المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ) (1755 - تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

[محمد محفوظ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة

- ‌حرف الألف

- ‌1 - آغة (1296 - 1365 هـ) (1876 - 1946 م)

- ‌آثاره:

- ‌المراجع:

- ‌2 - ابن الأبّار (658 هـ1280/ م)

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌تلامذته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌4 - الأبّي (…827 أو 828 هـ) (1425 أو 1424 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌9 - الإسرائيلي (…نحو 320 هـ) (933 م)

- ‌ مؤلفاته

- ‌‌‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌11 - الأصرم (…- حوالى 1172 هـ) (…- 1756 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌12 - الأصولي (كان حيا سنة 693 هـ) (1293 م)

- ‌‌‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌13 - أعين بن أعين (…385 هـ) (…995 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌14 - ابن الأغلب (…283 هـ) (…896 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌15 - الإمام المنزلي (…1248 هـ) (…1832 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌لة

- ‌المرجع:

- ‌18 - الأندلسي (960 هـ) (1552 م)

- ‌المراجع:

- ‌19 - الأوسي (662 هـ) (1264 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌21 - الأومي (1204 هـ) (1789 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرف الباء

- ‌22 - الباجي (…1024 هـ) (…1605 م)

- ‌المرجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المراجع:

- ‌24 - ابن باديس (398 - 454 هـ) (1008 - 1062 م)

- ‌المراجع:

- ‌‌‌المراجع:

- ‌المراجع:

- ‌26 - البارودي (1304 هـ) (1887 م)

- ‌27 - البارودي (…- 1216 هـ) (…- 1801 م)

- ‌المصدر:

- ‌28 - الباروني (من رجال القرن العاشر هـ) (16 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌29 - البجائي (…نحو 689 هـ) (1282 - 1291 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌30 - البجائي (كان حيا حوالى 848 هـ) (1442 م)

- ‌31 - البجائي (كان حيا سنة 1025 هـ) (1616 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌33 - البرادي (كان حيا حوالى 810 هـ) (1407 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌34 - البختري (1317 هـ) (1903 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌38 - البرشكي (…780 هـ) (1378 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌40 - برناز (1074 - 1138 هـ) (1664 - 1726 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌42 - بسيّس (1332 - 1398 هـ) (1914 - 1978 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌44 - البشروش (1329 - 1363 هـ) (1911 - 1944 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌45 - ابن بشرون (كان حيا سنة 561 هـ) (1166 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌46 - ابن بشير (كان حيا سنة 562 هـ) (1132 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌48 - أبو بكر (1317 - 1367 هـ) (1899 - 1948 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌49 - البكري (نحو 380 هـ) (990 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌51 - البلهوان (1326 - 1377 هـ) (1909 - 1958 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌52 - البليّش (1252 هـ) (1837 م)

- ‌المصادر:

- ‌53 - البليّش (1317 - 1384 هـ) (1899 - 1964 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌54 - ابن بلّيمة (427 أو 428 - 514 هـ) (1036 أو 1037 - 1120 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌55 - البنّا (1283 هـ) (1866 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌57 - البيّاسي (573 - 653 هـ) (1177 - 1255 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌58 - بيرم الأول (1130 - 1214 هـ) (1718 - 1800 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌59 - بيرم الثاني (1162 - 1247 هـ) (1749 - 1831 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌60 - بيرم الثالث (1201 - 1259 هـ) (1786 - 1843 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌61 - بيرم الرابع (1220 - 1278 هـ) (1805 - 1861 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌62 - بيرم الخامس (1255 - 1307 هـ) (1840 - 1889 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌63 - بيرم (كان حيا سنة 1321 هـ) (1902 م)

- ‌المراجع:

- ‌حرف التاء

- ‌64 - تاج (نحو 1270 - 1338 هـ) (1854 - 1920 م)

- ‌المراجع:

- ‌65 - التادلي (من رجال القرن الثامن هـ) (14 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌66 - ابن التبّان (314 - 371 هـ) (928 - 981 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر و‌‌المراجع:

- ‌المراجع:

- ‌67 - التجاني (في حدود 660 هـ) (1262 م)

- ‌مؤلفاته

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌70 - التجاني (635 - 714 هـ) (1238 - 1314 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌71 - التجاني (…718 هـ) (1318 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌72 - التجيبي (كان حيا سنة 449 هـ) (1068 م)

- ‌مؤلفاته

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌74 - التجيبي (422 هـ) (1031 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌75 - الترجمان (نحو 758 - 832 هـ) (1357 - 1430 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌76 - التركي (1328 - 1397 هـ) (1910 - 1977 م)

- ‌المرجع:

- ‌77 - التّريكي (829 - 894 هـ) (1417 - 1489 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌78 - ابن تعاريت (1289 هـ) (1872 م)

- ‌المرجع:

- ‌79 - ابن تعاريت (1255…هـ) (1355 - 1936 م)

- ‌80 - ابن تعاريت (من رجال القرن 10 هـ) (16 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌82 - التلاتلي (1288 - 1370 هـ) (1871 - 1950 م)

- ‌‌‌المرجع:

- ‌المرجع:

- ‌83 - التلاتلي (من رجال القرن 12 هـ 18 م)

- ‌84 - التليلي (1266 - 1358 هـ) (1850 - 1939 م)

- ‌‌‌مؤلفاته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌85 - التمجاري (471 هـ) (1078 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌86 - ابن تميم (نحو 287 - 349 هـ) (900 - 960 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌87 - التميمي (1164 - 1248 هـ) (1751 - 1832 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر:

- ‌89 - التميمي (…- 363 هـ) (…- 974 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌من آثاره:

- ‌المراجع:

- ‌91 - التميمي (274 - 336 هـ) (887 - 949 م)

- ‌المصادر:

- ‌92 - التنبكتي (…- كان حيّا سنة 1248 هـ) (…- 1832 م)

- ‌المراجع:

- ‌93 - التنوخي (…- 737 هـ) (1237 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌94 - التّواتي (…- 1311 هـ) (1892 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌95 - التواتي (…1115 هـ) (1704 م)

- ‌‌‌مؤلفاته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌‌‌المرجع:

- ‌المرجع:

- ‌96 - التوزري (حوالي 1300 - 1358 هـ) (1883 - 1939 م)

- ‌97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ) (1755 م)

- ‌المرجع:

- ‌98 - التوزري (كان حيا بعد 260 هـ) (873 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌99 - التوزري (630 - 713 هـ) (1233 - 1313 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌100 - التوزري (…- 1348 هـ) (…- 1930 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌101 - التوزري (…- 1380 هـ) (1960 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌102 - التونسي (443 هـ) (1051 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌103 - التونسي (كان حيا سنة 967 هـ) (1559 م)

- ‌‌‌المرجع:

- ‌المرجع:

- ‌104 - التونسي (كان حيا 889 هـ) (1493 م)

- ‌من آثاره

- ‌105 - التونسي (كان حيا سنة - 1190 هـ) (…- 1776 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌106 - التونسي (888 هـ) (1484 م)

- ‌المصدر:

- ‌107 - التونسي (1204 - 1274 هـ) (1790 - 1857 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌108 - التونسي (كان حيا سنة 1140 هـ) (1738 م)

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌110 - ابن التين (611 هـ) (1214 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرف الثاء

- ‌111 - ثامر (1326 - 1367 هـ) (1909 - 1949 م)

- ‌المرجع:

- ‌112 - الثعالبي (1291 - 1363 هـ) (1879 - 1944 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌100 - التوزري (…- 1348 هـ) (…- 1930 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌101 - التوزري (…- 1380 هـ) (1960 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌102 - التونسي (443 هـ) (1051 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌103 - التونسي (كان حيا سنة 967 هـ) (1559 م)

- ‌‌‌المرجع:

- ‌المرجع:

- ‌104 - التونسي (كان حيا 889 هـ) (1493 م)

- ‌من آثاره

- ‌105 - التونسي (كان حيا سنة - 1190 هـ) (…- 1776 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌106 - التونسي (888 هـ) (1484 م)

- ‌المصدر:

- ‌107 - التونسي (1204 - 1274 هـ) (1790 - 1857 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌108 - التونسي (كان حيا سنة 1140 هـ) (1738 م)

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌110 - ابن التين (611 هـ) (1214 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرف الثاء

- ‌111 - ثامر (1326 - 1367 هـ) (1909 - 1949 م)

- ‌المرجع:

- ‌112 - الثعالبي (1291 - 1363 هـ) (1879 - 1944 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

الفصل: ‌ ‌97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ) (1755

‌97 - التوزري (كان حيا قبل سنة 1168 هـ)(1755 م)

أحمد بن محمد المنصور التوزري، الفقيه.

عاش في عصر الباشا علي بن محمد بن علي التركي الذي كان يخاطبه بشيخنا. درس وأفتى.

له شرح على مختصر خليل، في الفقه المالكي، استكمل منه عشرين جزءا ولم يكمله.

‌المرجع:

- محمد بن عثمان السنوسي، حياته وآثاره للشيخ محمد الصادق بسيس، (ط تونس 1398/ 1978) ص 194 - 195.

* * *

‌98 - التوزري (كان حيا بعد 260 هـ)(873 م)

ابن سلام بن عمر التوزري الإباضي.

عاصر نفاتّ بن نصر النفوسي الذي كان صاحب اجتهاد، وحاول الانشقاق على أئمة الدولة الرسمية، كما عاصر أبا صالح النفوسي.

سكن توزر.

له تاريخ. وهو أقدم وثيقة إباضية لتاريخ المغرب الإسلامي، وقد اعتمده الشمّاخي في كتاب «السير» وضعه بعد سنة 260 هـ، وتحدّث فيه عن أحداث تلك السنة والمصادر ضنينة في الحديث عنه. وهذا التأليف مفقود.

‌المصادر والمراجع:

- السير للشماخي 142.

- الإباضية بالجريد 206.

* * *

‌99 - التوزري (630 - 713 هـ)(1233 - 1313 م)

عثمان بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن داود التوزري، نزيل مكة،

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ١٩٦)

فخر الدين، المقرئ، المحدث، له مشايخ يزيدون على الألف.

قرأ البخاري على أزيد من ثلاثين رجلا من أصحاب البوصيري، وقرأ على جعفر الهمداني بإجازته من أبي الوقت عبد الأول السجزي، وسمع ابن الجمّيزى وعبد الرحمن بن مكي سبط الحافظ السلفي، وروى بمكة عن محمد بن يوسف بن مهدي الأندلسي مسلسلات القاضي أبي بكر بن العربي.

