الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والغالب على الظن انه كانت له رحلة إلى تلمسان والمغرب الأقصى إذ إنه روى عن جماعة من أهل البلدين، كابن آجروم، وابن الإمام، والعقباني، والشريف التلمساني، وهؤلاء لا تعرف لهم إقامة أو عقد مجالس تدريس في تونس.
وفي سنة 846/ 1443 عزم على حج بيت الله الحرام مصاحبا للركب التونسي عن أمر السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي الذي أكرمه وأرسل إليه ما يعينه على ذلك وسأله أن يكون قاضي الركب فأجابه بعد امتناع وكراهة.
وفي القاهرة اجتمع بالحافظ ابن حجر وأنشده ارتجالا بيتين [كامل]:
قد فزتم بين الأنام وحزتم
…
رهن السّباق بنشر فتح الباري
فالله يكلؤكم ويبقي مجدكم
…
ويحوطكم من أعين الأغيار
كما اجتمع به البرهان البقاعي وأجازه وأملى عليه ترجمته وعرف تعريفا وجيزا ببعض أقاربه التجانيين وب
مؤلفاته
م، ولقي الشمس السخاوي الذي اجتمع به في الجامع الأزهر وكتب عنه ترجمته وغير ذلك، وقال في نهاية ترجمته:«وكان فاضلا مفوّها طلق العبارة حسن المحاضرة، بهي المنظر حسن المخبر، والغالب عليه التصوف والصلاح» .
تولى قضاء المحلة (أي العسكر) والتدريس بزاوية باب البحر، وفي أواسط جمادى الأخرى من عام 856 صرف عن قضاء المحلة وعن الشهادة وقدم عوضه الشيخ محمد الزنديوي وفي أوائل جمادى الثانية من عام 857 صرف الشيخ محمد الزنديوي عن قضاء المحلة وأعيد إليها صاحب الترجمة وإلى الإشهاد بالحاضرة ثم صرف في رجب علم 865 عن قضاء المحلة والتدريس بزاوية باب البحر وقدم عوضه محمد الرصاع وقدم هو عدلا ومفتيا بالقلم.
وتوفي في آخر ذي الحجة.
مؤلفاته:
1 -
عون السائر بن إلى الحق، في التصوف، مجلد.
2 -
المقدمات، في الفقه، مجلد لطيف.
3 -
الوثائق العصرية.
المصادر والمراجع:
- الأعلام 1/ 219.
- تاريخ الدولتين 129 - 131 - 136.
- درة الحجال 1/ 88.
- شجرة النور الزكية 258 - 259.
- الضوء اللامع 2/ 136 - 137 (محرفا إلى البجائي). عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران مخطوط بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة الأحمدية) من الورقة 47 أإلى 48 ب.
- مقدمة رحلة التجاني لمحققها ح. ح. عبد الوهاب 30 - 31.
- معجم المؤلفين 2/ 123.
- نيل الابتهاج 81.
- ورقات لحسن ح. عبد الوهاب 3/ 174 - 177 (إعادة لما في مقدمة رحلة التجاني).
- إيضاح المكنون 2/ 511؛ 2/ 541، 701.
- توشيخ الديباج 57، 58 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983).
- الحلل السندسية 1/ 631 (دار الغرب الإسلامي، بيروت).
* * *
69 -
التجاني (ولد بين 670 - 675/ 1272 - 1276 وكان حيا لسنة 718/ 1308)
عبد الله بن محمد بن أحمد التجاني، والده من كتاب العلامة وصاحب القلم الأعلى، كان عالما أديبا شاعرا، اعتنى والده بتربيته ولقنه مبادئ العلوم، وقرأ على قريبيه أبي الحسن علي بن إبراهيم التجاني النحوي اللغوي الأديب الشاعر وعمر التجاني، وعلى بن عبد الكريم العوفي الصفاقسي الأصل وأبي القاسم عبد الوهاب بن فائد الكلاعي، وغيرهم.
