارميّ [6] .

وَثّقَهُ قُتَيْبة [7] .

وأما يحيى بن معين فقال: كذّاب خبيث [8] .

[1] في مرآة الجنان «الحيات» .

[2]

في تاريخ بغداد ومرآة الجنان: «فلو كنّا» .

[3]

في تاريخ بغداد: «ولكنا» وفي مرآة الجنان: «ولكنا» .

[4]

تاريخ بغداد 12/ 423، ومرآة الجنان: 2/ 89.

[5]

انظر عن (القاسم بن أبي سفيان) في:

الجرح والتعديل 7/ 119، 120 رقم 681، والثقات لابن حبّان 9/ 15، وتاريخ بغداد 12/ 425 رقم 6872، والأنساب لابن السمعاني 11/ 405، 406، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 16 رقم 2755، والمغني في الضعفاء 20/ 521 رقم 5010، وميزان الاعتدال 3/ 378 رقم 6836، وذيل الكاشف 231 رقم 1250.

[6]

القصّة في تاريخ بغداد 12/ 425.

[7]

تاريخ بغداد 12/ 245.

[8]

الجرح والتعديل 7/ 119 رقم 681، وزاد: «قال عثمان [الدارميّ] : وقد أدركت قاسما المعمري

ص: 335

قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ وعشرين [1] .

336-

القاسم بن هانئ الأعمى [2] .

أبو محمد، مولى آل عُمَر بن الخطّاب، العَرَويّ.

روى عن: الَّليْث بن سَعْد، وغيره بمصر.

قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث وقد اختلط [3] .

مات في ذي القعدة سنة سبْعٍ وعشرين ومائتين.

337-

القاسم بن يزيد بن عَوَانة [4] .

أبو صَفْوان الكلابي المَعَافِريّ البصْريّ. نزيل دمشق.

روى عن: حسّان الأزرق، ويحيى بن كثير.

وعنه: أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذِيّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وعشرين.

338-

قُتَيْبة بن مهران الآزاذانيّ الأصبهانيّ المقرئ [5] .

[ () ] وليس كما قال يحيى» .

وقال الخطيب: «كان في أصل الأشناني: قاسم العمري، في الموضعين معا، والصواب:

المعمري كما ذكرناه، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن الدارميّ، وقاسم المعمري قديم يروي عن عبد الله بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وغيرهما، حدّث عنه ورد بن عبد الله، وقتيبة بن سعيد، وطبقتهما. وهو الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حفص، ولم يدركه الدارميّ، والله أعلم» . (تاريخ بغداد 12/ 425، 426) .

[1]

تاريخ بغداد 12/ 426، ذيل الكاشف 231 رقم 1250، وتاريخ البغوي 51 رقم 31.

[2]

انظر عن (القاسم بن هانئ) في:

الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 481 رقم 1540، والمغني في الضعفاء 2/ 522 رقم 5022، وميزان الاعتدال 3/ 381 رقم 6853، ولسان الميزان 4/ 467 رقم 1453.

[3]

وقال العقيلي: «لا يقيم الحديث» . (الضعفاء الكبير 3/ 481 رقم 1540) .

[4]

انظر عن (القاسم بن يزيد) في:

الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 286 ب.

[5]

انظر عن (قتيبة بن مهران) في:

الجرح والتعديل 7/ 140 رقم 786، والثقات لابن حبّان 9/ 20، وطبقات الزبيدي 95، 96، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 164، 165، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 86، 87 رقم 105، والأنساب لابن السمعاني 1/ 100، ومعجم البلدان 1/ 52، 53، و 2/ 26،

ص: 336

صاحب الإمالة.

أخذ القراءة عن الكِسائيّ.

وحدَّث عن: شُعْبَة، والَّليْث بن سَعْد، وأبي مَعْشَر نجيج، وجماعة.

وكنيته أبو عبد الرحمن.

قرأ عليه: إدريس بن عبد الكريم الحدّاد، والعبّاس بن الوليد بن مِرْداس، وأحمد بن محمد بن حَوْثَرة الأصمّ، وزُهَير بن محمد الزّهْرانيّ، وبِشْر بن إبراهيم الثَّقَفيّ، وقُرّاء إصبهان.

وانتهت إليه رئاسة الإقراء بأصبهان. وله إمالات مزعجة معروفة. وقد صحب الكسائيّ مدّة طويلة.

وأخذ أيضا عن: إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن مسلم.

حدَّث عنه: إسماعيل بن يزيد القطّان، ويونس بن حبيب، وعُقَيْل بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد الإصبهانيون.

وكان موجودًا في حدود العشرين ومائتين، لأنّ إدريس أدركه وقرأ عليه.

وقال يونس بن حبيب: كان من خِيار النّاس [1] ، وكان مقريء أصبهان في زمانه.