وسمع منه خلق من الوافدين على مكة كمحمد بن جابر الوادي آشي، وأبي القاسم التجيبي وكان قارئ الطلبة بمصر، وهو أقرأ الكتب المطولة وحصل الأصول وتلا بالسبع على ابن وثيق، والكمال ابن شجاع.

توفي بمكة في 11 ربيع الآخر.

له مولد (1).

‌المصادر والمراجع:

- البداية والنهاية 14/ 169 (محرفا إلى التوزي).

- برنامج الوادي آشي 155.

- تذكرة الحفاظ 4/ 285.

- الدرر الكامنة (ط مصر) 3/ 64.

- درّة الحجال 3/ 209.

- ذيل العبر للذهبي 74.

- شذرات الذهب 6/ 32.

- غاية النهاية 1/ 510.

- مرآة الجنان لليافعي 4/ 253.

- مستفاد الرحلة والاغتراب لأبي القاسم بن يوسف التجيبي السبتي، تحقيق عبد الحفيظ منصور (ط تونس 1395/ 1975)، 415 - 432.

- معرفة القرّاء الكبار على الطبقات والأعصار للحافظ الذهبي، تحقيق محمد سيّد جاد الحق (ط القاهرة 1969) 2/ 585.

- العقد الثمين لتقي الدين الفاسي 6/ 46 - 47، ويستفاد من أنه مصري المولد والتحصيل.

- أواخر تذكرة الحفاظ 4/ 3052 (دار إحياء التراث العربي، بيروت) عند ذكر مشايخه الذين سمع منهم.

* * *

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ١٩٧)

‌100 - التوزري (

- 1348 هـ) (

- 1930 م)

عثمان بن المكّي الزبيدي (نسبة إلى عرش الزبدة بتوزر) التوزري، من أعلام جامع الزيتونة، عمر وتخرّج به الكثيرون.

خدم الجندية قبل عصر الاحتلال، وكان يثني عليها في دروسه بأنها تعلّم النشاط والاعتماد على النفس. وبعد تخرّجه من جامع الزيتونة تولى القضاء ببلدة توزر قبل أن يصير مدرّسا بجامع الزيتونة، وبعد الاحتلال الفرنسي بمدة قليلة بينما كان ذات يوم بالمحكمة أتوه بضابط فرنسي شاب يشتكون منه بأنه زنى، ويطلبون تنفيذ الحكم الشرعي عليه، فأذن بإقامة الحد عليه جلدا في ساحة المحكمة، وبعد التنفيذ أدرك خطورة الموقف فبارح المحكمة متوجها إلى داره وتزوّد وامتطى صهوة جواده وعزم على السفر إلى العاصمة تونس وبعد هنيهة امتلأت ساحة المحكمة بالضباط الفرنسيين سائلين عن القاضي فأجيبوا بأنه خرج ولا يدرون أين ذهب ولما وصل إلى تونس قصد منزل شيخه ورئيسه قاضي الجماعة الشيخ محمد الطاهر النيفر الذي رحّب به وسأله عن سبب قدومه فحكى له الواقعة، وطلب منه بذل الجهد لإنقاذه من هذه الورطة فوعده خيرا وبأنه في أول مقابلة له مع الباي يسوّي المشكلة بحول الله، وبرّ الشيخ بوعده وقال للباي: لي قضية أرجو من مكارمكم التفضل بفضّها فأجابه الباي: إن كان ذلك في مقدوره لا أبخل وهات ما عندك. فقال له: قضية قاضي توزر.

فأجابه بأن الفرنسيين جادون في البحث عنه وعلى كل حال أبذل ما في الوسلنجاته، وسوّيت القضية وتنوسيت وفي أول فرصة أعلم الباي قاضي الجماعة بما تمّ، فطلب منه التفكير في ضمان مورد رزقه فأجابه مستفسرا وكيف ذلك؟ فقال له بتوليته مدرّسا بجامع الزيتونة، فوافق الباي على هذا الاقتراح، وصار المترجم له مدرّسا. وكان يقرئ بنصح وبأسلوب يدني الصعب إلى الإفهام، ولكنه كان صريحا طويل اللسان، يتعرّض في دروسه لدعاوي بعضهم وتصدّره وتحكك بأمصال هؤلاء في بعض تآليفه.

يحكى أن شيخ الإسلام الحنفي أحمد بيرم دخل مرة إلى جامع الزيتونة والمترجم له بصدد إقراء درس، والتفت الطلبة هامسين: شيخ الإسلام! فزجرهم قائلا بصوت عال: اعتنوا بدرسكم، هل دخل ثور حتى يثير انتباهكم ويشغلكم؟ وسمع الكلمة شيخ الإسلام، وحدجه بنظرة منكرة، ومرّ في سبيله غاضبا حانقا، وشيخ الإسلام الحنفي إذ ذاك هو رئيس لجنة امتحان شهادة التطويع ورئيس لجنة مناظرات التدريس، ورئيس النظارة العلمية (إدارة الجامع). ولم يكن هذا الموقف وأمثاله في صالح الشيخ المترجم له بحيث أن بعض تلامذته ممن قرءوا عليه المراحل الأولى من التعليم شاركوه في مناظرة التدريس من الطبقة الأولى فنجحوا وأخفق، وتكرر هذا مرات كثيرة مدى سنين متطاولة حتى أيقن أنه لن ينجح في هاته المناظرة، ولأجل هذا صار يختم الدرس (من مواد المناظرة) بمحل شاهد لا يخلو من نبز وتعريض بأعضاء لجنة المناظرة، قال مرة في ختام الدرس أن أهل البادية كرام، وقد جربت ذلك منهم إذ نزلت مرة ضيفا على بيت منهم، فبادر أهله إلى طبخ الكسكسي>>>>>>

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ١٩٨)

باللحم، ولما أرادت المرأة أن تجعل فيه الفلفل الأكحل (الأسود) لم تجد آلة لدقه وتهريسه فوضعته في خرقة لتطحنه بأسنانها، وعند ما أحست بلذع في لسانها أخرجت الخرقة من فمها وقالت: تف تف تف، وأدار رأسه مشيرا إلى أعضاء اللجنة الأربعة.

ولم يتول التدريس من الطبقة الأولى إلا في المرحلة الأخيرة من حياته، فقد قابل مرة محمد الحبيب باي الذي سأله عن رتبته في التدريس، فأجابه بأنه في الطبقة الصغرى، وسأله عن سبب عدم ارتقائه للرتبة الأولى فتشكى له من حيف لحنة المناظرة، فوعده بأنه في المناظرة المقبلة لا ينجح أحد قبله، وجاء موعد المناظرة وشارك فيها الشيخ موقنا بالنجاح، وختم الدرس كعادته بنكتة فقال: يقال في العربية دب يدب فهو داب فهذا داب. وكرّر اللفظتين الأخيرتين أربع مرات مشيرا إلى أعضاء اللجنة الأربعة. توفي بتونس ورثاه إبراهيم بن سالم التوزري بقصيدة جاء فيها [طويل]:

مضى في سبيل الله علامة القطر

قفا نبك كالخسناء دوما على صخر

لفقد عزيز كان في البر آية

وفي العلى والعرف حدث عن البحر

منار الهدى من توزر كان نوره

إلى تونس منه ككوكب درّي

مضى المرتضى فخر الجريد فأصبحت

كعوب المعالي بعد فقدانه تجري

‌مؤلفاته:

1 -

توضيح الأحكام في تحفة الحكام - وهو شرح على تحفة الحكام لابن عاصم في الفقه المالكي في القضاء وتوابعه، ط بالمطبعة التونسية بتونس سنة 1339 هـ في أربعة أجزاء وهو أكبر مؤلفاته.

2 -

شرح السمرقندية في الاستعارات، ط بتونس.

3 -

القلائد العنبرية في شرح البيقونية في مصطلح الحديث، ط بتونس.

4 -

المسكة الفائحة في الأعمال الصالحة، ط بتونس.

5 -

معالم الاهتداء في شرح شواهد قطر الندى، ط بتونس.

6 -

المرآة لإظهار الضلالات (تونس 1344 هـ) 24 ص في مقاومة البدع والمنكرات، مجموعة من الأحاديث النبوية (تونس).

7 -

النبراس لرفع الالتباس على من كان من أشباه الناس في نازلة نكاح التياس، رسالة ألّفها سنة 1328 هـ منها مخطوطة في مكتبة الأخ الأستاذ السيد محمد الطيّب بسيس (وهو الذي كاتبني بهذه الإفادات مشكورا).>>>>>>

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ١٩٩)

‌المراجع:

- الجديد في أدب الجريد 150 - 154.

مذكراتي الخاصة.

- الأعلام 4/ 212 (ط 5/).

* * *

‌101 - التوزري (

- 1380 هـ) (1960 م)

أبو القاسم بن علي بن سليمان التوزري، الفقيه المنطقي، الشاعر.

رحل إلى تونس لطلب العلم بجامع الزيتونة إلى أن تخرّج منه محرزا على شهادة التطويع عام 1336/ 1918 وبهذه المناسبة هنّأه شاعر توزر بقصيدة هذه أبيات منها [بسيط]:

كل الهنا ولوغ القصد والأمل

في العالمين بنيل العلم والعمل

وليس في الدهر حي غير من سبحوا

في أبحر التفصيل والجمل

كمثل قوم تساموا في العلا شرفا

منهم (أبو القاسم) العلاّمة (ابن علي)

من حاز بالجد فخرا لم ينله سوى

من بات يجني ثمار العلم في شغل

وصار في كعبة الإقبال منتظما

في عقد در ثمين عز من مثل

وأصبح اليوم يرعى غصن (توزر) من

(زيتونة) النور لا زيتونة البصل

باشر خطة العدالة (التوثيق) والتدريس ببلده توزر إلى أن أدركه أجله.

‌مؤلفاته:

1 -

كتاب في المنطق، كبير الحجم.

2 -

كتاب في حياة الشيخ المولدي الشريف.

‌المرجع:

- الجديد في أدب الجريد 241 - 246.

* * *>>>>>>>>>>>>

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٠)

‌102 - التونسي (443 هـ)(1051 م)

إبراهيم بن حسن بن إسحاق القيرواني التونسي، أبو إسحاق، الفقيه، الأصولي المحدث.

تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي عمران الفاسي، وقرأ أصول الدين على الحسين بن عبد الله بن حاتم الأذري نزيل القيروان، وقرأ على غيرهم، وتفقّه به جماعة منهم عبد الحميد بن سعدون، وعبد الحميد الصائغ دفين سوسة.