كان من جملة كتاب الإنشاء على عهد السلطان محمد المعروف بأبي عصيدة في بداية القرن الثامن. وفي عهد الأمير أبي يحيى زكريا ابن اللحياني استصفاه لنفسه وقرب منزلته منه ورسمه في خواص كتابه وصاحبه في رحلته في جهات تونس وليبيا من منتصف سنة 708/ 1308 وفارق مخدومه من أرض ليبيا لأسباب صحية وسياسية.
وبعد هذه الرحلة عاد إلى تونس مباشرا لخطته بديوان الإنشاء وبعد قليل مات السلطان أبو عصيدة خلال سنة 709/ 1309 فاجتاحت الاضطرابات البلاد بسبب التنازع على السلطة من أمراء البيت الحفصي، ودامت مدة عامين بين الأمراء، أبي زكريا بن أبي زيد الملقب بالشهيد وأبي البقاء خالد وغيرهما، ولم يستقر لهم الملك إلاّ قليلا.
وفي أثناء هذه الاضطرابات كان شيخ الموحدين أبو يحيى زكريا ابن اللحياني قد عاد من الحج واستقر بمدينة طرابلس يراقب الأمور من بعيد، ويترصد الفرص إلى أن هجم بجموع من أنصاره على تونس واستولى على الحكم في سنة 711/ 1311 وقلد كاتب سره القديم صاحب
الترجمة رئاسة ديوان الإنشاء وهي خطة العلامة الكبرى.
وتخلى أبو زكريا يحيى بن اللحياني عن الملك لفائدة ابنه ووليّ عهده محمد المعروف بأبي ضربة سنة 717/ 1317 ومن ذلك التاريخ لا نعلم عن مصير عبد الله التجاني صاحب الترجمة شيئا وله: .
1 -
أحكام مغيب الحشفة. ألفه استدراكا على شيخه أبي علي الهذلي، وهو أول تأليف له ألفه في زمن الشباب وقد بين ذلك بقوله:«وكان شيخنا الإمام أبو علي عمر بن محمد بن علوان الهذلي - رحمه الله تعالى - قد ألف في ذلك تأليفا (أي أحكام مغيب الحشفة) تهاداه الناس واستغربوه جمع فيه ما قال غيره واستدرك أحكاما كثيرة استخرجها بكثرة اطلاعه وتبحره في العلم واتساعه يزعم أنه لا يكاد يوجد حكم يشذ عن كتابه» وكنت قد قرأت عليه التأليف المذكور في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وسبعمائة، ورأيته قد أهمل أحكاما كثيرة فحملتني سن الحداثة - إذ ذاك - وحب الظهور على أن وضعت فيه جزءا انتهت الأحكام المستدركة فيه إلى خمسين حكما واتسعت في ذكر الخلاف وبسط التعليل فجاء تأليفا تاما أيضا مستقلا، ووقفته عليه فعظمه غاية التعظيم، وتلا قوله سبحانه وتعالى: وفوق كل ذي علم عليم. وكانت وفاة شيخنا المذكور في الرابع لشعبان سنة عشر وسبعمائة (1).
2 -
اداء اللازم من شرح مقصورة حازم: وكان وضع هذا الشرح في محرم سنة 699 وهو من أقدم مؤلفاته، وهو مفقود الآن.
3 -
تحفة العروس ونزهة النفوس. رتبة على 25 بابا في معاشرة النساء وأخلاقهن وخصالهن وصفة أعضائهن من حسن وقبح وفي العفاف والصون وفي الزينة والتطيب، وفي حقوق المرأة على الرجل وفي الغيرة ما يحمد منها وما يذم، وختمه بباب متسع في الملح والفكاهات وأورد فيه ما دعت إليه الحاجة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية مع تفسيرها ومن الحكايات الطريفة ما يناسب كل مقام.