وروى العبّاس بن الوليد، عن قُتَيْبة أنّه قرأ: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ 2: 102 [2] .

بالكسر جعلهما من ملوك الدُّنيا.

وقال عُقَيْل بن يحيى: سَمِعْتُ قُتَيْبة يقول: قرأت على الكسائيّ، وقرأ عليّ الكسائي [3] .

[ () ] وإنباه الرواة للقفطي 3/ 37، ومعرفة القراء الكبار 1/ 212 رقم 107، وغاية النهاية 2/ 26، 27 رقم 2612، والبلغة 191، وبغية الوعاة 2/ 264 رقم 1944، والآزاذاني: بالألف الممدودة والزاي المفتوحة والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون.

نسبة إلى آزاذان، وهي قرية من قرى أصبهان. (الأنساب 1/ 100) .

[1]

الجرح والتعديل 7/ 140 رقم 786، الأنساب 1/ 100.

[2]

الآية: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ 2: 102 رقم 102 من سورة البقرة.

[3]

الأنساب 1/ 100، إنباه الرواة 3/ 37.

ص: 337

وقيل: إنّه صحب الكسائي خمسين سنة [1] .

339-

قُرَّةُ بن حبيب [2] .

أبو عليّ البصْريّ القَنَويّ [3] الرّمّاح.

حدَّث عنه: عبد الله بن عَوْن، وشُعْبَة، وأبي الأشهب العُطَارِديّ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.

وهو آخر من حدَّث عن ابن عَوْن من الثّقات.

وعنه: البخاريّ في غير «الصّحيح» ، وأبو داود في غير «السَّنَن» ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعثمان بن خُرَّزاذ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، والحَسَن بن سهل المجوز، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وجماعة.

وَثّقَهُ أبو حاتم [4] .

وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

روى البخاريّ في «صحيحه» ، عن رجل، عنه [5] .

[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: لا أعرفه، والحديث الّذي رواه مشهور. (الجرح والتعديل 7/ رقم 786) .

[2]

انظر عن (قرّة بن حبيب) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 183، 184 رقم 820، والمعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 364، والجرح والتعديل 7/ 132 رقم 752، والثقات لابن حبّان 9/ 24، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 622 رقم 988، وحلية الأولياء 6/ 164، والإكمال لابن ماكولا 7/ 137، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 423، 424 رقم 1625، والأنساب لابن السمعاني 10/ 252، ومعجم البلدان 2/ 337، واللباب 1/ 410، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1127، وسير أعلام النبلاء 10/ 436 رقم 128، والكاشف 2/ 343 رقم 4640، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 829، وتهذيب التهذيب 8/ 370، 371 رقم 659، وتقريب التهذيب 2/ 125 رقم 103، وخلاصة تذهيب التهذيب 175.

[3]

في الجرح والتعديل 7/ 132، وثقات ابن حبّان 9/ 24) :«القشيري» ، وهو أيضا:«القنوي» صاحب القناة.

[4]

فقال: «كان صدوقا» ثقة، غزا مع الربيع بن صبيح، كتبنا عنه أيام الأنصاري، ثم بقي حتى كتبنا عنه أيام أبي الوليد» . (الجرح والتعديل 7/ 132 رقم 752) .

[5]

قال الكلاباذي: روى عنه الحسن، غير منسوب، ويقال: إنه الزعفرانيّ في آخر غزوة خيبر.

(رجال صحيح البخاري 2/ 622 رقم 988) .

ص: 338

340-

قيس بن حفص الدّارميّ [1]- خ. - مولاهم البصْريّ، أبو محمد.

عن: أبي الأشهب، وحمّاد بن زيد، وأبي عَوَانة، وجماعة.

وعنه: خ.، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وحرب الكِرْمانيّ، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس، وآخرون.

وكان ثقة [2] .

تُوُفّي سنة سبع وعشرين [3] .

[1] انظر عن (قيس بن حفص) في:

التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 156 رقم 156 رقم 203، وتاريخه الصغير 230، وتاريخ الثقات للعجلي 392 رقم 1392، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 292، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 101، والجرح والتعديل 7/ 95 رقم 546، والثقات لابن حبّان 9/ 15، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 615 رقم 977، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 418 رقم 1602، والمعجم المشتمل لابن عساكر 219 رقم 740، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1133، والكاشف 2/ 347 رقم 4669، وتهذيب التهذيب 8/ 390 رقم 692، وتقريب التهذيب 2/ 128 رقم 135، وخلاصة تذهيب 317.

[2]

قال العجليّ في (تاريخ الثقات 392 رقم 1392) : «لا بأس به، كتبنا عنه شيئا يسيرا» .

وسئل أبو حاتم عنه، فقال: شيخ. (الجرح والتعديل 7/ 95 رقم 546) .

وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» .

[3]

تاريخ البخاري.

ص: 339