وفي سنة 418/ 1047 امتحن بسبب فتواه عن سؤال ورد إليه من مدينة باغاية في تقسيم الشيعة إلى قسمين: أحدهما من يفضل عليا على غيره من الصحابة من غير سب لغيره فليس بكافر، ومن يفضّله ويسب غيره فهو بمنزلة الكافر لا تحل مناكحته. والملاحظ أن الشيعة في ذلك التاريخ بالمغرب والمشرق بسائر فرقهم، عدا الزيدية، يسبّون الصحابة ويكفرونهم عدا ستة منهم.

وقد أنكر عليه هاته الفتوى العامة وفقهاء إفريقية، وأرسلوا إليه أن يعاود النظر ويرجع عن هاته الفتوى، ونسبوا إليه ما نسبوا، وأمر الأمير المعز بن باديس بسجل في القضية من التبرّي في فتواه وأمر بقراءته على المنبر يوم الجمعة قبل الصلاة، ثم أمر بإحضاره في مقصورة الجامع مع أبي القاسم اللبيدي، والقاضي أبي بكر أحمد بن أبي عمر بن أبي زيد، وحكم اللبيدي في المسألة بأن يرجع ويقر بالتوبة على المنبر في مشهد حافل ويقول كنت ضالا فرجعت.

فاستعظم ذلك وقال «ها أنا ذا أقول هذا بينكم. فقنعوا منه بذلك، وخرج صبيحة يوم السبت للمنستير تسكينا للفتنة.

وفي هذا الظرف كان المعز بن باديس يعدّ العدة ويهيئ الأذهان لإزالة المذهب الإسماعيلي وقطع العلاقات مع الدولة الفاطمية في مصر.

قال القاضي عياض «ولا امتراء عند كل منصف أن الحق ما قاله أبو إسحاق، وأنه جرى في فتواه على العلم وطريق الحكم. ومع هذا فما نقصه هذا عند أهل التحقيق، ولا حطّ من منصبه عند أهل التوفيق، وأنّ رأي الجماعة في النازلة كان أسد وأولى» .

ثم رجع المترجم له إلى القيروان، وفيها توفي في بداية الفتنة بين المالكية وبقايا أتباع المذهب الباطني الإسماعيلي مذهب الدولة الفاطمية، ورثاه ابن رشيق بقصيدة منها [كامل]:

يا للرزية في أبي إسحاق

ذهب الزمان بأنفس الأعلاق

ذهب الحمام بخاشع متبتّل

تبكي العيون عليه باستحقاق

له شروح حسنة وتعاليق متنافس فيها على كتاب ابن الموّاز والمدوّنة.>>>>>>>>>>>>

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠١)

‌المصادر والمراجع:

- ترتيب المدارك 4/ 766 - 769.

- الديباج 88، 89.

- شجرة النور 108، 109.

- معالم الإيمان 3/ 219 - 233.

- هدية العارفين 1/ 18.

- نزهة الأنظار 1/ 129 - 130.

- الوفيات لابن قنفذ 37.

- بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 728.

* * *

‌103 - التونسي (كان حيا سنة 967 هـ)(1559 م)

حاجي بن أحمد التونسي، يبدو من نسبه أنه تونسي الأصل، قرأ بفاس، واهتم منذ صباه بالجغرافية خاصة، أسره بعض المسيحيين، واشتراه رجل فاضل من أهل البندقية، وسمح له بالاستمرار في دراسته، فتعمّق في فهم الجغرافيين الأوروبيين، وفحص خرائطهم بدقة، ومن ثم واتته فكرة وضع خريطة للعالم المعروف - آنذاك - يجمع فيها ما وصل إليه أبو الفداء الأيوبي وقواعد المساقط الكارتوغرافية (Projection) للرياضي والكوز مغرافي أرنتيوس فينابوس (1555/ 1494) Orentius Finacus التي طبقها في وضع خريطة للعالم عام 1536، ونزولا عند رغبة مولاه فقد سجل الأسماء الجغرافية باللغة التركية التي لم تكن لغته الأصلية، غير أن عددا من الألفاظ العربية وجدت طريقها إليها، وتم عمله في عام 966 - 967/ 1558 في عصر السلطان سليمان القانوني، وكان هذا العمل مهيئا للطبع في عام 1568، ولكن لظروف معينة لم يتم طبعه، ويوجد بمكتبة القديس مرقص بالبندقية كليشية لهذا الرسم محفور على ست لوحات من خشب التفاح، وفي 1795 استخرجت منه أربع وعشرون نسخة مع رسالة توضيحية موجزة للعالم اللبناني الماروني الشهير السمعاني (1752/ 1821) الأستاذ بجامعة بادوا بإيطاليا. Padua ونظرة عاجلة إلى المصور تبيّن أن التونسي قد استعار من فينايوس طريقة المساقط والشكل الأصلي للخريطة على هيئة قلب، وكذلك خط الزوال الأساسي الذي يمر بجزر الكناري، كما استعار الجزء الأكبر من تخطيط لساحل القارات والجزر، وعدد المصطلحات الجغرافية لديه أغنى بكثير ممن نقل عنه، وأجرى عددا من التصحيحات على سلفه بعضها هام للغاية، مثل ذلك تصحيحه لسواحل أميركا خاصة الأجزاء الشمالية منها وهكذا يقف التونسي في محيط الكارتوغرافيا العربية نسيج وحده له سلف ولا خلف له، ويكمن عيبه الأساسي في استعماله الأصل الذي اعتمد عليه بصورة آلية تغلب عليها الشكلية.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٢)

‌‌

‌المرجع:

- كراتشكوفسكي: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم، دار الغرب الإسلاميّ، 1987 ص 499.

* * *

‌104 - التونسي (كان حيا 889 هـ)(1493 م)

عبد القاهر بن محمد بن عبد الرحمن التونسي، طبيب.

‌من آثاره

كتاب الطب في تدبير المسافرين ومرض الطاعون

المرجع:

- معجم المؤلفين 5/ 311 نقلا عن بروكلمان بالملحق 2/ 367).

* * *

‌105 - التونسي (كان حيا سنة - 1190 هـ) (

- 1776 م)

علي بن عبد الله التونسي المالكي، نزيل مصر (علاء الدين، أبو الحسن)، عالم أديب، ولي مشيخة رواق المغاربة بالجامع الأزهر.

من آثاره:

شرح على رسالة راغب باشا الوزير في العروض، وله تحريرات كثيرة.

‌المصادر والمراجع:

- سلك الدرر للمرادي 3/ 259.

- معجم المؤلفين 7/ 50.

- هدية العارفين 1/ 769.

* * *

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٣)

‌106 - التونسي (888 هـ)(1484 م)

محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق التونسي.

رحل إلى مصر فنزل البرلس عند عالمه الشهاب بن الأقيطع، وحفظ القرآن، والرسالة، والمختصر وألفية بن مالك في النحو وتلخيص المفتاح للخطيب القزويني في البلاغة ولم يكمله، والمصباح للبيضاوي، ولازمه في الفقه، والأصليين، والفرائض، والعربية والحساب، والمعاني والبيان، وغيرها. وتميز، ثم قدم القاهرة فقرأ على السنهوري الفقه، والأصول، والعربية، وأخذ عن ابن قاسم العربية وغيرها، وتردد على الجوجري، والأبناسي، وغيرهما، وقرأ على السخاوي الكثير من ألفية العراقي في مصطلح الحديث وغيرها، وسمع منه وعليه أشياء كثيرة، وأكثر من حضور الأمالي، ثم حج واستقرّ أشهرا وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى مصر فأقمام بالإسكندرية يسيرا، وتزوج من تروجة، وصار يتردد بينهما مع احتراف الخياطة، وربما أقرأ بعض الطلبة، قال السخاوي في نعته: وكان عاقلا ساكنا ديّنا قانعا عفيفا ريضا مشاركا في الفضائل. مات بالإسكندرية في أواخر شعبان أو أوائل رمضان عن أزيد من أربعين سنة

شرح قطعة من مختصر ابن عرفة في الفرائض.

‌المصدر:

- الضوء اللامع 8/ 117.

* * *

‌107 - التونسي (1204 - 1274 هـ)(1790 - 1857 م)

محمد بن عمر بن سليمان التونسي، نزيل القاهرة، اللغوي، المشارك في بعض العلوم، الرحّالة. كان والده مجاورا في الأزهر، فتزوج بمصر، ولد ابنه المترجم له في تونس وعكف على تحصيل العلم ونبغ فيه حتى تمكن أن يكون واعظا في خدمة إبراهيم باشا في حملته إلى المورة وقبل ذلك سافر إلى بلاد السودان ورأى فيها من العجائب ما أدهشه.

ولما عاد من تلك الحملة كان قد أنشئت مدرسة أبي زعبل، وأخذوا في نقل كتب الطب وغيرها، فتعيّن مصححا للكتب فيها. وأخذت مواهبه تظهر في التحرير والتصحيح، وامتاز عن سائر أقرانه المصححين بمعرفة المصطلحات العلمية باللغة العربية، فكانوا يرجعون إليه في تحقيقها ويسمونه «مصحح كتب الطب ومحرّرها» فكانوا إذا نقلوا كتابا في أوائل إنشاء المدرسة الطبية يرون مشقة في إيجاد الألفاظ الوضعية العربية الملائمة للألفاظ الإفرنجية الموجودة في الكتاب

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٤)

المترجم، فيرجعون إليه في تحرير الكتب المهمة. وكان ماهرا في صياغة الألفاظ والمعاني في قالب عربي، فيعوّلون عليه في ذلك كما فعلوا في تنقيح كتاب «الدرر الغوالي في علم أمراض الأطفال» تأليف الدكتور كلوت بك، وكتاب «كنوز الصحة» للدكتور كلوت بك «والجواهر السنية» في الكيمياء لبيرون بك. وقد تعب في تحرير مصطلحات هذا العلم على الخصوص، ودرس عليه الحكيم بيرون Perron الفرنسي أستاذ الكيمياء بمدرسة أبي زعبل كتاب كليلة ودمنة باللغة العربية، وهو الذي حمله على تدوين ما عاينه في أسفاره من العجائب.

‌مؤلفاته:

1 -

تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، وهو رحلة وصف فيها سفره إلى السودان، وذكر ما شاهده في طريقه من واحات مصر إلى دارفور ووادي، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك قطعة منها في وصف الواحات ج 17 ص 32.ط على الحجر باعتناء الدكتور بيرون، باريس 1851، ص 311 وعلّق عليها سدييو Sedillot بمقالة في المجلة الآسيوية. وطبعت ترجمة الكتاب على حدة بعناية الدكتور المذكور سنة 1850 وبها خرائط ورسوم وسمّى الكتاب، Voyage au Darfour في مجلدين.

وقد حقّقه وكتب حواشيه د/خليل محمود عساكر د/مصطفى محمد مسعد، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، الدار المصرية للتأليف والترجمة سنة 1969، 578 ص مع خرائط وجداول.