والكتاب خال من سخف الأدب المكشوف والمجون اللذين يتلهى بهما في المجالس، إذ قال في خطبته:«وليس كتابنا هذا في الحقيقة كتاب سمر، وإنما هو كتاب علم ونظر» .
ط. بالمطبعة الشرقية بالقاهرة سنة 1301 هـ في 204 ص منسوبا خطأ للشيخ أحمد التيجاني صاحب الطريقة.
4 -
تقييد على صحيح البخاري، وضعه بطرابلس سنة 707/ 1307 بعد أن انتهى من قراءة
(1) تحفة العروس ص 61.
صحيح مسلم على الشيخ عبد العزيز بن عبيد السبائي. قال في رحلته: «ثم بعد ذلك في الشهر نفسه ابتدأت قراءة دولة أخرى من المسند الصحيح للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري» .
5 -
تقييد على صحيح مسلم كتبه في التاريخ السابق حين قراءته بطرابلس على شيخه المذكور. قال في رحلته: «قد كنت ابتدأت تقييد ما انتجته فينا المناظرة وأفادتنا المحاضرة مما جاء كالإكمال لكتاب الإكمال» يعني إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض.
6 -
الدر النظيم - في الأدب والتراجم، ذكره في رحلته 262/ 363 وقال فيها:«وقد ذكرناه (عبد الرحمن بن عيسى) وأخاه في كتاب «الدر النظيم» بأتم من هذا».وربما يكون في هذا الكتاب قد جمع أخبار أدباء الدولة الحفصية السابقين لعصره. وهو مفقود.
7 -
رحلته دوّن فيها وصف القرى والمدن التي مر بها في رحلته صحبة مخدومه الأمير أبي يحيى زكريا بن اللحياني، والتعريف بالنابغين من أبنائها من فقهاء وأدباء وقواد وصلحاء، قدامى ومعاصرين ووصف للمعالم والمعاهد والعناية بمواطن القبائل العربية وما تفرع عنها من بطون وأفخاذ مع الإلمام بالعقائد والتقاليد الغريبة.
ولما كان سير الرحلة بطيئا ومجاله محدودا فقد كان ذلك في مصلحة الوصف إلى حد كبير فتمكن بذلك من الوقوف عند كل ما يمكن ملاحظته في طريق سيره القصير، وقد برهنت رحلته على أهميتها الكبرى وذلك بتزويدها لنا بمعلومات عن جميع المناطق التي زارها وعن الأصقاع المجاورة لها وهي تتناول مسائل الجغرافيا، كما تتناول مسائل التاريخ الطبيعي وبوجه خاص التاريخ البشري.
وكما جرت العادة فإنه يستشهد بمختلف المؤلفين، ويقتبس أحيانا من الوثائق، بل انه يورد هذه الوثائق التاريخية أحيانا بنصها الأصلي، وانفرد بإيراد جملة أحداث معاصرة لا توجد إلاّ فيها.
أما أسلوبه في العرض فأدبي صرف ولكنه لا يثقله بالانطباعات الشخصية أو بمحاولة التدليل على سعة معارفه ومهارته ككاتب فهو في هذا الصدد أفضل بكثير من غيره من الكتاب الذين عالجوا التأليف في هذا النمط، وبعد قرن من الزمان قدره ابن خلدون تقديرا كبيرا وأفاد من مصنفه مرارا عديدة في تلك الأجزاء من تاريخه التي أفردها لشمال أفريقيا.
وقد دلت أبحاث أماري على أن التجاني يقدم معلومات تاريخية وجغرافية ذات قيمة كبرى من ذلك ما كتبه عن جزيرة جربة بل وعن صقلية نفسها.
وطبعت الرحلة أول مرة بتونس بالمطبعة الرسمية سنة 1345/ 1927 بعناية المستشرق وليام مارسي ولأسباب لا نعرفها لم ترج هذه الطبعة بالسوق، ثم طبعت طبعة محققة بالمطبعة