الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و {دَعْوَاهُمْ} : (أي دعاؤهم في الجنة أن يقولوا: سبحانك اللهم، وقيل بالحمد).
ومعنى {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ} : (قيل: إذا أرادوا أن يسألوا شيئاً أخرجوا السؤال بلفظ التسبيح ويختمون بالحمد، وقيل: نداؤهم الخدم ليأتوهم بما شاؤوا ثم سبحوا
…
) (1).
ب ـ أدلة من السنة المطهرة:
ومما ورد في السنة المطهرة في الحث على الثناء والتسبيح وقرنه بالدعاء:
1 ـ عن فَضالة بن عُبيد (2) رضي الله عنه قال:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاة لم يمجد الله تعالى ولم يُصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((عَجِلَ هذا)).
ثم دعاه فقال له أو لغيره:
((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربَّه سبحانه والثناء عليه، ثم
(1)((الجامع لأحكام القرآن)): 8/ 313.
(2)
فضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري الأوسي. شهد أحداً وما بعدها. نزل دمشق وولي قضاءها. توفي سنة 58 رضي الله عنه. انظر ((التقريب)): 445.
يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء)) (1).
وفي رواية: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي فمجّد الله وحمده، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ادع تُجب، وسل تُعْطَ)) (2).
ونص الحديثين واضح في تفضيل الدعاء المسوق فيه التمجيد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الأدعية الخالية من ذلك.
2 ـ عن الأسود بن سَريع (3) رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامدَ ومِدحَ، وإياك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى.
(1) أخرجه الإمام الترمذي في سننه: كتاب الدعوات: باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم: 5/ 517 وقال: حديث حسن صحيح. والحديث حسن إن شاء الله تعالى.
(2)
أخرجة الإمام النسائي في سننه: كتاب السهو: باب التمجيد والصلاة على النبي
…
صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
(3)
الأسود بن سَريع التميمي السعدي. نزل البصرة ومات في أيام الجمل، وقيل سنة 42، رضي الله تعالى عنه. انظر ((التقريب)):111.
قال: فجعلت أنشده
…
) (1).
3 ـ وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا أحدَ أغيرُ من الله، ولذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شيء أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه)(2).
4 ـ والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع للخلائق يوم القيامة عند الله تبارك وتعالى، ويكون وسيلته في ذلك الثناء والحمد، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((
…
فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامده أحمده بها ـ لا تحضرني الآن ـ، فأحمده بتلك المحامد، وأخرّ له ساجداً
…
)).
وفي رواية:
((
…
فأقع ساجداً لربي عز وجل، ثم يفتح علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقول: يا
(1) قال الإمام الهيثمي: (رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدهما عند أحمد رجال الصحيح). انظر ((مجمع الزوائد)): 8/ 121.
(2)
أخرجه الإمام البخاري في مواضع من صحيحه منها: كتاب التفسير، تفسير سورة الأنعام.