كما ترجم له الدكتور بيرون المذكور Dr Perron الرحلة إلى وداي Wadday Voyage au وطبع بها وضاعت نسخته العربية وطبع كتاب تشحيذ الأذهان منذ أكثر من عقد ونصف من السنين في القاهرة في سفر واحد في سلسلة «تراثنا» .

2 -

الدرر اللوامع في النباتات وما فيها من المنافع (طب) فرغ منه سنة 1256 (مطبوع)، إيضاح المكنون 1/ 468.

3 -

الشذور الذهبية في الألفاظ الطبية، وهو معجم للمصطلحات العلمية على اختلاف موضوعاتها. وهو كتاب في نحو 600 ص متوسطة الحجم، وقد حمل إلى باريس وفي دار الكتب نسخة منقولة بالتصوير من نسخة باريس وهو معجم مرتّب على الحروف لم يطبع.

‌المراجع:

- الأعلام 7/ 209.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٥)

- إيضاح المكنون 1/ 408.

- تاريخ آداب اللغة العربية 4/ 185 - 187.

- معجم المطبوعات 2/ 1688 - 1683.

- معجم المؤلفين 11/ 82 - 83.

* * *

‌108 - التونسي (كان حيا سنة 1140 هـ)(1738 م)

مصطفى بن أحمد الحنفي التونسي، عالم بالقراءات.

له منحة المنان في قراءة حفص بن سليمان، أوله «الحمد لله الذي أنزل الكتاب المبين» فرغ من تأليفه سنة 1140، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية التونسية في 70 ورقة من القطع المتوسط.

‌المراجع:

- برنامج المكتبة العبدلية 1/ 156.

- معجم المؤلفين 12/ 128 نقلا عن بروكلمان، الملحق 2/ 699 ..

* * *

109 -

التيفاشي (580 - 655 (1) هـ) (1184 - 1257 م)

أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن حمدون بن حجاج القيسي التيفاشي (2) القفصي، شرف الدين، أبو الفضل، الأديب، الشاعر المعتني بعلوم الفلسفة.

يتحدر من بيت علم ومجد، فجدّه أحمد كان كاتبا لأمير قفصة المعتز بن الوند، ووالده كان قضايا.

سمع بقفصة من أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي، ثم رحل إلى تونس

(1) في مصادر ترجمته أنه توفي سنة 651 وذكر ابن منظور في «نثار الأزهار» أن والده توفي سنة 654 وتوفي التيفاشي بعده بمده وهذه المدة يمكن أن تكون بضعة أشهر أو سنة لذلك نرجح أنه توفي حوالى سنة 655.

(2)

نسبة إلى تيفاش الكائنة شمالي عمالة قسنطينة من القطر الجزائري، ورد أسلافه منها، وقيل إنها من قرى قفصة وهو غير صحيح، وفي الروض المعطار في خبر الأقطار لمحمد بن عبد المنعم الحميري، تحقيق الدكتور إحسان عباس (ط دار القلم للطباعة، بيروت 1975) ص 146 «بينها وبين الأربس مرحلة، وهي بقرب ملاق» ومعنى هذا أنها بمقربة من مدينة الكاف في الشمال الغربي من القطر التونسي، وهو تحديد غير دقيق. وفي رايات المبرزين لابن سعيد «من بلاد إفريقية التي بقيت آثارها شاهدة على عظمتها وإنما هي الآن خالية رأيتها وأنا في عسكر ملك افريقيا» .

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٦)

وقرأ بجامع الزيتونة، واشتغل بالأدب والعلوم الرياضية وبرع في ذلك كله، ثم رحل إلى مصر فقرأ بها وتفنن على العلاّمة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، ثم سافر إلى دمشق واشتغل بها على العلاّمة تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي.

ثم رجع إلى بلده قفصة فولاّه الأمير أبو زكرياء الأول الحفصي قضاء قفصة. ولأسباب غير معروفة تخلى عن القضاء بعد فترة وتوجّه إلى المشرق عن طريق البحر وصحبته أولاده الثلاثة ومال فغرق الأولاد والمال ونجا هو على لوح مسلوب المال والولد وتجوّل في أقطار الشرق فدخل العراق، وبلاد فارس، والشام، ثم عاد إلى مصر واستقرّ نهائيا بالقاهرة في حدود سنة 630/ 1233، وفيها تعرّف واختلط بالرؤساء والعلماء والأدباء منهم محي الدين بن ندى القرشي الذي قدّم له بعض تآليفه، ومنهم علي بن موسى بن سعيد الغرناطي المؤرخ والأديب الأندلسي، قال المقرّي في «نفح الطيب» «وجدت بخط ابن سعيد رحمه الله في آخر جزء من كتاب «المغرب في محاسن أهل المغرب» ما نصه: أجزت الشيخ الفاضل الأجل أحمد ابن الشيخ القاضي ابن يعقوب يوسف التيفاشي أن يروي عني مصنفي هذا وهو مصنفة علي بن موسى بن سعيد في تاريخ الفراغ من هذا السفر (1)».

ومن أصدقائه بمصر جلال الدين بن مكرم بن منظور الإفريقي والد مؤلف «لسان العرب» وقد عرف هذا الأخير بالتيفاشي فقال في كتابه «نثار الأزهار» «وقد كنت في أيام الوالد رحمه الله أرى تردد الفضلاء إليه

ورأيت الشيخ شرف الدين أحمد بن يوسف التيفاشي في جملتهم وأنا في سن الطفولة لا أدري ما يقولونه غير أني سمعته يذكر للوالد كتابا صنفه أفنى فيه عمره واستغرق دهره، وأنه لم يجمع ما جمعه فيه كتاب وتوفي الوالد رحمه الله في سنة 456 وتوفي شرف الدين بعده بمدة».

وكتب عن الحافظ ابن حديد، وابن الصابوني، وابن مسدي، وغيرهم. وتوفي بالقاهرة ودفن بمقبرة باب النصر.

‌مؤلفاته:

1 -

أزهار الأفكار في جواهر الأحجار، ط مع ترجمة إيطالية في فلورنسا سنة 1818 في 155 ص، وهذه الطبعة ناقصة عن النسخ الخطية الموجودة من هذا الكتاب في مكتبات أوروبا.

(1) علّق محقق كتاب رايات المبرزين على إجازة ابن سعيد للتيفاشي التي نقلها المقرئ بقوله: «

وإذن فقد كان التيفاشي أحد القضاة في دولة أبي زكريا بن أبي حفص، وعاش حتى رجع ابن سعيد إلى تونس حوالي سنة 660 وروى عنه كتابه».ويلاحظ أن أبا زكريا الحفصي لم يبق إلى سنة 660 وفي هذا التاريخ كان المتولي للملك هو ابنه وولي عهده المستنصر وإذن من الدقة أن يقال أحد القضاة في دولة أبي زكريا وابنه المستنصر ثم أن التيفاشي مات قبل هذا التاريخ. والصحيح أنه التقى بابن سعيد في القاهرة لا في تونس، ولعل له به سابقة معرفة.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٧)

حقّقه وعلّق عليه د. محمد يوسف حسن ود. محمود بسيوني خفاجي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977، 327 ص.

2 -

كتاب في البديع، قال عنه ابن أبي الأصبع المصري (654/ 1256) في مقدمة كتابه «بديع القرآن»: جمع فيه ما لم يجمع غيره ولولا مواضع نقلها كما وجدها ولم ينعم النظر فيها فانتقد عليه ما انتقد على غيره، وبعض الأبواب التي تداخلت عليه» (1).

وتحدّث ابن أبي الأصبع في مقدمة كتابه «تحرير التحبير» أنه قابل التيفاشي وناقشه في البديع وأعجب به (2).

3 -

الدرّة الفائقة في محاسن الأفارقة، مفقود.

4 -

درّة التالي في عيون الأخبار ومستحسن الأشعار.

5 -

الديباج الخسرواني في شعر ابن هاني، وهو شرح لديوان محمد بن هانئ.

6 -

سجع الهديل في أخبار النيل، وهو من جملة المصادر التي اعتمدها السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة» .

7 -

فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب، تناول فيه مختلف العلوم والآداب، قدّمه في القاهرة إلى الصاحب محيي الدين بن ندى الجزري القرشي، وقد قسّم هذا الكتاب إلى أكثر من أربعين كتابا كل واحد منها يبحث عن علم خاص أو فن مستقل، وسمّى كل كتاب باسم خاص، وصدّره بمقدمة مناسبة لموضوع البحث، ولا يقل كل جزء عن المائتي صفحة في القالب الربعي، وفي هذا الكتاب الواسع تناول ما في العالم العلوي كالسماء والنجوم والبروج والقمر والشمس، والليل والنهار والظلمة، ثم العالم الحيواني، وكذا علم الأحجار والمعادن، وخصص للطب كتابا عنوانه «الشفا» وللموسيقى والرقص عند الشعوب المعروفة في وقته كتاب اسمه «متعة الأسماع في علم السماع» يوجد بخطه في خزانة العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور في تونس.

ومن أشهر أجزاء هذا الكتاب الكبير «أزهار الأفكار في جواهر الأحجار» يوجد مخطوطا في كثير من المكتبات وقد أتمّه في سنة 600/ 1242، قال في مقدمته «ومعظم الخواص المذكورة في هذا الكتاب مما جربته بنفسي ووثقت بصحة النقل عنه من غيري من المعتبرين فأحلت عليه مسندا ذلك إليه» .

وقد اختصر الجزء الأول من فصل الخطاب جمال الدين بن منظور الأفريقي صاحب

(1) تحرير التحبير (مطبعة الرسالة مصر 1377/ 1957) تحقيق الاستاذ حفني شرف، ص 13 ..

(2)

ص 7 من مقدمة المحقق للمصدر السالف الذكر.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٨)

«لسان العرب» ، وقد ذكر في مقدمة اختصاره المسمى «نثار الأزهار» شغفه بهذا الكتاب والظروف التي اختصره فيها فقال: «فلما تذكرت هذا الكتاب بعد سنين، وقد تجاوزت الستين، طلبته من كل جهة فلم أجد من يدلني عليه

إلى أن ظفرت به عند شخص من أصحابه فلم يسمح لي - مع فقره - ببيع ولا عارية

إلى أن قدّر الله تملّكه في سنة 690/ 1291 فرأيته مجرد مسودات وجزازات، وظهور وتخريجات، وقد جعله من تجزئته أربعين جزءا لم أجد منها سوى ستة وثلاثين ربطة وهي في غاية الاختلال لسوء الخط فضممت ما وجدت منه بعضه إلى بعض

واستخرت الله في تعليق ما نختاره منه ورغبت في إبرازه إلى الوجود

فإنه روضة المطالع ونزهة القلوب يسرّ به الخاطر ويقرّ به الناظر وسميت هذا الكتاب «نثار الأزهار في الليل والنهار»

واختصره ابن منظور اختصارا مجحفا فغيّر بعض أسماء أجزائه وحذف منه أقساما مهمة جدا.

