الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الناشر
إن مؤسسة الرسالة قد أصدرت بعون الله وتوفيقه كتاب "تهذيب الكمال" للإمام الحافظ أبي الحجاج المِزِّي في طبعة محققة تحقيقًا علميًّا جيدًا، وقد اعتمد فيه محقِّقُه على نسخ خطية متقنة، وبذل في تحقيق نصوصه والتعليق عليها جهدًا طيبًا، وتمت طباعة هذا الكتاب طباعةً أنيقة ترتقي إلى مستوى الإخراج المعاصر.
ولما كان من خطة المؤسسة استكمال حلقات الكتاب الواحد، فقد عمدت بعد إخراج كتاب "تهذيب الكمال" إلى تهيئة تهذيبه المسمَّى "تهذيب التهذيب" للإمام الحافظ ابن حجر، وإخراجه في طبعة جديدة معتنىً بها، وذلك بعد مراجعة على أصله "تهذيب الكمال" وعلى غيره من كتب التراجم والتواريخ، بالإضافة إلى جهد وخبرة الأساتذة المحققين في مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة التي أصدرت مجموعة لا بأس بها من كتب التراجم (1).
واستتمامًا لهذه الخطة أصدرت مؤسسة الرسالة كتاب "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر في طبعتين:
أولاهما: "تحرير التقريب" تأليف الدكتور بشار عواد معروف، والأستاذ الشيخ شعيب الأرنؤوط، فقد قاما باستقراء أحكام الحافظ على الرواة ومقابلتها بأقوال أهل الجرح والتعديل من المتقدمين، وعليه فقد استخلصوا أحكامًا على كثير من الرواة خالفوا فيها أحكام الحافظ مع ذِكْر أقوال أهل الجرح والتعديل عند الترجمة. وأُتحف الكتاب ببعض الحواشي من تعقيبات على ما أخطأ فيه المؤلف سواء كان في الوَفيات، أو في طبقات الرواة، أو غيرها.
(1) مثل "سير أعلام النبلاء" و"معرفة القراء الكبار" كلاهما للحافظ الذهبي، و"معجم الشيوخ" لابن جميع الصيداوي، و"معجم المؤلفين" و"أعلام النساء" كلاهما لعمر رضا كحالة، وغيرها.
وقد اعتُمِد في تحقيق نص "التقريب" على نسختين خطيتين: الأولى: نسخة المؤلف بخطه، والثانية: نسخة الميرغني. وصدر الكتاب في أربعة مجلداتٍ.
الثانية: "تقريب التهذيب" مجردًا دون "التحرير"، وقد اعتنى بهذه النسخة من مكتب تحقيق التراث في مؤسستنا الأستاذ عادل مرشد، واعتمد في عمله على النسختين السالف ذِكْرهما، وأكَّد في عمله على ما يلي:
1 -
التعليق على ما سبق به قلم المصنف في ضبط بعض الأسماء أو الأنساب، أو في تاريخ الوفاة، أو غيرها.
2 -
استدراك ما فات المصنف من رقوم أصحاب الكتب الستة.
3 -
التنبيه على الرواة الذين روى لهم البخاري ومسلم أو أحدهما تعليقًا أو مقرونًا أو متابعة.
ولا يفوتنا أن ننبه هنا أنه قد أفاد من الطبعتين الجيدتين للتقريب، وهما: طبعة الأستاذ محمد عوّامة، وطبعة الشيخ أبي الأشبال صغير أحمد شاغف، جزاهما الله خيرًا. وهكذا فقد أصدرنا "التقريب" بطبعة متقنة جديدة جاءت بميزات الطبعات السابقة، بالإضافة إلى الإفادة من طبعتنا لكتاب "تهذيب الكمال".
ونحن إذ نضع هذه الكتب الموسوعية بين أيدي قرّائنا الكرام، باذلين الجهدَ فيها، مكرِّسين أنفُسَنا لخدمة كتاب الله وسُنَّة نبيه، داعين الله عز وجل أن يوفِّقَنا فيما نَصْبُو إليه، شاكرين فضلَه علينا؛ آملين منه عز وجل أن يوفِّقَ جميع العاملين في المؤسسة؛ والمشاركين في التأليف والتحقيق، أن يوفِّقَهم جميعًا لما يحبُّه ويرضاه؛ ونأمل أن نكون قد قدَّمنا الخيرَ للقراء الكرام، ونطمع منهم بالدعاء المخلص لنا في ظهر الغيب لتقديم المزيد من العطاء، والله وليُّ التوفيق.
رضوان دعبول