الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى كل مريد من حبل الوريد
…
أحمده وهو أهل الحمد والتحميد، والشكر والشكر لديه من أسباب المزيد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد، والبطش الشديد
…
) (1).
13 - وقال أبو الحسن الشاذِلي
(2) رحمه الله تعالى:
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين:
ولقد شكا إليك يعقوب فخلصته من حزنه، ورددت عليه ما ذهب من بصره، وجمعت بينه وبين ولده.
ولقد ناداك نوحٌ من قبلُ فنجيته من كربه.
ولقد ناداك أيوب من بعدُ فكشفت ما به من ضره.
ولقد ناداك يونس فنجيته من غمه.
(1)((الترغيب والترهيب)): 1/ 35.
(2)
علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذِلي المغربي، أبو الحسن، رأس الطائفة الشاذلية من المتصوفة، وصاحب الأوراد المسماة ((حزبَ الشاذلي)). ولد في بلاد غمارة بريف المغرب سنة 591، وتفقه وتصوف بتونس. وسكن شاذلة بقرب تونس فنسب إليها
…
رحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل العراق، ثم سكن الإسكندرية، وتوفي بصحراء عَيْذاب في طريقه إلى الحج سنة 656. وكان ضريراً، رحمه الله تعالى. انظر ((الأعلام)): 4/ 305.
ولقد ناداك زكريا فوهبت له ولداً من صُلْبه بعد يأس أهله وكبر سنه.
ولقد علمت ما نزل بإبراهيم فأنقذته من نار عدوه.
وأنجيت لوطاً وأهله من العذاب النازل بقومه.
فهأنذا عبدُك:
إن تعذبني بجميع ما علمت فأنا حقيق به، وإن ترحمني كما رحمتهم ـ مع عِظَم إجرامي ـ فأنت أولى بذلك، وأحق من أكرم به
…
) (1).
وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:
(ربِّ:
لمن أقصد وأنت المقصود، وإلى مَن أتوجه وأنت الموجود، ومَن ذا الذي يعطي وأنت صاحب الكرم والجود، ومن ذا الذي أسأل وأنت الرب المعبود، وهل في الوجود ربٌّ سواك فيُدعى، أم هل في الملك إله غيرك فيُرجى وإليه يُسعى، أم هل كريمٌ غيرُك يطلب منه العطا، أم هل جواد سواك فيُسأل منه الرضا، أم هل حليم غيرك فيُنال منه الفضل والنُعمى، أم هل رحيم غيرك في الأرض والسما، أم هل حاكم سواك فترفع إليه الشكوى، أم هل
(1)((جامع الثناء على الله)): 156 ـ 157.
طبيب غيرك فيكشف الضر والبلوى، أم هل رؤوف غيرك للعبد الفقير يعتمد عليه، أم هل مليك سواك تبسط الأكف بالدعاء إليه، فليس إلا كَرمُك وجودك لقضاء الحاجات، وليس إلا فضلك ونعمك لإجابة الدعوات.
يا من لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، يا من يجير ولا يُجار عليه
…
ربِّ:
إلى من أشتكي وأنت العليم القادر، أم إلى من ألتجئ وأنت الكريم الساتر، أم بمن أستنصر وأنت الولي الناصر، أم بمن أستغيث وأنت الولي القاهر، أم من ذا الذي يجبر كسري وأنت للقلوب جابر، أم من ذا الذي يغفر ذنبي وأنت الرحيم الغافر.
أنت العليم بما في السرائر، الخبير بما تخفيه الضمائر، المطلع على ما تحويه الخواطر.
يا من هو فوق عباده قاهر، يا من مطلع عليهم وناظر، يا من هو قريب وحاضر، يا من هو الأول والآخر، والباطن والظاهر، يا إله العباد، يا كريم يا جواد، يا صاحب الجود والكرم والإحسان، يا ذا الفضل والنِعَم والغفران
…
يا من عليه يتوكل المتوكلون، يا من إليه يلجأ الخائفون، يا من بكرمه وجميل عوائده يتعلق الراجون، يا من بسلطان قهره
وعظيم قدرته يستغيث المضطرون، يا من بوسيع عطائه وسعةِ رحمته وجزيل فضله وجميل منته تُبسط الأيدي ويسأل السائلون
…
يا مفرِّج الكربات، وغافر الخطيئات، وقاضي الحاجات، ومستجيب الدعوات
…
وكاشف الظلمات، ودافع البليات، وسائر العورات، ورفيع الدرجات، وإله الأرض والسموات
…
يا من عليه المُتكل، يا من إذا شاء فعل، ولا يُسأل عما يفعل.
يا من لا يُبْرمه سؤال مَن سأل .. .
يا من أجاب نوحاً في قومه، يا من نصر إبراهيم على أعدائه، يا من رد يوسف على يعقوب، يا من كشف الضرَّ عن أيوب، يا من أجاب دعوة زكريا، يا من قَبِل تسبيح يونس بن مَتّى
…
إلهي:
قد وجدتك رحيماً فكيف لا أرجوك، ووجدتك ناصراً معيناً فكيف لا أدعوك.
مَن لي إذا قطعتني، ومن ذا الذي يضرني إذا نفعتني، ومن الذي يعذبني إذا رحمتني، ومن ذا الذي يَقْرَبُني بسوء إذا نجيتني، ومن ذا الذي يمرضني إذا عافيتني
…
) (1).
(1) المصدر السابق: 165 ـ 170.