8 -

قادمة الجناح في آداب النكاح.

9 -

مشكاة أنوار الخلفاء وعيون أخبار الظرفاء، قال الحميري في «الروض المعطار»:«وهو كتاب مطوّل حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد ربه فأبدع» .إلا أنه نسبه لعمر التيفاشي ولم أجد تعريفا بعمر هذا، والمعروف بكثرة التصانيف وجودتها إنما هو أحمد التيفاشي، ثم نسب الحميري للتيفاشي المذكور «قادمة الجناح» وقد مرّ أنه من مؤلفات المترجم له فيكون هذا دليلا على وهم الحميري.

10 -

نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب، في المحاضرة والحكايات. (مخطوط في خزانة الرباط، 333 كتابي).

11 -

الوافي في الطب الشافي، جمعه كتاب أبي نعيم الأصفهاني الشفا المسند عن المصطفى فيما ورد من السند من غير تغيير في تبويبه (باختصار من كشف الظنون 1055).

‌المصادر والمراجع:

- الأعلام 1/ 259، 10/ 35.

- إيضاح المكنون 1/ 549.

- الديباج المذهّب 4/ 75.

- رايات المبرزين وغايات المميزين لابن سعيد الأندلسي، تحقيق الدكتور النعمان عبد المتعال القاضي (القاهرة 1393/ 1973) ص 146 - 145.

- شجرة النور الزكية 170.

- كشف الظنون 72، 233، 260، 742، 979، 1055، 1260، 1305.

- معجم المطبوعات 651 - 652.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٠٩)

- معجم المؤلفين 2/ 08.

- ورقات عن الحضارة 1/ 635، 2/ 448 - 460.

- الأعلام 1/ 273 (ط 5/).

- اكتفاء القنوع بما هو مطبوع 225 - 226.

- كشف الظنون 742، 979، 990، 1260.

- هدية العارفين 1/ 94.

* * *

‌110 - ابن التين (611 هـ)(1214 م)

عبد الواحد بن عمر بن عبد الواحد بن ثابت المعروف بابن التين الصفاقسي، أبو عمرو، وأبو محمد، المحدث، الفقيه.

توفي بصفاقس وعلى قبره قبة صغيرة مستطيلة ذات شكل خاص على مقربة من ضريح الفرياني، وأدخل حديثا في الجامع الجديد البناء الذي نسبوه إلى الإمام اللخمي.

له شرح على صحيح البخاري سمّاه المخيّر الفصيح الجامع لفوائد مسند البخاري الصحيح، يوجد الجزء الرابع منه في المكتبة الوطنية بتونس (مكتبة حسن حسني عبد الوهاب) وتوجد منه نسخة في مطماطة. ينقل في شرحه عن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي (1)، وعن هذا الشرح ينقل الحافظ ابن حجر في فتح «الباري» مناقشا له غالبا، ونقل عنه الزركشي في «التنقيح» وكان الحافظ الرحّالة محمد بن رشيد الفهري السبتي يعتمد في شرح كلام البخاري على شرح ابن التين لأجل حضور البربر في مجلسه ومعتمدهم المدوّنة، وأبو عمرو في الكتاب ينقل المدوّنة وكلام شراحها عليها (2)، كما اعتمده في شرحه للبخاري الذي سمّاه إفادة النصيح في شرح البخاري الصحيح.

‌المصادر والمراجع:

- شجرة النور الزكية 168.

- نزهة الأنظار لمقديش 0242.133.

- نيل الابتهاج 188.

(1) هو طرابلسي توفي بتامسان سنة 440/ 1050 له النصيحة في شرح البخاري، راجع الديباج 35، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 378، نفحات النسرين والريحان فيمن كان بطرابلس الغرب من الأعيان لأحمد النائب الأنصاري، ص 71 - 70.

(2)

أزهار الرياض للمقري 2/ 350 في ترجمة ابن رشيد.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٠)

- هدية العارفين /1.635.

- الأعلام 1/ 273 - 274 (ط 5/).

- كشف الظنون 546.

- مقدمة ابن خلدون ص 443 (مط/مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ).

* * *

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١١)

‌حرف الثاء

‌111 - ثامر (1326 - 1367 هـ)(1909 - 1949 م)

الحبيب ثامر، الطبيب، والزعيم السياسي المناضل.

ولد بتونس وزاول تعلمه الثانوي بالمدرسة الصادقية إلى أن أحرز على دبلومها، ثم سافر إلى باريس والتحق بكلّيّة الطبّ وتخرج منها محرزا على شهادة الدكتوراه في الطب.

وفي مدّة إقامته بباريس انتخبه طلبة المغرب العربي رئيسا لجمعية «طلبة شمال أفريقيا» وهي جمعية ثقافية سياسية، وعاد إلى تونس في موفي عام 1938 على إثر حوادث 9 أفريل التي القت فيها السلطة الاستعمارية القبض على زعماء الحركة الوطنية وخيم على البلاد جو ثقيل من الإرهاب والكبت وامتلأت السجون بالتونسيين. في هذا الظرف الدقيق سعى المترجم له إلى تنظيم حركة الكفاح السري ضد عدوان الاستعمار، والشعب لم يقابل هذا الطغيان بالاستسلام بل قاومه بعنف فقد استمرت المظاهرات وتعددت أعمال التحريب. وظل المترجم له يقود الحركة الوطنية سريا في إطار محدود المدى إلى أن انهزمت فرنسا في الحرب العالمية الثانية سنة 1940 فرأى أن يوسع نطاق عمل الحركة الوطنية ويجعلها شاملة لعدة ميادين، فظهرت كثير من الصحف الوطنية، وأسس المدارس لتعليم اللغة العربية، وفكر في إنشاء النقابات والمنظمات المهنية وتمكن من بعث الوعي بالتضامن واستمرار مقاومة الاستعمار عن طريق الاجتماعات المستمرة التي طالب فيها الوطنيون بإطلاق سراح الزعماء بإلحاح.

في هذا الظرف الحرج المتأزم تولى المترجم له قيادة مظاهرة كبرى إلى قصر الباي بحمام الأنف، وحاولت السلطة الاستعمارية تشتيت هذه المظاهرة لكنه تمكن من الاتصال بالباي وقدم له عريضة تتضمن وجوب الإسراع بإعلان سقوط الحماية، والسعي في إطلاق سراح القادة السياسيين والمساجين، وإثر خروجه من قصر الباي القت السلطة الاستعمارية عليه القبض وأودعته السجن لمدة أربعين يوما، ولم تكن هذه الحادثة لتفل من عزيمته الصلبة القوية فاستأنف الكفاح من جديد فدعم الحركة الوطنية السرية، ولما رأى صولة الاستعمار وعسفه وتفانيه في خنق الحركة الوطنية سعى في الهجرة إلى المشرق العربي خفية في جانفي 1942 فوصل إلى الحدود الليبية ومنها ألقى عليه القبض وسيق إلى السجن، وحاكمته المحكمة الفرنسية بتونس في 18 فيفري 1942 بتهمة التآمر على أمن الدولة وصدر عليه حكم يقضي

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٢)

بسجنه عشرين عاما والنفي مثل هذه المدة، ولم يلبث في السجن الا بضعة أشهر لتبدل الظروف وتغير الأحوال، فقد تولى الملك محمد المنصف باي، ونزلت جيوش المحور بتونس فأفرج عنه في ديسمبر 1942، وهذا المناضل العنيد لا يرهبه السجن والمضايقات الاستعمارية فبمجرد خروجه من السجن استأنف النضال فنظم شؤون الحزب الحر الدستوري الجديد وتجديد تشكيلاته، وأصدر جريدة «إفريقيا الفتاة» الناطقة بلسان الحزب والتي خدمت القضية الوطنية بحماس وجد، وساهم في تحريرها شبّان وطنيون كرشيد إدريس. وعاد الزعماء المساجين إلى البلاد في 9 أفريل 1943 وظل مواصلا للعمل بنشاط إلى 6 ماي من تلك السنة [وهو تاريخ دخول الحلفاء الى تونس] فغادر البلاد خشية الوقوع في قبضة الفرنسيين الناقمين عليه فالتحق أولا بإيطاليا ثم برلين وأخيرا بباريس. وحاول الالتحاق باسبانيا مرارا عديدة لكنه وجد صعوبات وممانعة من الألمان، وحاول ذات مرة الوصول إلى اسبانيا بواسطة قارب صغير وغرق هذا القارب في وسط البحر فقطع بقية المسافة سباحة حتى وصل الشواطئ الإسبانية، والقت عليه السلطة الإسبانية القبض لاشتباهها في أمره، ولم تطلق سراحه الا بعد أيام من البحث والتحري، وبقي بإسبانيا بضع سنوات برفقة جمع من إخوانه المناضلين ووجهت له دعوة في الالتحاق بمصر فنزل بالقاهرة يوم 10 جوان 1946، وبذل نشاطا كبيرا في الصحافة المصرية وفي مكتب المغرب العربي للتعريف بالقضية التونسية كما عرّف بقضايا المغرب العربي. وفي مدة إقامته بالشرق كان كتلة من النشاط الدائب خدمة لوطنه فقد قام برحلات كثيرة وألقى المحاضرات العديدة في نوادي الأحزاب السياسية ونوادي الطلبة معرفا بقضية وطنه تونس وبقضايا المغرب العربي.

وفي 23 نوفمبر 1948 عينه الحزب للمشاركة في المؤتمر الإسلامي الاقتصادي المنعقد بباكستان وعرف فيه بالقضية التونسية وشهر بسياسة القمع الاستعماري فيها، وبعد انتهاء المؤتمر قبل دعوة حكومة باكستان فزار عدة مدن باكستانية وألقى فيها المحاضرات عن تونس وعن كفاح المغرب العربي في سبيل التحرر.

وكانت نهاية المطاف في هذه الجولة وفاة هذا البطل المناضل في ظرف عصيب كان وطنه ما زال في حاجة إلى كفاحه فقد لقي حتفه في اصطدام الطائرة التي كان راكبا فيها في جهة بثاور لاهور في يوم 13 ديسمبر. وهكذا طويت صفحة هذا المناضل الكبير ذي الحركة والنشاط والشجاعة والعزيمة.

