الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
إن الثناء على الله تعالى وتسبيحه وتمجيده ومناجاته أمر محمود عظيم، وخلط ذلك كله في الدعاء أمر مطلوب جليل، وقد وردت أدلة وآثار توضح هذا وتؤكده، وقد سار على هذا النهج الأنبياء العظام والملائكة الأطهار، والصالحون الأبرار، وسآتي أولاً بالأدلة من الكتاب والسنة على أهمية هذا العمل:
أـ أدلة من القرآن العظيم:
وردت آيات كريمات تحث على الثناء على الله تعالى وحمده وخلط ذلك بالدعاء فمن ذلك:
1ـ قال تعالى: {وَللهَِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (1)} .
ودعاء العبد ربَّه بأسمائه الحسنى هو ثناء على الله وتمجيده، كما هو معلوم.
(1) سورة الأعراف: آية 180
قال الإمام القرطبي (1) رحمه الله:
(قوله تعالى: {فَادْعُوهُ بِهَا} ، أي اطلبوا منه بأسمائه، فيُطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحمن ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رزاق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتّاح افتح لي، يا تواب تُب علي، وهكذا
…
فإن دعوت باسم عامٍّ قلت: يا مالك الملك ارحمني، يا عزيز احكم لي، يا لطيف ارزقني.
وإن دعوت بالاسم الأعظم فقلت: يا الله فهو متضمن لكل اسم.
ولا تقول: يا رزاق اهدني إلا أن تريد يا رازق ارزقني الخير
…
) (2).
2 ـ وقال تعالى: مخبراً عن أهل الجنة:
(1) هو الشيخ الإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي القرطبي. إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور فضله. توفى سنة 671 في صعيد مصر رحمه الله تعالى. انظر ((الوافي بالوفيات)): 2/ 122 - 123.
(2)
((الجامع لأحكام القرآن)): 7/ 327
(3)
سورة يونس: آية 10.