ترك تأليفا وحيدا هو «هذه تونس» المطبوع في القاهرة سنة 1948، وهو كتاب تاريخ للبلاد لا سيما في العصور الحديثة ولسير الحضارة فيها إلى أن ابتليت بالاحتلال الفرنسي وتتبع فيه أطوار الكفاح ضد الاستعمار، وبسط بأطناب أحوال تونس السياسة والاجتماعية والاقتصادية في عهده، وفضح طرق وأساليب الاستعمار في الاعتداء على الحريات وإصدار القوانين الجائرة التي تخدم غاياته وأغراضه ومحاولة هذا الاستعمار إدماج الشعب وتتبع خطر

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٣)

سرطان الاستعمار في مختلف الميادين كالتعليم والقضاء والصحة والإدارة.

‌المرجع:

الحبيب ثامر (سلسلة عظماء بلادي) لرشيد الذوادي ط تونس سنة 1977.

* * *

‌112 - الثعالبي (1291 - 1363 هـ)(1879 - 1944 م)

عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي، الزعيم السياسي، والخطيب الساحر والكاتب المفكر، والمصلح الإسلامي، والمؤرخ. أصله من أسرة جزائرية هاجرت إلى تونس بعد الاحتلال. ولد بتونس ونشأ في كنف جده الذي شارك في المعارك ضد الاحتلال الفرنسي وكان جسمه لا يخلو من أثر الجراح.

ودخل المترجم له الكتاب فحفظ القرآن، وأتم الدراسة الأولية في البيت على مدرس خاص، فقرأ النحو والعقائد وشيئا قليلا من الأدب، ثم دخل مدرسة باب سويقة الابتدائية ثم التحق بجامع الزيتونة، ومن أشهر شيوخه العلامة الشيخ سالم بو حاجب، كما تابع دروس المدرسة الخلدونية ومن أبرز أساتذته فيها أبو النهضة البشير صفر، وبارح جامع الزيتونة قبل إتمام الدراسة والإحراز على شهادة التطويع.

وفي سنة 1907 عمل في حزب الزعيم علي باش حانة (الشباب التونسي) وكتب في جريدتي «المبشر» و «المنتظر» فعطلتهما الحكومة، ثم أصدر جريدة «سبل الرشاد» التي عطلتها الحكومة بعد سنة من صدورها، وأصدرت قانونا قيدت به الصحافة، وبعد تعطيلها سافر إلى مصر سنة 1901، وهناك التقى بالشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا وجلس في حلقتيهما، وتأثر بدعوتهما في الإصلاح الديني والاجتماعي. قال العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «وبلغ السيل الزبي سنة 1320/ 1901 لما ظهر بمدينة تونس شاب كان من طلبة جامع الزيتونة والخلدونية المنقطعين للشيخ سالم بو حاجب والأستاذ البشير صفر.

أصدر جريدة سماها «سبل الرشاد» ولم يلبث أن عطلها وسافر إلى الأستانة ومصر، وعاد منهما غريب الشكل والنزعة والمنطق والقلم، يتكلم بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وبعجب بالكواكبي وحسن حسني الطوبراني وعلي يوسف، ويدعو إلى التطور والحرية وفهم أسرار الدين وأسرار الوجود، ويغري بمقالات الحكماء والطبيعيين، ذلك هو الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي لم يكد يرجع من مصر حتى أحاطت به هالة من أهل العلم والأدب وأصبحت الزم له من ظله، فكان ينتقل بهم في مجامع العاصمة ناديا سيارا مأخوذين بحلاوة

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٤)

تعبيره وفصاحة منطقه وقوة عارضته ومقدرته على تحليل المواضيع استرسالا بلا ملل ولا فتور، وبدأ الناس يلتقطون من كلامه سقطات في مسائل الخلاف بين الصحابة والأولياء والكرامات، ويشيعونها على وجهها أو على غير وجهها حتى بلغت اسماع كبار الشيوخ الناقمين على التطور فأثارهم ثورة أدمجت الخلدونية و [مجلّة] المنار والثعالبي، وتقدمت دعوة إلى النيابة العمومية، وجرت المرافعات، والرعاع يترصدون الثعالبي في ذهابه إلى المحكمة ورجوعه يهاجمونه بالسب والأذى، ثم حكم عليه بالسجن، فكان أول مظهر لتمييز الحركة الجديدة وإقامة الفوارق بين مناهج التفكير السابقة وكان ذلك عاملا على تكوين عطف الكثيرين عليه وتقوت الحركة الإصلاحية به وبنكبته».

وفي سنة 1328/ 1910 أسس جمعية تمثيلية اسمها جمعية الآداب، ثم أسس جمعية أخرى «جمعية الشهامة العربية» .في سنة 1903، زار الجزائر والمغرب ورجع إلى تونس سنة 1904، ولم يتردد في مهاجمة الأولياء في الأماكن العامة، وهذا الموقف حاكمته من أجله محكمة الدريبة بشهر سجنا، وبعد خروجه من السجن التحق بحزب الشباب التونسي الذي كان في حالة تكوين، ولم يلبث أن أصبح من أعضائه الأكثر نشاطا.

وعند رجوعه من المشرق كان الجو السائد في البلاد لدى القادة والصحفيين هو التنويه بمهمة فرنسا التمدينية في البلاد، وتقديم المطالب إلى السلطة الاستعمارية في استحياء وتذلل، فبدل المترجم له اللهجة فكان طالب حق قوي اللهجة لا تملق فيها ولا استخذاء، ولنعلم أسلوب القادة إذ ذاك - في مخاطبة الاستعمار لنرجع إلى ما قاله الأستاذ البشير صفر في سنة 1906 في الاحتفال بمناسبة تدشين التكية بمحضر المقيم العام، فقد أشاد بعمل فرنسا التمديني، ولمح في استحياء إلى ضرورة إجراء الإصلاحات الكفيلة بتخفيف بؤس الشعب التونسي مع أن الشعب بلغ في تلك الفترة حدا كبيرا من البؤس والفاقة، وقد اعتبر هذا الخطاب ضربا من الجرأة فلقي تأييدا من المهتمين بالسياسة كما هاجمته هجوما عنيفا جريدة «تونس الفرنسية» لسان حال المعمرين دعاة التفرنس والإدماج.

والإشادة بعمل فرنسا التمديني لم يسلم منها المرموقون من زعماء تلك الفترة مثل علي باش حانبة الذي أصدر سنة 1907 جريدة «التونسي» وهي فرنسية اللسان، فقد كتب في افتتاحيتها الأولى ما يلي «لقد بدأ عمل فرنسا التمديني يأتي أكله في تونس، فهنالك جيل جديد تثقف باللغة الفرنسية، وأنطبع بأفكارها الكريمة بدأ اليوم يأخذ مكانه في التجديد القائم، وهو إيمانا بهذا المبدأ ينشئ جريدة التونسي. يلي ذلك عرض للمطالب التونسية وهو إعادة لما نادى به البشير صفر في خطابه ونصفه مدائح لفرنسا «نرجو أن تعمد فرنسا انسجاما مع تقاليدها ومثلها العليا الديمقراطية أن تمنح التعليم المجاني الابتدائي» وبالحاح من صاحب الترجمة صدرت نشرة عربية عن جريدة «التونسي» سميت «الاتحاد الإسلامي» تولى تحريرها بنفسه.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٥)

ونشأ نوع من التجمع الشعبي حول جامع الزيتونة والمدرسة الصادقية ونادى طلابهما بضرورة إصلاح مواد ومناهج التعليم وخاصة بجامع الزيتونة، وذلك قبل تنفيذ الشيخ محمد عبده الإصلاح في الأزهر. وفي 10 أفريل 1910 قدم الطلاب عريضة مطالبهم إلى وزير القلم بعد أن قاموا بمظاهرة امتدت على مقربة من جامع الزيتونة إلى القصبة، فقبضت الشرطة على اثنين منهم، فتدخل جماعة جريدة التونسي (حزب الشباب) وخطب علي باش حانية في الطلاب مهدئا، ونجحت في النهاية وساطته بينهم وبين الحكومة.

وكان المترجم له يكتب المقالات الطويلة دفاعا عن قضية الطلاب حتى أنهم اعتبروا جريدة «الاتحاد الإسلامي» جريدتهم، وخصص لهم قسما من الجريدة يحررونها بأنفسهم لعرض قضيتهم.

ونجح الطلاب في الحصول على بعض مطالبهم، وخرج من سجن منهم وعددهم ثمانية، ونظموا مظاهرة كبرى حملوا فيها رفاقهم على الاكتاف، وخطب فيهم جماعة حزب الشباب ومنهم المترجم له.

ويوم أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911 ونزلت بجيوشها في ليبيا برز المترجم له قائدا شعبيا تلتف حوله الجماهير فقد سخر طاقاته من قلم ولسان للدفاع ضد الغزو الاستعماري، وشد أرز المقاومة وتعاون مع القادة الأتراك في تنظيم بديع وتوزيع محكم للمسئوليات، فقد كانت مثلا صفاقس مركز اتصال بليبيا عن طريق القرية البحرية نقّطه الواقعة غربيها والبعيدة عن أعين الرقباء والجواسيس وكل الفضوليين، حتى الضباط الأتراك كانوا ينزلون في صفاقس ومن هناك يوجهونهم خفية إلى نقّطة فيركبون البحر في طريقهم إلى ليبيا. وإثر حوادث الزلاج ومن غير أن يكون مسئولا عن هذه الحوادث مباشرة فقد ساهم بفضوله في خلق حالة فكرية تؤيد هذه الاضطرابات، وامتزج بأحدات الترمفاي، فنفي من تونس في شهر مارس 1912، فسافر إلى فرنسا مع علي باش حانبة، ومحمد نعمان، ومنها الى إستانبول، ثم عاد إلى فرنسا، وفي مدة إقامته بفرنسا اتصل هو وعلي باش حانبة بالأوساط السياسية والفكرية، فتألفت لجنة لدراسة المسائل الوطنية في البرلمان برئاسة الوزير السابق «جورج لييج» .ثم رجع إلى تونس بعد طرح قرار النفي.

وقامت أكاديمية آستريه بدراسة واسعة عن مستقبل العلائق بين فرنسا والمستعمرات، وتألفت جمعية «أصدقاء المعمرين والأهليين» في البلدان المحمية، «وجمعية الاتحاد الفرنسي الأهلي» وبدأت بعض الأصوات الفرنسية ترتفع ضدّ الحكم في المستعمرات.

وعاد إلى تونس والحرب العالمية قائمة، ولما انتهت الحرب ارتأت نخبة من رفاق علي باش حانبة البدء بعمل سياسي منظم. وعقد أول اجتماع في أفريل سنة 1919 حضرة ثلاثون مندوبا من المسلمين وثلاثون من اليهود وظهرت في المناقشات خلافات في الآراء والمترجم له يقود

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٦)

المتشددين المطالبين بدستور وحكم ديمقراطي والقائلين باستعمال كل الوسائل الدعائية لبلوغ الهدف، والأعضاء اليهود وبعض المسلمين يقتنعون بالحصول على إصلاحات تدريجية، ولعدم حصول الاتفاق عقد اجتماع ثان تخلف عنه اليهود وانبثق عن هذا الاجتماع ميلاد الحزب الحر التونسي في سنة 1919 بقيادة المترجم له وأحمد الصافي وحسن قلاتي (بالقاف المعقدة). وأوفد الحزب الأستاذ أحمد السقا إلى باريس لعرض المطالب التونسية ورئيس الولايات المتحدة ويلسن في باريس حاضرا في مؤتمر الصلح ومعه بنوده الأربعة عشر، ولم ينجح الأستاذ السقا في مهمته فتقرر إرسال المترجم له في أوت 1919 ولما وصل إلى باريس عرّف بالقضية التونسية لدى الأوساط السياسية، واستخدم التونسيين المقيمين في باريس والعرب عامة الذين بهرتهم شخصيته وبلاغته ونجح في مهمته، واتصل بالزعماء الاشتراكيين وربط معهم أواصر الصداقة، ونظم الاجتماعات وكتب في الصحف، وظهرت مواهبه الخطابية وهيمنته على مستمعيه وقدرته على إقناعهم.

وكون صداقات عديدة خاصة مع الزعيم الاشتراكي مارسال قاشان (M.Cachin) الذي مكنه من عرض القضية على مجلس النواب. واجتمع بلجنة حقوق الإنسان التي وعدت بالاهتمام بالقضية التونسية، وانتسب إلى عدة جمعيات منها «اللجنة الفرنسية الشرقية» و «اللجنة الفرنسية الإسلامية» وأسس «جمعية الطلاب التونسيين» كما أسس بالاشتراك مع شارل جيد «الجمعية الفرنسية التونسية» .

وفي هذا الفترة أصدر كتابه «تونس الشهيدة» غفلا من التوقيع، وعمل على نشره فأرسله بالبريد إلى كل المسئولين في فرنسا، وأرسله إلى تونس بوسائله الخاصة، وعلقت عليه الصحف الفرنسية، ونشرت الصحافة الحرة بعض المقاطع منه، وأثار الكتاب ضجة ودويا فألقى القبض على صاحبه في باريس في 28 جويلية 1920 وجيء به في عنبر باخرة مخفورا إلى تونس بتهمة التآمر على أمن الدولة التونسية.

وفي 20 فيفري 1920 اجتمع أعضاء الحزب التونسي لوضع حد للخلافات القائمة بينهم، فاقترح الأستاذ حسن قلاتي أن تنحصر مطالب التونسيين في المطالبة بإصلاحات لتحسين أجهزة الإدارة دون مساس بنظام الحماية فأجابه الشيخ محمد الرياحي: بأنه يعارض أي تعاون مع الاستعمار، وأن الشعب التونسي يرفض الاحتلال الفرنسي وإعطاء أي حق لفرنسا على تونس. وتكررت الاجتماعات السرية إلى أن توصل الفريقان المختلفان إلى الاتفاق على برنامج عمل غايته الوصول إلى بعث دستور لتونس، واتفقا على إرسال لجنة لتعاون الثعالبي في مهمته بباريس وأطلقوا على حركتهم اسم «الحزب الدستوري» .

وقامت الإضرابات من أجل قضايا الأحباس في 10 أفريل سنة 1920 وسافر وفد برئاسة الأستاذ أحمد الصافي (الأمين العام للحزب) لعرض الموضوع على المسئولين الفرنسيين فمكنه المترجم له بما له من علاقات واسعة من مقابلة العديد من المسئولين في مختلف المنظمات.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٧)

ويبدو أن الأستاذ حسن قلاتي لم يكن راضيا عن سيطرة الثعالبي على الوفد لأن الغاية من إرسال الوفد هي إقصاء الثعالبي عن المواجهة وقال «إن الوفد التونسي الحقيقي الأول هو الذي سافر إلى باريس سنة 1920 برئاسة الصافي، ولكننا لم نحسب حساب قلة خبرته وقدرة الثعالبي الطاغية على الإغراء فقد هيمن هذا الساحر في لحظة على الوفد الذي خضع بعد تردد ومحاولات لا تقع فيها البلاغة وإقناع مؤلف تونس الشهيدة» .

ولما خرج المترجم له من السجن بعد أن صدر من المحكمة قرار يمنع محاكمته في ماي 1921 أخذ اتجاهه يقوي ويشتد في تونس، وتضاءل أثر منافسيه، ولقي من العطف والتأييد ما لا سابقة له في تونس، ولم يغفر له ذلك خصومه وانقسمت الحركة الدستورية قسمين: قسم إصلاحي تدريجي، وقسم الرفض الذي يقوده الثعالبي ويمثل أكثرية الشعب.

وانفصل حسن قلاتي وأسس مع رفاقه حزب الإصلاح الذي يرضى بما يلقي إليه الاستعمار من فتات الإصلاحات وقاوم بمختلف الأساليب الحزب وزعيمه.

وتألم المترجم له من حملة جريدة «المضحك» الساخرة، فقد جعلت منه ومن كتابه «تونس الشهيدة» موضوع سخرية، وأغرت السلطة الاستعمارية حسن قلاتي بالثعالبي فأخذ يكيل الهجوم جزافا، وثقل الجو على المترجم له وأحس للمرة الأولى باليأس. يضاف إلى هذا أن المقيم العام لوسيان سان أفهمه أن البلاد لا تتسع لوجوده فيها وأن يبارحها إلى حيث شاء وإلاّ يضطره إلى سلوك سبيل لا يرضاه من سجنه واضطهاده فبارح تونس مجبورا في قالب مختار في 26 أوت 1923 متجها إلى الشرق وقد تكون مفارقته إلى تونس في ذلك الظرف الحرج من غلطاته التي يؤاخذ عليها، ومر بإيطاليا وأدلى بتصريح حمل فيه فرنسا التآمر على مقتل محمد الناصر باي وتجول بأقطار الشرق فأقام فترة بفلسطين، واحتفت به مدينة القدس وعمل فيها كما كان يعمل في مسقط رأسه لا فرق بين تونس والقدس. قال الأستاذ سامي الجندي «بل ربما أولى هذه ما لم يوله تلك لأنه يعلم أنها مهددة بخطر أفدح من الخطر المحيط بتلك ولأنها ثاني القبلتين ترتاح روحه للصلاة في أقصاها، » وأثناء إقامته بالقدس كلفه الشيخ الحاج محمد أمين الحسيني بتحضير المؤتمر الإسلامي الذي انعقد سنة 1932 فوضع نظامه، وكان أينما حل في أقطار الشرق العربي محل تقدير وأكبار وحفاوة، فأقام بالقاهرة فترة، ثم توجه إلى الحجاز، ثم توجه إلى الهند، ثم توجه إلى مسقط والبحرين والكويت. وفي كل قطر زاره يلقي الخطب البليغة في الدعوة إلى استنهاض الشعوب الإسلامية وإصلاحها على وفق ما كان يدعو إليه الشيخ جمال الدين الأفغاني.

وكانت أخبار تحركاته وتنقلاته تنشر في الصحف العراقية وبالنظر لما يعرفه العراقيون من نضاله وجهاده في سبيل العروبة والإسلام فقد قررت حكومة العراق وكانت إذ ذاك برئاسة ياسين الهاشمي توجيه دعوة له بزيارة العراق، فتقبل منها هذه الدعوة الكريمة بالشكر والامتنان. ويبدو أن هذه الدعوة كانت بإيعاز من الملك فيصل الذي تعرف به في إستانبول

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٨)

كما تعرف به هناك جميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، وغيرهم من رجال العراق.

وصل إلى بغداد في 14 جويلية 1925، وما ان سمع قادة الفكر والأدب والسياسة بوصوله حتى سارعوا للسلام عليه والترحيب به لا سيما أولئك الذين كانت لهم معه معرفة سابقة في إستانبول.

وأقام له أدباء بغداد حفلة تكريمية تقديرا منهم لجهاده، ونضاله ولم يمض على إقامته أسبوعان، وتقرر إقامة الحفلة مساء يوم 14 أوت 1925.

وفي هذه الحفلة ألقى الزهاوي قصيدة، وبعده ألقى الرصافي قصيدة، وقصيدة الزهاوي مطلعها [طويل]:

وقفت نحيفا بالعزيز أرحّب

فأنشد للتكريم شعرا فأطرب

ومنها:

أحييك يا عبد العزيز تحية

لها الحب أمّ والوفاء لها أب

أحييك من ضيف له بغداد نافست

به فهي عن احسابها اليوم تعرب

أحييك من حبر رسا طود علمه

وبحر خضّم ماؤه ليس ينضب

لقد لحت في الزوراء تومض للهدى

كما لاح في جوف الدجنّة كوكب

حللت بها والروض ليس بمخصب

فما طل إلاّ وهو ريّان مخصب

رأيت رياح العلم في الروض باقيا

وكل رياح دون ذلك تذهب

إلى الأدب العصري للعرب حاجة

وأنك يا عبد العزيز المؤدب

وكم لك في الأيام من وطنية

بآثارها سرّت نزار ويعرب

وكم لك من قول جدير بأنه

على صفحات الدهر بالتبر يكتب

ولم تغترر بالدهر قد سالم الحجى

لعلمك أن الدهر بالناس قلّب

إلى أن قال:

وما أنت إلاّ عالم ذو صراحة

بها الناس مهما أجفلت تتهذّب

كذلك نور الشمس إمّا تكشّفت

فإن بها الأرض الكريمة تخصب

وقصيدة الرصافي عنوانها: بين

تونس وبغداد وهذا نصها [وافر]:

أتونس إن في بغداد قوما

ترفّ قلوبهم لك بالوداد

ويجمعهم وإيّاك انتساب

إلى من خصّ منطقهم بضاد

ودين أوضحت للناس قبلا

نواصع آيه سبل الرشاد

فنحن على الحقيقة أهل قربى

وان قضت السياسة بالبعاد

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢١٩)

وما ضرّ العباد إذا تدانت

أواصر من لسان واعتقاد

وإن المسلمين على التآخي

وإن أغرى الأجانب بالتعادي

أتونس إن يحدك ذو انتماء

إلى عليا نزار أو إياد

لنا (بثعالبيّك) خير ملق

على أشتاتنا حبل اتحاد

وأكبر حامل بيد اعتزام

لحب بلاده علم التفادي

وأسمى من سما أدبا وعلما

وأفصح من تكلم عن سداد

دع القول المريب وقائليه

وسل عنه المنابر والنوادي

تجده خطيبها من كل خطب

ومدرهها لدى كلّ احتشاد

فتى صلحت عزائمه وجلّت

عن الروغان في طلب المراد

تغرب ضاربا في الأرض يبغي

مدى من دونه خرط القتاد

فأوغل في المفاوز والموامي

وطوّف في الحواضر والبوادي

وكان طوافه شرقا وغربا

لغير تكسّب وسوى ارتفاد

ولكن ساح لاستنهاض قوم

حكوا بجمودهم صفة الجماد

يغار على العروبة ان يراها

مهدّدة المصالح بالفساد

فأنّى سار كان له هدير

يهزّ دويّه أقصى البلاد

وكم قد قام في ناد خطيبا

بمحكمة المقاصد والمبادي

تنير بكهربائيّ المعاني

أمورا كن كالظّلم الدآد

تحلّ من القلوب إذا دعتها

محلّ الحب من شغف الفؤاد

إلى أن جاء حاضرة نماها

أبو الإنماء ذو الشرف التّلاد

فكان نزوله في ساكنيها

نزول الماء في المهج الصّوادي

فيا عبد العزيز أقم عزيزا

بحيث الأرض طيبة المراد

يحييك العراق برافديه

تحية مخلص لك في الوداد

وكان المترجم له على معرفة سابقة بالملك فيصل ورستم حيدر رئيس الديوان الملكي في إستانبول وباريس، لذلك لم يكد يصل إلى بغداد حتى سارع بالسلام على الملك وشكره على تفضل حكومته بدعوته لزيارة العراق. واقترح عليه الملك فيصل أن يكون أستاذا في (جامعة آل البيت) التي تم تأسيسها منذ سنة ببغداد، وشكر الثعالبي هذا اللطف وأيد ما أبداه وقال: أنا بانتظار جلالتكم، وغادر البلاط الملكي وهو مسرور بهذا اللقاء.

وبعد إجراءات باشر عمله الجامعي في مطلع سنة 1926، ودرّس بها مادة (الفلسفة الإسلامية) في الصف الثاني منها ومادة (حكمة التشريع) في الصف الثالث، ودرس هاتين المادتين خلال الخمس سنوات التي قضاها أستاذا في هذه الجامعة إلى أن أصدر أمر بإلغائها سنة 1930.

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٢٠)

ونشرت له مجلة الجامعة محاضرة في الفلسفة الإسلامية في عددين كما نشرت له محاضرة في حكمة التشريع. وقد خصص صباح كل يوم جمعة ندوة يستقبل فيها أصدقاءه ومعارفه من الشخصيات السياسية والأدبية، وكان في مقدمة هؤلاء جعفر العسكري، وياسين الهاشمي وطه الهاشمي، وفهمي المدرس، وعبد اللطيف الفلاحي، ومنير القاضي، ويوسف العطار، وغيرهم.

وكانت اجتماعات هذه الندوة السياسية والأدبية تحفل بشتى الأحاديث التاريخية والسياسية والأدبية التي تتناول شؤون الساعة في الوطن العربي مشرقة ومغربه وما يجد من أحداث وتطورات في شتى مجالات الحياة العامة. وعند ما انتدبت الحكومة العراقية الأستاذ أحمد حسن الزيات لتدريس آداب اللغة العربية في مدرسة دار المعلمين العليا ببغداد في نهاية سنة 1929 كان في مقدمة الذين سعى إلى التعرف بهم الشيخ الثعالبي فكان يحضر ندوته الأسبوعية ويشارك في أحاديثها الأدبية وغيرها، ومن رواد هذه الندوة محمد بهجت الأثري، ومعروف الرصافي قبل انفصام رابطة الصداقة بينهما.

في نهاية السنة الدراسية في مطلع سنة 1930 أقرت الحكومة إلغاء جامعة آل البيت والاستعاضة من ذلك بإرسال البعثات إلى مصر على حساب وزارة الأوقاف، وتوقف صرف راتب الثعالبي الأمر الذي جعل البلاط المالكي يتدخل في ذلك وطالب أن تسدد رواتبه لغاية السنة الدراسية بما فيها أشهر العطلة.

وتقرر تعيينه مراقبا لبعثة الأوقاف في مصر.

وبعد أن تقاضى رواتب العطلة الصيفية غادر بغداد في سبتمبر 1930 بعد أن أقام بها مدة خمس سنوات كان له في أوساطها السياسية والثقافية والأدبية والاجتماعية ذكريات طيبة كانت وما تزال حديث المجالس والمنتديات.

ورجع إلى تونس في صيف 1937 ونظم له الحزب الحر الدستوري الجديد احتفالا رائعا بساحة قامبطا وألقى فيها خطابا رائعا، وبعد مدة حدث الخلاف بينه وبين الحزب الجديد الذي يتزعمه المجاهد الأكبر الرئيس الحبيب بورقيبة، وكأنه لم يدر أن الأحوال تغيرت أثناء أربع عشرة سنة من غيابه في المشرق، وأصبحت قيادة الجماهير بيد بورقيبة قائد وزعيم الحزب الدستوري الجديد، فرأى أن الجماهير ليست معه، وألقى عليه الظل فانعزل عن المجتمع ولزم داره ولولا بعض الفصول التي كان ينشرها بين الحين والآخر في جريدة «الارادة» لسان حال الدستور القديم ما شعر الشعب بوجوده، وفي هذه الفترة كان منزله منتدى يحضره المنتمون للحزب القديم وأعضاء هذا الحزب، وتدور الأحاديث المختلفة ويلقي أحيانا محاضرات في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، وحضره مرات مدرس بجامع الزيتونة وشاعر أيضا ما زال يقيد الحياة للتجسس ونقل الأخبار إلى السفارة الفرنسية عن طريق الهاتف بالبريد،

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٢١)

واستوثق من صحة الخبر بإرسال السيد محيي الدين القليبي لإدارة البريد صحبة السيد محمد بن عبد القادر للاستماع إلى ما يقوله الشيخ عن طريق الهاتف، ولما تبين صحة هذا الخبر طرد هذا الشيخ من منزله شر طرد في الجلسة الموالية.

رحمه الله وغفر له، وأنا لا أعتبره معصوما فهو كسائر البشر يخطئ ويصيب وان كان أخطأ فعن سلامة نية وحسن قصد، وقد خدم بلاده وقضايا العروبة والإسلام خدمات جلّى ولم يدخر وسعا في سبيل العمل النافع المفيد، وقد كان على جانت عظيم من الثقافة وسعة الاطلاع، وكانت له آراء سديدة في الشئون السياسية والاجتماعية، والدينية والفلسفية، وهو من الذين جاهدوا في سبيل الوحدة الإسلامية أولا ثم في سبيل الوحدة العربية.

وكان من المشتغلين بالعلم والأدب والبحث والتأليف وكان من أقدر الخطباء في عصره حتى قال الرصافي «لم أر أخطب من عبد العزيز التونسي» .

توفي في شوال/أكتوبر.

‌مؤلفاته:

1 -

تونس الشهيدة، نقله إلى العربية الأستاذ حمّادي الساحلي (دار الغرب الإسلامي 1984) ويقول العارفون بأنه أدق من ترجمة الأستاذ سامي الجندي.

2 -

رحلة دوّن فيها انطباعاته ومشاهداته عن البلدان التي رحل إليها وجال فيها في أربعة أجزاء، ضاع منها في السنوات الأخيرة جزءان لأن أحدهم (ويقال أنه الشيخ عبد الرحمن اليعلاوي) استعارها ولم يرجع الجزءين إذ أعارهما لشخص آخر لم يتورع عن عدم الإرجاع.

3 -

تاريخ شمال افريقيا في 8 أجزاء، ذكر ذلك في مجلة المعرفة المصرية لصاحبها السيد عبد العزيز الإسلامبولي أطلعني عليها زميل في الدراسة السيد على بن المكي المرزوقي عضو مجلس الأمة وفاتني إن اخذ مذكرة منها.

4 -

معجز محمد في السيرة مطبعة الإرادة تونس 1357/ 1938 الجزء الثاني والأول لم يطبع.

5 -

روح القرآن الحرة، ألّفه بالاشتراك مع الهادي السبعي وسيزار بن عطار (تونس 1905).

6 -

له محاضرة عنوانها: ابن خلدون، حياته وكتبه القاها في تونس سنة 1911، لخّصها الصادق الزمرلي في المجلة التونسية (الفرنسية اللسان) ج 18 (1911) ص 532 - 536 (مؤلفات ابن خلدون د. عبد الرحمن بدوي ص 366).

تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ١

(ص: ٢٢٢)

‌المراجع:

- الأعلام 4/ 136، 10/ 126.

- الأعلام الشرقية لزكي مجاهد 1/ 148، 149.

- معجم المؤلفين 5/ 240.

- مقدمة تونس الشهيدة المترجمة سامي الجندي ص 5 - 24.

- أركان النهضة الأدبية 55، 56.

- الحركة الفكرية والأدبية بتونس 57، 58، 113، 114، 119، 123.

- عبد الرزاق الهلالي مجلة المورد م 18 العدد 3 خريف 1979 ص 463، 478.

- الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع من المحيط إلى الخليج لأنور الجندي (مط. الرسالة، القاهرة 1969) ص 126 - 128.

- المحافظة والتجديد في النشر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي ص 421 - 424.

- عبد العزيز الثعالبيّ رائد الحرّيّة والنهضة الإسلامية لأنور الجندي، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984) عن حياته ونضاله السياسي والعلمي والثقافي ورحلاته الواسعة ومساعيه في العالم الإسلامي على مدى أربعين عاما قضاها كلها مغتربا مناضلا عن قضايا العرب والمسلمين.

التعريف بالأدب التونسي لرضوان إبراهيم ص 63 - 64.

- النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس 1900 - 1962 لمحمد صالح الجابري (الدار العربية للكتاب 1981) ص 265، 266، 273، 274، 275.

- أصول الحركة الوطنية في تونس 1904 - 1934 منشورات الجامعة التونسية كلية الآداب 1962 (بالفرنسية) لعلي المحجوبي 128، 135، 138، 188، 201.

وصفحات أخرى كثيرة ينظر في فهرس الأعلام في آخر الكتاب.

* * *

(1) ذكره السخاوي في مقدمة «الجواهر والدرر» في علم التاريخ عند المسلمين لروزنتال، ترجمة الدكتور صالح العلي، ص 729.>>>>>>

ص: 195